العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > همس القـوافي وعذب الكلام




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 29-09-2005, 02:17 AM   رقم المشاركة : 1
لحن الحياة
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية لحن الحياة
 







افتراضي مذكرات مخطوبة " قصة متسلسلة"

باسم الرب جل علاه
سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته

عدنا إليكم
وإلى واحتنا المعطاءة عذب الكلام
ما سنسطره ليس بخاطرة أو أقصوصة كما عودناكم

بل
موضوع منقول
اعجبنا محتواه
فاحببنا طرحه بين أيديكم

قصة متسلسه
إن لم تنل الاستحسان اخبرونا
لكي نوقف النشر

وببركة الله تفضلوا أولى الأجزاء


الفصل الأول

" نعم .."

قلتها و أنا أطرق رأسي خجلة مرتبكة .. و قد خرجت هذه الكلمة من شفتي دونما أي صوت .. لأجيب بها على سؤال الشيخ العالق منذ ثوان طويلة ..
ينتظر فيها إقرارا ً مني بقبول عصام زوجا لي على سنة الله و رسوله ..
و كان أن ناولني بضع أوراق لأوقع عليها.. كميثاق و توكيد على العقد ..
فأخذتها منه بيدين ترتجفان.. و أمسكت القلم لأخربش توقيعي عليها بعد جهد جهيد في محاولة مني للسيطرة عليه ..
انطلقت الزغاريد تجلجل المكان ..
كما أرتفع صوت ( المُلايـّة ) أم سيف و هي تغني ما شاء لها المولى أن تغني من أفراح و مواليد .. ليتمايل على أنغامها جسد ابنة خالتي( صفاء ) .. مشاركة الجميع فرحتهم بتزويجي ،،نبض قلبي كان قد ازداد فجأة .. لدرجة أني تخيلت أن صوت خفقانه أعلى من صوت الطبل نفسه.. و أن الجميع إنما يتراقص و يتمايل على دقات قلبي ليس إلا !!
و مضى الوقت ثقيلا .. و أنا ما زلت في ارتباكي .. و في فستان عقدي الأخضر.. و قد انطبع الخجل فيّ .. كما انطبعت النقوش الذهبية على جميع أطراف الثوب ..
" مرام.. ابتسمي ! "

هكذا نادتني المصورة ( الفلبينية) و هي تطلب مني تعديل وضعيتي للمرة الألف,, و رسم مختلف أنواع الابتسامات على وجهي ... فقط من أجل التقاط عدة صور لي في مثل هذه المناسبة !!
قفزت صفاء ( ابنة خالتي المقربة ) إلى جانبي و هي تطبع قبلة سريعة على خدي .. ثم تحيطني بذراعيها لتطلب من تلك المصورة التقاط صورة مشتركة لنا معا ,,
ثم نغزتني صفاء بكوعها و هي تدندن ,,
" مريوم عروس .. مريوم عروس ..
لين زفوج يا مريومي للمعرس .. بالج تستحين !"
و حركتها هذه ما زادتني إلا ارتباكا ً .. و اصطباغ وجنتي باحمرار الخجل الشديد ..
فأنا ما زلت غير مصدقة أني قد صرت فعلا في نظر الشرع و القانون زوجة لأحدهم ..
و أني قد صرت سيدة .. أو بمرادف آخر .. أصبحت ( مدام مرام ) !!
اقتربت أمي مني بعد حين، لتخبرني أن عصام على وشك الدخول بعد عشر دقائق ,,
و لا أدري لما شعرت برغبة جامحة لحظتها في أن أنزع ثوب العقد و جميع ما علي من حلي و كذا المشمر الأخضر الذي غطوني به .. و أن.. أن أهرع إلى حجرتي ...أو إلى أي مكان آخر حيث يمكنني فيه البكاء ..فنظرة أمي الفرحة فيّ .. ما كانت إلا لتؤجج رغبتي العارمة في البكاء .. إلا أني تمالكت نفسي في اللحظة الأخيرة .. و حاولت جاهدة أن أضبط من زمام دموعي .. فقط لكي لا يسيح الكحل و (المكياج) فيضيع تعب الكوافير هباءً منثورا ..!
و لكي لا أصبح أضحوكة الحفل و حديث الموسم ..فأنا الآن سيدة و زوجة .. و البكاء في مثل هذه المواقف لا يليق أبدا بالسيدات و النساء الكبيرات ,,
" مرام .. اصبري .. ما هي إلا ساعات و سينتهي الحفل.. و سينصرف الجمع .. و ينتهي كل شيء ! "
تداركت تفكيري..
" لا... ليست هي مجرد ساعات قليلة .. بل هي ورطة للعمر كله .. و لا فكاك منها .." وقفت بناء ً على طلب إحدى خالاتي .. و التي اقتربت مني لتضبط من وضع المشمر الأخضر الشفاف ، مسدلة إياه على وجهي .. مانعة عصام من رؤية ملامح وجهي المرتبكة ..
" المعرس سيدخل حالا ً "نطقت إحداهن من الحضور .. و بالتالي عمت شوشرة بين الجمع .. واشرأبت جميع الأعناق إلى حيث لمحت أنا أيضا خياله على باب المجلس !
و خيال عصام وحده و هو بثوبه الخليجي و ( البشت ) البني .. جعلني أرسم على وجهي ابتسامة مرتبكة ..و مع هذا فإن خياله أبدا ما كان ليخفف عني التوتر العنيف الذي انتابني في تلك اللحظة .. فقد شعرت بأطرافي جميعها ترتجف من شدة التوتر و الارتباك !!
اقترب عصام و اقترب.. و هو محفوف بأخواته و خالاته و عماته.. و الكثيرات ممن كنت أجهل صلة قرابتهن به ..و أخيرا وصل عصام إلى حيث وقف أمامي .. أمامي مباشرة !!!
رفع عصام طرف المشمر .. ليكشف عن ملامح وجهي .. و قد أصبحت زوجته و حلاله ..
أطال عصام النظر إلى وجهي .. و التقت نظراتنا بعمق و للمرة الأولى .. لحظتها فقط .. أدركت أني قد صرت فعلا زوجة.. و أن هذا العملاق الماثل أمامي ما هو إلا .. إلا زوجي ..!
و كما هي العادة عندنا .. طبع عصام قبلة حارة .. شعرت بلهيبها و هي تحرق لي جبهتي ..!!
" هييي.. أيها الحضور .. غضوا البصر .. و بلاش تربكوني أكتر مما أنا مرتبكة !! "










نتمنى أن ينال القبول
و أن تكون عودتنا محموده بإذن الله



بانتظار ردوردكم




سلامنا
لحونتي المنتدى

 

 

لحن الحياة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-09-2005, 09:40 PM   رقم المشاركة : 2
حَـمَـأ
مبدع في سماء الحرف
 
الصورة الرمزية حَـمَـأ
 







افتراضي




يااااااااااه

تصوير دقيق للموقف ،
لم أكن مرة من المرات في تلك المواقف

لم أكن عريسا و لاعروسا ولا حتى أحد المتجمهرين ،

الآن فقط و بعد قراءة هذا النص بتُّ أعرف تماما ما يحدث داخل صالات الأعراس ،


لحن الحياة ،
نقل مميز .. من جد أعجبتني ،


تحيات / مفتون الطبيعــــــــة ..

 

 

 توقيع حَـمَـأ :



أنادي الجمالَ أنا كلَّ حينْ .. كأنّي إليكِ أجرُّ النّداءْ !
حَـمَـأ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-09-2005, 01:20 AM   رقم المشاركة : 3
الغريب
المشـرف العــام
 
الصورة الرمزية الغريب
 






افتراضي

أهلاً بهذه العودة

وبهذه المذكرات

لاشك أن ليلة العمر فيها الكثير من الارتباك سواء للرجل أو المرأة !!

ننتظر الجديد من المشاركات







وفق الله الجميع

 

 

 توقيع الغريب :
الغريب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-09-2005, 11:52 AM   رقم المشاركة : 4
لحن الحياة
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية لحن الحياة
 







افتراضي

مرحبا بكما وبتواجدكما

مفتون الطبيعة
لن تعرف هذا الشعور حق المعرفة حتى تجربه
فالتجربة خير برهان
بلّغنا الله بك قريبا إن شاء الله

الغريب
برأيي أن كل مايشعران به من ارتباك وفوضى الأفكار
هو مايعطي حياتهما رونقها ويجعلهما يدركان أهمية ماهما مقبلان عليه

 

 

لحن الحياة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-09-2005, 11:55 AM   رقم المشاركة : 5
لحن الحياة
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية لحن الحياة
 







افتراضي

مراحب

أين بقية الأعضاء

أنفهم أن المذكرات ستقف عند فصلها الأول فقط فلا أحد يريد البقية



بلى يوجد
من شرفانا بتواجدهما
العزيزين
مفتون الطبيعة
والغريب


فتفضلا انتما والبقية ايضا


الفصل الثاني


طأطأت رأسي ..
و قد ارتفع ضغط الدم في عروقي بفعل الحياء طبعا .. لتتمزق شرايين وجهي.. و يتدفق الدم الأحمر إلى خارجها.. إلى حيث يصبغ وجنتاي بلون وردي محمر.. كلون الدم تماما !!
***106*** بقبلة الرأس هذه انطلقت الزغاريد و ارتفع صوت ( الملاية ) أم سيف مجددا بالأفراح و المواليد ..
في حين أن خالاتي و كذا أمي .. تكفلن بتوزيع ( الشربات ) و العشاء على المعازيم ..جلس عصام بالقرب مني .. لا أقصد ملاصقا لي على تلك الكوشة البسيطة و التي تصدرت مجلس بيتنا المتواضع ,,
و لكم تمنيت في أعماقي لو يبتعد عني قليلا .. و لو بمقدار شبرين .. فقط لكي أتمكن من التنفس بصورة طبيعة ..
فوجود رجل غريب إلى جانبي.. جعلني أشعر باختناق و ارتباك شديدين ..
" أووه.. لا.. عصام ليس بالرجل الغريب.. فهو زوجي .. زوجي !! "

هكذا حاولت إقناع نفسي بعدم جدوى الارتباك ..
إلا أنه عوضا عن أن يبتعد كما كنت أتمنى .. اقترب مني أكثر و أكثر .. ليتناول يدي بين يديه بناءً على طلب تلك المصورة ( الفلبينية ) !!
و حدث أن أحضرت جدتي في تلك اللحظة إناء الزعفران و ماء الورد..
فمن ضمن عاداتنا أنه يتم سكب ماء الورد على أصابعنا المتشابكة ..
و حانت أيضا بعد ذلك لحظة لعق العسل .. فبناءً على أوامر جدتي أ ُجبرت على لعق العسل من أصابع خطيبي المبجل !! .." و يااااااخ .. !! "
فقد ارتسمت ملامح العبوس و شيئا من التقزز تلقائيا ً .. و أنا أجبر نفسي على لعق العسل من أصابعه !!
إلا أنه و لله الحمد فقد عدى الموقف على خير.. و لم أفرغ كل ما في جوفي كما كنت متوقعة ..مضى الوقت بطيئا نوعا ما .. و ها أنا ذا لازلت صامتة ..لم أتمكن من أن أنبس ببنة شفة ..
أو بالأحرى أني لم أتمكن من أن أنطق بأي كلمة .. فنظرات عصام الملتهمة .. و ابتساماته الواسعة . . زادت كليا في ارتباكي .. و منعتني تماما ً من الحركة.. فكيف ذا بالكلام !
فقط أطرقت رأسي .. و أطرقته و أطرقته .. إلى أن انتهى الحفل على خير .. و انفض الحضور و بدأ المعازيم بمغادرة منزلنا ..و ها ذا .. لم يبقى في النهاية إلا أنا و.. هو .. و أمي و بعض المقربين من الأهل !!
نغزت أمي إلى خالتي ليلى ,, و التي هي كـُبرى خالاتي .. لتقترب مني و هي تطلق زغرودة طويلة .. فرحة .. باسمة .." مبارك عليكم يا معاريس .. و عسى الله يهنيكم ! "
ثم قادتني مع عصام .. إلى حيث المجلس العلوي .. و لا أخفي عليكم أني كدت أنزلق أو أتهالك على عتبات الدرج عدة مرات .. ربما من شدة ارتباكي.. أو ربما من خوفي الشديد من الإنفراد به ..وحدي معه .. بين أربعة جدران مغلقة .. !!
أو ربما من شدة الإعياء .. و الأرجح أن السبب يرجع إلى جميع هذه العوامل بالإضافة إلى طول ثوبي.. !!
في داخل المجلس .. جلس عصام على طرف الكنبة .. بينما أنا اخترت الطرف الآخر لها .. و البعيد جدا عنه ..و طأطأ رأسي إلى حيث الأرض تلقائيا .. يبحث عن أي شيء فيها .. لأعلق نظراتي عليه ..قد يساهم في الامتصاص من حدة ارتباكي ... أطلقت خالتي ليلى زغرودة أخرى .. و هي تتمنى لنا السعادة مجددا ..ثم سحبت معها بنات خالاتي الصغيرات .. لتغلق علينا الباب .. تاركة إيانا لوحدنا ..
" لا......!!!مهلا خالتي .. لا تغادري أرجوك .. لا تتركيني لوحدي ..مع هذا العصام .!! "هكذا صرخت في أعماقي ,, و لكن دونما أي صوت طبعا .. و عادت أنظاري لتتركز على الأرض رافضة أن تنطلق بحرية ., فها أنا ذا قد فقدت الحرية المطلقة بارتباطي .. و قد أصبح عصام زوجا قواما مسئولا عني !!
نظرات عصام المتفحصة شعرت بها كنار تكوي وجهي ..
ليصبح أحمرا .. أحمر !!
و اقترب عصام زحفا على الكرسي .. ليجلس بمحاذاتي !!
و لأبدأ أنا بالصراخ ..
" هييييي !!! عصام .. ابقَ حيث أنت ,, لا تقترب .. فالمنطقة محظورة !!
"و طبعا كانت صرخاتي صامتة .. و في أعماقي فقط .. و لا صوت لها !! "
__________________

لحونتي المنتدى

 

 

لحن الحياة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد