منتديات الطرف - نريد صوتك .. مع الدورات المشتركة

السلام عليكم /

اقتباس:

المسألة لا يوجد فيها تشنج ولا فرض رأي ، وليس شرطا أنني عندما أتبنى رأيا معينا أن تكون أدلتي عليه علمية ودينية بحتة ، فقد يكون الرفض لأنني لا أقبلها ذوقيا واجتماعيا فقط ، وهذا من حقي ،، وإلا فإنني أفهم الواقع الشرعي في المسألة ومقياس الضرورة الاجتماعية فيها أيضا ..
فكثير من القضايا لا نتعامل معها بالحدود الشرعية الدقية ، بقدار ما نتعامل معها بمعايير العرف والتقاليد والعفة والوقار .... وهكذا ، وتشخيص هذه الأمور يختلف من شخص إلى آخر .

بوركت أخي الوعد العزيز , وما تذكره هنا أؤمن به تماماً كإيمانك به أنت , ولا أختلف معك فيما ذهبتَ إليه قيد أنملة , ومن إضاءاتكم نستنير , وكل ما ذكرتُه أنا في المحور العام كان فقط تنبيهاً لنفسي وللأخوة الأعزاء لكي لا نصل إلى حالة التشنج مع أو ضد الآراء من خلال التذكير ببعض الخطوط العامة فالمحور العام كان للتذكير فقط وفقط , وإلاّ فجميع الأخوة حفظهم الله طرحوا آراءهم بكل رحابة صدرٍ وفي حدود أدب الحوار , وهذا واضح من خلال استقراء الردود , وأمــّا المسألة الأخرى فأنا لم أطالب الاستدلال بالنص الشرعي للحالتين للقبول أو الرفض , وجلُّ ما أردت أنّ في الأمر متسعاً للقبول أو الرفض تبعاً لتشخيص كل فردٍ منا للموضوع وهذا مرجعه ثقافة الفرد , ومدى إحاطته بمتلازمات القضية , ووعيه واقعه المعاش , فليس لأحدٍ أنا وغيري أن يجزم بدّقة تحليلاته أو قناعاته ما دامتْ هي مسألةً لم يحسم فيها النص الشرعي الذي عنده تسدّ الأفواه , وتقف الأقلام , وأنتم الأعرف بذلك , وهذا تماماً مطابقٌ عزيزي لما ذكرتم من أنّ كثيراً من القضايا لا نتعامل معها بالحدود الشرعية الدقيقة , وتبقى الحاكمية للذوق والعرف والتقاليد , ولكن قد نختلف قليلاً أحياناً في تحديد المسائل التي يجب أن نخضعها للعرف أم لا , وأعلم أنّ المسألة المطروحة للاستفتاء الجماهيري هي مطروحة للنقاش في إطار جغرافي محدد , وهي بلدتنا على الأخص لأنّ بعض هذه المسائل قد تكون محسومة عند بعض المناطق ولا يثار النقاش حولها , وهذا يعني أنــّنا نبحث القضية في إطارها الاجتماعي والعرفي والذوقي وحسب , وهذه الرسالة الجليلة منك أستاذنا الفاضل هي محلّ تقديرنا واحترامنا ودليل حرصٍ منك على قيمةٍ من قيم المجتمع , وإنّ هذا الاختلاف في الرؤى قد يفتح الطريق أمامنا لنضجٍ أكبر في تحليل الوقائع وإدراك صورتها الحقيقية إن عاجلاً أو آجلاً , فأشكركم لسعة صدركم , وتقبلني عندك متعلماً على سبيل نجاة .

تحياتي