العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 29-11-2009, 09:19 PM   رقم المشاركة : 21
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: المعلم الناجح

تسجيل متابعة وحضور

وفقكم الله

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


رد: المعلم الناجح
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2009, 01:02 AM   رقم المشاركة : 22
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|النقطة الأولى|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|

نحن نعتقد أن الله سبحانه و تعالى مطلق الوجود ( وجود صرف لا يتخلله عدم ، و لا يقف عند حد أبدا ) وهو مطلق الكمال ( ليس فيه أي ذرة نقص ) ، أما الموجودات التي ظهرت كتجليات إلهية ( تجلى لخلقه بخلقه ) وهذه الموجودات تختلف من حيث القرب أو البعد من الله سبحانه و تعالى ، ومن هذه الموجودات من لها حصة ضعيفة من الوجود و آثار الوجود ، كما التراب، للنبات حصة وجودية اكثر من التراب و النبات أكمل من النبات و الحيوان أكمل من النبات ووجوده أشد من النبات وآثاره الوجودية أكثر .. اما الإنسان فهو أعلى الكائنات و أكملها ومرتبته الوجودية أرفع من هذه الموجودات الأخرى قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الاسراء:70) ، إذا تكوينا الإنسان أرقى الكائنات ، وهذه المرتبة الوجودية أعطيها الإنسان ابتداءا بلا استحقاق لقد من الله بها عليه وتفضل عليه بها ..

رد: المعلم الناجح


فالمديح الوارد للإنسان لأن لديه هذه المرتبة في القرآن على نحوين :


نحو عل هذه الكرامة التي يعود مديحا على الله لأنه من أفاض عليه ، فليس للإنسان فضل في تحصيل هذه الكرامة ، ولا له أن يتفاضل بها على آخرين من بني البشر ...وكل ثناء على هذا النحو هو ثناء على الله ...
نحو آخر هو الكرامة الاكتسابية ..


كيف يمكن أن نحصل على هذه الكرامة ؟

في السلام على أهل البيت عليهم السلام نقول ( السلام عليكم يا أصول الكرامة ) قواد الكرامة و مخازنها هم أهل البيت عليهم السلام ، وكلما كان الإنسان أشد قربا من أهل البيت و الأولياء الخلص وكنت أشد ولاية و أكون من الفالحين في السير نحو الولاية كلما كانت لدي كرامة أكبر وهذا هو مقياس الكرامة و التفاضل بين البشر ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13) التقوى الواقعية هي


التي توصلني للكرامة و تأتي عن طريق التربية ، وهذه يستحق بها الإنسان المدح النهائي ، فيما بعد الدنيا .
والآن سائر الوجودات ماعدا الثقلين كمالاتها دفعية ، كما تقول الملائكة (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ) (الصافات:164) أين أنهم لا يتعدونه ، ولكن ليس هم فقط بل جميع الموجودات لها رتبة معينة لا يمكنه أن يتعداها ، لا يصعودا ولا نزولا كما خلقه الله يكون ، أما بالنسبة للإنسان ففي نفس الدورة التي يعيشها ممكن ان يكون كالأنعام بل هو أظل و أقل منها ، وممكن أن يكون كالملك بل أرقى من الملك ..


رد: المعلم الناجح

فالإنسان و الجن هما الوحيدان من بين الوجودات ممكن أن يصعدا أو ينزلا ، و العامل الأساس في تكامل الإنسان هو اختياره ، فكمال الإنسان هو كمال اختياري ، أما سائر الموجودات فليس لها اختيار ، والكمال الذي تصل إليه الموجودات بلا اختيار أصلا هو ليس كمالا ، مثلا : فتاة نشأت في بيئة كل الفتيات فيها محجبات ، وليس لديها أي دوافع تبعدها عن التحجب ، وهي محجبة ، فهذا الكمال لم يكن لها اختيار فيه فهي كالمجبور على هذا الفعل ، بعكس الفتاة المتحجبة في البلدان الكافرة مثلا تلك اختارت الحجاب في وقت تستطيع اختيار عدم التحجب ، ونرى الفتاة في البيئة المحجبة قد تقوي علاقتها بالحجاب وتتمسك به كقناعة ولكن نفس الإرتداء ابتداءا لم يكن عن اختيار ..

رد: المعلم الناجح

يحتاج الوصول للكمال الإنساني لأربع مقومات :

أن يكون خليفة لله ، أن يكون قريبا من الله ، أن يصل للكمال لابد من :

# المعرفة بموارد التكليف ( وحقيقتها هي مدارج القرب ) فكل تكليف هو مدرج من مدارج الكمال ( معرفة الطريق ) ،

# أن يكون لديه قوى متضادة ( وهي متزاحمة فقط في مقام العمل وليست متزاحمة وجودا )،

# يحتاج إلى قدرة على الاختيار ( الإرادة ) وهذه القوة هي الحاكمة على القوى المتزاحمة ، المتضادة،

# يحتاج إلى إمكانيات ومنها ما هو مادي مثل البدن ( فكل ما مر هو معنوي لكن البدن هو الذي ستظهر عليه آثار الاختيار ) وهو بالبدن يستطيع أن يسمع أو أن يرى أو يسير إلى مواطن العبادة غير ذلك ..


رد: المعلم الناجح

وإذا كان البدن ضعيفا فلا يعين على الوصول للكمالات و تكون فيه الروح سليمة والضعف هنا يختلف عن الابتلاءات التي ممكن أن يبتلى بها الإنسان فالبدن ألأقوى يستطيع أن يصل لكمالات معنوية أكثر وليست قصة نبي الله أيوب عنا ببعيدة ، فحتى هذا المرض يوظفه الإنسان الواعي ليصل به لكماله ،وهذا البدن هو أمانة لدى صاحبه ، وإمكانيات إجتماعية ( لأن كمالاته لا تظهر إلا أن يكون في وسط المجتمع ) يقول الرسول عليه الصلاة و السلام للحسين عليه السلام ( إن لك مقاما في الجنة لن تناله إلا بالشهادة ) كذلك الإنسان لن يصل لكماله إلا في المجتمع فمثلا أحد الكمالات أن أكون كاظما للغيض فلن أكون كاظما للغيض إلا من خلال التعامل مع أفراد المجتمع حتى لو عملت كل العبادات لن أكون كاظما للغيظ ما دمت وحدي وهكذا باقي الكمالات من جود وكرم الخ وكل الصفات لا تفعل ولا تكون فعلية إلا بوجود الفرد في المجتمع ، أحيانا يقول الإنسان في نفسه لماذا يجعل الله ذلك الإنسان يؤديني ؟ لو فكر هذا الإنسان لعرف أن هناك كمالا لن يصل إليه إلا بهذا الإيذاء من قبل ذلك الإنسان ..

رد: المعلم الناجح

أحد العرفاء كان يعيش مع أم زوجته و كانت أم زوجته تؤذيه ، تسبه وهو خارج ، وتسبه و هو داخل ، فذهب للسيد علي القاضي الطباطبائي وكان هو المرشد الروحي له وقال له : ما عدت أتحمل سأطلق زوجتي ، لأن حياتي أصبحت جحيما . فسأله هل أنت راض عن زوجتك ام لا ؟ . قال : أنا أحب زوجتي ، ولكن مصيبتنا في أمها . قال له : ليس لديك مبرر أن تطلقها . فيقال أنه نتيجة لصبره وكظمه للغيظ وصل لمرحلة التجرد الروحي .. ولما وصل لهذه المرحلة انكشف له أن هذه المرتبة التي وصل إليها كانت بسبب أم زوجته .. في يوم ما خرج من المنزل وهو متأذ كثيرا مما فعلته به وهو غاضب في هذه الحالة حصلت له حالة تجرد فعرف أن ما حصل له بسبب صبره ، فرجع سريعا للبيت وكانت أم زوجته قد وضعت أقدامها في وماء ، فبدأ بتقبيل أقدامها ، تعجبت ولم تفهم ما يفعله ، ،
كذلك يحتاج لإمكانيات معنوية ، إمدادات غيبية من الله سبحانه و تعالى ، يحتاج أيضا لإمكانيات علمية ، ومحيط مادي وإمكانيات طبيعية يعيش فيها البدن .


يتبع

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2009, 01:07 AM   رقم المشاركة : 23
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

تحدثنا عن الأديولوجية والسلوك يتكئ على نظرة كونية و إنسانية ، على الكون و الإنسان ، وهي بالتالي تتكئ على نظرية المعرفة ، ونظرية المعرفة لدينا تعترف بالعقل أولا ، ثم العقل يضع يدي بي الوحي لأن لديه حدود فهو لا يتعداها لأن ليس لديه إلا أفق معين بعد ذلك يقف فبعض بعض الآفاق المعرفتية لا يصل إليها العقل ، فهو بنفسه يضع يدي بيد الوحي و يوصلني لصاحب الوحي الذي يتلقى الوحي الإلهي ، وهذا العقل و الوحي يؤدي لنظرية معينة في الإنسان و الكون ، و إله الكون ، و الرابطة بين الإنسان و الكون و إله الكون ، فكل ما سنقوله عن الإنسان هو يتكئ على هذه الأدلة ..و الأساس لدينا محكم ومطابق للعقل و الفطرة ..

رد: المعلم الناجح

تعرفنا سابقا على الكمال الإنساني وأنه يختلف عن سائر الكمالات ، وقلنا أنه كمال اختياري ، لذا بعض الناس يصلون و بعضهم لا يصلون ، نعم قد يل النبات لكماله وذلك لتوفر الظروف المناسبة ولكن بعض النباتات لا تصل لكمالها إما لأنها تسحق أو تقتلع أو لا تتوفر لديها الظروف المناسبة .. ولكن في الإنسان الأمر مختلف فحتى لو تفرت كل الإمكانات الممكنة لتكامله ولم يكن لديه اختيار فلن يصل لكماله ..حتى لو سار ظاهرا في مدارج الكمال وبقي باطنه ليس فيه اختيار فلن يصل ..وهذا الكمال معنوي وهو لا يستغني عن الكمال المادي لأن الكمال المادي هو الوسيلة للوصول للكمال المعنوي ، فجنين البقرة منذ تكوينه وحتى تكامله لن يكون أكثر من بقرة حلوب ، لن يزيد و يتكامل أكثر من ذلك ، أما الإنسان فلو لم يكبر الإنسان ولم ينجب فهل معنى هذا أنه لم يصل لكماله ، كلا فهو ليس كالحيوانات فليس له حد للكمال الذي يصل إليه سواء ، حتى رسول الله صلى الله عليه وآله لا حدود لكماله وليس بعد كماله إلا كمال الله عز وجل فهو المخلوق الأكمل لله و الله لا محدود .

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2009, 01:16 AM   رقم المشاركة : 24
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح


تعريف الإنسان :

تعريف الإنسان في المنطق :في الفلسفة :
الإنسان حيوان ناطق .

أن الإنسان يشترك مع باقي الكائنات في الحيوانية ( كجنس ) وما يميزه ( الفصل المميز )عن الكائنات الأخرى هو الناطقية ، فبلا ناطقية هل يمكن أن يكون إنسانا ؟ كلا .. سمي بالفصل المميز لأنه يميزه عن باقي الموجودات..

والآن ما هو تعريف الإنسان في القرآن ؟

ماهو جنس الإنسان ؟

وماهو الفصل المقوم للإنسان ؟

ماهو الجنس الذي يشترك به مع سار الموجودات ؟

ومع أي موجود يشترك ؟؟


حيوانيا يشترك مع الحيوان و يشترك مع النبات و الجمادات ولكن الموجود الأكمل من باقي الموجودات الأدنى من الإنسان هو الحيوان ، ولا يقال هو نبات ناطق مع أنه يشترك مع النبات في نباتيته ( من خصائص النبات النمو وتوليد المثل ) وهناك أناس فقط يعيشون مثل النخلة فقط يأكلون وينمون ويولدون المثل .. ولكن باعتبار أن الحيوان هو الأكمل منها فهنا نأتي بالجنس القريب ..

القرآن ماذا يقول ؟
وماهو الموجود الأكمل الذي يصل إلى مرتبته الإنسان ثم يتعداه إلى الأكمل ؟

رد: المعلم الناجح

الإنسان في القرآن هو ذلك الموجود الحي ( الجنس ) ، المتأله ، هذه نظرية الشيخ جوادي آملي ( التلميذ الأول للسيد الطابطبائي )،
مامعنى الحي المتأله أو ما يطلق عليه الحي الحامد ؟
والمتأله أعم من الحامد فهو متأله وفي ذات الوقت حامد ..
الحي : يعني ذلك الموجود الروحي الذي له حياة لا تنقطع ، ولا تموت ، حتى بهذا الموت المتعارف عليه لدينا فالموت هو موت للبدن و البدن لا يمثل حقيقة الإنسان وحقيقة الإنسان روح فقط و البدن عبارة عن مركب ،و الدليل قوله تعالى : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (السجدة:11)

رد: المعلم الناجح

التوفية هي أخذ الشئ كامل لو كان الملك يأخذ البدن مع الروح لكان حقيقة الإنسان هذين الجانبين لكنه يأخذ الروح فقط معناه أن الروح هي حقيقة الإنسان ، والروح هي التي لا تموت ولا تفنى أبدا ..والروح لا يطرأ عليها التغير و التبدل ، ولكن في هذه الدنيا وبما أنها متصلة بالمادة فهي قابلة للتكامل الصعودي أو النزولي ولكن بجرد الانفصال عن العالم المادي فلا تتغير ...وبالتالي على حسب خاتمة الإنسان تكون حقيقته ، الإنسان يشترك مع ذلك الحي الذي تمثل روحه تمام حقيقته ، وروحه حية دائما ، و لا تنفك عن العلم و القدرة ، وهذا الكائن هو الملائكة فالملائكة حية لا تموت ، وهنا يمكن أن يرتقي الإنسان لمستوى اللائكة ثم يترك هذا المستوى ليصعد ، وليس كما تقوله النظريات الأخرى بأن الإنسان يرتقي من النباتية إلى الحيوانية ثم الناطقية ، كلا فهذه أبعاد آلية للإنسان فقط .

رد: المعلم الناجح

فالإنسان و الملائكة يشتركان في الجنس ( الحياة ) ثم يفترق الإنسان عنها ، فالنظريات الأخرى تقول نبتة و بقرة و إنسان هؤلاء يشتركون في جنس الحياة ثم يفترق عنهم الإنسان بالناطقية .. بينما النظرية الإسلامية تقول : جن و ملائكة و إنسان ثم يفترق الإنسان عنهم بالتأله ...الروح لا تقبل الفناء بل تحب الحياة أما البدن فيقبل الفناء و التحلل ، والروح تحتاج لتبقى دائمة ومستمرة إلى نظرة إلهية ،وبمجرد أن تنقطع العناية الإلهية تفنى هذه الروح ..فالروح خالدة بإذن الله وليست منفصلة عنه ..

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-11-2009, 01:20 AM   رقم المشاركة : 25
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

الفصل هو التأله ..

ويبدأ بالمعرفة بالله عز وجل ولا تهنأ روحه حتى ترى الله معها في كل حين ،
ويكون المتأله شديد الحب لعبادة الله ، وكماله في خضوعه لله و في قربه من الله ...( ماذا وجد من فقدك وماذا وفقد من وجدك ) فمهما وصل الإنسان لمرادات فرعية حتى لو يرى رسول الله أرفى الموجودات لو علم أن الله معرض عنه لا تستقر روحه ...


رد: المعلم الناجح

فالحقيقة المطلقة هي الله وهو يريد أن يصل للحقيقة المطلقة فلا يستقر إلا بعلاقته بالله فكلما اشتد في قربه من الله ، وكلما كان أشد في طلب القرب ( لأن الناس درجات في طلب القرب ، فبعض يطلبون القرب ساعة ، و بعض يطلبون القرب يوما ، و بعض لا يطلبون الحق أبدا و بعض يريدون الحق و لا يريدون سواه )
ومن يعرض عن الحق لا يكون إنسانا وفق المنطق القرآني ، و التأله هو شئ إرادي فمن طلبه ووصل إليه بإرادته كان إنسانا أما من لم يطلبه و لم يصل إليه فهو فقط فقط موجود حي و إذا ترك التأله و توجه نحو الشهوة فهو حي حيواني ، فلو اتجه فقط للهزل و الكذب و الضحك لكان حي قرد ، أو أن يكون حيا ذئبا لو كان سلوكه سلوك الذئاب فهو يقتل و يؤذي الخ .


رد: المعلم الناجح


فهل يحشر يوم القيامة على أنه إنسان ؟ كلا فهو يحشر ذئبا ، أو ممكن أن يكون حيا شيطانا ، فهو محتال ، وواقعا يحشر شيطانا ، أو يكون حيا حجرا فليس لديه حس و لا مشاعر فلا يشعر بما حوله ، ممكن أن تهتك المحارم ، و يحارب الإسلام ، ويقتل المسلمون ، و يشردون وهو لا يلتفت و لا يشعر بكل ذلك ، أحيانا يكون الحيوان أفضل منه فهو كالحجارة بل أشد قسوة


(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة:74) ،
الحيوان مثل الحصان لا يمكن أن يكون شيئا آخر هو حي صاهل فلا يمكن أن يكون حيوانا ناهق أبدا ، أما الإنسان ممكن أن يكون متألها او شيطانا أو حيوانا الخ ..
هناك رسالة تأتي في الجنان للمقيمين في الجنة ( من الحي الذي لا يموت ، إلى الحي الذي لا يموت ) ( قل للشئ كن فيكون ) (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) (قّ:35)
يكون مثل الله يقول للشئ كن فيكون ، وليس معنى هذا أن هناك إلهين فالله غني في إرادته ، أما الإنسان فهو لا يمكن أن يريد شيئا بدون استقلال عن الله حتى إغماض العين لا يمكن أن يفعل ذلك منفصلا عن الله ،
نردد ( لا فرق بينك وبينهم إلا إنهم عبادك ، فتقها و رتقها بيدك ) فهم مثلك أحياء عطوفين ولكنهم فقراء إليك و أنت الغني .


رد: المعلم الناجح

و قلنا أن الإنسان يوصف في القرآن بأنه حامد لله و شاكر له و معترف بكمالاته ، يقول الإمام زين العابدين عليه السلام في الصحيفة السجادية في دعاء الحمد ( لك الحمد على أن عرفتني ) لأنه لولا ذلك لخرجت من حدود الإنسانية لحدود البهيمية ( الحمد لله الذي أنعم علي بمعرفة حمده ) فالحمد هو الفصل بين الموجودات الحية وبين الإنسان .

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2009, 11:06 AM   رقم المشاركة : 26
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: المعلم الناجح

لطيف لطيف لطيف، بحوث قيمة تستحق المتابعة

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


رد: المعلم الناجح
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2009, 12:21 AM   رقم المشاركة : 27
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح


رد: المعلم الناجح

القوى المتضادة ( القوى المحركة )

و هي ليست في الأصل متضادة ..
و هي عبارة عن استعدادات أو قابليات ، أو مقتضيات ، أو قوى من الحي ..
وهذه القوى تنقسم إلى :


قسم يؤمن إحتياجات البدن ( القوى المادية ) ، وقسم يؤمن احتياجات الروح .
فكما أن للجسد حاجات مختلفة وتحتاج للتلبية من طعام وشراب وراحة وغيرها فإن القوى المحرك هي التي تدفع لتلبية هذه الاحتياجات فالعطش مثلا هو محرك لتناول كأس الماء وإرواء العطش ، وكذلك بالنسبة للحاجات الروحية فإن هناك احتياجات لابد من تلبيتها وحتى يتم ذلك لابد من قوى ( فطرية ) باطنية محركة تدفع لتلبية هذه الاحتياجات .. وعند حدوث أي خلل في هذه القوى المحركة فإن الإنسان لن يقوم بتلبية الاحتياجات .. فلو لم يتم تلبية حاجات البدن سيموت ، وإذا لم تتم تلبية احتياجات الروح ستموت الروح .. وفي المقابل هذه القوى تزجره عما يضره بدنيا وروحيا ، ،، والقوى المحركة للروح ليس لها حدود فهي تدفع وتدفع فمثلا لو كان هناك أستاذ يعطي علوما قرآنية فلا يأتي وقت ويمتلئ هذا الطالب من علمه ويقول له قف .. بل يبقى يطلب ويطلب لأن تلبية هذه الحاجة ليس له حدود ، فالروح تطلب حياة و قدرة لا محدودة ، وعلم لا محدود ، وأخلاق لا محدودة ، وسعادة لا محدودة ، وعزة وكرامة لا محدودة ..الخ ...

رد: المعلم الناجح

أما التلبية الاحتياجات المادية فهي محدودة فمثلا لا يمكن الأكل أكثر من حد معين ، ولا يمكن النوم أكثر من حد معين الخ ...

بالتالي هذه الاحتياجات الروحية هل يمكن أن يكون لها مصداق في الخارج أم أنها اوهام فقط ؟ فلا عزة حقيقية ، ولا جود حقيقي ، ولا حياة حقيقية الخ ...هذه الكمالات اللامحدودة لها مصداق في الله بالذات وفي الأئمة عليهم السلام بالعرض ،الله الغني و هؤلاء فقراء ، فالأئمة عليهم السلام هم تجليات لأسماء الله عز وجل ، وهم آيات لله تعالى ، وبالتالي لا يبقى معنى لنظرية ان الإنسان ( يعيش ليموت ) أو انه يعيش بلا هدف .. بل الإنسان يسير نحو هدف راق جدا وملئ بالقيم اللامحدودة و اللامتناهية ، ويعيش نحو هدف حقيقي وهو الله سبحانه وتعالى ..فالفطرة لا تسكن ولا تطمئن إلا أن تتصل بالله و تقترب منه ، مثله مثل الطفل الصغير يبقى في بكاء شديد لأنه جائع وبعد أن يأكل يهدأ ويستقر ، كذلك الروح تبقى في حالة بكاء داخلي ، وألم و حزن ، ومسكنة إلى أن تقترب و تتصل بالله فإذا وصلت انتعشت ..
رد: المعلم الناجح

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2009, 12:30 AM   رقم المشاركة : 28
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

ذكرنا أن الإنسان يبقى يطلب الحق ووصال الحق حتى يصل ويكون مظهر من مظاهر الحق ، وذكرنا ان القوى المحركة في الإنسان هي القوى الغريزية و القوى الفطرية ولكل منها عدة خصائص :

المتطلبات الفطرية :


و هي التي تلبي حاجات الروح ، و كلما أعطيناها أكثر كلما اتسعت أكثر ( مثلا طلب المناجاة مع الحق كلما ناجيت أكثر كلما طلبت المناجاة أكثر ) ، هذه المتطلبات تحتاج لتفعيل حتى تقوى لذا فهي تحتاج لتربية خاصة ، مثلا في البداية لا يطلب الإنسان المناجاة إلا بمقدار بسيط لكن مع الوقت و المثابرة و التربية وباتباع الدستور السماوي يقوى هذا الطلب ، فمن لم يتربى تربية إلهية فلن يصل لطلب مناجاة الحق ، لكن من فعل هذه الحاجة فإنه لو ناجى في اليوم الأول ساعة ، فإنه في اليوم التالي سيطلب أكثر لأن قابليته تزداد إلى أن يصل لدرجة عدم الشبع ، فلا حد للتكامل في هذه المتطلبات الفطرية ، ومن لم يربها لن يصل حتى للطلب لها ، ولن يشعر بالحاجة إليلها ، فهي ليست محدودة في طلبها ولا ما تطلبه محدودا فهي تطلب بلا حدود و تطلب مالا حدود له ، مثلا تطلب علما مطلقا ، حياة مطلقة، وجاهة مطلقة (اللهم اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا والاخرة) فهو يطلب وجاهة ممتدة للآخرة ..
رد: المعلم الناجح

المتطلبات الغريزية :

تلبي متطلبات الجسد ، وهي محدودة ( حين يصل الإنسان لحد الإشباع فلا يطلب منها المزيد ) ، طبيعية التفعيل ( تلقائي ) لا تحتاج لمن يفعلها ، فهو منذ ولادته وبدون تفعيل نجده يطلب الغذاء ويطلب النوم ولا يحتاج من يعلمه طلب الأكل ، بل يحتاج للتهذيب حتى لا تطغى هذه الغريزة ، ، ،
و التربية قد توجد خطأ لدى الإنسان و الخطأ ممكن معرفته من خلال الإجابة على هذا السؤال ...
الحكومة و الإمامة لمن ؟ للمتطلبات الغريزية ؟ أم للمتطلبات الفطرية ؟
هل أن القوى الغريزية تؤم القوى الفطرية أم العكس ؟


ملاحظة:

في الإسلام ليس هناك تعطيل لأي النوعين ، فكلاهما حق ، وليس الحديث هنا عن أيهما حق وأيهما باطل بل أيهما الإمام وأيهما المأموم ؟ الحديث هنا أيهما يسيطر على الآخر و ينظمه ..
لو افترضنا أن القوى الغريزية هي القائد و الإمام على القوى الفطرية فماذا سيحدث ؟
مثلا : لو أردت أن أطلب العلم ( وهذه رغبة فطرية ) وفيها لذة باطنية شهوية أحول طلب العمل لتلبية غريزة فقط ، ويكون كل طلب للقدرة وللحياة و غيرها فقط لأصل لتلبية شهوات فردية ..
فأنا مثلا لماذا أتعلم ؟ أتعلم لإشباع الغريزة فقط .. أدرس في الحوزة فقط لأحصل راتب ، أو شهرة ، أو مكانة إجتماعية ، ذا كلمة مسموعة .. و العلم لا ينفك عن الوجاهة حتى لو كان العلم علما أرضيا فهو مصحوب بالوجاهة ، ممكن أن أدرس علوم إلهية و بغايات شهوية ..فأنا أطلب هذا فداءا لذاك .. توصلا لذاك ..بالمطالب الفطرية توصل للمطالب الغريزية ،و هكذا ...
فبهذا تصبح الرغبات الشهوية و التي من المفترض أن تكون محدودة ، ستصبح رغبات لا محدودة ، حتى لو أعطي حكومة قارة سيطمع في حكومة الأرض ، ولو أعطي حكومة الأرض لطلب حكومة الكواكب الأخرى ، فهو يريد اللامحدودية ولكن للشهوة (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الملك:22)

رد: المعلم الناجح

فتكون لديه حالة إنتكاسية ، حتى في أموره العبادية فهو يعبد الله أكثر و يصلي صلاة الليل لأنه في يوم القيامة يريد أكل أكثر ، و جنات أكثر و حور ( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ) (الزمر:34)

فهو يؤمن بيوم الخلود لذا لديه شهوة مؤجلة فالذي يسيطر على وجوده هو الشهوة ، فهو يتخلى عن مقدار من الشهوة في الدنيا لكي يحصل على شهوة أكبر يوم القيامة ..
فتتحول حياته فقط لطلب اللذة ، وليس أي لذة بل اللذة الشهوية النباتية و الحيوانية ..
وهذا الأمر سيفيدنا حين نتحدث عن المعلم فبعض المعلمين قد يكون هدفه من العملية التعليمية فقط الحصول على الراتب فهو منذ ذهابة للدرس و حتى عودته هذا هو هدفه فقط ، أو يريد فقط الحصول على الوجاهة لدى الطلاب ، وهذا لا يختص فقط بالمدارس الأكاديمية ، بل حتى الحوزات العلمية ، فالناس بطبيعتها تحب المتدين فهم سيحبون معلم الدين وسينظرون إليه بكل قدسية ، وهذا المقام لا ينفك كما قلنا عن وجاهة ولذة ..وهو قيد و النجاة منه صعب ، ويحتاج لمدد غيبي حتى يتخلص من هذا نفوذ هذا المقام على وجوده ... حتى يصل أنه يعلم فقط خدمة للدين و الإسلام و البشرية و الطالب ، فيكون هذا الهدف هو المحرك ، فحتى لو تبع هذا التعليم نوع من الإيذاء ونوع من التوهين سأقبله ... وهذا يحتاج لصدق مع النفس .. لأنه إن لم يصل لهذه المرحلة فلن يكون قادرا على أداء وظيفة التعليم وهي التنوير حتى لو حاول التمثيل فلن يقدر لأنه لن يكسب القلوب ..

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2009, 12:36 AM   رقم المشاركة : 29
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

والآن لنعكس الافتراض : أن يكون التأله هو الحاكم وهذه الغريزيات هي المحكوم فماذا سيحدث ؟

مثلا الأكل : يأكل هذا الإنسان لأنه يريد أن يعبد الله و العبادة لابد لها من بدن قوي وهذه البدن لا يقوى إلا بالغذاء ، لذا لابد أن يكون الغذاء صحيا ، والعبادة لا تطون من اكل الشبهة و لا أكل الحرام .. إذا هنا الميولات الفطرية حكمت كيفية الطعام وكمية الطعام ...
رد: المعلم الناجح

العلم كذلك : فمن أراد العلم للتأله وللوصول للمعارف الإلهية فإنه سيتعمق قي المعرفة و لا يكون هم الطالب فقط الحصول على الدرجة بل يكون هدفه طلب العمل للوصول للمطلب فلا يكون ذلك إلا بالبحث .. ولا يريد كل علم ( مع أن كل علم يوصل للذة حتى لو من باب حب الاستطلاع ) بل هو يبحث عن العلم الذي سيقربه من الله أكثر حتى لو كانت علوم حوزوية فبعض العلوم في النهاية لا توصل لخدمة المجتمع فهي تطلب فقط لأنها توصل للذة المعرفة فقط ..كذلك بالنسبة للعلوم الطبيعية كعلوم الرياضيات و اللغة العربية وغيرها ، و المعارف الإنسانية كعلم الاجتماع و علم النفس ، فالإنسان المتأله يحدد ما ذا يتعلم و ممن يتعلم ...
رد: المعلم الناجح

النوم أيضا : فمن تكون شهوته هي التي تحركه فإنه ينام كيفما يشتهي بينما حين تحكم الفطرة فإنه سيحدد وقتا للنوم ، أو قد يضطر للسهر لأنه يريد الوصول لهدف ما ..الخ
كذلك في الزواج : يحدد العلاقات مع الجنس المخالف
القدرة أيضا يطلبها بالمقدار الذي يوصله لهذه الغاية ..
و الحياة : يطلبها لهدف ...


في النهاية يصل الإنسان للذة والتي هي ( حالة تماس ووصل مع المراد و المطلوب ) وكلما كان هذا المراد يصل لشغاف الروح كانت اللذة أكبر ، وكلما كان المراد أكثر تجرد وأكثر تحررا من المادة والطبيعة سيكون أشد التذاذا .. مثلا أيهما أشد و أبقى لذة تذوق طعام أم لذة عاطفية ؟ طبعا لن يكون لها نفس اللذة ولا نفس الإمتداد ، فلذة المادة متفرغة تكون فقط في لحظة الوصل وهي قصيرة ومضمحلة و زائلة لكن اللذة العاطفية تبقى اكثر و اللذة العقلية أكثر و أكثر ، وحين تكون اللذة قلبية تكون فوق الزمان و المكان و هكذا .. و الفطرة تطلب اللذة التي لا تنقطع و التي تكون متصلة بالله ..
رد: المعلم الناجح


فكل ما مر هو مطالب غريزية ولكن حين تكون محكومة بالفطرة و التأله تكون لا محدودة ...
إذا محرك و الإمام لكل المطالب الفطرية و الغريزية هو واحد وهو لقاء الله ووصاله ..
وبالتالي هذا الحاكم و الإمام هو الذي يحرك ويحدد لي الأولويات ، فمثلا يحدد لي أحيانا أن أموت وأنا عطشان كعطش الإمام الحسين عليه السلام ، أحيانا حتى أصل لغاية فطرية أساسية أحرم من كثير من المعارف ، فهناك تقديم و تأخير ، ، ،


رد: المعلم الناجح

قلنا أن بين هذه القوى تضاد فقط في مقام العمل فليس هناك في الباطن تضاد بين هذه القوى ، يكون هناك تضاد فقط في العالم الخارجي حيث هو عالم محدود ، و عالم مزاحمات ..
مثلا الآن إما أن أنام أو آتي لطلب العلم .. مثلا الصيام في وقت الحر ... صلاة الفجر ..ففي مقام العمل هنا مزاحمة إما أن أطيع الشهوة أو أطيع الفطرة ، وهنا يأتي دوري لمن أعطي الحكومة .. الإرادة فالبعض تكون إرادته ضعيفة ففي ساعة من الساعات فمرة يعطي الشهوة الأصالة ، وتارة يعطي الفطرة الأصالة ، ويبقى في ذبذبة ..ويوجد في الشريعة طريق لتقوية القوى الفطرية بحيث تكون لها الحاكمية ، فحين يكون الإنسان في وقت الراحة و لا يكون هناك عمل ، وحين لا تكون هناك مزاحمة فإن هناك وسائل تستخدم لتقوية القوى الفطرية في هذا الوقت ..

رد: المعلم الناجح

الإرادة و الاختيار :

قلنا أن القوى المدركة هي : الحواس الخمس ، القوى المتخيلة ، القوى العاقلة ، القلب ، ثم يصل القلب لحالة يستقبل فيها الوحي ، ففي كل عالم آليات خاصة لكشف ذلك العالم ..وأشرنا أن هناك حاكم وهو يحكم و العقل هو الحاكم .. و لم نقل أن القلب هو الحاكم لأن هناك إلقاءات رحمانية و إلقاءات شيطانية و نحتاج للعقل هنا أن يشخص أيها رحماني وأيها شيطاني ..و العقل له إمام وهي الفطرة ( التأله ) .. و العقل في حكومته يحتاج لموازيين ( مصلحة ) من خلالها يأمر أو ينهى ..جاء في صفات المتقين (وقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم)..

والآن لنسأل
هل أن هذه القوى المدركة مفعلة منذ الولادة أم لا ؟ وهل تحتاج تربية خاصة حتى تفعل ؟

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2009, 02:44 AM   رقم المشاركة : 30
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

لنواصل بعون الله
والآن لنسأل هل أن هذه القوى المدركة مفعلة منذ الولادة أم لا ؟ وهل تحتاج تربية خاصة حتى تفعل ؟



أجبنا سابقا عن هذا السؤال وهو أن بعضها مفعل منذ الولادة وبعضها يحتاج لتربية خاصة فهو لديه القابلية لها .. ( لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (لأعراف:179)
(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (البقرة:171)
 رد: المعلم الناجح
أعطاهم الله قلوب و عقول لكنهم لم يفعلوها ، وقلنا أن هناك فرق بين الذكاء و العقل ، بين القوى الحافظة و القوى العاقلة ، فهو لديه ذكاء ممكن ان يصل به لأصعب العلوم ، لكن القوى العاقلة لديه غير مفعلة فهو ليس لديه ما يجعله يمسك نفسه عند الغضب و يفرق بين ما يجب أن يفعل و ما لا يجب ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (قّ:37) فالقلب له سامعة و باصرة الخ ... (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الاسراء:72) ( قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) (طـه:125) ( قالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) (طـه:126)

فهو حواسه سليمة ولكن قلبه أعمى .. فهو لم يفعل قلبه في هذا العالم فلا مجال لتفعيله في ذلك العالم ..
رد: المعلم الناجح

إذا نحن نعترف : بأن هناك قوى متعددة في الإدراك ، وأن الإمام هو العقل ، وأن هذه القوى ليس كلها فعلية بل بعضها يحتاج لتربية خاصة ليتم تفعيله ، وأن القوى العاقلة تابعة للمصلحة و المصلحة تابعة للقوى الفطرية ..

رد: المعلم الناجح
قلنا أن حالة التأله تتضمن الاختيار ( الإرادة ) ، فهو بإرادته يطلب التأله ، إذا الإرادة هنا تحكم الجميع ...فهي التي تنظم العلاقات بين هذه القوى ...


الإرادة و الاختيار
ماهو العمل الإنساني ؟ وكيف يصدق على انه مختص بالإنسان ؟
هو ذلك العمل الذي يكون انبعاثه من حكم العقل
..


مثلا لو أكل هذا الإنسان طعاما فهذا العمل يشترك فيه مع كثير من الكائنات ، لكن المقصود من العمل الإنساني هو الذي يقوم به الإنسان ولا يشاركه فيه غيره من الكائنات و الذي يصدر بحكم العقل ..حتى إرادة التوجه نحو الطعام ينبع من حكم العقل هنا يتحول لفعل إنساني ، فإن الجوع صفة مشتركة بين الكائنات ولكن أن يأكل هذا الإنسان لأنه يحتاج لهذا الطعام هنا يتحول لنور .. مثلا ( أكل الرمانة صباح يوم الجمعة ) يتحول لنور فقط في قلب المؤمن لأنه أكلها من واقع مصلحة قررها العقل ...

و العقل حتى يستطيع أن يصل للمصلحة وصحة التشخيص لابد أن يكون لديه ثروة من العلم ..حيث أن العلم هو معرفة النسب بين الأشياء فبدون علم لن يستطيع أن يفرق بين النسب .. يقول الإمام : أطلب العلم حتى لو لم يكن لله فإنه يوصلك لله )

رد: المعلم الناجح
نتذكر هذه المعادلة :


السلوك يصدر من نظرة كونية ...... وهذه النظرة الكونية تبتني على نظرية المعرفة
الآن توضحت العلاقة بين السلوك و العلم ...وهذا أهمية أن يكون لدى المعلم فلسفة الكون..فقوة الإرادة و العزم و الاختيار هي معيار للإنسان و بيان جوهر الإنساني
[/SIZE][/frame]

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2009, 02:59 AM   رقم المشاركة : 31
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

نريد أن نعرف ونتحاور في هذه المحاور


متى نقول عن هذا المعلم أنه ناجح في وظيفته
التعليمية ؟
ماهي خصائص المعلم الناجح في نفسه ؟ و في علمه ؟ في تعليمه و تعامله مع المتعلمين؟
ما هي المناهج أو الوسائل التعليمية ؟ وماهي السبل التي تجعل هناك رابطة سليمة بين
المعلم و التلميذ ؟


لتعريف المعلم الناجح ( تعليقات المعلمات الحاضرات)

المعلم الناجح هو المعلم المبدع في ساحة العلم و الثقافة ( فهو منتج .. و مفعل ) ..

المعلم الناجح هو المربي ..

المعلم الناجح هو من استطاع بوظيفته إبلاغ رسالة السماء ..

المعلم الناجح هو الإنسان الكامل ..انتهى

رد: المعلم الناجح

سنتبع النهج التالي :

أولا :سنذكر ثمانين صفة كلية من صفات المعلم اللأمثل ( النموذجي ) ، وهي صفات كلية يندرج تحتها صفات كثيرة جزئية .

ثانيا :سنقارن بينها وبين ما هو موجود في الواقع .

ثالثا :ثم نقوم بعملية تقويم لنعرف كيف نقترب من هذا النموذج .

رد: المعلم الناجح

ذكرنا هذه المعادلة( 1 ) : أنه لدى الإنسان قوى مدركة .. وأن الذي يحركها هي القوى المحركة ، والإمام فيها هو العقل .. و الفطرة هي التي تحكم العقل ، و قلنا أن الفطرة هي التأله ، وحتى تتفعل الفطرة تحتاج لعلم و إرادة و اختيار ..

ومن الإمكانيات المهمة لديه هو وجود ساحة لتفعيل الفطرة ، فالفطرة هي بذرة تحتاج لأرض صالحة حتى تهتز و تنمو ، وهذه الأرضية هي البيئة المتربية في الإسلام وممكن أن نعبر عنها بالبيئة المتألهة أو الحامدة ( المجتمع المسلم )

وهناك عامل لو وجد لجعل تفعيل الفطرة أسرع و أسهل وهي تختصر المسافات الطويلة في مشوار التربية وهو ( الأسوة الجذابة ) ..

نجد في قوم نوح يصف الله أولئك الجهال بأنهم : ( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً) (نوح:7)

هم يعرفون أنه بمجرد رؤية النبي نوح عليه السلام أو الاستماع لصوته ستفعل فطرتهم سريعا لذا كانوا يمتنعون من النظر إليه أو الاستماع لصوته و كانوا يصفونه بالساحر جهلا منهم ..كذلك بالنسبة للنبي محمد عليه الصلاة و السلام فقريش كانوا يمتنعون من الاستماع إليه خوفا من أن تتغير أحوالهم من الكفر إلى الإيمان لأنه كان مؤثرا فيمن يراه أو يستمع إليه ..
رد: المعلم الناجح
فالقائد له موقعية خاصة في النظرية الإسلامية ، سواء في بناء المجتمع أو في بناء الأفراد فردا فردا ، فالقائد ممكن أن يكون بصفاته يجذب الآخرين ، و يمكن أن يجذبهم حتى بكلمة أو نظرة

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2009, 03:02 AM   رقم المشاركة : 32
السراج المنير
Banned






افتراضي رد: المعلم الناجح

وهناك عامل لو وجد لجعل تفعيل الفطرة أسرع و أسهل وهي تختصر المسافات الطويلة في مشوار التربية وهو ( الأسوة الجذابة )

متابعون معكم

 

 

السراج المنير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2009, 03:11 AM   رقم المشاركة : 33
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

خصائص المعلم الناجح

خصائص المعلم في نفسه بالنظرة لهذه المعادلة ( 1) :


 
ذكرنا أن المعلم الناجح له أهداف ( راجع المحاضرة الثانية )




أن يكون راغبا في لقاء الحق ورضاءه و لا يكون ذلك إلا بقربه ، ولا يكون القرب منه إلا بعبادته و تقواه ، و هو بالتالي يريد أن يوصل المتعلم لهذا الهدف وهو أيضا ينظر لهذه العملية التعليمية على أنها أحد مصاديق العبادة و التقوى ..

