العودة   منتديات الطرف > الواحات العامة > الواحة السياسية




 
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 31-08-2006, 10:09 PM   رقم المشاركة : 1
Queen Nefertiti
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية Queen Nefertiti
 





افتراضي يوميات مواطنة سعودية في متابعة رعب الحرب الإسرائيلية

هذه مقتطفات من يوميات مواطنة سعودية في متابعة رعب الحرب الإسرائيلية للدكتوره : فوزية أبو خالد ..

مطلع الرعب

حصل أطفال فلسطين على شهادات نجاحهم المدرسية، وبزهو ككلِّ أطفال العالم ذهبوا في نزهة تجدِّد نشاطهم بعد عام دراسي ليلعبوا ويستعيدوا حريات الطفولة في فضاء إجازة الصيف، إلاّ أنّهم على خلاف أطفال العالم الآمنين، كانوا على موعد مع خطافات القتل الإسرائيلي تلاحق براءتهم على الشاطئلتقنص عصافير اللعب والمرح فتفرط أجنحتهم, تقتلع عيونهم وتقطع أطرافهم الطريّة أمام كاميرات العالم.

لا أدري كيف شاهدت وشاهد العالم معي، مشهد الطفلة الراكضة على رمل الشاطئ بغزة، وقد انغرست شظايا سلاح العداء الإسرائيلي في خاصرتها، وانقضت ذئاب الرعب تعلج طفولتها وطفولة سواها من أطفال فلسطين، واستطاع أي منا بعد ذلك الاستسلام لسلطان النوم أو التفكير ولو في الحلم، أنّ هناك إمكانية لأن ننعم بصيف هادئ في هذه المنطقة وفي جيرة ذلك الجوار الجائر. هل كانت إسرائيل في تلك العملية على شاطئ غزة إلاّ تعدّ بما اعتادته من عادات العدوان إحدى تجاربها المزمنة لتطبقها على أطفال الجنوب، لتوسع حيِّز جرائمها بإقامة مذابح متنقِّلة تحرِّكها بين ملاعب أطفال فلسطين وملاعب أطفال لبنان وأطفال العراق، بينما رائحة احتراق اللحم حيّاً تحت ركام الانفجارات تجرف أرواحنا بعيداً عنا لتتناوشها أمامنا الضباع والكلاب.

هل كانت إسرائيل ستمضي بعداء معتد في توسيع دائرة الرعب ونقل عدواه من غزة إلى لبنان، لو أنّها وجدت من يقول لها (لا) في غزة، أو يتَّخد موقفاً متشدِّداً يرفض جريمة الشاطئ؟

 

 

Queen Nefertiti غير متصل  
قديم 31-08-2006, 10:09 PM   رقم المشاركة : 2
Queen Nefertiti
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية Queen Nefertiti
 





افتراضي مشاركة: يوميات مواطنة سعودية في متابعة رعب الحرب الإسرائيلية

فجر ما بعد اليوم الأول للحرب...

كنت بجدة حينها وقد اختطفت نفسي من جميع مشاغلي المضنية والتزاماتي المتوهمة والحقيقة معاً، وجئت من الرياض لأجلس عند قدم أمي بضعة أسابيع، علَّني استشفي من دبابير التقصير المريع التي لا تكف عن نهش ضميري لما اقترفه في حقِّ نفسي من آثام وحرقة البعد عنها، وهي تتسامى على آلامها بصبر أيوب وبنذر مريم وجرأتها في الصيام عن الكلام، فتتجرّع علقم غيابي في صحبة سليلتها الصغيرة أختي حسناء لأجل حرية الحركة والتحليق التي نذرت عمرها لأنالها.

أو لعلّني حين أمرغ روحي وهامتي في تراب جنّة أقدامها أبرى من امتقاعات أسلاك الأسئلة النارية على جسدي وروحي صباح مساء، قبل أن أفتح عيني على فجر وجهها، وقبل أن أغمضها على أطيافها الشامخة.
في دوار التأرجح بين رطوبة جدة وبين الأخبار، لم أستطع النوم إلى ساعة متأخرة من تلك الليلة خاصة مع تأجُّج الجو بتلك الرائحة المريبة لاحتمال انفتاح حرب إسرائيلية جديدة في سماء لبنان، فقررت ألاّ استسلم لنعاس كنت استجدية, وأصمد قليلاً في انتظار صلاة الفجر ولعلّ انفراجة - ما - تثقب حس التوجُّس الذي أخد يلعب بأعصابنا.
أقفلت الكتاب الذي كنت أقرأ وكان بالصدفة المحضة يروي فظائع من قصة مجنّدة ألمانية في الجيش النازي، كانت مختصّة في المساعدة والإعداد لتصفية اليهود داخل الأفران الغازية, وإن جاءت الرواية بعنوان تطهيري لا يدل على موضوعها المرعب (دعني أذهب) لهيلقا شنيدر( Let me go)، (Helga Schnei der)


فتحتُ التلفزيون ...
كانت جزيل خوري بوجهها الذي عمده دم اغتيال زوجها سمير قصير بالتماعات فزع لا يموِّهها جمالها وجرأة أسئلتها المعتادة، تستضيف عدّة شخصيات لبنانية في برنامجها على قناة العربية ومنهم شقيق سمير قنطار عميد الأسرى اللبنانين والعرب، ممن مضى على اعتقالهم في السجون الإسرائيلية ما يزيد على ربع قرن، حيث كانت عملية (الوعد الصادق) التي اختطف فيها حزب الله الجنديين الإسرائيليين عشية اليوم السابق بهدف التبادل مع إسرائيل لاستعادة حرية أولئك الأسرى.

كانت الإعلامية اللامعة الملتاعة بطعنة الغدر للتو تسأل أسئلة حدّثني قلبي أو بالأحرى اكتواءاتنا من تجارب سابقة مع العدوان الإسرائيلي، أنّها قد تكون أسئلة بريئة لاحتمالات حرب تخلو تماماً من البراءة.
كانت تقول إنّها طالما تبادلت رسائل مع سمير قنطار في سجنه الإسرائيلي، وأنّ سمير لو علم أنّ ثمن استعادة حريته ضربة عسكرية توجَّه إلى لبنان، لما كان قبِل بالموقف.

وكانت ندبات السوابق الإسرائيلية ووشمها المسموم على لحم الأحياء العرب، ممن حملوا أو لم يحملوا أوزار الحلم العربي منذ تفتُّح زهرة صباهم الأولى، تقول إنّ إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة كاختطاف جنديين لمبادلتهم بأسرى لتقوم باقتراف جريمة الحرب. لأنّ تاريخها يقوم على اختلاق الذرائع طوال التواريخ المختلفة لحروبها واعتداءاتها في المنطقة. فلم تكن أولها حجة عملية الليطاني عام 78م ولا آخرها عدوان عناقيد الغضب بقانا 96م وقبلها اجتياح بيروت 82م. كما أنّ رياح الحرب ليست كارثة طبيعية كتسونامي قد تهب فجأة، لو لم يكن هناك تخطيط مسبق ومترصّد للقيام بحرب. إلاّ أنّ من يلوم جزيل، وهذا ما قلته لنفسي في نهاية الأسبوع الأول لحرب إسرائيل على لبنان، وقد كانت برقّتها المعهودة وإهابها النحيل تحاول أن ترد عن بلدها حرباً شرسة بشروط ما كانت تحلم به ونحلم به جميعاً، من ديموقراطية برلمانية وحوار وطني بين مختلف القوى الساسية اللبنانية، فيما كانت أمريكا تدجِّج فزاعة العصافير الإسرائلية بأسلحة مدمِّرة وتدفعها إلى أرض الجنوب دفعاً متعمّداً لتقضي على حزب الله كقوة مقاومة، وإن جاء ذلك على جثة آخر مواطن وآخر طفل لبناني، وبمحو آخر رمق للحياة المدنية في لبنان وتحويلها إلى أرض محروقة بهدف خلق (فوضى خلاقة) يجري بها (مخاض شرق أوسط جديد) كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية حين قدمت بعد أسبوع من بدء الحرب الإسرائيلية الوحشية على لبنان، تحمل في حقيبة يدها الأنيقة بشارة الخراب.

 

 

Queen Nefertiti غير متصل  
قديم 31-08-2006, 10:12 PM   رقم المشاركة : 3
Queen Nefertiti
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية Queen Nefertiti
 





افتراضي مشاركة: يوميات مواطنة سعودية في متابعة رعب الحرب الإسرائيلية

مساء اليوم الثاني للحرب

لم تكن كل تلك الأنياب الإسرائيلية الزرقاء قد تمكنت تماماً من لحم أطفال لبنان بعد. وكنا لا نزال نحن البعيدين بعداً افتراضياً عن نيران الحرب على امتداد الوطن العربي، وعدد عريض منا بما فيهم (مصطافي السلودير من الخليجيين) نعيش على وهم عادة المناخ الصحراوي، بأنّ ما يجري لن يكون أكثر من غمامة صيف يحتويه تناخي القبائل وحظوتها الدبلوماسية المفترضة أيضا عند العم بوش أو سام.

هاتفت منتصف ذلك النهار صديقتي (ليلى حسون) ببيروت بنت الغازية التي تقطر شجاعة وشفافية جنوبية منذ تزاملنا كطلاب بالجامعة الأمريكية في أوج حرية لبنان، وحتى في أحلك مراحل الحرب السابقة، لأطمئن عليها وأسالها من خبرتها في مخاتلة الموت بإرادة الحياة عن قراءتها للأجواء. لم أجدها، أجابتني ابنتها (سماح).
وكان في صوتها من فراشات الأمل بوقف عاجل للحرب ما بدَّد بعض أشباح القلق التي كانت قد أخذت تستبدي بي مع كلِّ نشرة أخبار.

وصلتني في المساء رسالة جوال من ابتهال مبارك، تلك الصحفية الحيوية بجريدة الشرق الأوسط الإنجليزية (Arab News) .

تخبرني فيها عن أمسية للمهرجان الأول في تاريخ المملكة العربية السعودية للسينما السعودية.
حييتها في سرِّي على بادرتها غير المقصودة ربما لاستدراجي خارج هواجس احتمالات اشتداد أوار الحرب على لبنان. كان العرض بمركز العلوم والتكنولوجيا على حافة البحر بالكورنيش، وكانت مجموعة من الأفلام التجريبية القصيرة التي أخرجها وأنتجها بعض الشباب السعودي الملوح بأحلام تحولات إبداعية جميلة. كانت الأفلام مثل فيلم (خمسة كيلو)، وأفلام أخرى كفيلم (القطعة الأخيرة) للمخرج الشاب محمد بازيد تحمل جرأة في محاولة التجديد.

وجدت الزميلة د. أميرة الكشغري والزميلة أ. ميسون الدخيل هناك - كاتبات جريدة الوطن. ولم يمض بعد الحديث عن العرض إلاّ وقت قليل لنجد أنفسنا مشدودين إلى الموضوع الذي لا بدّ أنّ كلاًّ منا كانت تخبئه تحت العباءة قريباً من وجيب القلب، حيث اندلع نقاش حام في احتمالات الحرب. ورغم تباين المواقف في ذلك الوقت المبكر من أخبارها إلاّ أنه يبدو كان كافياً لتشب في أطراف أصابعنا التي كانت مسرجة بحرقة الحبر.

 

 

Queen Nefertiti غير متصل  
قديم 31-08-2006, 10:14 PM   رقم المشاركة : 4
Queen Nefertiti
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية Queen Nefertiti
 





افتراضي مشاركة: يوميات مواطنة سعودية في متابعة رعب الحرب الإسرائيلية

اليوم الخامس للحرب


ألغيت سفري الذي كان مخططاً للمشاركة في مهرجان شعري، وآخر لحضور حفل تخرج ابنتي ببريطانيا، بل وقمت بإعادة التذاكر لأقطع حبال الرحيل. فكيف لي أن أسمح لنفسي بإجازة في هذه اللحظات الحارقة من تغلغل الحرب الإسرائيلية على لبنان، فيما بالكاد لممناه من شظايا الأحلام. السفر في زمن الأزمات كان إلى الماضي القريب كأيام حرب الخليج الثانية ضرورة لمن يستطيع, للوقوف على حقيقة ما كان قد يخفى من الأخبار أمّا الآن فعبر الفضائيات والانترنيت قد لا يؤدي السفر إلاّ إلى البعد والانشغال عن البقاء، ولو بالقلب والعقل والوقت عبر المتابعة الإخبارية مع من يتعرّضون في كلِّ لحظة لفجيعة وعدوانية هذه الحرب.

 

 

Queen Nefertiti غير متصل  
قديم 31-08-2006, 10:15 PM   رقم المشاركة : 5
Queen Nefertiti
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية Queen Nefertiti
 





افتراضي مشاركة: يوميات مواطنة سعودية في متابعة رعب الحرب الإسرائيلية

اليوم السابع للحرب

كان عدد من النساء السعوديات الجريئات في الحق قد بدأن التوقيع على مبادرة البيان التي جاءت من جدة على يد سميرة بيطار، فاتن بندقجي، سمر فطاني وأخريات، وانتقلت إلى الرياض ومنها إلى مناطق أخرى بالمملكة في المطالبة بوقف الحرب تحت اسم (مناشدة).

اقترحت عبر البريد الإلكتروني, وأنا أنظر بحنق لصور كوندليزا رايس وهي على المائدة الوزارية ببيروت تتناول الشطائر على صوت صراخ الأطفال وبطش الغارات ولا تستحي من معارضة وقف الحرب, أن يغير عنوان البيان من (مناشدة) إلى (نداء) بوقف الحرب العدوانية على لبنان. ففظاعة صور التقتيل والتدمير أبشع من أن تجعلنا نقنع بالمناشدات.

كم وددت لو أنّ طاولة الاجتماعات التي استقبلت عليها كوندليزا رايس في بيروت قد نصبت وسط عراء الخراب بالضاحية الجنوبية لترى وليرى العالم بعيون عارية تلك النتيجة الأولية لموقف بلدها في معارضة وقف حرب العدوان الإسرائيلية على لبنان.

بل إنّني حين رأيتها توزِّع ابتسامتها على عيون الكاميرات وهي تعلن بأنّ الحرب مخاض لشرق أوسط جديد، بينما إسرائيل توزِّع الموت بأقسى ما عرفَتْه الحروب من أشكال على كلِّ أطفال لبنان من الساحل إلى الجبل ومن الجنوب إلى الشمال، شعرتُ أنّه كان من الخطأ أصلاً استقبالها في لبنان.

غير أنّ اللبنانين بانظباط قواهم السياسية وتوحُّدهم الوطني، قد أرادوا على ما يبدو أن يعطوها فرصة لإثبات حسن النوايا فأراقتها غير آسفة يوم أعادت إسرائيل إراقة دم أطفال قانا على مذبح زيارتها الثانية لتل أبيب.
في ذلك الفجر الجريح بتكرار مذبحة قانا، لم يكن رفض لبنان استقبال وزيرة خارجية أمريكا في بيروت إلاّ ردّ فعل متأخر على إرهاب مبكِّر يحوم حولنا من الملح إلى اندلاعات الجرح.

في مساء ملطخ بصرخات أطفال لبنان بين قتيل ومشرّد، كان عدد منا يلتقي تحت سقف برنامج الأمم المتحدة للخليج العربي بمبناه بعليشة للبحث في كيفية عملية لمشاركة النساء السعوديات في إغاثة أطفال ونساء وشعب لبنان. كانت هناك الأميرة سارة بنت طلال ود.

هتون الفاسي ود. حصة ود. هند آل الشيخ والسيدة وفاء المنيف ود.
فاطمة الخريجي ود. مها القنيبط ود.
سعاد ود. عزيزة المانع وعدد من الشابات الصغيرات طفول العقبي، دلال الدغيثر، أفراح العماري، لجين الخليفة وأخريات. وكانت مؤازرة الهلال الأحمر ودعم د. صالح التويجري بادرة نبيلة لفتح باب العمل التطوعي بالمملكة. وكان لدى الجميع محاولات جادة أخرى باجتهادات متنوعة للوقوف في وجه وحشية الحرب ولو بكلمة نظيفة أو حبة دواء.
وليوميات متابعة وحشية حرب إسرائيل على لبنان بقية تعبر عن عشرين يوماً أخرى من الاختطاف بين ملحمة مواجهة الرعب برفيف الأحلام، وبين ضراوة أسئلة الحرب تأتي ربما فيما بعد، ومنها رسالة حارقة وصلتني من الصديقة الشاهقة أميمة الخميس مساء أمس. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

منقول،،،،،،،،

 

 

Queen Nefertiti غير متصل  
قديم 02-09-2006, 12:35 PM   رقم المشاركة : 6
AL-NAQEEB
مشرف سابق







افتراضي مشاركة: يوميات مواطنة سعودية في متابعة رعب الحرب الإسرائيلية


Queen Nefertiti
:::
:::
بالفعل يوميات متعبة ’’’

تقبلوا تحياتي/
AL-NAQEEB

 

 

 توقيع AL-NAQEEB :
AL-NAQEEB غير متصل  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد