العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 14-09-2012, 10:55 AM   رقم المشاركة : 1
بوسارة
مشرف الواحة الإسلامية
 
الصورة الرمزية بوسارة
 







افتراضي من وصية الإمام الخميني (قدس) إلى ابنه السيد أحمد (رح)

بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم


(من وصيَّة الإمامُ المُقدَّس السيد روح الله الخميني رَفَعَ الله درجته إلى ابنه السيد أحمد رحمة الله عليه)


بني!
اعلم أن في الإنسان - إن لم نقل في كل موجود - حباً فطرياً للكمال المطلق وللوصول إلى الكمال المطلق، وهذا الحب مما يستحيل أن يفارق الإنسان تماماً، كما أن الكمال المطلق محال أن يتكرر أو أن يكون أثنين، فالكمال المطلق هو الحق جلّ وعلا، والجميع يبحثون عنه، وإليه تهفو قلوبهم ولا يعلمون، فهم محجوبون بحجب الظلمة النور. لذا فهم يتوهّمون أنهم يطلبون شيئاً آخر غيره، ولذا تراهم لا يقنعون بتحقيق أيّة مرتبة من الكمال، ولا بالحصول على أيّ جمالٍ أو قدرة أو مكانة. فهم يشعرون أنهم لا يجدون في كل ذلك ضالَّتهم المنشودة، فالمقتدرون ومن يمتلكون القدرة الكبرى، هم في سعيّ دائم للحصول على القدرة الأعلى مهما بلغوا من القدرة، وطلاب العلم يطلبون الدرجة الأعلى من العلم مهما بلغوا منه، وهم يشعرون دوماً أنهم لم يجدوا ضالّتهم، وفي الحقيقة إنهم غافلون عنها.
ولو أُعطي الساعون إلى القدرة والسلطة، التصرف في جميع العالم المادي من الأرضين والمنظومات الشمسية والمجرات، بل وكل ما هو فوقها، ثم قيل لهم: إن هناك قدرةً فوق هذه القدرة التي تملكونها، أو أن هناك عالماً أو عوالم أخرى فوق هذا العالم، فهل تريدون الوصول إليها ؟ فإنهم من المحال أن لا يتمنَّون ذلك، بل أنهم من المحتم أن يقولوا بلسان الفطرة : ليتنا بلغنا ذلك أيضاً !. وهكذا طالب العلم، فهو إن ظنّ إن هناك مرتبة أخرى - غير ما بلغه - فإن فطرته الباحثة عن المطلق ستقول : يا ليت لي هذه القدرة، أو يا ليت سعةً من العلم تشمل تلك المرتبة أيضاً!
وعليه فإن ما يُطمئِنُ النفس المنفلتة، ويهدّئ من لهيبها، ويحدّ من إلحاحها واستزادتها في الطلب، إنما هو الوصول إليه تعالى، والذكر الحقيقي له جل وعلا ؛ لأن الاستغراق في ذلك فقط، هو الذي يبعث الطمأنينة والهدوء، وكأنّ قوله تعالى {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. هو نوع من الإعلان أن : انتبه ! انتبه ! عليك أن تلجأ إلى ذكره حتى تحصل على الطمأنينة لقلبك الحيران الذي يواصل القفز من جانب إلى جانب، والطيران من غصن إلى غصن.
إذن فما دام الله سيبعث في قلبك الطمأنينة بذكره، فاستمع يا ولدي العزيز لنصيحة أبٍ عانى من الحيرة والقلق، ولا تتعب نفسك بالانتقال من باب إلى باب، للوصول إلى هذا المنصب أو تلك الشهرة أو ما تشتهيه النفس، فأنت مهماً بلغت من مقام، فأنت سوف تتألم وتشتد حسرتك وعذاب روحك لعدم بلوغك ما فوق ذلك، وإن سألتني : لِم لَمْ تعمل أنت بهذه النصيحة ؟ أجبتك بالقول : انظر إلى ما قال، لا إلى من قال. في غرر الحكم ودرر الكلم لأمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) " انظر إلى ما قال ، ولا تنظر إلى من قال " فما قلتُه لك صحيح، حتى وإن صدر عن مجنون أو مفتون، يقول تعالى في محكم كتابه العزيز {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}. ثم يتبع ذلك بقوله {لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}. فالإنسان في هذا العالم معرّض لأمور شتى، فهو عرضة أحياناً لأن تنزل به المصائب، كما أنه قد يلاقي إقبالاً من الدنيا، فيبلغ فيها المقام والجاه ويحصل على المال ويحقّق أمانيه وينال القدرة والنعمة، وكلا الحالين ليس بثابت، فلا ينبغي أن تحزنك المصائب والحرمان فتفقدك صبرك، لأنها قد تكون أحياناً في نفعك وصلاحك {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}, كما لا ينبغي أن تدفعك الدنيا بإقبالها عليك وتحقيقها ما يُشبع شهواتك إلى أن تتكبر وتختال على عباد الله، فما أكثر ما تعدّه أنت خيراً، وهو شرٌ لك.



من كتاب: موعد اللقاء

 

 

 توقيع بوسارة :
يا لثارات الزهراء
من وصية الإمام الخميني (قدس) إلى ابنه السيد أحمد (رح)
بوسارة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2012, 12:46 PM   رقم المشاركة : 2
النجم الحاد
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية النجم الحاد
 







افتراضي رد: من وصية الإمام الخميني (قدس) إلى ابنه السيد أحمد (رح)

أحسنت كثيراً يابوسارة

 

 

 توقيع النجم الحاد :
رد: من وصية الإمام الخميني (قدس) إلى ابنه السيد أحمد (رح)
النجم الحاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2012, 12:57 PM   رقم المشاركة : 3
النجم الحاد
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية النجم الحاد
 







افتراضي رد: من وصية الإمام الخميني (قدس) إلى ابنه السيد أحمد (رح)

ياليت تعطيني نسخة من الكتاب يابوسارة وشكراً

 

 

 توقيع النجم الحاد :
رد: من وصية الإمام الخميني (قدس) إلى ابنه السيد أحمد (رح)
النجم الحاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2012, 01:17 PM   رقم المشاركة : 4
بوسارة
مشرف الواحة الإسلامية
 
الصورة الرمزية بوسارة
 







افتراضي رد: من وصية الإمام الخميني (قدس) إلى ابنه السيد أحمد (رح)

بخدمتكم عزيزي "النجم الحاد"

رابط التحميل

 

 

 توقيع بوسارة :
يا لثارات الزهراء
من وصية الإمام الخميني (قدس) إلى ابنه السيد أحمد (رح)
بوسارة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد