عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2003, 11:43 PM   رقم المشاركة : 1
مريم نور
طرفاوي مشارك





افتراضي

<span style='color:blue'><div align="center">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد ؛ أن معنى الآية في اللغة "العلامة" وآية الرجل بمعنى شخصه ، لذا تسمى آيات القرآن أية لأنها علامة لانقطاع الكلام ، وتأتي أيضاً بمعنى العبرة قال تعالى : (لقد كان في يوسف واخوته آيات) ، أي أمور وعبر مختلفة ، وإذا استقصيت آيات القرآن الكريم لوجدت أن معنى آية هي العلامة والعبرة والحجة والدليل والبرهان إلى غير ذلك من المترادفات .

قال تعالى : (سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة) . وقوله تعالى : (إني قد جئتكم بآيةٍ من ربكم) . وقوله تعالى : (وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها) ، وقوله تعالى : (إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة) . إلى آخر الآيات الكريمة التي تعطي مجتمعة بمعنى الحجية ، أي لو ضممنا جميع المعاني إلى بعضها لكان المعنى المستحصل من الآية بمعنى الحجة والحجية التي يحتج بها الله تعالى على عباده ، سواء كان مصداق الحجية نبياً من الأنبياء أو كان كافراً من الكافرين ، فعلى الأول كما في قوله تعالى : (وجعلنا ابن مريم وأمه آيةً) . وعلى الثاني كما في قوله تعالى واصفاً مآل فرعون ومصيره : (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) . فكلا المصداقين يكونان في مقام الحجية التي يحتج الله بها على عباده ، إلاّ أن مقام المصداقين متغايران ، فأحدهما مصداق الطاعة كما في مريم وابنها ، والآخر مصداق المعصية كما في فرعون وقومه . وكذلك إذن تتعدد أغراض الآية فكلٌ بحسبه .

وهكذا دأبت الإمامية في أدبياتها المرجعية أن تطلق على كل من يكون حجةً بينها وبين الله تعالى في أخذ الأحكام بكونه "آية" أي دليل ومرجع للناس في أخذ الأحكام الالهية ، ونسبة الآية إلى الله تعالى ، بمعنى حجة الله على عباده كي يحتج بها عليهم في التبليغ والارشاد .

فهل من مانع لغوي أو اصطلاحي يدفع بهؤلاء أن يستغربوا من المصطلح أو يؤدي بهم إلى الاستهزاء كما عبرتم ، وهذا لعله جهلاً منهم بمنشأ الاصطلاح وسببه " والناس أعداء ما جهلوا " .

ودمتم سالمين</div>
</span>

 

 

 توقيع مريم نور :
مريم نور غير متصل   رد مع اقتباس