العودة   منتديات الطرف > الواحات العامة > •» زوايـا عامـة «•




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 06-04-2003, 02:55 AM   رقم المشاركة : 1
القدس في قلوبنا
طرفاوي مشارك






افتراضي بيت الانتصارات الوهمية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشهرة الإعلامية لم تعد ـ على حد تعبير مدير مركز إيزنهاور للدراسات الأميركية ـ مسألة ترك بصمات قائد ميداني أو قبطان لحاملة طائرات من خلال عمله, بل على أساس نبرات صوته وليس شجاعته الباسلة.
هذه المقولة تنطبق على ما جرى ويجرى خلال العدوان الأميركي على العراق, فبعد أن كان التسابق على الظهور على شاشات التلفزة هو ديدن وزير الخارجية كولن باول ووزير الحرب دونالد رامسفيلد وقائد المنطقة الوسطى تومي فرانكس قبل العدوان, اختفى "الجنرال فرانكس" ولمدة يومين بعد بدء العدوان على العراق قبل أن يضطر للظهور حين استفحلت حال الفراغ والتشتت وعدم توافر المعلومات في قاعدة التكنولوجيا الإتصالية والمعلوماتية في السيلية.

فالشكوك حول الدور المطلوب من الصحفيين الموجودين في القاعدة بدأت تساور الجميع هناك, وخاصة أن العبء المالي الذي فرض على الموجودين كان كبيراً مقابل الحصول على المعلومات التي كان من المفترض تلقيها, ولكن الجميع أصيب بالخيبة.

<span style='color:blue'>مراسل التلفزيون الالماني يقول: "إن البنتاغون يحاول أن يملي علينا كيف وأين تتم تغطية الاخبار".:D</span>


<span style='color:royalblue'>قرر المتحدث البريطاني "ماكس وود" الظهور وإعطاء تقرير إخباري موجز عما يجري, بعد أن طال الصمت في قاعدة السيلية وحدد الموعد للقاء، لكن "الفيتو" الاميركي حاصره وألغي الموعد, فيما كان زميله الاسترالي يدلي لأبناء جلدته بالمعلومات دون غيرهم, بطريقة اللصوص عند تقاسم السرقة.

هذه العشائرية كشفت عدوى الإنزعاج التي بدأت تظهر على الصحفيين الأوروبين الموجودين في "السيلية"، فالصحافي السويسري "ويليام هنرز" تساءل عن التقنيات الإعلامية الهائلة لمركز أخرس تنقل شاشة التلفزة الأميركية معلوماتها عن مصادر كثيرة غيره دون الحاجة إليه، واعتبرها عملية إيهام كبرى وقع فيها.</span>

بدأت حملات "التضليل" الإعلامية مع الرسومات الحاسوبية التي قدمها وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال جلسة مجلس الأمن الشهيرة، وأظهرت عدداً من الشاحنات التي قال عنها إنها معامل نقالة لإنتاج أسلحة كيميائية وبيولوجية, وكانت ضحكات الحاضرين في الجلسة لا سيما وزير خارجية فرنسا الذي ظهر على الشاشة وهو يكتم ضحكته, :Dخير دليل على كذب تلك التخيلات, وخصوصاً أن العاملين في الحقل الفني يستطيعون رسم أفضل منها، بل وأكثر واقعية, وجاء تقرير بليكس والبرادعي ليؤكدا عدم وجود دلائل على إعادة تصنيع مثل تلك الأسلحة.
<span style='color:darkblue'>وكرّت سبحة الفضائح المعلوماتية وكان أعنفها رد "راميسفيلد" على أحد الصحافيين الاميركيين عند سؤاله عن المعلومات التي اعتمدت عليها عملية قصف مقر الرئيس العراقي ومدى دقة هذه المعلومات، وهل كانت من مصادر موثوقة, فغضب وصرخ في وجه الصحفي "أي معلومات, دع أحداً غيرك يسأل".</span>

والسلسلة طويلة بين نفي وتأكيد وظهور عدم صدقية الأمرين, لكن الموضوع الأهم هو أن الادارة الأميركية قررت تشكيل فريق متابعة إعلامي ـ أو بالأحرى "شرطة إعلام" ـ مهمته الحفاظ على ماء وجه :oالقوة العظمى الأميركية التي تتكبد الخسائر يومياً, وتسقط طائراتها بنيران بندقية من عهد الحروب الغابرة، وترتكب أبشع المجازر وليس آخرها مجزرة النجف والحلّة المروعة.

بدأت أعمال هذا الفريق بإصدار قرار منع بث أي معلومات لم تمر عبر الرقابة العسكرية أو صادرة عن الإعلام العسكري, ويذكّر ذلك بأسلوب الإسرائيليين خلال سنوات احتلالهم للجنوب والبقاع الغربي, بعد ذلك وبعد سقوط طليعة القتلى الأميركيين قامت بحجب موقع الجزيرة لساعات عن الشبكة العالمية، وهو كان يعرض صورهم قبل أن تقوم القناة بإعادة تشغيله، بل والتفكير بالتعامل مع شركة فرنسية من أجل استضافة الموقع حرصاً عليه في المستقبل, وكذلك تدخل جهاز المخابرات الفدرالية FBI ومنع عدداً من المواقع الاميركية التي سحبت صور القتلى الاميركيين عن موقع الجزيرة وقامت ببثها على موقعها.

والجزء الثاني من عمل فريق المتابعة الإعلامي كان عبارة عن محاولات تسويق لبعض القنوات الدائرة في الفلك الأميركي كي توجد رأياً مخالفاً للقناتين العربيتين اللتين نجحتا في كسب متابعة الجمهور العربي لهما، ألا وهما الجزيرة والمنار، اللتان احتلتا المرتبة الأولى والثانية في استطلاعات الرأي من حيث الكفاءة والمصداقية الذي قامت به جريدة القدس العربي من خلال موقعها على الإنترنت, من خلال إغراق مواقع الإنترنت التي تقدم صوراً عن العراق بتلك المأخوذة عن عدد من تلك القنوات القريبة. وتجدر الإشارة إلى أن السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل أبدى انزعاجه من قناة المنار التي ـ وبحسب رأيه ـ تحرض على الجنود الأميركيين, وربما لذلك باتت قناة المنار تشكل اليوم في بلد كالبيرو في أميركا الجنوبية قطب التوازن مع محطة الـ CNN خاصة بعد أن قررت إدارة أكبر محطة تلفزيونية في البيرو ترجمة نشرات الأخبار التي تبثها المنار إلى اللغة الإسبانية التي يتكلم بها السكان وإعادة بثها كرأي آخر للحرب.

ليس هذا فحسب، بل إن العمليات العسكرية أصبحت تـنفذ بناءً على القدرة على تصويرها بشكل مباشرة وإمكانية العرض الفوري.


ولا يزال وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ـ مع تعابيره الظريفة واللافتة للنظر ـ يستدرج المسؤولين الأميركيين إلى عقد المؤتمرات الصحفية, بعد أو خلال كل مؤتمر يظهر فيه.

كل المؤشرات تظهر أن العراق حتى اليوم لا يزال يقدم الدعاية البيضاء غير المفخخة التي اعتاد عليها مقابل خيوط العنكبوت السوداء في السيلية, فهل سينجح في كسب الجولات حتى النهاية ؟

 

 

 توقيع القدس في قلوبنا :
بيت الانتصارات الوهمية
القدس في قلوبنا غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد