في القطيف شباب يتساقطون.. العوامية مثالاً

[Safwa]

في القطيف شباب يتساقطون.. العوامية مثالاً



http://64.246.58.158/media/lib/pics/...1135112716.jpg



محمد سعيد الدبيسي * - 28 / 5 / 2007م - 12:58 م



لم يشئ مجتمعنا القطيفيي المسالم الذي ألف الأجواء الوادعة والهدوء وسكون الطباع واخضرار المشاعر بالحب والعطاء كأخضرار واحاته وأريافه ونخيله الباسقة، حتى رأينا الظواهر السلبية تترى على مجتمعنا.

ظاهرة الدبابات التي تحوم في الطرقات الضيقة يسوقها شبان إلى آخر الليل بشكل استعراضي واستفزازي مثير، ظاهرة التفحيط والتخميس بالسيارات في الأماكن المأهولة، ظاهرة العربدة بالسلاح، ظاهرة السطو المسلح على المحلات التجارية، ظاهرة خطف حقائب النساء وابتزاز الضعفاء ونهب ممتلكاتهم، ظاهرة ضرب الآخرين بدعاوى ليس لها مبرر مقنع.

ظواهر أخرى قد تتفرع وتبرز بشكل مخيف إذا ما تركت بلا زمام يقيدها ويحد من انتشارها.

صرنا نسمع، عمليات قتل بالمدى والسكاكين ودوي المفرقعات والعيارات النارية وسقوط ضحايا ونهب وسطو وخطف وسرقات واعتداء وتخميس في الأحياء المأهولة وعربدة الدبابات بلا ضابط كجعل الكفر الأمامي- مثلاً- يقابل السماء بحركة بهلوانية مستفزة،عرفت عند الشباب بـ«الويل» وكل ذلك يحصل أمام أعيننا وأسماعنا كما لو أن الأمر طبيعي حتى فقدنا عنصر الإ ثارة من تكرار المشاهد وتتابع الجرائم.

وكدلالة على ارتفاع مؤشر الجريمة وبحسب ماوصلنا من أخبار، سأحصر لك عزيزي القارئ بعض الحوادث الجنائية التي حدثت فقط في الشهر الذي نحن فيه مايو 2007..

1- جاء الخبر في جريدة اليوم 7/5/2007 «رصاصة عشوائية بالقطيف تخترق فخد شاب» مسلحان أصاب طالباً بإطلاق نار عبثي على طلاب مدرسة بأم الحمام.

يذكر في هذا الحادث ان الطالب أحمد عبد الواحد المرهون طالب الصف الثالث الثانوي تعرض لنزيف إثر إصابته بعدة عيارات نارية في فخده وأدخل على عجل في قسم العناية المركزة بمستشفى القطيف المركزي.

2- جاء الخبر في صحيفة عكاظ 10 / 5 / 2007 هـ «مجهول يطلق النار على حافلة بساحة مكتب سفريات بالقطيف» يذكر الخبر - اطلق مجهول النار من سلاح رشاش «كلاشنكوف» على ركاب حافلة قادمة من سوريا في ساحة مكتب سفريات بالقطيف مما أدى إلى اصابة شاب في رجله اليسرى.

3- نشرت صحيفة الرياض 19 /5 /2007 هـ خبر بعنوان «سرقة منزل في سيهات تحت تهديد السلاح» يذكر الخبر إن الذين قاموا بعملية السطو ثلاثة لصوص أحدهم يحمل مسدساً وتمت عملية السطو في الفترة الصباحية مستفيدين من خلو المنزل إلا الخادمة حيث امسكوا بها وضربوا رأسها في الجدار لتسقط مغشيةً عليها وليتم سرقة كميات من الذهب تقدر بـ 20.000 عشرون ألف ريال إضافة لبعض الأجهزة.

4- في هذا الشهر، بحسب رواية صاحب معرض «الذكاء الإلكتروني لبيع وصيانة الحاسب الآلي» بالقطيف رضا الدبيسي، هجم ملثمون وقاموا تحت تهديد السلاح بسرقة أجهزة كمبيوتر من نوع - لاب توب - ولاذوا بالفرار والتحقيق لم يزل جارٍ.

5- نقلت الصحف والمواقع 20 /5/ 2007 مـ خبر بعنوان «شاب يطعن ابن خاله بآلة حادة ويرديه قتيلاً في صفوى» المجني عليه يدعى أحمد علي آل خلف 17 سنة. الجاني يدعى أحمد سنان السنان 17 سنة.

6- إلى حين إعداد هذه السطور، نشرت صحيفة الحياة 27/5/ 2007 خبر بعنوان «إصابة خمسة شبان في حادثتي تصادم وطعن في كورنيش القطيف» اشار الخبر بوقوع حادثتين مأساويتين.

• الأولى: إثر ارتطام دراجتين ناريتين بسيارة.

• الثانية: اُعتدي- بآلة حادة- على الشاب علي القيصوم عندما كان يسير في الكورنيش، هاجمه شخصان أرادا سرقة هاتفه الجوال وحين قاومهما بترا أصابع يده اليسرى وأصاباها بشق عميق وفتق في البطن وسرقا منه الهاتف وهربا - بحسب كلام شقيق المعتدي عليه - خالد القيصوم.

أقول مرة أخرى كل ذلك حدث في شهر واحد - نعم في شهر واحد - كما نوهت آنفاً وبحسب ماأُذيع وعرفناه فقط، إّن تلك الظواهر التي توالت بشكل سريع والتي تدخل تحت عنوان عنف المراهقة، لم تكن مسبوقة قبل سنوات قليلة، اليوم فرضت نفسها على مجتمعنا بقوة، الأمر الذي يستدعي التفكير جدياً بقيام لجان في كل منطقة من مناطق محافظة القطيف، من شأنها دراسة نشوء الظاهرة وإيجاد حلول مجدية للقضاء عليها أو إيجاد مخارج للحد من تفاقمها كحد أدنى.

فـ إن قيام تلك اللجان المنشودة بحد ذاتها تعتبر مكسباً عظيماً لحماية المجتمع من تداعيات الظواهر السلبية، بل أن قيامها يعني علامة من علامات المجتمع القوي المتماسك وخطوة أولى على طريق بناء المجتمع المدني والارتقاء به وإذا ما تم ذلك فسيكون المجتمع ككل المسئول الأول عن النتائج لارتباط مسألة النجاح والفشل بمدى حجم الحضور والدعم والتعضيد المفترض تقديمه لتلك اللجان الخيرية وبحسب حاجة اللجان لنوع ذلك الدعم.

أما إذا ضلنا نتفرج واكتفينا بالمشاهدة ورصد الأعراض ولم نتحرك بمستوى حجم المشكل فسوف يتسع الخرق على الراقع، عندئد ستتجه الأمور إلى نحو كبير من التعقيد والاتساع والـلا انضباط، الأمر الذي يفرض توظيف جهود مضاعفة، ربما قد يقتضي الأمر استدعاء الجهات الحكومية المختصة من باب المساعدة أو التدخل وهذا ما لا نبتغيه سوى عند الضرورة. أعتقد لسنا اليوم بعيدين عن هذه الضرورة، إذ أن تتابع ظاهرة الحوادث الجنائية بهذا الشكل السريع مؤشر على استفحالها وعجز أدوات ضبطها.

عموماً، هؤلاء الشبان المندفعين بهذه الآلة الخطرة، قد يكونوا ضحايا الأهل بالدرجة الأولى وقد تكون الظروف المحيطة بهم سبباً ومع ذلك لا يعفى المجتمع من المسئولية، إذ لو حصل التعاون من المجتمع حضورياً مع ذوي الضحاياً وحاول جدياً في أيجاد مخارج أو حلول لما وصلت الأمور إلى هذه الدرجة من السوء.

هذا الاستخدام العبثي للدبابات والسيارات وأدوات العنف الأخرى أدى إلى سقوط العشرات من الشبان صرعى وجرحى بسبب الفلتان من أدوات الضبط، فتركت في نفوس ذويهم ندوبا ومرارات لا توصف بكلمات، فرحيل أي شاب من المجتمع بالطبع ليس خسارة لدويه فحسب بل خسارة للوطن بمعناه الضيق والواسع.

كل واحد من هؤلاء معد ليكن كفاءة علمية على صعيد الطبيعة أوالدين ومعد أيضاً بأن يكون طبيب، معلم تربوي، شاعر، أديب، رسام، نحات، فنان أو ناشط.

المهم أن هؤلاء طاقة كامنة يجب المحا فظة عليها وادخارها، هم معدون ليصبحوا أرقاماً صعبة في تلك الحقول كأي جوهرة أو عملة صعبة عندما تكون في حيازة صاحبها ففقدهم بلا شك خسارة.

طبعاً كأي ظاهرة عنفية لا بد لها من مسببات ومخاض يعمل ويدور، لا شئ يتأتى فجأة إلاّ من إرهاص مؤثر ودواعي النشوء، أحاول أن استعرض بعض الأسباب لاعتقادي أنها تساهم في بروز الظاهرة العنفية..

1- الإنفتاح ومشاهد العنف والجنس الذي يضخه الإعلام العربي والعالمي.
2- تراخي الوالدين أو العكس في مسألة التربية ومعاشرة رفقاء السوء.
3- الحرمان أو الدلال المفرط قد يدفع الشاب إلى العنف.
4- البطالة المتفاقمة وعدم فاعلية المرافق الرياضية والتربوية.
5- افتقار المنطقة لمرافق الترفيه وانعدام برامج الجذب المفيدة.
6- ازدياد عدد السيارات تباعاً لزيادة عدد السكان، الأمر الذي جعل الشبان المتهورين صيداً سهلاً للوقوع في الحوادث.
7- التشنج الإجتماعي والسياسي المتاخم، ربما ساهم في تكوين العنف.

هذه الأسباب مجتمعه أو بعضها، ربما تكونت في اللا شعور عند المراهق فأنتجت شبان متمردين بهذا الشكل الذي نشاهده غير أن ذلك لا يعتبر بحال عذراً ً وتبريراً مقبولاً للتجاوزات والانفعالات الغير منضبطة.

العوامية فقط لوحدها سجلت تداعي خطير في موضوع ظاهرة الدبابات حيث أخذت تحصد أرواح الشبان المتحمسين والمندفعين بدبابات الموت، فقد ذهب ثلة من الشبان بعمر الزهور متأثرين بجراحهم وتركوا غصة في حلوق أهاليهم ومن يعز عليهم، واليكم المحصلة...

1- توفي الشاب صلاح عبد الرزاق عبد الله آل بطي عن عمر ناهز الـ 18 سنة في شهر جمادى الأول 1417 هـ. توفي على إثر التفحيط التدويري «التخميس» بالسيارات. با إستثناء الشبان الآتية أسمائهم فقد لقوا جميعاً حتفهم بدبابات الموت.

2- توفي الشاب علي عبد الرزاق باقر الربح عن عمر ناهز الـ 19 سنة في 15 / 9/1422 هـ.
3- توفي الشاب عمار سعود سلمان آل عمار عن عمر ناهز الـ 16 سنة في 2/11/1324 هـ.
4- توفي الشاب حسين رضي حسين الحساوي عن عمر ناهز الـ 20 سنة في 25/3/1425 هـ.
5- توفي الشاب عمار محمد سلمان الشلب عن عمر ناهز الـ 15 سنة في 2/9/1426 هـ.
6- توفي الشاب حسين سلمان عبد الكريم المناسف عن عمر ناهز الـ 16 سنة.

وبحسب المعلومات عن الشاب حسين المناسف الذي يعتبر آخر الراحلين في هذا الركب والذي توفي صباح الجمعة - ا جمادى الأولى 1428 هـ - أنه لايملك دباباً ولم يكن بعد قد احترف قيادة الماطور بطريقة فنية أي لم يكن متمرس.

أحد أصدقاء المرحوم بصوت حزين يروي الحادثة قائلاً...

بعد أن فرغنا من لعبة كرة القدم على المسطح الأخضر التابع لكورنيش الناصرة، كنا في سهرة ليلة الجمعة والمرحوم معنا فقام مع صديقه الشاب أحمد الزاهر وامتطيا دباباً لأحد الأصدقاء، وكان يسوق الدباب بمعية أحمد الذي جلس في الخلف بجولة في الطرق المحاذية للكورنيش غير آبهين بضعف الرؤية وعتمة المكان، ولأن أعمدة الإنارة لا تعمل وكذلك الأنوار الأمامية للدباب ايضاً معطوبة فقد اصطدمت بهم سيارة من نوع لاند كلوزر فارتميا على الأرض ودخلا في غيبوبة..

يتابع صديق المرحوم.. سمعنا ذوي الصدمة قوياً ونحن جلوس فهرعنا الى موقع الحادث فلقينا اصدقائنا ملقيان على الأرض،عليهما أثر الدماء وحولهما سائق الموتر المذكور، يشخص في وجوههما دونما محاولة منه لإسعافهما لعدم قدرته فلما تأكدنا من خلال النبض إنهما مازالا على قيد الحياة نقلناهما على الفور الى مستشفى المواساة بالمشاري.

في صبيحة يوم الجمعة - 1 جمادى الأولى 1428 هـ - وتمام الساعة التاسعة صباحاً توفي حسين متأثراً بجراحه ويبدو أنه أصيب بنزيف داخلي أما صديقه أحمد فقد نجا من هذه الحادثة المشؤمة وبقي تحت العلاج مثقلاً بذاكرة الحادث الذي خطف منه أعز أصدقائه وصديق دربه وبقيت الجبائر الجبسية تلف بدنه المكلوم وتذكره بدرس عصيب.

اللهم تغمد الفقيد حسين المناسف ومن سبقه في الدرب بواسع رحمته وألهم ذويه الصبر والسلوان ولاحول ولا قوة إلا بالله. ودمتم.


للامانة منقول

 

 

[كونترا تاك]

الله يحفظ حسانا .. وسالفة المواطير والتفحيط قامت تجينا شيء فشيء .

 

 

[فيلسوف اخر زمان]

لا حول و لا قوة الا بالله
من وجهة نظري اعتقد ان اكبر مشكلة رئيسية في ازدياد ظاهرة حمل السلاح وانتشار الدبابات والتفحيط......هو تسيب الاباء عن ابنائهم............مما ادى الى تسيب الشباب و الاستهتار و عدم المسؤولية بالاخرين. والله يستر ما تنتشر هدي الظواهر في الاحساء خصوصا حمل السلاح.
واتمنى من اباء اهل القطيف مراقبة ابنائهم...... مشكور اخي Safwa على التقرير المهم

 

 

[Safwa]

العفووووووووو أخواني ومشكووورين على ردوكم ويعطيكم العافيه وماقصرتوووووووووا

 

 

[الحكم الخامس]

الله يحفظ حسانا .. وسالفة المواطير والتفحيط قامت تجينا شيء فشيء .

 

 

[بحر الشوق]

الله يحفظنا ادعو لهم بالهداية

 

 

[صمت الألم]

الله يرحم اللي ماتوا ويهدي الباقي ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
تحياتي صمت الألم

 

 

[طيف الخبر]

من المؤلم جدا مايحدث ولكن الاترون ان بعض الامور تضخم اعلاميا عندما تكون مختصه بالقطيف (كحادثة المشعوذ مثلا) وكأنهم يقولون الشيعه يصدر منهم هذه الافعال وغيرهم منزه ،تغطية جريدة اليوم لحادثة المشعوذ أكبر من تغطية مباراة نهائيه على الكاس وتقبلوا تحياتي

 

 

[الغزااال]

يالله ترحمنا برحمتك ...
اللهم احفظ بلادنا من شر الاعدى ..

مشكور اخي العزيز Safwa ويعطيك العافية ....
:::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::
::::::::::::::::
:::::::::::::
:::::::::::
:::::::::
::::::
::::
:::
::
:
الغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزال

 

 

[الطرف عز وشرف]

لا حول و لا قوة الا بالله