والامتحانات تدق ابوابنا بقوة كيف نساعد ابناءنا على تقوية الذاكرة
--------------------------------------------------------------------------------
الغريب ان الابناء لا يمكنهم نسيان وعود قطعناها لهم تخص شراء سلعة ما او وعد بنزهة لكنهم مازالوا ينسون الى حد فقدان الذاكرة ان (كان) ترفع الاول وتنصب الثاني.
هكذا هو حال الابناء عند موسم الامتحانات تجد البعض منهم يفاجئك بانه قد نسي ابجديات الكتاب وتلك طامة كبرى ويذلل لك اخر مشقة رحلة الامتحانات بتذكر قاعدة حل هذه المسألة وقراءة تلك القصيدة بتسلسل جميل.. وتظل مسألة شحن الذاكرة هي كل ما يتمناه الاهل في هذه المرحلة من السنة الدراسية التي يشاطرون بها ابنائهم بقلق وحرص اكبر.
معين الذاكرة :
يرى الاختصاصي التربوي عبدالحسين السوداني / تربية الرصافة الاولى ان الذاكرة كغيرها من الفعاليات العقلية تنمو وتتطور وتتصف ذاكرة الطفل حسب مراحل عمره بصفات معينة فهي في مرحلة السادسة من العمر (الاول الابتدائي) آلية ففيها لا يعتمد الطفل على فهم المعنى وانما على التقيد بحرفية الكلمات وتتطور ذاكرة الطفل نحو الذاكرة المعنوية (العقلية) عندما لا تتقيد بالكلمة وتتجه نحو الفكرة والمعنى وبفضل ذلك يزداد حجم مادة التذكر ليصل الى (5- اصناف اي مواد دراسية وذلك ما نجده عند طلبة السادسة الابتدائي.
ويؤكد التربوي عبدالحسين ان معين الذاكرة لدى الاطفال هو استمرار شحنها فليس من المعقول ان نزج الطفل بمعلومات ونضخها له في يوم واحد وهكذا تفعل للاسف بعض الاسر عندما تهمل ابناءها في الفصول الدراسية وتنتبه اليه فقط في ايام الامتحانات فذاكرة الطفل ليس بمقدورها خزن كم (هائل) من المعلومات في فترة وجيزة. وتؤشر الدكتورة شيماء عبدالجليل/ علوم تربوية ونفسية العوامل المساعدة على ترسيخ المعلومات ومنها الفهم والتنظيم فتؤكد ان التجارب العلمية اثبتت ان نسبة النسيان تكون عادة كبيرة في المواد التي لا نفهمها او التي تم حفظها بشكل حرفي لذلك فان الذاكرة المعنوية التي تعتمد في الحفظ على الفهم اثبت من الذاكرة الالية فالطفل يحفظ الامور المعللة (اي التي تفسر) اكثر من غيرها. ويساعد التنظيم (والحديث للدكتورة شيماء) والربط بين اجزاء المادة وعناصرها على جعلها وحدة متماسكة ويزيد من امكانية تذكرها وحفظها ويمكن ان يتم الربط بينها وبين الخبرات السابقة وهكذا يربط التلميذ بين العمليات الرياضية فمثلا ان الضرب هو اختصار الجمع. فضلا عن عوامل اخرى كوضوح الادراك والقائم على اشتراك اكثر من حاسة كما مبين (السمع والبصر).
الخوف والقلق منهما وما حولهما :
وتشاطرها الرأي العلمي الدكتورة نجاح عبدالحميد مؤكدة ان الخوف والقلق عوامل انفعالية تصاحب عادة فترة الامتحانات فضلا عن زيادة حجم هذا العامل في هذه المرحلة الحياتية والتي تنعكس سلبا على ذاكرة الطفولة فالطفل يتذكر عادة ما هو ممتع بالنسبة له افضل ولمدة اطول تعكس الامر المزعج اذ يعتبر الخوف والقلق من الانفعالات التي تعيق الادراك والانتباه وبالتالي فانها تعيق التثبيت والتذكر.
وعن علاقة الزمن بين التخزين والذاكرة فترى الدكتورة نجاح انه كلما كان الزمن قصيرا كان التذكر اقوى واوضح فالطفل ينسى معلوماته القديمة اكثر من الخبرات الجديدة لكن تكرار المعلومات القديمة والحفظ القائم على الفهم يضمن تثبيت المعلومات.
وربطت الاختصاصية التربوية بين الذكاء وقدرة الطفل على فهم المعنى والتنظيم والادراك الواضح والربط بين المعلومات السابقة.
اخطاء نقع فيها :
تقع الاسرة في مثل هذه المواسم باخطاء موسمية! ونكررها كل عام وهي تبدأ عادة بزيادة حجم قائمة الممنوعات فحرمان كلي من مشاهدة التلفزيون كما يرى الدكتور جاسم الشمري/ علم النفس الجامعة المستنصرية قد يعطي نتائج عكسية فمتابعة الطفل او المراهق لبرنامج معين ولتوقيت معين وحرمانه منه قسرا يأتي بالضد من هدف هذا الحرمان اذ ان الاهتمام او الاهمال مسألة تتعلق باحساس الام او الاب بمدى المسؤولية نحو الابن وانا هنا لا ادعو الى التزمت لكني ادعو الى الجدية المبكرة فالمسافة بين الاثنين متروكة لاتساع افق الاباء والامهات انفسهم فالاسرة التي تضع القواعد الاساسية للنظام والسلوك في المنزل من البداية لا تجد مشكلة في منع الطفل في مرحلة الامتحانات من كثرة المشاهدة فالطفل يتشكل بمدى سيطرة اسرته على نفسها في احترام كل من الابوين لهذه القيم.
وعدد الدكتور الشمري بعض الاساليب النفسية والتربوية التي تساعد الطفل في تجاوز مرحلة الامتحانات والمعنية بذاكرته. اذ يقول ان افضل طريقة للحفظ هي وضع خطة للنص او الموضوع واستخدام الرسوم والمخططات والصور القائمة على الشرح الكلامي، الاستخدام العقلاني للتكرار وتوزيع المراجعات بحيث تفصل بين تكرار واخر فترة من الراحة ويعتبر النوم فترة راحة مثالية لانه خال من الفعاليات المفحمة التي واجهها الانسان في يقظته.
جرعات صحية لتنشيط الذاكرة
وتدحض الدكتورة اسماء الدايني الاعراف المشعة في هذه المواسم والمتمثلة بزيادة شرب المنبهات كالشاي والقهوة اذ تؤكد ان هذه المواد تزيد من تصلب الشرايين وبالتالي زيادة النبض والاجهاد المبكر وتنصح ذوي الطلبة بتقديم العصائر الباردة لهم خاصة عصائر الفواكه الطازجة والاستحمام المتكرر اذ يجدد من فعالية خلايا الجسم الخارجية وارتداء الملابس الفضفاضة والتي لا تعيق الحركات التنفسية والجسمانية فضلا عن اهمية (مزاوجة) الذاكرة القائمة على دراسة اكثر من مادتين في يوم واحد.
واكدت ضرورة ان تولي الاسرة الجانب النفسي اهمية كبيرة خاصة بالنسبة للذين يصادف ان يقعوا تحت وطاة مرض ما وعائق صحي في فترة الامتحانات فعلى الاسرة ان تذلل هذا الامر امام طفلها وتحاول اسداء مشاركة اكبر معه رغم ان تأجيل الامتحان في حد ذاته هو امر مقلق واتعاب مؤجلة وبالنسبة الى الطفل.
نتمنا للجميع التوفيق والنجاح والتفوق الدائم