وعي الثقافة وثقافة الوعي

[زكي مبارك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

وعي الثقافة وثقافة الوعي

إن هذين المصطلحين لهما من المصطلحات التي كثرت في هذه الفترة، وليس مهماً أن تكثر بمثل أن نفهم الطرح الذي نسعى لتحقيقه والاستفادة منه، فإننا في زمن بحاجة إلى (وعي الثقافة) و(ثقافة الوعي) حيث أن كلاً منهما مكمّلٌ للآخر، وما دعاني إلى تسطير هذه الأحرف هو: على وجود كثرة من أُطلقَ عليهم مثقفين هم بحاجةٍ إلى وعي للثقافة التي ينهلون منها، ويحتاجون في الوقت نفسه إلى ثقافة للوعي الذي يدّعونه، علماً أن ذلك منطبق على بعضهم دون الكلّ.

فقد ترى هناكَ من يعي الثقافة من حيث البحث والتنقيب والإطلاع والمتابعة والمناقشة وغير ذلك مما له صلةٌ بالوعي الثقافي، إلا أنه تراه تارة لا يمتلك ثقافة الوعي التي تصب في توضيح مدخلات الثقافة ومخارجها من حيث امتلاك هذه الأمور (الزمان، المكان، الأسلوب) وهذه مشكلةٌ جد كبيرة وخطيرة في آنٍ معاً إن لم نفهم هذه الأمور، فإن كثيراً من المثقفين والباحثين لديهم وعي كبير لاستلهام هذه الثقافة أياً كان منبعها، إلا أن الأمر الآخر - ثقافة الوعي- يحتاج إلى أُناس رساليين، أي: أنهم حينما ينهلون من نبع الثقافة يرون أهمية إبلاغ الآخرين بما يدور في الساحة الثقافية وذلك بنظرهم أن عملية الإبلاغ مهمة رسالية مع مراعاة الأمور الثلاثة التي ذكرناها آنفاً (الزمان، المكان، الأسلوب)، والمثقف الرسالي يختلف كلياً مع المثقف الآخر، وذلك أن المثقف الرسالي يراعي كثيراً من الجوانب والأمور من حيث دراسة البيئة التي يعيش فيها والأوضاع المحيطة بها وفق عدة أفكار أو نظريات يضعها في الحسبان، بخلاف المثقف الغير رسالي – وما أكثره في هذا الزمن – فإنه ربما يصنع حساباً لأمورٍ من هنا وهناك إلا أن نظرته في قراءته للواقع الثقافي وتطبيق ما لديه من أفكار قد تكون قاصرة، ومن خلال التطبيق القاصر قد ينتج منه ردّةُ فعلٍ إيجابية وسلبية في نفس الوقت، وذلك إن وُجدَ هناك من يعي الطرح وإعطاءه صورة أخرى أو توظيفه بطريقة تختلف عن الطريقة التي طرحها المثقف الغير رساليّ، والذي يصنّفه البعض إلى (نقدٌ بنّاء ونقدٌ هدّام) أو (ثقافة اللامبالاة وثقافة التروّي) وغيرها من الأسماء والمصطلحات التي يرتضيها البعض.

فعلى أساس هذا الطرح يحتاج إلى كلا الطرفين أن يعوا ذلك من خلال حفاظهم على أفكار الآخرين بالطرح السليم الذي بدوره يعطينا غذاءً روحياً وفكرياً نحو ما يستجد على الساحات العلمية والثقافية والدينية ...الخ.


وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ...

 

 

[أمجـَاد]

السلام عليكم
موضوع جميل ويستحق الأخذ به بعين الإعتبار والإهتمام وتحويله إلى ذوي الشأن به أو المعنيين !!

سأطرح وجهة نظري الخاصة :
لعلي اساهم في تسليط الضوء على جزئية واحدة بالغة الاهمية لتكتمل حلقة هذا الحوار، اعني بذلك استراتيجية خاصة تهدف الى رفع مستوى الوعي الثقافي العام لدى النشء.

ولكي ندرك ابعاد هذا المطلب، لا بد ان نسلط الضوء على هذه الظاهرة التي اضحت ـ للأسف ـ سمة بارزة من سمات هذه الحقبة المشحونة بالمتغيرات واتساع مساحة الخلل، ما بين الوعي الثقافي في مجال (المعلومات العامة) وملاحقة التطورات العالمية المتسارعة، في ظل النظام العالمي الجديد والعولمة، واكتساح (المعلوماتية) لنمط الحياة الحديثة، خاصة في الدول والمجتمعات المتقدمة التي استفادت بهذه الانظمة المتطورة، لتواكب التطور الاقتصادي والصناعي والعلمي.

من هنا تجيء أهمية رفع المستوى الثقافي والوعي لدى النشء، واصلاح الخلل الحاصل لدى شريحة كبيرة ومهمة من شبابنا، وأرجو الا أكون (جارحة) في صراحتي هذه عند تناولي لهذا الموضوع لأن الأمر يحتاج الى وقفة مصارحة صادقة وموضوعية من دونما أي حساسية من لدن ابنائنا الشباب، ونحن بصدد مراجعة النفس والحوار البناء من أجل مجتمع معافى يتلمس عيوبه ومشاكله، ويعمل على اصلاح الخلل الذي تعرض له المجتمع خلال حقبة التحول والتغيير هذه.


ودمتم بخير

 

 

[زكي مبارك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

الأخت (سدرة المنتهى)...
أشكر لكِ مروركِ هذا، والذي بحق يجب أن تؤخذ كذلك كلمتك بعين الاعتبار، وهذه الصراحة التي تكتبين بها هي ما أسعى إليه شريطة وضع الدواء على الداء، لئلا نكون متطببين، فعلينا بأن نكون فعلاً نداوي جراحات الثقافة في القرن العشرين ..

تحياتي ... (زكي مبارك) ...

 

 

[روز]

اعجبني الموضوع فقررت شكر صاحبه بعد قراءته .

إن استطعت التعبير عما بداخلي بخصوصه سأعود بإذن الله .






تحياتي

 

 

[زكي مبارك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

الأخت (روز) ..

أشكر لكِ مروركِ وأتمنى رجوعك لمعرفة مواقع السقم بين سطوري .. فقد تعوّدت على استقبال آراء الآخرين حول ما أكتب أياً كانت ...


وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ...

 

 

[المحلل]

إسقاط جميل يتحفنا به أستاذنا العزيز ( زكي مبارك )
كما تعودنا منه دائماً


وعي الثقافـــة و ثقافــة الوعي

المشكلة أن الثقافة هذه الأيام - كما غيرها - أصبحت سلاحاً ذو حدين
و كما نوه حبيبنا زكي مبارك بأن هذا الأمر يعتمد كثيراً على من يحمل هذه الثقافة
و استعداده لحملها .. و قابليته لحملها

لا أبالغ إن قلتُ بأن بعض الأفراد ممن ظن نفسه مهيئاً لهذا
أخذته الثقافة إلى أن وصل للإلحاد !!!!

و بعض من تثيقف صار مبهوراً بنفســـه لدرجة أنه يضع نفسه بصف المتخصصين من الفقهاء و المحققين و المجتهدين !!
ثم يتعدى الحدود ليطلق الفتاوى و يصحح هذا و يخطئُ ذاك !!!

هذه الحركة أو الظاهرة لم تكن موجودة قديماً في مجتمعاتنا ( المنطقة الشرقية )
لكنها ظهرت بدايةً في البحرين ثم انتقلت إلى القطيف
وها هي الآن ترتع في أحسائنا الحبيبة !!


هنا أضع سؤالي لأخي العزيز ( زكي مبارك )
ما هي أسباب هذه الظاهرة برأيك !!
و لماذا هي سريعة الانتشار !!


المحلل ،،،

 

 

[MjNon Taker]

يمتلك الباحثون الثقافة ، وقد يتضمن ذلك التوعية ، وهي وعي الثقافة حينما
يمتلكون الخبرات العلمية و العقول السليمة ، وأهداف تتمركز على البحوث
المفيدة على نفسه و العائدة على غيره .. لكن الكثير منهم يحمل أو يملك توعية
ثقافية بدون أي ثقافات توعوية أيـ لا ينشرون وعيهم الثقافي على الأخرين و يجمحون لإلقاء معايير الوعي الثقافي عليهم ، وهي ماتسمى ثقافة الوعي ..

شاكر لك عزيزي زكي مبارك على موضوعك ..

 

 

[غريب الدار]

اشكرك الاخ الفاضل والمشرف الاديب المتميز زكي المبارك على طرحه ...

ماذا تعني الثقافة ؟

الواقع ان الثقافة فرع متجانس من التصورات والذكريات والاراء والعادات والتقاليد التي تميز مجموعة عن اخرى حسب التعريفات المتعارف عليها , واذا كانت هناك اشكالية اخرىفي مفهومها فلانها تتباين من قومية الى اخرى ولا يوجد لها مفهوم عالمي محدد ............

واذا كان البعض يعتبر الثقافة صناعة فلان النموذج الثقافي الغربي المهيمن والذي يمتلك وسائل وتقنيات هائة اثر في الخصوصية الثقافية المحلية من خلال خلخلة المسارات الثقافية واحدث تغيرا جذره لصالح ما يسمى ( بالعولمة ) .. او ( الثقافة العالمية ) ..

ان الثقافة ليست فكرة محتكرة او معرفة مصادرة او تكريسا لواقع مستلب, بل هي نشاط انساني خلاق مبدع متجدد , فالفلاح مثقف من وجهة النظر الثقافية في مجال عمله كونه يفهم مواسم الحصاد والتربة والخصوبة, والمعماري والبناء وحفار القبور مثقفون
في مجال عملهم حتى سائق الدراجة النارية وعامل النظافة والحلاق وراعي المواشي .
تحياتي

 

 

[زكي مبارك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

الأخ العزيز (المحلل) ...

أشكر لكَ مرورك هذا والذي بدوره يدفعني نحو الأمام .. وجميل ما سألت.

س. ما هي أسباب هذه الظاهرة برأيك؟!
ج. أسبابها كثيرة، وهي راجعة للمنهل الذي يرد منه، فبعضهم يرى معاونة من أحد من يثق فيهم فتراه يبصم بالعشرة أصابع على كل ما يتلقى أو يقرأ .. وتارة أخذها من منابعها السليمة إلا أن توظيفه لهذه الأمور خاطيء، وذلك لوجود قبس من نار التحررية أو نهله من كتب التشكيك دون وضع البديل.

س. و لماذا هي سريعة الانتشار؟!
ج. أيضاً نستطيع أن نضع عدة أسباب منها:
1. بنظر هؤلاء أن المنبر والمسجد لا يؤديان الدور المطلوب والمنوط بهما.
2. القراءة المكثفة في قراءة الكتب التشكيكية .. وكتب التحليل والمناقشة.
3. عدم التفات المجتمع والأسرة إلى أبناءهم في هذا الجيل.
4. وجود أذن صاغية لهؤلاء.

وللمزيد بإمكاننا أن نجلس مع لا يمتلكون (وعي الثقافة) و (ثقافة الوعي) تراهم يجادلون ويناقشون آخرين لاناقة لهم ولا جمل في ميدان الثقافة، بينما حينما يجلس معهم المثقف الرسالي تراه تخور قواه وحتى خلايا دماغه، لأنه وكما ذكرتَ أخي (المحلل) هم يرون أنفسهم في تصدير الأحكام ومناقشة كل شيء دون وعي.


كذلك أشكر Majnon Tark و غريب الدار على مرورهما هذا والذي بدوره ينم عن اهتمام كبير نحو توجهات الثقافة في هذا العصر.


وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ...

 

 

[المحلل]

والله ثم الله ثم الله لقد أجدتَ التشخيص عزيزي و أستاذي ( زكي مبارك )
و هذا فعلاً ما يدور في خلدي و لكني أحببت أن أرى رأيك بخصــوص هذا الأمــر

أعيد السؤالين و الإجابة و الملاحظـــة

س. ما هي أسباب هذه الظاهرة برأيك؟!
ج. أسبابها كثيرة، وهي راجعة للمنهل الذي يرد منه، فبعضهم يرى معاونة من أحد من يثق فيهم فتراه يبصم بالعشرة أصابع على كل ما يتلقى أو يقرأ .. وتارة أخذها من منابعها السليمة إلا أن توظيفه لهذه الأمور خاطيء، وذلك لوجود قبس من نار التحررية أو نهله من كتب التشكيك دون وضع البديل.

س. و لماذا هي سريعة الانتشار؟!
ج. أيضاً نستطيع أن نضع عدة أسباب منها:
1. بنظر هؤلاء أن المنبر والمسجد لا يؤديان الدور المطلوب والمنوط بهما.
2. القراءة المكثفة في قراءة الكتب التشكيكية .. وكتب التحليل والمناقشة.
3. عدم التفات المجتمع والأسرة إلى أبناءهم في هذا الجيل.
4. وجود أذن صاغية لهؤلاء.

وللمزيد بإمكاننا أن نجلس مع لا يمتلكون (وعي الثقافة) و (ثقافة الوعي) تراهم يجادلون ويناقشون آخرين لاناقة لهم ولا جمل في ميدان الثقافة، بينما حينما يجلس معهم المثقف الرسالي تراه تخور قواه وحتى خلايا دماغه، لأنه وكما ذكرتَ أخي (المحلل) هم يرون أنفسهم في تصدير الأحكام ومناقشة كل شيء دون وعي.



فقط أضيف أمراً آخر و هو - مع ما ذكرتموه - يساعد في الانحراف الفكري
و هو النزعة الفطرية لدى الشباب بحب التميز و الخروج عن المألوف و لفت أنظار الآخرين بأفكار قد تكون غير مألوفة و منتشرة، و هذه الأمور قد يجدها الشاب في الأفكار الدخيلة و الثقافة المعوجة أحياناً.



المحلل ،،،

 

 

[حامل المسك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزي( زكي مبارك )



كما تعودنا منك دائماً مثل هذه الأطروحات المفيدة لذا ساحاول اللاحق بالركب رغم قصوري قتقبلني بقبول حسن
ماهي الثقافة ؟؟؟؟
أكتفي بالتعريف الذي اختاره "مالك بن نبي" هو أقرب التعريفات لهذا المفهوم فقد عرف الثقافة بأنها: "مجموعة من الصفات الخلقية، والقيم الاجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ ولادته، وتصبح لا شعورياً العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه".

عليه نفهم أن الثقافة: تتسم بالخاصية، وترتبط بكل أمة ارتباطاً قوياً دائماً؛ وذلك لاختلاف الأمم في المعتقدات، والأفكار، والمبادئ والتصورات، التي تعطي انطباعاً معيناً عن الكون والحياة والإنسان

لنبني على ذلك أن الثقافة الحقيقية هي التي تفيد الإنسان بصورة عملية، وتؤهله للتفاعل مع بيئته، ومجتمعه، وحضارة عصره، وبالتالي تعينه على حل ما يواجهه في حياته من مشكلات دون أن يفقد توازنه الداخلي، وأصالة انتمائه، أو يعاني من تناقض حاد، وانفصام بين واقعه وقناعاته.


وللمزيد بإمكاننا أن نجلس مع لا يمتلكون (وعي الثقافة) و (ثقافة الوعي) تراهم يجادلون ويناقشون آخرين لاناقة لهم ولا جمل في ميدان الثقافة، بينما حينما يجلس معهم المثقف الرسالي تراه تخور قواه وحتى خلايا دماغه،
لذا نجد أن أكثر الفتن والبدع تأتي ممن يدعون الثقافة ويهرولون خلف سراب التفتح الفكري ولكنهم يصطدمون بحاجز العقيدة مما يؤدي ببعضهم إلى الانحراف العقدي الا من رحم الله....
حتى الأنحلال والتفسخ الأخلاقي صار عند بعضهم باسم الثقافة والتحرر لذا يسمي الرسالي رجعي بل إن بعضهم يقول لابد من مواكبة الأمم الأخرى بكل مالديها
جعلنا الله وإياكم ممن وعى وحدد هدفه من أجل دينه وأمته

 

 

[زكي مبارك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

عزيزي (حامل المسك) ...

أحسنت وأشكر لكَ مرورك هذا .. وأتمنى أن أفي حق من لهم عليّ حق.


وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ...