[زكي مبارك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

(1)

الأخوة الأعزاء:
كثيرة هي المواضيع الفقهية التي هي بحاجة إلى توضيح، وهذا التوضيح بدوره يزيح كومة من غبار الطرح التقليدي الذي يقول بما معناه (هذا هو الحكم)، وهذه الطريقة وإن كانت مجدية إلا أنها كانت في عصر سالف، وشتّان بين الطرح السالف وبين عصر العِلم والتعلّم.
فرجل الأمس له صلته الوثيقة مع رجل الدين، بينما رجل اليوم بحكم تعلّمه فإنه صنع حاجزاً بينه وبين رجل الدين، مما جعل العلاقة في حالة فتور، وذلك لأسباب عديدة ليس هنا محلّها.

وقضية الخمس من القضايا التي تحتاج إلى طرحٍ يتناسب مع رجل اليوم ورجل الأمس، فإنه ليس من العلم أن تلقّن المكلّف حكمه الشرعي وفقط!! بل على مبلّغ الأحكام الشرعية أن يراعي توضيح فلسفة هذا الحكم من غيره، ليتسنى للمكلّف تطبيق الحكم عن قناعة وإيمان، وذلك من خلال الطرح الذي بدوره يجعل المتعلّم من رجال اليوم، والأمّي من رجال الأمس على فهم قد يكون متقارباً.
فدفع مبلغٍ من المال يعنون بعنوان (الخمس) هو مبدأ قرآني لا غبار عليه، ولكن تكون قناعة المكلّف أكبر حينما يعلم مصادر الحكم من خلال توضيحها، وأن قيمة تلك المصادر قوية لا يمكن التنازل عنها بأي حالٍ من الأحوال.

هذه مقدمة أحببت وضعها بين أيديكم، لتكون النقطة الأخرى هو المرور السريع على آية الخمس قدر المستطاع، وذلك من خلال طرحٍ مبسّط أنا أتبناه، محاولاً فيه تناول أمثال هذه المسائل بطريقة معاصرة، إضافة أني لن أُسهب في طرح هذه المسألة حتى لا يكون للملل مكان في نفوسنا، أتمنى لي ولكم التوفيق.
علماً أني تمنيتُ من الأخوة (ابن تيماوية، طالب المريدين) طرح هذه المسألة بحكم التخصص، وأملنا في (مشاهد الذاكرين) في الطرح المعاصر لمثل هذه المسائل التي باتت عند البعض كأنها مسائل هامشية.


أخوكم
زكي مبارك