العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 16-05-2017, 07:34 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي حاشية على (المشروع التجديدي للسيد الحيدري) للجبارة - عبد الرحمن الغانم

حاشية على ما تم طرحه حول (المشروع التجديدي للسيد الحيدري)..
عبدالرحمن علي عيسى الغانم

.
.

لم ينحصر دور السيد كمال الحيدري في الإطار الحوزوي السائد, بل تمرد هذا العالم على بيئته وكان شجاعًا في طرحه وجريئًا في الوقت نفسه, اختلف الناس بشتى أطيافهم الفكرية في كل ما يتعلق بهذا المرجع. فقد اختلفوا في بعض أطروحات السيد على شاشات التلفزيون, فبعضهم انتقده بحجة أن مباحث كهذه مفترض طرحها داخل أروقة الحوزة العلمية - حسب وجهة نظرهم - وبعضهم رحّب بهذه الخطوة وصفّق لها, وليست هذه فقط جوانب اختلاف الناس مع السيد الحيدري, ووصل الأمر أن انتقده بعضهم في أمور شخصية - ربما أتفق معهم إلى حدٍ ما - لكن لإيماني بأن العاقل خصيم نفسه, ولأن البشر بطبائعهم المتباينة لا يجتمعون على الإيمان بشخصية مهما بلغت في سموها, ودونكم رسول الله (ص) حيث نزل فيه آي كريم (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)), مع قياس الفارق!
وملاحظاتي على الطرح العلمي الذي قدّم له الأستاذ الفاضل جاسم الجبارة - نفعه الله ونفع به - هي ما يلي:
إذا أردنا أن نكون منصفين مع أنفسنا فيما يتعلق بالمساجلات العلمية والفكرية، في شتى مجالاتها (الفكرية، العقائدية، الإجتماعية)؛ فعلينا ألا ننشغل بالمصداق عن المبدأ. ولا جدوى من شخصنة الأمور (بمعنى آخر, الخلط بين أفكار العالم وتوجهاته وبين شخصه). وقد رأيت هذا جليًا في معارضي السيد كمال الحيدري - حفظه الله - فالذين يخالفون السيد الحيدري بعضهم غدا موضوعيًا في نقده لأطروحات السيد والبعض الآخر جانب الموضوعية. وأبرز ما سقط فيه هؤلاء - مع احترامي لهم - أنهم أصبحوا ضحية خصوم السيد ولاسيما على موقع (اليوتيوب)، وطريقتهم بدت مشهورةً وهي انتقاء جزئيات من حلقات البرنامج المعروض على قناة الكوثر الفضائية ويبترون مالا يخدم أهدافهم.
وإليكم هذا المثال: السيد الحيدري في أطروحته السابقة قبل أربع سنوات (من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن)، جاء في سياق كلامه في المحاضرات حول المعارف الدينية لدى (السنّة والشيعة), "توجد عندنا منظومتان من المعارف الدينية, الأولى اشتلمت عليها الآيات القرآنية والثانية اشتملت عليها الروايات الوردة عن النبي وعن الأئمة ع" , وأردف السيد الحيدري بطرح سؤالٍ وهو: ماهي العلاقة بين هاتين المنظومتين؟ فأجاب السيد الحيدري بأنه توجد اتجاهات ثلاثة:
الاتجاه الأول: هم القرآنيون, الذين يعتمدون بشكلٍ رئيس في معارفهم الدينية واستنباط الأحكام الشرعية على القرآن دون السنة المنقولة, القرآن وكفى).
الاتجاه الثاني: هم الأخباريون, الذين لا يولون القرآن أهميةً في قبال الأحاديث, فالأحاديث هي الأصل وعليها المدار.
أما الاتجاه الثالث: (الذي يتبناه السيد), وهو مركزية القرآن وتبقى السنة في ظل القرآن, وقد أشار إلى نقطة جوهرية وهي استحالة إقصاء السنة والاكتفاء بالقرآن - وهذا ما يعتقده - مستندًا في اعتقاده هذا على الآية الكريمة: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)). وقال في هذا الصدد على نحو الفتوى: "أعتقد أن هذا القرآن (الذي بين الدفتين) هو المحور والمصدر الأصلي, الذي لا يدانيه مصدر ولا يقع في قباله أي شيءٍ آخر, ولكن القرآن هو الذي يبين الأطر والقواعد والأسس وتأتي السنة في ظل القرآن" , وأردف بعد إطلاق هذه الفتوى: "بأن أي رواية وصلت إلينا سواءً كانت في المصادر السنية أو الشيعية, تُعرض على القرآن فإن كانت منسجمةً مع القرآن وإلا فهي زخرفٌ رمينا بها عرض الجدار". وهو بهذه المنهجية كأنه قد وضع لنا معادلةً رياضيةً لا مجال فيها للخطأ ولا بد أن تعطي نتيجةً ثابتة.
ولأن بعض المتابعين لمباحث السيد الحيدري لم يتتبعوا مباحثه بدقةٍ, فمن الطبيعي أن تفوتهم جزئية ما أو قسمٌ من أقسام المبحث؛ ولذا ظن بعضهم أنه فصل بين القرآن وبين السنة, وكان للأيادي المعادية للسيد الحيدري نصيب من هذا الخطأ بالفهم. وأنا قد تتبعت هذا المبحث (من اسلام الحديث إلى اسلام القرآن), تتبع المستقصي للعثرات, لأنني على ثقةٍ بأن السيد لم يفصل بين القرآن وبين السنة, لكنني أردت ألا أنافح عن هذه الأطروحة العلمية بلا تثبت, فلم أجد لهذه التهمة أثرًا بعد عين.
وأما النعت الذي نعت به الاستاذ جاسم لهذا العمل المضني للسيد الحيدري (مشروع السيد الحيدري), والذي أثير حوله في الجلسة الثقافية جدالًا طويلًا, بين مؤيدٍ لتسميته بـ (مشروع) وبين من قال أنه ليس بمشروع وإنما هو عمل مشابه لمن سبقه ولا ينبغي نعته بهذا النعت, فأقول: أن من بديهيات اللغة - أي لغة - أن نطلق على بعض الأدوات وبعض الظواهر بمصطلحات معينة, ولا ينبغي المبالغة في وصف النشاطات العلمية بوصف أكبر منها, بل يجب أن نحترم اللفظة والمصطلح ولا نطلقه إلا على ما يقابله في المستوى العلمي, ورأيي أن ما يقوم به السيد الحيدري هو (مشروع), بل مشروع منهجي لا مشروع مبعثر. ولا طائل من إضاعة الوقت في اقناعي أنه ليس مشروعًا أو إقناع الآخر عكس ذلك.
ولا يفوتني أن أطرح سؤالًا على القائلين بأن السيد الحيدري, يعاني من (الأنا) وأنه ليس هادئًا في طرحه وأنه يأخذ مصادره معلبةً جاهزةً من فريقٍ يعمل له خلف الكواليس وما هو إلا أداة عرض,...إلخ, أين هذه الكلمات حينما كان السيد الحيدري ينتقد مدرسة ابن تيمية والسلفيين المتشددين؟! أم أنكم تقبلون نقد الآخر ولا تقبلون نقد الذات!. ورحم الله امرءًا أنصف الناس من نفسه.


28/7/1438هـ

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة منتدى السهلة الأدبي ; 16-05-2017 الساعة 08:39 PM.
منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد