العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > ~//| مطويات القصص والروايات |\\~




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 09-01-2011, 09:04 PM   رقم المشاركة : 81
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء الخامس والستون

الفجر قبل الأذان .. في غرفة سعود ودانة

سعود تأخر كثير في الرجعة.. الفجر قرب يأذن..
ودانة خلاص اعصابها انهارت وبدت تبكي خوف وقلق على سعود....

أول شيء كانت كرامتها مانعتها تتصل فيه..
(وش معنى هو اللي مافكر حتى يعتذر لي أو يطلع وراي يأخذ بخاطري.. هو اللي هزئني بدون سبب)

بس لما شافت الفجر قرب يأذن وهو مارجع
قالت: خلاص لا أبوها لا بو ذا الكرامة

بعثت له مسج

(وينك؟؟)

مثل مابعثت له كلمة وحدة
رد عليها بكلمة وحدة

(المخيم)

كل واحد منهم جرحته حدة الكلمة الواحدة وانعدام عاطفيتها..
وفي نفس الوقت كانت الكلمة الواحدة مصدر هدوء لكل منهم..

سعود عرف انها مشغول بالها عليه..
ودانة ارتاح بالها عليه وانه بخير.


********************



صباح اليوم الثاني

عبدالله في مكتبه في البنك..
يطوف به قلق عاصف، يحاول تنظيم أفكاره ليصل للهدف المرجو..

بلهجة هادئة واثقة كان يوجه حديثه لراوي الخبير القانوني في البنك العراقي الأصل الأمريكي الجنسية
والذي تربطه بعبدالله علاقة ود متينة نمت من أيام دراسة عبدالله الأولى في أمريكا
وتوطدت بعد عودة عبدالله لأمريكا..
وتوطدت أكثر بعد أن عينه عبدالله في وظيفته الحالية: هاه راوي .. وش رأيك؟؟

رواي بلهجة هادئة يشوبها بعض توتر: عبدالله أنا ما أدري شأكول لك..الموضوع بسيط إن شاء الله..بالغالب هذولا يريدون فلوس وبس..
بس من ناحية ثانية ما أكدر أأكد لك أنه الخاطفين ممكن يسلمون نسيبك وكت ما يستلمون الفدية..

عبدالله بهدوء وثقة: ولو أنا رحت بنفسي عشان أتفاوض معهم..

راوي برعب: أنت أكيد مجنون عبدالله.. شنو حجي المخبلين اللي كاعد تكوله؟؟ أهلي كلهم هناك حاضرين.. أهلك وكأنك موجود وأكثر..
يعني نسيبك مايندرى حي وإلا ميت.. تريد تلحكه..؟؟

عقب تنهد راوي بعد تماسكه: على العموم عبدالله الوضع الحين أحسن من أول بكثير.. والأمن أكثر استقرار.. بس مهما كان الوضع فيه اضطراب.. وأنا أخاف يصير لك شيء أحس أنه ذنبي..

عبدالله يتنهد: عبدالعزيز مثل ولدي... وأنا ماني بمرتاح لوجود وسطاء..
أخاف أرسل الفلوس تصير مشاكل وأنا موب موجود عشان أحلها.. عشان كذا أنا حاب أسافر للعراق بنفسي..

راوي بخوف ودي: أعرُفك زين عبدالله.. يوم تصمم على شيء..
طيب وأنا حاضر باللي تريده..

عبدالله بثقة: أنا بأحجز على طيارة بعد بكرة لبغداد.. أبيك بس تدبر لي رجّال يكون ثقة.. يدل في العراق زين..
عشان يستقبلني ويكون معاي لحد ما أخلص..

راوي بحزن متوتر: ابن عمي فاضل.. مافيه غيره.. جن مصور..
هو الوحيد اللي كان يكدر يفلت من كل حصار وحظر تجول.. ذكي وشجاع والموت أخر همه.. لو أكو أحد ينفعك هناك وفي مثل موقفك بيكون فاضل..

وعبدالله يتكلم مع راوي رن موبايله كان ولده عبدالعزيز

عبدالله بحنان: هلا يبه

عزوز باحترام: يبه وش سويت في الموضوع اللي قلت لك اليوم واحنا على الريوق..؟؟

عبدالله بثقة: أفا عليك.. أوراق ديمة ودها لها هي.. ومن بكرة خلها تداوم في مدرستها الجديدة
وعقب كمل بفضول: أنا باعرف أشلون قدرت تقنعها.. وانا اللي تعبت أقنع في أمها تجبرها وتطلعها من المدرسة ذي..

عزوز بهدوء: أنت توجهت للرأس الكبيرة..بس أنا صوبت على الرأس الصغيرة..

عبدالله باعجاب: عفية.. ولد أبوك.. أبيك كذا.. يوم تحط شيء في رأسك تسويه..
بس طبعا مايكون هذا الشيء متعارض مع دين أو اخلاق.. عدا هذين الشيئين توكل على الله.. واقتحم..

عبدالله مبسوط جدا بشخصية عزوز اللي بدت تبرز بقوة من تحت ركام خجله وشخصيته الحساسة..

عزوز بابتسام: حافظ الدرس يبه.. لا تحاتي


*******************


أول يوم دوام لدانة بعد زواجها

مانامت الا ساعتين بعد صلاة الصبح..

والحين الساعة صارت 3 ونص.. تأخرت أكثر من نصف سعادة عن موعد خروجها.. لأن الحالة الاخيرة احتاجت شغل زيادة.. كانت سيدة عجوز تحتاج خلع أضراس العقل.. وكانت محتاجة بنج كامل..

فتأخرت دانة معها.. لحد ما تأكدت انها بخير..

خذت موبايلها تبي تتصل بسيد علي تشوفه جاء هو الخدامة او بعد
رغم أنها قالت له يجي 3 بالضبط..
لقت في موبايلها مسج له أكثر من 20 دقيقة من زميلتها المقربة الدكتورة تهاني:

" إذا المزيون
اللي سيارته فكسار ذهبي
سعود
تراه برا معصب
واقف جنب سيارته
مثل أسد مستعد للانقضاض على فريسته
أطلعي واستلئي وعدك ياحلوة
إن شاء الله نلقى منج شوي أشلاء ندفنها"

دانة بتوتر: يا ويلي قبل ثلث ساعة كان معصب.. أكيد الحين مولع نار.. توه موقف أمس مابرد.. وش بيفكني من لسانه..
وبعدين هو ماقال لي بيجي.. ولاحتى عرفت انه بيجي وهو بايت امس في المخيم..

دانة شافت سعود قاعد ينطرها في السيارة، ووشكله مبين عليه عصبيته المعتادة مع تغير لون وجهه في دليل لازياد عيار الغضب شوي..

دانة ركبت بهدوء: السلام عليكم..

سعود بغضب: وعليكم السلام ياحضرة الدكتورة المبجلة..

دانة سحبت نفس عميق (من أولها كذا) بس ماردت عليه، سكتت..

سعود بنبرة غضب مكتومة: كان تأخرتي أكثر.. دريول حضرة جنابش قاعد في الشمس.. ينطر سموش تخلصين مرضاش..

دانة ماردت عليه..

سعود بدأ يفول من تجاهلها: قدمتي طلب النقل..؟؟

دانة بهدوء: قدمته..

سعود حاول يتسلح ببروده المعتاد بس ماقدر مع نفسيته المرهقة فسألها بعصبية: ومتي بتروحين هناك؟؟

دانة بذات الهدوء:بباشر هناك بعد بكرة

سعود تنهد بغضب: يعني بكرة بعد مداومة في الرميلة؟؟

دانة بهدوءها اللي ذبحه: إن شاء الله..

سعود بحدة: بكرة لا تروحين.. انتظري لبعد بكرة وروحي داومي في الصحة المدرسية..

دانة وهي تسحب نفس عميق وتحاول تسيطر على أعصابها اللي بدت تفلت: أسفة سعود..ما أقدر

سعود مسك الفرامل في نص الشارع وهو يلتفت عليها بحدة: نعم؟؟؟؟

دانة اللي ارتعبت من حركة سعود، والسيارت بدت تطلق هرنات غاضبة وراهم..

دانة برعب: أنت أكيد مجنون.. فيه حد صاحي يسوي كذا

سعود مارد عليها، شغل السيارة وحرك...

دانة حست بتوتر غير طبيعي، وإن سعود حالته غير طبيعية أكيد..
غصبا عنها بدت تبكي..

وسعود لما سمع صوت شهقاتها الخافتة، وهي تلف وجهها للناحية الثانية.. حس قلبه يتكسر مثل ورقة شجر جافة تحت قدم عملاق متجبر..

يحس نفسه ضعيف ومحطم قدام دموعها..
كان كل اللي هو سواه.. إنه ألتزم الصمت باقي الطريق..
ودانة استمرت في دموعها الصامتة

وفي قلب كل منهما حزن غريب.. وحب أغرب..


******************


ماجد في مجلس الحريم في بيت أخته نجلاء..

نجلاء بحب: هاه حبيبي أبو فيصل.. آمرني...

ماجد مد يده بظرف لنجلاء وقال لها بثقة: هذا مهر دلال أبيج تودينه لها بكرة المساء..

نجلاء بصدمة: ماجد أنت أكيد مجنون.. وش مهره والبنية ماوافقت عليك أصلا.. أنت تبي تفشلني..

ماجد بخبث: ومن قال لج إنها ماوافقت علي؟؟

نجلاء بصدق: أنا أمس كنت عندهم.. واليوم أم جاسم كلمتني.. وماحد منهم بلغني بهالموافقة الفجائية اللي ماحد عنده خبر فيها غيرك..

جاسم اللي في رأسه مخطط مجنون: هي بنفسها قالت لي.. يعني أنا بأكذب عليج في موضوع مثل هذا.. أنتي روحي وعطيها مهرها .. ومالج شغل.. بس ماتقولين لأحد شيء لين تعطينها المهر..

نجلاء بتوتر: أكيد ماجد؟؟؟

ماجد بثقة مجنونة: أكيد يا أم حمودي


**********************



أبو علي في بيته متوتر..

طلب من أم علي تنادي منيرة له..

منيرة من عقب محاولتها المجنونة الليلة السابقة للانتحار.. اللي هي ندمت عليها كثيرا.. واستغفرت ربها منها كثيرا.. وهي محطمة تماما نفسيا وجسديا ومعنويا..

منيرة دنقت على رأس أبوها وجلست جنبه، وقالت له بصوت مبحوح من كثر البكاء: لبيه يبه.. امي تقول انك تبيني؟؟

ابو علي بتوتر وبعض حزن: سالم يا أبوس

منيرة حست قلبها بيطلع من مكانه وهي تسمع اسم سالم، سألت بحذر: وش فيه سالم؟؟

ابو علي في كلمة واحدة حادة: يقول يبي يطلقس..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2011, 09:05 PM   رقم المشاركة : 82
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء السادس والستون

منيرة حست قلبها بيطلع من مكانه وهي تسمع اسم سالم، سألت بحذر: وش فيه سالم؟؟

ابو علي في كلمة واحدة حادة: يقول يبي يطلقس..


منيرة بصدمة وهي غير مستوعبة: سالم يبي يطلقني.. ليه؟؟

أبو علي بحزن: يقول منيرة صغيرة ومالها ذنب تعيش مع رجّال أعمى..

سبب عمى سالم شخصه الأطباء بإصابة في مركز البصر في المخ.. وهذا النوع قد يكون مؤقت في حالة استعادة المركز لحيويته.. وقد يكون دائم في حالة كون ضرر المركز دائم..

منيرة وهي تأخذ نفس عميق وتحاول تطرد كل أحزانها: سالم ماله حق يطلقني .. والعمى امتحان من رب العالمين لي وله.. لاني بجازعة منه ولا هو بجازع منه..

أبو علي باستغراب: مهوب أنتي اللي كنتي ماتبينه.. وتبين الطلاق؟؟

منيرة بثقة: كنت غبية.. وغيرت رأيي..

أبو علي بهدوء: بس يا أبوس أنا ما أقدر أجبر الولد ياخذس لو هو أصر على الطلاق.. وشكله مصر..

منيرة بثقة كبيرة: يبه أنا أبي أروح لسالم الحين..
وخلاص يبه أنا ما أبي عرس ولا شيء..
و أنا من اليوم مرت سالم بكل معنى الكلمة.. وبلغ كل جماعتنا..
وبأرجع معه لبيته يوم يطلع من المستشفى..

أبوها بصدمة وعصبية: موكنس زودتيها يا أبوس.. تبين تجبرين الولد عليس..

منيرة وفي رأسها مخطط كبير: أنت الحين ودني لسالم
وبتسمع منه هو بنفسه.. نفس كلامي..

أبو علي رغم غرابة تصرفات بنته.. إلا أنه كان مرتاح من إصرارها على البقاء مع سالم..
لأنه هذا هو اللي يبيه أبو علي.. إن سالم مايكون بروحه بعد طلعته من المستشفى


********************


عبدالله راجع من دوامه من البنك..
جواهر كانت جالسة تحت هي ونوف..نوف قاعدة جنب أمها.. وشابكة ذراعها بذراع أمها ورأسها على كتفها..

عبدالله سلم وعقب قال بابتسامة: ماشاء الله كناري حب.. موب أم وبنتها..

نوف باست كتف أمها بعمق وعقب نطت تحضن أبوها وقالت بحب: الله لا يحرمني منكم اثنينكم..

عبدالله بحب: ولا منج يا أحلى البنات..

وعقب عبدالله جلس جنب جواهر وسوا نفس حركة نوف.. شبك ذراعه بذراعها باس كتفها.. وعقب حط رأسه على كتفها وهو حاضن ذراعها بقوة..

جواهر كحت وقالت بصوت واطي: عبدالله عيب نوف واقفة..

عبدالله وهو يرجع يبوس كتف جواهر: نوف عندج اعتراض؟؟

نوف وهي تضحك: حاشا وكلا.. براحتك طال عمرك.. وانا بعد بأطلع أتصل في حصوص... عشان ما أكون عزول..

لما طلعت نوف جواهر قالت بعصبية: عيب عبدالله مايصير..

عبدالله بمرح وهو يشدد من أحتضانه لذراعها: شنو عيب.. هذي نوفتي..
لو عزوز كان قلت ماعليه.. مايصير قدامه..
وبعدين أنا ماسويت شيء.. الحين بأسوي... بما انه نوف راحت بأسوي اللي في خاطري أسويه من يوم دخلت وشفتج جالسة.. وكانت نوف صاكة علي.

جواهر بتوتر وهي تبي تخلص يدها من عبدالله تقوم: وش تبي تسوي يالمجنون؟؟.. خلني أقوم من جنبك أحسن..

عبدالله مسك يدها بقوة وجلسها، وهو يقول بحب: خلاص اقعدي.. أبي أقول لج شيء..

جواهر رجعت تجلس.. وعبدالله يفلت يدها بالراحة ويلتفت عليها ويقول..: خلينا نروح للخور الليلة ونرجع بكرة..

جواهر باستغراب: ليه يعني؟؟

عبدالله بعيارة: أبي أستفرد فيج شوي.. خاطري أشوفج بقميص نوم قصير طول اليوم.. بدون جوز الغفر اللي عندنا..

جواهر بحرج: عيب عبدالله وش هالكلام؟؟

عبدالله بعمق: حبيبتي جد والله نفسي نقعد بروحنا شوي.. والسبب بأقوله لج لما نرجع بكرة..

جواهر بتردد: والعيال.. ما أقدر أخليهم بروحهم

عبدالله بهدوء: خالي ثاني بيجي يقعد عندهم.. لا تحاتينهم

جواهر بود: يعني مخطط لكل شيء

عبدالله بثقة: أنتظر موافقتج بس..


**********************



عائشة كانت تنتظر بنتها ديمة تنزل عليها.. عشان توديها لموعدها عند طبيب الاسنان..

عائشة كانت مستغربة من تأخر ديمة عليها..
بالعادة تكون قبل امها تحت.. واحيانا تنتظر في السيارة.. وتعطي أمها محاضرة عن أهمية دقة المواعيد..

بس هذا ليس بالشيء المستغرب الوحيد.. كل شيء صار غير مستبعد بعد ما أرسل لها عزوز اليوم مع السواق ملف ديمة..
في الوقت اللي عائشة بعدها مو مصدقة بعد إن ديمة وافقت أصلا.. ووصول الملف أكد لها..

عائشة اللي رفعت عينها تفاجأت بشدة من منظر ديمة المختلف 180 درجة..

كانت ديمة تنزل الدرج بتردد وهي لابسة عباية مسكرة، وشيلة مثبتة على رأسها... وبدون نظارة..

ديمة مرت من جنب عائشة اللي فاتحة فمها مذهولة وهي تقول بخجل: يمه بلا تعليق بليز.. وإلا بأرجع أفسخهم ..

عائشة ابتسمت ابتسامة واسعة صافية وهي تقول: قدامي على السيارة يا أم المواعيد الدقيقة..


*******************



سعود بعد ماوصّل دانة للبيت
ماقال لها ولا كلمة.. كأنها غير موجودة في الغرفة..
تحمم.. بدل ملابسه.. ولبس لبسه العسكري
وطلع لدوامه اللي راح يكون يومين متصلين.. يعني ماراح يرجع إلا بعد بكرة في نفس الوقت..

دانة اللي كانت تشوف حركته المتوترة في الغرفة.. أعتصمت بصمت مدروس.. وهي تقلب في كتاب بيدها تدعي الاستغراق به..

لين طلع وسكر الباب بهدوء وراه
عقبها تنهدت دانة بعمق.. رمت الكتاب من يدها
وسندت رأسها على الكنبة بهم كبير


سعود قبل يطلع.. مر على غرفة محمد.. اللي ماطلع من غرفته من يوم أمس.. إلا للمسجد ويرجع.. حتى الأكل مارضى يأكل شيء..

دق الباب دقة واحدة..
فتحه ودخل..
كانت الغرفة غارقة في ظلام ولدته الستاير الثقيلة على الشباك..

سعود قرب من الستاير وفتحها.. عشان يسمح لأضواء العصر الناعمة بالدخول..

محمد بصوت مكتوم من تحت الغطاء: مها.. سكري الستاير وأطلعي..

سعود قرب من سرير محمد وجلس عليه، وهو يسحب الغطاء من رأس محمد..

سعود انفجع وحس قلبه شظايا متفجرة... وهو يشوف وجه محمد المتورم من البكاء..

نط سعود واقف من قوة الانفعال وهو يقول: أنا ولد أبي!!!!!.. تبكي يا أخيك؟؟ أفا ياذا العلم..

محمد جلس على سريره وهو يمسح وجهه: خلاص يا سعود باح سدي.. ماعاد فيني قدرة أكتم أكثر من كذا.. سالم استعمى من سبتي.. سالم استعمى من سبتي

سعود قعد جنبه وهو يحضنه بقوة: أفا عليك يامحمد.. استغفر ربك... اللي صار لسالم مكتوب له قبل مايولد حتى.. ما انت اللي بترد قضاء الله المكتوب..

محمد بصوته المبحوح: ونعم بالله.. بس الله عز وجل يسبب الأسباب.. وانا كنت السبب


**********************

عبدالله وجواهر صاروا في شاليه عبدالله بالخور..

عبدالله متوتر كيف يوصل خبر سفره للعراق لجواهر
هو قرر مايقول لأحد نهائي إلا لجواهر.. مايقدر يخبي عليها موضوع مثل هذا..
لكنه أجل أخبارها لحد بكرة.. لما يرجعون للدوحة..


جواهر طلعت تبي تصلي المغرب..
في الوقت اللي عبدالله خلص صلاته وطلع للشاطى..
جلس على الكرسي الطويل المبطن وتمدد وهو يتامل في البحر والدنيا اللي بدت تعتم شوي شوي..

جواهر طلعت تدور عبدالله
كان الجو بارد... تهب خلاله نسمات البحر المحملة بنسائم باردة..
عبدالله متمدد وعيونه مسكرة.. طالعته جواهر للحظات بحب كبير..
رجعت داخل..
جابت بطانية وغطت فيها عبدالله..
وجات تبي ترجع في الوقت اللي حست بيد باردة قوية تمسك بيدها
عبدالله اللي عيونه بعدها مسكرة يقول لها بعمق: تعالي جنبي حبيبتي..

جواهر قربت منه.. جلست على الكرسي
حطت رأسها على صدره
و تمددت جنبه بعد ماوسع لها
وحضنها بقوة وهو يغطيها معه ببطانيته..

لفهم صمت مهيب ساحر لعدة دقائق.. وكل منهما يستمتع بقرب الآخر لدرجة العجز عن إيجاد كلمات تناسب جلال الموقف..

عبدالله اول من كسر الصمت وهو يقول بعمق مهيب: جواهر أعرف أنه أحنا من أول زواجنا تجنبنا التكلم في الموضوع..
بس أعتقد أنه لازم نتكلم حتى نصفي كل شيء بيننا.........
جواهر ياترى سامحيتني بالكامل.. أو قلبج بعده فيه شيء علي؟؟

عبدالله حس بجسد جواهر وهو يتصلب في حضنه..
لكنه كمل بذات العمق: جواهر لا تعتقدين أن أي إجابة أنتي بتقولينها..
مهما كانت قاسية أو غريبة إنها راح تأثر على عمق مشاعري ناحيتج
أنا يكفيني أني صرت أعرف وش كثر تحبيني.. وأي شيء ثاني ممكن نتجاوزه سوا..

جواهر جسدها يرجع يستكين في حضن عبدالله.. وذراعها تشد احتضانها لخصر عبدالله وتقول بعمق مذهل:
عبدالله سمعت قصيدة نزار قباني (ما أحلى الرجوع إليه) اللي غنتها نجاة الصغيرة... هذي القصيدة هي أفضل تعبير عن حقيقة مشاعري.. مادام التعبير يخونني


حمل الزهور إليّ.. كيف أرده؟
وصباي مرسوم على شفتيه

ماعدت أذكر والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه

خبأت رأسي عنده وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه

حتى فساتيني التي أهملتُها
فرحتْ به ..رقصتْ على قدميه

سامحتُه وسألتُ عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه

وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديه

ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه؟

كم قلت إني غير عائدة له؟
ورجعتُ..ما أحلى الرجوع إليه



عبدالله أحس بالانفعالات تجتاحه بعنف
وهو يستمع للشعر المنساب كرقرقة مياة الجداول وزقزقة العصافير من بين شفتي جواهر بنبرة صوتها الساحرة المؤثرة العميقة..
زاد من احتضانه لها وهي تكمل بذات العذوبة: عبدالله أنت كنت ومازلت وبتظل الرجل الوحيد في حياتي..
عقبك ماملا حد عيني.. لحد مارجعت أنت ومليتها مرة ثانية..
حتى وانا أكرهك.. كنت أقارن كل رجل فيك.. وأجدهم كلهم خسرانين مقارنة عمرها ماكانت في صالحهم من البداية..

عبدالله حس أنه فعلا الكلمات تخونه..
وهو يحس بعظم كرم الله عليه..
اللي رجع جواهر لحياته عقب مرور هالسنين..
رفع وجهها له بحنان ذايب..
وطبع قبلة عميقة على شفايفها في الوقت اللي كانت رائحة أنفاسه المعطرة أبدا تخترق رئتي جواهر إلى أقصى حويصلاتها الهوائية..
وهو يقول لها بشجن عميق: أنا أعشقك..
ولو فيه شيء فوق العشق والهيام والغرام والوله والحب.. أكيد أنه حبي لج..


****************



منيرة تدخل على سالم في غرفته.. بعد ماطلع من العناية لغرفة عادية..
كان عنده علي بروحه.. بعد ماتعب محمد وجاء سعود وشاله للبيت من يوم أمس

منيرة دخلت على علي.. وأشرت له يجي عندها.. وعقب همست له: أبي أكلم سالم بروحه..

سالم كان قاعد السرير
والسرير مرفوع لوضعية الجلوس..
يد سعود اليسار المكسورة كانت معلقة في رقبته.. شكله متعب.. شعره ولحيته محتاجين ترتيب..

بصوت حزين: علي أنا سمعت الباب انفتح.. من اللي جا؟؟

بس علي مارد عليه..
سالم يحاول يدقق السمع.. لحد الحين مازال يحاول تقوية حاسة السمع التي تصبح أهم حواس الضرير..

سالم بتوتر: من اللي هنا..

منيرة قربت بتوتر.. وحالة سالم قلبت حالها من النقيض للنقيض.. حتى أصبح من الصعب توقع تصرفاتها..

جذبت الكرسي وجلست جنب يد سالم اليمين.. حطت يدها بهدوء على يد سالم اللي كانت ترتاح جنبه..

سالم أنتفض لما حس بملمس اليد الناعمة.. وسحب يده بقوة..: من؟؟

منيرة بهدوء رغم أنها كانت تذوب من التوتر والخجل والانفعال: أنا.. منيرة.. ليه فيه وحدة غيري ممكن تسمح لنفسها بالتعدي على شيء لي..

سالم توتر من جرأتها الأقرب للوقاحة..: هلا منيرة.. أشلونس؟؟

منيرة بود: إذا أنت طيب أنا طيبة

سالم بحزن: طيب إن شاء الله..

منيرة بتردد وهي تقرر تطرق الحديد وهو ساخن: سالم ممكن أعرف معنى الكلام اللي قلته لأبوي.. أنت تبي تطلقني؟؟

سالم بهدوء: أشوف أن هذا هو الحل الأنسب لنا كلنا..

منيرة بذات هدوءه: إذا هو الأنسب لك فهو مهوب الأنسب لي..

سالم بقسوة: أخر ما تحتاجينه أنتي أنس تكونين خدامة لأعمى..
وأنا بأجيب لي خادم يخدمني.. يوديني ويجيبني مثل كل العميان اللي أشوفهم..

منيرة انجرحت بعمق.. تنهدت: مالك حق تقرر نيابة عني..
أنا مستحيل أخليك..
لمعلوماتك أنا قلت لأبوي يقول لكل الناس أنه خلاص أنا صرت زوجتك من الحين..
وبنرجع لبيتك عقب ما تطلع من المستشفى بالسلامة..
بس أبوي ينتظر أنك تأكد على كلامي عشان يتمم..

سالم المصدوم: أنتي أكيد مجنونة...

منيرة بهدوء: أنا مجنونة لو خليتك تطلقني..

سالم بغضب: يا بنت الحلال.. أنتي ما تفهمين .. أقول لس ما أبغيس.. ما أبغيس..
وعقب كمل بسخرية مريرة:
وبعدين مهوب أنتي اللي كنتي تبين الطلاق.. علي قال لي ببراءة: يا سبحان الله اللي يشوف خوف منيرة عليك..
مايقول إنها كانت تبكي دم قبل أسبوعين تبغي الطلاق منك..

منيرة شهقت وفي نفسها (الله يخسك يا عليان ما أطول لسانك)

وسالم يكمل بغضب: يعني قبل لما كنت رجّال كامل.. ما كنت عاجبس..
والحين وأنا نص رجّال.. حليت في عينس..
أنا ما أبي شفقة حد.. خلي شفقتس لرجالس اللي بتاخذينه

والطلاق بأطلقس.. أصلا موافقتس غير ضرورية.. أنا يومين باطلع للمستشفى.. واول مشوار قبل أروح بيتي بيكون للمحكمة عشان أطلقس

منيرة خذت نفس عميق واستجمعت كل شجاعتها وقالت: وانا ماراح أسمح لك تطلقني..

سالم بثورة: واشلون بتغصبيني؟؟ أعتقد أنه حتى لو كنت أعمى.. الطلاق في يدي مهوب في يدس..يعني مخي مافيه شيء عشان تحجرين على قراراتي..

منيرة بهدوء: لا تجبرني ياسالم أسوي شيء يجبرك.. ويخليك توافق تتمم زواجنا غصبا عنك..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2011, 09:06 PM   رقم المشاركة : 83
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء السابع والستون

سالم بثورة: واشلون بتغصبيني؟؟ أعتقد أنه حتى لو كنت أعمى.. الطلاق في يدي مهوب في يدس..يعني مخي مافيه شيء عشان تحجرين على قراراتي..

منيرة بهدوء: لا تجبرني ياسالم أسوي شيء يجبرك.. ويخليك توافق تتمم زواجنا غصبا عنك..

سالم ضحك ضحكة قصيرة: تدرين ضحكتيني وأنا مالي خاطر أضحك... قومي يا بنت الحلال لبيتس.. وانتظري ورقة طلاقس..

منيرة بثقة: أتحداك تسويها..

سالم توتر من ثقتها بنفسها
أخر شيء يبغيه أنه يجبر وحدة تكرهه على العيش معه بسبب شفقتها عليه: ممكن أعرف سبب ثقتس اللي تبط الكبد ذي..

منيرة بهدوء: تدري وش بأقول لابوي ولعليان.. أول ما أطلع من الغرفة..
لو أنت ما ناديت أبوي وقلت له أنك أنت اللي تبي انه احنا خلاص نتمم زواجنا..

سالم بحذر وهو يشعر بمصيبة جاية له: وش بتقولين؟؟

منيرة بخجل حاولت تغليفه باكبر قدر من الثقة: باقول لهم أنك جيت للبيت مرة مافيه إلا أنا.. وانت عارف الباقي

وأنك الحين تبي تخون فيني.. وتخليني.. وأنه الحين مستحيل حد يرضى فيني عقب اللي أنت سويته فيني..

سالم المصدوم: أنتي أكيد مجنونة.. فيه بنت عاقلة تقول كذا على نفسها..

منيرة بهدوء: أنا قلت لك أنا مجنونة لو خليتك تطلقني..

سالم بغضب: بأطلب يسون لس فحص.. عشان يثبتون براءتي

منيرة بثقة: ماراح تسويها.. لأنك عارف أن مجرد إجراء فحص لي هو فضيحة بحد ذاته..
وانت ماترضاها لزوجتك وبنت عمك.. وخصوصا أنك عارف أن الدوحة صغيرة وما أسرع ما تنتشر الفضايح والاشاعات..

وعقب كملت : هاه أنادي أبوي تقول له أنك موافق.. أو أطلع له واحكي له الفيلم الهندي اللي أنا ألفته..

سالم بقهر: ناديه..
بس والله يامنور أن ذنبس على جنبس..
ولا تقولين أني ماحذرتس.. بأسود عيشتس.. لين أنتي بروحس تقولين طلقني..

منيرة بفرح: كيفك إن شاء الله تذبحني

ونطت تنادي أبوها لسالم اللي كان مولع من فرض منيرة لقرارها عليه..

في الوقت اللي منيرة كانت تحمد ربها لنجاح مخططها.. لأنها أصلا كان مستحيل تقول لأبوها وأخوها الكلام الوقح اللي قالته لسالم...

لكنها أعتمدت على انها تتكلم بثقة قدام سالم وتقنعه أنها ممكن تسويها..

ولو أنه كان أصر على الطلاق وقال لها تقول لأهلها اللي هي تبي.. ماكان قدرت منيرة تسوي شيء من أساسه أو حتى تقول لهم حرف.. وكان سالم طلقها..


*********************


في الليل في غرفة دانة وسعود..

دانة مع هواجسها وحزنها من تغير أحوال سعود اللي هي مو عارفة سببها..... ليس مجرد تغير بل هو انقلاب جذري.. ليش ياربي كذا؟؟

لها يومين ماشافت سعود إلا مرتين وفي كل مرة يكون معصب..
وماراح يرجع إلا بعد بكرة..

قضت الليل وهي تفكر..وتفكر.. وتعيد ترتيب ملابس سعود بدقة وحنان.. في محاولة للتغلب على شوقها القاتل له..

**********************

ثاني يوم

عبدالله وجواهر في شاليه عبدالله في الخور

عبدالله بعده نايم من عقب ماصلى الفجر..
جواهر قامت قبله لبست.. وسوت الفطور.. ورجعت له..

تمددت جنبه وهي جالسة نص جلسة.. ميلت عليه.. ونفخت بنعومة على وجهه..

عبدالله يحرك يده قدام وجهه كأنه يبي يهش اللي ينفخ عليه..

جواهر ابتسمت ورجعت تنفخ هالمرة على خصلات شعره المتطايرة على جبينه: عبدالله هالمرة أنت اللي كسلان.. قوم حبيبي عشان تفطر..

عبدالله فتح عيونه وهو مبتسم.. يطالعها بفستانها البحري الحرير اللي كان لايق على لون بشرتها الناعمة
مد يديه ودخل أصابعه بحنان في شعرها.. ونثره على أكتافها وهو يقول بكسل: شعرج يأخذ العقل... بس ياليت ماتقصينه.. أنا أبيه طويل..

جواهر بود وهي تأخذ تمسك بيده المتخلله شعرها وتحضنها بحنان: زين قلت لي.. لأني كنت ناوية أقصه..

عبدالله بذات النبرة الكسولة المحببة: لا تكفين لا تقصينه.. بس تدرين جواهر وش في خاطري؟؟

جواهر وهي تميل تقبل جبينه وتقول: شنو حبيبي؟؟

عبدالله بابتسامة ناعسة مثيرة: الأخضر هذاك بعده في خاطري.. الله يلعن يباس الرأس بس.. كل ما أتذكر شكلج فيه.. أحس النمل يمشي بجسمي كله..

جواهر بود مغلف بالخجل: صدق أنك ماتستحي أنت ونملك..
وعقب كملت بود: بس ولا يهمك اليوم لما أرجع.. أوديه اللاندري وبكرة ألبسه لك..

عبدالله تنهد وهو يتذكر أنه بكرة بيكون في مكان ثاني بعيد عن حضن جواهر..
حضنها بعنف حاني مستميت: لا حبيبتي الأخضر هذاك مثل ماكان له ذكرى خاصة ليلة زواجنا..
أبيج تلبسينه في ذكرى مرور سنة على زواجنا إن شاء الله ..عشان فعلا يظل خاص..

جواهر بحب: ولا يهمك.. إن شاء الله.. إن الله كتب لنا عمر

تنهد عبدالله: إن الله كتب لنا عمر

*********************

دانة مع صديقتها الدكتورة تهاني وقت استراحة الأطباء..
الدكتورة تهاني قدمت انتداب للصحة المدرسية عشان تروح مع دانة ..

تهاني بمودة وعيارة: عشان تعرفين غلاج.. باروح انتداب وراج.. وبكرة كلنا بنداوم هناك..

دانة بتحسر: انتداب شهرين وترجعين.. وأنا باقعد هناك بروحي.

تهاني بعيارة: المهم حبيب القلب راضي..

دانة بحب: فديت روحه.. رضاه عندي بالدنيا كلها..
آه... اشتقت له، من أمس في الدوام وبيقعد لين بكرة.. وش بيصبرني لبكرة؟؟
وعقب كملت بتوتر: ولو أنه ذا الأيام مزودها شوي علي..

تهاني بالفضول الانثوي: ليه وش صاير دندون؟؟

دانة بتوتر: أحس أنه صاير يتصيد لي أي خطأ.. يبي يقعدني في البيت..
تدرين هذي مشكلة الرجّال لاعرف غلاه..
عشانه صار يعرف أنا وش كثر أحبه.. وما أقدر على زعله.. صار يتقعد لي على الوحدة..

وأنا والله خايفة نتزاعل تهاني... أنتي تعرفيني.. وحدة عنيدة..وكله ولا شغلي
وانا أحس أن سعود بدأ يختبر صبري.. يعني هو قاعد يشد وأنا أرخي.. مع أن هذا مهوب طبعي..

(وكملت بابتسامة) بس يضرب الحب شو بيزل.. على قولت كاظم..

تهاني برقة: وه...فديت اللي يحب بس.. انتي حاولي تكسبينه بالسياسة.. ودام هو يحبك.. ماراح تكون مشكلة..

دانة تنتهد: المشكلة تهاني انا حاسة انه فيه شيء موتره من فترة..
يعني احيانا قاعد معي ونكون نسولف مبسوطين..
احس نفسيته انقلبت.. صار فيه قلق وتوتر وترقب غير مفهوم..
احس ان هذا القلق هو اللي مأثر على نفسيته ومخليه عصبي بزيادة ذا اليومين..

انا صرت متخوفة وقت الرجعة من الدوام لا يكون موجود.. لاني اخاف يقلبها ساحة حرب.

لا واللي زاد.. انا بعد متوترة ونفسيتي تعبانة صار لي كم يوم ما اعرف ليه..
حتى دورتي الشهرية تلخبطت من سبة التوتر.. مع انها كانت منتظمة مثل الساعة..

تهاني عيونها لمعت ببريق عجيب: متى كانت أخر دورة جاتك..

دانة بلهجة عادية: قبل زواجي بكم يوم

تهاني نطت مثل المفزوعة لشنطتها
ورجعت وهي شايلة علبة مستطيلة نحيلة وهي تقول بجدية مخلوطة بالعيارة: تدرين أنج أغبى طبيبة في تاريخ البشرية.. وش خليتي للجهلاء..؟؟
قال من التوتر تلخبطت دورتها.. قومي أخذي وفزي للحمام..

دانة باستغراب: وش ذا؟؟

تهاني بسخرية: اختبار حمل ياحظي.. خبرج ما أتحرك من البيت من غيره..
عقب ما انلسعت أربع عيال في أربع سنين.. كل مارحت أبي أركب لولب قالوا لي حامل..
لحد ماصارت عندي حالة رعب مستمرة الله يحفظ عيالي لي... ولايعاقبني على كلامي
وعقب كملت وهي ترقص حواجبها بخبث: خبرج أبو العيال طاقة طبيعية خلاقة..

دانة مدت يدها وخذت الاختبار وتهاني مازالت تتكلم..

و توترت بفرح خيالي متسع بلا حدود.. وهي تتخيل أنها ممكن تكون حامل
طفل يهدي الوضع بينها وبين سعود ويقربهم أكثر من بعض..
طفل من حبيبها سعود
سعود صغير
ومع وصول تهاني لجملتها الأخيرة حمر وجه دانة : استحي تهاني.. بعدين ما تخافين تطسين أبو تركي عين....

تهاني بلعانة: شنو استحي بعد؟؟ وأقص يدي لو ما كنتي حامل..
وبعدين أنا شفت سعودوه البارح وهو واقف ينطرج.. شكله أبو الطاقة الخلاقة وأمها..

دانة غطت وجهها من وقاحة تهاني وهي تقول: الله أكبر عليش.. الله أكبر عليش.. لاحول ولاقوة إلا بالله

وتركتها وهي شايلة الاختبار ورايحة الحمام..
في الوقت اللي تهاني عند باب الحمام واقفة تتحرقص

*******************


نجلاء في بيت دلال..

دلال استقبلتها بمودة كبيرة.. وكانوا جالسين كلهم.. نجلاء وأم جاسم وبناتها الثنتين.. ودلال.. وكان باين على أم جاسم وبناتها الترقب..

بعد القهوة والسوالف...

نجلاء طلعت الظرف من شنطتها بمودة: وعطته لدلال: وقالت تفضلي دلال هذا مهرج من عند ماجد..

دلال صُعقت والكلمات جمدت على شفايفها (أي مهر؟؟)

في الوقت اللي بنات عمتها.. نطوا من أماكنهم يبوسون فيها.. ويقولون: ألف مبروك دلول تستاهلين والله..
وكملوا بعيارة: ياحظج واحد استخدام أول.. لا مطلق ولا أرمل..

دلال لحد الحين مو مستوعبة اللي يصير..
ونجلاء اللي كانت متوترة انبسطت لما شافت بنات عمتها يباركون كأنه كان عندهم خبر في الموضوع
( وأنا اللي ظلمت مجودي المسكين حسبته ألف سالفة موافقة دلال)

واللي نجلاء ماتعرفه وكلهم مايعرفونه..
أن ماجد استخدمهم كلهم في مخطط دقيق كل وحدة منهم لها دور فيه..
مخطط اعتمد على توقع ردود الافعال بدقة..
ولو أن ردود الافعال اختلفت.. كان مخططه كله فشل

أولا اتصل بدلال وأربكها بعقد مقارنة بينه وبين زوجها.. خلى أفكارها تتشوش..

ثانيا: أتصل في أم جاسم وقال لها إن دلال بلغته بمسج تلفون عن موافقتها.. بس لأنها خجولة.. رجعت غيرت رأيها.. وعقب رجعت بعثت له مسج و وافقت..
وقال لأم جاسم أنه مايبي يعطيها مجال ترفض بعد ماوافقت..
وإن نجلاء راح تجيهم بكرة بمهر دلال..
فياليت تكون موجودة هي وبناتها ومايقولون لدلال شيء لين تعطيها نجلاء المهر.. عشان مايحرجونها..

وطبعا أم جاسم ماخطر ببالها إنه ممكن يكون اختلق وألف الحكاية هذي كلها.. فسوت اللي هو قال بحسن نية..

عقبته الوحيدة كانت نجلاء لأن نجلاء كانت ذكية في إطار مخطط لم يكن بالذكاء الكافي..
فكانت أخر من اتصل فيه.. وخلا الكذبة بسيطة عليها.. وهي طبعا مستحيل تكذب أخوها الكبير..

فكرة ماجد فعلا ماكانت ذكية.. بل هي للغباء أقرب..وهو كان عارف هذا... لكنه كان مستعجل للوصول لدلال..

وأعتمد على أن خجل دلال.. وحسن نية أم جاسم.. وثقة نجلاء فيه هم ماسيتكفل بباقي المهمة

وفعلا دلال انخرست وهو تشوف المهر بحضنها والناس يباركون لها.. وهي ما تقدر تقول شيء.. وبداخلها غضب عارم على ماجد وعلى خجلها اللي منعها من الصراخ:

ما أبي أتزوج ياناس..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2011, 09:08 PM   رقم المشاركة : 84
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء الثامن والستون

عبدالله وجواهر رجعوا للدوحة من الخور..
عبدالله يستعد لأخبار أولاده والناس كلهم أنه مسافر في رحلة عمل
ولأخبار جواهر بوجهته الحقيقية: العراق


ماجد حصل على موافقة دلال بالحيلة..
وأم جاسم قررت تكون الملكة في أسرع وقت..
وماجد قرر أنها تكون ثاني يوم الصبح عشان عبدالله يشهد على عقد زواجه قبل يسافر..


سعود مازال في دوامه وماراح يرجع قبل بكرة..
ما أتصل حتى في دانة اللي جرحها بعمق تجاهله لها..
رغم أنها ماسوت أي شيء يستاهل عصبيته وغضبه المتزايد..

وكم في هذا الغد من أحداث...
سفر عبدالله
زواج ماجد
رجعة سعود

سالم في غرفته بالمستشفى عنده منيرة بعد ماقرر علي يرجع للبيت يتحمم ويرجع..
وهي تظل عنده لين يرجع علي.. وخصوصا أنها أصبحت زوجته بشكل رسمي..

سالم بفوران غضب عالي: ممكن أعرف وش اللي مقعدس هنا..؟؟؟ ليش ماتروحين تذلفين لبيتس..؟؟

منيرة بهدوء: أنا مثل جحا، جحا قالوا له وين بيتك يا جحا؟؟
قال لهم: بيتي اللي فيه مرتي..
وأنا أقول بيتي اللي فيه سالم رجّالي حبيبي..

سالم بغضب: حبتس قرادة يا شيخة.. أنا مثل ملاغتس وقلة حياس ما شفت..

منيرة خلاص حطت أعصابها في ثلاجة... وقررت انها ماتزعل نهائي من أي شي يقوله.. وتكون مستعدة لأي كلام مهما كان قاسي وجارح..
ومن ناحية ثانية.. قررت أنها ما تعامله كرجل عاجز يحتاج للمساعدة والشفقة.. لكن تعامله كند.. حتى تمحي من رأسه فكرة الشفقة (حتى وإن كانت هي السبب الحقيقي اللي خلاها تسوي ذا كله)

منيرة قالت بابتسامة: توني دريت أنك قرادة.. لأني ما أرضى حد يحبني غيرك..

سالم قرب ينفجر منها (هذا وإحنا أول يوم) سالم ما تعود يكون لئيم أو قاسي.. بس منيرة حدته على هالتصرفات الغير نابعة من شخصيته الهادية اللطيفة: أنتي يا بنت الناس تبين تجلطيني.. ريقي نشف والله العظيم..

قالها وهو يمد يده يدور زجاجة الماي اللي جنبه..
منيرة قربتها منه بدون مايحس..
عشان يلاقيها بنفسه بدون مايحس إنها هي اللي عطتها إياها..

شرب شوي وعقب قال: علي متى بيجي؟؟

منيرة بعيارة: أفا حبيبي مل من قعدتي..

سالم بعصبية: كلمة حبيبي ذي ما أبي أسمعها على لسانس

منيرة : والله أنا أقول اللي على كيفي.. أنت بعد تبي تتدخل حتى رجّالي حبيبي أشلون أناديه..

سالم في نفسه (اللهم طولك ياروح)


******************

على العشاء في بيت عبدالله..

عبدالله بمرح هادئ: هدوء.. إعلان هام

الوجوه الثلاثة على المائدة ركزت نظرها على وجه عبدالله بترقب: أنا بكرة مسافر رحلة عمل.. 3 أيام وراجع إن شاء الله..

الخبر اعتيادي جدا... بالنسبة لعبدالعزيز ونوف اللي قالوا بمودة واحترام: تروح وترجع بالسلامة إن شاء الله

لكن جواهر شعرت بالتوتر: يعني ماقلت لي قبل.. وبالنسبة للموضوع اللي أنت قلت لي أنك بتخلصه خلال هذا الأسبوع.. أيش راح يصير عليه؟؟

عبدالله بثقة: مثل ماوعدتج..

العيال مهوب فاهمين حكي الألغاز هذا... وجواهر تصاعد توترها...


بعد أقل من نص ساعة.. في غرفة عبدالله وجواهر

جواهر بتوتر وقلق عارم: عبدالله شنو سالفة هالسفرة؟؟ وعبدالعزيز نسيته؟؟ أنت مو عدتني أنه إن شاء الله راجع هالأسبوع..

عبدالله بثقة: وأنا عند كلامي..

جواهر بتوتر: أشلون وانت مسافر؟؟

عبدالله بهدوء: حبيبتي أنتي عارفة أكيد أنه الوضع في العراق صار أحسن بكثير.. والأمن وضعه أحسن.. حتى الحين فيه شركات كثيرة صارت تسوي بيزنس هناك..

جواهر بنفس التوتر: عبدالله أنا متابعة الأخبار.. واعرف هذا كله.. بس أنت ليش تقوله لي..

عبدالله بثقة مغلفة بالحنان: يعني موب لازم أنه أي حد بيسافر العراق لازم أنه بيصير له شيء.... عبدالعزيز كان حالة شاذة وليس قاعدة..

جواهر بذكائها.. ما أحتاجت أكثر من كذا..
عشان تحس بألم مبرح
يخترقها مثل رمح أخترق صدرها بوحشية
لينفذ من كامل جسدها ساحبا معه روحها المفجوعة وأنفاسها المستهلكة ليقذف بهما إلى بعد سرمدي لا ملامح له

عبدالله أنت مسافر العراق؟؟؟


********************

في بيت أبو فهد..

أم فهد وبنتها موزة اللي توها واصلة من برا قاعدين في مجلس الحريم...

موزة بحزن: يمه نورة أشلونها اليوم؟؟

أم فهد بحزن أكبر: على حالها..

موزة بألم: يعني لا تكلمت ولا كلت.. ولا حتى بكت..

أم فهد بصوت متغرغر بالدموع: ياحي بنتي... ما كنها بنورة نفسها.. كنها وحدة ثانية ما أعرفها..
نورة اللي كان ضحكها طول اليوم تارس البيت.. الحين حتى الحرف مايطلع من ثمها..
طول اليوم قاعدة في غرفتها.. بس تصلي الفرض وتقرأ قرآن.. ثم ترجع تجلس مثلها مثل الكرسي اللي هي قاعدة عليه..
لاترد على أحد.. ولا تكلم أحد..

موزة تصبر امها بيأس: لا تخافين عليها يمه.. إن شاء الله عبدالعزيز يرجع.. وترجع نورة الأولية.. هذا من صدمتها بس..

أمها بحزن: يا خوفي عبدالعزيز ما يرجع.. والبنية تستخف..

*****************

عبدالله حاضن جواهر اللي بكت بانهيار موجع مفجع على صدره.. ويقول لها بحنان: حبيبتي أنتي البكاء عندج هواية..؟؟

جواهر بين شهقاتها: وش أسوي إذا أغلى الناس على قلبي مايهون عليهم إلا يذبحوني.. حرام عليك عبدالله تسوي فيني كذا..

عبدالله وهو يشدد من أحتضانه لجواهر ويطبع قبلة حانية على شعرها: حبيبتي 3 ايام بس وأرجع أنا وعبدالعزيز..

جواهر برعب: ياخوفي أنه ماحد منكم يرجع..

عبدالله بحنان: إن شاء الله بنرجع كلنا.. حبيبتي أنا أبيج قوية عشان نوف وعبدالعزيز.. ما أبيهم يحسون بشيء..
واللي صبرت على عذاب 17 سنة.. ماتقدر على 3 أيام..

جواهر بحزن حاد جارح: ماعاد القلب نفس القلب يا عبدالله.. ولا قوة التحمل نفسها..
وجود عيالي في حياتي.. ووجودك جنبي بقوتك وحبك..
أعفاني من التسلح بالقوة اللي ادعيتها طول حياتي..

عبدالله بحب: اعرف انج ماينخاف عليج يأم عزوز.. ومعدنج الذهب هو اللي بيحكمج في النهاية..
أبي أسافر وأنا مرتاح بالي عليكم..

جواهر وهي تتنهد: خل بالك يرتاح وتطمن علينا ولا تشيل هم..بس أنت أوعدني ترجع حبيبي.. كله بيد الله بس أوعدني لو مهما صار أنك ترجع لي..

عبدالله بحب وهو يحضنها أكثر وأكثر: أوعدج ياقلب عبدالله..

*****************

جبر قلقه متزايد على محمد هذي الأيام..
محمد أنقلب 180 درجة.. كأنه محمد ثاني.. وبعد خبر عمى سالم.. نفسيته أصبحت في الحضيض..

جبر يتصل في موبايله.. موبايله مسكر على طول..
راح يزور سالم يتطمن عليه
ويشوف محمد اللي كان على طول معسكر عنده.. مالقى عنده إلا علي (عقب مارجعت منيرة للبيت)..

سلّم وقعد شوي وتطمن على نفسية سالم اللي كان مؤمن حقيقي ومتقبل قضاء الله وقدره.. الشيء اللي ريح جبر من ناحية سالم..

(بس محمد متى بيرتاح بالي من ناحيته؟؟)

رجع يتصل على موبايله لقاه مسكر

عقب أتصل على خالد اللي قال له أن محمد مسكر على روحه في غرفته.. ومقاطع العالم..

جبر بقلق: زين أنا بكره باروح له في بيته.. تجي معاي؟؟

خالد بود: إن شاء الله.. نتقابل في مجلسهم بكرة

**********************

في الليل متأخر.. دانة نايمة

وسعود وصل من شغله.. بعد ما أستأذن.. لأنه حس أنه بينفجر مو قادر يكمل..

كان بيموت بيموت شوق ..يبي يشوف دانة.. من أمس ماشافها ولا سمع صوتها..

وطالع من عندها وهي زعلانة عليه.. الشيء اللي خلاه كأنه قاعد على مقلاة من التوتر والحزن..
وخصوصا أنه هو نفسه حاس بزعل عليها.. من ناحية
عشان شغلها..

والناحية الأخرى هي الأهم الأهم الاهم.. واللي لو أنها انحلت.. كان انحل كل موضوع حتى شغل دانة...

يسمع منها كلمة وحدة تأكد له إن في داخلها نفس مشاعره المتوهجة الملتهبة .. لأن إحساسه إنها يمكن ماتبادله مشاعره بدأ يأكل من روحه وأعصابه وتماسكه النفسي شيئا فشيئا

أشلون أراضيها الحين؟؟
وأشلون أرضى عليها؟؟

دخل سعود على دانة بشويش..اللي كانت نايمة باستغراق كبير
كالعادة هي آسرته الأبدية.. كل مرة يشوفها كأنها أول مرة
لهفة وشوق ووجع..

قرب منها بحنان يبي يتمعن في ملامحها..

شاف الشيء اللي خلاه يحس كأن روحه ماتت.. انذبحت.. كأنه طُعن في أعمق أعماق روحه بسكين مسمومة..

دمعة

دمعة مازالت تسكن محجر عينها..

(تبكين حتى وأنتي نايمة ياقلبي!!!
وش سويت فيش يادانة؟؟
وش سويت؟؟)


سعود مسك دانة من عضودها وهي نايمة، قعدها بقوة..
وحضنها بقوة أكبر ويديه حولها بحنان ورقة مذهلة.. وهو يقول سامحيني حبيبتي.. سامحيني

دانة تفاجأت إنها تصحى من النوم تلاقي وجهها مدفون في صدر سعود اللي بعده ببدلته العسكرية..

شهقت بعنف.. فرح ووجع وحب وامل ولهفة..
وحاوطت رقبته بكل قوة.. وهي تقول: أخيرا جيت.. قلبي ذاب وأنا أنتظرك..
كل مرة أموت من شوقي في انتظارك..
بس هالمرة أنتظاري كان غير غير.. موجع وحاد وقاسي ومتلهف..

سعود بحب وهو يبعدها شوي ويطالع في وجهها بهيام..:
بسم الله على قلبك يا قلبي.. وليش يعني هالمرة انتظارش غير؟؟

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2011, 09:09 PM   رقم المشاركة : 85
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء التاسع والستون


سعود بحب وهو يبعدها شوي ويطالع في وجهها بهيام..:
بسم الله على قلبك يا قلبي.. وليش يعني هالمرة انتظارش غير؟؟

دانة بحب كبير : عشان عندي خبر لك
غـــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــر ...


سعود بتساءل: خير إن شاء الله...

دانة رجعت شوي ورا وهي تتسند على رأس السرير بنصف تمدد وتقول بحنان: تعال سعود حط أذنك هنا..
وأشرت على بطنها..

سعود اللي مابعد استوعب تمام، لكنه حس..
قرب منها بالراحة وحط أذنه على بطنها وهو يقول وقلبه بدأ يرقع: وش فيه حبيبتي؟؟

دانة باستغراب مصطنع عذب: ما سمعت حد يقول بابا؟؟

سعود حس أنه عاجز عن مجرد التنفس من شدة الانفعال والفرحة المحلقة ..
حس كأن كل الأكسجين اللي في العالم أخترق مسامات جسده لأبعد مدى من اتساع السعادة التي شعر بها..

(دانة حامل.. ولدي أنا ينمو في أحشائها.. ثمرة حبي لها)

سعود ماعرف وش يسوي..
أو أيش يقول..
أو كيف يعبر عن فرحته..
كانت فرحته أكبر من تعبير..

شال دانة اللي تفاجأت بخفة.. وصار يدور بها في الغرفة وهو يصرخ بفرح مجنون: بأصير أب.. بأصير أب..

ودانة تصرخ بخوف: سعود تكفى نزلني.. نزلني.. يمه... خلاص.. حرام عليك..

بس هو ظل يدور بها لحد ماحس انه ممكن يتماسك ويتكلم

فنزلها بالراحة على السرير عشان يحضنها بقوة بعنف بحنان، بحب لا نهائي
ويقول لها: أنا أحبش... واحبش.. وأحبش..
ولاخر يوم في عمري أحبش.. الله لا يحرمني منش ولا من عيالنا..
ومن الحين أقول لش.. ياويلهم عيالش لو سووا مثل عيال ذا الأيام وقالوا (بابا)
بأقطع العقال على ظهورهم
خلهم يصطلبون ويقولون يبه.. وإلا أبو سعيد.. عادي تمشي الحال..

دانة تطالعه بحب كبير وتطبع قبلة رقيقة على خده
وعقب تترك يدها ترتاح على خده وهي تقول: حرام عليك من الحين بتشتغل لهم شغل تخويف..

سعود بحنان وهو يشيل يدها من خده ويطبع في باطنها قبلة عميقة جدا: فديتهم.. هم بس خلهم يجون.. وانتي لا تتدخلين بيننا..

دانة برقة: خلاص طلعت من بينكم..

*******************

عبدالله صحى بدري شوي.. عشان عنده كم شغلة لازم يسويها...
قبل موعد ملكة ماجد الساعة 10 ونص..
وقبل موعد طيارته اللي راح تكون الساعة 4 العصر..

كان يتحرك في الغرفة بشويش عشان مايصحي جواهر.. بس جواهر صحت.. وقعدت على حيلها..
وكانت تراقب عبدالله.. اللي كان قدامه أوراق يرتبها ويفرزها

كانت دموع جواهر الصامتة تنساب على خدها..
وهي تراقب عبدالله بحب مؤلم.. وألم محب..
بتفتقده..
ماتقدر تقول غير إنها بتفتقده بوجع حاد منغرز في صدرها وروحها ووجدانها..
وستفتقد كل شيء فيه..كل شيء

حركته.. كلامه.. حضوره..صمته.. حتى مجرد أنفاسه وهو نايم جنبها..

عبدالله رفع عينه شاف جواهر جالسة.. اجتاحته مشاعر فياضة.. عميقة..رائعة ومؤلمة
وخيط متصل بين نظراتهم يتصل بإحكام..
والصمت يستحكم بينهم..
لأن مشاعرهم أصبحت أكبر وأعمق وأنضج من كل كلام وتعبير..

استمر الصمت واتصال النظرات الحانية المستعرة متصل لعدة دقائق..
قبل أن يقطعها عبدالله بوقفته بقامته المديدة وتوجهه ناحية جواهر بخطوات واثقة..

عبدالله وصلها وجلس جنبها
قال لها بحنان مصفى: نفسي احضنج.. بس أرجوج لا تبكين..

جواهر رمت نفسها بحضنه..
وعبدالله حضنها بقوة.. بحنان.. برقة.. بعذوبة..
حضن مختلف لظرف مختلف..

عبدالله يهمس لجواهر: حبيبتي أوعديني..

جواهر ودموعها الصامتة مستمرة بالانهمار: بشنو حبيبي؟؟

عبدالله بحنان: أنه لو أنتي تحبيني فعلا.. ماعاد تبكين..
ولا تسمحين لذا الدموع الغالية إنها تنزل مرة ثانية..
خلاص حبيبتي أنتي جاج من الدموع ماكفاج..
تكفين أوعديني أنه ماعاد تبكين لو مهما صار..
الحزن بالقلب..
عمر الدموع ماكانت هي اللي بتخفف الحزن..
أوعديني تكون هذي أخر مرة تبكين..
أنا أبيج قوية عشاني..

جواهر وهي تمسح دموعها بكفوفها في حركة عذبة تشبه حركات الأطفال وتقول بثقة: أوعدك عبدالله.. اوعدك..
أنا عشانك مستعدة أضحي بروحي وأبيع عيوني..
فكيف بشوي دموع..؟!!

عبدالله حس بالتأثر يجتاحه بعنف
مهما قال أنها رائعة ومذهلة ونادرة الوجود..
وأنه مافيه مجال أكثر لروعتها.. لانها وصلت للحد الأقصى..
يكتشف كل يوم أشياء جديدة تعمق انبهاره فيها..
وتعمق من حبه الخرافي الأسطوري لها..

رجع يحضنها من جديد وهو يقول بعشق حقيقي: أحبج.. والله العظيم أحبج..
وتاكدي انه حبج بيظل محفوظ في أعمق مكان في روحي وقلبي ووجداني..

*****************

سعود صحا من النوم على صوت حركة دانة وهي تلبس

سعود رفع رأسه وتسند على ذراعه وهو يقول بنعاس: وين بتروحين حبيبتي؟؟

دانة تلتفت عليه بود: باروح الشغل سعود.. اليوم يوم مباشرتي في الصحة المدرسية..

سعود نط واقف وهو يقول بصوت حاول أنه يكون هادئ: أنتي ناوية تداومين وأنتي حامل؟؟

دانة بحنان: وش فيها سعود؟؟

سعود بحنان: تعب عليش يا قلبي.. أنتي مهوب محتاجة لذا الشغل .. الخير واجد..

دانة بتوتر: وليه ياسعود أنت مفكرني أشتغل عشان محتاجة..
الحمدلله الخير واجد عندك وعند أبي من قبل..
الشغل هذا حاجة نفسية مهوب مادية..

سعود بهدوء: قدمي على إجازة لين تولدين.. ويصير عمر الولد وإلا البنت على الأقل سنة..

دانة برفض: لا ما اقدر.. وارجوك افهمني ولا تعصب علي..
أول شيء غصبتني أطلع من شغلي وأطلب نقل.. وافقت عشان أرضيك
والحين يوم مباشرتي في شغلي الجديد... بدل ما أباشر عندهم.. أروح أقدم على طلب إجازة
كلامك غير معقول ..
ماأني أول وحدة حامل تشتغل.. خلني سعود فديتك أشتغل كم شهر.. عشان لو احتجت إجازة عقب يكون لي وجه أطلبها..
وبعدين ماشاء الله أمي وأمك كلهم بصحتهم الله يخليهم لنا... يعني بيساعدوني على البيبي وخصوصا أنه أول حفيد للثنتين.. مايحتاج سالفة الإجازة ذي...

سعود اللي كان قاعد يستمع لها بهدوء
قال لها بذات الهدوء: طبيعة شغلش نفسها متعبة...
وقفة طول اليوم.. ومدنقة على المرضى..
يعني ضغط عليش..

دانة باستجداء: زين أنت خلني أجرب.. وانا أوعدك أني لو تعبت أني أقدم على إجازة..

سعود بتعب: أنا تعبت واجد من النقرة اللي صارت بيننا الأيام اللي طافت.. خلاص براحتش..
بس أبيش تعرفين أني ماني براضي بشغلش وانتي حامل..

دانة برعب: لا سعود تكفى.. لاتقولها كذا..
أشلون تبيني أروح وأنت تقول أنك مهوب راضي..
تكفى طالبتك.. رخص لي..

سعود غصبا عنه عشان خاطرها: خلاص روحي.. بس توعديني لو تعبتي أنش تقدمين إجازة..

دانة نطت بفرح تحضنه: أوعدك.. أوعدك..


****************

سارة ومنيرة يستعدون يلبسون عشان يروحون لسالم في المستشفى..
سارة اللي كانت تطلع لها ملابس من الدولاب لفت على منيرة اللي كانت جالسة على السرير تلبس جزمتها: منيرة

منيرة بود: هلا سارة..

سارة بتردد: أنا عارفة أني قسيت عليس الأيام اللي فاتت واجد..
في خاطرس شيء علي؟؟

منيرة وقفت وتوجهت ناحية سارة وحضنتها من ظهرها: أنا ماجاني منس إلا أقل من جزاي.. أنتي اللي في خاطرس شيء علي؟؟

سارة لفت وجهها لمنيرة وحضنتها وقالت لها بحب: لا فديتس.. مافي خاطري شيء

منيرة بعيارة : زين خلاص لاتسوين فيلم هندي ونقعد نبكي الحين.. استعجلي تأخرنا على سالم..

سارة بحنان: أنا بأقعد معس شوي عند سالم وعقب بأرجع لبيت سالم.. عشان أشوف وش قاصره.. وارتبه أنا والخدامات..
وأشوف غرفتكم الجديدة... لأنه سالم كان توه خلصها قبل سفره بيوم.. واشوف اللي قاصرها.. ثم أنقل ملابسس هناك..
لأنه سالم بيطلع من المستشفى بكرة إن شاء الله

منيرة حست بتوتر كبير وهي تشوف أن حياتها الحقيقية مع سالم وفي بيته خلاص قربت..

بس سارة اللي كانت فاهمتها قربت من بشويش وحطت يدها على كتفها: لا تخافين منيرة..
أنا أعرف أنس سويتي ذا كله.. إحساس بالذنب وشفقة على سالم..
ولو أني ماني بعارفة أنه مشاعرس هذي كلها بتتغير إذا عاشرتي سالم وعرفتيه.. وبتصير حب حقيقي
ما كان سمحت لس أصلا أنك تسوين كذا..

منيرة بود: خلاص ولا يهمس..
بأحب الغالي على قلبس إلى شوشتي.. بس خلصينا..


******************

عبدالله أنهى ترتيب أوراقه.. نادى جواهر لجلسة الكمبيوتر.. فتح دولاب فيها.. يخبي خزنة وراه..

عبدالله بجدية: تعالي حبيبتي..
شوفي الخزنة هذي فيها كل أوراقي المهمة..
صكوك العقارات.. وأوراق المؤسسة.. وشهادات ميلاد العيال وجوازات سفرهم..
وفيها بعد أخر كشف لحسابي في البنك.. واخر كشف لعدد الأسهم اللي عندي وعند العيال..
بأعطيج رقمها وأحفظيه عدل..
والأحسن تسيفينه في تلفونج بأسم شخص لحد ما تحفظينه..
وعلى العموم أفضل يعرف كل شيء يخص العقارات واماكنها.. ومديرين شركات المؤسسة..

جواهر حست قلبها نزل في رجولها: عبدالله الله يهداك ليش هذا كله..

عبدالله بحب وهو يقبل رأسها: حبيبتي الأمر عادي..
أنا أصلا من زمان أبي أقول لج على الخزنة بس ماجات فرصة.. لا تصيرين حساسة..

جواهر لفت وجلست على الكنبة لأنها حست أن رجولها خلاص ماتقدر تشيلها..
عبدالله جلس جنبها بقلق: وش فيج حبيبتي؟؟

جواهر رفعت رأسها بابتسامة مصنوعة: مافيني شيء يومي قبل يومك..

وسندت رأسها على صدر عبدالله اللي حضنها بكل قوته وحنانه وعنفوانه..وهو يقول: والله بأرجع.. بإذن الله بأرجع..

*******************

سعود كان في الجبرة (السوق المركزي في الدوحة اللي ينباع فيه السمك والفواكة والخضروات)

كان يشتري أغراض للبيت.. في الوقت رن موبايله طالع الشاشة كان اسم دانة يتالق على الشاشة
رد سعود بحب: هلا حبيبتي..

صوت أنثوي غريب يرد عليه بحرج وقلق: السلام عليكم..

سعود حس بتوتر غير طبيعي: وعليكم السلام.. وين صاحبة التلفون؟؟

الصوت الأنثوي بقلق كبير: أنا صديقة دانة أم تركي.. ياليت تجي الحين احنا موجودين في مستشفى النساء والولادة..

سعود برعب متوحش: دانة وش فيها؟؟

تهاني بتوتر: مافيها إلا العافية.. إذا وصلت دق علي.. موبايل دانة معي.. عشان أقول لك وين احنا..

سعود سكر الموبايل.. وهو يحس بقلق قاتل.. وخوف موجع على دانة..
وقلبه بينفجر من تصاعد وتيرة دقاته المرعب..

(وش فيها؟؟
الصبح كانت طالعة مافيها شيء)

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2011, 09:10 PM   رقم المشاركة : 86
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

بث ..

والبآقي بكره بكمــلهـ ..

:

تحيــــة

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 10:01 AM   رقم المشاركة : 87
قيثارة
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية قيثارة
 







افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

يؤيؤ شنو كل هالأنتكاسات العجيبه ...
يموووووووووووو


كمليلي خل نشوف شبيصير على عزوز .. عبدالله وسالم ومنور الخبله والله انها رجاله عجبتني ^_*

 

 

 توقيع قيثارة :
محد شرا وناسه خاطري من حلاله ,,
ومحدن كفو يحاسبني على النقص والزود ,,
قيثارة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:34 PM   رقم المشاركة : 88
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء السبعون

في بيت جاسم في مجلس الرياجيل..

الملكة تمت على خير..

دلال كانت متوترة..
لكنها صلت صلاة الاستخارة أكثر من مرة من لما وصلها المهر أمس وماقدرت تعترض عليه
قالت في نفسها.. يمكن الله يكون باغي لي الخير عشان كذا ما قدرت أعترض وانخرست..

وكانت بعد كل صلاة استخارة.. تحس براحة نفسية أكبر..
توكلت على الله.. وقالت: إن شاء الله ربي مايخيبني

ماجد في المجلس يتلقى تهاني عبدالله وجاسم اللي كانوا شهود العقد..

ماجد كان محلق من السعادة..
وعبدالله جالس جنبه ويقول له بود كبير: أخيرا يابو فيصل دخلت القفص برجولك..

ماجد بعيارة: مابغينا ندخل هالقفص..
ماعاد باقي إلا أبكي تحت رجول السجان وأقول دخلني القفص تكفى..

عبدالله وقف وأستاذن
ماجد بعزم: وين بتروح مسوي غداء في بيتي ..

عبدالله بتوقير: جعله عامر.. بس أنت عارف أنه وراي سفر العصر..

ماجد بجدية: العصر تو الناس.. تغدى وعقبه روح المطار..

عبدالله بعيارة: يا أخي أنت عريس اليوم.. بس أنا بعد عريس مالي كم أسبوع.. خلني أروح لأم عزوز..

ماجد باحترام ومودة وهو يحضن عبدالله: الله لا يغير عليكم.. وتروح وترجع بالسلامة..

بعد ماراح عبدالله.. ماجد اتصل بنجلاء وقال لها بلهفة: أبي أشوف دلال..

نجلاء بعيارة: يمه مافيك صبر.. العشاء الليلة.. وبتشوفها..

ماجد بنفاذ صبر: مافيني صبر.. أبي أشوفها الحين..

نجلاء ميلت على دلال اللي كانت ميتة من الخجل والكل يبارك لها..: ماجد يبي يشوفج...

دلال برعب: لا نجلاء تكفين.. خلاص الليلة يشوفني مرة واحدة..

ماجد أصلا سمع رد دلال من التلفون المفتوح بيد نجلاء.. : هاه ماجد سمعت..

ماجد بطفش: اللهم طولك ياروح.. اللي صبرني 40 سنة بدون مره.. يصبرني كم ساعة..


بعدها نجلاء ميلت على أذن دلال: بعد أذنج.. أنا بس أبي أعزم صديقة وحدة لي..

دلال بود وخجل: على راحتج نجلاء.. أنتي ما تستأذنين أحد.. احنا اللي نستأذنج..

نجلاء بابتسامة واسعة: أمي أكيد أنها دعت لمجود ليلة القدر عشان حظه يجيبج..

ماردت عليها دلال بغير ابتسامة خجولة..

***********************

سعود أعصابه متوترة والشوارع زحمة.. يبي يوصل بسرعة..
يحس إن كل دقيقة تمر تاكل من روحه شوي..
بيموت يبي يتطمن.. بس مستحي يتصل في المره اللي معها موبايل دانة..
يبي لين يوصل ويكلمها مرة وحدة..
ماصدق أن المشوار يخلص
وقف سيارته قدام باب المستشفى ونط وخلى السيارة واقفة..

السيكورتي وراه: يا الأخو.. وقفتك ذي ماتصير..

سعود عطاه مفتاح سيارتك: تكفى خذ المفتاح ووقفها وين ماتبي وخل المفتاح عند مركز الأمن..

السيكورتي حس فعلا أن سعود وراه مصيبة، خذ منه المفتاح تفاعلا مع سعود وتعاطفا مع حالته المتوترة..

في الوقت الي سعود اتصل على موبايل دانة
وردت عليه تهاني هالمرة ماكان بتوتر لكن بحزن عميق: أنا موجودة قدام غرفة الولادة..

سعود قلبه وقف..

(أي غرفة ولادة ودانة مالها شهر ونص حامل..)

في دقايق كان واقف قدام تهاني اللي عرفها من البالطو الأبيض اللي هي لابسته مع نقابها..

تهاني مالحقت تلبس عبايتها.. وطلعت مع دانة في سيارة الأسعاف بالبالطو..

سعود الكلمات ميتة على لسانه: دانة وش فيها؟؟

تهاني بحزن: الله يعوض عليكم.. دانة سقطت..

سعود اللي حس بحزن عميق: المهم دانة أشلونها.. وإلا الحمل الله جاب.. والله خذ.. والله عليه العوض..

تهاني بذات الحزن: دانة زينة.. دخلت عليها من شوي.
. بس موتت روحها من البكاء على الجنين اللي راح..
ياقلبي المسكينة مالحقت تفرح فيه..
توها عرفت أمس أنها حامل.. سقطت اليوم
عطوها مهدئ عشان البكاء موب زين لها.. والحين نايمة..

سعود بحزن مخلوط بفرح: الحمدلله على سلامتها.. دانة عندي بألف ولد..

وعقب كمل باستفسار: إلا هي أشلون تعبت؟؟

تهاني بتحسر: كان عندها مريض طفل عمره 5 سنين.. الولد الله يهداه كان شيطاني زيادة عن اللزوم..
أول ماحطته أمه على الكرسي.. وشاف دانة قربت منه..
رفس دانة في بطنها.. المسكينة جات تبي ترجع..
بس الاستاند اللي عليه الأدوات.. كان مسحوب وراها.. فالولد رفس في بطنها لحد ماقال يا بس..
أمه هي اللي قالت لي.. كانت هنا توها راحت وبترجع..

سعود حس بألم يطعن روحه من كل ناحية..
وهو يتخيل ألم دانة وخوفها ورعبها على الجنين اللي في بطنها.. والولد يرفسها في بطنها..

(يعني كأنها شافت ولدها ينذبح قدامها.. وهي مهيب قادرة تنقذه..)

سعود قرر يتصل بأمه يبلغها.. ياسبحان الله كان ناوي اليوم يبلغها بحمل دانة لمايرجع البيت.. يبلغها الحين بتسقيطها..

وأتصل على خالد عشان يبلغ هله بعد..

أم سعود وخالد كان تأثرهم بالغ وكبير
أم سعود حزنت على حفيدها اللي ماكمل..
وخالد حزن على أخته الكبيرة الغالية..

*******************

دلال بعدها في بيت جاسم متوترة.. وقلقة

نجلاء ميلت عليها وقالت بهمس: أشرايج دلال نروح لبيتج ترتبين أغراضج في الشنط
وعقب نروح السوق نشتري لج شوي أغراض..
وبعدين نرجع البيت على وقت جية الكوافيرة..
أنتي تتعدلين وأنا اروح بيت ماجد أرتب أغراضج..
البيت أنا رتبته أمس
وكملت بخبث: وحطيت لج شوي شغلات في الدولاب اشتريتهم البارحة
لو ماجد شافهم يكون ماجاه نوم البارحة..

دلال كحت بحرج، وعقب قالت بصوت واطي: بيتي ممكن نروح نجيب أغراضي..
بس السوق مافيه داعي..
لانه أصلا كل ملابسي جديدة وحتى الشنط والجزم والعبايات والملابس الداخلية أنا اشتريتها بعد مافكيت الحداد..
كل ملابسي القديمة تصدقت بها..
حبيت أنسى أي شيء ممكن يذكرني فيه الله يرحمه..

نجلاء بابتسامة: يعني عروس جاهزة ماشاء الله..
ما أقول لج مجود أمي داعية له..
بس بعد لازم نروح السوق على الأقل تشترين فستان لليلة..

دلال بحرج: أي فستان؟؟

نجلاء برقة: ماعليه دلال حبيبتي لو كان كلامي بيضايقج شوي..
بس ماجد هذي أول مرة يتزوج.. نفسي أنه يشوف عروسته بفستان أبيض..
هو طبعا ماراح يكون فستان عرس بمعنى الكلمة..
بعد أذنج طبعا، ممكن نختار فستان ناعم وراقي يكون لونه أبيض..

دلال حاسة بفرحة نجلاء بأخوها وماحبت تكسر خاطرها: خلاص قومي نروح للسوق أول وعقب نرجع لبيتي.. أصلا شنطي جاهزة.. بس نشيلها..


*********************

الساعة 2 الظهر..
عبدالله يستعد لمغادرة بيته..
بس ينتظر عبدالعزيز اللي على وصول من المدرسة..
عشان يسلم عليه ويروح للمطار..
أفضل ينتظره برا..

وجواهر ونوف جالسين معه تحت في صالة البيت الرئيسية..

عبدالله يجلس بين جواهر ونوف..

عبدالله طالع بثوبه وغترته.. لأنه عارف أنه كثير من أهل العراق هذا لبسهم.. ففضل أنه يظل بثوبه وغترته..

جواهر تنظر له بثوبه الشتوي الداكن.. وغترته البيضاء..


كان طوال عمره استثنائيا.. وسيظل دائما في قلبها وعينيها وعقلها رهان الاستثنائية والعظمة التي لا تخسر..

كانت تنظر له بوله.. عشق.. احترام..دفق مشاعر لانهائي وغير محدود
كانت تريد أن تحفر صورته الأخيرة في قلبها ومشاعرها.. لتحتفظ بهذه الصورة تصبرها عن غيابه الأيام القادمة

عبدالله ينظر لها في تايورها الأبيض الناصع المكون من بنطلون وجاكيت ضيق
يظهر بجاذبية بالغة طولها ورشاقتها..
يهمس في أذنها: بأتذكر أني تركت وراي حمامة بيضاء بأموت من شوقي لسكونها على صدري..

تبتسم له جواهر ابتسامة أشبه بالبكاء..
في ذات الوقت الذي أنزل عبدالله شفتيه الهامستين من أذنها..
لتحط على دفء عنقها..
ويطبع عليه قبلة عميقة لاهبة
وهو يستنشق بعمق رائحة جسدها الطبيعية..
وكأنه يريد أن يملأ رئتيه وصدره وكل خلاياه بهذه الرائحة..

قبلة عبدالله طالت طويلا..
في الوقت الذي جواهر لم تعد تشعر بشيء سوى ملمس شفتي عبدالله على عنقها..
وقلبها يذوب ويذوب..ويذووووب

ولكنها استعادت إدراكها بخجل
وهي تتذكر وجود نوف..
حين بدأت تستمع بوضوح إلى صوت تنفس عبدالله العالي المتقطع من شدة انفعاله..
لكنها فوجئت أن نوف غير موجودة..
نوف انسحبت من بداية القبلة إلى مطبخ التقديم الداخلي..

عبدالله فقد إحساسه بأي شيء سوي ملمس عنق جواهر الناعم ورائحتها الدافئة المثيرة..
وكأنه أنفصل عن كل العالم..إلى عالمها هي ..
هي فقط..

في الوقت الذي جواهر تعود باستسلام حاني مؤلم إلى عوالم رجولة عبدالله الآسرة..
وقبلته الدافئة المستمرة التي تمنت إلا تنتهي أبدا..

ولكن ككل شيء جميل لابد له من نهاية..
رفع عبدالله شفتيه عن عنق جواهر..
وانفاسه ترتفع وتنخفض بصوت مسموع..
ووجيب قلبه يجاوبه وجيب قلب جواهر بدقاتهما المستعرة..

لم يكن للكلمات معنى وهما يتبادلان النظرات اللاهبة العاشقة المشتاقة..
وكل منهما يعرف تماما ما الذي يستعر في قلب الآخر..
لأنه يدرك أن هذا الشعور العميق الموجع
هو شعور متبادل بكل آلمه وروعته واختلافه.. واسطوريته..

قطع عليهما جوهما الخاص الاسطوري..
دخول عبدالعزيز عليهم وهو يلهث ويقول: سامحني.. تأخرت عليك يبه؟؟

عبدالله كح بنعومة وهو يحاول إخراج نفسه من عوالم وجود جواهر المسيطر عليه ويعدل وضع غترته على رأسه: لا يا أبوك.. بأطلع الحين المطار..
روح ناد أختك أسلم عليها..

في لحظتها نوف دخلت عليهم
وهي تقول بعيارة: مافيه داعي حد يناديني.. أنا رحت بروحي ورجعت بروحي..
بس مو كأنه (الهوت هوت موفيThe hot hot movie) طوّل شوي؟؟؟

جواهر وطت عينها وهي بتموت من الخجل..

في الوقت اللي عبدالله وقف وقرص نوف من أذنها وهو يقول بعيارة ودودة وجرأة: وأنتي ليش تشوفين الهوت موفي ياللي ماتستحين؟؟

نوف فركت أذنها وهي تضحك: الهوت موفي جاء عندي أنا مارحت له..

في الوقت اللي عبدالعزيز ميل على أذن نوف وهمس: شالسالفة؟؟

نوف ردت عليه بصوت واطي: أقول لك بعدين..

عبدالله سلم على عياله بحنان كبير وخصوصا نوف اللي طولت وهي حاضنته..
لكن سلام جواهر عليه كان مختلف..
عياله مفكرينه رايح شغل.. كان وضع عادي هم متعودين عليه..
لكن جواهر تعرف أنه رايح مكان يمكن مايرجع منه..

جواهر حضنته بعنف وعبدالله يهمس في أذنها: أنتي وعدتيني ماتبكين..

جواهر تهمس له بحب آسر: وأنا عند وعدي..

عزوز بود وهو مستمتع بقوة العلاقة بين امه وابوه: بسج يمه خنقتي أبوي.. كلها 3 أيام وراجع لج..

جواهر فلتت عبدالله بالراحة لكنها ماقدرت وهي ترفع عيونها لتسكن في لمعة حنان نظرته..
رجعت ترمي نفسها على صدره من جديد وهي تشدد أحتضانها له وتهمس له: أرجع لي ياعبدالله..
لا تطول الغيبة علي.. أرجع لي أنت وعبدالعزيز.. أنا ما أقدر أعيش من غيركم أنت وياه..

عبدالله بثقة: إن شاء الله بنرجع.. بنرجع

******************

حوالي الساعة 2 و20 دقيقة..

في غرفة دانة بالمستشفى..توها وصلت لغرفتها
أختها مزنة عندها..أم سعود وأم خالد طلوا عليها في غرفة الاستراحة من العمليات تحت.. وراحوا على أساس يرجعون العصر..

سعود مابعد شافها.. وقاعد يتحرقص لهفة وألم برا..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:36 PM   رقم المشاركة : 89
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزءالحادي والسبعون

في غرفة دانة بالمستشفى..توها وصلت لغرفتها

أختها مزنة عندها..أم سعود وأم خالد طلوا عليها في غرفة الاستراحة من العمليات تحت.. وراحوا على أساس يرجعون العصر..

سعود مابعد شافها.. وقاعد يتحرقص لهفة وألم برا

أتصل على موبايل دانة اللي ردت عليه مزنة
مزنة سكرت..
وقالت لدانة بحنان: سعود برا يبي يدخل..

دانة من سمعت اسم سعود بدت دموعها تنسكب بصمت..
وهي تقول بحزن قاتل: وش أقول له..؟؟ أني ماقدرت أحافظ على ولدنا...!!

مزنة رجعت تحضن دانة وهي تقول بحزن: حبيبتي وش ذا الكلام؟؟..
انتي وسعود توكم صغار.. والله بيرزقكم بالعيال والبنات إن شاء الله..

مزنة كانت عبايتها ونقابها عليها أصلا.. فطلعت نادت سعود.. وظلت هي واقفة برا..

سعود دخل بلهفة قاتلة موجعة
وتوجه مباشرة لدانة عشان يحضنها بعمق.. بعمق بعمق مذهل: الحمدلله على سلامتش حبيبتي..

دانة انخرطت في بكاء حاد: سامحني سعود.. سامحني.. أنا ماقدرت أحافظ عليه..

سعود اللي كان جالس جنبها على السرير وحاضنها
مسح على شعرها بحنان وقال بحنان كبير: حبيبتي المهم سلامتش..
والجنين إن شاء الله بيعوضنا.. لا تضايقين نفسش..
المهم أنه أنا وانتي سوا..
وعقب كمل بنبرة تقطر حنان وحب:
أنا أحبش دانة.. وأعشقش.. واذوب في هواش.. أقدر أعيش من غير عيال طول عمري.. بس ما أقدر أعيش من غير وجودش في حياتي لو يوم واحد..

كان ردها إنها شددت احتضانها له ودموعها تنسكب بغزاره وهي تقبل كتفه برقة..

لكن الكلمات.. مانطقت بحرف..
دانة أعتصمت بصمت جرح سعود لأبعد حد..

سعود حس أنه سكب مشاعره وكرامته قدامها بدون أي مقابل منها..
حس أنه مايقدر يستحمل أكثر من كذا..
قرر يطلع ورأسه فيه موال ثوري.. وغريب

وخر دانة من حضنه برقة، قبل رأسها وقال لها: تبين شيء دانة؟؟
أنا رايح الدوام وراجع بكرة إن شاء الله...

دانة باستغراب: بس أنت اليوم ماكان عندك دوام..

سعود بهدوء وتفكير غريب يجتاح عقله: صار فيه تغيير في الشفتات.. واتصلوا فيني..

دانة بحزن لأنه ما فكر يعتذر من الشغل
وهو عارف إنها تعبانة في المستشفى ومحتاجة وجوده جنبها أكثر من أي وقت ثاني: لا سعود سلامتك.. ما أبي شيء..

******************

عبدالله مع أفضل في السيارة..

وقربوا على المطار..

عبدالله بود: ما أوصيك يابو محمد في أم عبدالعزيز والعيال..

أفضل بحنان: لاتوصي هريص يابو ئبدالئزيز.. تروح وترجء بالسلامة..

عبدالله بهدوء: أفضل أنت عارف أنه أنا وأنت أخوان.. وأكثر من أخوان بعد..

أفضل بتأثر: أكيد يائبدالله وش لازمة هازا الكلام..؟؟

عبدالله فتح شنطته الهاند باق وطلع منها ظرف، مده لأفضل المستغرب: شنو هازا ئبدالله؟؟

عبدالله بود: هذي أوراق فيها كشف بأسهم شريتها لعيالك من لما فتحوا باب المضاربة للأجانب..
وفيه كشف بحساب باسمك فيه مبلغ مهما كان كبير في نظرك ..بيكون أقل من قدرك عندي..

أفضل برعب رجع الظرف على عبدالله: وش هازا الكلام بو ئبدالئزيز..
أنا وئيالي ئايشين في كيركم من زمان..
كفاية أنه إهنا ئايشين في بيت ملك أنت شريته لنا..
وانت ئارف ئبدالله أنه حتى شغل ما أحتاج لشغل من كيرك ئلي.. بس أنا اللي حاب أكدمكم..
تجي الهين تبي تئطيني زيادة.. والله مايجيني شيء..

عبدالله بهدوء: استغفر ربك.. والله أن تأخذها.. أنا أبي أروح وأنا متطمن عليك..

أفضل برعب أكبر: ليه ئبدالله تقول كزا؟؟

عبدالله بابتسامة: والله مافيه إلا الخير.. بس أنا حبيت أتطمن عليك ليس إلا..

***************

بعد صلاة العصر جبر وصل مجلس سعود الخارجي..

لقى خالد ينتظره داخل.. مع أن خالد مزاجه معفوس من تسقيط دانة.. وكان يبي يروح لها في المستشفى..
بس ماقدر يخلف وعده مع جبر..

الشباب قاعدين في المجلس.. يتصلون على محمد اللي تلفونه مقفول..

عقب خالد اتصل على سعود
سعود قال لهم أنه راح للدوام.. وأن البيت فاضي لأن أم سعود والبنات راحوا لدانة في المستشفى..

وعقب سعود قال بهدوء: روح أنت لمحمد وطلعه من الغرفة.. وطالبك تكفى ماتخلونه اليوم.. طلعوه أي مكان.. قرب يخيس من الحبسة..

خالد طلع من المجلس الخارجي
متوجه للبيت بثقة وفتح الباب وعبر الصالة الخارجية للصالة الداخلية اللي درج البيت فيها..
كان متأكد أن البيت فاضي..
لكنه فوجيء بالكائن الغريب الموجود في الصالة..

كانت الجازي قاعدة في الصالة ببيجامتها اللي عليها ميكي ماوس باللونين الأحمر والأسود..
ورجولها ممدة على الطاولة قدامها وهي لابسة شوز فرو احمر ضخم عليه رأس ميكي ماوس الضخم..
وشعرها المتوسط الطول المصبوغ باللون الأشقر الداكن فيه كلبس ميكي ماوس باللون الأحمر..

خالد لما شاف شكلها ماقدر يمسك نفسه من الضحك..
الجازي توها تغطت منه من سنتين..
وشكلها ماتغير عدا شعرها اللي صار أشقر..
ويعتبرها طفلة لحد الحين..
(قلنا طفلة بس مهوب دعلة)

الجازي لما شافت الرجال اللي واقف قريب منها ويضحك
وهي كانت مركزة في مسلسل على mbc3

نطت وتخبت ورا أقرب باب وهي تصيح: خويلد أنت ماتستحي.. مدرعم كأنك مدرعم على بيتكم..

خالد اللي كان يحاول يتماسك من الضحك: أسفين ياميكي ماوس.. سعود قال لي البيت فاضي.. أنا بأروح للمجلس..
وأنتي اطلعي قومي محمد..
وحاذري على المسكين لا تروعينه بكشتش اللي كنه شاب فيها حريقة
وعقب أرجعي للرسوم اللي تشوفينها ياالبزر
وبعدين لاعاد أسمعش تدعيني خويلد قصيت لسانش..
ماعاد باقي البزارين..

الجازي وهي ورا الباب: تخسى تقص لساني..
ماحد له حق علي إلا سعود بن سعيد.. أنت روح قص لسان غالية عشان تأكلك بقشورك..

خالد اللي عصب عليها: والله وطلع لش لسان يالجويزي.. أنا أقص لسانش أنتي وغالية..
ولا يكثر حكيش يا قليلة الأدب روحي قومي محمد.. قولي له فيه رياجيل يبونه في المجلس..

الجازي اللي عصبت عليه: بأقول له فيه رياجيل ومعهم خالد..
ما اقدر أكذب عليه وأقول اللي في المجلس كلهم رياجيل..
وأنا ماني بقليلة أدب..
قليل الأدب اللي يدخل على بيوت الناس ومحارمهم بدون أستئذان..

خالد اللي كان طالع ومتوجه للباب
رجع لما سمع كلام الجازي..اللي خلاه يولع ويتنافض من العصبية والغضب
بينما الجازي أعتقدت أنه راح للمجلس لما مارد عليها

لكنها فوجئت بيد تدخل عليها من ورا الباب..
واليد تشد شعرها بقوة من ورا الباب الموارب..
خالد اللي كان مفول ومعصب ومايشوف قدامه..
أول مادخل يده في شعرها بدون مايشوفها صدم يده ملمس نعومة شعرها الحريري..
لكنه ماخلا هذا الاحساس يأثر عليه..

شد شعرها بقسوة من ورا الباب...
وكان حريص في نفس الوقت أن الباب ماينفتح..
لأنها مسك شعرها بيساره ومسك الباب بيمينه لا ينفتح : أسمعيني يا أم لسانين..
ذا المرة شديت شعرش بس..
بس والله ثم والله لا تطولين صوتش علي مرة ثانية..
يالعقال أن أقطعه على ظهرش ياقليلة الأدب..
وروحي أدعي محمد بسرعة

وعقب هد شعرها..
وهي طاحت على الأرض وهي تبكي..
وصوت بكاها واصل خالد اللي طلع من البيت..

وفي قلبه احساس جديد لذيذ بالجازي اللي ذكرته تصرفاتها وعنفوانها بأخته الدانة..


*******************

عبدالعزيز الصغير يحاول يفتح إيميله اللي كل مره يعطيه وجود خطأ في الاسم أو الباسورد..

(غريبة!!! شالسالفة؟!!!)

فكرة لمعت في رأس عبدالعزيز..
ألتقط موبايله ودق رقم معين..

جاءه صوتها الناعس على الطرف الآخر.. كانت تعاني من أزمة البنات الشهرية المعتادة..وكانت أكلت حبوب مسكنة ونامت : نعم عزوز.. وش هالأزعاج؟؟

عبدالعزيز بهدوء: وش مرقدج ذا الحزة؟؟ قومي صلي..

ديمة بصوت متعب: أنت أكيد ما أتصلت لي عشان تقول لي صلي.. لكن العموم شكرا على الاهتمام خلاص بأقوم أصلي.. ومع السلامة..

عزوز وقفها بحزم: أنا أتصلت.. وأنا أسكر موب أنتي..

ديمة وهي فعلا تعبانة: عزوز أنا ماني بمتفرغة لك.. وش تبي..؟؟

عزوز بجدية: أنتي عارفة وش أبي وخلي حركات الاستعباط..

ديمة توترت ونطت حالسة على سريرها: عزوز.. قول وش تبي بدون مقدمات..

عزوز بهدوء: أولا أنا اسمي عبدالعزيز.. ثانيا إيميلي مثل ماهكرتي عليه... أفتحيه..

ديمة بصدمة: والله العظيم ماجيت جنب ايميلك..

عبدالعزيز يعرف أن ديمة ممكن تهكر على الايميلات.. لكنه كان يعتقد أنها ماتجاوزت هذه المرحلة.. وماكان يعرف هي وين وصلت..

عزوز بنفاذ صبر: ديمة خلصيني أفتحي إيميلي أبي أرسل واجباتي للمدرسين..

ديمة بصدق: أقول لك والله العظيم ماجيت جنبه..

عزوز يعرف إن ديمة ممكن تخبي.. ممكن تعاند..
لكنها ماتكذب: زين.. على العموم افتحيه بنفس باسوردي القديم.. أعرف أنه سهل عليج تفتحينه..

ديمة بخبث: أفتحه كذا لوجه الله؟؟ مايصير

عزوز اللي شم في كلامها ريحة ماعجبته: ليه وش تبين مقابل بعد؟؟

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:37 PM   رقم المشاركة : 90
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء الثاني والسبعون

في غرفة دانة في مستشفى النساء والولادة..

كان عندها أمها وخواتها.. وأم سعود ومها..

دانة بصوت متعب توجه كلامها لأم سعود: يمه وين الجازي؟؟ خليتوها في البيت بروحها..

أم سعود: محمد عندها في البيت وهي خليناها راقدة... وانا عاجزة من الحنة.. وأني أتناها لين تقوم وتلبس..
خليناها راقدة حتى ماتعرف بدخلتش للمستشفى..

دانة بحنان: الجازي هذي حبيبتي..

غالية نطت: ياسلام هي حبيبتش وانا أخت الشارع.. ماكني أنا اللي بأختش..

دانة تأشر لغالية تعالي.. تقرب منها غالية.. وتحضنها دانة بحنان: غلاكم واحد يالخبلة..

مها بعيارة: تكذب عليش أنتي وياها.. القلب مايأخذه إلا واحد..
خذه حضرة الملازم وراح به معه للمعسكر..

دانة أصبحت تستغرب من شفافية مشاعرها.. الكل أصبح يعلم شدة تولعها بسعود..

" الكل يعلم إلا سعود يادانة.. إلا سعود"

مزنة بعيارة تكلم مها: ليتش بس شفتيها اليوم عقب ماطلع من عندها.. عشانه قال لها أنه رايح الدوام.. تبكي كأنه رايح مهاجر..

مها بمرح: أصلا أنا أنبسط يوم سعود يروح للدوام.. أنط عندها في غرفتها.. لاني متاكدة أنها كالعادة تفل ملابس سعود وترتبهم....
آه ياقلبي.. لو أن الملابس تتكلم كان اشتكت من كثر الترتيب.. تقول ارحميني خليني مبهدلة شوي..

مزنة بلعانة: وإلا لما تجي عندنا تزورنا.. جعل أمحق أخت.. قاعدة وقلبها مع الساعة.. تعد الدقايق متى سعود بيجي يأخذها..

دانة وجهها ورم من الخجل والاحمرار..
في الوقت اللي أم خالد وام سعود.. كل وحدة منهم قبصت بنتها : صدق أنكم بنات ماتستحون.. المرة المتزوجة وجهها صار أحمر
وأنتوا بنات البيت الوحدة منكم وجهها لوحة



********************

الحوار مستمر بين ديمة وعزوز

ديمة بخبث: أفتحه كذا لوجه الله؟؟ مايصير

عزوز اللي شم في كلامها ريحة ماعجبته: ليه وش تبين مقابل بعد؟؟

ديمة بثقة: تعتذر لي.. أنا مازلت أنتظر اعتذار على اللي أنت سويته فيني المرة اللي فاتت..

عزوز ببرود: ياحليلج.. روحي ألعبي بعيد.. أنا ماراح أعتذر لأني ماغلطت.. والايميل بتفتحينه غصبا عنج..

ديمة ببرود: أنت كل شيء عندك غصبا عني..
يعني عشان احترمك من صغري واللي تقوله أسويه.. صدقت روحك
أنت اللي ياحليلك وروح ألعب بعيد
أنت صاحب الحاجة.. والمثل يقول: صاحب الحاجة ذليل

عزوز بنفس البرود: وانا أقول الله يلعن الحاجة اللي بتذلني لج.. بدل الايميل عشرة

ديمة ببرود مثلج: كيفك ياحبيب أمك.. تشاو

عزوز حس أنه مفول عليها.. كان وده إنها قدامه عشان يعطيها طراقين..
لكن عزوز كان مقرر أنه يتجنب الالتقاء بها قد مايقدر...

رجع للكمبيوتر وهو يحاول يفتح إيميله اللي مو راضي ينفتح..

لكن بعد عدة محاولات فتح..
وابتسامة واسعة.. واااااااااسعة.. ترتسم على شفايفه..

لقط موبايله..وبعث مسج لديمة

"شكرا......
وأنا أسف"

مسج ديمة

" العفو ..
والأسف مقبول"

*********************

خالد اللي راح من جبر بوجه رجع عليه بوجه ثاني..
وهو كل شوي يلمس يده اليسار.. كأنه وهو يلمسها يلمس شعر الجازي اللي عانق اصابعه من دقايق..

جبر بعيارة:خالد.. إيدك تعورك؟؟

خالد وهو في عالم ثاني: لا.. مافيها شيء..

جبر بنفس العيارة: عيل ليش ماسكها جذيه جنك خايف إنها تنحاش منك..؟؟

خالد بعيارة وهو يحاول ينفض ذكرى الجازي من رأسه: ياشين اللقافة.. يدك وإلا يدي.. تبيها عطيتك إياها..؟؟

جبر بعيارة: إيه أبيها.. هاتها...

خالد يرجع يده لحضنه وكأنه خايف حد غيره يحس بملمس شعرها الغافي بين أصابعه..

جبر يضحك: المينون جنه صدق..

خالد يضحك: أيه صدقت.. يدي وعندي.. وكل واحد يده عنده..

وهم في حوارهم وضحكهم دخل عليهم محمد اللي انصدم الأثنين لابعد حد من شكله.. بل كانت صدمتهم شيء يتجاوز الصدمة بكثير..

*********************

جواهر كانت قدام التسريحة تبدأ بوضع مكياجها.. استعدادا لليلة.. (ليلة زواج ماجد)
قلبها فيه حزن عميق..
وتحس كأن غرفتها قبر من غير إحساسها أن عبدالله ممكن يدخل عليها في أي لحظة..

من غير إحساس الترقب اللذيذ بوقع خطواته التي تحمل لها دائما عبقا مختلفا من المشاعر..
عبق يشبه اختلاف عبدالله في كل شيء
في وسامته..في شخصيته.. في مشاعره.. في جراءته
في قبلاته.. في لمساته.. في حنانه.. في قوته

لكنها وعدت عبدالله أنها لن تبكي..
ولن تبكي..
رفعت رأسها للمرآه وابتسمت ابتسامة رقيقة شفافة..
كأنها تبتسم لعبدالله لذاته..

****************

محمد دخل على الشباب في المجلس.. بوجه متورم.. وغترته على كتفه..
وهو يسحب رجله وراه بدون عكازه..

وشعره الطويل الحريري..اللي كان يعتز فيه كثير

أختفى..

كان شعره محلوق للأخر.. ويبدو في راسه عدة أصابات.. تؤكد أنه من قام بحلاقة رأسه بنفسه..

محمد سلم عليهم بهدوء.. وجلس بهدوء..
ثم أشر للمقهوي : صب قهوة باولد..

نط الشاب الهندي الصغير بدلة القهوة والفناجيل..

في الوقت اللي جبر وخالد قالوا مع بعض: تقهوينا محمد خلاص..

محمد بذات الهدوء وهو ينظر للأرض: متى جايين؟؟

جبر بهدوء: من شوي.. ندق على موبايلك ماترد علينا..

محمد بنبرة حزن: سامحوني.. بس شحنه فضا من زمان ولاعاد شحنته..

جبر بود: فيه واحد موصيني لاجيت عندك.. أتصل عليه..

جبر دق موبايله لما رد عليه الطرف الثاني.. همس له بصوت واطي ماحد ماسمعه: أنا عند محمد و ترا حالته ماتسر عدو ولاصديق..
ويهه شكله وارم من الصياح.. حتى شعره اللي كان أغلى عليه من كل شيء.. حلقه على الصفر..

جبر عطا محمد الموبايل، محمد خذه وهو يظن أنه يمكن يكون أبو جبر أو حد من أخوانه يبي يسلم عليه

رد محمد بصوت ساكن عميق: ألو

جاءه صوت سالم الحازم على الطرف الآخر: أفا عليك محمد ماظنيت هذا قدر صحبتنا عندك..

محمد قلبه وقف يحسب سالم زعلان عليه عشانه فقد بصره بسبب الحادث
لكنه ألتزم الصمت وسالم يكمل: ولا ظنيت أني عقب عشرة ذا السنين كنت مصاحب لي بزر..
مهوب رجّال أشد ظهري فيه..

كذا يامحمد يكون ضعف إيمانك بالله.. الله سبحانه وتعالى قال { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا }

اللي صار لي شيء مقدر مكتوب.. حتى لو أنا قاعد في الدوحة مارحت معكم
كان جاني قدري في أي مكان
وأنا مؤمن بالله وشاكره على ابتلاءه.. وخير إنه يبتليني في الدنيا.. ولايبتليني في الآخرة
والرسول صلى الله عليه وسلم بشر من يفقد عينيه أن يعوضه الله عنهما قصرين في الجنة..

يعني الله سبحانه وتعالى كتب لي ذا الخير كله.. وانت متكاثره علي..

محمد كان مصدوم من كلام سالم اللي كان يزيح الهم عن قلبه شوي شوي..
وسالم مستمر بالكلام: يامحمد .. والله لو عرفت أنك مسكر على روحك.. أو أنك قاعد حزين مكتئب..
أنه هذا أخر مابيني وبينك..
يعني الله خذ بصري
وأنت تبي تأخذ رفيقي مني..
لا أشوفك المرة الجاية إلا وانت جايب محمد معك..
محمد اللي طلعت انا وياه من الدوحة سوا.. ما أبي محمد الثاني..

وأبيك تدرس المادتين الباقية عليك.. أنا عرفت أن امتحاناتك مع بداية الفصل الثاني.. والفصل الثاني باقي عليه أيام بس..

محمد ماقدر يقول شيء من شدة الانفعال.. وهو يحس إن روحه اللي غادرته ترجع له بقوة..


في الوقت اللي منيرة اللي كانت جالسة عند سالم.. دموعها تنسكب بصمت وهي تستمع لكلام سالم اللي يكشف عن معدنه الإنساني النادر..

**********************

عبدالله يصل إلى مطار بغداد
أنهى إجراءاته وطلع لصالة استقبال المسافرين
فتح موبايله.. كان يبي يتصل في جواهر يطمنها عن وصوله..
لقى مسج منها:

" حين تطالع عيناك/نجمتا قلبي
هذه الأحرف
تكون أنت في مكان آخر
ومعك ضيف محلق
أنه قلبي
الذي مااستطاع صبرا
كن به رؤوفا..وعد به معك بسرعة
أحبك..

الحمدلله على سلامتك"

عبدالله تنهد (نعنبو لايمني في حبج)

كتب لها مسج

" وصلت بحمدلله
والضيف معي..ملاصق لنظيره
كلاهما يقتله الشوق لكِ
وللرجوع لحناياكِ وأحضانك
أحبكِ أكثر .. وأكثر"

عبدالله أعاد موبايله لجيبه بحرص بالغ كأنه يعيد قلب جواهر
وهو يتمعن في وجوه المستقبلين..
حتى وجد أحدهم يحمل لوحة بيضاء صغيرة كُتب عليها اسمه..

أقترب منه بود: فاضل؟؟

تبادل كلا من الرجلين نظرة تقييمية للآخر..
كان فاضل للقصر أقرب.. ولكنه قوي البنية.. يلمع في عينيه نظرة قوية واثقة أشبه بنظرة نمر متيقظ..
يرتدي بنطلون جيشي يعتليه بوت طويل.. وجاكيت كاكي ثقيل يدل على برودة الجو.. وقبعة صوفية زيتية..
يوحي مظهره المتحفز بثقة أنه لا يمكن أن يفوته شيء..

فاضل ابتسم ابتسامة ودودة: نعم أني فاضل.. أهلا بيك بوعبدالعزيز..
ثم كمل بمرح: لو راوي كايل لي أنه طولك هيج..
كان خليت أحد غيري يستقبلك
على مود ما أضحك الناس في المطار لما يباوعونا ويا بعض..

رد عليه عبدالله بود: الرجال مخابر موب مناظر..

فاضل شد على يده بترحيب: نورت بغداد.. وإن شاء الله ما تشوف إلا كل أشي يسرك..

عبدالله باحترام: عامرة بأهلها.. بس أنا مستعجل أخلص المهمة اللي أنا جاي عشانها..

فاضل بثقة: ولا يهمك.. الموضوع بسيط هوايا.. وباجر مخلصينه إن شاء الله..

عبدالله طلع مع فاضل من المطار مع قرب أذان العشاء.. متوجهين للفندق اللي عبدالله حجز فيه..


********************

جواهر وصلت لبيت جاسم.. عشان تحضر العشاء المقام لزواج ماجد ودلال...

نجلاء استقبلت جواهر عند الباب وخذت عبايتها منها..
ماكان فيه حضور غير نجلاء وعمتها أم جاسم وبنات أم جاسم الثنتين وجواهر..

والعروس

جواهر سلمت بود على الكل وباركت للعروس وجلست..

جات نجلاء جنبها وجلست وهي تأشر للمضيفة تجيب القهوة: وش هالزين كله يا أم عزوز!!!

جواهر برقة: ماشاء الله ماعقب زين دلال الليلة زين..

نجلاء بعيارة: الله يستر على ماجد بس لا ينجلط..
هذا واحد ماعمره عرف حريم.. وعقب يلاقي وحدة مثل هذي..
ضحكت وكملت: مثل واحد طول عمره محروم من الكيك وعقبه عطوه قدر كيك..

جواهر ضحكت: الله يخسج على شبيهاتج اللي ما أدري من وين تجيبينها..

عقب غمزت نجلاء بعينها وكملت بخبث: بعدين مو بس ماجد اللي ملاقي له قدر كيك...
عبدالله طايح في قدر كيك بالكريمة والمكسرات والتوفي والشيكولاته و.....

جواهر بخجل: بس بس ياقليلة الحيا..

نجلاء بعيارة: تزوجتي وأنتي عادج مصرة على فيلم الحيا ذا..
إلا عبدالله أشلون خلاج تطلعين من عنده الليلة..؟؟
لو أنا من عبدالله.. على شكلج الليلة.. والله ما أخليج تطلعين من باب الغرفة..

جواهر تنهدت: عبدالله مسافر في شغل..

نجلاء تبتسم: آه ياقلبي على التنهيدة.. والناس الذايبين

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:38 PM   رقم المشاركة : 91
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء الثالث والسبعون

عشاء الرياجيل في بيت ماجد خلص وراحوا كلهم..
والحريم في بيت جاسم تعشوا وخلصوا بعد..

ماجد متوتر..
دلال متوترة أكثر..

نجلاء أتصلت على ماجد: ماجد منت بجاي تلبس عروسك؟؟

ماجد بتوتر: مافيه داعي نجلاء.. أنتي لبسيها

ماجد اللي كان بيموت الصبح عشان يشوف دلال
لما شاف الليل جاء وإن السالفة فعلا صارت حقيقية.. صابته حالة توتر حقيقية..
40 سنة وهو عايش بحريته.. وله نمط حياة معين..
كان ساكن في بيت كبير بروحه.. معه بس خادم هندي..
أكثر الأحيان البيت يطلع منه الصبح لدوامه..
مايرجع الا اخر الليل عشان ينام
بين المطاعم وبيوت أصحابه أو بيت نجلاء
صحيح حياة فارغة.. وماحد مهتم فيه غير نجلاء..
لكنه تعود عليها..
أشلون بيتعود الحين على الدخيلة الجديدة في حياته
وعلى وجودها الأنثوي في بيت ذكوري

نجلاء حاسة بتوتر أخيها وخافت أنه يفشلها في الحريم.. فقررت تسأل دلال
لو دلال تبيه يجي ويلبسها.. غصبته يجي.. لو هي متنازلة خلاص يكون أحسن

سألت دلال اللي كانت بتموت من خجلها: أحسن نجلاء أنا بعد منحرجة من أنه يلبسني قدام الحريم..

لبستها نجلاء طقمها.. لكنها تركت الدبلة عشان ماجد يلبسها لها في بيتهم..

وعقب أتصلت في ماجد: خلصنا..

ماجد بتوتر كبير: خلاص خليها تطلع علي أنا أنتظرها في الحوش.. وتعالي معنا..

نجلاء بود: لا أنا بأخلي جاسم يجيبني.. عشان هو يرجعني على طول.. ما أبي اكون عزول..

جواهر كانت طلعت على طول بعد تلبيس الطقم.. السواق والخدامة ينطرونها برا.. وماكانت تبي تتاخر على عيالها..

وبنات أم جاسم كانوا ينتظرون يسلمون على دلال قبل تروح..

نجلاء لبست دلال عبايتها وشيلتها على وجهها كانت حريصة أنها ماتخرب شعرها أو مكياجها..

لما طلعوا برا.. كان فيه سيارتين واقفة برا.. سيارة ماجد وسيارة جاسم

دلال شدت على يد نجلاء وهمست: تكفين أركبي معي.. تكفين خليج جنبي على نفس الكرسي

نجلاء ماحبت أنها توتر دلال أكثر.. قالت خلاص اللي تبينه..

ركبوا الثنتين سيارة ماجد من ورا.. وجاسم تبعهم بسيارته..

نجلاء بفرح تكلم ماجد: مبروك ياعريس..

ماجد بتوتر حاول تغليفه بالثقة: الله يبارك فيج.. وعقب كمل برقة: مبروك دلال..

لكن دلال ماردت عليه..

ماجد شاف في خجلها متنفس لتوتره: أنا أقول مبروك دلال..

بس دلال ماردت عليه ...ريقها ناشف ولسانها لصق بحلقها..
وتفرك في أصابعها بعنف متوتر..

دلال بطبعها خجولة جدا.. وزاد عليها حياتها مع زوجها الأول.. اللي كان قاسي عليها جدا..
وخلاها تفضل أنها تعتصم بالصمت طول الوقت.. عشان مايلاقي سبب يضربها عشانه
لكنه مع هذا كان يخترع أي سبب عشان يضربها
وخصوصا لما يكون سكران..
دلال عاشت بالفعل حياة مريرة تعذبت فيها كثير..
لكنها كانت متصبرة ومحتسبة أجرها عند الله..

صحيح أنها صلت استخارة كثير وقلبها مرتاح لماجد.. لكنها اصبحت مرعوبة من جنس الرجال


استمر الصمت مسيطر الباقي من الطريق بين بيت نجلاء وماجد..
لحد ماوصلو البيت.. ماجد نزل وفتح لهم الباب..مد يده لدلال.. لكن دلال بخجلها ظلت يدها بحضنها..
نجلاء بود: دلال مدي يدج.. ماجد ماد يده لج..

دلال بحرج.. عطته يدها ونزلت..

ماجد حس أن توتره كله يذوب
ويحل محله حنان متعاظم ويدها الصغيرة تسكن يده وهو يحس بأناملها الناعمة المثلجة المرتعشة..
وهي تتسند على يده وتنزل من السيارة..

ماجد حس أنه يبي يسوي شيء يعبر عن الانفعال اللي اجتاحه

فرفع يدها لشفايفه وطبع عليها قبلة دافئة..
دلال حست بالرعشة تهزها بعنف وهي تحس بدفء أنفاسه على أناملها الباردة..

نجلاء نزلت وراها وهي تقول لماجد بعيارة: مجود خف على البنية.. البنية موب قدك..

دخلوا نجلاء ودلال للبيت.. في الوقت اللي ماجد توجه لجاسم.. اللي كان قاعد في سيارته ينطر نجلاء..

بعد دقايق طلعت نجلاء..
وتوجهت لماجد وجاسم اللي كانوا يسولفون: مجود خلاص مالك شغل بجاسم.. جاسم أملاكي الحصرية على قولتك..
وأنت روح لأملاكك الحصرية الجديدة..

جاسم ونجلاء حركوا.. في الوقت اللي ماجد ظل واقف في الحوش.. تتنازعه اللهفة والتوتر..

خذ نفس عميق.. وعقب دخل..

كانت دلال جالسة في الصالة.. بعد ما نجلاء فسخت عبايتها وتأكدت من شكلها وتركتها..

كانت عيونها بحضنها.. وتفرك أصابعها بتوتر..

دخل ماجد عليها وقال بهدوء: السلام عليكم

دلال رفعت وجهها بخجل: وعليكم السلام..

ماجد أول ماشاف دلال.. أنصدم واجتاحه شعور غريب

الغضب

كان إحساس متعاظم من الغضب يجتاحه

وبعنف..

******************

الشباب كانوا كلهم في عزبة أبو جبر اللي على البحر..

محتفلين بمحمد اللي طلع من حبسته اليوم..

جبر بود وفرح: يا حيا الله أبو سعيد.. تو مانورت عزبتنا..

محمد بعيارة ودودة: جبير أنت وذا التميلح.. كني ماني بحافظ عزبتكم وامترها كل سنة.. يبغي يسوي لنا حاتم الطائي..

جبر بعيارة: لحول.. رجع علينا أبو لسانين.. وين الأدب اللي كان نازل عليك.. ياحي محمد المؤدب..

محمد بعيارة: وخر بس.. جعل عمر أبو مبارك طويل.. لولاه وإلا كان أنتو الحين فاقدين طلتي الذهبية..
بس الله يهداه.. لو مكلمني قدام أتهور وأحلق الغالي..
يقولها وهو ينزل غترته ويمسح على قرعته.. : بس ماعليه فدوة لأبومبارك.. وأنتم يالله تمتعوا بصلعتي اللامعة..

جبر يضحك: وع.. على قولتك: حدبة.. لا وفيها فلوع بعد..

محمد وجبر يضحكون.. وخالد في عالمه الخاص يلفه صمت غريب..

عقب محمد ميل على أذن جبر: أنا لي زمان من خالد..
هو فيه شيء؟؟.. يده توجعه؟؟.. من عصر وأنا شايفه ماسكها.. ومايتكلم إلا بالقطارة..
وصلناه المستشفى وراح زار اخته ونزل علينا وهو ماسكها..

جبر بهمس: حتى أنا سألته.. لو هي تعوره.. بس هو قال لا..

محمد بقلق: شكلها توجعه.. ومايبي يقول لنا..
وعقب رفع صوته: خويلد خويلد..

خالد اللي اخرجه صوت محمد من عالمه الخاص..: هلا محمد

محمد بحزم: قوم نروح للمستشفى..

خالد باستغراب: ليه المستشفى؟؟

محمد بثقة: يكشفون على يدك..

خالد بحرج: يدي مافيها شيء..

محمد بحزم وهو يقوم خالد بقوة: قوم.. يالله قوم.. بدون نقاش..

خالد وهو بيموت في ثيابه من الحرج: والله مافيها شيء..

محمد بدأ يعصب: خويلد والله أن قد تقوم ذا الحين..
قم جعل السلال يضرب بطنك.. يدك موجعتك.. ليه قاعد متصبر على الوجع.. قدامي على المستشفى..

جبر جاء بيقوم معهم.. حلف عليه محمد: والله ماتقوم.. أنا بأروح معه المستشفى.. وعقب بأخليه يرجعني للبيت..

خالد ماقدر يقول شيء.. وهو رايح للمستشفى عشان يده إلا مافيها غير ألم لذيذ اسمه: ملمس شعر الجازي..

*******************

في ثكنة سعود
وقت المبيت وفق المصطلحات العسكرية..

همس يدور بين سعود وجابر اللي سرايرهم جنب بعض..

جابر بمرح: لا يمر القائد علينا ويكشفنا بس..

سعود بثقة: لا تحاتي.. القائد اليوم عنده أوف..

جابر بعيارة: إيه.. خلاص علوم القائد صارت عندك ياحضرة النقيب..

سعود بهدوء: توني ماتعودت عليها.. حضرة النقيب ذي.. تو الترقية من كم ساعة بس.. وبصراحة تفاجأت منها
يعني أنا جاي للمعسكر في يوم غير يوم شغلي عشان أسوي لي شغلة.. لقيت خبر الترقية..

جابر بمودة: تستاهل والله.. ماشاء الله تبارك الله أول نقيب في الـ28 في كل الثكنة.. ترقيتك كانت استثنائية لأنك فعلا كنت أستثنائي..
وعقب كمل بمرح: وعشاء الترقية متى بتسويه لنا..؟؟
لازم تسوي عشاء كبير تعزم كل الثكنة من أصغر عريف للقائد..

سعود بغموض: إنا مسافر بكرة في مهمة بتطول شوي.. إذا رجعت سويت لكم عشاء في الفورسيزونز إن شاء الله..

جابر برعب أخوي: وش مهمته اللي بتطول ذي؟؟

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:38 PM   رقم المشاركة : 92
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء الرابع والسبعون


ماجد أول ماشاف دلال.. أنصدم واجتاحه شعور غريب

الغضب

كان إحساس متعاظم من الغضب يجتاحه

وبعنف..

كان غضب عنيف على زوجها الراحل.. اللي تجرأ ومد يده على ملاك مثلها..

كانت دلال قدامه في فستانها الأبيض أشبه بملاك تنقصه الأجنحة ليطير..

شافت ماجد واقف مذهول.. ماعرفت أيش تسوي فوقفت هي بعد..

ومشاعر ماجد تتلون وتتغير من الغضب إلى الاعجاب إلى الانبهار..

صحيح أنه أنبهر بجواهر لما شافها.. وصحيح إنه جواهر أجمل من دلال بكثير..

لكن إحساسه بدلال كان مختلف.. أعمق وأجمل وأروع.. وأكثر عذوبة..
دلال حلاله وملكه.. له هو..

كانت دلال تقف بفستانها الأبيض الشيفون المتسع على الطريقة الرومانية..
كتف عاري وكتف مغطى.. وناحية الكتف المغطى الفستان يكون أقصر من ناحية وحدة.. فساق مغطاة وساق مكشوفة..

وتسريحة شعرها الكستنائي هي التسريحة الرومانية المرفوعة اللي تنزل منها خصل لوبية بدون ترتيب..

مكياجها كان ناعم جدا وخفيف.. لأنها تركيبة وجهها وبشرتها لا تحتمل ولا تحتاج الكثير من الألوان

الميزة الأبرز في دلال.. واللي تجذب النظر فورا..
بياض لون بشرتها الناصع وصفاءها.. كانت بشرتها اشبه ببشرة طفل في إشراقها ونقاءها وروحها..
كان لها جاذبيتها الخاصة جدا.. وجمالها الناعم..

ماجد قرب منها برقة.. شعر بتوترها وارتعاشها.. طبع قبلة حانية على جبينها..
وقال لها بحنان عشان يكسر حاجز الخوف والتوتر عندها: تحبين أوريج البيت تشوفينه..

دلال بخجل كبير: براحتك..

ماجد بمودة مسك كفها المرتعشة بحنان وقال لها: تعالي معي... وأي شيء تحبين تغيرينه في البيت براحتج.. أنا حاضر.. وأنا عارف أنه أكيد محتاج تغييرات كثيرة

ماجد لف فيها البيت من تحت.. فرجها على الصالات والمطبخ..ومجالس الاستقبال.. ويده بيدها اللي ماوقفت عن الارتعاش..

وعقب طلع بها فوق وهي توترها يتزايد..
البيت كان واسع.. فوق مستخدم غرفة واحدة لماجد بس..
غرفة واسعة في طرفها جلسة صغيرة للتلفزيون..

تحمل ذوق رجالي واضح.. تشبه المكاتب في طريقة ترتيبها.. فخمة بس جامدة..

دلال لما دخلت غرفة ماجد حست قلبها بيوقف من التوتر والخجل..

ماجد بمودة: نجلاء رتبت كل ملابسج في الدواليب..

دلال ماردت..

ماجد بهدوء وهو مقرر مايستعجلها في شيء لأنه لاحظ خجلها الغير طبيعي: لو تحبين تبدلين...
فيه غرفة تبديل ملحقة بالحمام.. ولو تحبين أطلع من الغرفة لين تبدلين.. طلعت..

دلال واقفة ساكتة تفرك إيديها بتوتر..

ماجد تنهد وتوجه للدولاب.. خذ له بيجامة جديدة من البيجامات اللي جابتهم نجلاء له..
مع أنه عمره ماتعود ينام ببيجامة.. كان ينام بالسروال/ البنطلون الأبيض بدون فانيلة حتى..
كان عايش حياته بطريقته الحرة الخاصة..

وجه كلامه لدلال برقة: أنا بأطلع أبدل في غرفة برا..
وأنتي بدلي براحتج ...

******************

محمد وخالد طالعين من المستشفى..
بعد ما أصر محمد أنهم يصورون يد خالد..

خالد بيموت في ثيابه من الحرج ( تقول الجازي دعلة.. والله مافيه دعلة غيرك ياخالد.. خليت الجويزي البزر تلعب بحسبتك.. وتفشلك في الرياجيل)

محمد باستغراب وهم في السيارة: يدك سليمة.. بس يمكن على قولة الدكتور شد عضلي.. لا تنسى تستخدم الكريم اللي هو عطاك..

خالد بحرج وهو يشغل السيارة: إن شاء الله.. ان شاء الله...

محمد بمودة: خلاص وصلني للبيت وعقب روح لبيتكم

خالد حاس إن انفعاله اللي كان فعلا غير طبيعي وحتى هو مستغرب منه كان يمنعه من الرجعه لبيت عمه مكان إحساسه الجديد بالجازي فقال: أنا تعبان.. يدي توجعني .. خل نروح بيتنا .. واخلي السواق يوصلك..

***********************

عبدالله وجواهر الليلة الاولى لكل منهما بعيد عن الآخر

بعد حوالي شهر من انصهار وذوبان كل منهما في الآخر روحيا وجسديا..

النوم يبدو حلما بعيدا بعيد المنال..
الافتقاد الموجع يحز في خلايا كل منهما..

كان عبدالله يغفو لثواني لتعبه الشديد..
ولكنه كان يصحو من نومه بإنفعال
وهو يتحسس ذراعه بحثا عن جواهر التي أعتاد كلما صحا أن يداعبها
بلمسة شفافة من أنامله الحانية
أو قبلة دافئة من شفتيه الوالهه..
حتى وإن كانت هي نائمة على ذراعه كالعادة...

جواهر لم تنم مطلقا.. وهي جالسة على السرير تضم ركبتيها لصدرها..
وتحتضن بحنان فانيلة عبدالله التي خلعها اليوم قبل استحمامه..
الملابس التي كانت تلاصق صدره وتشربت بعصارة جسده ورائحته العذبة..

لطالما كانت جواهر هكذا..
حاسة الشم عندها هي الأكثر حضورا.. والاكثر وجعا..
من افتقادها الموجع لأولادها..
حتى اشتياقها المبرح لعبدالله..

كانت تستنشق ملابس عبدالله بعمق.. ورائحته الرجولية العميقة الخاصة تعبق منها بتركيز مؤلم..

ولكن حتى متى ستحتفظ ملابس عبدالله برائحته؟؟!!!!


******************

ماجد رجع لغرفته..

لقى دلال مابعد طلعت من الحمام..

دلال خذت لها شاور..
ولأنها مستحية تطلع بالروب والفوطة..

تأخرت وهي تستشور شعرها عشان ماتطلع وهو مبلول

ثم لبست لها بيجامة حرير بيضاء كمها طويل..

ماجد كان قاعد على السرير وعلبة الدبلة في يده..

أول ماطلعت دلال.. وقف ماجد وهو يستمتع بمنظرها الشفاف..

قال لها برقة: تعالي دلال..

قربت منه بخجل.. ماجد فتح العلبة وطلع منها الدبلة..
وقال لها بنفس الرقة: عطيني يدج اليسار..

دلال مدت يدها له وهي بتموت من خجلها
ماجد لبسها الدبلة بحنان..
ثم رفع يدها وطبع عليها قبلة دافئة..
ثم فتح كفها وطبع في باطنها قبلة أعمق وأدفأ..
ثم سحب كفها وقبل داخل معصمها قبلة أعمق..
وكان يبي يتعمق أكثر..

لولا أن دلال سحبت يدها بقوة وبتوتر..
وابتعدت خطوتين وهي تحس قلبها بيتوقف من الانفعال والخجل..

ماجد توتر من ردة فعلها اللي حس إنها مبالغ فيها شوي..
تراجع وجلس على السرير..
وبعد دقيقة صمت
ماجد جالس على السرير.. ودلال واقفة حاضنة نفسها وترتعش..

قطع ماجد الصمت وهو يقول بعمق: انا اعرف ان زوجج الاول الله يرحمه كان تعامله قاسي جدا معاج
بس أنا غير عنه..
واللي اتمناه منج واحنا في بداية حياتنا سوا
أنج تحاولين تنسين زوجج الاول وتصرفاته معاج
عشان نبدأ حياة جديدة أنتي تحكمين علي فيها من خلال تصرفاتي انا
موب من خلال تصرفاته الله يرحمه

سكت شوي وعقب كمل بنفس النبرة العميقة:
مافيه داعي لكل هذي الحدة والخجل..
خلينا نتعرف على بعض بدون حواجز
وتأكدي أني ماراح استعجلج على شيء

دلال ظلت واقفة في نفس مكانها ساكتة..

ماجد وقف.. مسك يد دلال بحنان.. ثم جلسها جنبه على السرير..

دلال بنفس توترها وخجلها اللي بدأ يعصب بماجد..
لكن ماجد قرر انه يتمالك نفسه للآخر وقال لها برقة: حبيبتي دلال أنا غير والله غير
ومع العشرة بتكتشفين بنفسج..

ماجد قال كلمته ومد يده يبي يحضنها.. لكنه فوجئ بدلال تتراجع بعنف وتنخرط في بكاء هستيري..

ماجد نط واقف من الرعب..
(ماسويت شيء عشان تبكي كذا.. كنت أبي أحضنها بس
وش أقول؟؟ أبي أدعي عليه بس ما أقدر
بأقول الله يجازيه باللي يستحقه
شكله مرعبها من كل ملامسة المتوحش)

ماجد حس بغضبه على زوج دلال المرحوم يتزايد ويتزايد لدرجة الاختناق..
فقرر يطلع للبلكونة يأخذ نفس..

طلع ماجد لبلكونة الغرفة.. وترك دلال اللي كانت منهارة من البكاء..

ماجد حاس بنار تحرقه وهو يتخيل زوج دلال كان يعاشرها بوحشية..
عشان كذا هي مرعوبة من ماجد ومن كل لمسة منه

*********************

سعود ماقدر ينام.. يفكر في بكرة

وأشلون يوصل الخبر لدانة.. ولأمه..

أحيانا يشعر انه استعجل في قراره..

لكن الأحيان الأكثر تؤكد له إن قراره صائب

لأنه خلاص قدرته على الاحتمال انتهت..

والابتعاد عن دانة والشوق لها واللهفة عليها
أهون من قربها واستجداء كلمة حب لا تشعر بها منها

***************

عبدالله في غرفته بالفندق..

ماقدر ينام عدل.. أندق عليه الباب دقات خافتة..

عبدالله نط واقف وطل مع العين السحرية للباب

كان فاضل واقف على الباب بتحفز

فتح عبدالله الباب وهو يقول بود: هلا فاضل..

فاضل بهدوء: صحيتك؟؟

عبدالله: لا والله انا مانمت اصلا..

فاضل بثقة: زين هيج.. ألبس بسرعة.. خلينا ننزل

عبدالله باستغراب: وين؟؟

فاضل بنفس الثقة: نجيب اللي انته جاي للعراق على موده..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:40 PM   رقم المشاركة : 93
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء الخامس والسبعون



عبدالله باستغراب: وين؟؟

فاضل بنفس الثقة: نجيب اللي انته جاي للعراق على موده..

عبدالله بفرح مخلوط بالاستغراب: بهالسرعة؟؟

فاضل بثقته المعتادة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. واللي خاطفين نسيبك شوية اطفال معاهم سلاح ويريدون فلوس..
ماخذوا في إيدي شوية..
وعقب كمل فاضل باستفسار: الفلوس وياك؟؟

عبدالله يفتح الخزنة اللي في غرفته ويطلع منها الفلوس..

فاضل يقول له بود: جيب نص المبلغ بس.. خليناهم يسوون دسكاونت..

عبدالله بإعجاب: والله ماوفاك راوي حقك.. خلاص النص الثاني لك.. والله العظيم ماتقول شيء..

فاضل باستنكار وغضب: أنته تريد تهينني بوعبدالعزيز؟؟

عبدالله باحترام: محشوم يافاضل.. هذا حقك والحق حق..



*******************



ماجد رجع للغرفة بعد ماهدأ شوي
الغضب هدأ لكن الحرقة في قلبه كانت تتعمق..

كانت دلال هي الأخرى هدت.. وتجلس في نفس مكانها على السرير بصمت..

ماجد فضل أنه مايرجع لها.. لأنه صار يخاف من ردات فعلها
توجه لجلسة التلفزيون وجلس هناك بصمت...

مضى وقت طويل.. والصمت سيد الموقف..
بعدين قرر ماجد يتمدد على الكنبة .. عشان يعطيها فرصة لو كانت تبي تنام..

مر وقت أطول لين قررت دلال تتمدد على السرير ويغلبها النعاس وتنام..

في الوقت اللي ماجد مانام نهائيا لحد أذان الفجر..
لما اذن الفجر قام يتوضأ
كانت أنوار الغرفة كلها مضاءة..
قرر يطفيء بعضها ويترك بعضها لأنه خاف أنها يمكن تكون تخاف من الظلام.. (شيدريني بعد؟)

قرب منها بشويش
(خلني أمتع عيوني بطلتها.. قبل تصحى وتتخرع مني)


(يا سبحان الخالق ملاك نايم..
الله يجازيه زوجها الأولي لولا فعايله فيها
وإلا كان الحين نايمة بحضني)

ماجد كان يبي يروح للمسجد..
لكنه خاف يخليها في البيت بروحها..
لأنه حتى خدامة مامعها في البيت..
هو يعرف أنها عندها خدامة في بيتها..
بكرة بيجيبها.. عشان ماينشغل باله عليها لما يطلع..

قرر يصلي في البيت.. مع أنه ماتعود يفوت الصلاة مع الجماعة وهو صاحي..

لما خلص صلاة.. رجع على دلال.. صحاها بدون مايقرب منها بصوت هادئ: دلال.. دلال قومي صلي الفجر..

دلال فتحت عينها بشويش.. وهي تشوف ماجد واقف بعيد ببيجامته الرمادية.. وشعور غريب دافئ يجتاحها..

كانت هي أول أيام زواجها بزوجها الراحل.. هي اللي تصحيه للصلاة..
لكن رده الدائم عليها كان كفين معتبرين يلونون في خدها الأبيض لثاني يوم..

بعدها توقفت عن إيقاظه للصلاة..
في محاولة لتلافي أن تبدأ يومها بالضرب..
حتى لا يترك ضربه لها في وجهها علامات وهي متوجهة لعملها في المدرسة..
(دلال مدرسة كيمياء في مدرسة ثانوية)

دلال تصبرت طويلا على زوجها على أمل إصلاحه..
وعندما يأست كانت على وشك طلب الطلاق.. لولا أن والدها توفي بعد زواجها بسنة..

وبعدها بدأ زوجها بتهديدها.. أنه سيشوه سمعتها بل وحتى سمعة والدها الراحل.. إذا هي طلبت الطلاق منه..

ولأنها تعرف دناءته وحقارته.. قررت الصبر من أجل ذكرى والدها وخصوصا أنه لا سند لها..
وأن تحتسب عذابها معه عند الله سبحانه
لأنها أعتبرت أنه هذا الزوج ليس أكثر من ابتلاء في الدنيا..

فهل يكون ماجد هو مكافأة الله لها على صبرها؟!!

دلال ردت برقة: إن شاء الله.. بأقوم الحين..

خلصت دلال صلاتها ورجعت تتمدد على السرير.. وماجد متمدد على الكنبة يتقلب.. بعد دقايق ماجد نط قاعد..
وهو يوجهه كلامه لدلال: لو ماعندج مانع أبي أفسخ القميص
أنا ما أقدر أنام كذا.. ولو بيضايقج بأروح أنام في غرفة ثانية..

دلال خافت يخليها بروحها في البيت الغريب عليها.. فقالت له بخجل: على راحتك..

ماجد خلع قميصه ورجع يتمدد


*********************



عبدالله وفاضل في مكان التسليم
الوقت قبل الفجر بساعة حسب توقيت بغداد..
والمكان غرب بغداد.. طريق زراعي مهجور بالقرب من الرضوانية..

كانت سيارات الخاطفين الثنتين واقفة على جنب الطريق..
سيارة صغيرة.. وسيارة ميكروباص..

وسيارة فاضل تجاوزت سيارتهم بشوي.. ووقفت..

فاضل طلب من عبدالله ماينزل من السيارة نهائيا..
لحد مايخلص إجراءات التسليم والاستلام ويجيب المخطوفين الثنين ويركبهم السيارة من ورا..
بدون ماينزل عبدالله..
اللي المفروض مايظهر في الصورة مطلقا وقفا لمخطط فاضل..


**********************

دلال صحت بدري من النوم..
الغرفة أصبحت تقريبا مضيئة تماما.. مع نور الشمس المتسلل عبر الشبابيك التي لم تُغلق ستائرها البارحة..

دلال قامت تتسحب ناحية ماجد تشوفه صاحي أو نايم..

صدمها بعنف مظهر جسده العاري..
فرق شاسع بين بنية ماجد الرياضية (وهو اللي أهلكه عبدالله بالركض خلفه على الكورنيش وبين نوادي رفع الأثقال طوال السنوات الخمس السابقة بعد عودة عبدالله من أمريكا)

وبين جسد الراحل الذي عبث الشراب بصحته وكان يعاني هزالا جعل عظامه تكاد تمزق جلده من نحوله..

تراجعت بذات عنف صدمتها.. وهي تشعر بإنفعال بالغ بعثه فيها منظر ماجد الرجولي الغريب عليها..

غسلت وبدلت.. وقررت تنزل تتمشى في البيت.. وتسوي لماجد فطور قبل يصحى.. وتتلهى عن المنظر اللي بدت فيه صباحها..

دلال نهائي ماعجبها ترتيب أغراض المطبخ ولا نظافته.. لقت لها مريلة جديدة.. لبستها وبدت تنظف.. وتعيد ترتيب الأغراض
وتشوف شنو اللي ناقص وتسجله في ورقه
قضت ساعات وهي تشتغل..
كانت منهمكة في الشغل لدرجة أنها ما انتبهت للظل الطويل المنعكس على بلاط المطبخ.. للشخص اللي كان متسند على جانب الباب وله دقايق يراقبها بابتسامة واسعة..

قاطع انهماكها صوت مرح يقول: فيه عروس تبدأ صباحيتها بأشغال شاقة مثل هذي..

دلال ارتبكت.. توجهت للمغسلة وغسلت يدها عدل.. ونشفتها وخلعت المريلة بارتباك وهي تقول: صحيت بدري وحبيت أتسلى..
ونزلت عينها بخجل بالغ وهي تشوف أن ماجد لابس قميص البيجامة بدون مايسكر إزراره..

ماجد كان باله مشغول بطلتها الناعمة ..تنورتها القصيرة لتحت الركبة بشوي والواسعة باللونين الليموني والأخضر.. وبلوزتها الهاي نك الليمونية بدون أكمام..

ماجد قرب منها ومسك يدها برقة وطبع عليها قبلة دافئة وهو يقول: الإيدين الحلوة هذي تنخدم ماتخدم..

دلال انتزعت يدها من يده..و تراجعت بحدة لكن الحائط خلفها حجزها وثبتها..

في الوقت اللي ماجد تقدم منها وهو يسند يديه على الحائط ويحبسها في الفراغ الضيق بين ذراعيه..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:41 PM   رقم المشاركة : 94
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~


الجزء السادس والسبعون



في بغداد
في فندق فلسطين..
في غرفة عبدالله تحديدا..

عبدالله كل شوي يحط يده على كتف عبدالعزيز كأنه يبي يتاكد أنه موجود..



اليوم الفجر كان عبدالله على أعصابه..
خايف أن عملية التسليم يصير أي شيء يعرقلها..
وكل شوي كان يبي يفتح الباب وينزل..
في الأخير كان بيسويها وينزل.. لولا أن فاضل فتح الباب الخلفي وركب فيه اثنين بسرعة..

في الوقت اللي فاضل ركب بسرعة وقال بحزم: بدون أي انفعالات، خلونا نطلع من هاي المنطقة أولا..

ألتزموا الصمت للحظات حتى طلعوا لطريق الرضوانية الرئيسي..

عبدالله كان أول من تكلم بلهفة وهو يلتفت ورا: عبدالعزيز؟؟

عبدالعزيز انصدم وبعنف، أخر شخص توقع أنه يكون على الكرسي الأمامي... بصدمة: عبدالله!!!

عبدالله بود كبير بلا حدود وهو يمد يده للخلف عشان يحضن يد عبدالعزيز: الحمدلله على سلامتك يا بو منصور..

عبدالعزيز بفرح وهو يحضن كف عبدالله بود أخوي متسع: ماقلت لك يانصار.. ماقلت لك.. عبدالله بيسويها..

عبدالله بود: أنا ماسويت شيء.. كله بفضل الله ثم فضل فاضل..

فاضل بذات الود: أنا ماسويت شي.. أنتو ناس طيبين على مود هيج.. الله سهلها





عبدالعزيز بود وهو يشوف عبدالله كل شوي يلمس كتفه: والله أني طيب ياعبدالله.. مانقص مني يد ولا رجل..

عبدالله بود مخلوط بالعيارة: أختك كلت كبدي.. لازم أشيك عليك كامل نتأكد لا يكون ناقص شيء..

عبدالعزيز بحنان: فديتها أم عزوز.. القلب الاطيب في كل الدنيا.. أشلونها؟؟ طمني عنها؟؟

عبدالله بحب: تمام.. مشتاقة لك .. أنت اللي ناقصها وبس..

عبدالعزيز بهدوء: ومتى بنرجع إن شاء الله؟؟

عبدالله: أنا كنت حاجز على بعد بكرة.. كنت خايف إن الشغلة تطول.. لكن بما أنه أحنا خلصنا
طلبت من فاضل يشوف لنا حجز أبكر.. بكرة إن شاء الله نكون راجعين الدوحة..



*********************

دلال تراجعت بحدة لكن الحائط خلفها حجزها وثبتها..

في الوقت اللي ماجد تقدم منها وهو يسند يديه على الحائط ويحبسها في الفراغ الضيق بين ذراعيه..


دلال توترها تزايد .. في الوقت اللي ماجد قرب منها أكثر.. لدرجة أنها أصبحت تشعر بأنفاسه حارة لافحة على وجهها..
وهي تشعر بمشاعر دافئة جديدة عليها..

لكن توترها البالغ وخجلها العارم دعاها للهرب من أسر هذه المشاعر الجميل العميق..

نزلت جسدها شوي.. ثم انحنت وطلعت من تحت ذراعه..

ماجد نظر لها بتسلية وهو مبتسم وهي تطلع أكواب من الدولاب بارتباك
وقال لها بنبرة مرحة عميقة: على فكرة أنا فلتج بكيفي.. وانتي منتي بعيدة عن يدي.. حطي هالشيء في بالج

ماجد طالع من المطبخ وهو يقول لها: أنا بأطلع أخذ لي شاور.. وياريت تجهزين لي جوازج عشان أبي أقدم على الفيزا وأحجز لنا..

دلال بخجل: جوازي منتهي من سنين.. وماله داعي أنا أصلا ماأبي أسافر..

ماجد مصدوم: منتهي من سنين.. وليه ماجددتوه؟؟

دلال وطت عيونها بخجل..

وماجد يحس إن غضبه على زوجها الراحل بدأ يخنقه.. وبعنف


*****************



اليوم موعد طلوع دانة وسالم من المستشفى


دانة ينتظرها خبر سيشطر قلبها نصفين..


وسالم تنتظره حياته الجديدة كرجل متزوج يبدأ حياته الزوجية في ظلام رؤيته المعتم


******************



فاطمة كانت مستغرقة في النوم.. بين دباديبها وشراشفها الوردية.. رن موبايلها..
رن المرة الأولى وسفهته.. الثانية وسفهته..

الثالثة : " لحول.. مافيه حد لحوح ومزعج كذا إلا مها"

لقطت الموبايل حتى بدون ماتشوف الاسم: نعم يالدبة يالمزعجة؟؟

صوت مها المرح: مافيه دبة غيرش.. نعنبو دارش راقدة للظهر.. قومي على حيلش.. أبي أقول لش شيء

فاطمة تطالع الساعة وتقول بنعاس: فارقيني.. باقي على الآذان شوي.. أبي أنام..

مها بلعانة: مافيه ترقدين.. قومي صحصحي.. أبي أكلمش.. خلاص وش أسوي.. مناري ماعاد تسأل .. دوبها دوب ذا المستشفى.. وسالم اللي هي خنقته بغثاها..

فاطمة ضحكت بنعومة: سبحان مغير الأحوال.. اللي يشوف دعاويها عليه.. مايشوفها وهي لاصقة فيه جذيه وهو اللي يشوت فيها..

مها باستفسار: تظنين منيرة تقدر عليه؟؟

فاطمة بابتسامة: وعلى أبوه بعد..

مها بود: أشرايش نروح لها اليوم في بيتها الجديد؟؟ اليوم سالم بيطلع من المستشفى..

فاطمة بود: واي نوت..

مها بحماس: زين تجين نروح الحين السوق نشتري لها هدية معتبرة .. وعقب ورد وشيكولت.. ونروح لها دايركت عقب

فاطمة نطت من السرير: أصلي الظهر ونمشي...

مها بعيارة: وين اللي كانت من دقيقة بتموت على روحها من النعاس..

فاطمة بنفس عيارتها: وخري عاد.. هاي السوق.. السوق.. وعقب منيرة


***********************



دانة في غرفتها في بيت أهلها..
قررت تقعد عندهم يومين ترتاح وعقب ترجع بيتها..
عقب ما استأذنت سعود اللي أذن لها..

بعد صلاة الظهر بشوي.. رن موبايلها.. كان سعود
ردت بحب: هلا سعود

(كان متأمل للحظة الأخيرة إنها ممكن تقول له هلا حبيبي)

رد عليها بهدوء: هلا حبيبتي.. أنا تحت وأبي أشوفش.. ممكن؟؟

دانة برقة: أكيد ممكن... دقايق بس.. مزنة بتنزل لك.. وتطلعك توريك مكان غرفتي..

دانة أشرت لمزنة اللي راحت تلبس عبايتها.. ونزلت وطلعت سعود اللي كانت عينه في الأرض لحد ماوصل غرفة دانة..

مزنة خلته قدام الباب وانسحبت..

خذ نفس عميق.. وفتح الباب..

مع دخلته أشرق وجه دانة.. لكنها شعرت بانقباض وهي ترى وجه سعود البالغ الجدية..

سعود قرب منها وجلس جنبها على السرير.. وطبع قبلة على جبينها.. وعقب مسك يدها بدفء وأحتفظ بها بين يديه: الحمدلله على سلامتش حبيبتي..

دانة بتوتر لاتعرف سببه: الله يسلمك..

سعود بهدوء: باركي لي..

دانة بود وترقب: على شنو؟؟

سعود بذات النبرة الهادئة: علقت النجمة الثالثة..

دانة سحبت يدها من يده.. وحاوطت رقبته بيدها وهي تحضنه بقوة ورقة وتقول بفرح غامر: مبرووووك.. ألف مبروك.. ماشاء الله تبارك الله.. بس مو كنك صغير على حضرة النقيب ياحضرة النقيب؟؟

سعود بهدوء: الترقية كانت استثنائية ومفاجئة حتى لي..

(وجات في وقتها عشان تضبط سالفتي)


سعود فلت دانة بالراحة ثم طلع من جيبه ظرف.. وحطه على الكوميدينو جنب سريرها..

دانة بحذر: وش هذا؟؟

سعود بهدوء: فلوس..

دانة بحذر أكبر: ومن قال لك أني أبي فلوس...
مهري تقريبا ما أنصرف منه شيء.. من غير أني اصلا عندي فلوس.. الحمدلله الخير واجد..
لأيش ذا الفلوس؟؟

سعود بهدوء: زيادة الخير خيرين.. أنا مسافر وما أبي شيء يقصرش في غيابي..

دانة بحذر حزين: وين مسافر؟؟

سعود بذات هدوءه: بأنضم للقوات القطرية اللي في قوة حفظ السلام (اليونيفيل) اللي في جنوب لبنان..
وعلى فكرة ماحد راح يدري أنا وين بروح غيرش أنتي ومحمد..

دانة حست الخبر مثل طعنة خنجر حاد تخترق إحشائها لأبعد مدى.. وكأن روحها تبصق دما وألما مبرحا..

لكنها تماسكت وشيء معين يخطر ببالها..
سألت سعود بهدوء: وهل هذا الالتحاق باليونيفيل تكليف وإلا تطوع؟؟

سعود ارتبك من سؤالها الذكي.. وماخطر بباله انه ممكن يخطر ببالها.. رد عليها بهدوء: تكليف جاء مع الترقية الجديدة..

دانة هنا حست إنها انطعنت طعنة أعنف وأقسى وأحد
لكنها تماسكت أكثر وهي تقول بهدوء ميت: سعود ممكن أعرف السبب اللي يخليك تهرب مني؟؟ أنت تعاقبني على الجنين اللي راح؟؟

سعود بحدة: وش هالكلام يادانة؟؟ أنتي مجنونة؟؟

دانة بحزن ونبرة متماسكة: سعود أنا ماني بغبية..
أنا أعرف أن القوات القطرية اللي في اليونيفيل كلهم من قوات الأمن الخاصة (لخويا) ..
ومافيهم حد من القوات الأميرية المسلحة إلا لو كانوا متطوعين أو أصحاب تخصصات خاصة..
ومعنى كذا أنك أنت اللي تطوعت.. واتخذت الترقية حجة..

أنا ماعندي مانع أنك تتطوع.. وأكون سعيدة بتطوعك حتى لو كان شوقي بيذبحني لك..
لكن لما تروح تتطوع.. وتكذب علي عشان تروح .. وأنا في ظرفي الصحي هذا.. أفهم بوضوح أنك تبي تعاقبني..

سعود كان مذهول وهو يستمع لكلام دانة القوي المنفعل المنساب من بين شفايفها بحزن عميق..

وخلاص مايقدر يكذب عليها.. رد عليها بهدوء: ايه أنا اللي طلبت الالتحاق باليونيفيل..
لكن مهوب للسبب الغريب اللي في رأسش..
أنتي مالش ذنب في نزول الجنين عشان أعاقبش على قضاء الله وقدره..

دانة سحبت نفس عميق وتنهدت بحزن: طيب ممكن أعرف السبب..

سعود بحزم يائس: أنتي..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:42 PM   رقم المشاركة : 95
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~


الجزءالسابع والسبعون


دانة سحبت نفس عميق وتنهدت بحزن: طيب ممكن أعرف السبب..

سعود بحزم يائس: أنتي..

دانة باستنكار: أنا؟؟

سعود بهدوء حزين: أحس العلاقة بيننا متوترة ومن قبل ماتسقطين..
عدا أن... (وسكت)

دانة بنفاذ صبر: أيش ياسعود؟؟

سعود قرر يصارحها.. عشان خلاص مايترك لنفسه او لها عذر..

سعود بعمق: أحس إن مشاعرنا غير متبادلة على ذات المستوى من القوة...

دانة باستفسار: والمعنى؟؟

سعود بحزن: كم صار لنا متزوجين؟؟

دانة بترقب: حوالي شهر ونص

سعود بذات الحزن: كم مرة قلت لش حبيبتي وأحبش وأعشقش وأهواش.. وكل مصطلحات الغرام المعروفة وغير المعروفة..؟؟

دانة بتوجس: كثير..

سعود بحزن أعمق: وأنتي كم مرة قلتيها لي؟؟

دانة سحبت نفس عميق: ولا مرة..

لحظتها سعود وقف بقوة وهو يقول بحزم رقيق: وصلتي للسبب اللي خلاني أبي أهرب منش ومن لهفتي على كلمة
انتي مستخسرتها فيني..
أو مابعد حسيتي فيها..
خليني أعطيش فرصة يمكن تشوفين أني أستحقها
أو تخليش أيام البعد تحسين فيني وفيها..

دانة أعتصمت بصمت موجع ..

سعود طبع قبلة حانية على رأسها وانسحب.. كانت هي صامتة جامدة وكفيها متشابكين في حضنها

وهو يفتح الباب.. كان متمسك بالأمل للحظة الأخيرة
قال لدانة وظهره لها ووجهه ناحية الباب بصوت يقطر حزن وترقب ووجع: دانة.. خلي بالش من نفسش

بس دانة ماردت عليه بكلمة.. سعود تنهد بألم وسكر الباب وراه

في ذات الوقت اللي دانة اللي كانت متماسكة
انهار كل تماسكها.. وانهارت تبكي بكل عنف وهي تقول: غبي.. غبي.. طول عمرك غبي..


*********************



جواهر سلمت من صلاة الظهر..

وهي تصلي سمعت الموبايل يرن.. والحين قامت تبي تشوف من.. عشان ترجع تتصل عليه..
مع وصولها للموبايل..
كان الموبايل يرن مرة ثانية.. كان عبدالله هو المتصل..

جواهر لقطت الموبايل بلهفة وردت بلهفة موجعة: هاه حبيبي بشرني عنكم...

جاءها الصوت الدافئ الحنون: أنا أنفع بشارة..

جواهر صرخت بفرح مجنون يكاد يمزق صدرها: عبدالعزيز.. ياروح أختك

كانت تريد أن تبكي.. وكانت ستفعلها
لولا أنها تذكرت وعدها لعبدالله فتماسكت
وصوتها يرن بفرح خاص محلق عميق جدا: حبيبي طمني عنك.. أشلون صحتك.. أنت سليم مافيك شيء؟؟

عبدالعزيز بحنان: والله العظيم أني طيب وزين وصحتي على خير حال.. أنتي اللي أشلونج؟؟ واشلون العيال؟؟

جواهر بحنان أكبر: كلنا طيبين.. موب ناقصنا إلا شوفتكم..
حلفتك بالله: أنت طيب ومافيك ولا شيء؟؟

عبدالعزيز بود: والله العظيم أني طيب يا بنت الحلال.......... زين أبو عبدالعزيز حاسدنا في الشوي اللي كلمناج فيها.. يبيج كلج له بروحه.. خذيه كلميه..

جواهر تنهدت بعمق
في الوقت اللي سمعت عبدالله يسأل عبدالعزيز: بكت؟؟
وعبدالعزيز يرد عليه: لا ..وغريبة صراحة..

جواهر ابتسمت.. وأول ماقال لها عبدالله : ألو..
ردت عليه بابتسامة: عشان تعرف أني عند وعدي..

عبدالله بحب: كفو يا أم عزوز.. قرت عينج بسلامة عبدالعزيز...

جواهر بود كبير: وعينك..

عبدالله طلع للبكونة وقفل الباب وراه..
في الوقت اللي عبدالعزيز كان يبتسم..

عبدالله جلس على الكرسي اللي في البلكونة وهو يقول بلهفة وعمق: اشتقت لج..

جواهر بذات اللهفة العميقة: وأنا أكثر..

عبدالله بتساؤل حنون: أشلون نومج البارحة؟؟

جواهر بعيارة: نمت بعمق لأول مرة من شهر كامل.. بدون إزعاج الناس اللي كانوا طول الليل يتحركشون فيني ويزعجوني بتحرشاتهم الدائمة

عبدالله بنبرته العميقة الخاصة اللي تذبحها وخصوصا لما يهمس فيها بخفوت مثل ماهو يسوي الحين: كذابة..

مرت لحظة صمت وقلب جواهر يذوب من صوت أنفاسه على الطرف الآخر..ردت بصوت ناعم: خف علي عبدالله.. حرام عليك

عبدالله بعمق مذهل: أول خفي علي أنتي.. جننتيني..
البارحة كل شوي أقوم من النوم مثل المجنون أدور عليج..
مشتاق.. مشتاق... مشتاق.. مشتااااااااااااق
الله يصبرني لبكرة بس..

جواهر بلهفة: جايين بكرة؟؟؟

عبدالله بحب: ولو حصلت طيارة اليوم كنت جيت اليوم..
خلاص مافيني صبر..

زين حبيبتي عبدالعزيز يأشر لي.. تبين شيء ياقلبي؟؟

جواهر بعشق: سلامتك حبيبي..

عبدالله بوله: أحبج.. تذكري على طول..

جواهر بذات الحب: وأنا احبك أكثر..


*******************



سالم وعائلة عمه أبو علي تصل كاملة لبيت سالم..

منيرة حاسة بتوتر بالغ.. وابوها مثلها
الأثنين كارهين دخلة البيت هذا
وغصبا عنهم يدخلونه..

سارة وعلي هم الوحيدين اللي يدلون في البيت
لانهم اللي كانوا يزورون سالم فيه..

سالم وعلي وأبو علي دخلوا المجلس.. كان فيه غداء على سلامة سالم.. وبيجيهم رياجيل كثير..
في الوقت اللي أم علي وبناتها دخلوا داخل..

منيرة كانت تقدم رجل وتؤخر الثانية.. وحاسة بشيء ثقيل كاتم على روحها..

سارة مسكت منيرة من يدها بحنان: تعالي منيرة أوريج غرفتج..

منيرة كانت تفر عينها في البيت بأثاثه الراقي.. وعينها تحاول تتجنب الدرج اللي يطلع للدور الثاني..

لحد مادخلتها سارة لغرفة باين عليها التجديد الكامل.. من الصبغ للسقف للستاير للغرفة الفخمة.. والجلسة الناعمة في طرفها..

منيرة ابتسمت: ذوقس.. أشم ريحته عن بعد..

سارة تضحك: تقدرين تقولين ذوق مشترك.. أنا وسالم..

وعقب كملت سارة وهي تفتح الدواليب: أنا رتبت ملابسس هنا.. وملابس سالم نزلتهم من فوق.. ورتبتهم هنا..

منيرة في غاية التوتر.. عندها رغبة حادة في البكاء لكنها كتمتها في نفسها



******************


سعود خلص ترتيب شنطته..
شالها وتوجه أول شيء لغرفة البنات..

كانو مها والجازي قاعدين جنب بعض على سرير الجازي يتفرجون على كتالوج أزياء..

أول مادخل نطوا الثنتين باحترام وحطوا الكتالوج وراهم..

سعود بهدوء: بنات تعالو..

لما قربوا منه باس كل وحدة منهم على رأسها
وقال بحنان أبوي حازم: أنا مسافر.. ما أوصيكم في أنفسكم وفي أمكم..
أنا بأخلي فلوس مع أمي ومع محمد.. أي شيء تبغونه أطلبوه منهم..


البنات حسوا قلوبهم طاحت في رجولهم من التوصيات اللي أول مرة يقولها لهم..
رغم أنها مو أول مرة يسافر.. بس عمره ماطول في سفر أكثر من 10 أيام..

مها بتردد: وش ذا التنبيهات..؟؟ شكلك مطول..؟؟

سعود بهدوء: شهرين أو ثلاثة..

الجازي سمعت شهرين أو ثلاثة.. رجعت رمت نفسها على سريرها وقعدت عليه ودفنت وجهها بين إيديها وهي تبكي بهستيرية مريرة..

سعود قلبه انخلع وهو يشوفها تبكي بذا الطريقة..
رجع عليها وجلس جنبها وطبطب على كتفها وهو يقول بحنان: أفا.. ليش تبكين كذا؟؟

الجازي رمت نفسها على صدره وهي تشهق
سعود حضنها بحنان وقوة وهو يحس قلبه يذوب من بكاها..
الجازي بالذات ماعرفت لها أب غيره..
أبوها مات وهي عمرها سنة..
وسعود كان أبوها الوحيد اللي هي عرفت..

سعود حس بتقصيره في حقها..
صحيح إن حبه لها كبير كبير كبير..
لكن عمره ماحسسها بمدى ذا الحب..
لكن الجازي ماكانت محتاجة إنه يحسسها لأنها كانت حاسة بحنانه حتى في قسوته..

مها اللي كانت تراقب المشهد.. بدت دموعها تنسكب بصمت..

الجازي بين شهقاتها: حرام عليك سعود.. شهرين واجد تقول 3 بعد.. حرام عليك..

سعود وخر وجهها بحنان ومسح دموعها برقة: أنا طالع في مهمة.. والايام بتمر بسرعة.. وشوي وتلاقيني عندش..

الجازي وهي بعدها تشهق وتمسح وجهها بأكمامها: انا كبرت ماعادني ببزر.. تضحك علي..

سعود رجع يحضنها وهو يقول بحنان: فديت اللي صارت كبيرة..
والكبيرة خلاص تفهم وتقدر ظروف شغل أخيها
وتقول له تروح وترجع بالسلامة.. صح وإلا لا؟؟


الجازي سكتت وهي تقول بحزن: تروح وترجع بالسلامة..

سعود وقف وشاف مها البطل الصامت بدموعها الصامتة،
حضنها بحنان وهو يقول: شكلش أنتي وأختش سهرانين البارحة على فيلم هندي.. حبيتوا تطبقونه اليوم...

مها وهي تطبع قبلة على خده: الله يردك لنا سالم ياسعود.. حنا من غيرك ولا شيء.. تذكر ذا الشيء

سعود بذات الحنان المغلف بمشاعره المنطلقة بتدفق اليوم: محمد موجود وأمي.. ما أنا ماني بمتأخر عليكم..

مها بتساءل متردد: قلت لدانة؟؟

سعود حس بكهرباء تجتاحه لمجرد سماع اسمها، لكنه رد بهدوء: قلت لها..

مها بتساءل حذر: وأشلون ردة فعلها؟؟

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:43 PM   رقم المشاركة : 96
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء الثامن والسبعون

مها بتساءل متردد: قلت لدانة؟؟

سعود حس بكهرباء تجتاحه لمجرد سماع اسمها، لكنه رد بهدوء: قلت لها..

مها بتساءل حذر: وأشلون ردة فعلها؟؟

سعود بهدوءه المعتاد: عادي...

مها باستغراب: أنت متأكد أنه عادي..

سعود بنفس هدوءه: عادي..

ثم طلع من غرفتهم بعد ماحضن كل وحدة منهم ووصاهم من جديد في أنفسهم وفي أمهم..

توجه بعدها لغرفة محمد لكن محمد كان على الغداء في بيت سالم.. أتصل فيه.. وطلب منه يرجع بسرعة..

خلال أقل من 10 دقايق كان محمد واصل جايبه خالد..

وطلع لسعود اللي ينتظره في غرفته وهو يقول برعب: عسى ماشر ياسعود؟؟

سعود كان في غاية الفرح وهو يشوف محمد طلع من قوقعته ويرجع محمد القديم..
وأحسن شيء في الأزمة اللي مر عليها من ناحية تفكير سعود أنه حلق الشعر اللي كان سعود معترض عليه

سعود بابتسامة: ليه يعني؟؟ ما أطلبك إلا وراي شر ؟؟


محمد بنفي: محشوم يابوسعيد.. بس روعتني..

سعود بمودة: بغيت أسلم عليك قدام أسافر..

محمد بمودة: وين بتروح؟؟

سعود بجدية: عندي انتداب في اليونيفيل في جنوب لبنان.. شهرين وإلا 3 وبأرجع.. بس مافيه داعي حد يدري أنا وين رايح.. اللي يسأل عني قل مسافر مع المعسكر وبس..

محمد باستغراب: وماقدرت تأجل سفرك شوي.. مرتك توها مسقطة أمس.. مهيب زينة تروح وتخليها وهي تعبانة..

سعود بهدوء: ظروف شغلي منعتني..

محمد بتردد: تروح وترجع بالسلامة..

سعود عطاه ظرف فيه فلوس.. وعطاه مفتاح سيارته عشان يستخدمها لما يفك الجبس..

سعود بود: إذا رجعت إن شاء الله اشتريت لك سيارة جديدة.. بس تكون خلصت الامتحانين الباقية ونجحت..

محمد حضنه وهو يقول: إن شاء الله

المحطة الأخيرة كانت أم سعود اللي قطعت قلب سعود بالبكاء رغم أنه ماقال لها وينه بيروح..

عطاها الفلوس.. ووصاها في البنات والبيت ومحمد.. ووصاها كثير في دانة..

***********************



ماجد ودلال كانوا يتغدون في مطعم برا..

ماجد حب أنهم يطلعون من البيت.. من بعد تهوره اليوم في المطبخ.. وهو حاس أنه خلاص مافيه صبر

بس هو مايبي يخوف دلال منه.. فقال خلنا نطلع شوي
وجودنا بين الناس بيحميها مني..

رن تلفون ماجد.. طالع الاسم.. وابتسم
- حيا الله الغالي..
- الله يحي عريسنا.. صباحية مباركة ياعريسنا على قولت العجايز..
- الله يبارك فيك طال عمرك..
- مبسوط يابو فيصل في القفص؟؟ ( عبدالله بعيارة)
- والله لو أدري ذي حلات القفص.. كان قلت أحبسوني من زمان.. (ماجد يضحك)
- الله يونسك بالعافية.. ويطول عمرك في الطاعة..
- متى جاي؟؟
- بكرة إن شاء الله.. بس تراني ما أبي أشوف وجهك ولا أسمع صوتك إلا عقب أسبوعين على الأقل
- ومن قال لك أني أصلا أبي أطل في وجهك وإلا أسمع صوتك.. خلاص راحت عليك طال عمرك.. أنت الحين سكند هاند..
- لنا الله (عبدالله يضحك) يالله رخص لنا الله يحفظك.. مع السلامة..
- مع السلامة..

ماجد ابتسم وهو مقدر بعمق أخوي غامر اتصال عبدالله فيه.. رغم انه مسافر في شغل.. وما لهاه شغله عنه..

(وليتك تدري يا ماجد وين شغل عبدالله؟؟؟)


************************

دانة من لما طلع سعود من عندها وهي موتت روحها من البكاء.. والنحيب والشهيق.. بكل الأنواع والمستويات..

ومزنة تحاول تهدي فيها لحد ماهدت شوي.. وقالت لمزنة: مزنة أنا ما أبي حد يدري بحالة البكاء هذي..

مزنة بحنان: إن شاء الله.. بس أنتي أرحمي نفسش شوي.. البكاء مهوب زين لش.. توش سقطتي أمس..

وهي تتكلم مع مزنة رن موبايلها رنة مسج..

" أنا طالع الطيارة بعد شوي
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
خلي بالك من نفسك
وياليت تطلين على أمي وخواتي"

دانة حست برغبة عارمة في البكاء..
لكن خلاص تعبت من البكاء
الحين آوان الفعل..

(تبي تهرب مني سعود.. زين..
بس وين بتروح مني؟؟ وين)

دانة يرتسم في رأسها موال مجنون ردا على موال سعود..

*******************

ماجد ودلال راجعين من بعد ماتغدوا برا..

وماكان يبي يرجع للبيت.. لولا إنها قالت إنها تعبانة وتبي ترتاح شوي.. وفعلا هي كانت قايمة بدري واشتغلت كثير اليوم..

بس مر ماجد أول جاب شغالتها من بيتها..
وعقب رجعوا لبيته..

طلعتهم مع بعض كانت لطيفة وممتعة وفرصة لفتح باب للحوار وإذابة الثلج بينهم..
ماجد كان يستدرج دلال بذكاء إنها تتكلم..
تكلمت كثير عن أبوها الله يرحمه.. وتكلمت عن مدرستها وطالباتها.. وتشعب الحديث لمواضيع مختلفة

بعد مارجعوا..

دلال دخلت تأخذ شاور بعد ماصلوا العصر.. في الوقت اللي ماجد قعد يشوف التلفزيون..

دلال كانت تعبانة موت تبي تنام
لبست بيجامتها الحرير القرمزية.. وفوطتها بعدها على رأسها..
وتوجهت للسرير مباشرة..

لولا أن توجهها المباشر قطعه جسد صلب وقف في طريقها فاصتدمت فيه..
دلال بلعت ريقها وهي تشوف ماجد واقف قدامها
(هذا متى لحق وصل هنا؟)

ماجد بصوت عميق: ليش مستعجلة؟؟

دلال وهي تنزل رأسها عشان ماتجي عينها بعينه: أبي أنام..

ماجد سحب فوطتها من شعرها.. وتناثر شعرها المبلول على وجهها وظهرها

ماجد قرب منها وسحب نفس عميق من رائحة شعرها المبلول

دلال بخجل: ماجد تكفى وخر عني..

ماجد بعمق مرح: في فن المفاوضات قدم شيء للحصول على شيء..
يعني تبيني أخليج تنامين قدمي لي مقابل..
وانا ما أبي إلا شيء بسيط جدا..

دلال بحذر: وشنهو هالشيء؟؟

ماجد بخبث: بوسة.. بس بوسة وحدة.. شفتيني أشلون قنوع!!

دلال تراجعت بعنف وهي تقول بخجل بالغ: بوسة؟؟ أنا؟؟

ماجد باستغراب: دلال أنتي على هالخجل المرضي اللي عندج.. متأكدة أنج تزوجتي قبل؟؟

****************

سالم وصله الخادم اللي كان أصلا عنده البيت..
لحد باب البيت الداخلي من المجلس الخارجي..

سالم وقف على الباب وهو يحس انه تعبان يبي حد يتسند عليه لين يوصل لغرفته يرتاح..

نادى بصوت عالي: سارة.. سارة..

منيرة كانت في غرفتها ترتب شوي والباب مفتوح..
أول ماسمعت صوته..نطت تركض له

لقته واقف متسند على الطاولة اللي عند الباب.. وشكله تعبان..

منيرة جات بسرعة ومسكت يده اليمين وهي تقول : لبيك..

سالم نفض يده من يدها وهو يقول بقسوة: أعتقد أني قلت سارة ماقلت منيرة..

منيرة تراجعت بهدوء وهي تقول: سارة راحت البيت وبترجع بعد المغرب عشان تقابل صديقاتي اللي بيجون يباركون لي..
إذا أنت تبي تنتظرها للمغرب براحتك..

سالم مارد عليها وحاول أنه يدخل بنفسه بس ماقدر يتسند على رجوله اللي بعدها ماتعودت على الحركة..

منيرة حست أن قلبها يتكسر من شكله
بس ردت عليه بصوت هادئ: إذا انت ماتبي تتعنز علي.. تبي أنادي العامل الهندي اللي عندك؟؟

سالم بغيرة حاول يخبيها بس ماقدر: وأخليه يدخل عندس في البيت.. لا خلاص أنتي تعالي عنزي لي..

منيرة قربت منه وحطت يده اليمين على كتفها..بينما يدها اليسار تحتضن ظهره

شعور القرب الأول كان ملبس.. لذيذ.. ومؤلم لكل منهما

إحساسه بنعومة كتفيها.. وإحساسها بصلابة صدره..

سالم بصوت خافت حاول يخبيء فيه انفعاله من إحساسه بقربها: أنتي على رشاقتس الزايدة ذي تبين حد يعنز لس

منيرة برقة: ماعليك رشاقة بس مغلفة بالعضلات..


سالم كان نفسه يرد عليها رد رقيق نابع من طبيعته، لكنه ماحب يعطيها مجال: ياشين الملاغة.. وصليني وأذلفي..

منيرة بنفس النبرة الرقيقة كأنه كان يغازلها مو يسبها: إن شاء الله حبيبي..

حست بجسده يتصلب وهو يقول بغضب: أنا كم مرة قلت لس حبيبي ذي لاعاد أسمعها منس..

منيرة بنفس هدوءها وهي خلاص توصله للسرير: وأنا قلت لك ردي.. بأقول حبيبي على كيفي..

سالم بنفس نبرة الغضب: ياقو وجهس.. وجهس هذا مغسول بمرق.. مافيه حيا..

منيرة ماردت عليه.. جلسته بالراحة على السرير.. ثم نزلت وجلست على الارض عشان تخلع الجزمة والجوارب..

سالم حس بحركتها عند رجله.. وقفها بحركة عنيفة من يده: وش تسوين؟؟

منيرة بهدوء: أبي أخلع جوتيك..

سالم بغضب: أنا أعمى بس ماني بمكسح..

منيرة بذات الهدوء: أنا عارفة.. بس أنت الحين يدك اليسار معلقة برقبتك.. ويد وحدة ماهيب مساعدتك..
خلني أساعد الحين لين تفك الجبس.. وعقب ماني بجاية جنبك..

سالم بنفس الحدة: ولو.. دام أنا ماطلبت منس شيء.. لا تجين جنبي ولا تلمسيني..

منيرة تراجعت رغم أنها بتموت تبي تخلع جزمته وثوبه عشان يرتاح.. وخصوصا أن هذا أول يوم له برا المستشفى..
لكنها تركته براحته..

سالم بدأ محاولاته المؤلمة لخلع جزمته..

منيرة عشان ماتحرجه .. قالت: أنا بأروح المطبخ.. تبي شيء؟؟

سالم بحدة: يكون أحسن إذا ذلفتي وقعدتي في المطبخ على طول

منيرة ماطلعت تراجعت لاقصى الغرفة قريب من الباب
ووقفت.. عشان مايحس بصوت تنفسها..

سالم عانى وهو يخلع جزمته بيد وحده.. الأمر كان يمكن يكون سهل لولا أن رجوله أصلا تؤلمه.. وصعب عليه يرفعها..
في نفس الوقت اللي صعب عليه ينحني مع الجبس اللي في يده اليسار..

حاول لوقت طويل لحد ماخلعها..
وعقب رماها من الحرة والقهر اللي فيه بكل كل قوته..

لتضرب بشكل مباشر وعنيف جدا جبين وطرف عين منيرة اللي كانت واقفة عند الباب..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:43 PM   رقم المشاركة : 97
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزءالتاسع والسبعون



سالم عانى وهو يخلع جزمته بيد وحده.. الأمر كان يمكن يكون سهل لولا أن رجوله أصلا تؤلمه.. وصعب عليه يرفعها..
في نفس الوقت اللي صعب عليه ينحني مع الجبس اللي في يده اليسار..

حاول لوقت طويل لحد ماخلعها.. وعقب رماها من الحرة والقهر اللي فيه بكل قوته..

لتضرب بشكل مباشر وعنيف جدا جبين منيرة اللي كانت واقفة عند الباب وطرف عينها..

منيرة أطلقت صرخة مكتومة..

سالم نط واقف: منيرة وش فيس؟؟

منيرة وهي تحاول تقول بصوت متماسك: خوش استقبال سلوم.. أنا داخلة جاية من المطبخ.. لقيت جوتيك طاير صوب وجهي..

سالم حاول يمشيء صوبها وهويقول لها بتوتر: أنتي بخير..

منيرة وهي تحاول تمسك وعيها: سالم الله يهداك..مافيني شيء.. الضربة بسيطــــ

لكن الضربة ماكانت بسيطة..
جزمة رجالية رسمية بكعب قاسي.. الكعب ضربها بشكل مباشر في وجهها.. والضربة كانت قوية جدا.. ومنيرة بعد لها يومين ماكلت شيء تقريبا..

فحاصل جمع كل الاحداثيات السابقة

أغمي عليها..

سالم بنفس النبرة المتوترة القلقة: منيرة وش فيس سكتي؟؟

بس منيرة ماردت عليه..

سالم وقلقه يتزايد: منيرة.. منيرة.. منيرة..

سالم إحساسه بالاتجاهات مازال ضعيف.. حاول أنه يمشي لناحية الباب.. لانها كانت جاية من المطبخ (مثل ماهي تقول)

سالم كان يمشي بشويش ويتحامل على رجوله اللي تصرخ ألم.. وهو متوجه للباب..
حتى حس أنه تعثر بشيء لين عند أقدامه.. انحنى بشويش وهو يتحسس..
كان جسد منيرة

سالم حس قلبه نط في بلعومه من الرعب والخوف عليها..

صار يحسس عليها بالراحة وهو يناديها بصوت موجوع..

رحلة اللمس عنده بدأت من بطنها.. لكن بما أنها فقدت وعيها
فأكيد الضربة كانت في رأسها..
ظلت يده اليمين المرتعشة بتزايد مع تلمسه لجسدها تصعد شوي شوي.. حتى وصل وجهها وهو يتحسس بالراحة..
حتى احس بملمس أشبه ببيضة ضخمة في جبينها المنطقة الملاصقة للعين..

سالم حس بالقهر المر.. والعجز القاتل.. لأنه مايقدر يسوي شيء..
حتى الموبايل مايعرف وينه عشان يدق على أي حد..

إحساسه بالعجز مزق روحه ألف مره في كل ثانية..
وهو يحاول يدعك مكان الضربة.. وينادي منيرة بحنان

منيرة صدر عنها آهة ألم وهي تحسس جبهتها لتتلاقى يدها مع يد سالم في نفس المكان..وتنتفض اليدان..
منيرة قالت بمرح متعب: سالم خلي بيضتي في حالها لا تفقشها علي..

سالم بقلق بالغ حاول تغليفه بالهدوء: أنتي بخير..؟؟

منيرة بهدوء متألم: بخير والله أني بخير.. قلت لك الضربة بسيطة

سالم بألم: كل هذي وبسيطة!!.. أنا أسف.. مادريت أنس جايه ولا وين الجوتي رايح..

منيرة بهدوء: عادي يا بن الحلال والله ماصار إلا الخير

سالم بغضب: لا مهوب الخير.. أنا ما أبيس يا بنت الحلال تقعدين عندي.. فارقيني لبيت هلس.. واللي يرحم والديس..

منيرة بلعانة رغم ألم رأسها المدمر: ويوم الناس يشوفوني راجعة بيت هلي من أول يوم.. وش بيقولون علي؟؟ وش بيقولون على عمك فالح؟؟ نهون عليك ياسلومي..

سالم وقف وهو يقول بحدة: أنا وش سويت في حياتي عشان ربي يعاقبني فيس.. مهوب كفاية علي العمى.. تجين أنتي فوقه..

منيرة بهدوء وهي تقوم متحاملة على نفسها: تبيني أوصلك سريرك؟؟



**************



ماجد باستغراب: دلال أنتي على هالخجل المرضي اللي عندج.. متأكدة أنج تزوجتي قبل؟؟

دلال بحرج قاتل: تزوجت.. بس.. بس

بس

ما انلمست..

ماجد تراجع بعنف وبصدمة: وش تقصدين؟؟

دلال ميلت وشالت فوطتها من الأرض.. كحركة لنزع التوتر.. حطتها على جنب..
ورجعت تجلس على السرير وهي تقول بخجل مميت: ماجد أنا ما قصدت أقصر في حقك..
بس اللمسة الرجولية الرقيقة والمختلفة غريبة علي..
أنا ست سنين ماعرفت من اللمسات الله يرحمه إلا الضرب..
أنت عارف أنك أول حد يبوس يدي أمس..
عمره في حياته ماباسني ولا بأي صورة.. ولاقرب مني بأي شكل..

ماجد حس بانفعال جارف عميق مفرح إلى درجة الوجع
يجتاحه بعنف كطوفان هادر وهو يشكر بألم موجع الله سبحانه اللي حافظ عليها من أجله..
كلها له..كلها له كما شعر من البداية
هو الرجل الأول في كل شيء..
جسدها الطاهر كان ينتظره هو..
ليكون هو من يحضى بالقبلة الاولى
واللمسة الأولى
والأنفعال الأول
الآن علم لما شعر بعنف انها ملكه.. ولابد أن يحضى بها
ولما خطط على إجبارها من الزواج منه..
لأنه هو رجلها الأول والوحيد.. في ذات الوقت الذي كانت هي أنثاه الاولى والوحيدة..
للمرة الأولى يحس أنه راضي عن زوجها وغصبه ناحيته يتلاشى
(كفاية أنها ماجاء جنبها وتركها كلها لي
ماقدر يلمسها لأنها لي أنا
وحتى وهي عنده.. كانت لي
وتنتظرني.. أنا وبس)


ماجد جلس جنبها.. وحضنها بعنف حاني عميق هادر مختلف
وهو ينثر قبلاته المشتاقة على وجهها..
بكثافة.. بحنان.. برغبة..

دلال بعد ماصارحته بكل شيء حست إن الحاجز اللي بينهم انهار..
حاجتها لماجد كانت اكبر من حاجته لها..
كانت محتاجة وبشدة لرجل بمعنى الكلمة.. بعد عاشت ست سنين في قهر موجع.. بالقرب من مسمى رجل

أستكانت دلال على صدر ماجد وهي تشعر براحة نفسية عميقة وامان ماشعرت بمثله طوال عمرها



*****************



عبدالله وعبدالعزيز ونصار وفاضل في مقهى على على نهر دجلة..
الجو كان شديد البرودة.. والشمس في أضعف حالاتها..
شمس الأصيل.. بعد العصر وقبل المغرب

كلهم كانوا يلبسون ملابس ثقيلة وجاكيتات.. عدا عبدالله اللي كان مكتفي بثوبه الشتوي..

فاضل بود: مايصير هيج بوعبدالعزيز.. برد دجلة هوايا
مضر..

عبدالله بنفس الود: بالعكس أنا شايف إن الجو منعش ولطيف..

عبدالعزيز وهو يرتعش: وش منعش ياعبدالله.. أنا قربت أصير قالب ثلج

الثلاثة المتمترسون خلف جاكيتاتهم استمر بينهم الحوار

بينما عبدالله أعتصم بالصمت وهو يعبث بموبايله..

كان يبعث مسج لجواهر كعادته المتكررة كلما غلبه شوقه لها:


"أتذكر كل شيء فيكِ بألم موجع
مبرح.. سرمدي..
همس صوتكِ الذائب في حناياي
سحر عينيكِ وأهدابكِ المتماوجة الذي أغتال قلبي
رائحتكِ التي سكنت خلاياي
طعم شفتيكِ الغافي بين شفتي
ملمس بشرتكِ الساكن بين أصابعي

كل هذا الذي يذكرني بكِ
يصبرني عن فراقكِ مرة
ولكنه يعود
ليقتلني ألف مرة

أحبك"



*********************



ماجد يصحي دلال بحنان.. يهز ذراعها برقة: حبيبتي المغرب أذن قومي تسبحي عشان تلحقين الصلاة..
أنا تسبحت خلاص.. وبأروح المسجد..

دلال كانت تنظر له برقة.. في الوقت اللي هو كان ينظر لكفه الغافية على ذراعها العاري ويقول بمرح: الحين عرفت ليش دايما يقولون حليب بالشيكولاته.. هذا انا وانتي..

دلال بعذوبة: لا ماجد حرام عليك انت أصلا موب أسمر عشان تقول كذا..

ماجد بعيارة: أنتي بلونج الفارق فيني.. خليتني أبو السمار وامه..

دلال برقة: إذا كذا.. خلاص سمارك يجنن..

ماجد بخبث لطيف: يمة منكم يالحريم.. الحين الصبح خايفة مني.. المغرب تغازليني..



*******************



بعد المغرب في بيت سالم..

سالم متمدد في غرفته..

في الوقت اللي منيرة وسارة ومها وفاطمة في مجلس الحريم..

طبعا الكل استلم منيرة على البيضة المتضخمة في جبينها واللي أثرت على عينها وخلت عينها متسكرة بالمرة..

منيرة قالت لهم أنها طاحت في الحمام على زاوية المغسلة..

سارة كانت تبي توديها للمستشفى بس هي مارضت.. قالت بعند: رضة بسيطة وبتفش..


عقب سارة أستأذنت منهم عشان تشوف سالم

مها وفاطمة بنفس واحد أول ماطلعت سارة: ها منور وش مسوية مع سويلم؟؟

منيرة بخجل: زين..

مها بعيارة: عاده يشوتش..

البنات طبعا عارفين بمخطط منيرة بالتفصيل الممل..

منيرة بعيارة: أبو التشويت وأمه.. بس والله ما أخليه..أسبوعين بالكثير واخليه يستوي..

فاطمة بخبث: منتي بهينة يامناري..

منيرة برقة: لا والله مهوب أنا اللي ماني بهينة.. لكن سالم هو اللي طيب زيادة عن اللزوم

مها حطت يدها على قلبها وهي تقول باللهجة المصرية المتقنة: يالهوي.. يالهوي.. مش ئادرة.. أمسكيني يابت يافَطنه.. الست منيرة هتشجينا دلوئتي..

فينك ياست سومه (وهل رأى الحب سكارى مثلنا)؟؟
عظمة ياست!!
بس خلاص الست منيرة بت فالح هتئفل السوق عالكل

منيرة خذت الكوشية اللي جنبها ورمتها على مها.. لكنها وقعت في فاطمة..

فاطمة تضحك: ماعليج شرهه يالحولاء.. تبين تضربينها تجي فيني..

الحوار المرح الودي المعتاد يدور بين الصديقات الثلاث


في الوقت اللي سارة دخلت على سالم.. اللي كان متمدد بس ماكان نايم..

سارة كلمته بشويش: سالم..

سالم رد بهدوء: هلا سويره..

سارة بحنان: أشلونك فديتك؟؟

سالم بحزن: طيب لو أن أختس تفارقني..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:45 PM   رقم المشاركة : 98
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء الثمانون

سارة بحنان: أشلونك فديتك؟؟

سالم بحزن: طيب لو أن أختس تفارقني..

سارة برعب: منيرة مضايقتك في شي..

سالم بنفي: بالعكس أنا اللي مضايقها.. تكفين سارة خليها تروح معس..

سارة بود: حتى لو قلت لها ما أعتقد إنها بتوافق..

سالم بحزن: شفتي جبهتها.. أشلون وضعها؟؟

سارة بتأثر: صحيح الضربة قوية ومأثرة على عينها بس هي مارضت تخليني أوديها للمستشفى

سالم برعب: مأثرة على عينها؟؟ أشلون؟؟

سارة بتوتر: عينها متسكرة.. بس أنا بعد أعتقد أن هذا من أثر الرضة.. وبكرة بيروح.. الطيحة على زاوية المغسلة مهيب هينة..

سالم بصدمة: هي قالت لكم أنها طاحت على زاوية المغسلة؟؟


سارة باستغراب: إيه..

سالم بحزن: بس هذا مهوب سبب الرضة..

سارة باستغراب أكبر: عجل وش السبب؟؟

سالم بحزن: أنا ضربتها..

سارة نطت وقالت برعب وغضب: أنت ياسالم ضربتها بذا الوحشية..؟؟ كنت بتروح عين البنية.... والله.................

سالم قاطعها بهدوء: اسكتي أقول لس.. عشان تعرفين أن قعاد منيرة معي ضرها جسديا وضرني نفسيا

سالم حكى لسارة.. سارة ماتت من الضحك وهي تتخيل الجزمة الطايرة لوجه منيرة (تأثيرات بوش وحذاء منتظر اليزيدي)

لكنها قالت بحنان: فديتها مناري والله ماتستاهل..

سالم بحرة: يعني أنا أسولف لس.. وأنتي ميتة على روحس من الضحك..
يابنت الحلال تكفين أخذي أختس معس وأنتي رايحة بيتكم..

سارة بجدية: صدقني سالم مهيب موافقة.. اللي خلاها توافق تدخل بيتك وهي مرعوبة منه مستحيل يخليها تطلع منه..
هي بس مو مرعوبة هي ميتة من الرعب..
ومع كذا هذي هي هنا
يعني مهما أنا حاولت فيها صدقني مهيب سامعة لي

سالم تذكر إن سارة قالت له إن منيرة متخوفة من البيت عشان الغرفة اللي فوق..
بس ماقالت له مرعوبة.. لا وميتة من الرعب بعد!!!!

(زين يامنور... يعني مرعوبة؟؟
إذا ماخليتس تهجين من البيت الليلة
ما أكون ولد مبارك)

*****************



جواهر كانت تعيد ترتيب غرفة ولدها عبدالعزيز وملابسه

كانت تبي شيء تفرغ فيه طاقة الفرح اللي هي حاسة فيها
بسبب رجعة عبدالله وعبدالعزيز بكرة
الرجعة اللي قررت ماتقول لأحد عنها لحد مايرجعون
عشان تكون مفاجأة رائعة للكل..

عبدالعزيز طالع مع ربعه..
وجواهر أصرت على نوف ترتب معها..
نوف تحلطم: يعني هو يطلع مع ربعه يستانس.. وأنا أقعد أرتب غرفته.. في أي قانون الظلم هذا؟؟

جواهر بحزم: في قانوني أنا.. وما أبي أسمع كلمة..

نوف بدلال: خلاص جيجي لا تحمقين..

موبايل جواهر رن.. وكان لنوف أقرب وجواهر لاهية ترتب الكتب في المكتبة..

جواهر لنوف: ردي حبيبتي.. شوفي من؟؟و وش يبي؟؟

نوف لقطت الموبايل، كان رقم بدون اسم: آلو..

الصوت الرجولي العميق اللي يتكلم بنبرة احترام بالغة: مساج الله بالخير يا أم عبدالعزيز..

نوف بأدب: هلا.. من؟؟

الصوت الرجولي: أنا راشد .. ماعرفتيني طال عمرج في الطاعة..

نوف باستفسار: أي راشد؟؟

راشد استغرب الصوت: أنا أسف على الازعاج.. هذا رقم أم عبدالعزيز ؟؟

نوف بادب: نعم .. تبيها؟؟

راشد وهو يتذكر الصوت لمن وسالفة (صف أولى جامعة ياعمي) تعود لمخيلته بكل حرج: إذا ممكن أكلمها؟؟

نوف وخرت الموبايل عنها وهي تقول بنبرتها المحببة المعتادة بدلعها الطبيعي: مامي .. واحد اسمه راشد يبيج..

جواهر كان كل بالها مع أشياء لقتها في وسط أغراض عبدالعزيز.. خبتها بسرعة قبل تنتبه لها نوف..
وهي تقول بجدية : إذا كان راشد الـ رفيق خالج.. قولي له بأكلمه أنا بعد دقيقة ..

نوف رجعت الموبايل لأذنها وهي تقول بأدب لطيف: أنت راشد الـ رفيق خالي...؟؟

راشد بأدب أكثر وحرج أكبر وأكبر: أيه نعم..

نوف تذكرت مثل اللي انضربت على رأسها..
أنه هذا هو اللي كان السبب في اصرار أمها على أنها تلبس النقاب
تذكرت السالفة وحست بحرج كبير: زين أمي تقول أنها بتكلمك بنفسها بعد دقيقة..
سكتت نوف ثواني وقالت بخجل كبير: وأنا أقول لك أنا أسفة على اللي صار في فيلاجيو قبل شهر.. ماكان قصدي أحرجك

وسكرت نوف الخط فورا..
لكن بعد ماتركت أثر غائر في نفس راشد النقية.. كمل على الأثر السابق يوم اللقاء في فيلاجيو


***************


دانة ومزنة يتحاورون..


دانة كانت هادئة جدا
في نفس الوقت اللي مزنة معصبة وغاضبة ومستثارة لأبعد حد: دانة أنتي أكيد مجنونة.. هذي أفكار مجانين..
يعني عشان سعود سافر في مهمة .. تسوين الجنون هذا..

(دانة ماقالت لأحد سعود وين راح تنفيذا لطلبه منها)

دانة بهدوء: مزنة على فكرة أنا أبلغش بقراري ما أخذ رأيش..
وإلا يعني عشان تخرجتي من الجامعة.. صار لش حق تطولين لسانش على أختش الكبيرة..

مزنة بعصبية: يابرودش.. والله لو يدري سعود باللي أنتي ناوية تسوينه أنه يقصبش مثل الذبيحة..


*****************

جواهر طلبت من نوف تروح تجيب لها كأس شاي من تحت
عشان تشغلها لحد ماتخلص التدقيق في الأغراض اللي لقتها بين أغراض عبدالعزيز
وفاجأتها..

نوف نزلت..
جواهر قررت أولا تتصل براشد قبل تنسى..

راشد كان يبي بس يتطمن على أخبار عبدالعزيز
جواهر ماقالت له شيء لكنها طمنته.. وقالت له قريب بتسمع أخبار بتسرك جدا..

بعدها رجعت للأغراض اللي كانت خبتهم..
وطلعتهم..

**************


الليل أتى..

والليلة ليلة مختلفة.. تحمل صدىً لمشاعر مختلفة متباينة

الليلة الثانية لجواهر وعبدالله وكلاهما يعاني الشوق القاتل

الليلة الأولى لعبدالعزيز بعد الحرية من الأسر..

الليلة الأولى لسعود خارج قطر حيث أنفاس دانة تعبق

الليلة الأولى لدانة وإحساس الفقد الموجع

الليلة الأولى لشهر عسل لذيذ لماجد ودلال

الليلة الأولى لسالم ومنيرة في حياتهما الجديدة

الليلة الأولى والثانية لقلوب رجالية شابة أذابها التلامس الأول مع الوجود الأنثوي الناعم..
الأولى لراشد والثانية لخالد..
في الوقت الذي لم يكن لمشاعرها أي صدى مشابه لدى الطرف الآخر: نوف والجازي
اللتان تجاوزتا الموقفين ببساطة.. واعتبرتاه موقفا عابرا..

بينما اعتبره الشابان موقفا حادا ترك أثره الحاد في قلوب لم تعرف الحب بعد

(راشد وخالد كلاهما في الثانية والعشرين..
راشد كان الفصل المنصرم أخر فصل له في الجامعة وينهي إجراءات تخرجه

خالد بعد أن ينهي امتحاناته المتاخرة.. يكون تبقى عليه الفصل القادم ومادة واحدة في فصل الصيف ويتخرج

كلاهما يتمتعان بمستوى طيب خلال دراستهما الجامعية
راشد تخرج بتقدير جيد جدا
وخالد يتوقع أن يتخرج بجيد جدا أو جيد مرتفع

خلافا لمحمد الذي أطال في الجامعة وسيتخرج إن شاء الله بتقدير جيد
وهو يرفع أكف الشكر لله سبحانه الذي نجاه من الجامعة)



الليلة أيضا ليلة اكتشاف جواهر النسبي لسر عبدالعزيز الصغير ..


بعد أن أنهت جواهر اتصالها براشد.. عادت للأغراض المخبأة في ظرف تحت ملابس عبدالعزيز..

كانت مجموعة من الصور لطلاب مدرسة عبدالعزيز..

الصور تبدو كما لو كانت في تجمع طلابي ما..

ويبدو أن عبدالعزيز هو من كان يصور لأنه لا يظهر في أي صورة

حتى الآن الموضوع اعتيادي..
فما الذي أثار قلق جواهر بشأن هذه الصور؟؟

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:49 PM   رقم المشاركة : 99
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزءالحادي والثمانون


بعد أن أنهت جواهر اتصالها براشد.. عادت للأغراض المخبأة في ظرف تحت ملابس عبدالعزيز..

كانت مجموعة من الصور لطلاب مدرسة عبدالعزيز..

الصور تبدو كما لو كانت في تجمع طلابي ما..

ويبدو أن عبدالعزيز هو من كان يصور لأنه لا يظهر في أي صورة

حتى الآن الموضوع اعتيادي..
فما الذي أثار قلق جواهر بشأن هذه الصور؟؟


ما أثار قلقها الوجه اللي كان حاضر في غالبية الصور
وفي أحيان كثيرة كانت الصورة مركزة على هذا الوجه بالذات
وكأن البقية مجرد ظل لهذا الوجه..

عدا عن صور أخرى ألتقطت لهذا الشخص في ذات المناسبة وهو لاهي بالحديث مع باقي الطلاب أو الأكل أو حتى الصمت والسرحان..

كان هذا الشخص

هو

ديمة


في حوار جواهر الأخير مع عبدالعزيز حول هذا الموضوع مارسّاها على بر..

قال لها: لو أنا أحمل مشاعر لديمة.. تاكدي إنها بتظل حبيسة صدري وماراح تطلع بأي شكل من الأشكال..

الصور هذي الحين تثبت مشاعر عبدالعزيز الخاصة ناحية ديمة..

جواهر عندها ثقة في عبدالعزيز.. وماتبي تعامله كطفل

ومادام هو وعدها أنه يحافظ على حدود العلاقة بينه وبين ديمة..
فهي ماتبي تتصرف لحد ماتشوف إنه أخل بهذا الوعد..
لأن جواهر بمنطقيتها وعقلانيتها.. تعرف أن المشاعر لا يمكن التحكم فيها..
لكن التصرفات بلى.. يمكن التحكم فيها
وهي ماتقدر تحاكم عبدالعزيز على مشاعره دامها بقلبه.. لكن لو تطورت المشاعر لتصرف.. هنا تكون المحاسبة


عشان كذا جواهر قررت ترجع الصور لمكانها
وماتقول لعبدالعزيز شيء.. لأنه لحد الحين ماكذب عليها في شيء.. هو ما أنكر أنه يحبها لكنه وعد الاحتفاظ بمشاعره لنفسه..
لكن جواهر من ناحية ثانية قررت إنها تشدد رقابتها عليه بدون مايحس..


*********************



البنات كلهم راحوا لبيوتهم..

ومنيرة رجعت لسالم..

كان سالم نايم..

منيرة كانت حزينة أنه نام بدون مايتعشأ..

كانت تبي تصحيه بس خافت يعصب عليها..

وماعرفت أن نوم سالم رحمها من مخططه الشرير لتخويفها
عشان يجبرها على الرجعة لأهلها..

منيرة مادرت وين تنام..

كانت بتموت من التعب وعينها ورأسها بينفجرون من الألم..

كلت حبتين بروفين ولبست بيجامتها وقررت تفرش لها فراش تحت قريب من سالم.. عشان لو صحا في الليل تحس فيه..

ونامت على طول من شدة التعب


**********************



ماجد ودلال راجعين من برا..

دلال دخلت للحمام تبدل...

في الوقت اللي ماجد أتصل على نجلاء.. لأنه لقاها متصلة عليه كم مرة.. وتلفونه كان على الصامت..

أول ماردت نجلاء.. كانت كلمتها الأولى بعيارة: نعنبو دارك نسيت أختك.. عشرين اتصال ماترد علي..

ماجد بنفس عيارتها: وأختي ليش ماتستحي على وجهها.. دقت مرة مرتين عشر.. ماحد رد عليها
المفروض تحترم نفسها وتلقط وجهها وتعرف إنها وحدة أذوة وغير مرغوب فيها...

نجلاء: عدال يامجود.. عدال.. لنا الله.. بس خلك من البربرة.. مبسوط؟؟ مرتاح؟؟

ماجد بعمق: طاير من الوناسة..

نجلاء بسعادة: الله يونسك بالعافية.. أنا أصلا كنت أقول أمي داعية لك اللي طيحك حظك في دلال..

ماجد بغموض: ولو تعرفين.. كان دريتي إنها دعت لي من قلب..

نجلاء بفضول: أعرف شنو؟؟

ماجد بنفس الغموض: بأقول لج بعدين.. الحين أقلبي وجهج ولاعاد تدقين علي ولا أشوفج توطوطين عند مرتي

نجلاء بعيارة: عدال يابو مرة أنت.. صدق روحه ولد أمس..

ماجد باستعجال: إيه ترا احنا مسافرين خلال ذا اليومين..

نجلاء بفضول: وين؟؟

ماجد بمرح: موب شغلج.. بيجيج العلم بعدين..

ماجد سلم جواز دلال عشان يتجدد.. وبيستلمه بكرة الصبح.. وبيسافرون متى ماخلصت الفيزا..

مع إنهاء ماجد لمكالمته كانت دلال تطلع بشكلها ولبسها الناعم المثير والملفت..

وماجد تشتعل كل خلاياه من أجل هذه المخلوقة ولها..


*****************


سعود في بيروت..

يقف على المطل على صخرة الروشة..

الطقس شبه متجمد..

وقلبه الملتهب بالمشاعر يعاني تجاهلا صنعه له خياله..

كان يحس بالبرد يلفه.. وذكرى دانة الباردة كما يصفها تغتال مشاعره
(دانة الباردة!!) (ليتك تعلم ياسعود.. ليتك تعلم)

كان يلبس بنطلون جينز بيج.. بلوفر صوف هاي نك مخطط باللونين البيج والبني..
وجاكيت كشميري طويل بني محروق.. مع قفازات جلد بنية..
وطاقية صوفية بيج يرتسم على منتصفها شعار لماركة معروفة جدا..

كان شديد الأناقة كفطرة.. ولكنه في مشاعره المضطربة الضائعة لم يكن يهتم لكل هذا..
كما لم يهتم لعشرات المحاولات للفت انتباهه من بعض عابرات الروشة البريئات والمحترفات..

بيروت كانت محطة وصول..

وغدا سيذهب ليسلم أوراق تطوعه لقائد الفيلق القطري المشارك في قوة اليونيفيل في جنوب لبنان..

عل الانشغال والبعد.. يبعدان تفكيره المرهق عن دانة..
وعل قلبه المتعب يجد فسحة من الراحة..


****************

جواهر كانت مستغرقة في النوم بعد أن مر عليها يومين بدون نوم.. الوقت قبل صلاة الفجر بشوي..

رن موبايلها.. صحت على صوت الرنين
طالعت باستغراب الوقت: من اللي بيتصل هو الوقت؟؟

عقب ابتسمت بشفافية وهي تشوف الاسم المتراقص على الشاشة
ردت وهي على نفس وضعيتها النائمة: هلا حبيبي..

عبدالله بصوت خافت عميق: ياويل قلبي.. أنا عقب هالصوت النعسان اللي نحرني.. شكلي جايكم مشي.. مارح أنطر الطيارة..

جواهر بنفس صوتها النعسان المثير: عبدالله بسك عيارة..

عبدالله بصدق مرح موجع: جواهر تكفين قومي صحصحي.. أشربي لج شيء..
والله العظيم ذبحتيني بصوتج..

جواهر بعذوبة: أنت من جدك عبدالله وإلا شايف دمك خفيف؟؟

عبدالله بعمق: حرام عليج قلبي يامجرمة..
قومي اقعدي على حيلج.. واشربي شيء..
يودي البحة اللي جننتني.. وعفستني.. وضربتني بشوط كهرباء

جواهر قامت قعدت.. وشربت شوي ماي.. وعقب قالت برقة: كذا زين يا العيار؟؟

عبدالله بهيام: بعد يجنن ويطير العقل.. لكن ماعليه ممكن استحمله..
كل شيء ممكن أستحمله إلا بحة صوتج وأنتي نعسانة هذي تذبحني من الوريد للوريد..

وعقب كمل برقة: أزعجتج ياقلبي وصحيتج من النوم.. سامحيني بس والله خلاص مافيني صبر..
الطاقة اللي جمعتها من أخر مكالمة خلصت.. لازم أسوي إعادة شحن..

جواهر برقة: صدق عيار.. وأنت ليش مانمت؟؟

عبدالله بعيارة: وأخوج وشخيره خلاني أنام.. الله يعين بنت خالج عليه..

جواهر باستنكار رقيق: حرام عليك.. عاد في هذي ماصدقت.. عبدالعزيز أهدأ واحد حتى وهو نايم.. لا يتحرك ولا يشخر ........

عبدالله قاطعها بعيارة: ولا يتحرش ولا يتحركش.. مثل بعض ناس..

جواهر تنهدت بحب: فديتهم اللي يتحرشون ويتحركشون.. مكانهم خالي وخالي جدا والله العظيم..

عبدالله خطر بباله سؤال: جواهر أنتي وين نايمة الحين؟؟

جواهر بخجل وهي عارفة قصده من السؤال: أمتنع عن الأجابة..

عبدالله بصوت واطي عميق: ولو قلت عشان خاطري..حبيبتي

جواهر بعذوبة: بأقول أنت عارف وين..

عبدالله بانفعال دافئ عذب: في مكاني.. صح؟؟ نفس يوم لقيتج نايمة في أحلى يوم في حياتي

جواهر بخفوت رقيق: صح..

عبدالله بنبرته الرجولية الخاصة الشديدة العمق: والله العظيم ذبحتيني.. ذبحتيني
مافيني أحبج أكثر من كذا..
وكل شيء فيج يطالبني بعنف بزيادة الحب.. زيادة العشق.. زيادة الغرام..
قلبي ماعاد يتحمل روعتج.. وعذوبتج.. ورقتج.. وجمالج..
أنتي ماتعرفين التوسط في أي شيء..
كل شيء فيج بلغ مداه الأقصى.. الأقصى

جواهر حست قلبها بيوقف من عذوبة كلمات عبدالله وانفعاله ونبرة صوته الآسرة وهو يقولها: بسك عبدالله.. صوت أنفاسك بروحها يصهر قلبي.. فكيف بكلامك؟!!

عبدالله بوله: الله يجيب موعد الطيارة على خير..

جواهر بوله أكبر: وأنا ناطرتك..حبيبي

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:50 PM   رقم المشاركة : 100
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~


الجزء الثاني والثمانون

سالم صحا بدري.. لأنه نام بدري.. وصحا لما سمع صوت آذان الفجر في المسجد الملاصق لبيته..

سالم نزل بالراحة وهو يحاول يركز مخه على مكان الحمام

وقف ومشى بشويش.. بعد نص خطوة تعثر في جسم طري يسكر الطريق قدامه.. سالم نزل يحسس شنو هذا..

ملمس عضدها العاري لسع يد سالم.. تراجع بعنف وهو يهمس: منيرة هذي أنتي؟؟

منيرة اللي كانت حست فيه من لما خبطت فيها رجله
ردت بصوت نعسان: هلا سالم... تبي تروح الحمام..؟؟

سالم بغضب: ليش راقدة على الأرض كذا..؟؟

منيرة قعدت على حيلها وهي تدور الكلبس جنبها عشان تلم شعرها وردت بحرج: عادي سالم.. عشان أحس فيك إذا نزلت.. لأني عارفة أنك ماراح تصحيني..

سالم حس بألم مزعج.. وقهر مرير..
وهو يشوف منيرة نايمة على الأرض عشانه
حس برغبة عارمة أنه يبكي..لولا إن حس الرجولة المزعوم منعه..

فرغ عن انفعاله الحاد بالصراخ فيها: ثاني مرة لا تنامين على الأرض.. والأحسن لو ماتنامين في البيت كله..
فكيني من شرس.. وفارقي لبيت هلس... حرام عليس اللي تسوينه فيني..

منيرة بهدوء: سالم تبي تروح الحمام؟؟

سالم بغضب هادر: أنا أكلمس أنتي.. ما أكلم الطوفة..
وإلا يمكن الطوفة تحس.. وانتي ما تحسين..

منيرة بدت دموعها تنسكب بغزارة من كلام سالم الجارح
لكنها مابينت شيء.. قربت منه ومسكت يده تبي توديه الحمام..

لكن سالم نفض يده من يدها وهو يقول لها بغضب: قلت لس فارقيني.. ماأبي منس شي..

منيرة تراجعت ووقفت على جنب.. ودموعها تنسكب بغزارة أكثر وأكثر..

في الوقت اللي سالم كان يتحسس طريقه للحمام وهو يتخبط في الأثاث..
ومع كل خبطة كان قلب منيرة ينط في حلقها.. وتنط تبي تروح لها.. لكنها تتذكر كلامه وتتراجع لنفس مكانها..

لحد ماوصل سالم للحمام اخيرا..

منيرة تعرف إن أخوها علي هو اللي كان يدخله الحمام.. حتى أمس المغرب.. والبنات عندها..
دخل عليه في الغرفة ووداه للحمام عشان يتوضأ ويصلي المغرب والعشاء مع بعض..

الحين وش بيسوي بروحه في الحمام؟؟

منيرة راحت ولصقت في باب الحمام.. تخاف أنه يطيح أو يتعثر..

مر أكثر من نص ساعة وهو في الحمام.. حست بالتوتر والقلق تتزايد وتيرته بعنف عندها..

منيرة دقت الباب وقالت بخوف: سالم.. سالم..

صوته جاوبها من الداخل بنبرة محايدة: نعم..

منيرة بهدوء: خلص بسرعة.. لأني أبي أتوضا (منيرة ماقالت له: تبي مساعدة؟؟
مع إن هذا هو اللي كانت تبي تقوله.. لكنها قررت تغير الجملة في اللحظة الأخيرة
عشان ماتحسس سالم إنها تبي تساعده في شيء)

سالم بهدوء: الحين طالع..

وفعلا طلع سالم وملابسه غرقانه ماي لأنه كان يستخدم يد وحدة في الوضوء..
كان سالم بالفنيلة والسروال الأبيض بس

منيرة بتردد: سالم أطلع لك ملابس..؟؟

سالم بهدوء: ما ابي أبدل.. وإذا بغيت.. أعرف أطلع لروحي..
بس وديني عند السجادة لأني ما أعرف وين مكانها..

منيرة حست بفرح غامر أنه طلب منها شيء..مسكت كفه الباردة.. وتوجهت به لمكان السجادة: تبي شيء ثاني؟؟

سالم بهدوء: لا مشكورة.. روحي توضي أنتي


***********************


ثاني يوم
الصباح الباكر
دانة بدأت التحرك السريع لتنفيذ مخططها.. تنتظر فقط أن ينهي خالد الامتحانين غير المكتملين خلال أيام.. لتبدأ التنفيذ الفعلي..


سعود سلم نفسه للفيلق القطري في اليونيفيل..
وبدأ بتنفيذ مهامه العسكرية..
رغم أن الوضع كان هادئ تماما..
لذا فالعمل كان تقريبا معدوم..
بدأ التعرف على زملائه في الفيلق..
في محاولة لصنع شبكة علاقات تلهيه عن التفكير المتواصل




جواهر لم تنم من بعد صلاة الفجر..
كانت تدور في البيت وترتب..
في محاولة لتبديد توتر الانتظار واللهفة للقاء عبدالله وعبدالعزيز..

حوالي الساعة 10 صباحا موبايل جواهر يرن.. لقطت الموبايل بلهفة وحب: هلا حبيبي..

عبدالله بلهفة مشابهة: هلا حبيبتي.. وش بتسوين لنا عشا؟؟

جواهر برقة: يابو بطن.. أنتو تعالوا بالسلامة.. وابشر بسعدك.. بس أشوفكم قدامي أول..

عبدالله بهدوء: خلاص باقي 3 ساعات على الطيارة بس..
تبين شيء من هنا.. عشان أنا بأنزل أشتري لج أنتي والعيال...

جواهر بجدية ناعمة: سلامتك عبدالله لا تجيب شي.. خلاص أطلعوا المطار.. تكفى

عبدالله بحب: الحين طالعين بس أنزل السوق شوي مايصير أكون هنا وما أجيب لكم شيء من تراث البلد..

جواهر بتوتر: عبدالله تكفى.. مانبي شيء.. بس امشوا للمطار..

عبدالله بعذوبة وهو يبي يطمنها بس: خلاص حبيبتي خلاص اللي تبينه.. دعواتج..

جواهر بإيمان كبير: الله يحفظكم ويردكم لنا سالمين..


********************

خالد ومحمد قايمين بدري عشان يدرسون المادتين الباقية

الامتحانات راح تكون مع بداية الفصل مباشرة..

محمد في رأسه موال..

مزنة تخرجت خلاص الفصل هذا اللي خلص..
وإذا هو يبي يكون له لسان يخطبها
لازم يتخرج ويشتغل قبل..

خالد بطبعه كان شاطر في الدراسة..
ولا عمره اهتم بالبنات عدا الاهتمام الشبابي العابر..
لكن الحين..
الحين..
الجازي قلبت كيانه..

(الجويزي البزر..!!!
الله يأخذ أبليسك ياسعود من يوم قلتي لي البيت فاضي.. وخليتني أدخل..
وإلا أنا كنت عايش حياتي بالطول والعرض ولاعمره شغل بالي بنت.. غربلتني أنت وأختك)


**********************


قبل صلاة الظهر بشوي

منيرة وسالم ماناموا من بعد صلاة الفجر لأنهم اثنينهم كانوا نايمين بدري..

منيرة ماتركت سالم ولادقيقة.. فطروا سوا..
وعقب مع الشروق طلعته لحديقة البيت.. عشان تخليه يتعرض لشمس الصبح شوي.. بعد الفترة الطويلة اللي قضاها في المستشفى..

ثم رجعوا داخل البيت وقعدوا في الصالة.. ومنيرة تحاول تجذب سالم للحديث.. لكنه كان يتكلم بالقطارة..

ومع كذا استمرت منيرة تهذر عليه.. وتسولف باي شيء يخطر في بالها..

منيرة كانت متفانية لأبعد حد في خدمة سالم.. رغم الصداع اللي كان بيفجر رأسها.. من تأثير الضربة.. ورغم رفض سالم لاي شيء منها لولا اضطراره لقبول مساعدتها

لكن كانت منيرة كل مازادت في التفاني والرقة.. كل مازاد سالم في عيار قسوته..

تذكر سالم مخططه أمس.. اللي نساه اليوم..

قال بلهجة خاصة: منيرة تعالي عنزي لي..

منيرة نطت واقفة بفرحة: إن شاء الله..

قربت منه وشبكت ذراعها في ذراعه برقة: وين تبي تروح حبيبي؟؟

سالم بنفس النبرة الخاصة: وديني فوق..

سالم حس بذراعها وهي تتخشب في ذراعه، وصوتها المبحوح يخرج متقطع الكلمات: فـ و ق......!!


******************

باقي على موعد إقلاع طيارة عبدالله وعبدالعزيز حوالي ساعة...
وجواهر قلبها ناغزها ماتدري ليه..
حاسة بشيء ثقيل كاتم على روحها
وكأنها عاجزة عن مجرد التنفس..
أستعاذت بالله من الشيطان الرجيم..

جواهر اتصلت على عبدالله.. موبايله يعطي مغلق على طول..

(معقولة قفل موبايله من الحين!!)

دقت على أخوها عبدالعزيز اللي رن تلفونه بس مارد عليها..

جواهر بدأت حاستها السادسة تشتغل بعنف..

وتوترها وقلقها يتضاعفون..ويتضاعفون بوحشية..

بعد عدة محاولات من الاتصالات على موبايل عبدالعزيز..
رد أخيرا عليها بصوت متغير قلق مهموم: هلا جواهر..

جواهر بصوت ذايب من القلق: خرعتني عبدالعزيز.. وينكم؟؟ أدق على عبدالله موبايله مقفول..
وأنت مابغيت ترد علي..
أنتو في المطار؟؟

عبدالعزيز بصوت أبعد مايكون عن التماسك: جواهر الرحلة بتتأخر شوي.. يمكن تتأجل لبكرة أو بعد بكرة..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد