![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
مشرفة عالم المرأة
|
![]() رمْلةٌ تَغسلُ الماء للشاعر حيدر جواد العبدالله - يونيو ٢٠١٣- الأحساء وَطنٌ، لمْ تَكْبحِ الشمسُ رمالَهْ عطشُ الآمادِ، لمْ يُنْهِكْ صُهالَهْ رِحلةٌ تأخذُهُ منْ حِقْبةٍ عبْرَ أُخرى، والمسافاتُ سُلالَة كُلَّما جاءَ على ذاكِرَةٍ، سارَ عنْها، مالِئًا منْها رِحالَهْ... آتِيًا ما زالَ، وِتْرًا، خلْفَهُ يرْكُضُ التاريخُ، والحُلْمُ قُبالَهْ سَفَرٌ ما زالَ يحْدُوهُ إلى شُرْفةٍ أعْلى، ليَصْطادَ هِلالَهْ *** من هُنا، قدْ بدأَ الإنسانُ مِشْـ ـوَارَهُ في الأرضِ، وَاستَأْنفَ فَالَهْ قبلَ نُوحٍ، بذْرةُ الكَونِ هُنا انْـ ـشَطَرتْ، واتّخذَ الكونُ جَمالَهْ فإذا ما هدأَ الطُّوفانُ، لمْ تبقَ إلا زمزمٌ منهُ ثُمالَة وَطنُ النفْحِ السّماويِّ، فهلْ منْ نَبيٍّ، ثَمَّ، لمْ يعبُرْ خِلالَهْ؟ حسْبُنا أَنَّ لَدَيْنا المُصْطفى، ولنا الأرضُ التي اللهُ اصطفى لَهْ *** منْذُ (سامَ) الأبِ والناسُ هُنا، يبْذُرونَ المجدَ، يجْنُونَ الجلالَة مِنْ جُذوعِ النخْلِ يبْنُونَ الحِمَى، ويَحِيكُونَ منَ الخوصِ ظِلالَهْ يَغْسِلُونَ الماءَ بالطينِ، فَفِي الـ ـطينِ أعْماقٌ، وفي الماءِ ضَحالَة الأناسِيُّ هُمُ الأرضُ إذَنْ، إِذْ هُمُ مَنْ يَمْنحُونَ الأرضَ هالَة حيثُما ألْقَوْا ضُحاهُمْ، أوْقَدُوا جَذوةَ المعنى، وفانُوسَ الدَّلالَة *** إنّها الأرضُ، ولا نُنْكِرُها؛ ليسَ حتّى يُنْكِرَ الماءُ ابْتِلالَهْ إنَّها الصحراءُ، لا ننْبُذُها؛ ليسَ حتى ينْبُذَ العُشْبُ اخْضِلالَهْ وطنٌ عَذْبٌ، شفيفٌ، بالشذى عجَنَ اللهُ نِسَاهُ ورِجالَهْ إنه رملُ عفافٍ، لمْ يزلْ قِرشَهُ الإيمانُ، والحُبُّ رِيالَهْ خاطَ منْ بِيضِ المرايا ثوبَهُ وثَنَى مِنْ هَدْأَةِ الليلِ عِقَالَهْ *** بِعِيالِي وأبِي، هَذا الذي مُنذُ أَنْ أصْبَحَ، أَصْبَحْنا عِيالَهْ مَا انْتَحَلْنَاهُ، وهَلْ ينْتَحِلُ الـ ـطّفْلُ أهْلِيهِ, لِكَيْ نرجُو انْتِحَالَهْ؟ نحنُ أحْرزْنا لهُ (جِينَاتِنَا)، حِينَ عَايَشْنَا رَخَاهُ وهُزَالَهْ كَمْ زَرعْناهُ بِأحْلامِ النَّدَى، وشَرِبْنا مِنْ سَواقِيهِ زُلالَهْ وَطَنٌ كالقمحِ، إِنْ أعْطَيتَهُ نِيّةَ الفلاحِ، أعْطاكَ غِلالَهْ *** فِكرةُ الحُبِّ التي أبْدَعَها قلْبُ هابيلَ، حَرسْناها هُنَا لَهْ! فِي دِمانَا وطنُ الكلِّ الذي لَمْ ولَنْ يرضَى لِقابيلَ اخْتِزالَهْ سنُفَدِّيْ بالحَنايا غَيمَهُ سنُدَفِّيْ بالشرايِينِ تِلالَهْ كُلُّنا رهْنُ شِراعٍ واحِدٍ، فهلُمُّوا كُلُّنا نَشْدُدْ حِبالَهْ شاطِئُ الألْوانِ ما زالَ يَشِيْ بِقُدُومٍ، وَسَيَأْتِي لا مَحَالَة *** الصّدى لمْ يَفْقِدِ الصوتَ، ولَمْ يخْسرِ الرمْلُ معَ الموجِ سِجَالَهْ وهُنا، يا رمْلةَ الشعْرِ، هُنا ابـ ـتَدَأَ العالمُ بالشِّعْرِ احْتِفالَهْ شَاعرٌ أمْ وَطنٌ، هذا الذي غدُهُ الرَّمزُ، وماضِيهِ الجَزالَة؟ وَطنٌ أمْ شَاعِرٌ، هذا الذي لَمْ يَشَأْ أَنْ يَقْطَعَ الدهْرُ ارْتِجَالَهْ؟ لَمْ يَزَلْ خِصْبَ الرُّؤى، ولادَها، كَثْرةُ الإنْجابِ لمْ تُرهِقْ خَيالَهْ *** مِنْ خليجِ اللُّؤلُؤِ الغَضِّ إلى أحمرِ المرجانِ هُدْبٌ وَاكْتِحالَة وَكَأَنَّ الأُفْقَ عُرسٌ، فابْتَهِجْ يَا جَنوبَ الحبِّ، وافْرَحْ يا شَمَالَهْ أَلْهِمينَا يَا حِجَازَ اللهِ، يَا هَجَرَ النَّخْلَةِ، يَا نَجْدَ الغَزَالَة من لَذِيذِ اللّحْنِ (مُوسِيقى)، مِنَ الْـ ـلَونِ سِحْرًا، ومِنَ الإِبْداعِ حَالَة يَا عُكَاظَ الفنِّ، أشْرِبْنَا مِنَ الْـ ـفَنِّ تَجْديدًا، وأطْعِمْنا أصَالَة *** إنّمَا نَحنُ معَ الماضِي بِمِقْـ ـدَارِ ما نَشْعُرُ بِـ(الآنَ) حِيَالَهْ لَمْ يَزَلْ (قِسُّ الإِيَادِيُّ) هُنَا، طَيْفُهُ يَكْشِفُ للريحِ سِلالَهْ تُوشِكُ الأشْياءُ أَنْ تَعْثُرَ بِالـ ـطيفِ، أنْ تَكْسِرَ للوَقْتِ نِصَالَهْ شُرْفةٌ أعلى هوَ الوعيُ الذي قطُّ لمْ يقبلْ على الحسِّ اتّكالَهْ هَا هُوَ الرملُ يُرينَا أنَّ فِي عبثِ الكُثبانِ فنٌّ وَرِسالَة ***
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
المشـرف العــام
|
![]() حيدر العبدالله
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
مشرفة عالم المرأة
|
![]() الغريب .. شكرا كثيرا
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
مشرف سابق
|
![]() صح لسان الشاعر حيدر و الشكر موصول لكـِ مشرفتنا على هذا الأبداع
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|