كان العلاق موفقاً في توظيف المرآة كرمز في هذا النص، وكيف أنها كانت ملجأً لنا
فأصبحت في النص لا ملجأ ولا مهرب أصبحت واقعاً مرعباً حاضراً في كل الجهات.
في تراثنا استعمالات جميلة للمرآة من ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله سلم:
المؤمن مرآة المؤمن ...
ويعلق الجرجاني على هذا الحديث :
ليس على إثباته مِرآةً من حيث الجسم الصَّقيل، لكن من حيث الشَّبه المعقول، وهو كونها سبباً للعلم بما لولاها لم يعْلَم، لأن ذلك العلم طريقُه الرؤية، ولا سبيل إلى أن يرى الإنسان وجهَه إلا بالمرآة وما جرى مجراها من الأجسام الصَّقيلة، فقد جمع بين المؤمن والمرآة في صفة معقولة، وهي أن المؤمن ينصَح أخاه ويُريه الحسَن من القبيح، كما تري المرآةُ الناظرَ فيها ما يكون بوجهه من الحسن وخلافه .
أسرار البلاغة ج1 ص100
هذا الجسم الجميل والمحبب إذن تحول في نص العلاق إلى وحش غامض لا تعرف كيف تتعامل معه .
.
.