أن يكون لديه هدف رسالي في تزكية النفس و إزالة الحجب المانعة مثل الموانع النفسية الباطني ( خصائص نفسية لدى التلميذ ) و الموانع الخارجية مثل ( الطواغيت الاجتماعية ) قال تعالى : ( قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256)
رد: المعلم الناجح

فالمعلم مظهر من مظاهر الله يريد أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور ..


خصائص المعلم الناجح الإدراكية :

الإحساس بالمسؤولية .( الهدفية ) لديه هدف من التعليم .


الوعي . لديه هداية داخليه .. أن يكون لديه قدرة على إيصال التلميذ لأهداف واقعية وليس فقط حشو معلومات بحيث يستطيع هذا التلميذ فيما بعد الافادة منها في حياته ..فهذا المعلم يربط كل عمله بهدفه الأساس .. فيجب أن يكون لديه ربط بين عمله البسيط كمعلم بالعملية الأكبر و هي بناء الدولة الشيعية ، وهذا يتطلب منه أن يكون ملما بالحركة التاريخية الشيعية وخاصة في الثلاثين سنة الأخيرة .. ليوجد له مكان فيها .. في كلام لأمير المؤمنين عليه السلام :
( العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس ) .
رد: المعلم الناجح

وضوح الرؤية للأهداف .


أن يكون قدوة .


أن يكون عاقل .


شرح الصدر .( آلة الرئاسة سعة الصدر )..


النورانية .. فإذا لم يكن متنورا فكيف سينير الدرب للآخرين ؟؟فإذا لم يدخل في ولاية الله يقول تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:257) ،،، أولا تبين لديه الرشد من الغي ، ثم إيمان ، ثم تقوى ، بعدها الدخول في ولاية الحق ، هذه الولاية تؤدي لشرح الصدر ..
رد: المعلم الناجح

الإخلاص و التوكل .


مطمئن ومتفائل و التفاؤل يؤدي لشرح الصدر أيضا .فهو متكئ على متكأ قوي ، ( فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (لأنفال:40)


مؤمنا تقيا .. ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(الطلاق: من الآية2)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (لأنفال:29)الفرقان هنا هو النور الذي يمشي به في الناس ، وهذا النور الإلهي مهم للمعلم ليكون لديه قدرة على تشخيص المواقف الموجودة عنده ، و هي ما نعبر عنه بالحكمة ، قال تعالى : ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَاب) (البقرة:269) فهذه الحكمة هي معطى إلهي لا يعطى في مدارس و لا حوزات ، ويحتاج الإنسان لما مر حتى يصل إليها .. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28) .
رد: المعلم الناجح

استعمال العلم ..( العمل بالعلم )


أن يكون لديه إحاطة بالعلم .( عمق في علمه ) ولا يقف عند العلوم التي بين يديه بل يسعى لزيادة معرفته ..


خصائص المعلم العاطفية :


أن يكون قوي الشخصية و حازم .


جذاب .


حليم .


وقور .


عزيز النفس .


كريم كرامة إكتسابية .


صاحب تجربة فهو سبق التلميذ بتجاربه ولديه خبرة أكثر ولديه نورانية لم يحصل عليها التلميذ بعد ، لذا فالتلميذ ينجذب للأكمل
.

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2009, 09:07 AM   رقم المشاركة : 34
ابن الشهيد
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
 
الصورة الرمزية ابن الشهيد
 







افتراضي رد: المعلم الناجح

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

بحث جميل وراق متابع لكم .

 

 

 توقيع ابن الشهيد :
وطائفة منهم قد خطفهم الحسين منهم
ابن الشهيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2009, 06:54 PM   رقم المشاركة : 35
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: المعلم الناجح

اقتباس
شرح الصدر .( آلة الرئاسة سعة الصدر )..

النورانية .. فإذا لم يكن متنورا فكيف سينير الدرب للآخرين ؟؟فإذا لم يدخل في ولاية الله يقول تعالى : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:257) ،،، أولا تبين لديه الرشد من الغي ، ثم إيمان ، ثم تقوى ، بعدها الدخول في ولاية الحق ، هذه الولاية تؤدي لشرح الصدر ..

متابع...................

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


رد: المعلم الناجح
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2009, 06:05 AM   رقم المشاركة : 36
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

لازلنا نتحدث عن خصائص المعلم في ذاته و لم ندخل بعد في علاقاته مع التلاميذ ..

* قال تعالى : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)(الحجر: من الآية88) في تفسير هذه الآية على ضوء تعريفنا للقوى الفكرية و الفطرية و أنها مثل البذور تحتاج للتنمية ، وأشرنا سابقا أن التعليم عبارة عن إثارة القابليات و تفعيلها ..الإمام أمير المؤمنين يتكلم في نهج البلاغة عن الحكمة من بعثة الأنبياء ( ليثيروا لهم دفائن العقول )
رد: المعلم الناجح

في الآية( واخفض جناحك للمؤمنين ) حالة من الأمومة و الأبوة حالة وجدانية عند المعلم وهذه أهم خاصية لدى المعلم متمثلة في هذه المشاعر ذات الحرارة الخاصة تجاه الآخرين ،، فالتشبيه الجميل في الآية لهذا الطائر الذي يحتضن البيض و الكتاكيت الصغيرة ، فهذه الكتاكيت لا تحتاج فقط للطعام و الشراب بل تحتاج للعناية و الرعاية و الاحتضان و الدفئ ..فالمعلم الناجح لا يعلم فقط بل يحتضن الطلاب ..وهذه الحالة يتفرع منها خصائص أخرى من الشفقة و اللين و الرأفة ، و التربية و التعليم عند الإسلام فيها أصالة الرأفة ، يقول الله تعالى واصفا رسول الله صلى الله عليه وآله : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159) ، الأصل هو الرحمة ، أما العتاب و العقاب لا يكون إلا بعد انسداد السبل ، ويكون منبعها أيضا الرحمة فبالرحمة يعاقب أو يعاتب ، حتى لو انتقل لما يخالف الرحمة من حيث الظاهر ، مثل التوبيخ يكون محكوما بالرحمة ( توبيخ رحيم ) ( لوم رحيم ) ( عقاب رحيم ) ولله المثل الأعلى( يا من سبقت رحمته غضبه ) فغضب الله ناتج من رحمته بعباده ..
رد: المعلم الناجح

قال تعالى : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128) الرأفة و الرحمة من صفات الله تعالى و المعلم هو مظهر للمعلم الأول وهو الله ..

فوظيفة الرسول هي البلاغ : ( مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) (المائدة:99)


فالله تعالى يحدد أن الوظيفة هي التبليغ فإن يقبل فلنفسه ، ومن ضل فعلى نفسه ، ورسول الله كان يتحمل منهم كثير من الأذى ومع أن وظيفته هي البلاغ المبين ولكنه لم يتركهم بل كان يكرر وهذا من حرصه عليهم ، فالمعلم ليس فقط عليه أن يبلغ المعلومة بشكل واضح ، ولكن على المعلم أن يوصل المعلومة ويحرص على بلوغه لكل الأهداف .. وهو عنده نوع من الشفقة فهو يتألم لأجلهم( مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) (طـه:2)
رد: المعلم الناجح

وسبب نزول الآية أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان يدعو للمشركين في الليل و النهار حتى تتورم قدماه ... ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6) فالرسول يأخذه الأسف إذا لم يعرفوا المسألة أو لم يصل لهم الحكم ...

وهو لن يصل لهذه الحالة إلا أن يكون أبا لهذه الأمة ( ياعلي أنا وأنت أبوا هذه الأمة )

وهذا يوصله لتحمل المسؤولية ..وهو يتمنى أن تصل الهداية للجميع حتى الكفار ويبقى يدعو لهم
رد: المعلم الناجح
و المعلم يبقى يتمنى ويدعو للآخرين بأن يهتدوا ، وحتى لو دعا عليهم بالهلاك فهو يدعو من باب الرحمة لأنهم إذا عاشوا أكثر سوف يتمادون أكثر ، ويكون عذابهم أكبر ، ويساهمون في إيذاء البشرية ، لأنهم يمثلون عقبات في طريق الناس
..

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2009, 06:17 AM   رقم المشاركة : 37
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح


الجاذبية :

لو تساءلنا ما هي المظاهر التي تجذب الآخرين للشخصية ؟
من هذه المظاهر :
البشاشة .


الصدق .


أن يكون محترما .


التواضع .


سعة الصدر


وهي تجذب التلاميذ إليه لأنهم ينفرون وخاصة صغار السن لأنهم يحبون السعة ، وضيق الصدر ضيق السعة ، ومنكمش فهو منفر .

يعترف بكفاءات التلاميذ و يبرزها ..
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (فصلت:39)

فيكون هو كالماء الذي ينمي هذه الأرض ..
كلامه جميل و أسلوبه جميل،، (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (طـه:44) ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً )(البقرة: من الآية83)
رد: المعلم الناجح
العدالة .


الاتزان و الثقل و السكينة و الوقار و الهيبة .. وهذا الثقل نابع من ثقل وجودي وليس تصنع ، لأنه ثقل صادق ، ومن اشتد في وجوده كمل في وجوده ، وكان قربه من الله أكبر ... وهذه الصفات هي عكس الشدة و الصلافة و القسوة و الصرامة ، لأن الاتزان هو مرادف للأمومة بينما القسوة و الشدة نابعة من العداء ..
رد: المعلم الناجح
و الشخصية الجذابة هي التي تجذب من خلال إثارة الفطرة ، وهي التي تخاطب فطرة المخاطب ..فهذه الشخصية التي ثقلت لقربها من الله وأصبحت جذابة لقربها من مركز الجذب ، لأن الإنسان كلما قرب من مركز الجذب كلما أصبح أثقل ..
رد: المعلم الناجح
السيادة و الحرية ، فهو سيد نفسه إلا أنه حر نفسه ،، فهو حر من هواه ، و حر من أنانيته ، هناك بعض المعلمين يريد أن يفرض نفسه و يبرز شخصيته و يخضع الآخرين له ، ويريد أن يسود على الآخرين ، هذا في الحقيقة يعيش الأسر في باطنه فهو سجين نفسه ، أما بعض المعلمين فهم بالعكس يعيشون عزة ، و لا يريدون شئ من الطالب .. ( لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً)(الانسان: من الآية9) .. ( الناس يريدون من لا يريد ) ..

رد: المعلم الناجح
هناك أناس يعملون فقط ليلاقوا تقديرا أو إشادة فإذا لم يحصلوا عليها يندمون على الفعل الذي فعلوه ويتمنون أنهم لم يفعلوه ..فيرددون ( لم أعطى حقي ، وهم لا يستحقون الخ ....) فهؤلاء ليسوا أعزاء لأن العزيز لا يطلب شيئا .. لأن كل طلب من الآخرين هو قيد ..بل الأستاذ يردد لسان حاله ( أنا هنا لأجلك ، لأهديك ، لأعطيك ، لأساعدك ، لأسعدك ..... الخ ) ولست أنتظر منك شيئا .
رد: المعلم الناجح

ومن أراد تعريفا لوظيفة الأستاذ فلن نجد أفضل من وظيفة الأنبياء ( ليثيروا دفائن العقول ) و الدفائن هي الكنوز ، المدفونة التي يمشي عليها الناس من حيث لا يشعرون .. و الإثارة تكون عن طريق الجذب و هو أقصر طريق ..

و المعلم بهذه الخصائص يوصل تلامذته للاطمئنان و السكينة و الهدوء ..

رد: المعلم الناجح
وهناك فرق بين المعلم الذي يجذب الفطرة و الذي يجذب الهوى ، فالذي يجذب الهوى يأتي من يحل محله ويسهل تبديله .
.( العلماء باقون ما بقي الدهر )


ولكن أي علماء ؟؟ حتما هم العلماء الربانيون ..


ما مر هو الخصائص الجلالية للمعلم وله خصائص جمالية :


هذا المعلم الجذاب و الذي يمتلك كل هذه الصفات تكون له جذابية جمالية ، فكلما رآهم التلميذ يذكر الجمال ويقول يا الله ..


فهذا المعلم الذي يعيش حالة تصفية مستمرة لباطنه و تعبد ويراقب الصادرات و الواردات لباطنه يأخذون بذلك نورانية خاصة ...


في حياتنا نعيب على صاحب الدكان لو أغلق دكانه و جلس على مصلاه و هو يردد
( يارب ارزقني بدون عمل ) ، في المقابل يجب أن نعيب على ذلك الذي يريد أن يتكامل ويصل للهدف الأسمى و هو ينسى طوال يومه هذا الهدف و يعيش حياة عادية لا اجتهاد و لاتصفية و حين يحل الليل يردد( ياربي أعطني كمالات ، وأعطني نورانية ، ووووو ) وهو لا يعمل سلوكا وفق ما يطلب فالنورانية يجب تطلب طوال الوقت ، فكل سلوك و كل موقف يكسبك نورانية خاصة ...

كما يسعى للجمال الباطني ، يسعى أيضا للجمال الظاهري ، رسول الله صلى الله عليه وآله إذا لم تكن لديه مرآة فقد كان يتجمل في الماء ، و كان يهتم بالتعطر و التمشيط ، و السواك ، وحتى ملابسه كان يتعامل معها تعامل خاص ، و كل قطعة كان يسميها اسم خاص ( كعمامة السحاب ) ، حتى الدابة التي يركبها كان يسميها ، وعصاه و حذاءه .
رد: المعلم الناجح

من الأشياء التي تجذب التلميذ لأستاذه أيضا الحياء ، و الله هو الأشد في الحياء في كل الموجودات ، و الرسول عليه الصلاة و السلام هو اشد المخلوقات حياءا ، و الحياء له مظاهر في التعامل .

الشخصية الطاردة .. وكل شخصية جذابة فهي طاردة ، و هي التي تطرد النقص و النقائص عن التلاميذ ، فهي تنفرهم من النقائص ، لا عن طريق الأمر و النهي و الزجر بل أن المنجذب يسعى أن ينفر من كل نقص لا يرضي مجذوبه .
رد: المعلم الناجح

وكلما كان هناك جذب سيكون هناك عشق و التلميذ الذي يعشق أستاذه ستسري فيه صفات هذا الأستاذ ، ويحي الأستاذ في نفس التلميذ نوع من العصمة ونوع من الترفع عن النقائص ، و تبقى لديه أمنية أن لا يسمع أستاذه عنه أي منقصة
حتى لو كان في مكان ليس بجانب الأستاذ فهو لا يعمل نقائص حتى لا تنقل لأستاذه ، حتى أن البعض يصل في تفكيره أن أعماله يوم القيامة ستكشف وسيراها لأستاذ ( المحبوب ) لذا يريد أن تكون أعماله حسنة دائما و في أحسن صورة ..وطبعا هذه الحالة قد تكون مع أستاذ ، ومرة تكون مع نبي ، أو إمام ، وتبقى تترفع حتى تصل هذه العلاقة لتكون مع الحبيب وهو الله ..


كل ما مر بنا من تفصيل عن صفات المعلم و خصائصه كان تحليلا لكلمة الأستاذة أم عباس النمر حين قالت : ( يجب أن يتحول الأستاذ إلى شعار إسلامي ) .

يجب أن يكون في حركته ، و لباسه ، و قيامه ، وقعوده شعارا إسلاميا ، وكلما ذكر اطمأنت له القلوب

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2009, 11:03 AM   رقم المشاركة : 38
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: المعلم الناجح

اقتباس
( يجب أن يتحول الأستاذ إلى شعار إسلامي )



كلام جميل جميل جميل

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


رد: المعلم الناجح
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2009, 11:27 PM   رقم المشاركة : 39
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

رد: المعلم الناجح

لقد لاحظنا أننا اتبعنا منهجا محددا في سير البحث وهو عرض المقدمات و المباني ومن ثم التفريع في المبحث على هذه المباني بمعنى أننا لا نأخذ مبحث فوقي ، فقد طرحنا عدة مباني ولم يبقى علينا إلا التفريع ، و العنونة و الاستنتاج ، و البعض قد يتساءل متى تنتهي هذه المقدمات ، وهنا نقول أن هذه المقدمات ليست منفصلة عن صلب الموضوع بل هي الموضوع نفسه ، بل أن المقدمة هي صلب الموضوع ،

فمثلا لو أردت أن أبين لأحد الأشخاص أن المشروب الفلاني حرام فأقول له / كل مسكر حرام ( وهذه المقدمة الأولى ) وهذا المشروب مسكر ( وهذه المقدمة الثانية ) فهو لن ينتظرني لأقول له صلب الموضوع لأن هاتين المقدمتين هما صلب الموضوع الذي سيوصله بالتالي للنتيجة ( أن هذا المشروب حرام ) ، وهذه الطريقة في البحث يعرفها من تعرف على البحوث القرآنية وصياغة القرآن يلاحظ أنه يلقي المقدمات ويبقي الاستنتاج قوم يعقلون ، يتفكرون ، يتدبرون ، ويتركها للمتأمل ، و القوانين التي يعطيها لنا هي قوانين مترابطة غير متفككة لأن القوانين المفككة هي قوانين تنسى في التطبيق ، فهذا الإنسان لديه مباني عقلية ، ونفسية ، متينة ، مركبة في كيانه ، وهذا لا ينسى في مرحلة التطبيق ، فهناك آلاف القوانين والآداب و السلوكيات فلكل شئ آدابه ، أي حركة مهما كانت صغيرة لها أدبها ولكن كيف يمكن حفظ كل هذه الآداب ، هذه القوانين لا تحفظ حفظ رياضي ، فإذا لم يكن بينها جامع معين يجمعها لما حفظت، فنحن نأخذ المبنى ونفرع منه بشكل طبيعي
رد: المعلم الناجح
وهذه هي منهجيتنا في البحث ... وهذا الأسلوب الذي اتبعناه في طرح هذا البحث حيث وجدناه الأسلوب الضامن لتفعيل العلم ، لأن توظيف العلم يحتاج لرابط ، وهذه الوحدة في البناء بين القاعدة و التقنين ( علينا بإلقاء الأصول وعليكم بالتفريع ) و هذا منهج أهل البيت عليهم السلام ، حيث يجعل هذا المنهج فرصة للعقل بأن ينتج مما يلقى عليه من معارف ، وهذا منهج ممكن أن يستعمله المعلم ..
رد: المعلم الناجح
كان الحديث عن الشخصية الجذابة .. حيث تحدثنا عن معالم الشخصية الجذابة و علاماتها ، ولم نتحدث عن كل خصائصها بل تحدثنا عن الظاهر الذي يجذب ، والآن لو أردت أنا أن أكون شخصية جذابة فما هو الطريق إلى ذلك ؟

الطريق الأقصر هي أن يعيش تجربة انجذاب ، و أن يكون هو منجذبا ، سبق وتحدثنا عن المظهرية وقلنا أن المعلم الأول هو الله جل جلاله ثم النبي محمد صلى الله عليه وآله ، ثم أهل البيت عليهم السلام ، ثم مظاهر محمد وآل محمد ، فالله هو المنبع لكل الجمال و الجاذبية وهو الأصل ، وحين نصف المعلم الناجح بأنه هو الإنسان الكامل ، و الإنسان الكامل هو المظهر الأتم لله عز وجل ، وهذه النظرية في الإسلام مترابطة ، فليس هناك فصل لدينا بين صلاتنا و عقيدتنا و سياستنا ( ديننا عين سياستنا ، و سياستنا عين ديننا ) و السياسة لها ثلاثة فروع ( سياسة دولية ، سياسة على مستوى الفرد – فكل فرد سائس لنفسه يقود مملكته الخاصة – وسياسة على مستوى الأسرة ) ،
رد: المعلم الناجح

و المعلم الناجح الذي يريد أن يكون جذابا ، هذه الجاذبية لا تنفصل عن الإيمان بالتوحيد فالتوحيد ظاهره و الولاية باطنه لأن الولاية هي باطن التوحيد ، يقول لنا المخالفون ( قصد الرسول من من كنت مولاه أي من كنت قائده .. نحن نقول من كنت مولاه يعني محبوبه ) و المحبوب يملك العقل و الروح فإن ملكهما فماذا بقي غير الجسد ، ومن يملك العقل و القلب فلا يغلى عليه جسدي ، ولب الولاية هو شدة الانجذاب و الارتباط للشخصية الجذابة ، و الله شئ لا نستطيع الوصول للانجذاب إليه مباشرة بل أحتاج إلى واسطة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ َ) (المائدة : 35 )
رد: المعلم الناجح

فهناك وسائل للارتباط بمنبع الجاذبية ، وسبق وقلنا أن الشخصية الجذابة يجب أن تكون ثقيلة و موزونة ، و الثقل مرتبط بشدة القرب من مركز الجاذبية ، وكلما كنا أقرب كلما عشنا حالة انجذاب و ارتباط ، ونحن نقول أن كل هدفنا هو الوصل لله و الوصول لله هو في كل خطوة نخطوها ، ولكن الوصول لله ليس وصولا جغرافيا ، حيث لا يمكن أن نقول أنك حين تصل لهذه النقطة المعينة تكون قد وصلت لله ، فلو سار شخص ما من الأحساء إلى الدمام ن فلو كانت المسافة 150 كيلو متر مثلا، وبعد المسير قطع 120 كيلو متر فهو لم يصل بعد فنحن لا يمكن أن نقول أنه وصل للدمام حتى لو قطع كل هذه المسافة ، فيجب أن يقطع كل المسافة بعدها نقول أنه وصل .. ولكن الوصول لله لا يحسب بهذه الطريقة لأن الوصول يختلف فليس قطع مسافة خمسة عشر عاما أو عشرين عاما أو أقل أو أكثر ليست مقياس للوصول ، فهو ليس محصورا بزاوية نصل من خلال المسير إليها ، فهو المطلق و كل خطوة يخطوها الإنسان هي درجة من درجات الوصول ، ولكن يبقى السؤال كيف أنجذب إلى الله ، أحتاج حتما لبوابة للانجذاب وهو الإنسان الكامل محمد وآل محمد عليهم الصلاة و السلام ولكن الأهم هو كيف أتعامل مع أهل البيت ، هل فقط أعترف بهم كقمة وأحاول الوصول لهم بحيث أني في هذه المرحلة آخذ هذه القاعدة ثم أنتظر وآخذ بعد فترة قاعدة أخرى وهكذا ، وهذه الطريقة التي نتعامل بها مع مراجعنا ، فنحن نحتاج لتصحيح الارتباط بالمرجعية و القيادة ، فارتباطنا فقط بقادتنا ( المرجعية ) هو أن نطلب من المرجع أن يبقى في مكانه حتى لو كان بعيدا عنا ، وحين نحتاجه نحاول الاتصال به ، بل حتى علاقتنا بالله هكذا فنحن بعيدون عن الله و حين نحتاجه نتذكره ومن ثم نجلس على سجادتنا و نطلب منه ما نريد ، هذا نوع من الارتباط مشوه و ممسوخ ..و قد يطول الحديث في هذا المجال ..
رد: المعلم الناجح

الخلاصة أننا نؤمن بعالم الوسائط ، وعالم المظهرية ، فهناك تجليات و ظهورات للجذب وهو الله تعالى ، و المعلم الذي لم يعش خلال حياته سواء كانت خمسة و عشرين عاما أو حتى خمسين عاما أي حالة انجذاب فسيكون من الصعب عليه أن يكون جذابا ، فهو لم يبحث عن شئ يحبه ، ولم يعش دفئا عاطفيا وتفاعلا ، سيصعب عليه ذلك ، لأن أحسن مفعل للعواطف و المشاعر و الفطرة ( و التعليم هو إثارة الفطرة ) هو شدة الانجذاب ، وإلا ما الفرق بين صلاة أمير المؤمنين عليه السلام و صلاة إنسان عادي ؟ الإنسان العادي يقول نفس الكلام الذي يقوله الأمير في صلاته بل حتى القراءة نفسها – أراد بعض الصحابة استنقاص أمير المؤمنين وهو الكامل فقالوا أنه في صلاته وإمامته لهم لا يقرأ إلا سورة الإخلاص وكأنه لم ينزل من القرآن غيرها – الأمير لديه ارتباط خاص بالتوحيد و بالله تعالى لذا استن الشيعة بسيرته فهم لا يتركون صلاة بدون سورة الإخلاص ، فصلاة الأمير فيها انجذاب كبير لمركز الجاذبية لذا هي تختلف بقيمتها عن صلاة الإنسان العادي.

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2009, 11:39 PM   رقم المشاركة : 40
الأبرار
طرفاوي نشيط






افتراضي رد: المعلم الناجح

إذا نحن نحتاج أن نبحث عن القدوة و عن الأكمل فمن خلال تجاربي و مشاهداتي رأيت أن كل الشخصيات الجذابة الناجحة الموجودة كان لها ارتباط بشخصية جذابة ، وهذا الارتباط ليس من خلال ورق مكتوب بل هي معايشة وحياة مع الجاذب وكل همهم هو البحث عن الأكمل ، فحياتهم كلها بحث دؤوب عن الأكمل ( أين استقرت بك النوى ، أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى ، عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى ، ولا أسمع لك حسيسا ولا نجوى الخ....... ) فإن لم يجده يقترب من أكثر الناس شبها به وهكذا الأقرب فالأقرب .. ولم يخلو التاريخ من حجة ظاهرة ، فرغم غياب المعصوم لو راجعتم تاريخ الشيعة لوجدتم بها قمم تاريخية تشابه صاحب العصر عجل الله فرجه الشريف في جهات عديدة جدا( في الشجاعة و الطريقة و السلوك الخ .. )

رد: المعلم الناجح
كلنا سمع عن الإكسير ( إكسير الحياة – وهي مادة سائلة يدعي بعض العلماء أنها لو وضع منها على الحديد لتحول لذهب ) فنظرة من أكسير حياتنا وهو الإمام يصلح ما فسد من معتقداتنا (ولا ننسى نظرة من الإمام الحسين عليه السلام لزهير ابن القين الذي كان عثماني الهوى عمرا طويلا حتى أن شعره قد شاب ، هذه النظرة قلبت كل موازينه وحولته لحسيني يفدي الحسين بروحه و أغلى ما يملك ) ..
رد: المعلم الناجح

إذا علي البحث عن هذا الإكسير في مراجعنا العظام ، فأنا أتحسس كمالات هذا المرجع ، وأقوم بعملية استشعار ، فهذا الإكسير بمجرد قطرة منه يتحول تاريخي مهما كان مظلما ، و تاريخ الشيعة ملئ بهذه النماذج المشرقة و الجاذبة ، و الإنسان الشيعي الموالي بطبيعته لا يستقر و يقر قراره ولا يسكن و يطمئن إلا إذا تحققت له حالة الانجذاب ، وقد يبقى يبحث عنه و لا يجده وهو مصداق لقول المعصوم ( عزيز علي أن أرى الخلق و لاترى ) لكنه يبقى يتحسس صفاته و كمالاته فيمن حوله ( نتذكر حين وافت رسول الله المنية جاءت الزهراء بالحسنين وقالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: هذان ولداك ورثهما . فقال لها : أم الحسن فله هيبتي .. و أما الحسين فله جودي وشجاعتي )

فالرسول الأكرم وحده هو المظهر الأتم و الأكمل لله تعالى أما باقي المعصومين عليهم السلام ، فقد وزع رسول الله صلى الله عليه وآله كمالاته عليهم ، فواحد الكاظم ، وواحد الصادق ، وواحد الجواد الخ ........هذا البساط المحمدي على الإثنا عشر معصوما هذا مجتمع في مركز رسول الله صلى الله عليه وآله ، كذلك صاحب الزمان عجل الله فرجه له حالة من الانبساط فهو مركز للكمالات المجتمعة فيه ، و المعلم الناجح هو المتحسس لكمالات الإنسان الكامل ، وما نلاحظه انه لدينا حالة من الإلتفات للنقائص ، فنحن نرى العيب بسرعة ، فحين نرى إنسان ما فرغم الكمالات التي يحويها فإننا نغفلها ونرى عيوبه فقط .

رد: المعلم الناجح

بينما من يبحث عن الكمال فإنه بمجرد رؤيته لشخص ما فإن نظرة أو كلمة فيها شمة أو رائحة مهدوية فإنه ينجذب إليها ، ولا ينتظر الأخطاء ليلتفت لمن حوله ..فقد تمر عليه من نفس الشخص كثير من الهفوات والأخطاء لكنه لا يلتفت إليها ، لأن همه كله منصب في البحث عن الكمالات ، فهو يريد الله فإن لم يره ، يبحث عن وليه ، وإن لم يجد وليه ، سيبحث عمن يشبه وليه ، قد يكون القائد و المرجع بعيد في بلد آخر لا يمكنني الالتقاء به ، فأبحث عمن يشبهه ، وهكذا المعلم الناجح هو الأكثر تفاؤل و الأكثر رؤية للخير و الأكثر تحسس للكمالات التي تجذب ، فهو يحب فلان لأنه كريم جدا ، ويحب فلان لأنه صادق ، وذاك لأنه رقيق الخ ...

هناك حالة من تلمس الفضائل و الاعتراف بها (ومن خصائص المؤمنين الاعتراف بفضائل الآخرين ) ، و المعلم الفاشل بالمقابل لا لتفت لحسنات تلاميذه ، ولا أصدقاءه ولا من هم حوله ، بل تؤثر فيه العوامل السلبية ..
رد: المعلم الناجح
أنا في بداية طريقي وأريد الله وأريد أهل البيت عليهم السلام وحتى أتصل بهم أحتاج لانفتاح قلب ، وقبل انفتاح القلب أحتاج لانفتاح عقل ،و انفتاح وجود و تفعيل للفطرة ، ومستويات عالية حتى يكون لدي وضوح في الرؤية لرؤيتهم ، وبما أنه حتى الكافر يشهد الله ( فبهم ملأت سماءك و أرضك ،حتى ظهر أن لا إله إلا الله ) وفي زيارة آل يسين ( أشهدك يامولاي أني أشهد – بمعنى أرى بوضوح فكل كياني يشهد – أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن لا حبيب إلا هو وأهله ) فليس لدي جاذب إلا هو وأهله ، ففي المستوى الأول محمد وآل بيته وفي المستوى الثاني كل من أحبهم و انجذب إليهم ووالاهم وكل من لديه نسبة من كمالاتهم ، فحياة المعلم الناجح هي بحث عن الأكمل ( وعن ظهورات الأكمل في وجودات من حوله ) فهو بالتالي يعيش حالة انشراح فهو لا يرى إلا الجميل ( ما رأيت إلا جميلا ) ، أما من يبحث عن مساوء من حوله وكلما التفت يمينا رأى سوءا ويسارا رأى عيوبا وأمامه اشتباهات و خلفه يرى نواقص وهكذا فهو سيعيش حالة انقباض ، لأن كل رؤية لخطأ أو نقيصة تؤدي لانقباض في النفس ، ولأن الفطرة تنكمش عن الناقص ، وتنبسط عند رؤية الكامل ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستغفر سبعين مرة في اليوم و الليلة لأن بعض النقولات تقول أنه كان يرى أبو جهل كثيرا ، فهذه الرؤية ، وأن تقع عينه عليه لها أثر ، فهو يستغفر ...
رد: المعلم الناجح
فإذا كان المعلم الناجح هو المعلم المنشرح و المنبسط إذا هو الباحث عن الأكمل و المتحسس للكمال في كل شئ ..

فالمعلم الناجح هو المعلم المنجذب للأكمل و بالتالي سيكون جاذبا واقعيا ، أما المعلم غير الناجح فإنه سيجذب جذبا مقطعيا عابرا ، و ممكن أن ينصرف عنها التلميذ عن وجود البديل الأكثر جذابية ، فاليوم معك وغدا مع غيرك ، هذه ليست جذابية واقعية ، فهو لم يجذب الفطرة بل جذب العاطفة ، وجذب الباصرة ، و السامعة ، لأن طبيعة النفس و الباصرة تنجذب لكل شئ منسجم ، و الباصرة لا تفرق بين هذا المنسجم هل هو مؤمن أو منافق ، هل هو موالي أو ناصبي فالباصرة لا تفرق ..و الطبيعة تنسجم للعدالة حتى لو كانت بين الألوان ، ولكن لأن هذه الانجذابات ليس هو ما تريده الفطرة ، فهي ستكون علاقة عاطفية محدودة ، ونؤكد أن المعلم الناجح ينبغي أن يملأ العين و القلب ، بمعنى ( تسر رؤيته ) ، وبما أن دور المعلم هو التنوير ، وإيصال التلميذ لحالة التأله ، فبدون الجذب لن يوصله لهذه الحالة ، فبغض النظر عن المادة التي يدرسها الأستاذ فعليه من خلالها أن يوصل تلاميذه لحالة التأله ، قد يكون المعلم معلما لمادة التوحيد أو التفسير لكنه لا يجعل التلميذ يعيش حالة التأله ، فهو لا يزيد من حالة البحث عن الأكمل لدى التلميذ ، ولا يعمق لديه الشهور بأهمية هذا البحث ن فينشأ التلميذ لا أبالي ، ويبقى خاملا ...
رد: المعلم الناجح

و البعض يقول أنني عشت في بيئة ليس فيها من لديه هذه المواصفات من الجاذبية فكيف أعرف هذه الحالة .. نقول له هل الوجود محصور فقط في بيئتك عليك أن تبحث ( قل سيروا في الأرض ) فمن خصائص المؤمنين الفائزين الذين يمدحهم الله ( عابدون ، حامدون ، تائبون الخ ) فالتفكك العاطفي موجود ليس فقط بين التلميذ ومعلمه بل بين المعلم و زوجته و بين التلميذ و مجتمعه و الحل الوحيد هو هذا الارتباط و البحث عن الأكمل ، و البحث عن الأكمل لا يكون بالقول ما ذا أفعل بل يجب أن أؤمن بأن الله الرحيم العطوف و الذي عزيز عليه ما يؤذينا و يسبب لنا العناء ، يعلم بأن سعادتنا و لذتنا و انشراحنا متوقف على وجود الإنسان الأكمل فهل سيجعلنا نعيش منذ غياب إمامنا وحتى ظهوره بهذه الحالة من الحرمان ، و هل أن مجتمعنا الشيعي خال من النماذج ، و الشخصيات الكاملة الجذابة ؟ كلا ..
رد: المعلم الناجح

الرسول الأكرم عليه الصلاة و السلام يعيب على أؤلئك الذين عرض عليهم الحق في أكمل صوره ولكنهم رفضوه ( وقد جاء ذلك في الصلوات في الصحيفة السجادية الجامعة و ليست الكاملة ) أنهم لم يكونوا يبصرون رسول الله بل كانوا يبصرون محمد بن عبد الله فقط ، فهناك ما بيننا في المجتمع الشيعي أناس نماذج أقرب ما تكون من محمد وآل محمد ، وأقرب ما تكون من الحجة عجل الله فرجه ،و هم يسمعون أصواتهم , ولكنهم لا يبصرونها ، و لا ينجذبون ، فهؤلاء حتما قد خسروا الكثير و الكثير ..

هناك بعض النماذج (تذكرنا بالله رؤيته ) فهم حجج ظاهرة للحجة عليه السلام ..فهذه النماذج تجذب القلوب للحجة الغائب ، فالبعض يدرس العلوم الحوزوية على سبيل دراسة معادلات رياضية و لا يعيش حالة من الإنجذاب و بالتالي يكون منفرا .. وكلما تعمق أكثر في العلوم الحوزوية كلما كان منفرا أكثر .. ونحن الشيعة رغم أننا لا نهمل أهمية العقل بل نحن نولي للعقل أهمية كبرى ولكن صمام الأمان لدينا الذي يفعل العقل هو الولاء و شدة الانجذاب ، فالسنة قالوا انهم يريدون أن يرتبطوا بالله و لكنهم لا يتوسلون برسول الله للوصول إليه ، بعض الشيعة يعيش نفس الحالة فهو يريد أن يرتبط بالحجة فقط و يرفض أن يرتبط بغيره فكأن روحية الوهابية قد حلت فيهم و كثير من سلبياتهم تحل تدريجيا في المجتمع الشيعي ، من تفكك ، ضعف العاطفة ،و الذلة .. لماذا ؟ لأنهم وقعوا فيما وقع فيه الآخرون فليس الفرق بيننا وبين الوهابية أننا نقول أن الخليفة هو علي أو أبو بكر بل أنهم ينفون الوسائط .. و ينفون المظهرية و نحن نؤمن بالمظهرية ، ونحن نعترف بالوسيلة و هم ينكرون الوسيلة ...فعقيدتهم هي أن الله هو ربك فاعبده و هو أعطاك تشريعات فاتبعها ومن ثم يأتي يوم البعث و تكون قد مكثت فترة في التراب ثم تخرج للجزاء و انتهينا .. و بعض الشيع يعيشون نفس الحالة فهم يؤمنون أن هناك أئمة كانوا موجودين عليك بالتعرف عليهم ومعرفة أسمائهم وأسماء أمهاتهم ، وانظر لتعليماتهم ، فأنت اليوم قد لا تشعر بعاطفة أو لذة و لكن بعد البعث ستجد الراحة و الحور الخ ...
رد: المعلم الناجح

فالبعض منا يهمه من يعيشون حوله و يبحث بينهم أما إن كان مظهر الأكمل بعيد عنه بل قد يكون من بلد آخر و مكان آخر فلا يهتم به ، ولم يكونوا كسلمان المحمدي الذي بحث عن الكامل و ترك الدنيا كلها في سبيل الوصول إليه .. فالبحث عن الأكمل يجب أن تكون هم الإنسان حتى لو كان هذا الأكمل في مكان بعيد ، و اليوم قد لا يحتاج الإنسان للانتقال بجسه ليرى أو يسمع بل قد أصبحت الأمور لدينا أسهل لأن اليوم لدينا وسائل الاتصالات أسهل ، ولكن البعض ينطبق عليه قول الله تعالى ( تراهم ينظرون إليك و هم لا يبصرون ) ... و عصرنا الآن هناك نماذج جدا رائعة تمثل لنا التجليات واضحة ورغم أن الحرب النفسية من قبل المستعمر دائما تردد ( ولى عصر المستضعفين و جاء عصر المستكبرين ) بينما السيد القائد دائما يردد ( ولى عصر المستكبرين و جاء عصر المستضعفين ) ... و المشكلة هي عدم الاتفات للأكمل لأن معادلة الحب هي (شدة كمال المحبوب + شدة إدراك المحب = شدة المحبة ) ، وكانت مشكلة من كان في عصر الرسول الأعظم عليه الصلاة و السلام أنهم لم يدركوا عظمته حتى قال عنهم القرآن الكريم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) (البقرة : 6 )

رد: المعلم الناجح

وقوله تعالى : (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) (يس : 9 ) فبعض الشيعة مع الأسف يعيش بعض هذه السدود من خلفه فالبعض بالرغم هذه الانتصارات التي حصلت مؤخرا و التي أوصلتنا للعزة و الكرامة ، و مع ذلك هو غافل لا يدرك أي منها ، بل هو يعيش حياته فقط ولا يحفل بما مر من تاريخ الأمة ولا ما سيكون في المستقبل و المتتبع لكلمات السيد الصدر قدس الله نفسه الزكية يجده يردد ( بعد خمسون عاما سيكون كذا في العالم الشيعي ، و بعد مئة سنة سيكون كذا ..... ) رغم أن هذه الأمور ليست في عصره بل هي كالنبوءات التي تتحقق واحدة تلو الأخرى .. لأنه إنسان منفتح ليس لديه سدود ، نعم لقد مات السيد الشهيد ، ومات السيد الخميني ، و مات السيد كاشف الغطاء لكن لو انفتحت على ما تركوه لعشت الانجذاب لهم ، وكل واحد من هذه القمم التاريخية و التي سنسأل يوما ما عنها ، هؤلاء هم شهود الأمة من الله علينا .. حتى لو ظهر الإمام الحجة عجل الله فرجه .. قد لا يكون في نفس قريتنا أو قريب منا فقد نلتقي بتلاميذه ، فالذي لا يعير اهتماما اليوم لنواب الإمام و لا حالة الانجذاب فلن يعيش غدا حالة الانجذاب للإمام عليه السلام لأنه عاش في الإهمال و السدود و الحجب ، ولأن أصل الإنسان هي الروح و الروح هي وحدة لا تتجزأ فليس هناك فرق بين أخلاق الإنسان و اعتقاداته ولا يمكن أن نقول للإنسان اليوم ، أصلح من أخلاقياتك ، وغدا هذب سلوكياتك ، هي نفس واحدة تكاملت فيها كل القوى ، فحين يحصل انجذاب من قوى من قوى النفس ، فيجذب أن يكون الانجذاب من باقي القوى .. حين يقول الله تعالى : (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ َ) (الحج : 37 ) فالذي يصعد لله هو التقوى فلو ارتقت التقوى لله هل تبقى سلوكياتي في الأرض ، كلا ((مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ(فاطر : 10 ) فإذا صعد كلمي الطيب فأنا لا أبقى في الأرض ، فحين نؤمن بالوحدة سنرى أن الإنسان المنجذب أفعاله و سلوكياته كلها تتغير حتى جلوسه و حركته و مشيه ، لأنه وحدة واحدة لها مظاهر مختلفة . لذا فإن الزهراء عليها السلام مثلت في بكائها على الرسول الأعظم أكبر مثال على الانجذاب لأن الأعظم انجذابا هو الأعظم حزنا على فقد من يجذب ....

 

 

الأبرار غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد