طاعة الله مفتاح المعرفة

[روح البراءة]

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
هناك من الناس من وصلت بهم البلاغة لدرجة تمكنهم من فتح آفاق المعرفة للقارئ الكريم من خلال جملة واحدة قد لا تتعدى في رسمها الثلاث كلمات ، لكنها تحمل من المعاني السامية ما تعجز عن طبعه الأقلام وعن احتوائه مئات الأوراق وإن جمعت في مجلدات
أولئك الثلة الطيبة من الناس هم الذين عاهدوا الله أن يكونوا له عباداً مخلصين ، يأتمرون بأمره وينتهون عما نهى عنه وآلوا على أنفسهم أن لا يأكلوا إلا الطيب ولا يفعلوا إلا الخير ، فما كان من الله إلا أن شكر سعيهم وفجر لهم ينابيع الحكمة ، فنهلوا منها ما يفيض على عقول من خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً .. المعاقون من السمو والرقي بسد أبواب الحكمة في وجوههم ونوافد المعرفة عن أفكارهم ، فإذا ما أرادوا أن ينشروا سطراً يحوي الفائدة لا يستطيعون ، وإن حاولوا يتلعثمون ، ولو أنهم أخلصوا لله لارتقوا كعباد الله المتقون الزاهدون عن حرامه والمقبلون على حلاله
ألف تحية ومليون سلام على روح إمام المتقين وسيد البلغاء وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي الذي وصل إلى حدٍ من القرب لله جعله في حالة انكشاف لعلمٍ غاب عنا نحن المقصرون فقال كلمته الفريدة التي ما تفوه بها أحد من بعده إلى افتضح سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن طرق السماء فأنا أعلم بها من طرق الأرض وقال في موضع آخر لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً وقال فيه أخيه خير رسول الله صلى الله عليه وآله أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ، وله عليه السلام 1000 كلمة قصيرة الرسم عظيمة المعنى يحتاج مُفسرها إلى أقلام لا تحصى ومجلدات لا تعد فسلام عليه وهنيئاً لنا ولاءنا له فبولائنا وودنا له وبنهلنا للقليل من فيض علمه تمكنا من إيصال ولو القليل من العلم النافع للقارئ لسطورنا ، فالحمد لله أن هدانا للتمسك بحبله المتين وسطراطه القويم سيد البلغاء وأستاذ الحكماء أمير المؤمنين علي عليه السلام

 

 

[الشافعي]

اللهم صل على محمد وآل محمد
احسنتم ومفقين لكل خير