السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أشكر الأخوين: طالب الغفران وابن الشهيد على مرورهما.
(2)
بعد هذا العرض الموجز حول الكتاب آنف الذكر، نقول الآتي:
1- ص7: بعد ذكره أن هناك قسماً يدّعون الحب لآل البيت لمقاصد دنيئة، وأهداف ذميمة ومنهم: العبيديين والمختار الثقفي وعبدالله بن سبأ، ذكر بعض الشواهد التي لم يوثقها بمصدرٍ للرجوع، حتى يتم معرفة صحة مدّعاه، وهذا مما يخل بمنهجية البحث العلمي الذي يجب توافر المصادر المتعلقة بالمعلومات المضمّنة في الكتاب.
2- مقدمة الكتاب ليست كلاماً علمياً، بل هي أشبه بالكلام الخَطابي والوعظي، وهذا مما لا ينبغي في مقدمة كتاب يحتاج إلى تحقيق، لأن التحقيق يعني مخاطبة أهل العلم وأهل العقل، وليس عوام الناس.
3- استعمل المحقق مصطلحات لا تليق بطالب علمٍ أو محقق، مثل: (ص6: قوله عن شاعر مدح الإمام علي عليه السلام "وبئس ما قال"، ص7: قوله عن المختار "الفاسد" وعن عبدالله بن سبأ "اللئيم" "الذميم" "قبحه الله"، قوله: "وغيرهم كثير لا كثرهم الله") (ص8 قوله: "الشيعة الحمقى")، (ص21 في الهامش: "هذه مجازفة قبيحة")، (ص24: "خلافاً للرافضة الأمة الحمقاء")، فهذه الكلمات وغيرها من الكلمات التي خطّها المحقق، بعيدة كل البعد عن العلم ومنهج التحقيق، وكذا هي بعيدة عن مضمون الكتاب، وكلامنا ليس عن استحقاقهم لهذه النعوت من عدمها، بل كلامنا على منهج التحقيق الذي ينأى باستخدام هذه المصطلحات.
4- اعتماده على نسخة خطّية واحدة وأخرى مطبوعة، وهذا خلاف التحقيق، لأن الكتاب طُبع أكثر من مرة كما ذكر في فصل: (كلمة حول أهمية الكتاب) ص18 حيث قال: "فتراهم – الشيعة – يقتنونه ويساهمون في نشره"، مما يعني أن تلك المطبوعات ترجع إلى نسخ خطّية موجودة في إحدى خزائن الكتب في العالم، وهذا يخل بمنهج التحقيق الذي يجب البحث عن نسخ خطية أخرى، أو نسخ مطبوعة محققه بأقلام آخرين، ليتم التعرّف على منهج أولئك وهذا ما لم يوضحه المحقق. ولنا أن نضيف بأن الكتاب تم طباعته وتحقيقه، وذلك على النحو التالي:
أ. نسخة حققها الشيخ: محمد باقر البهبودي، نشرتها المكتبة الإسلامية بطهران عام 1394هـ. راجع: مجلة تراثنا الجزء (33)، ص385، وطبع طبعة ثانية عام 1402هـ في نفس الدار.
ب. أعادت طباعة الكتاب دار الأضواء – بيروت عام 1412هـ (1992م) الطبعة الثانية، ويبدو أن الكتاب تضمن مقدمة طويلة بقلم السيد المرعشي النجفي وقد ترجم للمصنّف ترجمة وافية.
يضاف إلى ذلك أن مؤلف الكتاب عاش في القرن الخامس الهجري وليس القرن الخامس عشر، مما يعني أنه لابد من تواجد نسخ خطّيّة أخرى غير التي اعتمد عليها.
تابعونا في بقية الحلقات
أخوكم
زكي مبارك