العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > همس القـوافي وعذب الكلام




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 01-08-2002, 02:40 PM   رقم المشاركة : 1
أحسائي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أحسائي
 







افتراضي قصيدة نزارية وتجمتها بالإنجليزية...................................لاتف وتك

راشيل ..و أخواتها!!
1
وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.
و هواء البحر في نيسان,
أمطار دماء, و دموع…
2
دخلوا قانا على أجسادنا
يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.
و يعيدون فصول المحرقة..
هتلر أحرقهم في غرف الغاز
و جاؤوا بعده كي يحرقونا..
هتلر هجرهم من شرق أوروبا..
و هم من أرضنا قد هجرونا.
هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم
و يريح الأرض منهم..
فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.
3
دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.
يشعلون النار في بيت المسيح.
و يدوسون على ثوب الحسين..
و على أرض الجنوب الغالية..
4

قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,
و أصوات البلابل..
قصفوا قدموس في مركبه..
قصفوا البحر..و أسراب النوارس..
قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..
و تلاميذ المدارس.
قصفوا سحر الجنوبيات
و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..
5

….و رأينا الدمع في جفن علي.
و سمعنا صوته و هو يصلي
تحت أمطار سماء دامية..


6
كل من يكتب عن تاريخ (قانا)
سيسميها على أوراقه:
(كربلاء الثانية)!!.
7
كشفت قانا الستائر..
و رئينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..
و تقود المجزرة..
تطلق النار على أطفالنا دون سبب..
و على زوجاتنا دون سبب.
و على أشجارنا دون سبب.
و على أفكارنا دون سبب.
فهل الدستور في سيدة العالم..
بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟
8
هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟
إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..
قتلنا, نحن العرب؟
9
انتظرنا عربي واحداً.
يسحب الخنجر من رقبتنا..
انتظرنا هاشميا واحداً..
انتظرنا قريشياً واحداً..
دونكشوتاً واحداً..
قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…
انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..
فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..
أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه
بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.
10

ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟
ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟
فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..
فهو نص واحد نكتبه
لجميع الشهداء الراحلين.
و جميع الشهداء القادمين!!.
11

ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟
و جرير ..و الفرذدق؟
و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..
ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..
و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..
و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..
بل كنا ملوك الثرثرة…
12

ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..
و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟
ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟
13

نحن في غيبوبة قومية
ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…
14

نحن شعب من عجين.
كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..
نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..
15

وطن يزداد ضيقاً.
لغة قطرية تزداد قبحاً.
وحدة خضراء تزداد انفصالاً.
و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!
16

كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟
كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟
و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..
و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..
و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..
و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.


17
ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب
بعد ما صاروا يهودا؟؟…

قصيدة راشيل وأخوانها مترجمة
The face of Qana
1

The face of Qana
Pale, like that of Jesus
and the sea breeze of April...
Rains of blood.. and tears..
2

They entered Qana stepping on our charred bodies
Raising a Nazi flag
in the lands of the South
and rehearsing its stormy chapters
Hitler cremated them in the gas chambers
and they came after him to burn us
Hitler kicked them out of Eastern Europe
and they kicked us out of our lands
3

They entered Qana
Like hungry wolves
Putting to fire the house of the Messiah
Stepping on the dress of Hussain
and the dear land of the South
4

Blasted Wheat, Olive-trees and Tobacco
and the melodies of the nightingale
Blasted Cadmus in his bark
Blasted sea and the gulls
Blasted even hospitals
even nursing moms
and schoolboys
Blasted the beauty of the Southern women
and murdered the gardens of the honeyed eyes
5

We saw the tears in Ali's eyes
We heard his voice as he prayed
under the rain of bloody skies
6

Who ever will write about the history of Qana
Will inscribe in his parchments
This was the second Karbala
7

Qana unveiled what was hidden
We saw America
Wearing the old coat of a Jewish Rabbi
Leading the slaughter
Blasting our children for no reason
Blasting our wives for no reason
Blasting our trees for no reason
Blasting our thoughts for no reason
Has it been decreed in her constitution,
She, America, mistress of the world,
In Hebrew .. that she should humble us al-Arab?
8

Has it been decreed that each time a ruler in America
wants to win the presidency that he should kill us ..
We al Arab?
9

We waited for one Arab to come
pull this thorny prick from our necks
We waited for single Qureishite
A single Hashemite
A single Don Quixote
A single local hero, for whom they did not shave the moustache
We waited for a Khalid .. Tariq .. or Antara
We were eaten chatter (while engaged in vain talk)
They sent a fax
We read its ****
after paying tribute
and the end of the slaughter
10

What does Israel fear from our cries?
What does she fear from our faxes?
The Jihad of the fax is the weakest of Jihads
It is a single **** we write
for all the martyrs who left
and all the martyrs those who will come
11

What does Israel fear from Ibn al-Muqaffa'?
Jarir and .. Farazdaq?
And Khansa throwing her poems at the gates of the cemetery
What does she fear if we burn tires
Sign communiqués
And destroy shops
And she knows that we have never been kings of war
But were kings of chatters
12

What does Israel fear
from the beating of the drums
the tearing of clothes
and the scratching of cheeks
What does she fear
when she hears
the stories of `Ad and Thamud?
13

We are in national comma
We did not receive
Since the times of conquest
a single mail
14

We are a people of made of dough
The more Israel increases in her killing and terrorism
the more we increase in idleness and coldness
15

A Smothering Dominion
A regional dialect that increases in ugliness
and a green union that grows in isolation
Summer trees, growing barren
And borders .. whenever the whim strikes
erase other borders

16

Israel should slaughter us, and why not?
She should erase Hisham, Ziyad and ar-Rashid, and why not?
[Why not?] and the Banu Taghlab lusting after their women
[Why not?] and Banu Mazen lusting after their slave boys
[Why not?] and Banu Adnan dropping their trousers to their knees
debating .. necking and .. the lips!
17

What should Israel fear from some of al-Arab
When they became Yehuda???
Nizar Qabbani
1996

 

 

 توقيع أحسائي :
لحظة ..... لحظة
يقول الله تعالى (( إذا جاء نصر الله والفتح ))
ولقد جاء نصر الله بفتحه
أحسائي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2002, 09:10 PM   رقم المشاركة : 2
sunset
مشرف سابق






افتراضي نزار قبانى يهجو صدام

مضحكة مبكية معركة الخليج
فلا النصال انكسرت على النصال
ولا الرجال نازلوا الرجال
ولا رأينا مرة آشور بانيبال
فكل ما تبقى لمتحف التاريخ
اهرام من النعال !!
***
من الذى ينقذنا من حالة الفصام؟
من الذى يقنعنا بأننا لم نهزم؟
ونحن كل ليلة
نرى على الشاشات جيشا جائعا وعاريا...
يشحذ من خنادق العداء
(ساندويشة)
وينحنى .. كى يلثم الأقدام !!
***
لا حربنا حرب ولا سلامنا سلام
جميع ما يمر فى حياتنا
ليس سوى أفلام
زواجنا مرتجل
وحبنا مرتجل
كما يكون الحب فى بداية الأفلام
وموتنا مقرر
كما يكون الموت فى نهاية الأفلام !!
***
لم ننتصر يوما على ذبابة
لكنها تجارة الأوهام
فخالد وطارق وحمزة
وعقبة بن نافع
والزبير والقعقاع والصمصام
مكدسون كلهم.. فى علب الأفلام
***
هزيمة .. وراءها هزيمة
كيف لنا أن نربح الحرب
إذا كان الذين مثلوا
صوروا .. وأخرجوا
تعلموا القتال فى وزارة الاعلام !!
***
فى كل عشرين سنة
يأتى إلينا حاكم بأمره
ليحبس السماء فى قارورة
ويأخذ الشمس الى منصة الاعدام!
***
فى كل عشرين سنة
يأتى إلينا نرجسى عاشق لذاته
ليدعى بأنه المهدى .. والمنقذ
والنقى .. والتقى.. والقوى
والواحد .. والخالد
ليرهن البلاد والعباد والتراث
والثروات والأنهار
والأشجار والثمار
والذكور والاناث
والأمواج والبحر
على طاولة القمار..
فى كل عشرين سنة
يأتى إلينا رجل معقد
يحمل فى جيوبه أصابع الألغام
***
ليس جديدا خوفنا
فالخوف كان دائما صديقنا
من يوم كنا نطفة
فى داخل الأرحام
***
هل النظام فى الأساس قاتل؟
أم نحن مسؤولون
عن صناعة النظام ؟
***
ان رضى الكاتب أن يكون مرة .. دجاجة
تعاشر الديوك أو تبيض أو تنام
فاقرأ على الكتابة السلام !!
***
للأدباء عندنا نقابة رسمية
تشبه فى شكلها
نقابة الأغنام !!
***
ثم ملوك أكلوا نساءهم
فى سالف الأيام
لكنما الملوك فى بلادنا
تعودوا أن يأكلوا الأقلام
***
مات ابن خلدون الذى نعرفه
وأصبح التاريخ فى أعماقنا
اشارة استفهام !!
***
هم يقطعون النخل فى بلادنا
ليزرعوا مكانه
للسيد الرئيس غابات من الأصنام !!
***
لم يطلب الخالق من عباده
أن ينحتوا له
مليون تمثال من الرخام !!
***
تقاطعت فى لحمنا خناجر العروبة
واشتبك الاسلام بالاسلام
***
بعد أسابيع من الابحار فى مراكب الكلام
لم يبق فى قاموسنا الحربى
إلا الجلد والعظام
***
طائرة الفانتوم
تنقض على رؤسنا
مقتلنا يكمن فى لساننا
فكم دفعنا غاليا ضربة الكلام
***
قد دخل القائد بعد نصره
لغرفة الحمام
ونحن قد دخلنا لملجأ الأيتام !!
***
نموت مجانا كما الذباب فى افريقيا
نموت كالذباب
ويدخل الموت علينا ضاحكا
ويقفل الأبواب
نموت بالجملة فى فراشنا
ويرفض المسؤول عن ثلاجة الموتى
بأن يفصل الأسباب
نموت .. فى حرب الشائعات
وفى حرب الاذاعات
وفى حرب التشابيه
وفى حرب الكنايات
وفى خديعة السراب
نموت.. مقهورين .. منبوذين
ملعونين .. منسيين كالكلاب
والقائد السادى فى مخبئه
يفلسف الخراب !!
***
فى كل عشرين سنة
يجيئنا مهيار
يحمل فى يمينه الشمس
وفى شماله النهار
ويرسم الجنات فى خيالنا
وينزل الأمطار
وفجأة.. يحتل جيش الروم كبرياءنا
وتسقط الأسوار !!
***
فى كل عشرين سنة
يأتى امرؤ القيس على حصانه
يبحث عن ملك من الغبار
***
أصواتنا مكتومة .. شفاهنا مكتومة
شعوبنا ليست سوى أسفار
ان الجنون وحده
يصنع فى بلاطنا القرار
***
نكذب فى قراءة التاريخ
نكذب فى قراءة الأخبار
ونقلب الهزيمة الكبرى
الى انتصار !!
***
يا وطنى الغارق فى دمائه
يا أيها المطعون فى ابائه
مدينة مدينة
نافذة نافذة
غمامة غمامة
حمامة حمامة

شعر/ نزار قباني

 

 

 توقيع sunset :
نزار قبانى يهجو صدام
sunset غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2002, 09:17 PM   رقم المشاركة : 3
sunset
مشرف سابق






افتراضي السيرة الذاتية لسياف عربى

أيها الناس:
لقد أصبحت سلطانا عليكم
فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...
إننى لا أتجلى دائما..
فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى
اتركوا أطفالكم من غير خبز
واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى
إحمدوا الله على نعمته
فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،
والتاريخ لا يكتب دونى
إننى يوسف فى الحسن
ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى
وجبينا نبويا كجبينى
وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز
فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى
أيها الناس:
أنا مجنون ليلى
فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..
واعبثوا أزواجكم كى يشكرونى
شرف أن تأكلوا حنطة جسمى
شرف أن تقطفوا لوزى وتينى
شرف أن تشبهونى..
فأنا حادثة ما حدثت
منذ آلاف القرون..
2
أيها الناس:
أنا الأول والأعدل،
والأجمل من بين جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..
كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى
من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟
من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..
ومن يحيى عظام الميتين؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
من ترى يرسل للناس المطر؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
ويموتوا كالبقر؟
كلما فكرت أن أتركهم
فاضت دموعى كغمامة..
وتوكلت علىلا الله ...
وقررت أن أركب الشعب..
من الآن.. الى يوم القيامه..
3
أيها الناس:
أنا أملككم
كما أملك خيلى .. وعبيدى
وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصرى
فاسجدوا لى فى قيامى
واسجدوا لى فى قعودى
أولم أعثر عليكم ذات يوم
بين أوراق جدودى ؟؟
حاذروا أن تقرأوا أى كتاب
فأنا أقرأ عنكم..
حاذروا أن تكتبوا أى خطاب
فأنا أكتب عنكم..
حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر
فإنى بنواياكم عليم
حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى
فهذا عندنا إثم عظيم
والزموا الصمت، إذا كلمتكم
فكلامى هو قرآن كريم..
4
أيها الناس:
أنا مهديكم ، فانتظرونى
ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى
أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال
فى حب الوطن
فأنا صرت الوطنه.
إننى الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات
وأنا المخزون فى ذاكرة التفاح، والناى،
وزرق الأغنيات
إرفعوا فوق الميادين تصاويرى
وغطونى بغيم الكلمات
واخطبوا لى أصغر الزوجات سناً..
فأنا لست أشيخ..
جسدى ليس يشيخ..
وسجونى لا تشيخ..
وجهاز القمع فى مملكتى ليس يشيخ..
أيها الناس:
أنا الحجاج إن أنزع قناعى تعرفونى
وأنا جنكيز خان جئتكم..
بحرابى .. وكلابى.. سوجونى
لاتضيقوا - أيها الناس - ببطشى
فأنا أقتل كى لاتقتلونى....
وأنا أشنق كى لا تشنقونى..
وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى
لكيلا تدفونى..
5
أيها الناس :
اشتروا لى صحفا تكتب عنى
إنها معروضة مثل البغايا فى الشوارع
إشتروا لى ورقا أخضر مصقولاً كأشعاب الربيع
ومدادا .. ومطابع
كل شىء يشترى فى عصرنا .. حتى الأصابع..
إشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامى
واطبخوا لى شاعرا،
واجعلوه، بين أطباق طعامى..
أنا أمى.. وعندى عقدة مما يقول الشعراء
فاشتروا لى شعراء يتغنون بحسنى..
واجعلونى نجم كل الأغلفة
فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى
فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد
أشترى ديوان بشار بن برد
وشفاه المتنبى، وأناشيد لبيد..
فالملايين التى فى بيت مال المسلمين
هى ميراث قديم لأبى
فخذوا من ذهبى
واكتبوا فى أمهات الكتب
أن عصرى عصر هارون الرشيد...
6
يا جماهير بلادى:
ياجماهير العشوب العربية
إننى روح نقى جاء كى يغسلكم من غبار الجاهلية
سجلوا صوتى على أشرطة
إن صوتى أخضر الايقاع كالنافورة الأندلسية
صورونى باسما مثل الجوكندا
ووديعا مثل وجه المدلية
صورونى...
وأنا أفترس الشعر بأسنانى..
وأمتص دماء الأبجدية
صورونى
بوقارى وجلالى،
وعصاى العسكرية
صورونى..
عندما أصطاد وعلا أو غزالا
صورونى..
عندما أحملكم فوق أكتافى لدار الأبدية
يا جماهير العشوب العربية...
7
أيها الناس:
أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون..
وأنا المسؤول عهن كل رغيب تأكلون
وعن العشر الذى - من خلف ظهرى - تقرأون
فجهاز الأمن فى قصرى يوافينى
بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل
ويوافينى بما يحدث فى بطن الحوامل
أيها الناس: أنا سجانكم
وأنا مسجونكم.. فلتعذرونى
إننى المنفى فى داخل قصرى
لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى
منذ أن جئت الى السلطة طفلا
ورجال السيرك يلتفون حولى
واحد ينفخ ناياً..
واحد يضرب طبلا
واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا..
منذ أن جئت الى السلطة طفلا..
لم يقل لى مستشار القصر (كلا)
لم يقل لى وزرائى أبدا لفظة (كلا)
لم يقل لى سفرائى أبدا فى الوجه (كلا)
لم تقل إحدى نسائى فى سرير الحب (كلا)
إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلها
وأرى الشعب من الشرفة رملا..
فاعذرونى إن تحولت لهولاكو جديد
أنا لم أقتل لوجه القتل يوما..
إنما أقتلكم .. كى أتسلى..

شعر : نزار قباني

 

 

 توقيع sunset :
نزار قبانى يهجو صدام
sunset غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2002, 09:22 PM   رقم المشاركة : 4
sunset
مشرف سابق






افتراضي المهرولون

(1)
سقطت آخر جدران الحياء
وفرحنا..
ورقصنا..
وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء
لم يعد يرعبنا شىء
ولا يخجلنا شىء
فقد يبست فينا عروق الكبرياء..
(2)
سقطت..
للمرة الخمسين .. عذريتنا
دون أن نهتز.. أو نصرخ
أو يرعبنا مرأى الدماء
ودخلنا فى زمان الهرولة
ووقفنا بالطوابير كأغنام أمام المقصلة
وركضنا .. ولهثنا..
وتسابقنا لتقبيل حذاء .. القتلة
(3)
جوعوا أطفالنا خمسين عاما
ورموا فى آخر الصوم الينا
بصلة...
(4)
سقطت غرناطة
للمرة الخمسين .. من أيدى العرب
سقط التاريخ من أيدى العرب
سقطت أعمدة الروح وأفخاذ القبيلة
سقطت كل مواويل البطولة
سقطت أشبيليا..
سقطت انطاكية
سقطت حطين من غير قتال
سقطت عمورية
سقطت مريم فى أيدى الميليشيات
فما من رجل ينقذ الرمز السماوى
ولا ثم رجولة....
(5)
سقطت آخر محظياتنا
فى يد الروم، فعن ماذا ندافع؟
لم يعد فى قصرنا جارية واحدة
تصنع القهوة .. والجنس
فعن ماذا ندافع ؟؟
(6)
لم يعد فى يدنا..
أندلس واحدة نملكها
سرقوا الأبواب
والحيطان
الوجات .. والأولاد..
والزيتون والزيت
وأحجار الشوارع
سرقوا عيسى بن مريم
وهو مازال رضيعا
سرقوا ذاكرة الليمون
والمشمش.. والنعناع منا
وقناديل الجوامع...
(7)
تركوا علبة سردين بأيدينا
تسمى (غزة)...
عظمة يابسة تدعى (أريحا)..
فندقا يدعى فلسطين
بلا سقف ولا أعمدة
تركونا جسدا دون عظام
ويدا دون أصابع
(8)
لم يعد ثمة أطلال لكى نبكى عليها
كيف .. تبكى أمة
أخذوا منها المدامع ؟؟
(9)
بعد هذا الغزل السرى فى أوسلو
خرجنا عاقرين
وهبونا وطنا أصغر من حبة قمح
وطنا نبلعه من غير ماء
كحبوب الأسبرين !!...
(10)
بعد خمسين سنة
نجلس الآن على الأرض الخراب
ما لنا مأوى .. كآلاف الكلاب !!
(11)
بعد خمسين سنةى..
ما وجدنا وطنا نسكنه
الا السراب.
ليس صلحا..
ذلك الصلح الذى أدخل كالخنجر فينا..
انه فعل اغتصاب !!...
(12)
ما تفيد الهرولة؟
ما تفيد الهرولة؟
عندما يبقى ضمير الشعب حيا
كفتيل قنبلة
(13)
كم حلمنا بسلام أخضر
وهلال أبيض
وبحر أزرق
وقلوع مرسلة
ووجدنا فجأة أنفسنا فى مزبلة!!
(14)
من ترى يسألهم
عن سلام الجبناء ؟؟
لا سلام الأقويا القادرين
من ترى يسألهم ؟
عن سلام البيع بالتقسيط
والتأجير بالتقسيط
والصفقات...
والتجار.. والمستثمرين؟
من ترى يسألهم؟
عن سلام الميتين..
أسكتوا الشارع
واغتالوا جميع الأسئلة..
وجميع السائلين...
(15)
وتزوجنا بلا حب
من الأنثى التى ذات يوم أكلت أولادنا
مضغت أكبادنا..
وأخذناها الى شهر العسل..
وسكرنا ... ورقصنا..
واستعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل
ثم أنجبنا - لسوء الحظ - أولادا معاقين
لهم شكل الضفادع
وتشردنا على أرصفة الحزن
فلا من بلد نحضنه
أو من ولد !!
(16)
لم يكن فى العرس رقص عربى
أو طعام عربى
أو غناء عربى
أو حياء عربى
فلقد غاب عن الزفة أولاد البلد.
لن تساوى كل توقيعات أوسلوا خردلة!!..
(17)
كان نصف المهر بالدولار
كان الخاتم الماسى بالدولار
كانت أجرة المأذون بالدولار
والكعكة كانت هبة من أمريكا..
وغطاء العرس والأزهار والشمع
وموسيقى المارينز...
كلها قد صنعت فى أمريكا ...
(18)
وانتهى العرس... ولم تحضر فلسطين الفرح
بل رأت صورتها مبثوثة عبر كل الأقنية
ورأت دمعتها تعبر أمواج المحيط..
نحو شيكاغو .. وجيرسى .. وميامى..
وهى مثل الطائر المذبوح تصرخ:
ليس هذا العرس عرسى..
ليس هذا الثوب ثوبى..
ليس هذا العار عارى..
أبدا... يا أمريكا...
أبدا ... يا أمريكا ...
أبدا ... يا أمريكا ...

شعر : نزار قبانى

 

 

 توقيع sunset :
نزار قبانى يهجو صدام
sunset غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-08-2002, 08:23 PM   رقم المشاركة : 5
عمر أبو ريشة
طرفاوي بدأ نشاطه





افتراضي هل لا زالت حبيبتك تسأل عن عيد ميلادك

مازلت تسألني عن عيد ميلادي

سجل لديك إذن.... ما أنت تجهله

تاريخ حبك لي ... تاريخ ميلادي

******************

لأن كلام القواميس مات

لأن كلام المكاتيب مات

لأن كلام الروايات مات

أريد اكتشاف طريقة عشق

أحبك فيها .... بلا كلمات


**************************

شاعر الحب / نزار قباني

 

 

 توقيع عمر أبو ريشة :
حكاية حبنا ختمت فما أحلى وما أقسى

جميل منك أن تعفي وأجمل منه أن انسى
عمر أبو ريشة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-08-2002, 09:46 PM   رقم المشاركة : 6
أبوميلاد
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي قصيدة لنزار قباني ( بلقيس )

شكرا لكم.... شكرا لكم

فحبيبتي قتلت و صار بوسعكم...

أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة.....

وقصيدتي اغتيلت..

وهل من أمة في الأرض

إلا نحن نغتال القصيدة...؟؟



بلقيس كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل..

بـــلـــقيس... كانت أطول النخلات في أرض العراق!

كانت إذا تمشي ..

ترافقها طووايس ... وتتبعها أيائل...



بلقيس يا وجعي يا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل..

هل يا ترى...

من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل؟



بلقيس يا كنزا خرافياً ويا رمحاً عراقيا

ويـــا غابة خيزران ...

يـــا من تحديت النجوم ترفعاً ...

من أين جئت بكل هذا العنفوان؟

بلقيس أيتها الصديقة والرفيقة والرقيقة... مثل زهرة أقحوان

ضاقت بنا بيروت ... ضاق البحر ... ضاق بنا المكان..

بلقيس ما أنت التي تتكررين..

فما بلقيس اثنـــتان..

 

 

 توقيع أبوميلاد :
 قصيدة لنزار قباني ( بلقيس )
أبوميلاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2002, 10:45 PM   رقم المشاركة : 7
أبوميلاد
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي ماذا قالوا في نزار قباني

شاعر الجنس في شبابه


شاعر الحب في كهولته

شاعر ثرثار في شيخوته



لم تكن له بلاغة المتنبي،،،،ولاحكمة المعري،،،ولاديباجة شوقي،،،،ولافحاصة الجواهري،،،،

لكنه جعل الشعر خبزا يوميا فألتهمه

**************************************************

وأنت أيها القارىء ماذا تقول في نزار قباني

 

 

 توقيع أبوميلاد :
 قصيدة لنزار قباني ( بلقيس )
أبوميلاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2002, 12:55 PM   رقم المشاركة : 8
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي رأي نزار قباني بالشعر

رأي لنزار قباني في الشعر

حكاية الشعر كحكاية الوردة التي ترتجف على الرابية، مخدة من العبير.. وقميصا من الدم.
إنك تحبها هذه الكتلة الملتهبة من الحرير التي تغمر إصبعك.. وأنفك.. وخيالك.. وقلبك.. دون أن يدور في خلدك أن تمزقها، وتقطع قميصها الأحمر،لتقف على سر هذا الجهاز الجميل الذي يحدث لك هذه الهزة العجيبة، وهذه الحالة السمحة، القريرة، التي تغرق فيها…

وحين تفكر في هذا الإثم يوما، فتشق هذه اللفائف المعطورة، وتذبح هذه الأوراق الصبية، لتمد أنفك في هذا الوعاء الأنيق.. الذي يفرز لك العطر، ويعصر لك قلبه لونا.. حين تدور في رأسك هذه الفكرة المجرمة، لا يبقى على راحتك غير جثة الجمال. وجنازة العطر.

وفي الفن، كما في الطبيعة، وفي القصيدة كما في الوردة وكما في اللوحة البارعة.. يجب أن لا نعمد إلى تقطيع القصيدة، هذا الشريط الباهر الندي من المعاني والأصباغ، والصور، والدندنة المنغومة.

حرام أن نمزق القصيدة لنحصي (كمية) المعاني التي تنضم عليها، ونحصر عدد تفاعيلها، وخفي زحافاتها ونقف على "لون" بحرها..

فالإحصاء، والحساب، والتحليل، والفكر المنطقي يجب أن تتوارى كلها ساعة التلقين المبدع، أن كل هذه الملكات العقلانية الحاسبة، فاشلة في ميدان الروح.

فالقمر.. هذا الينبوع المفضض الذي يذر على الكون جدائل الياسمين.. يحدث لك ولي ولكل إنسان حالة حببية ملائمة. إنك تفتح قلبك له، وتغمس أهدابك في سائله الزنبقي دون أن تعرف عن هذا (الجميل) من أنه قمر..

ولو اتفق أن أوضح لك فلكي سر القمر، وأجواءه، وجباله الجرداء، وقممه المرعبة، وأدار لك الحديث عن معادنه ودرجة حرارته ورطوبته، إذن لأشفقت على قلبك، وأسدلت ستارتك…

إذن، فلنقرأ القصيدة كما ننظر إلى القمر.. بطفولة وعفوية، واستغراق.

فالتذوق الفني كما قال الفيلسوف الإيطالي كروتشه في كتابه: (المجمل في فلسفة الفن) هو عبارة عن (حدس غنائي). والحدس Intuitionهو الصورة الأولى للمعرفة وسابق لكل معرفة. وهو من شأن المخيلة، وهو بتعبير آخر الإدراك الخالي من أي عنصر منطقي.

إذن فكل أثر فني يجب أن يستقبل عن طريق (الإدراك الحدسي) لا (المنطقي) أو (الذهني) لأن هذا النوع الأخير من الإدراك ميدانه العلم والظواهر المادية.

يقول كروتشه:

"على الناقد أن يقف أمام مبدعات الفن موقف المتعبد لا موقف القاضي، ولا موقف الناصح؛ وما الناقد إلا فنان آخر يحس ما أحسه الفنان الأول فيعيش حدسه مرة ثانية ولا يختلف عنه إلا في أنه يعيش بصورة واعية ما عاشه الفنان بصورة غير واعية…."

ومتى تم انتقال هذه السيالة الدافئة من الأصباغ، والنغم، والغريزة، والانفعال.. إليك، تنتهي مهمة الشعر، فهو ليس أكثر من (كهربة جميلة) تصدم عصبك وتنقلك إلى واحات مضيئة مزروعة على أجفان السحاب.


مهمة القصيدة كمهمة الفراشة.. هذه تضع على فم الزهر دفعة واحدة جميع ما جنته من عطر ورحيق، متنقلة بين الجبل والحقل والسياج.. وتلك- أي القصيدة- تفرغ القارئ شحنة من الطاقة الروحية تحتوي على جميع أجزاء النفس، وتنتظم الحياة كلها. يجب أن لا نطلب من الشعر أكثر من هذا. ويتجنى من هذا على الشعر الذين يريدون منه أن يغل غلة، وينتج ريعا. فهو زينة وتحفة باذخة فحسب.. كآنية الورد التي تستريح على منضدتي، لست أرجو منها أكثر من صحبة الأناقة.. وصداقة العطر.. لذلك نشأت على كره عنيد للشعر الذي يراد من نظمه إقامة ملجأ.. أو بناء تكية.. أو حصر قواعد اللغة العربية، أو تأريخ ميلاد صبي أو تعداد مآثر الميت على رخامة قبره.

قرأت في طفولتي تعاريف كثيرة للشعر، وأهزل هذه التعاريف "الشعر هو الكلام الموزون المقفى"

أليس من المخجل أن يلقن المعلمون العرب تلاميذهم في هذا العصر، عصر فلق الذرة، ومراودة القمر، مثل هذه الأكذوبة البلهاء؟

ماذا نقول للشاعر، هذا الرجل الذي يحمل بين رئتيه قلب الله، ويضطرب على أصابعه الجحيم، وكيف نعتذر لهذا الإنسان الإله الذي تداعب أشواقه النجوم، وتفزع تنهداته الليل، ويتكئ على مخدته الصباح، كيف نعتذر له بعد أن نقول له عن قصيدته التي حبكها من وهج شرايينه ونسجها من ريش أهدابه "إنها كلام".

وكلمة (كلام) هذه.. تقف في قلبي يابسة كالشوكة لأن ما يدور بين الباعة على رصيف الشارع هو كلام.. والضجة التي ترتفع في سوق البورصة هي مجموعة من الكلام الموزون.. أيضا.

فهل الشعر عند سادتنا العروضيين هو هذا النوع من الكلام دون أن يكون ثمة فرق بين كلام (ممتاز) وكلام (رخيص)؟.

ويقال في تعريف ثان للشعر إنه تصوير للطبيعة. وأنا أقول إن الفن هو صنع الطبيعة مرة ثانية، على صورة أكمل، ونسق أروع.

الطبيعة وحدها، فقيرة، عاجزة مقيدة بأبدية القوانين المفروضة عليها: هذه الزهرة تنبت في شهر كذا.. وهذا النبع يتفجر إذا انعقدت السحب مطرا، وهذا النوع من العصافير يرحل عن البيادر في أوائل الشتاء.

أما في الفن فإنك تشم رائحة الأعشاب لمجرد تصفحك ديوان ابن زيدون.وإنك لتستطيع أن تستمع إلى وشوشة الينابيع وأنت أمام الموقدة تقرأ ما كتب البحتري وابن المعتز.

أستطيع في أي موسم أن أغلق نافذتي وأمد يدي إلى مكتبتي لأنعم بالورد وبالماء وبالعطر وبزقزقة العصافير المغنية وهي تتفجر من دواوين المتنبي، وبودلير، وبول فيرلين، وأبي نواس، وبشار، فتحيل مخدعي إلى مزرعة يصلي على ترابها الضوء والعبير.

الوردة الحمراء على الرابية تموت.,ولكن الوردة المزروعة في قصيدة فلان لا تزال توزع عطرها على الناس وتقطر دمعها على أصابعهم.



إذن فما هو الشعر؟
كل ما قيل في هذا الموضوع لا يتعدى دراسة نتائج الغضب والانفعال والسرور على جسد الإنسان، وكما يدرس علماء الفيزياء آثار التيار الكهربائي من ضوء وحرارة وحركة.

