بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كان الشيخ راغب حرب شعلة مضيئة في طريق المقاومة الإسلامية واستطاع بجهاده الكبير أن يملأ حياته بألوان البطولة والكرامة والعزّة إلى أن توجها بالشهادة، وصبغها بالدم القاني، فامتزجت دماء جسده بمراد قلمه. لقد رحل الشهيد السعيد الشيخ راغب حرب إلى جوار ربه تاركا لنا، بالإضافة لإنجازاته العملية الكبيرة أقوالا بليغة، ومواقف مضيئة، ستظل خالدة أبد الدهر، تخاطبنا بأعلى الصوت بمنتهى الصراحة والوضوح، فتهز أسماعنا وتستنهض عزائمنا.
وهنا أحدثكم عن الشيخ في المعتقل وكيف أتلف أعصاب المحققيق اليهود وظل قوياً بإيمانه
<span style='color:darkblue'>لحظة وصوله إلى المعتقل كان كبار باط "الموساد" بانتظاره ولا غرو في ذلك وقد مضى عليهم عدة أشهر يطاردونه من مكان إلى آخر ويرصدون حركاته وسكناته بواسطة عملائهم المنتشرين بين صفوف أهلنا. وقد غمرتهم الفرحة لنجاحهم بإعتقال "الرأس المدبر للمخربين" كما سموه لاحقا. ثم وضعه في زنزانة إفرادية في معتقل قرب مدينة صور وقد بوشر معه التحقيق فورا. والسؤال الأول والطبيعي كان : من أنت؟ فأجاب بأنه إنسان مسلم يقوم بواجبه الشرعي في الدعوة إلى الله.</span>
- أنت متهم بأنك تحرض الشباب على قتال جنودنا من خلال الخطب والتصريحات، ألا تعتقد أن هذه مشكلة يجب أن نتعاون على حلها؟
- أولا أنا أقوم بواجبي تجاه ديني وشعبي. أنتم محتلون لأرضنا وتمارسون يوميا إعتقال الناس والمداهمات وإقامة الحواجز، فماذا تنتظرون من شبابنا غير رفضكم. ثم أن هذه ليست مشكلتنا إنها مشكلتكم فعليكم أنتم أن تحلوها.
- ماذا يمثل "الخميني" بالنسبة لكم؟
- الإمام الخميني هو قائد الأمة الإسلامية وأمير المسلمين.
- وما علاقتكم به، هو في إيران ونتم في لبنان؟
- بالمفهوم القرآني ليس هناك إيران ولبنان، هناك فقط أمة إسلامية واحدة {وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} صدق الله العلي العظيم.
إن هذه الحدود المصطنعة هي من صنع الإستعمار وهي مرفوضة بالنسبة إلينا كمسلمين.
- أنت متهم بأنك تقوم بعمليات تخريبية ضد جيش الدفاع وبأمر من زعيمك الخميني.
- الإمام الخميني لم يأمرنا بعد بالقتال.
- ماذا تفعلون لو أمركم بذلك؟
- نقاتلكم بلا شك.
إلى هنا يتهامس ضباط المخابرات فيما بينهم وينهون الجلسة والغضب بادٍ على وجوههم.
وتتكرر جلسات التحقيق في محاولة لإرهاب الشيخ وإضعاف معنوياته محاولين معرفة سر هذا البطل الذي نهض متحديا هذا الجبروت الإسرائيلي في وقت ركع العرب جميعا واستسلموا أمامه.
سألوه عن الإسلام وعن التشيع وحاوروه في المسائل الفكرية محاولين إكتشاف خلل ما في معتقد الشيخ حتى ينفذوا منه ويحرفوه عن عقيدته ودينه لم يستطيعوا إيجاد ثغرة ولو بسيطة في معتقده.
كيف كان يقضي وقته داخل الزنزانة؟ كان يمضي معظم وقته راكعا ساجدا لله تعالى تاليا لكتابه الكريم، مفكرا بأوضاع إخوانه وأهله الذين تركهم مرغما مقيدا، لقد كان يعلم أنه انتقل من سجن كبير إلى سجن صغير ولكن هذا لم يوهن إيمانه بل قوي وازداد، وعظم اعتقاده بنصر الله، حتى أنه أكد في إحدى خطبه بعد إطلاق سراحه بأن هذا الإبتلاء (إحتلال العدو لأرضنا وممارساته القمعية) لن يطول كما طال إبتلاء المسلمين زمن رسول الله (ص) في المرحلة المكية والتي استمرت 13 سنة. ذلك أن إبتلاء الله لرسوله ولصاحبته في تلك المرحلة كان يهدف بناء مجموعة من المؤمنين الأشداء الذين سيقوم الإسلام على كواهلهم وبسيوفهم.
جلسات التحقيق الأخيرة كانت محاولات يائسة للحصول على شيء يرضي أحقادهم وأحلامهم.
- نحن جاهزون لإطلاق سراحك ولكن بشرط أن لا تعود إلى قريتك ومنطقتك، أي مكان آخر نحن جاهزون لإرسالك إليه.. بيروت – طهران..
- لا لن أعود إلا إلى قريتي لأكون بين أهلي وإخواني.
- إذا وافقنا على أن تعيش في قريتك هل عندك مانع لنكون وإياك على علاقة ودية؟ ونحن على كل حال لا نطمع بأرضكم وسنعود في الوقت المناسب.
- أنتم أعداء ، والإسلام يحرّم التعامل معكم.
- شيخ راغب أنت عنيد لا تتنازل عن قناعاتك مطلقا. إذا وافقنا معك وعدت إلى قريتك ، هل تعدنا بعدم التعرض لنا في خطبك وأحاديثك مع الناس؟
- لا أعدكم بذلك.
- لقد حيرتنا. ما هو الحل إذا؟
- الحل بأن ترحلوا عن أرضنا.
* * * * * *
وهكذا يعود الشيخ منتصرا ظافرا، لقد حول أعداءه من معتَقِلين إلى معتقَلين، وأثبت لهم بالدليل الملموس أن صلابة الإنسان المؤمن ليست أسطورة بل هي حقيقة واقعة. وأن هذه الصلابة قادرة على محو أسطورة إسرائيل التي لا تقهر. لقد ظهر اليهود على حقيقتهم في جبل عامل حتى أصبحوا بنظر أطفالنا مجرد دمى تتحرك ليس فيها روح، قابلة للكسر عند أول صدمة.
[HR]
<span style='color:"4B0082"'>ا<span style='color:"2A3948"'>ل</span><span style='color:"08720E"'>ـ</span><span style='color:"557618"'>ش</span><span style='color:"C66937"'>ـ</span><span style='color:"E54D37"'>ه</span><span style='color:"B22118"'>ـ</span><span style='color:"84000E"'>ا</span><span style='color:"670048"'>د</span><span style='color:"4B0082"'>ه</span></span>
وفي ليلة الجمعة الـ 16 شبك 1984 كان على موعد مع الشهادة. صلى صلاة المغرب والعشاء وقرأ دعاء كميل، الدعاء الذي أحبه حد العشق كيف لا وهو الذي كان يفاخر الناس بأمير المؤمنين (ع). قرأ دعاء كميل وابتلت لحيته بالدموع خشية من الله وحبا للقائه وخرج من المسجد مودعا إخوانه وأهله وكان العدو له بالمرصاد، في ليلة مقمرة خرّ شيخ الشهداء مكبّرا الله برصاص غادر قرب منزله. اخترقت إحداهما قلبه المؤمن وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، فنال ما تمنى شهادة على يد أشد الناس عداوة للمؤمنين اليهود قتلة الأنبياء والأوصياء.
[HR]
<span style='color:"4B0082"'>ا<span style='color:"421072"'>ل</span><span style='color:"391F62"'>م</span><span style='color:"302F53"'>و</span><span style='color:"273E43"'>ق</span><span style='color:"1E4E33"'>ف</span><span style='color:"145D23"'> </span><span style='color:"0B6D14"'>س</span><span style='color:"027C04"'>ل</span><span style='color:"177D06"'>ا</span><span style='color:"367A0F"'>ح</span><span style='color:"557618"'> </span><span style='color:"747320"'>.</span><span style='color:"936F29"'>.</span><span style='color:"B26C31"'>.</span><span style='color:"D1683A"'>.</span><span style='color:"F06543"'>و</span><span style='color:"F85D43"'> </span><span style='color:"EA513A"'>ا</span><span style='color:"DC4531"'>ل</span><span style='color:"CE3929"'>م</span><span style='color:"C02D20"'>ص</span><span style='color:"B22118"'>ا</span><span style='color:"A4150F"'>ف</span><span style='color:"960906"'>ح</span><span style='color:"890004"'>ه</span><span style='color:"810014"'> </span><span style='color:"7A0023"'>إ</span><span style='color:"720033"'>ع</span><span style='color:"6A0043"'>ت</span><span style='color:"620053"'>ر</span><span style='color:"5B0062"'>ا</span><span style='color:"530072"'>ف</span><span style='color:"4B0082"'> </span></span>
هذا هو صوتك يا مولاي أيها الشيخ الشهيد، يمزق سكون الأيام، وينتشر في كل الأفاق، ليملأ أسماع الزمان وليصل إلى الآذان مدويا هادرا يهتف بالوحدة والثورة. هذا هو صوتك الهادر سيظل نداء قويا يلبيه المؤمنون ويستجيب له المجاهدون.


نقل بتصرف
للمهتمين إليكم هذا الرابط 
<span style='color:"4B0082"'>ب</span><span style='color:"322B57"'>ـ</span><span style='color:"19552B"'>ن</span><span style='color:"008000"'>ـ</span><span style='color:"557618"'>ت</span><span style='color:"AA6D2F"'> </span><span style='color:"FF6347"'>ا</span><span style='color:"D8422F"'>ل</span><span style='color:"B22118"'>ـ</span><span style='color:"8B0000"'>ح</span><span style='color:"76002B"'>ـ</span><span style='color:"600057"'>ز</span><span style='color:"4B0082"'>ب</span>