 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
طالب الغفران
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدايةً، أشكر الأستاذ الفاضل قميص يوسف على هذه الفكرة الجميلة ، كما أشكر الأستاذ الفذ باقر الرستم على إتاحة الفرصة وفتح المجال للحوار معه.
سوف أطرح أسئلتي وأتمنى من الأستاذ باقر تقبلها بصدر رحب وروح عالية.
1- ماهي الرسالة التي يود إيصالها أستاذنا من خلال كتبه وأطروحاته المتنوعة؟ وماهي الآليات التي استعملها لذلك؟. |
|
 |
|
 |
|
رسالتنا هي أن الإسلام قادر على ملء الحياة لو قرأناه بشكل صحيح، والآليات التي استعملتها كما أدعي هو أننا إذا ما رأينا إشكالاً أو إثارة.. يفترض بنا أن نذهب إلى الإسلام للبحث عن جوابه على ذلك.. والجواب الذي لا يكتفي برد الشبهة فحسب، وإنما يحتضن الأداء والخطاب الدعويين (( رحم الله عبداً أحيا أمرنا، فقلت له: وكيف يحيى أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا))، وشخصيات كآية الله الشهيد الصدر لا زال قادراً على الحضور في جوابه، وهكذا أيضاً آية الله الشهيد المطهري، وحالياً آية الله السيد الخامنئي..
ووجهة نظري هو العمل على أن لا يثير الجواب إشكالاً جديداً، أو أن يكون مقدمة لإثارة الإشكال وإشكالية.
وهذا يعني عدم الاستهانة بأي جهة مخالفة.. يجب قراءة الآخر.. خطابه.. آلياته.. خلفياته.. ما وراء سؤاله.. ليكون الجواب بصدد استيعاب كل ذلك.. وأتصور أن ذلك يكون بالحراك الواسع والمران الطويل.. الذي يكون أوله القابلية والاستعداد، وعنصره الأهم طول النفس، والاستعداد لسماع رؤيته وفكرته كاملة، دون الغفلة عن مواطن الجذب والسلب فيها..
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
2- أين تكمن الأخلاق في قاموس الأستاذ؟ ولماذا لانجد له كتابات في مجالها؟ وهل تتمثل الأخلاق في شخصيته؟. |
|
 |
|
 |
|
سأبدأ من آخر السؤال عوداً على أوله..
ليس لي أن أزكي نفسي، وإنما الله يزكي من يشاء، وينطبع ذلك على المخالطين.. إن أنِسوا معاشرتي ومخالطتي، فذلك لاهتمامي بالجانب الأخلاقي.. وماذا لو رفضني هذا أو ذاك.. هل رفضني لسوء خلقٍ فيَّ أم لأنه لم يتحمل وجهة نظري المخالفة لي.
شخصياً كنتُ أتابع من كان معي واختارَ أن يكون بعيداً عني، وهذا شأنه، ولكن الذي لاحظته أنه لم يكن لسوء خلقٍ صدر مني بحقه، وإنما لأنه وجد البديل الأفضل له وفقاً لقراءته فيمن يحظى بصداقته، وأنا آسف ألا أكون كذلك، ولكني لا أستطيع أن أقف عائقاً أمام اختياره.. رأيي في هذه المسالة أن المرء يمر بتجارب كثيرة جداً.. وفي هذه المسيرة الطويلة لحياته سيجد في كل مرحلة أطيافاً مختلفة من الناس.. يتفق معهم ويختلف معهم.. بتصوري في كل مرحلة سيكون هناك أناساً يكونون أقرب إلى نفسه، ولكنهم قد لا يكونون كذلك في مرحلة أخرى، ولكن قاعدتي في هذه المسألة هو ما قاله أمير المؤمنين(ع):
(( المؤمن نفسه منه في عناء والناس منه في راحة)).. أي أن تتحمل الألم والعناء فيما الناس مرتاحون لوجودك وحضورك، والقاعدة الأخرى في قوله(ع): ((أعجز الناس من عجز عن كسب الأصدقاء، وأعجزهم من كسبهم فضيعهم))، وبما أنني- واللهُ يعلم- أبذل جهداً ألا أخسر صديقاً واحداً، فإن كثيرين من اختاروا صداقة أخرى إنما لأنهم وجدوا مناخاً أكثر مناسبة يوافقهم ويناسب تطلعاتهم.. إما من حيث العمر أو من حيث تطلعاتهم أو من حيث أدبيات قراءتهم للصداقة.
إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أن اختياره هذا أو ذاك صداقة أخرى لا يعني أنه تحول إلى عدواً.. أبداً.. فبعضهم اختار صداقات أخرى، ولكن لا زال يتعامل معي بودٍ واحترامٍٍ يجعلني ممتناً له دائماً.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
3- حتى يستطيع الكاتب أن يوصل فكرةً معينة إلى مجتمع ما ، لابد أن تكون له قاعدة شعبية يستند إليها لنشر فكره، فهل لدى الأستاذ قاعدة شعبية يُمكن أن تتبنى أفكاره ورؤاه؟ وما هي الأساليب الصحيحة لصُنع تلك القاعدة؟. |
|
 |
|
 |
|
عفواً.. هذا البناء غير صحيح.. لا يحتاج الكاتب إلى قاعدة شعبية لإيصال فكرته.. إيصال الكاتب لفكرته بحاجة إلى أن يتميز أسلوبه بالجاذبية والقيمة الفكرية والعلمية النافذة.. أي أن يكون قادراً على تشخيص الآلية التي يصنع بها قناعات قراءه.. وهذا قد لا يكون حولك.. بمعنى قد تكون في الأحساء، وكتابك بيد قارئٍ لك في نجران أو في أسيوط في مصر.. ومع ذلك قد لا ينجذب إلى كتابك شخص حولك، ولكن يتحمس لك شخص آخر أنت لا تعلمه.. فجمهور الكاتب يختلف عن جمهور الوجيه الاجتماعي، والذي في مجتمعه بهذا العنوان، وأنا لستُ الأخير، وإن رأى بعضهم وجاهة اجتماعية لي، فإنني لا أعمل على تكريسها، أو تضخيمها، فذلك فضل الله علي، ولكني لا أعتمدها في لتحصيل قرائي.. إذ قد يتوجه القارئ لك إلى كتابك وهو مشحون ضدك بخلفية سيئة، ولكنه عندما ينفرد بالكتاب، فإنه قد يتحول إلى أشد الناس حماسة لك.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
4- ما مدى تقبل الأستاذ باقر للنقد، سواءً الشخصي أو الكتابي– إن صح التعبير- ؟. |
|
 |
|
 |
|
المدى الذي أشعر أنه وجهة نظر بناءةٍ، وليست لغرض الانتقاص والمذمة وإظهار العيوب والتشهير.. والنقد البناء هو الذي يتحسس مواطن الخطأ، ويبذل جهوداً جديرة بالاحترام لإيصال فكرة النقد بطريقة صحيحة، وهو ما تحدث عنه النبي(ص): (( من نصح أخاه سراً زانه، ومن نصح أخاه علناً شانه)).. أما النقد للأفكار، فليس بالضرورة أن يتحول الكاتب لما يريده الناقد أو الأفكار الناقدة؛ إذ قد يفوت الناقد بعض الأساسيات التي ساهمت في بناء هذه الفكرة أو تلك، ومهمة الناقد أن يستوعب الفكرة بتمامها، ثم يعمل لطرح الأفكار النقدية المتعلقة بها.
والنقد يحكي معاينة الأداء وتولد وجهة نظرٍ تجاهه.. قد تكون دقيقة وقد تكون غير منطقية، ولكن من الخطأ أن يضحي المرء بصديقٍ اختلف معه، وإنما يجب أن يتم بذل الجهود المكثفة للاحتفاظ به ما دام الاختلاف معه في حدود الأفكار والأولويات الفكرية، وليس لعجرفة أو لانحراف في سلوكياته وتعامله مع الآخرين.
وقد استفدتُ كثيراً من بعض الأفكار الناقدة البناءة، ولأصحابها مقاماً عزيزاً على قلبي بسببها، حتى الأفكار النقدية التي لم أرَ صوابيتها.. إذ يكفيني أن صاحبها قالها لي ليساهم في بناء باقر الإيجابي، وأنه لم يخشَ أن يطرح فكرته ونقده لي.. بمعنى أنني لستُ بعبعاً لا يمكن توصيل الآراء النقدية له.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
5- لدى الأستاذ مجموعة طيبة من الشباب المؤمن، فما مدى استفادتهم من فكره وكتاباته؟ وهل سعى لصنع باقرٍ آخر من خلالهم؟. |
|
 |
|
 |
|
هذا يمكن الحصول على جوابه من خلال سؤالهم هم.. أما أن أصنع باقراً آخر فوجهة نظري أنني لا أسعى لتكرار نسخة لي حتى ابني.. وإنما يُفترض بي أن أبذل جهوداً لصنع نموذجاً أفضل، ويملك جاذبية أكبر.. ولكني لا أتعامل مع أصحابي كأبناء أو أطفالاً صغاراً أو أنني الملهم لهم وصانعهم لأصنع باقراً آخر منهم.. فهذا منطق التعالي ومنطق الشعور بالتفوق على الآخرين، وهذا منطق محبط للعمل والعياذ بالله، ولا يمكن أن أقبله في نفسي مع أصدقائي..
أما إن كان بقصد الحدب عليهم والتواضع لهم، فهذا واجبي وليس تفضلاً مني عليهم أبداً.
ما علي فعله هو المساعدة، والمناقشة الجادة، وعدم تهيب الحوار.. ولدى الكثيرين منهم استعدادات كبيرة هم يجهدون لتطوير ذاتياتهم والعمل لإبرازها بالطريقة التي يرونها تناسبهم، وليس بالضرورة أن تكون عن طريق الكتابة.. إذ بعضهم له حضور في الانترنت، ويحاور ويناقش.. وبعضهم الآخر في الحوارات الشخصية هنا وهناك.. وهذه الرغبة أتمناها لكل أبناء البلد الواعد، ولذلك طرحتُ العام الماضي فكرة برنامج تدريبي للكتابة وبناء الأفكار، إلا أن معوقات جانبية أعاقت تنفيذها.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
6- هل الاختلاف مع الآخرين يُوجب وضع الحواجز والنفرة ؟. |
|
 |
|
 |
|
يُفترض ألا يحدث ذلك، لا اختلافك معهم، ولا اختلافهم معك.. ولكن بالتأكيد ما يوجب النفرة هي الأساليب الفظة والتعالي على الآخرين، واتباع أساليب الاختبار، بمعنى أنك عندما تتحاور معهم لا تظهر أنك تختبر جوابهم أو تختبر أساليبهم أو تختبر أخلاقهم، فإذا ما شعر بك أحد وأنت بهذا اسللوك فإنه بالتأكيد سينفر منك..حاور الآخرين على أنك تريد الإفادة منهم، وليس لإبراز عيوبهم وتفوقك عليهم..
نعم قد تكون أحياناً مضطراً من أجل بنائهم، فإن ذلك يكون زيناً لهم وليس شيناً، ودع ذلك لهم.. عندما يطلبون منك، وليس أن تفرضه عليهم..
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
7- لماذا لا نجد للأستاذ باقر حضوراً واضحاً في أوساط الشباب ، حيث نجد أنه يقتصر في تواجده على شريحة معينة؟. |
|
 |
|
 |
|
لا أعرف كيف يريد الشباب أن أكون بينهم.. هل آتي لأفرض نفسي عليهم؟!.. هذا كلام غير منطقي.. هم من يعنيهم أن أكون بينهم أم لا.. وهم لم يقصروا.. إذ كثيراً ما توجه لي الدعوة لمحاضرة أو مشاركة، ولا أذكر أنني تعذرتُ عن ذلك..
وما أحمله من مودة لهؤلاء الشباب هو أنهم إذا ما حضرتُ بينهم أجد علائم الارتياح طافحة فيهم، ما يعني أن لي مكاناً مقبولاً بينهم، وهذا وسام فخرٍ أضعه على عنقي..
أما هؤلاء الشباب الذين يتفضلون بزيارتي فإنما لأنهم ألفوني وألفتهم، كما أن لهم أيضاً أصدقاء آخرين ألفوا بعضاً، وهناك من أصدقائي أمثال الأستاذ الشيخ علي الحجي ألف أناساً وألفهم.. وهكذا الأخ الأستاذ الشيخ صالح الغانم، وهو ما يمكن أن نسميهم خاصة فلان..
الالتزام الذي أنا متقيد به هو أنني عندما يقبل أحد علي، فواجبه علي أن أقبل عليه أكثر مما يتصوره.. ولكن عندما يختار أُلفة أخرى، فلا يحق لي أن أتدخل في اختياره.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
8- كتب أستاذنا حول زواج المتعة، فما هي السبل الصحيحة لتطبيقه في أرض الواقع مع وجود الكثير ممن ينفر منه؟. |
|
 |
|
 |
|
تطرقتُ إليها في موردٍ آخر، يمكن الرجوع إليه.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
9- هل لتعدد الزوجات في واقعنا المعاصر أهمية لدى الأستاذ كما لغيره من الموضوعات؟. |
|
 |
|
 |
|
يبدو أن هذا السؤال تحريك شريحة من المجتمع ضدي (للملاطفة فحسب)!!..
ولكن في الواقع نحن لا نستطيع الهروب من المسؤولية الشرعية تجاه هذه المسألة.. في تقرير لجريدة اليوم ذكرت أن عدد العوانس في السعودية بلغن مليوناً، فيما عدد الشعب السعودي بحدود العشرين مليون نسمة.. وهو ليس كله نساءً.. إذ العنوسة تعني المرأة المتأخرة عن الزواج، وتحدد بسن الثلاثين عاماً فما فوق.. بمعنى أن المرأة دون هذا السن لا تعد من العوانس..
فتصور النتيجة على هذه الصورة كيف ستكون.. هل نتصور أن الفتيات اللاتي ابتلين بهذه السمة غير السارة لا يشعرن ولا يتألمن؟!.. هل اشتغلنا لحظة بآلامهن..
عندما يتحدث خطيب في هذه المسألة تجد النساء المتزوجات يتعسكرن ضده!!.. وقد يقاطعنه مستقبلاً، ولكن قد تبتلى هذه المرأة التي قاطعته يوماً بأن ابنتها تأخرت عن الزواج كثيراً، فإذا بها تقبل بابنتها ضرة وزوجة ثانية!!!.. فهل بعد ذلك ستعود لذلك الخطيب!!.
المشكلة في هذا الملف المعقد أن التعاطي معه لا زال بحدية لا تجعل المعالجات له عقلانية.. وبظني أن المسؤولية هي على الطرفين.. فالمرأة إلى الآن لم تجد النموذج المشجع لقبول هذه الفكرة.. فإذا ما تزوج الرجل تجد الأولى أنها أصبحت من الماضي، يهجرها زوجها وقد تكون مسألة طلاقها على طرف لسانه.. فيما الثانية تستبد وتتصور أنها ملكت الدنيا بما فيها!!.. وقد يكون العكس أيضاً.. إذ قد يتزوج الثانية فيشعر بعد ذلك بالندم، فيرجع إلى الأولى ويترك الثانية ويتعامل معها وكأنها عبئاً ثقيلاً عليه.. ناهيك عن أن المرأة أيضاً في غيرتها التي بالغت فيها كثيراً إلى حد المعصية الكبيرة والتي تأتي بآثار خطيرة على الحياة الزوجية وعلى واقع جميع الأطراف..
هذه الصورة قاسية جداً تجعل الجميع غير واضحين في موقفهم من هذه المسألة.
وقد جلسنا كثيراً وكثيراً لنقاش هذه المسألة، ولكن علاجها ليست بيدنا وإنما الجزء الأكبر منها بيد المرأة، وأيضاً على الرجل مسؤولية كبرى في رفع الرعب من الفكرة لدى الزوجة الأولى وأم الزوجة الثانية..
وأتذكر أنني دخلتُ في نقاش مع امرأة بحرانية تعرف نفسها في معرفها بأنها دكتورة في إحدى المواقع في مسألة تعدد الزوجات.. إذ كانت تطرح المسألة من باب معالجة أرامل الحروب والفقر و.. و..
وقالت بأن القرآن يقول(( فإن لم تعدلوا فواحدة))، وفي آية أخرى يقول((وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ))، ما يعني أنها شروط صعبة، فمن يستطيع أن يعدل؟! والقرآن يقولها : ((وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ))، هنا أدع الجواب للمولى الصادق(ع) عن هذا، فلنقرأ جوابه (ع):
((أن هشام بن الحكم سأله ابن أبي العوجاء عن هذه المسألة، فقال له: فأخبرني عن قول اللّه عزّ وجلّ: (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاّتَعْدِلُوا فَواحِدَة) (3) أليس هذا فرض؟ قال هشام: بلى. وقال: فأخبرني عن قوله عزّ وجلّ: (وَلَنْ تَسْتَطيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَميلُوا كُلَّ المَيْلِ فَتَذَرُوها كَالمُعَلَّقَة) (4) فقال ابن أبي العوجاء أيّ حكيم يتكلّم بهذا؟!.
فرحل هشام إلى المدينة، و قصد دار الاِمام الصادق- عليه السّلام-، فقال: « يا هشام في غير وقت حجّ ولا عمرة؟!» قال: نعم- جعلت فداك- لأمر أهمّني. إنّ ابن أبي العوجاء سألني عن مسألة، لم يكن عندي فيها شيء قال: وما هي؟ قال: فأخبره بالقصّة، فقال الإمام: « فأمّا الآية الأولى فهي في النفقة، وأمّا الآية الثانية فإنّما عنت المودّة، فإنّه لا يقدر واحد أن يعدل بين امرأتين في المودّة». فقدم هشام بالجواب وأخبره. قال ابن أبي العوجاء: واللّه ما هذا من عندك. وفي حديث آخر قال: هذا حملته من الحجاز)).
ولو نظرنا إلى واقع المسألة فإن المرأة هي من انقسمت على نفسها في هذا الأمر.. إذ تجد من يرفض الزوجة الثانية أهل الزوجة الأولى.. أمها أخوتها.. أخواتها.. وأن من يقبل بذلك ويفرح له وبه هم أهل الزوجة الثانية.. بل تجد الزوجة الجديدة فرحة بالزواج كما هو فرحة الزوجة الأولى، وهكذا أهلها وأخوتها..
وعلى هذا الانقسام، هل تتأسس الرؤى والقراءات.. بالتأكيد لا.. وأما مساعيَّ في هذا الصدد.. فقد سعينا بما نستطيع، وقد وفقنا بلطف الله، ولعل بعض المؤمنين اطلع على ذلك أو كان ممن سعينا للعمل له، ولكن الأعمال الخيرة هذه ليستْ مما يُتجاهر به أمام الناس لأنه دافعٌ للغرور والرياء والعياذ بالله.. وأتمنى ألا تكون محتاجاً لخدمتي في مثل هذه المسألة، وإنما تجد الطريق سالكة أمامك دون الحاجة إلى مساعٍ لتذليل العقبات من أحد.
10- هل يجد الأستاذ نفسه مطالباً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجتمعه؟ وما مدى تطبيقه لذلك الواجب؟ .
ليس هناك من يسقط عنه هذا التكليف الشرعي، ولا أدعي أنني أعمل أو أقوم بكامل واجبي، ولكن اجتهد في ذلك.. وقد ذكرتُ في ميلاد الإمام علي(ع) بعنوان نصيحتي ما يجب على من لديه ملاحظات وإشكالات وشبهات عقدية، ولكني لا أنبش المنكر لأقوم بواجب النهي، وإنما إذا رأيت تجاهراً به فإنني أقوم بواجبي تجاهه، إما بمباشرة النهي عنه أو بالعمل على ذلك.. وقد شهدت محكمة الجفر موقفاً من هذا، عندما قام بعضهم بالتحرش بفتاتين فاعترضناه، فشكانا إلى المحكمة، فظلت القضية بحدود السنة استدعاءات وشكاوي.. حتى اطمأن المدعي بأنه لن يحصل على شيء من شكواه، فترك حضور المحكمة.. وما كنتُ أتمنى ذلك هذه، لأحظى بأجرها كاملة.. وأسأل الله القبول على كل حال.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
11- كتب أستاذنا حول التطبير وأسهب كثيراً فيه، فهل يجد أن هذا الموضوع مصيري إلى هذه الدرجة؟ وهل أهميته تفوق كل الموضوعات حتى يتم التركيز عليه بهذه الكتابات؟ ألا يمكن الإكتفاء بحكم السيد القائد وفتاوى المراجع العظام حفظهم الله في هذا المجال؟ هل استطاع أستاذنا أن يغير من نظرة من لايؤمنون بولاية الفقيه ويرى مراجعهم عدم حرمة التطبير؟ ومامدى ذلك التغيير ؟ وكم عدد المتأثرين بكتابات الأستاذ في هذا المجال؟. |
|
 |
|
 |
|
كان يفترض أن يُكتفى بذلك، ولكن الإمعان في إثارته كل حين، فهذا السؤال يُفترض أن يوجه إلى من يثيره بمناسبة وبدون مناسبة.. بل يُفترض أن يوجه إلى من يثيره ويسوق الناس للقول والاعتقاد به ولا يفعله هو!!.. مضافاً إلى أنه أصبح من أكثر المسائل التي يشهر بالطائفة بسببه.. مع أن من يقرأ عناوين الكتب التي تفضل بها الأستاذ قميص يوسف لا يرى إلا عنوانين بشأن التطبير.. بل هو بالأساس كتاباً واحداً، والثاني كان بالأساس للتسهيل على الشباب الذين لا يطيقون قراءة كتاباً من 600 صفحة.. وأضيف أيضاً إليها مما لم أذكره في طلب الأستاذ قميص يوسف هو: شهيد ظهر الكوفة.. آية الله السيد محمد باقر الحكيم.. والثاني: دراسة في الغدير.. وكانت مشروعا لمسابقة الغدير، والتي تم إلغاؤها.
أما بالنسبة لتغيير وجهة نظر الآخرين الذين لا يؤمنون بولاية الفقيه في العمل بحكم الحاكم الشرعي الجامع للشرائط، فأنا لا أعمل على هذا، ولم أقم باستطلاع بشأنه، وما يهمني هو الإخلاص في العمل.. وليس علي انتظار النتائج كما قال الإمام الراحل..
والجواب الأخير يشمل الفقرتين من نفس السؤال.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
12- ذكر المحقق الكبير السيد جعفر مرتضى العاملي في مقدمة كتابه:" مراسم عاشوراء....شبهات وردود" الكلام التالي:- (إن هذا الكتاب » مراسم عاشوراء « قد جاء جواباً على تلك الأسئلة التي كثرت، وتوالت، ربما لأن البعض لم يزل يحارب هذه المراسم، ويهاجم حتى مواكب اللطم، بشتى الأساليب، ومختلف الوسائل، وهو يصفها باستمرار بأنها من مظاهر الجهل والتخلف.. بل لقد ادعى بعضهم:أن أي شيء يُلحق بالجسد أذى، أو ألماً، فهو حرام شرعاً حرمة ذاتية.. والأدهى والأمر من ذلك: أن ثمة من يحاول أن يدّعي للناس: أن هذا هو نفس ما يقوله سماحة آية الله السيد الخامنه إي[مد ظله]، مع أن ما يقوله سماحته[حفظه الله]في هذا المجال، لا يلتقي مع هذا القول، لامن قريب ولا من بعيد.. إذ أنه [حفظه الله]، لم يمنع من اللطم ـ مهما كان نوعه ـ ولا رأى أنه من موارد الإيذاء للجسد المحرم ذاتاً.. وحتى بالنسبة للتطبير ـ وهو ضرب الرؤوس بالسيوف ـ فإنه حفظه الله لم يقل: إنه حرام ذاتاً وقبيح عقلاً، بل هو قد حرَّمه من حيث أنه موجب لتوهين المذهب في الوقت الراهن.. كما ذكره في إجابة له على استفتاء بتاريخ 24/3/2002م رقم 18046.. فقوله [حفظه الله]: في الوقت الراهن.. ظاهر الدلالة على أنه بصدد تشخيص الحالة الخارجية الموجودة فعلاً، وقد أصدر حكمه المذكور، لا لأجل أن ضرب الرأس حرام ذاتاً، بل من حيث إنه رآه متعنوناً بعنوان ثانوي، هو ما يستلزمه من وهن في المذهب في هذه الأيام. فما يقوله سماحته، يوافق، من حيث مرتكزه، ما يقوله سائر علماء ومراجع الأمة.. وما ورد في هذا الكتاب من نصوص قد جاء ليؤكد صحة ما قاله مراجع الأمة، ومنهم سماحة السيد القائد في هذا الصدد. ويوضح مدى الخطل الذي وقع فيه ذلك البعض، حيث اعتبر: أولاً: أن كل أذى حرام ذاتاً.. وثانياً: أن السيد القائد[حفظه الله] يقول بهذه المقالة.. مع أن الحقيقة هي أنه لا يصح نسبة ذلك إلى فقهاء الأمة، وعلمائها..فلماذا وإلى متى يتم التعاطي مع هذا الأمر بهذه الطريقة؟! ). فما هو رأي الأستاذ باقر في هذا الكلام ؟ وما رأيه في الكتاب ككل؟ ملحوظة: أحب أن أذكِّر أستاذنا الكبير بأن معظم ماذكره الشيخ عبدالرؤوف القرقوش تلك الليلة التي انزعج منها كثيراً أستاذنا ، موجود في الكتاب الآنف الذكر، فلقد قرأتُ كتاب السيد جعفر قبل حضور المحاضرة واستشفِّيتُ ذلك. |
|
 |
|
 |
|
ألا تلاحظ أن كثرة الأسئلة المتعلقة بالتطبير تدل على أنهم يشاركونني بدرجة ما في أهمية معالجة المسألة؟!..
وأما عبارة: فإنه حفظه الله لم يقل: إنه حرام ذاتاً وقبيح عقلاً.
فجوابه من كلام السيد نفسه: ((وفي الحقيقة أنني كلّما فكّرت وجدت بأنه لا بدّ أن احذّر أبناء شعبنا العزيز من هذه الظاهرة التي هي في الواقع بدعة وخلاف لتعاليم الدين ليكُفّوا عن هذا العمل))، وقال في ذات الخطاب: ((فإن هذا العمل يعتبر خلافاً بلا ريب ولا يرضى عنه الإمام الحسين(عليه السلام)، ولا أدري من أين نشأت هذه الأعمال التي جاؤوا بها إلى مجتمعاتنا الإسلامية)).
فهل هذا الكلام يستبعد القبح العقلي في العملية؟!.. اكتفي بهذا النص..
وهذا الكتاب ألفه للرد على السيد فضل الله في موقفه من التطبير، على أنه حرمه على أن حرمته ذاتاً، وهذا يتجاوز حدود الانفتاح العلمي.. فليس صحيحاً أن يكون ملاك الرد عليه لمجرد تفرده بالرأي.. في حين أن السيد الخوئي تفرد بآراء كثيرة، فالسيد محسن الأمين كان يرى أيضاً الحرمة فيه ذاتاً، ولم نرَ سماحة السيد جعفر حفظه الله تعالى رد عليه..
أما الفتوى التي ذكرها السيد جعفر مرتضى العاملي فهي أولاً للمكتب في سعيهم لتخفيف ردة فعل البعض، مضافاً إلى أنها تحكي طبيعة الحكم.. إذ أن طبيعة الحكم هو المؤقت.. فقد يعتبر القائد الحكم في رأيه لحرمة ذاتية، ولكنه كحكم لا يأخذ صفته الدائمية، كما هو حكم السيد محمد حسن الشيرازي(قده) في التنباك.. فإذن عندما قال بالوقت الراهن، فذلك يعني حكمه.. أي أن حكمه الملزم للآخرين ما دام هو على طبيعته هذا، ولكن هذا لا يعني أنه لا يرى فيه قبحاً ذاتياً.. وقد قرأنا عبارته فيه.
والكتاب بمجمله لا يناسب الأسلوب والطريقة العلمية التي عهدناها منه في دراساته المعمقة والفذة.. إذ يغلب عليه الحماسة والانفعال.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
13- أين يجد الأستاذ باقر نفسه في مجال التحقيق؟. |
|
 |
|
 |
|
أعمل على أن أكون مفيداً.. وأجد نفسي هناك في غاية الراحة والسعادة.. حيث أنني أجتهد للوصول إلى قناعة حقيقية.. عندها أرضى عن قناعتي؛ لأنها تولدت عن بحث وتحقيق.
وهي في ثلاثة موارد، التاريخ والعقائد، والقضايا الفكرية التي تشغل الناس.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
14- نفى الأستاذ باقر الرستم في كتابه :" كربلاء ثورة الوعي وصناة التاريخ" حضور السيدة ليلى أم الأكبر في كربلاء ، فيا تُرى ماهو رأيه فيما كتبه السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه:" كربلاء فوق الشبهات" والذي يقول في بدايته: 11
1ـ إن الهدف من هذا الكتاب هو إلقاء الضوء على مدى صحة الأدلة والشواهد التي وردت في كتاب "الملحمة الحسينية" المجموع من خطب وكتابات للعلامة الشهيد مطهري رحمه الله، والتي تحدثت عن وجود خرافات وأكاذيب في تاريخ الحركة الجهادية المباركة للإمام الحسين عليه السلام، وتبيان أن أكثر ما ذكروه لا يدخل في دائرة الأسطورة، أو الخرافة، أو الأكذوبة.
2ـ لقد تم التركيز على قضية حضور ليلى في كربلاء وإثبات عدم صحة ما ذكروه سنداً ومعتمداً في ادعائهم أن حضورها يدخل في دائرة الكذب، أو الأسطورة.
3ـ لو سلمنا أن البحث في قضية حضور ليلى في كربلاء، ليس بذي قيمة في حد ذاته إذ أن القيمة إنما تكمن فيما تجسده من عِبرة، أو تثيره من عَبرة، وتصب في حفظ أهداف حركة الإمام الحسين الجهادية.
ومن هنا فإننا تصدينا لبحث هذه القضية بالذات إنما هو لأجل أنها أصبحت تمثل مدخلاً للطعن في قضايا عاشوراء، فأردنا إسقاط العنوان العريض المتجسد بها، أعني به عنوان: "الأكذوبة والأسطورة"!. نعم لقد حاول البعض أن يجعل منها مدخلاً للطعن في صدقية أحداث كربلاء، ومدخلا للبعض، للتشكيك والهجوم الشرس على كل ما يورده قراء العزاء من أحداث كربلائية، وما يعرضونه من مواقف الجهاد والتضحية والفداء.
4ـ قد تحدثنا أيضاً عن مدى إمكانية الإعتماد على كتاب "الملحمة الحسينية" المجموع من كتابات ومحاضرات للشهيد العلامة المطهري، ومدى إمكانية نسبة ما في الكتاب المذكور من آراء الى ذلك الشهيد السعيد ، وماهو رأيه في الكتاب ككل؟ . |
|
 |
|
 |
|
بالنسبة لنسبة الكتاب للشهيد المطهري فأنا أسلم به وأرى أنها له.. فنفس الشهيد المطهري في كتاب الملحمة واضحٌ، ولعل من رفض نسبته إما أنه بنية أن الكتاب سُبَّةً، فيريد بذلك النفي رفع السبة عنه، أو أنه لم يتعرف بعدُ على أسلوب الشهيد المطهري في الكتابة والمحاضرة، أما إن كان لديه وقائع عملية يثبت هذا فهذا أمر آخر، وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكني لم أحصل على شيئٍ من هذا، إلا أنه يظل أسلوب الشهيد المطهري في كتاب الملحمة واضحاً.. فإن كان هناك إشكالاً في هذا النحو فنتمنى مناقشة هذا الأسلوب الذي هو أسلوب الشهيد مطهري.. فمن حاكى هذا الأسلوب؟!.
وفي الحقيقة أن العلامة السيد جعفر مرتضى لم يكن موفقاً في تأليف هذا الكتاب(( كربلاء فوق الشبهات)).. وهنا أنقل العبارة من كتاب كربلاء ثورة الوعي وصناعة التاريخ في مناقشة رأيه: ((ذكر المحقق العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي مجموعة من المبررات التي تجعله يتبنى حضورها ، إلا أنها مبررات غير علمية ، ويمكن بالسهولة دحضها ، فهو يقول(( إن من يريد نفي وجود شيءٍ ما ، فلا بد أن يقرأ جميع كتب التاريخ ، بل كل كتاب يمكن أن يشير إلى الأمر الذي هو محط النظر)) ثم يقول (( كما أن حضور ليلى في كربلاء لا يختص بكتب التاريخ، فقد تشير إلى ذلك أيضاً كتب الأنساب، والجغرافيا، والحديث والتراجم وكتب الأدب، وما إلى ذلك…)) ، ثم يعلق على ما نُسب إلى الشهيد مطهري من نفيه لوجود ليلى بقوله (( وهل قرأ رحمه الله كل هذا الكم الهائل من هذه الأنواع المختلفة من كتب التراث، المخطوط منها والمطبوع، حتى جاز له أن يصدر هذا الحكم القاطع بنفي حصول هذا الأمر من الأساس )) ثم بعد أن قال((وقد تجد ذكراً للكثير من المصادر التي كانت متداولة في أيدي المؤلفين والمصنفين الذين سبقونا، وقد نقلوا لنا عنها أشياء لم تذكر فيما وصل إلينا ونتداوله نحن من مؤلفات القدماء، وقد أشار بعضهم– كصاحب البحار وسواه– إلى العديد منها، ونقلوا عنها الكثير، لكنها قد تلفت قبل أن تصل إلينا))، ثم يعقب بقوله: (( وهل يصح للشهيد مطهري وسواه: أن ينفي أمراً يُحتمل أن يكون ناقله قد أخذه من مصادر لم تصل إلينا– وما أكثرها ؟! ))، وبعد عدة أسطر كمقدمة يقول (( فهل يصلح لأحد بعد هذا أن يبادر إلى نفي قضية ما لمجرد أنه لم يجدها في عدد يسير من كتب التاريخ التي راجعها ذكراً لما يبحث له عن ذكرٍ أو سند ؟! ))، ثم يشير إلى مسألة ضياع الكثير من الكتب أو حرقها أو تحريفها، حيث ضاعت فيها الكثير من الحقائق، ثم أنه لا يمكننا نفي قضية ما لمجرد وجودها في كتاب مليء بالكذب والتزوير، ثم يتوجه إلى تحليل الحادثة ليقول (( لم نسمع أي شيء عن ليلى مما يدخل في دائرة الخيال المحض، لا بالنسبة لليلى وهي في فسطاطها، ولا بالنسة لها حين كانت تلاحظ ولدها من بعيد في ساعة الوغى )) .
وتأخذ مناقشته وردوده صفحات كثيرة من كتابه، هي من صفحة 106 إلى صفحة 130 لينقل قصة ليلى والأكبر من كتاب إكسير العبادات في أسرار الشهادات للفاضل الدربندي، دون أن يشير إلى أيٍ من تلك المصادر الأخرى التي من الممكن أن تكون قد تعرضت إلى حضور أم الأكبر.. مع ملاحظة أن قراءتنا وقبولنا ونفينا لواقعة ليس بناءً لما نفترض وجوده في مصادر لم تصل إلينا، وإنما لوجود شاهدٍ له قيمته على ذلك، فيما قيمة هذا المصدر الذي ركن عليه لإثبات حضور ليلى لا قيمة له عند العلماء، وهو لا يختلف عند العلماء عن كتاب(( بيان الأئمة)) الذي رد عليه هو بنفسه مع احترامه للفاضل الذي رد عليه، ونحن نكن له كل احترامٍ وإجلالٍ، ولكن المسؤولية الأخلاقية حين الحديث عن هذه المسألة أن نقف موقفه ذاته في شأن كتاب بيان الأئمة.
بالنسبة لكتاب إكسير العبادات للفاضل الدربندي عند المحدث العلامة الشيخ حسين النوري وهو المحدث الخبير بالأخبار والحوادث التاريخية هو كما جاء في كتابه اللؤلوء والمرجان: (( وفد يوماً سيد خطيب عربي من الحلة إلى كربلاء، وقدم للشيخ عبدالحسين الطهراني مخطوطات قديمة، ورثها عن أبيه، بقلم أحد علماء جبل عامل، تتضمن روايات عن حياة أهل البيت ومصائبهم، وبعد أن اطلع عليها الشيخ وجد فيها كثيراً من الأكاذيب الواضحة والأخبار الواهية، لذلك نهى السيد العربي عن نقلها، لكن يبدو أنها وقعت في يد الفاضل الدربندي الذي كان يسكن العتبات العاليات آنذاك، وكان مشغولاً بتدوين أسرار الشهادة، فنقل تلك الروايات وأضاف إليها من عنده، وزاد على أخباره الواهية المجهولة، وفتح باب الطعن على مخالفيه والسخرية منهم والاستهزاء بهم على مصراعيه، ووصل به الأمر حيث عد جيش الكوفة ستمائة ألف راكب ومليوني راجل، وهيأ بذلك ميداناً وسيعاً للخطباء، لا يضيق بهم مهما صالوا وجالوا فيه، ومادة غزيرة لا ينتهي بها الافتراء على العظماء، وحجتهم أن الفاضل الدربندي قال كذا)).. ولا حاجة للتعليق على هذا الكتاب بعد تعليق المحدث الشيخ النوري عليه.