وجميع ما قرأته من نظريات المعنى، والفكرة، والصورة واللفظ والخيال ونسبة كل منها في البيت إنما تدرس آثار التجربة الشعرية في العالم الخارجي، أي بعد انتقالها من جبين الشاعر إلى الورق.

لا أجرؤ على تحديد جوهر الشعر.. لأنه يهزأ بالحدود. ثم ماذا يضير الشعر إذا لم نجد له تعريفا؟

ألسنا نتقبل أكثر الأشياء التي تحيط بنا دون مناقشة. فالروائح، والألوان، والأصوات التي يسبح كياننا فيها، تبعث اللذة فينا دون أن نعرف شيئا عن مادتها وتركيبها. وهل تخسر الوردة شيئا بمن فتنتها إذا جهلنا تاريخ حياتها؟

لنتواضع إذن على القول: إن الشعر هو كهربة جميلة، لا تعمر طويلا تكون النفس خلالها بجميع عناصرها من عاطفة، وخيال، وذاكرة، وغريزة مسربلة بالموسيقا.

ومتى اكتسب الهنيهة الشعرية ريش النغم، كان الشعر فهو بتعبير موجز (النفس الملحنة).

لا تعرف هذه الهنيهة الشاعرة موسما ولا موعدا مضروبا، فكأنها فوق المواسم والمواعيد. وأنا لا أعرف مهنة يجهل صاحبها ماهيتها أكثر من هذه المهنة التي تغزل النار..

والذي أقرره أن الشعر يصنع نفسه بنفسه، وينسج ثوبه بيديه وراء ستائر النفس، حتى إذا تمت له أسباب الوجود، واكتسى رداء النغم، ارتجف أحرفا تلهث على الورق..

ولقد اقتنعت أن جهدي لا يقدم ولا يؤخر في ميعاد ولادة القصيدة، فأنا على العكس أعيق الولادة إذا حاولت أن أفعل شيئا.

كم مرة .. ومرة.. اتخذت لنفسي وضع من يريد أن ينظم، وألقيت بنفسي في أحضان مقعد وثير، وأمسكت بالقلم، وأحرقت أكثر من دخينة.. فلم يفتح الله عليّ بحرف واحد، حتى إذا كنت أعبر الطريق بين ألوف العابرين أو كنت في حلقة صاخبة من الأصدقاء، دغدغني ألف خاطر أشقر.. وحملتني ألف أرجوحة معطرة إلى حيث تفنى المسافات..



والشعر يحيط بالوجود كله، وينطلق في كل الاتجاهات: فترسم ريشته المليح والقبيح، وتتناول المترف والمبتذل، والرفيع والوضيع. ويخطئ الذين يظنون أنه خط صاعد دائما. لأن الدعوة إلى الفضيلة ليست مهمة الفن بل مهمة الأديان وعلم الأخلاق. وأنا أؤمن بجمال القبح، ولذة الألم، وطهارة الإثم. فهي كلها أشياء صحيحة في نظر الفنان.

تصوير مخدع مومس وارد في منطق الفن ومعقول، وهو من أسخى مواضيع الفن وأغزرها ألوانا. أما المومس من حيث كونها إناء من الأثم، وخطأ من أخطاء المجتمع، فهذا موضوع آخر تعالجه المذاهب الاجتماعية وعلم الأخلاق.

يقول كروتشه في نقد المذهب الأخلاقي في الفن: "إن العمل الفني لا يمكن أن يكون فعلا نفعيا يتجه إلى بلوغ لذة أو استبعاد ألم، لأن الفن من حيث هو فن لا شأن له بالمنفعة. وقد لوحظ من قديم الأزمان أن الفن ليس ناشئا عن الإرادة. ولئن كانت الإرادة قوام الإنسان الخير فليست قوام الإنسان الفنان.

فقد تعبر الصورة عن فعل يحمد أو يذم من الناحية الخلقية؛ ولكن الصورة من حيث هي صورة لا يمكن أن تحمد أو تذم من الناحية الأخلاقية، لأنه ليس ثمة حكم أخلاقي يمكن أن يصدر عن إنسان عاقل ويكون موضوعه صورة.

"إن الفنان فنان لا أكثر، أي إنسان يحب ويعبر. ليس الفنان من حيث هو فنان عالما، ولا فيلسوفا ولا أخلاقيا. وقد تنصب عليه صفة التخلق من حيث هو إنسان، أما من حيث هو فنان خلاق فلا نستطيع أن نطلب إليه شيئا واحدا هو التكافؤ التام بين ما ينتج وما يشعر به".
لو صح لنا أن نقبل ما زعمته المدرسة الأخلاقية في الفن لمات الفن مختنقا بأبخرة المعابد، ولوجب أن نحطم كل التماثيل العارية التي نحتها ميشيل آنجلو، والصورة البارعة التي رسمها رفائيل.. لأنها إثم يجب أن لا تقع فيه العين.

لو ذهبنا مع أشياع هذه المدرسة إلى حيث يريدون لوجب أن نخرج من حظيرة الشعر الجيد قصيدة النابغة التي قالها في زوجة النعمان وقد انزلق مئزرها عن نهدين .. شابين .. مرتعشين:


سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد …


ولكان علينا أن نلعن النابغة ونعتبره ضالا لا يستحق أن نقر سيرته وأشعاره.

وبعد.. وبعد.. ففي يد القارئ حروف دافئة تتحرك على بياض الورق، وتتسلق أصابعه لتعانق قلبه.

هذه الأحرف لم أكتبها لفئة خاصة من الناس روضوا خيالهم على تذوق الشعر وهيأتهم ثقافاتهم لهذا.

لا.. إنني أكتب لأي (إنسان) مثلي يشترك معي في الإنسانية وتوجد بين خلايا عقله، خلية، تهتز للعاطفة الصافية، وللوحات المزروعة وراء مدى خلايا الظن..

أريد أن يكون الفن ملكا لكل الناس كالهواء، وكالماء، وكغناء العصافير يجب أن لا يحرم منها أحد.

إذن يجب أن نعمم الفن، وأن نجعله بعيد الشمول، ومتى كان لنا ذلك استطعنا أن نجلب بالجماهير المتهالكة على الشوك، والطين، والمادة الفارغة إلى عالم أسواره النجوم، وأرضه مفروشة بالبريق.

متى جذبنا الجماهير إلى قمتنا، نبذوا أنانيتهم، وتخلوا عن شهوة الدم، وخلعوا أثواب رذائلهم، وهكذا يغمر السلام الأرض، وينبعث الريحان مكان الشوك.

إنني أحلم (بالمدينة الشاعرة) لتكون إلى جانب مدينة الفارابي (الفاضلة). وحينئذ فقط، يكتشف الإنسان نفسه ويعرف الله..

وفي سبيل هذه الفلسفة، فلسفة الغناء العفوي، حاولت فيما كتبت أن أرد قلبي إلى طفولته، وأتخير ألفاظا مبسطة، مهموسة الرنين، وأختار من أوزان الشعر ألطفها على الأذن.
وإن القارئ ليحس أن الكلام الذي أهمس له به يعرفه كأنه هو الذي يغني.

فإذا أحس القارئ بأن قلبي صار مكان قلبه وانتفض بين أضلعه هو، وأنه يعرفه قبل أن يعرفني، وأنني صرت فما له وحنجرة، فلقد أدركت غايتي، وحققت حلمي الأبيض، وهو أن أجعل الشعر يقوم في كل منزل إلى جانب الخبز والماء..


1947


* المصدر : الديوان النثري لديوان الشعر العربي الحديث (مقدمات، مقالات، بيانات) - جمع وتقديم : د. منيف موسى/ منشورات المكتبة العصرية - صيدا - بيروت - ط أ 1981 (عن) …………………….؟

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-08-2002, 10:46 AM   رقم المشاركة : 9
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي اقول ...

أشكر ( أديسون ) على مشاركته ..

ولتسائله عن ما يقوله القارئ في ( نزار ) ..

سأقول رأيي فيما قال تحديداً لا إجمالاً في شعر نزار .. إذ أن شعر نزار يحتاج إلى مقالات مطولة .. وكتابات متخصصة في الشعر ، وقد كفانا عناء البحث بعض الكاتبين ..

ـ شاعر الجنس في شبابه ..

هل شعر الجنس محبب لدى الإنسان المؤمن أو الملتزم بدينه على الأقل ، يقول الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) بما مضمونه (( تعلموا شعر العبدي فإن فيه من دينكم الكثير )) ويقول الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في قصة مقدم أب الفرزدق للإمام ووصفه أبنه بأنه يجيد الشعر فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( علمه القرآن أولاً ) ..

فنجد خلاصة ما قاله أمامنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والإمام الصادق ( عليه السلام ) أن الشعر ملكة ويجب أن توظف في الدفاع عن معتقدات الإنسان ، فإن أنحرفت عن المعتقدات الحقة فلا يعتد به ، ولذا فقد اصر الإمام على( عليه السلام ) أن يعلمه القرآن ليتفقه في دينه أولاً ومن ثم ينطلق بما أمن به لينثره شعراً .

وأنا اعتقد أن ( شعر الجنس ) ليس من الشعر المحبب إن لم يكن المنبوذ إسلامياً ، فالاسلام لا يحبب أن يثير للمرأة والرجل ما يجلهم يتغزلون بأجسادهم العارية ، ولكن يحبب ان يقيم لهم علاقاتهم المشروعة التي احلها الله لهم ..

ـ شاعر الحب في كهولته ..

جميل .. ومن لا يحب ان يكون محباً إلى أخر حياته ..

ـ شاعر ثرثار في شيخوخته ..

ألا توافقني الرأي يا ( أديسون ) بأن الإنسان الثرثار أكان شاعراً ام غيره غير محبب لدى الإنسان ، فما بالك في كهولته موطن ضعفه ..

وفي الأخير ....

ـ لم تكن له بلاغة المتنبي .. ولا حكمة المعري .. ولا ديباجة شوقي .. ولا فصاحة الجواهري ..

وهذا يكفيني لكي لا ألقي له تحية أكبار كما القيها لهم ، فقائل هذه المقولة قد اعترف مسبقاً بأن جميع من ذكر هم نبراس الشعر وأعمدته ..

ـ لكنه جعل الشعر خبزاً يومياً فألتهمه ..

لهذه الكلمة إيجابيتها وسلبياتها ، ولكي لا أطيل أكتفي بأن أقول :

من سلبياتها أنه يطوع المفردة لتكون في متناول الجميع ، وهذا ما يجعلها تفقد الكثير من رونقها ولمعانها البراق ، ولذا فإن نجد الكثير من الشعراء كلماتهم متداولة بين الجميع ( أعني الطبقة المحبة للشعر ) دون أن تفقد الكلمة شفافيتها وقوة صلابتها اللغوية .

ولها إيجابيتها ، فمن إيجابيتها :

جعل الشعر محبباً لدى طبقة العوام ، وليس مقتصراً على طبقة محبي الشعر والشعراء ..

وبالطبع فإن الحديث عن إيجابيات وسلبيات شعر نزار يحتاج كما اسلفت إلى مطولات ..

قد نتعرض لها في المستقبل القريب إن شاء الله ..

ولك تحياتي ،،،،

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-08-2002, 01:43 PM   رقم المشاركة : 10
أبوميلاد
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي سأخلد ذكراك يانزار قباني؟

شاعر سوري ولد في دمشق عام 1923م،،،،
عمل دبلوماسيا في سفارات بلاده في كل من القاهرة ولندن ومدريد،،،، لكنه أستقال لينشيء دار النشر وتفرغ للشعر ويعد أكثر الشعراء رواجا بالرغم أنه هجاهم في الكثير من القصائده ،،،، اشهر قصائده قصيدة بلقيس ،،،

الحب والمرأة هما الموضوعان البارزان في شعره وهو يختصر في ذلك حين يقول :


أنا ما تورطت يوما بمدح ذكور القبيله

ولست أدين لهم بالولاء ،،،،

ولكنني شاعر

قدتفرغ خمسين عاما لمدح النساء


توفي في لندن عاما 1998م



رحل ولم يترك شيء للشعراء بعد رحليه

لم يترك شيء في الغزل إلا و أطرق بابه

نعم صدق نزار عندما قال ،
لانهم في مدينتي مجنون ،،،لانهم يصنفون الحب في مرتبة الحشيش والأفيون ويشنقون باسمه ،،، ويكتبون باسمه القانون ،،،،قررت أن أحترف الأشعار والجنون

 

 

 توقيع أبوميلاد :
 قصيدة لنزار قباني ( بلقيس )
أبوميلاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-08-2002, 07:58 PM   رقم المشاركة : 11
إشراق
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إشراق
 






افتراضي

ليس جديدا خوفنا
فالخوف كان دائما صديقنا
من يوم كنا نطفة
فى داخل الأرحام



كالعادة روعة روعة يانزار

ومشكور يا Snuset

 

 

 توقيع إشراق :
الأندية غير الناجحة أمامها حل من اثنين
إما الاعتراف بتفوق الهلال والعمل على منافسته وهذا عمل صعب.
أو اختيار الحل الأسهل: المكابرة والتشكيك في إنجازات الأندية الناجحة مثل الهلال ..!
إشراق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-08-2002, 08:05 PM   رقم المشاركة : 12
إشراق
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إشراق
 






افتراضي

الكل يقرأ له

الكل يتغزل لحبيبه أوحبيبته بكلماته

جعل للغزل طعم ثانٍ

وللحب معنى آخر

وللعشق في كلماته أريج مختلف

 

 

 توقيع إشراق :
الأندية غير الناجحة أمامها حل من اثنين
إما الاعتراف بتفوق الهلال والعمل على منافسته وهذا عمل صعب.
أو اختيار الحل الأسهل: المكابرة والتشكيك في إنجازات الأندية الناجحة مثل الهلال ..!
إشراق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2002, 04:01 PM   رقم المشاركة : 13
بوعبدالله
طرفاوي جديد





افتراضي كيف الحال

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف الحال عساك طيب
على العموم في موضوع نزار قباني يبقى نزار قباني
وانتظروا مشاركاتي لاني من الكتاب الذين ينهجون نهج قباني
والموضوع يطول في ذلك ........
وشكراً على هذا الموقع الجميل الذي يدل على المستوى الرفيع في البلد

 

 

بوعبدالله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-08-2002, 11:29 PM   رقم المشاركة : 14
أحسائي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أحسائي
 







افتراضي هدية لمحبي نزار

متى يعلنون وفاة العرب؟؟
- 1 -
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
- 2 -
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
- 3 -
أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
- 4 -
رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
- 5 -
أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
- 6 -
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
- 7 -
أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...
- 8 -
أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
- 9 -
أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!
- 10 -
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
- 11 -
أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
- 12 -
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
- 13 -
أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!
- 14 -
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...
- 15 -
أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
- 16 -
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
- 17 -
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
- 18 -
أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...

 

 

 توقيع أحسائي :
لحظة ..... لحظة
يقول الله تعالى (( إذا جاء نصر الله والفتح ))
ولقد جاء نصر الله بفتحه
أحسائي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-08-2002, 12:38 PM   رقم المشاركة : 15
أحسائي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أحسائي
 







افتراضي نزاريات

يقول نزار
ويقول عني الأغبياء
أني دخلت إلى مقاصسر النساء .... وما خرجت
ويطالبون بنصب مشنقتي
لأني عن شؤون حبيبتي شعرا كتبت
أنا لم أتاجر مثل غير بالحشيش
ولاسرقت
ولا قتلت
لنني ..أحببت في وضح النهار
فهل تراني قد كفرت



ويقول
حبي أنا السياسة والطفولة و آخرها المرأة ففهموني
يا أحبتي


هذا نزار الذي شوهوا صورته بالمرأة و أنه غارق في بحر الدعار


فياترى ماذا قال عن محمد مهدي الجواهري

 

 

 توقيع أحسائي :
لحظة ..... لحظة
يقول الله تعالى (( إذا جاء نصر الله والفتح ))
ولقد جاء نصر الله بفتحه
أحسائي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-08-2002, 10:38 PM   رقم المشاركة : 16
أبوميلاد
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي لم نخرج عن المألوف في العشق

نحن من عامين

لم نخرج عن المألوف في العشق

ولم نخرج على اليومي والعادي

لم ندخل أقاليم الغرابة

آه .. كم عانيت من داء الكتابة

آه .. كم عانيت من موت الكتابة

شنقوني بخيوط المفردات

طردوني

خلف أسوار اللغات

أغلقوا في وجه حبي الطرقات

فتشوني

لم أكن أحمل إلا وردة الشعر

وحزني

وجنوني

لم أكن أحمل إلا أنت ـ يا سيدتي ـ بين عيوني

ولهذا أرجعوني

كنت ـ يا سيدتي ـ في موقع الحب

لهذا لم أكن في جملة المنتصرين

كنت يا سيدتي في جانب الشعر .. لهذا

صنفوني بورجوازيا صغيرا

وأضافوني إلى قائمة المنحرفين

لم أكن في زمن القبح قبيحا

إنما كنت صديق الياسمين




نزار قباني

 

 

 توقيع أبوميلاد :
 قصيدة لنزار قباني ( بلقيس )
أبوميلاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-08-2002, 12:52 AM   رقم المشاركة : 17
الساهرة
مشرفة النقاش والحوار الجاد
 
الصورة الرمزية الساهرة
 






افتراضي حقيقة نزار شاعر الجميع

شكرا يا اخ اديسون على الانتقاء الجميل حقا من اروع ما كتب نزار قباني واتمنى منك يا اديسون كتابة المزيد لنزار

 

 

 توقيع الساهرة :
حقيقة نزار شاعر الجميع
الساهرة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-08-2002, 05:53 PM   رقم المشاركة : 18
أبوميلاد
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي حوار الأطفال

إختلف الأطفال ،، حول نهدكِ الطالع ، يا صغيرتي
فقال : طفل : إنه عريشة من العنب ...
وقال طفل آخر :
بل إنه إسوارة من الذهب ،،
وقال طفل ثالث :
بل إنه مروحة من الحرير والقصب ...
حتى أتى كبيرهم ...
وقال عن نهدك ، يا فراشتي
بأنه كتاب شعر وأدب ...

نزار قباني

 

 

 توقيع أبوميلاد :
 قصيدة لنزار قباني ( بلقيس )
أبوميلاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-08-2002, 02:41 PM   رقم المشاركة : 19
أبوميلاد
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي ماذا يقال

عيونك في الليل .. تطرح ألف سؤال
ومن شفتيك .. تسافر رائحة البرتقال
وبين اشتعال دمي ..
يوجد ألف واشتعال المعادن..
..وألف احتمال..
فماذا أقول؟ وفي كل ركن بجمسك ..
تتلى طقوس ..ويجري احتفال ..
وكان لدي كلام كثير ..
وشعر كثير ..
ولكن بحضرة نهديك ..
ماذا يقال ?



نزار قباني

 

 

 توقيع أبوميلاد :
 قصيدة لنزار قباني ( بلقيس )
أبوميلاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2002, 08:10 AM   رقم المشاركة : 20
الغريب
المشـرف العــام
 
الصورة الرمزية الغريب
 






افتراضي

zaesh

مشكور على اختيارك ،،،


تحياتي ،،

 

 

 توقيع الغريب :
الغريب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد