*إذا كان غسل الجمعة طُهرا للذنوب من الجمعة إلى الجمعة، فكيف إذا غسل المذنب قلبه بدموع التوبة الصادقة ؟!.. وهي التي تطفئ نيرانا من غضب الله تعالى.
*روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " والذي بعثني بالحق بشيراً، ليغيبنّ القائم من ولدي بعهدٍ معهودٍ إليه مني، حتى يقول أكثر الناس : ما لله في آل محمد حاجة، ويشكّ آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً بشكّه، فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني، فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل، وإن الله عزّ وجلّ جعل الشياطين أولياء الذين لا يؤمنون ".
*روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : " أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى عليه لسلام : يا موسى!.. اشكرني حق شكري، فقال : يا رب!.. فكيف أشكرك حق شكرك، وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به عليّ ؟.. قال : يا موسى!.. الآن شكرتني حين علمت أنّ ذلك مني ".
*إن الصلاة على النبي وآله تبدأ بكلمة ( اللهم ) وهذا يعني أنه لا بد من استحضار الخطاب مع الله تعالى، وإلا كانت لقلقة مجردة، وقد يعد من سوء الأدب بين يديه.. فهل تستحضر الخطاب الإلهي عندما تصلي على النبي وآله، لتكون صلاتك عليه وآله من مصاديق الدعوة المستجابة الموجبة لرفع درجاتهم ؟
*السؤال :
توجد علامات لظهور المهدي عجل الله فرجه الشريف .. فهل هي مطلقة، أم معلقة ؟
الجواب :
إن من أهم علامات الظهور، هو امتلاء الأرض ظلماً وجورا، كما نشاهده هذه الأيام، وأنني اعتقد أننا على مشارف عصر الظهور.. ومن هنا لزم علينا الاستعداد النفسي والسلوكي لهذه المرحلة العصيبة، فالإمام يحتاج إلى أنصار بمستوى المسؤولية، قبل أن يحتاج إلى من يبدي الأشواق الخالية !.. وعليكم بالإكثار من دعاء الفرج : [ اللهم كن لوليك ... ]، ودعاء زمان الغيبة : [ اللهم عرفني نفسك ... ]، والصلوات الكبيرة : [ اللهم صل على محمد وآل محمد سيد المرسلين ... ]، ودعاء العهد : [ اللهم رب النور العظيم .. ]، وزيارة آل يس : [ سلام على آل يس ... ]، فإن في ذلك فرجكم - وخاصة يوم الجمعة وعصره - وهذا من اقل سمات المنتظرين.
*ذكر المعصومين للحجة عليه السلام
لقد تناولت النصوص الشريفة الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام مسألة الإمام المنتظر من ( زواياها ) المختلفة : فتارة تتطرق إلى علائم ظهوره، وتارة أخرى إلى أوصاف أصحابه البررة، وثالثة إلى الأحداث الواقعة بعد ظهوره، ورابعة إلى المحن التي تنتاب الموالين له في غيبته، بما يدل بمجموعها على أنها فكرة ( محورية ) في تراث أهل البيت عليهم السلام .. فهذا الإمام الصادق عليه السلام، يصفه الراوي بأنه كان يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرّى، قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغيّـر في عارضيه، وقد زفر زفرة انتفخ منها جوفه، واشتد منها خوفه، وهو يقول : " سيدي! غيبتك نفت رقادي، وضيقت عليّ مهادي، وأسِرَت مني راحة فؤادي.. سيدي! غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد "، البحار : ج51 ص219.. ولا عجب في ذلك فإن بدولته الكريمة تحيا آمال الأنبياء والأوصياء، من لدن آدم عليه السلام إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، إذ لم تشهد الأرض العدل المطبق منذ بدء الخليقة إلى زمان ظهوره.
*آداب المراقبــة
الأول : ترك المعاصي وهذا هو الذي بُني عليه قوام التقوى، وأُسّس عليه أساس الآخرة والأولى.. وما تقرب المقربون بشيء أعلى وأفضل منه. ومن هنا عندما سأل موسى عليه السلام عن العمل الذي صار به الخضر عليه السلام معلماً له، كان الجواب : ترك المعصية. وعليه فلا بد من الالتفات إلى عظمة هذا الأمر، لأن نتائجه أيضا عظيمة.
فكم من القبيح أن يهتك العبد ستر الحياء وهو غارق في نعم مولاه، مستمد من فيض العطاء آنا فآنا، إذ أنه : مع كل شيء لا بمقارنة، وغير كل شيء لا بمزايلة، وهو معكم أينما كنتم. فلو حُبس العبد العاصي في سجن جبار السماوات والأرض أبد الآبدين لكان بذلك جديراً، إلا أن ينزع عن المعصية بالتوبة لتشمله الرحمة الواسعة.
الثاني : الاشتغال بالطاعات بعد الفرائض ولكن بشرط الحضور، فإن روح العبادة هو حضور القلب.. ومن دون هذا الحضور فإنه لا تتحقق للقلب حياة أبداً. بل قد يقال أن العبادة بلا حضور قد تورث قسوة القلب.. وعليه فإنه يحسن في أول الأمر أن يجعل ورده ( الاستغفار ) .. ومن بعده الذكر اليونسي : { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }. الأنبياء : 87 .. وفي آخره الكلمة الطيبة : لا إله إلا الله بشرط الاستمرار والمداومة.
الثالث: عدم الغفلة عن حضور الحق دائما وأبداً، وهذا هو السنام الأعظم الرافع إلى مقام المقربين، ومن كان طالباً للمحبة والمعرفة، فليستمسك بهذا الحبل المتين، وإلى هذا يشير قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ". البحار 67/393..
فحالة العبد الباطنية في هذه المرحلة، حالة من يرى نفسه واقفاً بين يدي مولاه، والمولى يعلم ذلك منه، ويرى ما هو فيه. وفي هذا الخبر إشارة إلى أن العبد - في مقام العبادة - لا يحتاج إلى استحضار هيئة خاصة للمولى، ليحتاج بعد العجز عن ذلك، إلى استحضار صورة مخلوق - كما زعمه بعض جهّال الصوفية - بل يكفي علمه بأن مولاه حاضر لديه وناظر إليه.. فتأمل فإنه دقيق نافع.
الرابع : الحزن الدائم خوفاً من العقاب - لو كان من الصالحين - أو شوقاً إلى اللقاء - لو كان من المحبين - فإذا انقطع الحزن عن القلب، انقطعت الفيوضات المعنوية تبعا لذلك. ومن هنا حكى عن لسان حال التقوى أنه قال : إني لا أسكن إلا في قلب محزون، والشاهد على هذا المدعي قوله تعالى في الحديث القدسي : أنا عند المنكسرة قلوبهم. البحار 70/157..
وعليه فاعلم أيها العزيز !.. أن ما يرد على القلب من الواردات الحسنة - سواء كان حزناً أو فكراً - فهو بمثابة الضيف الذي لو أُكرم عند نزوله - دفعاً لما يؤذيه وجلبا لما يرضيه - فإنه سيعود إلى ذلك المنزل مرة أخرى، وإلا فإنه سيرحل كارهاً له، غير عائد إليه. إن على العبد أن يعلم قدر ما هو عليه من الإقبال، وإلا فإنه من المستبعد أن يعود إليه بعد الزوال. وبالجملة فلو أردت أن تشم رائحة الكمال، فعليك بمجاهدة النفس التي هي أصعب من مجاهدة الأعداء.. فالعارفون يطلقون على هذا الجهاد : الموت الأحمر.
*السؤال : عندما نسمع أو نرى بعض الناس يأتون بالمنكر، فما هو الواجب علينا عندما يكون الموقف حرجاً أي حرجاً شديداً ؟
الجواب : إذا احتملت تأثير النهي ولم يكن فيه ضرر عليك وجب النهي. وإلاّ فالأحوط وجوباً إبراز الانزجار مع الأمن من الضرر.
*السؤال :كم سفرة في الشهر حتى يصلي تماماً بحيث يصدق عليه كثير السفر ؟
الجواب : إذا كان مسافراً عشرة أيام في كل شهر وقصد ذلك لمدة ستة أشهر إذا كان في سنة أو ثلاثة أشهر إذ كان أكثر من سنة فهو كثير السفر.
*السؤال : إذا كان هناك مريض ميؤس من شفائه, هل يجوز لنا كأطباء إخطار بقية الأطباء بعدم انعاش ذلك المريض إذا حدث هناك طارىء جديد عليه ؟
الجواب : لا يجوز.