وأما رواية حضور ليلى أم الأكبر فأنقل أولاً رأي المحدث المحقق الشيخ عباس القمي في كتابه(( نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم: (( وأما أمه- أي أم الأكبر- هل كانت في كربلاء أم لا؟ لم أظفر بشيء من ذلك والله العالم))ص286..
وقال العلامة الأستاذ السيد عبدالرزاق المقرم: (( ولم يظهر لنا سنة وفاتها ولا مقدار عمرها، ولا حضورها في مشهد الطف، وإن نسبه((الدربندي)) في أسرار الشهادة إلى بعض المؤلفات المجهول صاحبها مع أن المؤرخين أجمع أهملوا ذكرها، ولعلها متوفاة قبل الطف.
وقال الشيخ الجليل المحدث الشيخ عباس القمي في نفس المهموم ص167_حسب النسخة التي عنده- (( لم أظفر بشيء ))، وناهيك بهذا المحدث الخبير المدقق، فإن عدم عثوره على مجيئها إلى الطف فيه قناعة لمن يتطلب الوقوف على حقائق التاريخ)) علي الأكبر ص15.
واكتفي بهذا..
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
15- ماهو رأي الأستاذ باقر الرستم في كتاب:" مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة" والذي شارك في تأليفه مجموعة من المحققين والفضلاء ؟ وهل له مكان في مكتبة الأستاذ؟. |
|
 |
|
 |
|
هو جهد كبير وجبار، ولكن ذلك لا يعني التسليم بكل ما جاء فيه..
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
16- لدى البعض طموح كبير لأن يكون لمجتمعنا قيادة حكيمة يمكن الاعتماد عليها في كثير من الأمور وتكون مسموعة الكلمة، فهل تلك القيادة موجودة في مجتمعنا أم لا؟. |
|
 |
|
 |
|
التشخيص في هذه المسألة نسبي، والتعاطي معها أيضاً نسبي، فقد ترى هذه الشخصية هي الأنسب، ولكن الآخرون قد لا يرون هذا الرأي، فيما نحن لسنا بين خيارين، إما التيه أو القيادة الحكيمة، إذ نحن لو لم تتوفر لنا الحكمة بتمامها في أي شخصية قيادية.. سواء كانت اجتماعية أو دينية علينا أن نساعدها في معالجة أي قضية تمس واقعنا.. لا أن نقف جانباً نتحين قصورها أو تقصيرها للانتقاص منها والتشهير بها.. فهذا يخالف التكليف الشرعي، وهو حرام شرعاً..
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
17- الكثير منا سمع بإدارة المشاريع ، فيا تُرى هل ستكون لأستاذنا باقر يد فيها أو دور؟ وماهو ذلك الدور– إن وُجد - ؟ . |
|
 |
|
 |
|
هي ليس لها هذه السمة، وإنما هو منتدى شبابي يعمل لمعالجة المشاكل التي يمكن معالجتها من قبله، وليس أن يحل محل الجهات الرسمية.. فمثلاً مشكلة التوفيق بين المؤمنين لا يحتاج إلى جهة رسمية لذلك، كما أن إدارة الاحتفالات لا تحتاج إلى إدارة رسمية لإدارته..
أما حضوري في العمل الاجتماعي فهو بقدر ما تسمح به ظروفي وما أشعر بأنه مسؤولية شرعية وأخلاقية.. وألا يتعارض ذلك مع خدمتي في الكتابة والتأليف.. فذلك الهم الذي لا أرى نفسي تنفك عنه.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
18- كان للأستاذ عضوية أساسية– بل إدارية - في ملتقى الشباب الثقافي، فأين ذهبت تلك العضوية؟ وما هو السبب – إن أمكن - ؟. |
|
 |
|
 |
|
لم تكن لي عضوية في ملتقى الشباب مطلقاً.. وإنما كان بعض الأخوة طرح اسمي فيه كواجهة اجتماعية، وكشخصية يستفاد منه في إبداء الرأي والنصيحة، وكان أيضاً طرح بعض الأسماء، إلا أنني رفضتُ ذلك.. وأتذكر في هذا الشأن أن بعض الأخوة جاءني ليطرح علي فكرة من هذا النوع قبل أكثر من عشر سنوات، وذلك عندما رأى مجموعة من الشباب يجلسون كجلسة منتدى السهلة الأدبي.. فقلتُ له بأن ذلك شأنهم، ولا أرى أن في ذلك مشكلة أبداً.. بل أنا من جهتي أشجع عليه؛ وذلك لأن فلان قد لا يرى أنه يتمكن من طرح رأيه بحرية وصراحة وجرأة في وجود باقر.. فلماذا يلزم نفسه بوجود باقر.. ذهب عني.. وبعد فترة سمعت بهذا الملتقى..