العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > واحـة الديـرة




موضوع مغلق
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 03-04-2010, 01:27 AM   رقم المشاركة : 41
الرضا تصويرومونتاج
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية الرضا تصويرومونتاج
 







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
حبيت أحييكم جميعا قبل نهاية موعد طرح الأسئلة
وأسلم على الأخ أبو محمد والجار أبو ألياس
موفقين لكل خير ،،،
والله يساعد الأستاذ باقر على الأجوبة بكل شفافية


* عشرة أيام لطرح الأسئلة من جانب الأعضاء الكرام (أي إلى نهاية يوم 3 إبريل 2010م)

* يغلق الموضوع بعد انتهاء المدة المخصصة للأسئلة

 

 

 توقيع الرضا تصويرومونتاج :
رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم
الرضا تصويرومونتاج غير متصل  
قديم 03-04-2010, 03:49 AM   رقم المشاركة : 42
الروح المجرد
طرفاوي جديد






افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

بسم الله الرحمن الرحيم،

السلام عليكم ورحمة الله.

نشكر الإدارة الكريمة على إستضافتهم للشخصية المميزة والراقية الأستاذ باقر رستم حفظه الله، ولا شك أننا سنستفيد من أطروحاته وآرائه التي نتعطش لها في أيامنا هذه التي بات فيها العلم والمعرفة وطلب الحق منبوذ عند الكثير.

1) ما هو سبيل نشر التشيع في بلاد الغرب التي يختلف واقعها عن واقع البلاد العربية والإسلامية؟ هل ترون صحة الاندماج بالثقافة الغربية لكي تصل الرسالة بلغتهم أم يجب علينا الحفاظ على الطريقة التقليدية الموروثة في بلادنا العربية والتي لا تتلاءم وثقافة وتقاليد البلاد الأخرى؟

2) لا شك أن طريقة فهم الحركة الحسينية والحركة المهدوية تكون نابعة عن مجموعة اعتقادات مسبقة تتعلق بالرؤية الكونية لدى الفرد، ومن البديهي وجود آراء وأفكار مختلفة لدى علماء الشيعة أنفسهم حول حقيقة هذه الحركات المقدسة، فيكون بناء الايديولوجية حسب تلك الرؤية مبايناً من رأيٍ إلى رأي. فما هي نظرتكم للحركة والثروة الحسينية والمهدوية؟ وما هو واجبنا تجاه حمل هذه المسؤولية والعمل على استمراريتها؟

يتبع بأسئلة أخرى إن شاء الله تعالى.

 

 

الروح المجرد غير متصل  
قديم 03-04-2010, 10:50 PM   رقم المشاركة : 43
الفجر الجديد
كاتب قدير
 
الصورة الرمزية الفجر الجديد
 







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

السلام عليكم /


تحيةً معطّرة إلى الأخ قميص يوسف في استضافته أخنا الأستاذ باقر وفقّه الله تعالى .

لي عددٌ من الأسئلة وقد أشار لها بعض الأخوة الأعزّاء ضمن أسئلتهم لذا سأكتفي بما يلي :

1- من يكتبون كثرٌ في مجالات شتّى , ولكن الكتابة التأليفية - إن صحّ التعبير - ذات لغة , وأدوات خاصة , فهلاّ أطلعتنا على أهمّ هذه الأدوات ؟ وماذا يجب على الكاتب أن يستحضره للبدء في مشروع كتابة كتاب ؟


2- ماذا أراد الأستاذ باقر أن يضيف إلى مكتبة عاشوراء من خلال كتابه ( كربلاء ثورة الوعي وصناعة التاريخ )


3- هل لدى الأستاذ باقر أطروحات حبيسة الأدراج يتوجس من إظهارها ؟ ولو لم يكن لديه مثل ذلك , فهل ترى من الواجب على كل من يملك أطروحة تمثّل رؤية خاصة به أن يظهرها أيّاً كانت وتحت أيٍّ من الظروف ؟

4- سياسياً هل لديك اطلاّعٌ على حقيقة الصراع الرئاسي الأخير في إيران الإسلامية , وهل هذا الصراع بحجم ما يروّج له الإعلام العربي والغربي على حدٍّ سواء ؟

5- بصفتي من المهتمين بالقضايا الاجتماعية يهمنّي رأيك إن كنت ترى أنّ ثمّة ظواهر اجتماعية لم تأخذ حقّها في البحث والمعالجة , تصح أن تكون مادّةً أو مشروعاً للكتابة ؟

وأشكر لكم سعة صدركم .

تحياتي

 

 

 توقيع الفجر الجديد :
هـكـذا أيــقظني ( الفجر ُ الجديد ُ)

وأغاريــدُ الـهـوى لحــن ٌ فريـد ُ

فيه عانــقت ُ الــســـنا إشـراقة ً

فـــإذا دربـــي َّحــــب ٌ وورود ُ


أستقي من ( منتدى ) الحب ِ نــدى ً

يرتــوي من قطرِه ِ طلـعي النضــيد ُ

( طرفي ) أهـواك ِ والدنيــا معـي

مــذ ْزهى من ( منتداك ِ ) الحر ِ جـيدُ
الفجر الجديد غير متصل  
قديم 04-04-2010, 12:06 AM   رقم المشاركة : 44
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

انتهت المهلة المخصصة لطرح الأسئلة ، ولذا تم إغلاق الموضوع

وسيتم لاحقاً إن شاء الله تعالى نشر الإجابات تباعاً بواسطة الضيف الكريم


ترقبوا ذلك .

ولا يفوتني شكر جميع المتداخلين الذين أثروا بأسئلتهم المتنوعة هذا اللقاء .

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل  
قديم 08-04-2010, 08:35 PM   رقم المشاركة : 45
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

بسم الله الرحمن الرحيم..

الحمد لله رب العالمين.. وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

الأخوة الأعزاء.. من أثرى هذا اللقاء بسؤاله.. بحضوره.. بل حتى توقعاته.. سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته..


مساكم الله بالخير.. صبحكم الله بالخير.. تقرأونها حيث تفتحون هذه الصفحة.. مشفوعة ومفعمة بالتحايا الغالية لكم جميعاً.. حتى أولئك الذين لم يطب لهم هذا اللقاء.. فإنني وجدتُ في هذا اللقاء فرصة للاقتراب منهم، عندما وجهوا سؤالاً للبحث عن جواب.. للبحث عن منطق الكاتب.. للبحث عن رؤية تناسب وقيمة اللقاء.. ذلك لأن بعضهم اختار مفردات إعجابٍ تخصه في منهج تصنيفه للنخب وموقع نخبويتها، فيما بعضهم اختار مفردات تعبر عن تصورٍ آخر.. ينسجم وما يراه في الكاتب.. لا أرى نفسي غاضباً لصالح أحدٍ أو منتشياً لصالح أحدٍ بقدر ما بعث هذا الحوار الاعتقاد في الآخر في أنه أيضاً له تطلعات وآمال.. يبحث عن قيمتها عند الضيف، ليحدد موقفه منه..

في البدء أجدد التعازي بذكر رحيل سماحة الشيخ حسن بن علي السعيد.. رحمة الله عليه، وهنا أتذكر ابن الست والثلاثين عاماً كيف خلف في ذلك العمر القصير آثاراً طيبةً تستحق أن تستمر ذانك العقدين(إلا قليلاً) مضيا على رحيله..

لا أقول بأن ما عمل من أجله وضعه وفق برنامجٍ ورؤىً أنتج حضوره هذا، والذي يوحي إلينا أنه اقترب في حضوره من الستين، وليس تلك الستة والثلاثين التي عاشها، وهي قابلة للحياة أكثر فأكثر.. بقدر شعور المجتمع بالحاجة إليه، وعدم ملء فراغه الذي تركه سيعيش فينا بحجم الطموحات والآمال فيه أو في شخصية طموحة وولوعة بالعلم والمعرفة والعمل.

وإذا ما وفق الله هذه البلدة الطيبة إلى مأمولها بإذنه تعالى فإنها أيضاً ستحتفظ بالوصلة الطيبة التي كانت تلك الطموحات والآمال مقدمتها..وهي التي وضعهم على سكتها سماحة الشيخ الراحل..
وأجدد الطلب من الأخوة هنا بقراءة الفاتحة على روحه الطيبة إن شاء الله تعالى..

بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين* إياك نعبد وإياك نستعين* اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم* غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) ويستحب بعد قراءة الفاتحة قراءة سورة الإخلاص أحد عشر مرة وتهدى إلى روحه، فإنه يعرف من أهداها إليه.. وقد يحظى عندها بشفاعته.. وكلنا محتاجون للشفاعة.. فيا سعد من يحظى بعددٍ أكبر من الشفعاء.. وعلى رأسهم سيد الكائنات أبي القاسم محمد(ص) وسيد الأوصياء أبي الحسن(ع)، وسيد الشهداء(ع)..


محطتنا هذه تحكي الرحلة الأولى التي يعيشها متصفح الانترنت مع صديقه المؤالف أو(المناكف) أحياناً باقر الرستم الذي دخل عالم الانترنت منذ ثمان أو تسع سنوات.. فهل سيجدها رحلة شيقةً أم شاقة..
آمل أن تكون شيقة وليست شاقة بإذن الله تعالى.. أما بالنسبة لي فهي شاقة في متابعة السؤال ومشروع السؤال ليتناسب الجواب وما ينتظره السائل، ناهيك عن الألوان التي دخلت في أجواب محاورة الضيف.. وهي تمثل أفضل السبل للحصول على إجابة ناضجة حيث نضج الضيف، وليس بالضرورة حيث هو النضج..وهي أيضاً أفضل من اللقاءات المباشرة، والتي قد تتولد الإجابات من رحم الانفعال وأجواء الحوار، والتي قد يصحبها الألوان المختلفة بعدد المشاركين في هذا الحوار، وهو ما أثرى الحوار ، وهو أفضل من تلك اللقاءات التي يتحدث فيها بما شاع أن يقول (( أنا وجهة النظر الأخرى))، في حين أن هذه الخطوة ما هي إلا حكاية عن وجهة النظر الأخرى تلك، وليس هي على الحقيقة .. هنا نراها على الحقيقة.. حيث الألوان كلها..بآمالهم.. بتوجساتهم..

فلنبدأ في رحلة الجواب التي آمل أن تكون خفيفة عليكم بإذن الله تعالى..

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 08-04-2010, 10:59 PM   رقم المشاركة : 46
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

سياسي واعد..

اقتباس
انا من جهة الممتعضين من قولين هما:

الأول: ترديد الاية الكريمة( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ.

الثاني: (وترديد الدعاء): اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة و في كل ساعة ولياً و حافظًا و قائدًا و ناصرًا و دليلاً و عينًا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا و هب لنا رأفته و رحمته ..و دعائه و خيره ..برحمتك يا أرحم الراحمين) بدون عمل .

لست مشككا ولكن متيقنا ان رب العزة وايضا الامام المهدي (عجل الله فرجه الكريم) ينبهوننا كثيرا القول مع العمل اي لا تقول دعاء بدون ان تبحث عن العمل كيفية العمل وماهو العمل.

لفت انتباهي حديث قدسي مضمونه ( ان العبد يقول يارب اشفني فيقول رب العز والجلال اذهب الى العلاج قد وضعت لك في الارض علاجات فابحث عنها ان العبد يقول ارزقني فيقول رب العز والجلال اذهب فاضرب في الارض سبل الرزق) الحديث طويل عن طلب الانسان للرزق والشفاء وتعجيل الفرج وكشف الكرب.

ولكن الله يقول له انها موجودة لديك فابحث عنها وهذا من ضمن مواضيع للسيد المرجع صادق الشيرازي دام ظله يتكلم في هذا النحو فهل للأستاذ ان يجمع لنا تلك الاوراق المتساقطة في شأن القول واللهج بالدعاء بدون عمل وبهجران القرآن.

الجواب:بارك الله فيك أخي(سياسي واعد).. لقد جمعت الجواب المفيد في سؤالك الرشيد.. وقد تكون إشارتك إلى حدود الواقع الاجتماعي الذي نعيشه، وهي بالتأكيد صحيح، وقد تشير أيضاً إلى واقع الأمة التي تنتظر إمام الزمان أرواحنا فداه، وفي الواقع لو كانت الأمة كلها تتحرك لصياغة وعها وفق منطق القرآن، وتترجم ذلك الوعي إلى عملٍ.. حيث القرآن ما مدح الإيمان فحسب، وإنما مدحهم بالعمل في سورة العصر: (( والعصر* إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات* وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر))..

ولو تفهم المسلمون للدعوة القرآنية لصناعة واقعهم بمنطق قرآني لما رأينا آمة المليار وأربعة مائة مليون تمر بالظروف غير المناسبة وغير اللائقة لمكانتهم وخيريتهم التي تحدث القرآن عنها.. ولتحول العالم كله إلى عالم إسلامي متقدم بامتياز..

الإنجازات الكبرى والسريعة في بعض الدول الإسلامية كتلك التي بلغته ماليزيا بتصورٍ إسلامي لقائد النهضة العلمية في ماليزيا الدكتور مهاتير محمد، ما يعني أننا بإمكاننا أن نتجاوز الخطوات البطيئة أو المشي كالسلحفاة أو اللا مشي الذي نحن مبتلون به الآن في كثيرٍ من الأحيان.

ولكن لا يعني هذا أن يعتمد الإنسان (مطلقاً) على ذاته.. لأنه كيانٌ صغير، لا يستطيع أن يتجاوز الكثير من القضايا إلا من خلال الآخر.. قد يكون الآخر من الناس.. أو قد يكون الآخر هو بالدعاء.. إنما قد أقرأ المسألة على أنها حراك إلى المنتصف.. تتحرك إلى منتصف الطريق أو لنقل منتصف المسؤولية.. أن تكون المسؤولية العملية التي على عاتق هي إلى ذلك الموقع.. أو بتلك الكيفية.. الله تبارك وتعالى وتوفيقاته وتسديداته يسهل لك.. فتجد الباقي بين يديك.. وقد تحتاج إلى الناس.. نظير تعلم القراءة والكتاب وسائر العلوم الأخرى.. القابلية موجودة لديك.. والحماسة موجودة.. ولكنك تحتاج إلى معلم في بداية المشوار.. لتكون العالِم والأستاذ والمفكر.. فيكون حراكك نحو ذلك الاتجاه هو ما يمكن تسميته بالحراك إلى المنتصف.. والمعلم والناس و..و.. الخطوة الأخيرة، النصف الأخر..

عندما تقوم بمسؤوليتك كاملة.. فإنك ستنجز بإذن الله تعالى، أو ستجد ما يساعدك إلى الوصول..

اقتباس
ولدي الخالد:

لي لقاءات عده مع هذا المؤمن ، وكم أسعد كثيراً باطروحاته ويكون لي حديث مطول معه عندما ألاقيه ولي بعض الأسئلة الخفيفه ان سمح لي :

* ماذا يعني لك مؤسس هذا المنتدى المرحوم باذن الله ( بو جواد) .

هذا المنتدى هو جهدٌ متميزٌ وصدقة جارية لا زلنا نتفيء ظلال بركاته الطيبة.. وهكذا عندما يترك أحدنا حسنة يستفيد منها شريحة من الناس إلى سبع سنين، وهي قابلة للحياة إلى أضعاف هذه السنوات بإذن الله تعالى.. فتصور ما يأتيه من هذه الحسنات.. إنها الصدقة الجارية..

أبو جواد يعني لي الطموح.. والقابلية المفتوحة للإبداع.. تعلَّم بعض أمور الكمبيوتر مني.. إلا أن طموحه في هذا المجال جعله يتجاوزني بسرعة مذهلة، ولعل اشتغاله في ذلك كان أشبه بالتخصص، فيما اشتغالي كان في شأنٍ آخر، وهو الذي يتناوله هذا اللقاء المبارك.. ما جعلني ألجأ إليه في أحيانٍ كثيرةٍ للإفادة من إبداعاته تلك.. وإن لم يتجاوزني في تقنية الوورد وطريقة الاستفادة منها.. فظل إلى آخر أيامه رحمه الله يحتاجني فيها..

اقتباس
* عزيزي باقر كان لي لقاء معك مع المستبصر الدكتور يوسف الأردني يا ليت لو تعطينا قصته كاملة ان سمحت لنا بذلك .

* لكم في كل يوم بحوث كثيره ما الجديد لديكم ، وما الجديد عندكم في منتدى السهله .

قصة الدكتور أو الصيدلي طويلة، وأنا لم أقرأها في كتاب لأرجع لها، وإنما سمعتها منه شخصياً، وهو يتحدث في إحدى الحسينيات.. وهذا يجعلني افتقد تفاصيل مهمة في قصته أو أنساها..

بالنسبة للجديد الذي لدي.. لا زال عندي رغبة جامحة لكتابة التاريخ من جديد.. بطريقة سردية تعمل على عدم إرهاق القارئ بالتحقيق ومقدمات رؤى الكتابة الجديدة في التاريخ قبل تجاوز الحدث السابق إلى الحدث اللاحق، ما يجعلك لا تتجاوز قراءة واقعتين أو ثلاث في مجلد من 500 صفحة تقريباً، ليتشتت ذهنك وترهق قبل إنجاز قراءة تاريخية منسجمة في عرضها وواقعيتها في إدارة الحدث وتوجيهه، ولذلك فإنني أفضل أن يكون العمل على أساس تقسيم الكتاب إلى قسمين.. ما بين متنٍ وهامش.. يكون المتن للسرد المباشر وفق النتائج التي يفضي إليها التحقيق، وليكن في الهامش مصدر ومرجع الرؤية الجديدة، ومسوغات تبنيها..

فالكثير من كتب التاريخ مشحونة بالعرض القصصي الذي يغلب عليه المنطق الأسطوري الذي يتجاهل الوقائع وما تصنعه تلك الوقائع على الأرض والناس.. إلا أنني أرى المهمة صعبة جداً، وبحاجة إلى مؤسسة..

في هذا المجال لا يمكن أن ننسى الجهود الجبارة التي يقوم بها بعض الأساتذة الكبار المحترمين.. أمثال المرحوم السيد محسن الأمين ونجله المرحوم السيد حسن الأمين، والسيد جعفر مرتضى العاملي صاحب التحقيقات الواسعة وأهمها (الصحيح في السيرة النبوية) والشيخ محمد هادي اليوسفي الذي بدأ بكتابة التاريخ على طريقة كتب التاريخ، وعلى ما أعرف أنه بلغ الـ4 مجلدات ضخمة، ولعله زاد على ذلك..

هناك الشيخ محمد حسن القبيسي كتب موسوعته بعنوان(( ماذا في التاريخ)) على ما أظن، إلا أن طريقته لم تعجبني.. لأنه أثخن موسوعته بالجدل العقائدي، فيما هو كتاباً تارخياً.. إلى حد أن تبلغ مجلداته الـ 13، وهي ضخمة إذ لا تقل صفحات المجلد الواحد عن (500) صحفة، وهو لم ينتهِ من سيرة المعصومين(ع)،.. لا أتذكر تفاصيل الكتاب، إلا أنني ما اذكره أني تصفحت المجلدات كلها، فرأيته لا يصدق عليه كتاباً تاريخياً بما للكلمة من معنى، ولعله واصل وغيَّر خطته.. أنا الآن لا أملك معلومة عن جديده.

إلا أن لدي قراءات في التاريخ، أفرزت رؤية متكاملة فيه..

أما بشكل عام.. فلدي رغبة بإنجاز كتاب بعنون(( محمد وعلي)).. في رسول الله وأمير المؤمنين(ع).. استعرض معنى ومفهوم العلاقة الصميمية والمبدئية التي تربط هذين العظيمين(صلى الله عليهما وآلهما).. وقيمة تلك العلاقة وعائدتها العظيمة في خلق أمة متناغمة وعقائدها وقيمها.. إذ هو في الأساس مشروع الدخول على رسول الله(ص) من خلال بابه علي(ع).

كما أثارتني التحولات العقائدية والفكرية لدى البعض.. أبحث في الخلفيات ومعطياتها.. أجدها تدفعني لكتابة شيءٍ عنها، إلا أنني لا أجد الوقت الكافي.. فيما أجد كتاباً يدفعني مباشرة للكتابة فيه مباشرة.. وهذا ما يجعلني رهن الحاجة التي أتصورها أنها ملحة هنا، وأتخلف حين لا أراها ملحة هناك..
أما بخصوص منتدى السهلة، فعلاقتي به الآن ليست كما كانت في السابق.. وحضوري فيه مقل جداً.. بعد أن كان نشطاً ومؤسسة ثقافية مشتعلة، طبيعته الآن تحولت إلى جلسة خاصة، هي كالتي يجلسها الشباب بمسميات بمختلفة، أو أحياناً بدون مسميات.. وهذا لا يدفعني للحضور فيه، ولا يثير فضولي ولا حماستي، ولكنني أذهب عندما توجه لي دعوة لإلقاء كلمة أو محاضرة كما هي محاضرتي عن آية الله الدكتور الفضلي(شافاه الله تعالى)..

اقتباس
عبدالمهيمن:

ما هو رأيه في مسألة التطبير ؟؟؟؟

كيفما يكون جوابه نريد معه الدليل على صحة رأيه، مع أستشهادات من فتاوى المراجع الأعلام.
نقدر مجهودكم وشكراً



لي في المسألة كتابين.. أحدهما يصدق عليه(مقدمة ) للآخر.. ((التطبير والإشكالية المزمنة))، و((التطبير.. أزمة حادة بين منتج الوعي الشعبي ومفروضات الدليل)).. تناولت المسألة أيضاً في كتاب (كربلاء ثورة الوعي وصناعة التاريخ).. وحوارات هنا وهناك في عالم الانترنت..

ولذلك اعتذر عن إجابتك تفصيلاً هنا، إذ لا يسع المقام لذلك، وبإمكانك مراجعة المصادر التي ذكرتها لك.. وسيصدر الكتاب (التطبير أزمة حادة) قريباً إن شاء الله تعالى.

ولكن خلاصة الكلام، أن التطبير لا يدخل ضمن الدليل الخاص.. أي لم يأتِ بشأنه آية أو روايةً بالنهي أو الأمر.. ما يخرجه من الدليل الخاص، ليدخل عند من أباحه تحت عنوان عمومات الأدلة.. كأصالة البراءة، أو جواز مطلق الجزع على أبي عبدالله الحسين(ع)، وهذا ما يختلف فيه الفقهاء في دخول التطبير في الجزع.. بمعنى هل يصدق عليه جزع؟!.. هل يعتبر التطبير أحد مصاديق الجزع؟!.. وإذا ما صدق عليه عنوان الجزع وهو ما استبعده السيد الخوئي عندما قال لم يثبت شعاريته فلا يُحكم باستحبابه، وإنما قال بالثواب على نية من قصد الجزع على الحسين به، وليس على ذات التطبير، وكذلك استبعده الشيخ المرحوم جواد التبريزي.. ورأيتُ أن من رآه مصداقاً للجزع إنما هو بما وصفه فاعلوه لهم بما أنهم معنيون بتشخيص ما إذا كان يصدر ذلك الفعل منهم عن جزعٍ أم لا، إلا أن المقدمة في هذه المسألة أن فاعليه هم العوام، وهم غير مؤهلين لتشخيص هذا الأمر، فيما تقول بدايات هذا العمل إنما هو سلوكٌ وافدٌ إما من الجيش التركي أو القفقازيين، والذين وفد إليهم من مسيحيي تلك المنطقة.. وللمتابع أن يشهد فيهم ظاهرة لا يمكن أن يتجاوزها، وهو حين ينظر إلى وجوه أولئك المطبرين ويقرأ معنى الجزع في أحاديث أئمة أهل البيت(ع) فيها، لا يجد تلك المعاني فيها، وإن كان حزنهم على أبي عبدالله الحسين(ع) صادقاً ولا شك فيه.. وإن كانوا يرددون يا حسين.. حسين.. حيدر.. حيدر.. في عملهم ذاك، ولكن لا ينطبق عليهم ذلك العنوان الذي ظهر به المعصومون أو ذكروه أو وصفوه علائمه، ما يخرجه من عنوان الجزع كسلوك تعبيري معروف ..

هذا من حيث المبدأ، وأما من جانبٍ آخر فإنه مع افتراض أنه يصدق عليه عنوان الجزع، إلا أن الحاكم الشرعي الجامع للشرائط حرمه بعنوان من العناوين كتوهينه للعقيدة فإنه لا يجوز القيام به لحرمة نقض حكمه، كما هو حكم آية الله السيد المرحوم الميرزا محمد حسن الشيرازي في فتوى التنباك، والذي كان نفسه لا يرى أصالة حرمة التنباك، وقد أفتى بحليته بعد انقضاء دافع الحكم.

وحرمة نقض حكم الحاكم الشرعي الجامع للشرائط هو مشهور فقهاء الطائفة، ومنهم سماحة المرجع السيد السيستاني دام ظله .

وكما مر قولنا ما قاله السيد الخوئي بشأنه(( لا دليل على شعاريته حتى نحكم باستحبابه))، وقال الشيخ جواد التبريزي(( غير محرز عندنا))، وقال الشيخ فاضل اللنكراني(( لا ملاك عليه)) أي لا دليل لفظي ولا عقلي عليه.. وهكذا عدد كبير من الفقهاء تجدونه في كتاب(( التطبير أزمة حادة)) بعد أن يرى النور إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للعلماء الأعاظم الذين أجازوا التطبير، فهو لأمرين:

الأول: بناءً على الدليل(( كل الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء على الحسين))..

الثاني: ما قاله المطبرون بأنهم يشعرون بالجزع عندما يطبرون.. أي بالضرب بالقامات، وليس حين يقومون بجرح رؤوسهم، أو يقوم بضاع بذلك، فيما الضرب على الجرح بآلة حادة، بالكيفية التي يقومون بها تخرجهم عن الجزع، مما يعني عدم جريان مصداق الجزع على فعلهم، وحين ينادون يا حسين يا حيدر، ليس بسبب جرحهم رؤوسهم، وإنما بسبب الروح الحسينية التي يعيشونها، وهي أيضاً موجودة وملتهبة عند غيرهم من المؤمنين من غير المطبرين، ولكن المطبرين لا يشعرون بهذا الأمر، وبالتالي يتحدثون عن أن تطبيرهم إنما هو صادر عن جزعهم، وعليه انبنى الأخذ بقوله، لتصور مفهومه منهم.

ومع ذلك فإن من أصدر فتوىً بالإباحة لم يكن بصدد الرد أو نقض حكم الحاكم الشرعي الجامع للشرائط، وإنما بقصد أن هذا هو رأيه من حيث المبدأ، ويحكمه رأيه في حكم الحاكم الشرعي، إن كان يرى سريانه في الموضوعات أم لا.

وعلى رغم الانفعال الذي يتولد نتيجة هذه المواقف التي كثيراً ما يثيرها هذا الموضوع من مد وجزر في المجتمع الشيعي، إلا أن غياب التطبير عن المجتمع الشيعي كما هو في القطاع الأغلب منه يبرز أنه لا يشكل خسارة له، أو ضعفاً في قراءة مفهوم المواساة بشكل صحيح، والدليل أن المراجع كلهم لم يقم أحدهم بالتطبير، مع أن مجالسهم هي من أبهى المآتم وأوقرها وأكثرها إخلاصاً لأبي عبدالله الحسين(ع).

اقتباس
للبكاء بقية:

مالفرق بين النواصب ومن يثير الفتنة في المذهب الواحد ؟

وهل تؤيد النواصب في حجب أراء ومعتقدات الأخرين ؟ وهل يوجد في مذهبنا أناس يثيرون الفتنةويحجبون أراء ومعتقدات الأخرين؟.

ومالفرق بين أراء النواصب في رمي الشبهات وتبديع المذهب الشيعي وبين من يرمي الشبهات على المراجع العظام؟وهل مسئلة التطبير تسيء لمرجعية أو تقلل من أخرى؟.

السؤال الأخير أحد المرجعيات الموجودة في عالمنا (العربي) تم إصدار بيان من المرجعيات في قم وأيدها السيد السيستاني والسيد الخامنئي بضلالتها ورغم ذلك نجد تشابه كبير بين إطروحاتك وإطروحات هذه المرجعية؟ما أسباب ذلك ؟.



الفرق في الدافع، وقيمته.. فالأخر ليس عنواناً واحداً لشخصٍ أو جماعة واحدة.. والكلام بلغة واحدة وبطريقة حادة تجاه الآخرين تتناقض ومنطق الوسطية في الخطاب.. ومذهبنا لا يخلو من هذه الشريحة السيئة.. إذ أن مثيري الفتنة لا يخلقهم مذهب، وإنما يوجدهم الاعتداد الزائف بالنفس، إلى الحد الذي يؤول بالمرء إلى الغفلة عن أسس ومبادئ الاختلاف ومفهوم القبول بالآخر.. فالغرب الذي يتحدث عن الحرية يرفض رفضاً قاطعاً أي نقاش في الهولوكوست إلا لتأييدها، ومن قريب تم إطلاق سراح مفكر ألماني تم سجنه خمس سنوات لإنكاره المحرقة.. وقد تكون عند بعضهم نظريات إباحية تخدش الحياء، وهو يؤمن بها كعقيدة، ومن الخطأ إعطائه السانحة لترويج هذا الفكر في المجتمع، لأنه سيسحق المجتمع ومحقه من خلال تقديم الإباحية والرذيلة فيه كرؤية ومنطق.. وهنا لا أقيم أحداً وإنما أتكلم من حيث المبدأ.

وأما الفقرة الثانية، فجوابها ما قلناه سلفاً، بإضافة أن أسلوب الإساءة للآخرين لا يدل على علمية أو موقف طبيعي تجاه أي جهة، وموضوع التطبير عندما ينطلق الموقف منه من اجتهاد محض فإنه لا يسيء لأحد، حتى لو كان بالتأييد، وإنما عندما يتحرك بالتأييد أو الرفض بطريقة فوضوية أو لا تأخذ في نظر الاعتبار ما انتهى إليه حكم الحاكم الشرعي الجامع للشرائط، فإن الأمر لا يسلم من الإساءة.. ولكن بإذن الله وبإخلاص الجميع عدم وجود هذه الحالة، وإن وجدتْ لا سمح الله فإننا يمكن أن نتجاوز هذه الإشكالية بحسن الظن في الآخرين.

بخصوص السيد فضل الله لم أحصل على تأييد للموقف السلبي في حقه من قبل السيد السيستاني أو السيد الخامنئي، والإجابات التي رأيتها إنما كانت في مقتضى مفروض السؤال.. وإلا فإن أحد المؤمنين لا أتذكره الآن قال بأنه التقى بالسيد السيستاني وأراد استخراج فتوى بهذا الشأن فرفض سماحته، فقال لسماحة السيد السيستاني إن السيد فضل الله قال وقال في كتابه الكذائي والكذائي، فقال: ذلك لا يكفي.
وأما موضوع التشابه بيني وبين السيد فضل الله، فأصل المقارنة خطأ، إذ لا وجه لهذه المقارنة، من حيث القراءة والاختصاص، فهو عالم من العلماء بشهادة الشيخ منتظري الذي لا يُختلف في مكانته العلمية، ويتحرك مع الخطاب الفقهي كونه من أبناء الحوزة.. بغض النظر عن المرتبة التي يحسبها هذا أو ذلك له.. وتحديداً، هناك أراء للسيد فضل الله يتفق فيها مع فقهاء الطائفة، وهناك آراء أخرى يختلف معهم فيها، وفقهاء كثيرون هكذا، وإن تميز عنهم بكثرة الآراء التي يختلف فيها عنهم.. وكلا الحقلين مساحات شاسعة جداً، ويمكن إطلاق عبارة(( تشابه كبير)) علي أي من المسألتين، فإن وافقته في موقفه من التطبير، فهذا لا يعتبر إساءة لي أو له، إلا أنني ملتزمٌ في شأن التطبير بموقف الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، وعلى هذه الموافقة كان أيضاً فقهاء عظام كآية الله الشيخ الآراكي وآية الله الشيخ فاضل اللنكراني، وآية الله الشيخ ناصر مكارم، وآخرون.. ولذلك لا أدري ما التشابه الكبير الذي تتحدث عنه..



اقتباس
للبكاء بقية(مرة أخرى):

وعلى كل حال لا يزال السؤال الأهم ما لفرق بين النواصب وبين من يحجب أراء الآخرين ومعتقداتهم خاصة وإن كان شيعياً تجرع مرارة التهميش والقمع الفكري من المخالفين؟

و ما تفسيرك للوطنية ؟

الأخ (للبكاء بقية).. بالنسبة لجوابك عن السؤال الذي وسمته بالأهم قد أجبنا عنه في جواب مشاركتك السابقة، وأما ما رأيناه من مشاركتك التي تدخلت الإدارة لتهذيبها، فإننا يمكن الإجابة عليها بما لا يسيء إليك، وبما تقر به عينك، ولكن بإمكانك أن تشرفنا بالزيارة إن أردت ذلك، وسنلتزم بما ظهر لنا من الأسئلة، ونتجاوز عن الإساءات التي أسأل الله تعالى أن يغفرها لكم، وأن يغفر لنا قصورنا وتقصيرنا بحق بيت العصمة والطهارة، ودع عنك نقولات إساءة الظن عن الآخرين، فذلك أدعى للمودة والأُلفة، خاصة وأنك تستطيع أن تصل وتتعرف على صاحبك عن قرب..

وهنا أنا أتعامل مع معرفات، ولا شأن لي بهم شخصياً، ولو دخل علي أحدهم بأكثر من معرف، فإنني أتعامل مع كل معرف على أنه لا علاقة له بأي معرف آخر، وهكذا بالنسبة لمعرفه الآخر.. هو أراد لنفسه ذلك، وهذا من شأنه، ولا يحق لي أن أتدخل في شأنه.. وبالتالي فأنا أجيب على ما عُنيت به دون دوافع أو مواقف مسبقة.. فأتمنى ألا تكون الأسئلة ذات دوافع مسبقة.

ومن يتحدث هنا هو باقر.. ولا شأن له بأي معرف آخر.. ومن يريد أن يرفع ويكبس فهذا شأنه.. ولا أريد الدخول في نوايا الغير كما كان مشروع هذا السؤال قبل تدخل الإدارة.. وقصد الإساءة قليلاً أو كثيراً غير صحيح، وآمل أن لا تقع فيها.. سواء كان ذلك في حقي أو في حق غيري.. فأنت لست محتاجاً إليها لإبلاغ وجهة نظرك.

اقتباس
و ما تفسيرك للوطنية ؟

أن تحب وطنك.. وأن تشعر أنك مدين له بكل وجودك، هو مسقط رأسك، وتتمنى أن تضمك أرضه.. أن تختبئ عن التيه بعد نهاية الشوط في هذه الحياة في زاوية من زواياه تحت التراب.. حيث تشمه وتشمه وتشمه وتذوب فيه حتى تكون ترابه ورائحته وماضي أيامه وأرضاً قد خفضت الجناح لأبنائها.. كل شيء في وطنك يسهم في بناء شخصك وشخصيتك.. أرضه.. خضرته.. صحراؤه اللاهبة التي تحكي التهاب حبك فيه.. ناسه.. الأهل والأصدقاء والصداقة ذاتها.. شرائحه الاجتماعية الأذواق المختلفة فيه.. حتى اللهجات فيه تشعرك باللذة وأنت تحاكي الآخرين بها.. بل حتى تقليد أخرى فيه.. الطرفة فيه لها خاصية الوطن.. سافرتُ أكثر من مرة، ولكن قد أتحمس لبعض المشاهد السياحية هنا أو هناك، ولكن وفي أقل من أسبوع أجدني أحن إلى هذا الوطن العزيز.. الأهل..

هذا الوطن الغالي هو الذي يصنعك ويصنع ثقافتك، لتجد فيه امتدادك وعمقك التاريخي والعقدي والثقافي.. وحتى لو كنت قبل آلاف السنين ابناً لناحية آخرى فإن هذا البلد صنعك، وصنع كل شيء فيك لتكون خاصته.. أليس النبي يوسف عليه السلام كنعانياً ثم كان عزيز مصر؟!..أوليس أمير المؤمنين(ع) حجازياً فأصبح إرثاً حضارياً صانعاً للأمة كلها، ولكن في العراق؟!.. أوليس عز الدين القسام كان سورياً، وهو الآن عنواناً فلسطينياً؟!.. أليس تشي جيفارا أرجنتينياً وهو الآن عنواناً آخر.. يكاد لا أحد يذكره أنه أرجنتينياً.. وكما في الحديث الشريف: الأرواح جندٌ مجندة، ما تآلف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.. وأي ألفة أعظم من أن تجعلك ابن وطنك لتتحدث عن الوطن وكأنك تتحدث عن والديك..

وطني الذي احتضنني كان كبيراً، وهكذا هي الأوطان.. جعل قلبي وعقلي كما هو في عظمته قادراً على قراءة الآخر، وإن لم يكن ابن هذا الوطن.. حيث الإيمان تصنعه الرسالة.. فآمن الأندلسي والألباني والبوسني برسالة محمد صلى الله عليه وآله وهم من جنسيات وعرقيات أخرى.. هذا هو وطني الذي دفعني لأقرأ للأمريكي جاك دريدا وللفرنسي رولان بارت وللإنجليزي شكسبير وللروسي ليو تولستوي.. وهكذا أبناؤنا الآن في بعثاتهم إلى عوالم المعرفة في أصقاع شتى من العالم.. حيث الحكمة ضالة المؤمن.. أنى وجدها أخذها.. ليدفعني هذا لأقرأ اقتصادنا وفلسفتنا لابن العراق الشهيد الصدر، كما أقرأ لتلميذه النجيب ابن السعودية الشيخ الفضلي كتاب ((أصول البحث))، كما أقرأ لابن هذا الوطن الدكتور الغذامي(( النقد الثقافي، والثقافة التلفزيونية))، ولتلميذه الإيراني السيد محمود الهاشمي(( تعارض الأدلة الشرعية)) لتجد أن كل ذلك يرسخ فيك الإيمان بالوطن، فيما انتماؤك العقدي يجعلك تنتهي إلى مكة والمدنية.. حيث رسول الله(صلى الله عليه وآله الطاهرين)..

انتقال الآلاف من أبناء رسول الله(ص) إلى العراق وإلى لبنان إلى إيران.. ليكون أبناء رسول الله(ص) ومن آمن بهم مراجع الناس وشهداء عليهم في كل مكان عاشه المسلمون.. ابتداءً بالسيدين الشريفين الرضي والمرتضى في العراق وانتهاءً بالسيدين السيستاني في العراق والسيد الخامنئي في إيران.. وما بينهم آلاف الشهود.. ينتهون جمعاً إلى رسول الله نسباً أو سبباً..

فكان موطن أولئك الشهود في بغداد زمناً من الأزمان.. وزمناً آخر في قم، وآخر في النجف، وآخر في الحلة، وآخر في أصفهان، وآخر في كربلاء وآخر في سامراء وآخر في حلب، كما كانت بغداد موطناً للفقهاء من غير الشيعة حيناً، ودمشق حيناً آخر ومكة حيناً آخر أيضاً، والمدينة ومصر والقيروان..

بالنسبة لنا انتهى بنا الحراك إلى النجف الأشرف وقم المقدسة.. كما هو واقعنا المعاصر.. حيث مراجعنا الشهود علينا في ذلك الانضمام إلى مدرسة الفقه المحمدي المقدس.. وقد عُرفنا بإمام المسلمين جعفر بن محمد(الجعفرية)، وهو فقه محمد وعلي(صلى الله عليهما وآلهما)..

ذلك كان وطننا، فما أروع الوطن بهذه الهوية.. ليكون إلى جانبنا أطياف أخرى تنتمي إلى هذا الدين العظيم.. دين الإسلام من أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى.. ليقول لصنع وطننا بتنوعنا هذا خطابه، فيقول للجميع: إن هذا الفقه أو ذاك، وهذه الثقافة أو تلك يرفع من قيمة إيمانكم بي، ويجعل لوني هكذا أكثر بهاءً ورسوخاً في قلوب أبنائي الذين هم أنتم..

وما أروع ما أفاض به مراجعنا العظام في احترام خصوصية كل بلدٍ، لتكون فتاواهم على أساس تلك الخصوصيات.. وهو ما يسمى بخاصية المكان والزمان في الفتوى.. ولو كان أحد أبناء بلدنا هذا مرجعاً كما كان بعضهم يوم كانوا يتحدثون عن نجفٍ أخرى هنا لأخذ في الاعتبار خصوصية مقلديه فيما إذا كانوا في بلدٍ آخر.. وذلك أن المرجع يعتمد في كثيرٍ من فتاواه على تشخيص المكلف لواقعه.

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة باقر الرستم ; 14-04-2010 الساعة 02:35 AM. سبب آخر: مراجعة
باقر الرستم غير متصل  
قديم 09-04-2010, 02:26 PM   رقم المشاركة : 47
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اقتباس
رستم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قميص يوسف : دعني أولاً أبوح بإعجابي وتقديري لجميع أطروحاتك فمثلك جدير بإدارة هكذا لقاءات مع رجالات البلد المثقفين وممن يعملون عليها .

سؤالي الذي أود أن أطرحه على الضيف العزيز :

هناك مايكتب ومايذاع منذ عهد قريب عن جماعة خرجوا علينا وقد سموا أنفسهم بمثقفي الشيعة . وذلك بُغية تصحيح مسار الطائفة الشيعية على حد زعمهم . وأنهم يرفضون الكثير من الممارسات التي اعتاد الشيعة القيام بها كدفع الخمس والتقليد وأحياء بعض الشعائر واللطم على الصدور وغيرها .

السؤال 1 : ما حقيقة هؤلاء الجماعة ؟

السؤال 2 : وهل هناك مايدعو فعلاً إلى التصحيح . وهل التصحيح يشمل الممارسة أم الفكر ؟



المذاهب الفكرية والعقائدية في هذا العالم كثيرة جداً، وحية ونشيطة أحياناً في المذهب الفكري أو العقائدي الواحد.. وليس بالضرورة أن يكون تولدها نتيجة رؤية واضحة أو صحيحة، أو مبنية على نقصٍ في المبدأ الـ(أم)، وإنما قد يكون نتيجة الاختلاف على مستوى ترجمة تلك الرؤى إلى واقع، أو الاختلاف في مرجعية تلك الرؤية.. أو استثقال قيم والتزامات الرؤية، واستنساخ قراءة جديدة تعتمد العناوين العامة بما هي عناوين، ولكنها لا تعتمدها مرجعية حقيقية في بلورتها، كما هم الواقفة والذين خرجوا عن الإمامة منذ بدء الكيسانية إلى الإسماعيلية إلى الفطحية إلى الواقفية إلى مدعي السفارة في عصر الغيبة.

وقيمة كل نشأة هو دوافعها، ودوافع والتزامات الجماعة المؤسسة لها، والمفاهيم التي تلتزم بها.. من حيث العمق الفكري ومستوى الجذب لديها ولون الجمهور الذي تعنيه بخطابها.

وبخصوص السؤال بالتحديد، فإنني تطرقتُ لهذه المسألة في ميلاد أمير المؤمنين(ع) الفائت، تحت عنوان النصيحة، ولعل بعض الأخوة يتمكن من وضعها بصيغة (فيديو) في المنتدى هنا..

نعم هذه الملاحظة تسبب مشكلة حقيقية؛ لأن أول أساس الرؤية وصناعتها أن تملك القاعدة القوية في الرسوخ والبناء، وليس أن تكون العقيدة أو الرؤية الخاضعة لإعادة النظر عند بعضهم لمجرد استجابة لذائقة كاتبٍ أعجبنا بها، فيما انتماؤه أو خلفيته ذات منحىً عدائيٍ مع الدين.. يتحرك لنقد الدين والرسالات السماوية، ليبلغ الحال به من الجرأة أن يتطاول بأسوأ الألفاظ شتماً وسباً وقدحاً في قوالب فنية تجعل القارئ يذهل بأدائه الفني عن حفلات السباب التي تحفل بها كتاباته، نظير ما كتبه حيدر حيدر.. أو أسلوب التهكم والاستخفاف بها نظير ما يكتبه علي حرب باسم النقد، والذي نقد كل شيءٍ، دون أن يقدم بديلاً.. حيث لا يجيد غيره، ولأن ما سيكتبه أيضاً سيخضع لذات الآلية التي يعتمدها في نقد الرؤى الأخرى..

لا نقول أن تغلق نفسك، فلا تقرأ كيف يقرؤك الآخرون.. أبداً.. ولكن لكي تكون قادراً على التعاطي مع الأنسقة الأخرى إيجاباً أو سلباً، يفترض بك أن تكون مستوعباً لخطاب ملتك.. أو خطاب قناعاتك التي أنت عليها، كما تجتهد في معرفة الخطاب الناقد أو الرافض.. لتعرف حقيقة الآراء الأخرى إن كانت مستوعبةً لأدبيات عقيدتك والتزامك أم لا؟، وإن كان النقد ملتزماً بعلمية الطرح والمساءلة أم لا؟، وإن كان النقد يناقش ممارسات مبنية على عادات وتقاليد شعبية ألصقها بعضهم بالدين أم لا؟، أو خروج عن أي التزام أو قراءات أخرى تأويلية لمنتمين ليسقطها على العقيدة أم لا؟.. أو أن ذلك هو الرأي الذي تحكيه صراحة كتبهم المقدسة أو أنه إنما تأويلات متعسفة كما هو بعض الآراء والأفكار، أو أنه رؤية مهجورة أم هو رأي يتعبدون به.

أما الدخول إلى تلك الأجواء دون عدةٍ أو لأنه يمج شيئاً ما في عقيدته أو يخجل الانتماء لها أو يخجل إظهار ذلك أمام مخالفيه.. ليس لعيبٍ فيها ولا خوفاً منهم على نفسه، وإنما لأنه أنس لكثرتهم، واستوحش قلته لتجده يجد في الحديث عنها جئت بكل ملاحظات خصومه ويطرحها على أنها رؤيته وملاحظته، وليست قراءة وملاحظة خصومه..

قد يتفق أن تكون لك رؤية لهذه المسألة العقائدية أو تلك يرى خصومك نفس ما أنت عليه، نظير مثلاً الموقف من إنكار الحج أو الصوم عند السلفية المتشددة والشيعة.. إذ هم يرون كما يرى الشيعة أن منكر هذه العقائد كافر، فيما يختلفون في قضية التعاطي مع أولئك المنكرين.. وحتى في المذهب الواحد تجد اختلافاً في ذلك.

ومع ذلك فإن خطابك يجب أن يكون مبنياً على أساس مرجعيتك وانتمائك، أما أن يكون خطابك ومفرداتك هي ذاتها التي يتحدث بها خصومك، ناهيك ما نراه من بعضهم من التظاهر دون حياء بالسخرية والتهكم، فهذا أسلوب خارج عن الذوق والأدب ومفهوم الاختلاف.

فأنا استغرب حقاً حتى من بعض العبارات التي يطلقها بعضهم (هداه الله) في توصيف معارضاتهم، والتي تكون في كثيرٍ منها جارحة ومستفزة.. فيما لو حاورتهم في أطروحاتهم ومتبنياتهم وعلى ماذا ارتكزوا في ذلك البناء فستجد تلك الرؤى والأطروحات التي أهانوا الآخرين بسببها واهية ولا تستحق حتى مجرد قراءتها..

ولذلك فإن من يريد أن يقدم خدمة لمذهبه أو أقلاً خدمة قناعاته فعليه أولاً أن يقرأ الرؤى المتخالفة ذات الاهتمام لديه، وليس أن يعكف على واحدةٍ، ويتجاهل حق الأخرى عليه في أن يستوعبها، ويتعاطى معها بنفس ما أعطاه من نفسه للأخرى.. مع ملاحظة أنه قد لا يوفق عالماً مشهوراً للإجابة بتلك القواعد التي تعمل بها للحصول على جوابٍ.. ولكن يمكنك التعامل مع كل الجهات ذات القيمة والتخصص والمعنية بالتصدي في تقديم الجواب على السؤال والإثارة، إذ قد لا تجد بعض الجواب الذي تبحث عنه في الشافي، فلعلك تجده في عبقات الأنوار، أو في إحقاق الحق، أو حتى في كراس بحجم مقدمة الشهيد الصدر لكتاب الشيعة الإمامية للدكتور عبدالله فياض، والتي خرجت فيما بعد بعنوان(( بحث في الولاية))، وقد تجدها في حوار الشيخ محسن الآراكي مع محمد المسعري بعنوان(( حوار في الإمامة)).. إذ قد تجد مثلاً فقهياً ومرجعاً من مراجع الدين، لا يتعاطى الشأن العقائدي كما هو تعاطي فقيهٍ آخر قد لا يكون متصدٍ للمرجعية.. نظير ما كان يعطيه الشيخ جعفر السبحاني على المستوى العقائدي قبل تصديه للمرجعية، فيما هو الآن لا يتناول هذه القضايا بعد أن أشبعها قراءة ودرساً..
ما يفترض اعتماده لفهم عقيدة الطائفة هو ما يعتبر خطاباً حقيقياً يمثل المذهب والطائفة، وهو ما يمكن أن نسميه ما أجمعت عليه الطائفة.. ليس في عبارات العقيدة، وإنما في منطوق تلك العبارات، إذ صياغة العبارة قد تختلف من شخصٍ لآخر، وقد لا يوفق أحدهم من الوصول إلى ما يريد، ما يتصوره البعض أن يريد إضافة جديدة إلى ما قيل.

لا أريد أن أعقد العملية لتكون صعبة جداً، فمجهود المرء ذاته في قراءة عقيدته من أهم الوسائل التي تساعده للوصول إلى تلك الأنسقة الأخرى من الجواب.. ولن يجد نفسه محتاجاً إلا إلى بعض الكتب التي قد يتعرف على كتابها من خلال قراءة رسالة أو كتاب.. وهذا إنما لأنه خاض البحث والسؤال وحتى المساءلة، فيُفترض فيه أن تكون لديه روح البحث الوثابة، وليس للحصول على جواب للعيب والخروج من عهدة الالتزام.

أما أولئك الذين يتجاهلون هذه الحقائق، ويتجاوزن هذا إلى أن يقرأوا مبدأهم وعقيدتهم من خلال فهم الآخر الذي وضع نفسه موضع الخصومة تجاهها، ثم يأتي ليضع لمساته عليها باعتبارها عملاً تصحيحياً، ودون أن يكون ملماً بأبسط أبجدياته، فهذا ليس جديراً بالثقة ولا الاهتمام.. إذ يفترض منه أن يفرغ أولاً من قراءة خطاب الداخل ليتحرك بمنطق إصلاحي فيه، ثم يمكنه صياغة خطاب لمناقشة الداخل ومخاطبة الخارج.. أما ما نراه من بعضهم فإنهم أبعد ما يكونون قادرين على استيعاب خطاب انتمائهم.. لا أبجدياته ولا أدبياته.. فكيف يكونون قادرين على الإصلاح فيه..

أن يقوم فقيهٌ بقراءة إصلاحية كما قام به الإمام الخميني، والشهيد السيد محمد باقر الصدر، والشهيد مرتضى المطهري، والسيد الخامنئي، أو برؤية إصلاحية تعتمد قراءة الفقيه والفقاهة، بخلاف من يعتمد القراءة العلمانية للدين والعقيدة، ثم يأتي ليتحرك وفق ملاحظاتها النقدية لمذهبه بنية الإصلاح الديني.
أما حقيقة هؤلاء.. فليس بالضرورة أن يكونوا سيئين في نواياهم.. أو أنهم يعملون بمنطق تخريبي أو أنهم عدوانيين، وإنما لأن منهجية القراءة لديهم بما عرضناه سابقاًً، وهو ما يمكننا تسميته بالقصور شديدٍ.. أو قل التقصير الأشد من قبلهم في مقدمات قراءتهم.. وأنا في الواقع أخشى عليهم من هذا الاتجاه.. وآمل أن يتنبهوا.. إذ المنحى الذي هم عليه يخالف المنهج العلمي والفكري الذي يتطلعون إليه، والطبيعة التي يُفترض أن تُقرأ به الأيدلوجية والعقيدة.. قد لا يرونها متجلية الآن، لعدم التفاتهم لذلك لكثرة التصفيق الذي يجدونه في بعض المحافل.. ولكن بالتأكيد سيرون تداعياتها السيئة جداً عندما يرتفع غطاء التلطي بهذه الرؤية، أو عندما يطرحون رؤىً أخرى لا يصفق لها من كان يصفق هناك فرحاً به فينقلب عليه.. لتتعرى حقيقة الرؤى المعارة إليهم والمصدرة إلى مجتمعهم بالنوايا السيئة والمضامين الخاطئة والأساليب الفجة.

اقتباس
السؤال 2 : وهل هناك ما يدعو فعلاً إلى التصحيح . وهل التصحيح يشمل الممارسة أم الفكر ؟

لو لم تك هناك من حاجة للإصلاح ما قام الشهيد مطهري بتقديم رؤىً إصلاحية في مجالات واسعة في فهم الدين.. وهكذا الشهيد الصدر والشيخ المطهري والسيد الخامنئي والشيخ ناصر مكارم الشيرازي ومفكرون وأساتذة، سواء على مستوى العمل الاجتماعي، أو الفكر العقائدي، أو الرؤى الفقهية والأصولية المتجددة.. والمشكلة ليستْ في الدين، وإنما في قراءته، ولكن الإصلاح يقوم به من يعي حقيقة الحاجة إليه، ويعرف كيف يضع يده على موضع الألم ونوع المعالجة التي يحتاجها الجسم لذلك الألم.. الأطروحات التي تقوم على التهكم والسخرية بالتأكيد ليست جديرة بأن تقوم بأي خطوة إصلاحية.. وليستْ جديرة بالاحترام من أحد.

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 09-04-2010, 10:17 PM   رقم المشاركة : 48
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اقتباس
ابن الشهيد:

اقتباس

استاذي القدير قميص يوسف الذي قلما له نظير رايت.

شكرا لك على هذا اللقاء مع هذه الشخصية المفيدة المهمة الذي لاأخفي ميلي إليها.

استاذي العزيز باقر حفظك الله بحفظه وزادك علما وحلما وفهما.

اود ان تعرض لي بإختصار شديد ولاية الفقيه وتتعرض لرأي بالذات الإمامين الهمامين الخوئي والخميني رحمهما الله تعالى وهل هناك فرق وهل الفرق يعد إختلافا في عرف الحوزييين وهل جرى بين السيدين اي نقاش مراسلات بهذا الخصوص ولي عودة ...



لا يوجد فقيه لا يقول بولاية الفقيه.. ولكن اختلفوا بشأنها سعةً وضيقاً.. فهناك من يراها بحدود الأمور الحسبية.. واختلفوا في تفسير هذه الأمور.. فبعضهم أوقفها على حدود الولاية على الأموال مجهولة المالك، والولاية على القصر والأيتام، والولاية في القضاء بحدود أحكام الأحوال الشخصية.. كالعقود والزواج والطلاق والمواريث.

وبعض يرى الولاية في الأمور الحسبية في إدارة العباد والبلاد؛ لأنها تدخل في ما لا يرضى الشارع بتركه..

وبعضٌ آخر يرى أن للفقيه ما للمعصوم فيما يتعلق بالحكومة وإدارة شأن الناس، حيث الحدود والقصاص والديات والتعزيرات، وسائر الأحكام التي أوضحها المعصومون(ع) للفقهاء المعاصرين لهم، ولما يأتي بعدهم من الفقهاء كما يقول الشيخ المفيد(قده): (( فأما إقامة الحدود فهو إلى سلطان الإسلام المنصوب من قبل الله، وهم أئمة الهدى من آل محمد(ص) ومن نصبوه لذلك من الأمراء والحكام، وقد فوضوا النظر إلى فقهاء شيعتهم مع الإمكان))، وقال الشيخ محمد حسن الجواهري صاحب الموسوعة الفقهية الشهيرة جواهر الكلام: (( لولا عموم الولاية لبقي كثير من الأمور المتعلقة بشيعتهم معطلة، فمن الغريب وسوسة بعض الناس في ذلك، بل كأنه ما ذاق من طعم الفقه شيئاً، ولا فهم من لحن قولهم ورموزهم أمراً، ولا تأمل المراد من قولهم: إن جعلته عليكم حاكماً وقاضياً وحجة وخليفة))، وقال الشيخ أحمد النراقي أستاذ الشيخ الأنصاري في عوائد الأيام: (( إن كلية ما للفقيه العادل توليه وله الولاية فيه أمران، أحدهما كلما كان للنبي والأئمة الذين هم سلاطين الأنام، وحصون الإسلام وفيهم الولاية، وكان لهم، فللفقيه أيضاً ذلك إلا ما أخرجه الدليل من إجماع أو نصب أو غيرهما))، وقال الشيخ النائين(أستاذ السيد الخوئي(قده): ((...وحيث كان عدم رضا الشارع المقدس باختلال النظام، وذهاب بيضة الإسلام، من الواضحات الضرورية، واهتمامه بحفظ الممالك الإسلامية، وانتظامها أكثر من اهتمامها من سائر الأمور الحسبية، لهذا كان ثبوت نيابة الفقهاء والنواب العموميين في عصر الغيبة على إقامة الوظائف المذكورة من أوضح القطعيات في مذهبنا)).

ما يعني حرمة إضعاف الفقيه المتصدي، والذي أفضت به عباراتهم، منها ما اشتهر عنهم حرمة نقض حكمه، وكذلك موقف فقهاء الطائفة المطلق في دعم آية الله السيد محمد حسن الشيرازي في قضية التنباك بهذا العنوان، وما تحكيه سيرة المتشرعة عدم تصدي أحدٌ من الفقهاء لنقض حكمٍ من أحكام أحد الفقهاء العدول المتصدين إلا فيما ندر، وإن حدث فإنه رأيٌ شاذٌ حاله حال المسائل الأخرى.
أما رأي السيد الخوئي في الولاية فهناك عدد من الصور وجدت متناثرة في كتبه ودروسه ولم تأتِ دفعةً واحدةً..
في ولاية الفقيه قال(( لا إشكال في ثبوت ولاية الفقيه على النصب في الجملة إجماعاً ونصاً، والقدر المتيقن منهما على القضاء .. نعم يبت له بعض الولايات من باب الحسبة))، وذكر منها (( أموال الغائب واليتيم إذا لم يكن من يتصدى لحفظها كالولي أو نحوه.. وكذا الموقوفات التي ليس لها متولٍ من قبل الواقف والمرافعات، فإن فصل الخصومة فيها بيد الفقيه وأمثال ذلك)) وختم عبارته يقول(( وأما الزائد على ذلك فالمشهور بين الفقهاء على عدم الثبوت))(صراط النجاة، ج1، ص10) في حين يقول في تكملة المنهاج تحت ذيل المسألة 177: يجوز للحاكم الجامع للشرائط إقامة الحدود على الأظهر.

هذا هو المعروف والمشهور بين الأصحاب، بل لم ينقل فيه خلاف إلا ما حكي عن ظاهر ابني زهرة وإدريس))، وهو يقول بالجهاد الابتدائي كما في منهاج الصالحين باب الجهاد الذي تم رفعه من الكتاب: (( المقام الثاني: أنا لو قلنا بمشروعية أصل الجهاد في عصر الغيبة فهل يعتبر فيها إذن الفقيه أو لا؟ يظهر من صاحب الجواهر(قس سره) اعتباره بدعوى عموم ولايته بمثل ذلك في زمن الغيبة))، وهذا الكلام غير بعيد بالتقريب الآتي، وهو أن على الفقيه أنيشاور في هذا الأمر المهم أهل الخبرة والبصيرة من المسلمين حتى يطمئن بأن لدى المسلمين من العدد والعدة ما يكفي للغلبة على الكفار الحربيين، وبما أن عملية هذا الأمر المهم في الخارج بحاجة إلى قائد وآمر يرى المسلمون نفوذ أمره عليهم فلا محالة يتعين ذلك في الفقيه الجامع، فإنه يتصدى لتنفيذ هذا الأمر المهم من باب الحسبة على أساس أن تصدي غيره لذلك يوجب الهرج والمرج، ويؤدي إلى تنفيذه بشكل مطلوب وكامل)).. هذا هو ملخص رأي السيد الخوئي في ولاية الفقيه..

وأما رأي الإمام الخميني(قده)، فهو: (( فللفقيه العادل جميع ما للرسول والأئمة عليهم السلام مما يرجع إلى الحكومة والسياسة)).

ونلاحظ من ذلك أن ما يراه السيد الخوئي هو من باب الولاية الحسبية، والتي يعني ما لا يرضى الشارع بتركه، ولو تتبعنا هذه المسائل لانتهينا إلى القول بالولاية المطلقة بنحوٍ من الأنحاء، وهو ما انتهى إليه الميرزا الشيخ جواد التبريزي: (( الولاية الثابتة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم(والأئمة)عليهم السلام) هي ولايتهم على الأمر والنهي فيما يرجع إلى أموال الناس وأعراضهم لا أنّ لهم ولايةً في التصرف مباشرة في أموال الناس وأعراضهم وهذه الولاية ثابتة للفقيه الجامع للشرائط المتصدّي للأمر من باب الحِسبة أعنى الأمور التي لابدّ من تحققها في الخارج ويتوقف عليها نظام معيشة العباد وحفظ الأمن للبلاد وتمكين المؤمنين لقطع أيادي الأعداء ودفع المتجاوزين من أراضيهم)).. إذ أن شأن العباد لا يرضى الله بتركه لغير المنصوص عليهم، أو الذين يشملهم الخطاب فيما لو لم يكن المنصوص عليه موجوداً بعنوان القدر المتيقن فيه..

ومن هنا فإن من تتبع عنوان القدر المتيقن وما لا يرضى الشارع بتركه فإنه سيجد عناوينه كثيرة تفضي إلى القول بنوعٍ مختلفٍ من الولاية التي تقف عند العناوين التي بحدود((أموال الغائب واليتيم إذا لم يكن من يتصدى لحفظها كالولي أو نحوه.. وكذا الموقوفات التي ليس لها متولٍ من قبل الواقف والمرافعات، فإن فصل الخصومة فيها بيد الفقيه وأمثال ذلك)).

وأما عن حواراتٍ بينهما بخصوص ولاية الفقيه، فلم أطلع على ذلك، ولكن لا أتصور أن الفقهاء تدور بينهم مثل هذه الحوارات في الآراء المطروحة في الحوزة العلمية إلا للمناقشة في مجلس الدرس، ولكن قد تكون هناك حوارات ثنائية في القضايا الجديدة المطروحة في الحوزة، وبالعادة لا يكون ذلك إلا بين الأساتذة وتلامذتهم الكبار، كما هو الحوار الذي دار بين السيد الخوئي وتلامذته في شأن تعديله لكل رواة كتاب كامل الزيارات.

وأما هذا الاختلاف فهو مما اعتادت عليه الحوزة، ومن عرف الحوزة أن يكون هذا مدار بحثٍ ونقاشٍ ينتج رؤىً أخرى على أساس هذه القراءات الفذة.

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 10-04-2010, 12:15 PM   رقم المشاركة : 49
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

للأخ الرهيب55 أسئلة عدة تحتاج وأجوبتها أن تكون في أكثر من مشاركة..

اقتباس
الرهيب 55
1- هل تابعت ما كتبه الشيخ سند وغيره من المشايخ في الدفاع عن التطبير؟ وما تعليقك على ما كتبوه؟.



نعم قرأتها تقريباً كلها، وستجد قراءاتي وتعليقاتي عليها في كتابي (( التطبير أزمة حادة بين منتج الوعي الشعبي ومفروضات الدليل)).

اقتباس
2- لك كتاب عن المتعه بين الحكم والحكمه ما هو ملخص ما توصلت له في هذا العنوان؟.



كان دافع الكتابة هو مناقشة كتابٍ جاءني به أخ مصري، وهو يتكون من كتابين، لاثنين من محدثي أخواننا السنة القدماء، وفيه روايات كثيرة تصل إلى حدود الـ80 رواية في تحريم المتعة، وقد ناقشتُ أولاً الروايات الواردة في التحريم، ورأيتها أنها أكثرها عن سبرة وأبنه الربيع بن سبرة، وهما معروفان بنصبهما لأمير المؤمنين(ع)، فتعجب كيف يرويان عنه(ع).. كما ناقشتُ مسألة الحرمة، وما هي طبيعة التحريم للأحكام الشرعية.. خاصة وأن هذا الزواج ليس زواجاً جاهلياً ليقال بنسخه، ولا هو شُرِّع لجماعة دون أخرى، وإنما للأمة ولم يدَّعِ أحدٌ أنه اختص به أحدٌ من الناس، وإنما هو زواجاً شرعه الله، ولا يمكن أن يتم تحريم ما تقوم به الأنساب، ثم يحرمه لعلل ساقها من يقول بالتحريم، يمكن أن تكون في الدائم أو أشكال الزيجات الجديدة التي ثبت في أكثرها فشله الذريع، لتظهر أنها أتفه من أن يُلتفت إليها، وبالتالي فإنني رأيت أن المتعة تعالج كل ما لا يستطيع زواج الدائم معالجته.. فمثلاً.. زواج الدائم لا يستطيع أن يعالج مشكلة العقيم، والعقيمة، والعنين، والأرملة التي لا تريد أن تدخل في إشكالية عصمة زوج جديد، قد تتورط معه في تعاطيه مع أبنائها من الزوج الأول، أو مثلاً الطبيبات اللاتي لا يستطعن التوفيق بين الوظيفة والزواج، وحتى بالنسبة للرجل أيضاً.

اقتباس
3- هل تؤيد نشر تطبيقها بين الرجال والنساء بانفتاح وتقبل من الناس بدون اي حرج.



زواج المتعة إذا مورست بإشراف هيئات شرعية وذات اختصاص تأخذ في الاعتبار خصوصية هذه المسألة، وخصوصية أجوائها وظروفها، فإنها ستعالج الكثير من المشاكل التي تبتلي بها المجتمعات عادةً.. ولكن في ظل وضعنا الذي يرى حرمتها فإن تعاطيها يتسبب في مشاكل كثيرة للطرفين لعدم الاعتراف به، وما ينتج عن ذلك.

أنا أتذكر في إحدى قراءاتي للمتعة أنني صغت كيفية اعتقد أنها تعالج الإشكالية التي وضعها منتقدو المتعة.. وهي أن يكون تثبيت زواج المتعة بوثيقة تشبه بطاقة العائلة عندنا، ولكن فيها صورة الزوج وصورة الزوجة واسميهما، كي لا يتنكر الرجل فيما بعد لهذه العلاقة، وفيه أيضاً تحدد مدة العقد، ومتى يحق لها أن تعقد عقداً آخر إلا في هذه المدة، بمعنى أن هذا الحق تمارسه بعد انتهاء العدة، وعند انتهاء العدة يكون هناك فحصاً طبياً للتأكد من نفسها إن كانت حاملة أم لا؟.. وتوثق هذه في سجلها المدني.. وهذه الوثيقة تظل عند الزوجة فقط، ويمكن للزوج الاحتفاظ بنسخة منها إن أراد، على أن تكون هناك مكاتب خاصة تحافظ على سرية المراجعين بأخذ القسم الرسمي ووضع العقوبة على من يبوح بها دون رضا الطرفين، وتوثيق ذلك الرضا.. يعني أتصور بأن الإدارة الصحيحة ستجعل منه علاجاً حقيقياً لكل المشاكل التي لا يمكن للدائم معالجتها.

اقتباس
4- ما تعليقك على مستقبل التشيع في فلسطين بحسب ما قرأت انك كتبت عن هذا العنوان باختصار؟.



للتشيع حضورٌ في ثقافة النخب الثقافية والاجتماعية في ظل حضوره الكبير والفاعل والصانع، خاصة وأن فيه لديه علياً المؤسس، والحسن الذي ترك الأمارة عندما لا يستطيع أن يعيشها بإيمانه والتزامه ليصوغ مفهوماً آخر للمظلومية التي تعني تحمل المعاناة وعدم اجتراح الخطيئة بسببها، والحسين كذلك، وكذلك عندما يرى أن الصبر على ما عليه واقعه ضياع للدين والشريعة.. والسجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا..و..و.. عليهم السلام.. حيث ما فتح أحدٌ من الناس صفحة حضور أحدهم إلا ووجده فتحاً غير مسبوقٍ في تاريخ الإنسانية التواقة للعلم والفضيلة.. وفلسطين ليستْ استثناءً في قابليتها لتتفهم رسالة الأئمة(ع)، خاصة وأن الفلسطيني يرى عدداً من النماذج الشيعية الناجحة، والتي يمكن أن تكون كثيراً من صورها ما يستفيد منه الفلسطيني... ثقافة أو عقيدةً أو أسلوباً إدارياً أو اجتماعي، أو طريقة فهمه لإسرائيل وطريقة التعاطي معها.

وقد قرأنا تقارير من هنا وهناك عن هذه المسألة في فلسطين، ومن ذلك ما أثارته مجلة المجلة قبل عدة سنوات، وما نراه من إيجابية القيادات الفلسطينية التي كانت في وقتٍ سابقٍ شديدة القسوة في التعاطي مع أي شأنٍ شيعي يدل على أن الفلسطيني بدأ يستوعب الخطاب الشيعي، ويتعاطاه في بعض مناسباته، وتتعاطاه بشكل فعلي بعض قياداته، كما قيل في القيادي السابق في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي، والشهيد محمد خطاب الذي استشهد في إحدى مواجهاته مع الصهاينة..

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 10-04-2010, 04:01 PM   رقم المشاركة : 50
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

تابع.. إجابة الأخ الرهيب55

اقتباس
الرهيب 55

5- ما هو مفهومك الخاص للوحده الاسلاميه



قد يطول بي المقام هنا لإيضاح رؤيتي بشأن الوحدة الإسلامية، إلا أن أهمية السؤال يستحق الوقوف عنده كثيراً..

تنطلق رؤيتي في هذه المسألة من أننا في ننتمي إلى أمة، تنتمي إلى دين، كلنا نقول به، ولا نُعرف إلا به.. شئنا أم أبينا.. ومن لم يخرجه نصٌ ديني صريح من دينك فهو من أهل ملتك.. وفقهاؤنا العظام متشددون جداً في هذه المسالة.. ومن هنا فإن من لم يعتبرونه شيعياً إنما لافتقاره للخصوصية الشيعية، كما هو عند الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة من لم يعش خصوصية تلك المذاهب فهو ليس منهم.. وبالتالي اعتبروه مسلماً..

في عالمنا اليوم الاستهداف تجاوز الخصوصيات المذهبية، إلى الحالة الدينية ككل.. أتذكر في هذا الصدد مسرحية كويتية.. مثل فيها أحد الممثلين دور العلماني.. وكان يطرح الشبهات على الدين.. فكان إلى يمينه شيعي وإلى يساره سني.. فكان الشيعي يتصدى لرد هذه الشبهة، والسنة يتصدى لرد شبهة أخرى..

ولكن عندما دخل السني والشيعي في الحوار دخلوا في مرحلة جديدة من الحوار.. استفاد منها العلماني..

ما أفهمه من هذه المسرحية أن هناك مشتركات كثيرة جداً بيننا وبين المذاهب الإسلامية الأخرى، وبالتحديد في المسائل العبادية، إلا أننا اشتغلنا ببعضنا واستفاد من ذلك عدو الشيعي والسني.. عدو المسلمين جميعاً..

وبإمكاننا أن نتآخى وأن نتعايش من خلال تلك العناصر.. بل بتلك المشتركات بإمكاننا أن نعالج مشكلة الريبة المستعرة بين المذاهب الإسلامية.

بالتأكيد نرى أنفسنا محقين، وقد كتبنا في ذلك آلاف الكتب، كما كتب غيرنا أيضاً مثل ذلك، وإن تميزت كتابتنا بالدقة والعلمية والعمق والشمولية كما أرى.. وإن نقص هذا البحث فإنك تجد دراسات كثيرة جداً تتم نقصه.

إلا أن هذا يفترض أن يظل على مستوى البحث والدراسات العلمية، وليس أن يتحول إلى جدال ومراء على المستوى الشعبي.. ما يشعل أوار العداوة بين المسلمين.

نحن كأمة إسلامية نتشكل من تلك الشعوب المختلفة في العرق واللون، لا يمكن أن نتعايش أو نتعارف إلا بالإسلام، أكثر مما نتعايش بالعناوين الأخرى.. فالإسلام عندما يحرم دمي وعرضي ومالي على الآخر من أن ينتهك كل ذلك، فإنه أيضاً حرم علي انتهاك دم وعرض ومال الآخر، وبالتالي عندما أجاز بعضهم دمي ومالي وعرضي فإنه لم تعد حرمة تعظم.. فهذا يستبيح وذاك ينتقم..

وبالإسلام يمكننا صياغة عقد اجتماعي متميزٍ وقادر على حل إشكالية التنوع الذي نتشكل منه، مما لا يلتفت إليه الكثير من المؤمنين.. وهي إشكاليات العرق والقبيلة والطائفة والقبيلة..

نحن مثلاً هنا في السعودية.. بين إخواننا أهل السنة.. هناك إشكالية قد تطول في المحاكم بسبب ما يسمى بتكافؤ النسب.. وهي بين أهل المذهب الواحد.. يُفرق فيها بين المرء وزوجه.. فيما إسلامنا يتحدث عن أن (( المؤمن كفؤ المؤمنة)).. وهكذا الحال بالنسبة للشعوب والقبائل الأخرى.. وقد جاءت الآن إشكالية الجنسية.. والتي تمنع من المصاهرة الطبيعية بين الشعوب الإسلامية.. فلا يتصور البعض أن المسألة بحدود الخلافات الطبيعية بين المذاهب.

هل سترتاح عندما تأتي يومياً إلى مقر عملك وأنت تشعر أن صاحبك الذي هو من مذهبٍ آخر يقرف منك؟! أو أنك تعد له جواباً إلى سؤال تداعى له في ظل الخطاب الطائفي المتبادل؟! وهو يعد لك فتوى وسؤالاً وإثارة؟!.. نحن رأينا كيف نعاني في قرانا من سيادة هذا المنطق من تقسيم وتصرفات تتجاوز منطق التعايش وقبول الآخر.

الآن خطاب العروبيين والقوميات الأخرى أيضاً بدأ يشتعل كثيراً.. ويتحرك لا شعورياً عند كثيرين، بسبب استجابتنا السريعة لتقسيمات مفروضة أو مفترضة لا يرضاها الدين..

الإسلام وحده، سواء بقراءة السني أو الشيعي لا يقر هذه التقسيمات أبداً، وإنما هناك إشكالية واحدة تجاوزها الكثيرون من أصحاب المذاهب، وهي إشكالية زواج امرأة تنتمي إلى مذهبٍ لا ينتمي إليه زوجها.. أو العكس، ولكن هذه الفتاوى الصادرة إنما جاءت نتيجة خوف كل مذهب من أن المصاهرة توغر الصدور لا أن تجلب المودة بينهم، وذلك لما يحمله هذا الاتجاه أو ذاك من نظرة مشوشة أو متحاملة تجاه الآخر في كل أبعاد إيمانه والتزامه، والتي يرى أن المساس بها مساس بالكرامة واحترام الخصوصية.

في العراق القبيلة تنقسم إلى قسمين.. أحدهما شيعي والآخر سني، وفي بغداد المصاهرة قائمة بين أصحاب المذاهب المتعددة.. وإذا بنا نرى بعد سقوط صدام خطاباً طائفياً بغيضاً، استباح دم الشيعي حتى ذلك المسكين الذي يقف في طابور لشراء الخبز، لا ناقة له ولا جمل ضحية المنطق الطائفي.
هذه الإشكاليات الكبيرة، لا يمكن أن تقف عند حدٍّ ما لم نتلمس طبيعتها وخطورتها في حياتنا اليومية، وألا نقف متفرجين على تداعياتها، لأنها تأكل الأخضر واليابس دون تفريق، كما قال الله تبارك وتعالى، (( واتقوا فتنة لا تصيبنا الذين ظلموا منكم خاصة))..

إلا أنني أيضاً أثمن المخاوف التي يتحسسها البعض من أن تكون هذه الوحدة الإسلامية على حساب الخصوصيات، ولكن يمكننا تجاوز هذه الإشكالية من خلال التفاتنا إلى حقيقة الخطأ القائل أو الشائع بأنه لا توجد مشتركات يمكن التعايش بها، أو أنه لا يمكن أن يكون هناك تعايش إلا من خلال انتهاك الخصوصيات.. أو أن بعضهم يتصور الوحدة الإسلامية هي أن تحاكي الآخر وتصانعه كي لا تغضبه أو تتسبب في مفارقته.. أبداً..

لكل مذهب خصوصية والتزامات لا تعني المذهب الآخر، ولكن ممارسة تلك الخصوصية لا يصح أن تكون في أماكن خصوصية الآخر.. بمعنى.. لا يصح لنا أن نمارس شعائر العزاء على أبي عبدالله الحسين(ع) بطريقتنا الخاصة في مساجد الآخر، ولا يصح لهم أن يمارسوا خصوصيتهم في حسينياتنا ومساجدنا.. تبنى المساجد الخاصة بكل طائفة ومذهب.. نقرأ نحن دعاء كميل.. دعاء أبي حمزة الثمالي.. يقرأ الفاضل الديني المسائل الشرعية على المؤمنين، ولكن ذلك في مساجدنا وحسينياتنا، وعندما نجتمع جميعاً.. فجامعنا الأساس، والمشترك المهم بيننا وبينهم، هو كتاب الله ورسوله الأعظم(ص).. لا يمكن أن نتصور أنه لا يمكن لنا الاجتماع إلا إذا قبل الآخر حديث الإمامة والولاية.. يمكننا أن نناقش مشاكل الفقراء.. مشاكل مثيري الفتن.. مشاكل المراهقين.. مشاكل الانترنت والقنوات الإباحية على الشباب.. ولو عددت القضايا التي يمكن أن نجتمع لأجل معالجتها معالجات مشتركة، ومن خلال الكتاب والسنة، لم أكد أحصيها.

بل أنا شخصياً أرى أن مشروع الوحدة الإسلامية لا يخيف إلا الذين لا يملكون منطقاً يدافع عن خصوصياتهم وحيثياتهم وفي نفس الوقت يمكنه التعايش مع الآخر.. في حين أننا رأينا الكثيرين من غير الشيعة متخوفين أكثر من الشيعة بسبب الوحدة الإسلامية، وأنهم يرفض الفكرة أكثر من خوف الشيعة، لما يراه من اختراق الخطاب الشيعي لأساليب الحجر والتحريض الذي يمارس ضده لإبرازه للناس ببشاعة غير مسبوقة..

وبالتالي فأنا أؤمن بالوحدة الإسلامية من خلال هذه الرؤية التي تعطي لكل مذهب الحق في الحفاظ على خصوصيته.. ولكن ليس بطريقة بعضهم الذي يعمد إلى الإساءة للآخرين وسبهم وشتمهم بحجة الدفاع عن نفسه.. فيتصور كل حوار أو استطاعة أي جهة اختراق حضور الآخر يعني استهداف الطائفة ومشروع الإلغاء.. فلو مثلاً رأينا أن هناك من يتسنن، فليس لنا أن نقوم بحربٍ وهجومٍ على الآخر كما يقوم بها بعضهم، وإنما علينا أن نتلمس قصورنا في إيصال خطابنا بشكل صحيح إلى هذا الذي التشيع، وعندها يمكننا الحديث عن مشروع اختراق غير أخلاقي، وهذا أيضاً يفترض أن تمارسه الجهات الأخرى..

ولنا أسوةٌ حسنة بمراجعنا العظام، الذين أدهشوا العالم عندما لم يشهدهم أحد ينجرون لخطابات الإثارة من هنا وهناك.. إذ على الرغم من استهدافهم مباشرة بالتكفير والسباب تجدهم يغضون الطرف عن المسيئين؛ لأنهم أفضل من يقدر المصلحة الإسلامية العليا، وأمثلها ما صرح به الشيخ القرضاوي من دعوى مساعي الشيعة لاختراق الأكثريات السنية، مع أنه يعلم يقيناً من أن ذلك تصرف أفرادٍ تنتقل الحالة منهم إلى غيرهم، بخلاف ما حصل في مصر نفسها من فرض المذاهب الإسلامية الأربعة بعد أن كانت تتمذهب بالمذهب الإسماعيلي..

وكذلك التصريحات المهينة التي أطلقت في حق المرجع الكبير بحجم ما يقدمه من نموذج في التعالي على الجراح وإساءات المسيين، ليخرج بعد مدة من تلك الإساءة فيطلب للمسيء العفو والمغفرة، ما ساعد بشكل أساسيٍ في وأد الفتنة في مهدها، ليخسر المتربصين بالأمة رهانهم من إمكانية إثارة الفتنة على خلفية تلك الإساءات المهينة.

وهذا ما ينبغي لنا الانتباه له.. وهو أن لكل مشروع يهدف إلى عزة هذه الأمة وكرامتها، مشروعٌ مقابل يستهدف من قبل عدوة المسلمين الأكبر إسرائيل، بشتى الطرق، وأولها إشاعة عدم الثقة بوسائلها المتفرقة بين المسلمين، وتضخيم خلافاتهم التي هي موجودة في أي منظومة عقائدية أخرى.. حتى في اليهود وفي المسيحية أيضاً..

وعندما تستهدف إسرائيل مقدسات المسلمين وتحولها إلى آثارٍ يهودية، بما تحمله من ضغينة تاريخية ذكرها القرآن في قوله تعالى(َلتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا))، وهي تعيش بين المسلمين بالقوة وتحتل أراضيهم، وتنفس عن أحقادها وآلامها المدعاة فينا، فلا يمكن أن تكون بريئة من ذلك، وقد يكون ذلك الصوت الناشز إنما تم إثارته وتهييجه بخطابٍ استنهضيٍ مجهولٍ ليدفعه للهيجان والتكلم بعبارات مهينة بحق مخالفيه، بحجة الدفاع عن النفس، والرد بالمثل، وما إلى ذلك..

فما دام أن هذه الأمة تسعى لإثبات حضورها، فإن هناك من يسعى لقتل هذا الحضور، فإن لم يستطع بطريقة الحرب التي يشنها الصهاينة فإنه سيسعى إلى إثارة الفتنة بينها.. وشواهد هذا كثيرة، وأجلاها الوضع الأفغاني، إذ نرى الذين توحدوا لقتال الاتحاد السوفيتي تفرقوا في إقامة النظام الذي يدير شؤون بلادهم ومصالحهم، حتى جاء بدل الاتحاد السوفيتي أمريكا.. فخرجوا من احتلال ووقعوا في احتلال آخر، حيث كان الثاني يمد المجاهدين بالسلاح حينذاك للتحرر من احتلال الأول!!.

ولذلك لا بد أن نتنبه إلى بعض أصوات النشاز.. التي إما أنها لا تتفهم طبيعة الاختلاف بين المذاهب الفقهية والعبادية، والتي تقع حتى بين المذهب الواحد، وبين الجماعة الواحدة.. فنحن لم نخلق على قلبٍ واحدٍ أو برغبات واحدة، أو بفهمٍ واحدٍ أو باستعدادات واحدة، وإلا لما قال تعالى(( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)).. وإما أنها وقعت فريسة الاستفزاز، فانساقت وراءه، ومن ذلك تنفذ أجندة لا علاقة لها ولا تدري بها.. وإما أنها شريكة في ذلك والعياذ بالله، وحاشا أن يكون مسلمٌ كذلك.

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 10-04-2010, 04:10 PM   رقم المشاركة : 51
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

الجزء الثالث من أجابات الرهيب55

أنا لا أقول بأنه لمجرد وجود هذه العناوين يجب أن لا نبالي بشيء بعنوان الوحدة الإسلامية ونسمح بانتهاك الخصوصيات وما إلى ذلك، وإنما يجب أن يكون ذلك وفق قراءة موزونة ومتسامحة إلى الحد الذي لا يشعر أحدنا بالغبن في حضوره، وألا يجعلنا نخسر أي مكسبٍ حصلنا عليه بمشروع الوحدة الإسلامية، ومفهوم التعايش السلمي والأخلاقي الذي صاغه لنا الإسلام وأدبيات أهل بيت العصمة والطهارة(ع).. كي لا ننساق وراء أصوات النشاز ونحمل المذهب الذي ينتمي إليه ذلك الصوت النشاز المسؤولية كاملة لمجرد انتماء هذا الصوت أو ذاك إليه، أو هكذا يعرف الناس، وإنما يجب أن نلتفت إلى أن خروج هذا أو ذاك عن النظم العام للمذهب أو الطائفة أمر طبيعي، ولذلك يجب على الجميع ألا ينساق وراء تلك الأصوات، ويثير معها أو بها الضجيج والإشكاليات..

فمثلاً نحن نعرف بعض الذين يمارسون طعناً في أهل البيت(ع) ولمزاً في حقهم إلى حد النصب لهم، ولكن هل هؤلاء يمثلون جميع المسلمين من غير الشيعة؟!..

بالتأكيد ليس كذلك، وبالتالي فإن استفزازهم قد لا يؤلمهم وحدهم، وإنما يؤلم غيرهم ممن لا يرون رأيهم في أهل البيت وفي شيعتهم، وبالتالي استفادوا هم أو عدونا جميعاً من ضم شريحة إلى جانبهم، أو من إخراجهم من الدفاع عن حوزة المسلمين واجتماعهم ووحدتهم، ما يجعلهم في نهاية المطاف أقرب إلى قطف ثمار جهودهم الهدامة ضد صياغة الأمة الواحدة والناجحة والمتقدمة.

ولذلك فإن مشروع التفرقة لا يمكن أن يكون مشروعاً دينياً أو إسلامياً أو أخلاقياً، والله تبارك وتعالى يقول(( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)).. فكل ما يذهب بـ((ريحكم)) أي قوتنا فهو مشجوبٌ من قبل الله تعالى والصالحين من عباده.. وسبب ذلك هو كما ذكره القرآن الكريم هو النزاع.. وجميع أفراد المسلمين معنيين بخطاب (( ولا تنازعوا)).. فإذا تمرد بعض المسلمين على هذا الخطاب، فهل ننساق معه، ونتمرد نحن أيضاً كما وقع ذلك منه؟!، ونشاركه في النتيجة الحتمية التي تحدث عنها القرآن عندما قال: (( فتفشلوا وتذهب ريحكم))..

ولا يمكن للعقلاء أن يظلوا متفرجين إزاء خطاب الفتنة أو مفرداتها، ولا يمكنهم أيضاً أن يجاروهم في الخطاب، فيكررونها ويزيدون الطين بلة، بدعوى عدم السكوت.. وموقف مراجع الطائفة العظام من تلك التصريحات السلبية ضد الطائفة والإساءة إليهم نموذجاً في وأد الفتنة..

إذ أن الالتزام بخطاب ودي وهادئ في مواجهة خطابات الفتنة والطائفية يعني محاصرة تلك الأنسقة المؤلبة والتحريضية.. ولو كانت هذه الخطوة لا تسهم إلا في التهدئة وتقليل مخاطر المجاراة فقط، لكفى..

لأنه قد تكون الفتنة نتيجة تصرف مراهقين أو منفلتين أو موتورين، ولكن لا يمكن أن ينساق خلفهم الجميع.. إذ أن العمل الجماعي على التهدئة يعني وأد الفتنة، أما مجاراة أولئك فيما يقومون به فهذا يعني أن الجميع يشترك في الفتنة.. عندها لك أن تتصور الكوارث المتولدة عن ذلك.

ولذلك يجب الحذر في هذه المسألة.. وأن ننظر إلى أنفسنا أننا أمةً وليس أفراداً، أو قبيلة أو عرقاً أو مذهباً واحداً فقط في هذه الأمة.. هذه رؤيتي للوحدة الإسلامية.

اقتباس
6- كتبت قصيده في مدح السيد السيستاني دام ظله


نعم لي قصيدة في السيد السيستاني دام ظله الشريف، وقد تدفعني مواقفه الأخيرة من الإساءات غير المتوقعة، التي تعرض لها، والتي أظهرت منه شامخاً، وفق الاستفتزاز وخطابات التحريض.. حفظه الله وأعلى شأنه بحق بيت العصمة والطهارة.

اقتباس
يا ليت تنشرها حتى نقرأها



(ممنون)..بالدارج العراقي.. وآمل أن تحظى باستحسانكم..

========= =====أيها الطود الأشم

===== ========== ===== =====


يا فاتحاً صاغ الفتــــــوح كريمـــــــةً+++ بالأحرف النوراء في شمس الـ(نَّعمْ)
وتعثَّر النصـل الحقــودُ بعزمكــــــم+++ لتغالـــب العينُ المخارز والألـــــــــمْ
وتوهَّم الأمجــادَ أن ذبــح التــــقــــى+++ وبراءةً في الطفل لـــيس لها حــــرمْ
فأذقتَ أبنــــــاء المتــاهة حقـــدهــم+++ فأذقتــهم صنـــــــع المفاخـــر بالكــلِمْ

===== ========== ===== =====

فإليك يا سيستاني الحـــــــب الـــذي+++ قد صغته رشداً تكـــــــلل بالِعصـــَمْ
ما أوقدوا للحرب نار خطــــــوبهــم+++ إلا وحكمتك التي تطفـــي الحمــــــمْ
وجعـــلتَ محتـــلاً أذل بمكــــــــرهِ+++ قوماً تجرع شعبهــــــم حرَّ الخـــذمْ
يجثـو إليـك بتيهــــــه: مــــاذا أرى+++ رشداً وتؤدةَ حـاذقٍ هــــــــــذا العـــلمْ

===== ========== ===== =====

وإذا بمكرهم الــذي احتــــالوا به+++ يا سيدي في العالمين إلى العـــــــــدمْ
وأُريدَ يا مولاي هـــدم عراقــــكم+++ فهديتَ – مولايَ- العراق إلى الشـــممْ

===== ========== ===== =====

فإليك يـــا شعب العــــراق تحيــــةً+++ إذ كنتَ في آلامكَ الطـــــــودَ الأشــــمْ


وهي بمناسبة نجاح التصويت بـ(نعم) على الدستور العراقي بفضل دعوة سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله الشريف في المشاركة في التصويت على الدستور بنعم.. ليس لأن الدستور يمثل رأيه، وإنما لأنه حينها أفضل ما يمكن تقديمه في ظل تلك الأجواء القاتلة..

وفي الواقع حتى دعوة السيد السيستاني المشاركة لصالح إحدى الائتلافات السياسية في مرحلة من المراحل الحساسة تشير إلى أنه التفت إلى أن الوضع في العراق لا يستقيم إلا بفوز أولئك؛ لأنهم إذا لم يفوزوا فإن جلاديهم السابقين في طريقهم للعودة، فيما تعاطى بعضهم مع الدعوة بضيق وسلبية لا تليق، وهو الذي ما انفك يدعي الدفاع عن المرجعية العليا في العراق!!، ليتهمها بالمشاركة إلى سرقة أصوات الناخبين؟!، وعدم الاعتراف بحقهم في اختيار مرشحهم المفضل، مع أنه يعرف أن كل تيار يمارس ما يعتقد أنه من حقه في أنه الأفضل، وغيره الأخطر، وينتج عبارات تنسجم وثقافته وانتماءه، فلا يحق له أن يفرض على خصومه المفردات التي تدعو الناخب لاختياره، ففي النهاية سيأخذ الناخب بموقف مرجعيته التي تصوغ له موقفه الشرعي والأخلاقي من العملية..

اقتباس
وبخصوص السيد ما رأيك في حضوره الميداني في العراق الجديد؟.



في الواقع حضور المرجع في تفاصيل الحياة السياسية في أي مكان خطأ فادح، وذلك لأن أي خطأ سيًحمل مسؤوليته، وقد يذهب بعضهم إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو تحميل الدين مباشرة، واتهامه بالفشل وسوء تنظيمه وقراءته للواقع، وإنما الذي يعنيه هو رعاية الخطوط العامة لحركة الأمة، وموجهة حالات الانفلات التي يحاول بعضهم تحريكها أو تضخيمها للاستفادة منها.

وعندما تكون عهدة التصدي لواقع الأمة على عاتق المرجعية، فإنه بالتأكيد لن تقصر في ذلك إذا ما استوعبت الحدث وأطرافه.

وأما بالنسبة لسماحة السيد السيستاني في العراق، فإن الوضع العراقي لِمن تابعه معقد جداً.. وأرى أن سماحته يتعامل معه بحذرٍ شديدٍ، وقد أنتج ذلك إنجازات لا يمكن إنكارها، وعلى رأسها أنه العامل الأول والفاعل الأساسي في منع الحرب الطائفية واستشرائها في العراق.. وإلا فإنها كانت تطرق بابه كل لحظة لتدفعه لتأجيجها، ولكنه أبى إلا أن يكون الطريق المضيء للعراقيين والعراق..

أنا بالنسبة لي لا أتصور العراق هادئاً من غير سماحته أطال الله عمره الشريف.. إلى خروج إمام الزمان أرواحنا فداه.

اقتباس
7- انت متهم وكم واحد من الذين يجالسونك بانكم تروجون لمرجعيه معينه ماذا تقول ؟.



هذه دعوى تفتقر للبينة، ومشروع إقصائي بامتياز، لتخويف الآخرين منا، وفي الوقت ذاته لصرف الأذهان عن التصرفات المشينة التي يقوم بها بعضهم من الإساءات المتكررة والمقرفة والمخالفة للشرع المبين في حق الإمام الخامنئي.. ابتداءً من النبز، وانتهاءً بإنكار ليس فقط اجتهاد سماحته، وإنما حتى التشكيك في نسبه الشريف!!..

بل تلك الدعوى وتضخيمها إنما هي دليل على ضعف منطقهم، ولا يتجاهل المرء الحديث عن البينة والحجة والدليل الموثق عندما يكون الحديث بشأنه، ويركن إلى الاتهامات المقرفة والجارحة إلا لعدم وجود ذلك عنده، وهو بهذا يثير الشك فيما عنده وليس فيما عند غيره.

وإلا فإن كل من يعرفني يعرف أنني لم أطرق باب أحدٍ، ولم أذهب لأي أحدٍ ولم أدعو أي أحدٍ لأعرض عليه قناعتي، وأطلب منه أن يلتزم بها، بل إن بعضهم كان يحاول استدراجي للمسألة ليس ليسمع حجتي، وإنما للحصول على ما يتصور أنه يدينني به، وأنا أتعفف عن الخوض في الأمر كما يشاء.. نعم.. أجيب من يسألني عندما أرى صدقه.. وأن يكون هو الذي أتاني بنفسه، لا أنني من يأتيه، وأجيبه بما أعرف.. كما لو سألني أحدهم عن الكر عند السيد الخوئي، فبما أنني أعرف أنه 27 شبر(مكعب)، فأنا أجيبه عن سؤاله عندما يقول لي لماذا قلدت فلاناً، وإذا ما سألني عن فتوىً لسماحة السيد السيستاني أو الشيخ الفاضل.. فإن كنتُ أعرف الجواب أجيبه، وإلا اعتذر عن ذلك.. وهذا المنحى يجب أن يكون عندنا جميعاً.

ومع افتراض أن دعوى دعواي إلى مرجعية معينة صحيحة.. وهي التأكيد غير صحيحة، فهل تقليد المرجع الذي أنا أقلده قد قدم للناس فقه بني أميةً؟.. أم أنه أعطاهم غير فقه أهل البيت(ع)؟!.. مجموعة من الفقهاء وأهل الخبرة طرحوه أهلاً لهذا المقام الشريف، وأنا قبلت عنهم ذلك، وأخذت ذلك عنهم.. والصحيح أن هناك كثيرون يثيرون اللغط بهذا الشأن، فأنا أجيبهم بحدود ما يثيرونه من لغط.. وإلا فإنني على كثرة صعودي منصة الاحتفالات لم آتي باسم مرجعي حتى على نحو التنويه إليه، مع أن ذلك ليس عيباً، ولكن حتى لا يحسبه أحدٌ على نحو ما يُدَّعى..

بل من الناحية الشرعية لا أحد يدعي وجود الإشكال الشرعي في الدعوة إلى أي مرجعية ما دامت جامعة للشرائط، وما لم تكن تلك الدعوة تمس بكرامة الآخرين، سواء كانوا مراجع أو أهل خبرة.. وما دامت الدعوة وأساليبها لم تعمل بالتغرير بالناس وتظليلهم والكذب عليهم وخداعهم.. مع أن هذه القضية في الواقع لا تشغلني، وما لدي في هذا الأمر قلته، ولم أهمس بشيء في أذن أحدٍ أو أخصه بشيء دون غيره.. ولا يحتاج الأمر إلى هذا الضجيج والتهويل المفرف وإخافة الآخرين منا.. إلا لدوافع غير أخلاقية.

اقتباس
8- هل اخطأت يوم من الايام ؟.



نعم.. نخطئ ونخطئ ونخطئ.. ولكن نسأل الله تعالى دائماً أن يقيل عثراتنا، وأن يهدينا إلى طريق الصواب..

إلا أن الاعتراف بالخطأ ليس مهنة، أو وظيفة نؤديها أمام الناس، أو أنها تعني الآخرين ما دامت ليست في حقهم، وإنما هو مسؤولية شرعية وأخلاقية عندما نخطئ نعترف بالخطأ إذا كان في حق الناس، وإذا كان ذلك يعنيهم، أما إذا كان هذا بين أحدنا وبين الله، فالله لا يجيز لنا أن نذهب للناس، ونقول لهم يا خلق الله نحن أخطأنا وأخطأنا وأخطأنا، وإنما يمكنك الرجوع إلى الله والإنابة إليه، ما دام أن الله وفر علينا الغطاء والستر عن أعين خلقه فهو أولى باللجوء إليه.. والصدق في طلب العفو منه أفضل من التظاهر أمام الناس بالخطأ.. إذ هذا أيضاً من الحجب التي تحجب عنه سبحانه وتعالى..

وأما الخطأ في حق الناس فهذا أيضاً مسؤولية شرعية يجب أن لا نغفل عنها.. ولا أتذكر أنني تعمدتُ الإساءة في حق الآخرين، ولكن لا أقول أنني لم أخطئ، وإنما أقول بأنني لم أتعمد الخطأ في حقهم.. بمعنى أنني لم أكن أقصد عندما وقعتُ في خطأ ما الخطأ ذاته.. ولذلك اعتذر، وأسأل الله تعالى أن يطيب خاطرهم عني وأنا لا أعلمهم، وإذا ما علمت جزماً بالخطأ في حقهم فإن حقهم علي الاعتذار إليهم والاستغفار لهم..

ولكن ليس معنى ذلك أنه بإمكان كل شخص أن يدعي الخطأ في حقه ليطلب العذر، ويدخل في جحيم من الابتزاز مع الآخرين والعياذ بالله، لتجعل العملية سوق نخاسة أخطاء، وإنما تظل المسألة في حدود ما يُعرف أنه خطأ.

ومن ذلك أنني أحياناً أتأخر كثيراً عن البيت، وتقلق علي أم محمد طيب الله أنفاسها، فأعتذر لها بسبب ذلك دون تردد، كما أنني أحياناً أغضب على أحد أبنائي- طبعاً لسببٍ تربوي حقيقي- فأعتذر له فيما إذا تبين خطأي في تعنيفه، أو معاقبته، وهم لم يقصروا في الاحتيال علي، وقد عفوت عنهم..ولكن طبعاً أنا راضٍ بدرجة ما عن التزامهم الأخلاقي، ومستوى معرفتهم الدينية، وإن كانت الكبرى هي أكثر ما أفخر به، وأعتبرها من أكثر الثمار التي أفخر بها.

اقتباس
9- انت متهم بأنك لا يمكن تعترف انك ممكن تخطي



لا حاجة للتهمة، وقد أجبنا عن ذلك في جواب سؤالك السابق.

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة باقر الرستم ; 10-04-2010 الساعة 04:24 PM.
باقر الرستم غير متصل  
قديم 11-04-2010, 08:41 AM   رقم المشاركة : 52
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم


الإجابات على أسئلة الأخوين الكريمين جمران وحامل المسك..

أولاً : جمران

اقتباس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس
استاذي العزيز باقر الرستم
1- الشهيد الصدر من عظماء المذهب بل لا نبالغ لو قلنا انه من العظماء النادرين في التاريخ الاسلامي بل والانساني وسؤالي هو من أين أنطلق الشهيد الصدر في قراءته للإسلام وقضاياه؟.

قد يكون الهجوم الشرس محفزاً للإبداع، ولا يلتفت إلى ذلك إلا من يملكون ملاحظة التفاصيل في قراءاتهم.
فالشهيد الصدر فوق أنه عبقرية فذةً، إلا أنه إلى جانبُ ذلك قارئٌ نهم.. يحفزه السؤال والإثارة إلى أن يقرأ للإجابة على ما تثيره الأسئلة التي يقرؤها أو تعرِضُ له أو يتحرش بها.
هناك من كان في الحوزة، وتحول إلى الجانب الآخر من الحوزة، بل والخصم اللدود لها؛ وذلك لأنه وجد خطاباً جديداً هناك، وتقليدياً هنا.. وفكراً جديداً وحديثاً هناك، وتقليدياً هنا.. وقضايا واهتمامات جديدة، وتقليدية هنا.. وانغلاقاً إلى حد التحجر، وتصنيف الناس على أساس اللباس ولونه وهيئته هناك، وانفتاحاً بلا حدودٍ هناك..
هذه العناوين مثيرة وجذابة.. ما تدفع ببعضهم ليس فقط بترك الحوزة، وإنما العمل على نسف كل القيم التي تؤمن بها الحوزة، وإن كانت تقدمية وذات قيمة علمية راقية في خطاب صناعة الإنسان والمجتمع والأمة، وذلك نتيجة غياب المهنية العلمية والأخلاقية في أدائه.. وإحساسه بالدونية أمام مظاهر المجتمعات المفتوحة، واعتقاده بأن التخلف الذي يمر به المسلمين بسبب إسلامهم، وليس احترامهم لهويتهم.
الشهيد الصدر لاحظ هذه المسألة مبكراً.. وقد أسعفته عبقريته الفذة للبحث عن حقيقة تلك العناوين التي أثارت بعضهم، ودفعتهم إلى النكوص، ليعود إلى مصادر الخطاب الإسلامي، إن كان فيه ما يُتيح لظاهرة العلمانية والفكر المتمرد السانحة لتصعيد المناكفة معه.. فإذا به يتمكن صناعة ثورة كبرى ومبكرةً في عالم الجدل والمواجهات الفكرية في العراق، فيما في إيران كان هناك الشهيد مرتضى مطهري.
ولذلك عمل على كل المواقع المرشحة للمد الآخر، والذي ظهر فيه المد الشيوعي.. وكان حينها بروز دعوى غياب النظرية الاقتصادية الإسلامية، ليتصدى لتأليف كتاب اقتصادنا، والذي أصبح النقلة الحقيقية في النظر إلى الإسلام من خلال توليد نظرية اقتصادية إسلامية من النصوص.. دون أن تكون تلك الجهود مبنية على التعسف والنشاط القسري للوصول إلى الأهداف.
وهكذا أيضاً دعوى عدم وجود(( فلسفة)) إسلامية، ليتصدى لإصدار كتاب فلسفتنا.. وفي الواقع أن الحركة الفلسفية في المسلمين قديمة جديدة، وإن كانت بثوبها القديم، إلا أن تقديمها على أنها جواب معاصر لإثارة تعتمد المد الكاسح للقضايا على الأيدلوجية الإسلامية فهذا يعتبر أداءً مختلفاً، والنجاح فيه يعتبر قفزة وإنجازاً نوعياً.. ولا ننسى هنا جهود آية الله العلامة السيد الطباطبائي والشهيد المطهري أيضا، إلا أنني أقصد هنا بالعمل الموجه للدخول في تلك المعركة.. بمعنى أنك قد تدخل معركة مفتوحة على طريقة حرب تموز 2006م، وقد تدخل وقد أعددت جيشاً وسلاحاً وخططاً مناسبة تأخذ بعين الاعتبار طبيعة الخصم وقوته وطاقته ونفسه.. فذلك ما يعطي لكل حالة خاصية وتميزاً.. هنا يمكنني القول بأن الشهيد المطهري من النوع الأول، والشهيد الصدر من النوع الثاني، وبتصوري أنهما نجحا في عملهما.
وهذا ما لوحظ في الشهيد الصدر منذ تأليفه لوريقاته التي ظهرت فيما بعد كتاباً عظيم القيمة، وهو(( فدك في التاريخ))، ثم كتابه غاية الفكر في الأصول الفقه.. ثم الكتاب النقلة في عطاءات الشهيد الصدر، وهو ((اقتصادنا)).

اقتباس
2- الائمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم عاشوا 3 قرون من حاكميات غيرهم وبلا شك بان الظروف مختلفة بين فترة واخرى فماذا يعني هذا التنوع وهل هم مجبرون على ادائهم ذلك ام اختاروه لانفسهم؟.



المعصوم لا يتحرك بعبثية وفوضوية.. وإلا لغاب فقهه في عمله، ولذلك فإننا عندما نقرأ سيرة المعصوم، فإننا نستحلب منها فقهاً منسجماً مع طبيعة الواقع الذي يعيشه، وبإمكاننا أن فهم ذلك من خلال مقاربة يمكننا أن نقوم به بين ما قام به الإمام الحسن(ع) من ترك المواجهة مع معاوية بن أبي سفيان، وبين دخول الإمام الحسين(ع) المعركة المفتوحة مع بني أمية في شخص يزيد.
لخصوصية الحالة التي يشكلها معاوية بن أبي سفيان فإن النبي(ص) أشار إلى موقف الإمام الحسن فيها، وهكذا للخصوصية التي يمر بها الإمام الحسين(ع) عندما قال(( الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا)).. أي ما يقوم به الإمام الحسن(ع) هو مسؤولية الإمام، ولذلك يجب على الأمة أن تقتدي به، وما يقوم به الإمام الحسين(ع) هو مسؤولية الإمام وعلى الأمة أن تقتدي به.. ولذلك عندما مر الإمام الحسين(ع) بواقعٍ مشابه للإمام الحسن(ع) فإنه اتخذ نفس الموقف، وهو أن الإمام الحسن(ع) عاش السنوات العشر الأولى من حكم معاوية، فيما الإمام الحسين(ع) عاش السنوات العشر الثانية من حكمه، وكان موقفه نفس موقف الإمام الحسن(ع)..
فالإمام الحسن(ع) عندما استنهضه بعضهم للخروج على معاوية قال: فليكن كل منكم حلساً من أحلاس بيته ما دام معاوية حياً))، وعندما آلت الإمامة بعد استشهاد الإمام الحسين(ع) جاءه آخرون أيضاً يستنهضونه فقال لهم: (( صدق أبو محمد، فليكن كل منكم حلساً من أحلاس بيته، ما دام معاوية حياً))، والحلس بالكسر: كساء يوضع على ظهر البعير تحت البرذعة، هذا هو الأصل، والمعنى الزموا بيوتكم لزوم الأحلاس، كما في مجمع البحرين، في الجزء الرابع، ص40.
ولذلك فإننا عندما نقرأ حضور كل معصوم، فإننا بإمكاننا أن نتحدث عن نماذج بعدد النماذج التي عاصرها المعصومون، وبالإمكان أن نستظهر أكثر من قراءة منسجمة من خلال تلك النماذج أيضاً، وعلى ضوء ذلك سنكون قادرين على الإبداع والإنجاز بحجمنا الذي نتمكن فيه من الفاعلية، والقراءات التي قدمها الشهيد الصدر والشهيد المطهري والسيد الخامنئي والأستاذ عادل الأديب في هذا المجال مفيد للغاية، ويمكننا أن نفتح من خلال تلك القراءات آفاقاً واسعة لفهم حركة المعصوم وفلسفة أدائه.
إذ أن ذلك التنوع الذي صبغ النماذج التي قدمها المعصومون تعني ذات التنوع الذي يحكيه واقعهم، وحاجته إلى ذلك الأداء وفق الالتزام العقدي الذي يرون أنفسهم ملزمون بعدم تجاوزه أو حتى البحث عن خيارٍ غيره.. وقد نجد أحدهم(ع) يتكلم عن خيارات أخرى فيما لو تبدلت الظروف، سواء على مستوى المجتمع المؤمن، أو على مستوى أساليب المواجهة التي تفرضها الحاكميات المعاصرة لهم.

اقتباس
3- البعض يستنكر وخاصة من بعض حاملي الافكار الغربية ويقول كيف نقارب بين أداء فقهائنا العظام وبين ما ينشده المعصومون عليهم السلام؟.



عندما نقرأ منشود المعصوم وتطلعاته، فإنه بقدر ما يقترب الفقيه منها ويحققها أو يحققه منها نعرف أنها في طريقهم وعلى منوالهم.. وبإمكاننا معرفة ذلك مما نقرأه من سيرته.. من خطابه.. من مواقفه.. فبأي نسبة يتحقق منشوده فإن العامل في هذا السبيل يسير في الاتجاه الصحيح، وبقدر ما يسيء أدائه لذلك المنشود فإنه يسير في الاتجاه الخاطئ.

اقتباس
4- الزواج المؤقت قلت ان لديك كتابات حوله فهل في نظرك هذا الزواج صالح لزماننا ومجتمعنا، وهل يعالج قضايانا؟ وكيف نعالج عرضه الذي يصوره الإعلام أو مخالفونا بطريقة بشعة، وكأن المرأة سلعة، وما إلى ذلك؟.



ما نلاحظ هذه الأيام من كثرة العناوين التي تأخذ مكان الزواج المؤقت يؤكد حقيقة الحاجة إليه، إذ أن تلك العناوين هي مما يغطيها الزواج المؤقت، وهو في الأساس جاء لتغطيتها..
فمن يلاحظ طبيعة زواج المسيار الذي أصبح مقبولاً ومشروعاً ونماذجه متكاثرة هو في الواقع يمثل الزواج المؤقت، إلا أن فيه خاصية تجعل الزواج المؤقت أفضل منه بكثير.. بل يفرض عليك رفض المقارنة من حيث المبدأ..
وقد قرأتُ تقريراً عن زواج المسيار في جريدة اليوم يفيد بأن 78% من حالات زواج المسيار فاشلة، ما يعني أننا إذا وضعنا نسبة النجاح والفشل في قضية ما لتكون مشروعة فإن الزواج المؤقت يمكنه تلافي الأخطاء التي يقع فيها زواج المسيار.
فزواج المسيار تتفق معها على أن تتنازل عن السكن.. عن النفقة.. وأن تأتيها لقضاء الوطر معها فحسب.. ومن الممكن أن تتفق معها على الطلاق من دون الإعلان عنه، أي.. زواج بنية الطلاق، وقد لا تخبرها؛ لأن زواج الدائم لا يجوز فيه هذا العنوان..
لا توجد قيود تفرض على زواج المسيار، ما يعني أن المرأة قد تكون ضحية دون أن تعلم، وهذا ما قررته الدراسة المشار إليها.
أما الزواج المؤقت، فإن الاتفاق على المدة وعلى كل شيء متعلقٍ بهذا الزواج يكون في العقد، ما يعني أن الطرف الآخر الذي قد يكون في الزواج المسيار ضحية، يمكنه هنا أن يتحاشى هذه الإشكالية.
وللإشارة هنا بأن الزواج المؤقت لا يكون في البكر إلا بإذن وليها، وأما الثيب(الأرملة أو المطلقة) فإنه يمكنها أن تأخذ قرارها دون الحاجة إلى إذن وليها، وهذا لا يخص الزواج المؤقت، وإنما هو أيضاً في الزواج الدائم.
أتذكر أننا مررنا في مرحلة كان الحديث عن الزواج المؤقت سُبَّة نعير نحن الشيعة بها، ولكن ونظراً إلى أن العناوين التي لا يقوم بها إلا الزواج المؤقت، فإنني أرى اللهجة خفت هذه الأيام، سوى ما تقوم به بعض الجماعات المشغولة بالتشهير بالآخر، ولو لم يكن من حلٍّ لقضايا خطيرة إلا ذلك الذي يشهرون به..
وقد عرضتُ في جواب سؤال سابق كيف نجعل منه علاجاً حقيقياً وناجعاً للكثير من الأمور التي لا يمكن لغيره أن يعالجها، وكيف نعالج ظاهرة الاستبشاع الذي يحاول الإعلام أن يصورها فيه.
بعضهم يتقزز من مفردة(( المتعة)).. بأن يقول.. وهل المرأة سلعة لتُخاطب بهذه العبارة؟!.. المرأة أرفع من ذلك.. المرأة أجل من ذلك.. هذا إهانة للمرأة.. و.. و.. وحرب إعلامية لا تنتهي، ليس المقصود منها كرامة المرأة وإجلالها، وإنما هو التشهير بالآخر لا غير.. وإلا فإن الزواج الدائم بنية قضاء الوطر والاستمتاع بالمرأة لا بقصد العيال لا يصبح مذمة للزواج الدائم حتى عند الذين يرفعون شعار الاستقرار وما إلى ذلك، بل هم أكثر من يقع في هذه الإشكالية في هذه الأيام في الخارج، قد أعجبتني دراسات قدمتها جريدة اليوم المحلية على حلقات عن زواج السعوديين من غير السعوديات.. في سوريا ومصر والأردن والمغرب.. ولا أتذكر أنه تناول مسألة العراق، وهو يُفترض أن تكون صلتها بالشيعي أكثر من غيرها، ما يعني أن من يثير هذه المشكلة ليس من يؤمن بمشروعية زواج المتعة، وإنما من يرى حرمته.
بتصوري لا يجوز الخجل في هذه المسألة، وليكن التعاطي معها مدروساً كما هو سائر الملفات الأخرى، ولنقدم الجواب الوافي والشافي، واعتقد من ذلك الصورة والحلول التي استعرضتها سواء على هذا الجواب أو في جواب سابق يمس هذه المفردة بنحوٍ من الأنحاء.
أما أن نشتغل في التبرير، والوقوف عاجزين أمام منطق التشهير وبين أيدينا حكم إلهي لا خلاف على تشريعه في الإسلام، وإنما الخلاف مع غير الشيعة في أنه حُرِّم فيما بعد.
في كتاب(( لله ثم للتاريخ)) حاول أن يسيء إلى السيد حسين الصدر في أنه تزوج من امرأة متعةً، ثم تركها عشرين عاماً، وهو لا يعلم أنها قد حبلت منه، وإذا به يقع قلبه على ابنتها، فيعلم أنها ابنته من تلك المرأة التي تمتع بها، فيتزوجها متعة!!.. فيما المرأة لا تشعر بالإساءة أو الخجل منه ما دام زواجاً مشروعاً، أقره الله سبحانه في كتابه، وإنما الذي يشعرها بالخجل والفضيحة والصغار هو الممارسة غير المشروعة وغير المعترف بها في دينها.. وإلا لو أننا حرمنا كل شيء يُعير به المرء أو تمر بها لحظة من لحظات تشعر بالحرج، فإن بعض النساء تمر بهذه الحالة عندما تتزوج بزوجٍ ثم يموت ثم تتزوج بآخر فيموت، ثم تتزوج بثالث فيموت، فإنها قد تحرم على نفسها ذلك، وقد تشعر بالخجل لأنه ستظن أنها فألاً سيئاً على الآخرين.. فهل هذا الشعور كافٍ لتحريف الدائم عليها أيضاً؟!.
تحسس المرأة من الزواج المؤقت إنما فقط لتعاطي من حولها معه على أنها سبة بناءً على ذائقة غالبية كبيرة ومتغلغلة في الواقع الاجتماعي كله ترفضه وتُحرض عليه وتنميه بالإعلام المتظاهر بالتدين والالتزام..
وفي الواقع ما لم يكن هذا الزواج رسمياً، يقيد بوثائق رسمية لحفظ حقوق الطرف الأضعف والأكثر تضرراً لأي تداعيات فإن ممارسته قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة، لا حاجة للمرء أن يضع نفسه فيها.
فإذن.. هذا الفجور في الخصومة لا يخدم أولئك الذين يستخدمونه، خاصة وأنهم لا يعلمون أن السيد حسين الصدر شخص عقيم، ولا ينجب.. مضافاً إلى ذلك أنه ينطبق أيضاً على الزواج الدائم، وقد حدث أن ترك الكثيرون زوجاتهم الأجانب(في أمريكا) لأنهم تزوجهن لغرض المتعة الجنسية، وليس للاستقرار والأسرة.. إذ يتزوجها، وقد ذهب إلى هناك لمدة شهرٍ أو شهرين.. أو حتى سنة.. فقد تحبل في آخر عهدها به، فيتركها، ثم يعود بعد سنين طويلة، وقد يصادف أن يرى ابنته الشرعية تلك، وهو لا يعلم بها أنها ابنته، وهي لا تعلم أنه أبوها..
فيما هناك بعض الذين ذهبوا هناك وتزوجوا من أجنبيات وأولدوا عيالاً ليس فقط لا يعرفون عن دينهم شيئاً، بل يحملون اسماً إسلامياً، وهم مسيحيون، أو يهود!!.. وقد رأيتُ في اليوتيوب أكثر من مشهد مؤلمٍ أن يقوم بعض أبناء السعوديين هناك بالتعرض لعقائد المسلمين، وأتذكر أن شخصاً من أصل سعوديٍ، حيث كان أبوه سعودياً مسلما طبعاً، تزوج من امرأة أمريكية، وتركها وابنها هناك، وصادف أن زار السعودية وحظه السعيد أنه كان يعرف أباه، فوفق للإسلام عندما وجهت دعوته إليه..
فإذن منطق التشهير في هذه الأيام بالتحديد لا تكاد تكون موجودة، بل هي حرفة العاجز.. ومسؤوليتنا أن نتعامل معه بطريقة مهذبة ومدروسة، وتخدم أطراف الحاجة إليه.




-------------

ثانياً : حامل المسك


اقتباس
نُرَحِّب بِالاسْتَاذ بِاقِر بَيْنَنَا اخَا وَصَدِيْقَا وَمُبْدِعَا كَعَادَتِه . لَنَا مُدَاخَلَة مَعَه ان تُكَرِّم وَلَعَل بَعْض الْأُخُوَّة جَعَلُوٓا مِن الشَخْصُنّه هَدَفاً لِلِقَاء

اقتباس

رَغْم وُجُوْد تَضْلِعَكُم فِي الْكِتَابَة فِي عِدَّة أَوْجُه وْإِحْتِيَاجُكُم لَلَّا لْتِحَاق بِالْسِّلْك الْحُوزِي لِيَكْتَمِل عُقِد نَبُو غُكُم لَم نَجد الاسْتَاذ بِاقِر قَد الْتَحَق بِهَذَا الْطَّرِيْق ؟

الْحِدَّة فِي الْنِقَاشَات لَهَا جَانِب سَلْبِي وَجَانِب إِيْجَابِي فَأَيْن يَضَعُهَا الاسْتَاذ بِاقِر فِي قَامُوْسِه؟

لنا عودة إن شاء الله

حياك الله وبياك يا حامل المسك، وهل عادتك إلا هذه؟!.. وأما مشروع البعض في الشخصنة، فهنا أتذكر كلمة لجدتي المرحومة حجية العباد وهي توصي والدتي أم باقر(ابنتها): (( حطي المر تحت والحلو فوق)).. أي تجاوزي المرارة بالجميل الذي ترينه، وأنا هنا أقدم هذا الجميل على تلك الإساءات.. ونسأل الله العفو عنا جميعاً.

وأما بخصوص احتياجي للدراسة الحوزوية، فبالأساس أنا لا أنقطع عن قراءة الخطاب الحوزوي والدرس الحوزوي ما أمكن.

وفي هذا الصدد أتذكر أنني قبل خمسة عشر عاماً زرتُ سماحة العلامة السيد علي الناصر، وقلتُ له، بأنني أقرأ المنطق وأفهمه، وأقرأ كتاب معالم الأصول للشهيد الصدر وأفهمه، وأتمكن بالقراءة المتكررة أن أفهم مطالب الحلقة الأولى لأصول الشهيد الصدر، فقال جميل، ولكن يفترض أن يختبرك فاضل عند كل فصل تنتهي منه.. طبعاً هذا الرأي دفعني كثيراً إلى الأمام في قراءة البحوث الفقهية والأصولية، وإذا تعقد علي رأي في فهم بعض المطالب الأصولية، فإنني ألجأ إلى المعاجم، أو الكتب التي هي أقل صعوبة ككتاب(( علم الأصول في ثوبه الجديد)) لآية الله الشيخ محمد جواد مغنية، وهو الذي أعتمده كثيراً في قراءتي، وموجز الأصول لآية الله الشيخ السبحاني، ومعالم الأصول للشهيد الصدر، وأكثر ما أهتم به هو تطبيق الكبريات على الصغريات، وكذلك أتواصل مع كتاب مصطلحات الأصول لآية الله الشيخ علي المشكيني، وكتاب بدايع البحوث في علم الأصول للشيخ علي أكبر السيفي المازندراني، وهو قراءة للأصول بطريقة حديثة ومعاصرة ممتازة، وبهذه القراءات أتحاور مع بعض فضلاء الحوزة فإن أخطأت صوبوني، وإن أصبت دفعوني إلى الأمام، وحقيقة وجدتُ في سماحة العلامة السيد عبدالله الموسوي أخاً ومعلماً.. وكذلك لا أنسى الأستاذ الملهم أبو عماد.. العلامة الفضلي الذي لطالما نثر لآلئه علي وشملني بعطفه ولطفه.. وهكذا كان يفعل معي سماحة السيد الجليل عبدالله الموسوي.

من هنا أصبحت لدي حصيلة متواضعة ولكنها مفيدةً من خطاب الحوزة ما جعلني أفهم خطابها، وآليتها في قراءة النص والاستدلال به وعليه وتوجيهه.

طبعاً كانت لدي رغبة قديمة، أي قبل 23 عاماً للدراسة، ولكن رغبة الوالد حفظه الله ما كانت تتجه نحو قبول ذلك، إلا أنه في الواقع فاتني ما حظي به صديقي العزيز الأستاذ حسين البوصالح من الدراسة المسائية، وسبب ذلك أنني كنت حينها أذهب إلى الدمام وآتي يومياً.. وكان الطريق يستهلك من وقتي فقط (4)ساعات، ناهيك ما يأخذ مني من آثار سلبية على جسمي وصحتي، وأحمد الله أن الله قد حررني منه، وأساله ألا يعيدني إليه.. إلا أن هناك حوارات طفيفة تجمعني في الخطاب الحوزوي مع الأستاذ حسين.. استفيد منها كثيراً.

وهذا كله جعلني أشعر بأنني أقوى على الخدمة كثيراً دون أن انصرف كلياً إلى الحوزة، مع أنني لا أخفيك ملاحظتي لمعاناة الحوزوي من حيث المعيشة، والتي دفعت كثيرين منهم إلى ترك الدرس والعمل التجاري، ما جعل أكثرهم ينسون دروسهم وتحصيلهم إلى الحد الذي تجد بعضهم حين تحاوره وكأنه لم يدرس يوماً في الحوزة.

اقتباس
الْحِدَّة فِي الْنِقَاشَات لَهَا جَانِب سَلْبِي وَجَانِب إِيْجَابِي فَأَيْن يَضَعُهَا الاسْتَاذ بِاقِر فِي قَامُوْسِه؟



قد يتصور البعض أن كثافة الحضور، والنقاش الذي يشتد حيناً ويخفت حيناً آخر هو دليل النقاشات الحادة.. أنا أتصور بأن من يعرفك بهذه السمة قد يغفل عن حضورك المكثف في كل القضايا الثقافية والاجتماعية، ما تجعلك دائماً في نقاش وحوار.. ومع ذلك فهذا يدل على مظهر صحي ومنهج صحيح.. بمعنى أنه مع حضورك لا تجد الآخرين يسلِّمون لك بكل ما تريد.. يناقشونك.. يحاورونك.. يختلفون معك.. اليوم يختلف معك فلان.. غداً يتفق معك.. مسألة أخرى جديدة قد يختلف معك فيها.. بل قد يختلف معك في تفاصيل ما اتفق عليك في إجماله.. نعم عندما تتحول النقاشات إلى مراءٍ وجدالٍ وتنابزٍ بالألقاب وتوهين متبادلٍ فهذا منحىً خطير وسيء للغاية، ولذلك لا يجب أن نتشاءم من الحوار والنقاشات إلا إذا كانت ثمرتها قليلة وغير مفيدة.. أما إذا رأيناها بكثافة، ورأينا إلى جانبها ثماراً جيدة فهذا دليل على جدواها وقيمتها..

وأنا أضع قيمة النقاشات في أنها مهما كانت كثيرة وحادة إلا أنها إذا لم تولد عداوة ولا ضغينة ولا قطيعة، وإنما أثمرت ثماراً مفيدة للبلد وللمحاورين أنفسهم فهذا ما لا أظن أن أحداً يرفضه.. بل لو نظروا إلى ثمارها تلك لاهتموا بها كثيراً..

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 12-04-2010, 01:56 PM   رقم المشاركة : 53
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اقتباس
السلام على من أختار الأدب زينة له ...

والاحترام صفة يتحلى بها ....

السلام عليكم والرحمة

أستاذ ...باقر الرستم ...

المتهم بتواضعه... المشتهر بسعة صدره... المختار درب الحق... المعترف بتقصيره.. رغم كثرة عطائه... يحق لعائلة (الرستم) أن تفخر بك...

ويحق لنا نحن الشيعة أن نفخر بك...... فأنت كنز من ذهب لا يرخص به حفظك المولى ورعاك من كل شر ومن كل حسد

أشكر المؤمنة شهود على حسن ظنها هنا.. وأسأل الله أن يرفع عن عائلة(الرستم) أي معاناة يتسببه شرف انتمائي لها..

ولكن لفت نظري اجتماع النقيضين في أطراف اللقاء هنا.. وهذه ظاهرة صحية..

وكذلك لفت نظري اتهامات الطرفين لي.. ولكن ستكون بالتأكيد أقربها قبولاً عند نفسي أخفها وطأةً علي..

اقتباس
1- ما هو رأيك بأنتشار المذهب الشيعي الأثني عشري رغم أنتشار الأكاذيب حول عقائده والأفتراء عليه ورغم أنتشار العلمانية وأدعائها معارضة الدين للحياة والعلم وتدعو بحصر الدينا ضمن نطاق ضيق جداً في الفرد ؟؟؟



قرأتُ تقارير كثيرة، صديقة ومعادية، ناهيك عن تصريحات علنية وصريحة بهذا الشأن، وآخر ما قرأته لنجيب الزامل في جريدة الاقتصادية، العدد (5415)، بعنوان(اخرس يا سعودي) حيث في مقاله ما يشير إلى هذه المسألة في قوله: ((..فالمذهبُ الشيعي ينتشر في القارةِ الإفريقية، وهذا ما نعلمه كلنا من الأخبار المتواردة، فلقد سجلت موسوعة جينيس أكبر مسيرةٍ بشريةٍ وهي الموكب الحسيني في عاشوراء في بلد من وسط إفريقيا)).
(http://www.aleqt.com/2008/08/08/article_13199.html)

ما يجعلني لا أستطيع رفض الظاهرة، ولكن قد يكون في بعضها مبالغ فيه حتى من السلبيين من الظاهرة، إلا أنها بالتأكيد تستحق كل ذلك الاهتمام.

الملفت حقاً تناميها أن تكون بتلك القوة والامتداد في ظل السيل المتعاظم وغير المسبوق من الأكاذيب والأراجيف التي تتجاوز أحياناً تصديقها حتى في بشر، وليس في جماعة يعيشون في أوساط الناس لا يملكون ما يخفونه عن أحد، وعقائدهم ذات البناءٍ الرصين يعلنونها في مواقع الانترنت ومؤلفاتهم، وتجتذب المتابعين من القراء ومتابعي المناظرات، ولا ينكفئون عنها إلا في ظل ظروف التقية التي لا تعني أن في منظومتهم العقائدية ما يخجلون من الإعلان عنه، وإنما خشية التشنيع الذي تمارسه بعض الجهات من قلب الكلمات والعقائد وتهييج الناس وحتى الحكومات وتحريضهم عليها، حيث لا يقرأون أو يعرضون عقائد الطائفة بشكلٍ صحيح، وإنما يتظاهرون بما يعلمون أنه يزينهم بها، ويقلبون الأمور عندما يتعبد الشيعة بها!!.

وأما انتشار العلمانية، فأولاً كان ذلك في الغرب، على إثر الثورة على الكنيسة لمحاربتها العلم.. وقد انتقلت هذه العدوى إلى المسلمين بسبب التخلف والانحطاط الذي وصل إليه حال المسلمين، وبالتحديد حملة نابليون لمصر، والذي جعل نخبة من المثقفين المصريين يذهبون للدراسة إلى فرنسا، ويعودون إليها وهم يحملون بين جوانحهم حالة من الغضب المستعرة على واقعهم المزري، وعلى عجز المؤسسة الدينية الكبرى(الجامع الأزهر) عن قراءة واقعهم ومعالجة إشكالياته.. ليقوم بعضهم بالثورة ضد الحجاب، وآخر ضد الخطاب الديني، وهكذا، تصوراً من عندهم أن الخطاب الديني والرموز الدينية هي المسؤولة عن تخلف المسلمين والعالم الإسلامي الذي نحن هو فيه.. وهكذا فعل الاحتلال الفرنسي للجزائر أيضاً، وما فعلته بريطانيا في العراق وفلسطين ولبنان..

إلا أن ثورة الغرب على الكنيسة إنما هو بسبب انحراف الكنيسة عن دين المسيح انحرافاً لا تصلحه الترقيعات أو الاجتهادات التصحيحية المفترضة، فخرجوا عن الدين ليطوروا أنفسهم علمياً ويغرقوا في عالم الرذيلة المقرفة، لتحلق بهم كنائسهم فيما بعد، وفق ما تذكره التقارير هذه الأيام من الانتهاكات الجنسية من قبل الكنيسة والرهبان والكرادلة، لتصل النوبة إلى الباب بولس الثاني وبندكتوس السادس عشر في سكوتهم عن تلك الفضاعات..

وهذا ما أوجد الشروخ العميقة التي عجزت علمانيتهم أيضاً عن حلها، لتدفع إلى السؤال المستمر.. أين الحل؟.. ومن يملكه.. هنا برز الخطاب الأخضر برؤية شيعية متميزة.. لتظل عين الغرب على هذا الشيعي، وتؤسس المراكز العلمية المكثفة.. إذ ذكر آية الله العلامة الفضلي قبل(17) عاماً تقريباً في محاضرة له بأن هناك (100) مركز على مستوى العالم لدراسة ظاهرة التشيع وقدرته على اجتذاب النخب الفكرية والثقافية والعلمية على كل المستويات، فكيف بعد أن حدثت تحولات كبرى ومصيرية لخدمة الفكر الديني، وكان الشيعة رافعو راية هذا التحول الكبير والتاريخي؟!.. ما يعني وجود قادرة على إيجاد وفاقٍ حقيقيٍ بين العلم والدين، أو قل أن الخطاب الشيعي أثبت أن العلم ليس فقط لا يتعارض والدين، وإنما هو جزءٌ من الخطاب الديني الذي يلتزم به الشيعي.

وأياً كانت النظرة للإسلام أو لإيران فإنها بالتزامها العقائدي لم تجد نفسها في تعارض مع العلم أو في حرجٍ من ذلك، ولا الدين عائقاً لها أمام تطورها العلمي، في حين أن العلمانية التي جاءت لإيران قبل نهضتها الدينية عام(1979)م لم تستطع أن تفعل ما فعله الإسلام لها، ما يعني فشل العلمانية الذريع، وأن تطور تلك البلدان ليس لعلمانيتها، وإنما لأنها خرجت من محرمات الكنيسة التي حرمت العلم وفرضت محاكم التفتيش عليها، فعاشت إنسانيتها، التي حاولوا أن يضعوها في خانات تمردهم المفتوح، لينسبوا لأنفسهم تلك الفتوحات العلمية الكبرى، والتي كان للمسلمين فيها فضل كبير، قد أنجزوها وهم بإسلامهم هذا، وليس بخروجهم على دينهم كما فعل الغربيون بخروجهم عن الكنيسة.. ما يعني أن الإسلام هو من يدفعهم للعلم، وللفتوحات العلمية الكبرى، بل هو جزءٌ من الخطاب الإسلامي، وليس حاجزاً عن العلم والمعرفة.. فإذن هو حافزٌ وصانعٌ ليس حاجزاً ومانعاً..

فإذن المشكلة الحقيقية التي نواجهها هي التوجيه الصحيح وإدارة الطاقات لإنجاز الإبداع والعمل على إبداع الإنجاز.. بل ما هو أهون من ذلك أن تطفو الصين كدولة عظمى على أنقاض العلمانية المعاصرة.. فلا أدري كيف تقوى على أن تجد خطاباً صالحاً في ظل انحسارها وبروز الخطاب الشيعي بقوة في ميادين الامتحانات الصعبة والشاقة.

ذلك كله جعل العالم كله ينظر للشيعة على أنه المارد الذي يصعب القضاء عليه، أو حتى احتواؤه، أو تدجينه أو تشويهه.. فكيف لا يستطيع أن يقدم خطاباً قادراً على اختراق محرمات الجحر والمنع المفروض على الطائفة.. بل هناك من آمن بالتشيع لمبالغة خصومه في الوقيعة فيه وفي أهله.

اقتباس
2- هل تعتقد أن ذلك ناتجاً عن أنتشار القنوات الفضائية ؟؟؟

3- وإن لم تكن القنوات لها تأثير فما هو سبب الأنتشار برأيك ؟؟؟



لا أستطيع أن أقول عدم وجود أي دور للقنوات الفضائية، ولكن بالتأكيد ليس بالاعتماد عليها ولا لانتشارها ولا لكثافتها ولا لكثرة برامجها.. وإنما الواقع الشيعي الصاعد في حضوره، والذي كان حضوره ذا مصداقية صلبة في زمن تلاشي المصداقيات.. ما جعل العالم يلتفت إلى هذه الظاهرة التي تحدثنا عنها في جواب السؤال السابق.

فكما قيل بأن الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك.. عندما لم تستطع كل وسائل الإقصاء والاستئصال للوصول إلى أهدافها، فإنها بالتأكيد ستفتح أفاقاً واسعاً أمام الآخر المذهول بصمودك وصلابتك ليتعرف عليك.. وهذا ما جعل الناس تتحرك إلى التعرف على هذا المذهب، والالتزام به من قبل كثيرين ممن تحركوا إليه..

إلا أن أكبر الجهود المذكورة في ذلك هي انتصار الثورة الإسلامية في إيران وحضورها الدائم في القضايا الإسلامية والعربية بإيجابية رائدة، وانتصاري حزب الله في عام 2000م، وعام 2006م..
وهذا الحضور فتح المجال أمام القنوات الفضائية لتوجه خطابها للآخر، إلا أنني أراها ما بين تقصير وقصور لتحمل المسؤولية.. وأوعز ذلك إلى الاستعجال أحياناً، وأحياناً إلى العمل من دون وجود خطة حقيقية لعمل قناة فضائية ملتزمةٍ، ولعدم وجود كادرٍ كاملٍ ومتخصصٍ لتوفير احتياجات القناة في كل المجالات، والمادة التي لا يمكن لأي قناة فضائية أن تستغني عنها.. وإن تعويض بعض القنوات بإبراز شريطين أو ثلاثة مع عدم وجود قيمة لهذا (( الأشرطة )) الخاصة بالمشاهد يذهب ببهاء القناة، ويجعلها غير ذات قيمة فعلية للمشاهد الشيعي، والآخر الذي يبحث عن خطاب شيعي يجيب على الإشكالات التي أثخنت المواقع الانترنتية ضد الشيعة، ليتعاطاه ويتفاعل معه لفهم الشيعي وأدبياته، والتعرف بمنطقية على خصوصياته التي يقول دائماً أنه تفهم بشكل خاطئ..

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 12-04-2010, 04:33 PM   رقم المشاركة : 54
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اقتباس
الوعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد

بين يدي كتاب أقلب صفحاته ، إن لم يمرّ عليك الكتاب فقد يكون مرّ عليك مؤلفه ( قراءة بشرية للدين ، الشيخ محمد مجتهد الشبستري ) في هذا الكتاب يجدر بك أن تقف مليا أمام أطروحاته التي تشك أحيانا أن كاتبها شيعيا ومن خريج مدرسة إيران ..

آمل أن أحصل عليه في أقرب وقت إن شاء الله تعالى..

وأما بخصوص النص الذي استقطعته منه فلنقرأه سوياً:

الفصل الثامن(الإسلام والديمقراطية ) ، ص 186 :


اقتباس
(( نحن لا نجد، لا في صدر الإسلام ولا في دعوة النبي الأكرم، أثرا لمقولة تجسم السلطة الإلهية على وجه الأرض، والشاهد على ذلك عندما رحل النبي عن هذه الدنيا... اجتمع المسلمون وأسسوا حكومة زمنية على أساس رؤيتهم الدنيوية للسلطة ومن خلال المنهج المتبع آنذاك وهو البيعة .

والظاهر كما تشير إليه الوقائع التاريخية، أن الخلاف بين أنصار الإمام علي والآخرين لم يكن من جهة أن هؤلاء كانوا يقولون بوجود سلطة إلهية متجسدة على الأرض إلى جانب السلطة الدنيوية وأن الإمام علي يعتبر مصداقا للسلطة الإلهية. لا يوجد ما يشير إلى وجود هذا التصور، كل ما في الأمر أن بعض هؤلاء كان يرى أن النبي ومن أجل حفظ مصالح المسلمين قد اختار الإمام علي لتصدي منصب السلطة الأرضية الزمنية، ومثل هذا النصب كان متداولا في ذلك الزمان.

أما الأدلة التي تقرر وجوب نصب الإمام من الله تعالى ومسائل من هذا القبيل فقد ظهرت بين المتكلمين الشيعة في أواخر القرن الثالث الهجري تقريبا ، ولم يكن لها أثر تاريخي معتمد قبل ذلك الزمان)).

هناك خطأ في الترجمة أو ضعف في الكاتب، فلا يقال(( تجسم))، وإنما ((تجسد)) أو ((تحقق))، كما أن هناك أخطاءً جسيمة في فهم السلطة الإلهية في هذا النص.. قد يكون للكاتب، أو لغيره، وإنما أنا أخص الخطأ بالنص هذا..

فلا أدري مدى اطلاع الكاتب على الآثار التاريخية الصحيحة والمتواترة، وأهمها الغدير؟!.. فهل نص الغدير هو صنيعة المتكلمين في أواخر القرن الثالث الهجري تقريباً.. وهل قول النبي(ص) : أولستُ أولى بكم من أنفسكم.. كلاماً يدخل ضمن الاختيار الشخصي الذي يهدف إلى حفظ مصالح المسلمين.. إن استدلال النبي(ص) بعبارة(( أولست أولى بكم من أنفسكم)) إنما بما قررته الآية الشريفة (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم))، وليس اصطناع مصطلح من عند نفسه والبناء عليه.. وهذا المنصب الذي يتحدث عنه أنه كان متداولاً فهذا يدل على غفلة حقيقية لقراءة التاريخ.. وإلا فإن المتداول آنذاك هو نظام القبيلة، ولا يوجد في الجزيرة العربية حكومة أو ملكية إلا البقاع الخاضعة لقياصرة الروم وملوك الفرس.

عندما يقول الله تعالى(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)) فهذا لا يعطيه الخيار في الاختيار ولا التبليغ، وإنما يفرضه فرضاً.. بل صرح النبي(ص) بأن الناس موقوفون للسؤال عن ولاية علي(ع) ﴿وقفوهم إنهم مسؤولون﴾ سورة الصافات 24، (أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أن النبي(ص) قال﴿ وقوفهم إنهم مسؤولون﴾ عن ولاية علي)) كما في الصواعق المحرقة .. وحديث النبي(ص) في قوله لعلي(ع): (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) إنما لصياغة مفهوم الخلافة والحاكمية من بعده على طريقة خلافة هارون لموسى(ع).

أن يطلب النبي(ص) دواة وكتف ليكتب لأمته كتاباً لا تضل بعده لا يدخل في سياق الاختيار الشخصي والعمل بالنظام المتداول الذي لا نعلمه آنذاك؛ لأنه أساساً هذا النظام غير مسبوق.. وأن يقول عبدالله بن عباس: إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب)).. فهذا أبداً لا يدخل فيما توهمه الكاتب.. فهو يعرف خطاب النبي، ويعرف أن الخطاب لم يكن اختياراً شخصياً، وإلا ما معنى تسميته بالرزية؟!.

وقد اجتمع أمير المؤمنين(ع) في الرحبة بعدد من الصحابة واستذكرهم حديث الغدير بعد أن تسلم زمام الخلافة، وبروز من امتنع عن بيعته ونكث بعضهم لها، فشهد له فيها عدد كبير من ذلك الحضور، وقد دعى على من تخلف عن الشهادة، فأصيب بدعوة العبد الصالح.. أي أمير المؤمنين(ع)..

نعم.. عندما يستقي الآثار التاريخية وقراءة معتقداته وأدبياته من رافضي قراءته للنص والعقيدة.. فإنه لن ينتهي إلا إلى تلك النتيجة، وأما حديثه عن المتكلمين الذين يتحدث عنهم إنما صاغوا مفرداتهم لحضور الكلام في الجدل العقائدي آنذاك، وبما ينسجم والخطاب الجديد في ذلك الجدل، وليس للبناء عيه أو اختلاقهم لمفهوم الولاية الذي يدعيه من خلال ذلك..

وهنا أعود إلى السؤال السابق المتعلق بالوحدة الإسلامية.. فهناك من يتصور أن الوحدة الإسلامية مساوَقَة الآخر في رؤاه ومعتقداته.. فهذا في الواقع إحساس بالنقص، ولا يشعر بذلك إلا العاجز في فهم خطاب أهل البيت(ع)، والتفاته إلى مصالحه الخاصة أو مصالح قبيلته أو دخوله فيما لا يصلح له أكثر من التفاته إلى الخطاب والنص القرآني والنبوي والمولوي..

وفي الحقيقة ظهور هذه النماذج هو ما ولد المخاوف لدى بعض المؤمنين.. إلا أن القيادات التي تدعو إلى الوحدة الإسلامية لا تعترف بهذه النماذج المنجرفة والتائهة، وغير ذات قيمة، وإلا كيف لها أن تتصور خصوصية انتمائها القائم بالدليل والحجج البالغة، وعجز الآخر عن ردها لتقوم هي بالنيابة عنه بإرسالها إلى المتكلمين، وتتصور أن هذا المعتقد أو ذاك هو العائق أمام إيجاد صيغة مشتركة لهذه الأمة.. في حين أن هذا الفكر هو في الواقع العائق المماثل لمنطق التفتيت والتشتت والتفرقة؛ لأن منطق هؤلاء العاجز والممالئ يعني عجزهم أمام أكثرية غيرهم واستسلامهم ليس للأمر الواقع الذي يعني الإذعان لحق الأكثرية بالحضور في مواقع أكثريتهم، وإنما الإذعان بالخطيئة لمفارقة تلك الأكثرية، دون أن يعلموا أن خروج جماعة من الناس تمرداً على مفاهيم معينة قد يشكلون أكثرية في زمن غلبة ظاهرية.. كما هو الحال في زمن بني أمية وبني العباس، وكذلك في زمن الإسماعيليين في زمنهم، حيث قبل وصولهم للسلطة لم يكونوا يشكلوا حضوراً كبيراً في مناطق وجودهم، ولكنهم بعد أن وصلوا للسلطة استطاعوا أن ينشروا الإسماعيلية بشكل واسعٍ، ولكنهم رجعوا إلى انحسارهم بعد ذهاب سلطتهم.. وبالتالي لا يمكن البناء على هذا اللون من الأكثرية؛ لأنها لم تقم على أساسٍ فكري في الحضور والامتداد، وإنما استعانت بالقوة لفرض أكثريتها.

ولو عشنا بهذا العنوان من المصانعة والممالئة لكنا في كل جيل بعقيدةٍ جديدةٍ، وسيجعل المسلمين أيضاً يمالئون غير المسلمين وفق تلك الآلية لينتهي الإسلام في لعبة هؤلاء الالتقاطيين، الذين يتصورون أن معالجة الإشكالات الاجتماعية والعقائدية بطريقة البحث عن إلغاء ذاتك والذوبان في الآخر، بدل البحث عن المشتركات التي على ضوئها يتأسس العقد الاجتماعي للمجتمع الواحد.

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 13-04-2010, 05:47 AM   رقم المشاركة : 55
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اقتباس
طلسم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشكر الموصول لمعد هذا اللقاء وللضيف العزيز الأستاذ باقر الرستم ..

أحسب أن اللقاء قد يفتح الأفاق الواسعة في التواصل مع الأستاذ أبا محمد برحابة صدره ووفقه الله وإيانا لما فيه الخير في الدنيا والآخرة ..

ولي هنا بعض الأسئلة أطرحها للأستاذ ..

1- هل وصل وعي المجتمع الطرفاوي لتقبل ما يطرحه الآخر من آراء دخلية عليه ؟ وكيف السبيل للدخول إلى مجتمع بفكر مغاير لما يعايشه ؟.



السؤال يقرر نوعاً من الإجابة، ولكن باتجاهين متخالفين.. هل يقصد التردي أم التطور، وذلك عندما قال السائل (( من آراء دخيلة عليه)).. إلا إن كان المقصود بالأفكار الدخيلة.. بتلك الآراء غير التقليدية التي اعتادها.. والتي قد يكون فيه الإيجابي، وقد يكون فيها السلبي.. بالنسبة لي أرى أننا نمر بمخاض فكري متنوع.. هذا يؤمن بفكرة.. تجد من جانبٍ آخر هناك من يعارضها.. هذا التنوع في الفكر لا بد أن يتمخض عن نضج بدرجة ما.. نأمل أن نحظى به..

وأما السبيل إلى الدخول إلى مجتمعٍ بفكر مغاير لما يعايشه.. فإن كان المقصود به الفكر الإنمائي الذي يجعل هذا المجتمع يتحرك صعوداً في مستوى رؤاه وأفكاره، فإنه يفترض أن يكون ذلك الفكر في سياق وعيه وانتمائه، وليس بالحرب على ذلك.. وإن كان السبيل المقصود هو السبيل الخاطئ فإنه بلا شك سيكون ذلك فاشلاً؛ ليس في قابلية المجتمع، وإنما في ضعف ذلك الفكر.. أما إن استطاع ذلك الفكر أن يغير رؤى المجتمع إلى الاتجاهات الخاطئة فذلك لأنه غير محصنٍ ولا يتمتع بمناعة كافية.. ولا أتصور أن فكراً ينتمي إلى مدرسة أهل البيت لا يمنح المناعة والوقاية من الخروقات غير المتجانسة مع أبناء هذا المجتمع أو ذاك الذي ينتمي إلى مدرسة أهل البيت(ع).

اقتباس
2- إستاذ باقر نموذج للباحث الذي نعيش معه في نطاق واحد وعبر قنوات عديدة نتواصل معه, السؤال هنا : من خلال معايشتك للواقع الحالي واستقراءك للجيل الصاعد بأنه هل هناك سعة لهذا الجيل أن ينتج نسخة (باقرية ) بين أفراده ؟ وكيف ؟ وإن كان الجواب بـ لا فما هو السبب ؟.



أنا أتعاطى مع أبناء هذا الجيل لإنتاج نسخ أفضل بكثير من باقر.. لأنني أرفض أن أكون السقف الذي ينتهي إليه مستوى المجتمع الواعي والصاعد والمنشود.. لذلك ولكي نصل فلنحيي ثقافة السؤال، وأتذكر أنني كتبت في إحدى شبكات الانترنت عدة مقالات تتعلق بثقافة السؤال وصناعته وتوجيهه.. وكان هناك أيضاً مشروع ثقافة الجواب.. إلا أنني توقفت عن التواصل معهم لأسباب تتعلق بي شخصياً، ولم أوفق للعودة إليها من جديد.. هناك بعض النماذج المشجعة لأن تكبر، وأملي فيها أن تتجاوز جيلنا كله إلى ما هو أكبر منه إن شاء الله تعالى، لتكون أكثر إثراءً، وتضيء هذه البلدة الطيبة أكثر فأكثر.

اقتباس
3- المنهجية (الباقرية ) لها ميزاتها وخصائصها وتفردها في البحث عن القضايا المعاصرة وإهتمامها في الوصول إلى حقيقة ما في مواضيع متعددة.. السؤال هو: ما الآلية المتبعة لديك في الاستطلاع والبحث والخوض في القضايا والمشاكل الإجتماعية وطرق التحري؟ وما نصيحتك لمن يريد الدخول في هذا المجال الخصب والمليء بالصعاب ومعوقات عدة ؟.



لا أدري مدى قيمة وجدوى هذه المنهجية عند الآخر، ولكنني – على كل حال- عندما تثير انتباهي قضية ما فإنني أبدأ معها رحلة البحث والاستكشاف.. أعيش كل أسئلتها التي أحتاجها في رحلة البحث تلك.. الاحتمالات التي تتحرك فيها وإليها.. مفرداتها.. خصوصياتها.. أدبياتها.. خطابها.. جمهورها.. مداها.. زمانها..

تعطيها ما تحتاجه من وقت للوصول إلى نتائج مقنعة.. مصادرها التي تشبع مادتها.. وقد لا تحتاج إلى أن تأخذ فيها شهادة عالية لكي تنجز فيها، كما وفقتْ(شخصياً) في برنامج(معالجة الكلمات) للكتابة باللمس، والتي كانت من(3)أسابيع، لأتمكن من الكتابة باللمس.. أي من دون النظر إلى حروف لوحة المفاتيح في تلك المدة، ولستُ محتاجاً إلى تلك المدة التي يأخذها طالب البكالريوس للتمكن من ذلك..
أو أنك قد لا تحتاج إلى التخصص، وإنما إلى التعرف على المسألة من خلال متخصصين، نظير لو اطمأننت إلى شخصٍ قادرٍ على ترجمة النصوص، أن يترجم لك نصاً بلغة غير لغتك، فإنك لا تحتاج إلى تعلم تلك اللغة للاستفادة من نصوصٍ كتبت بها، وإنما يكفيك أن تستعين بمترجم، وهكذا لو كنت بحاجة للتعرف على مسألة طبية، فإنك لا تحتاج إلى أن تتخصص في الطب لتعرف تلك المسألة، وإنما يمكنك أن تسأل طبيباً، أو تقرأ بحثاً يُعنى بذلك.

وأما نصيحتي، فهو ليس فقط بهذه المقدمة التي ذكرتها آنفاً يستطيع كل راغبٍ الخوض فيها، وإنما أن تكون لديه القابلية والاستعداد، ومكانة المسألة المعنية في نفسه.. وليس لأنه يرى الناس أو من حوله يهتمون بها، وهي لا تعنيه شيئاً من أمرها..

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 13-04-2010, 05:59 AM   رقم المشاركة : 56
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اقتباس
طالب المريدين:

بسم الله الرحمن الرحيم ...

أولا .. الدعاء والشكر موصول لعزيزي قميص يوسف جعله الله مبشرا للخير .. واهتمامه بأبراز الطاقات الفاعلة في هذا البلد خاصة لهو من الأدوار المتتمة الطيبة . ونجاح اللقاء سيكون دافعا للاستفادة من شخصيات لها دورها الفاعل أيضا بالاضافة انه يكون دافعا للشباب للأنطلاق بأرادة جميله متعلمين من الجيل الأول كما يحلو أن اعبر عنه وفي منظومته الأستاذ أخي العزيز ،، باقر الرستم حفظه الله وسدده .

وثانيا .. كلي ثقة بمن عاش معنا وعشنا معه منذ نعومة اظفاره وانطلاقة أناملة الفتية أن يفيد بهذا متخطيا بحلمه من لم يصب كثيرا في السؤال .. وجامعا بوعيه لمن لم يحسن أصاغة السؤال ومراعيا بذكائه كيف يجمعنا على مواقع الفائده المرجوة ... ان سمح لي وسمح الاخوة ان أذكر موقفا واحدا فقط ليس هو بموقف بل هو درس وايمان وموقف فعندما مثلنا أما م البقيع وكان الاستاذ الاخ لأول مرة يذهب انذاك فلما وقفنا أمام البقيع المهدوم انفجر بالبكاء الشديد وبصوت عال .. أليست هذه زيارة للمعصومين عليهم السلام.. ..



أتذكر في تلك اللحظات التي كانت تخطر على بالي.. حيث قبلها كنت أتصفح كتب الفقه والرواية لأهل البيت(ع).. فكانت كثيراً ما تمر علي (( قال أبو عبدالله الصادق.. قال أبو جعفر الباقر.. )) فارتسم في خاطري مشهد عظيم لهم.. وأنني سأكون في محضر عظيم.. يهولني مشاهدته.. أرى نفسي صغيراً في تلك المشاهد الشريفة.. إلا أنني فوجئت بحالة القبور الشريفة.. وقد هالتني وضعية تلك المشاهد، فلم أتمالك نفسي.. أهكذا هو تعاطينا مع عظمائنا؟! أو هكذا نكافؤهم؟! أو هكذا نحفظ قرابة رسول الله فيهم؟!.. وكنت استبشع دخولي في المكان الذي يقف عنده الزوار على تلك المراقد الشريفة منتعلاً..
أما سؤالي للاستاذ ... فهلا بنبذة عن منازل السائرين الذي أوصى به سيدنا الأمام الراحل الخميني قدس سره الشريف. ولماذا ركز عليه في وصيته لأبنته فاطمة الطباطبائي زوجة ابنه أحمد ....

اقتباس
والسؤال الاخر .. منازل السائرين للشيخ عبد الله الانصاري الذي يرميه البعض بالتصوف فهلا للأخوة والأخوات كيف نعتمد ونثق به لوصية السيد الامام الراحل قدس سره الشريف ؟؟.



شخصياً لا أعرفه الشيخ عبدالله الأنصاري، وما رأيته من وصية الإمام رضوان الله عليه لزوجة ابنه إنما إشارة إلى كتابه، ولكني لم أرَه.. ولذلك تكفيني إفاضات الإمام الخميني(قده) في هذا المجال، وما تحصلتُ عليه من إفاضات المولى الشيخ محمد مهدي النراقي في كتابه العظيم(جامع السعادات) أيضاً ذا قيمة كبيرة بالنسبة لي، ولذلك لا أشتغل في البحث عن أي متكلم في العرفان أو عنه..

وبالنسبة للأسماء أسمع بين الفينة والأخرى ببعض الأسماء التي تتكلم عن العرفان، لأرى رحلة جديدة لبعض الأخوة خلفه، دون أن يستوعبوا ما تلقوه من مفاهيم عرفانية من الإمام الذي عاشوا معه حيناً من الأحيان..إذ العرفان يعني انفتاح بصيرة العبد من عالم الملك إلى عالم الملكوت.. ليصل إلى مرحلة الشهود.. حيث يرى فيها حقيقة عبوديته، والمقام المتعالي لربوبية الله تبارك وتعالى.. ليعيش- حين يمثل بين يديه- معنى العبودية له.. ثم ليتجاوز هذه المرحلة إلى مرحلة الفيض واللطف، ويستمر في الحركة من مرحلة إلى أخرى.. حتى يبلغ مرتبة الصعق كما يصفها الإمام.. حيث يخرق حجب النور.. ليصل إلى معدن العظمة.. هنا يعيش حقيقة (( إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك.. وأنر أبصار قلبونا بضياء نظرها إليك.. حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور، وتصل إلى معدن العظمة، وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك، ويكون ممن ناجاك فأجبت)).. وعندها قد يكون قريباً من (( لو كُشف لي الغطاء ما ازددتُ يقيناً)).

ولذلك قال الإمام لفاطمة (زوجة ابنه):.. (( الليلة الماضية سألتِ عن أسماء الكتب العرفانية.. ابنتي اهتمي برفع الحجب، لا جمع الكتب)).. (( لا أقول اهربي من العلم والعرفان والفلسفة... أقول: اسعي وجاهدي كي يكون الدافع إلهياً ومن أجل المحبوب.. وإذا عرضتِ(شيئاً من العلم) فليكن لله ولتربية عباده لا للرياء والتظاهر فتصبحي- لا سمح الله- من علماء السوء الذين يتأذى أهل النار برائحتهم)) بلسم الروح..

لذلك لا تشغلنا اصطلاحات العرفان كما قال الإمام (( لا تكتفي بهذه الاصطلاحات التي هي الفخ الكبير لإبليس، وكوني بصدد البحث عنه جلا وعلا))..لأنها في منطق الإمام من أكبر الحجب التي تمنعنا من معرفة مقام الحق تبارك وتعالى..

وأما عن منازل السائرين، فقد ذكرها الإمام(قده) في كتاب الآداب المعنوية للصلاة، فقال:

فمن تلك المراتب، مرتبة العلم، وهي أن يثبت بالسلوك العلمي والبرهان الفلسفي ذلة العبودية وعزة الربوبية، وهذا لب من لباب المعارف، فقد اتضح في العلوم العالية والحكمة المتعالية أن جميع دار التحقق وتمام دائرة الوجود إنما هو صرف الربط والتعلق ومحض الفقر والفاقة، أما العزة والملك والسلطان فمختصة بذاته المقدس الكبريائي، وليس لأحد من حظوظ العزة والكبرياء نصيب.

وذل العبودية والفقر ثابت في ناصيتهم وفي حاق حقيقتهم، وإنما حقيقة العرفان والشهود ونتيجة الرياضة والسلوك هي رفع الحجاب عن وجه الحقيقة ورؤية ذل العبودية وأصل الفقر والتدلي في نفسه وفي جميع الموجودات، ولعل في الدعاء المنسوب إلى سيد الكائنات صلى الله عليه وآله ((اللهم أرني الأشياء كما هي)) إشارة إلى هذا المقام، بمعنى أنه صلى الله عليه وآله سأل الله سبحانه أن يشهده ذل العبودية المستلزمة لشهود عز الربوبية.

فللسالك ألا يغتر بمكايد الشيطان في هذا المقام ولا يحتجب بكثرة العلم وغزارته، ولا بقوة البرهان عن الحق والحقيقة، ويتأخر عن السير في الطلب، وله أن يشمِّر الذيل بهمته، ولا يغفل عن الجدل في طلب المطلوب الحقيقي حتى ينال المقام الثاني.

والمقام الثالث هو الاطمئنان والطمأنينة، وهو في الحقيقة المرتبة الكاملة من الإيمان، قال تعالى مخاطباً خليله(( أولم تؤمن، قال بلى، ولكن ليطمئن قلبي)).

المرتبة الرابعة هي مقام المشاهدة، وهو نور إلهي وتجلٍّ رحمانيٍ يظهر في سر السالك تبعاً للتجليات الأسمائية والصفاتية، وينور جميع قلبه بنور شهوديٍ..

وفي هذا المقام يبرز انموذج من قرب النوافل المعبر عنه بـ(( كنت سمعه وبصره)) الآداب المعنوية للصلاة، ص35-37.

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 13-04-2010, 05:34 PM   رقم المشاركة : 57
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اقتباس
أبو حسن..

اللهم صل على محمد وال محمد

أرحب بالأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم حفظه الله ورعاه.. وجدا سعيد بمعرفتي البسيطه به وجدا سعيد بانظمامي لهذه المنتدى ومعرفتي باللقاء وهنا اسجيل حضوري ومتابعتي لهذا اللقاء بكل شوق
تحية عطرة الى الاستاذ قميص يوسف الوردة

أهلاً وسهلاً بالعزيز أبي حسن الطيار متفضلاً بالحضور والمشاركة.. ولقد تشرفنا بحضوركم الطيب.. حياك الله وبياك..

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 13-04-2010, 05:36 PM   رقم المشاركة : 58
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اقتباس
ابن الشهيد

اللهم صل على محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم

الأستاذ باقر العزيز زادك الله علما وحلما

لم لا نجد لك كتابات في التاريخ ؟؟؟



تأليف كتاب خاص بالتاريخ.. نعم ليس لي.. ولكن هناك مجموعة من الكتب عليها سمة تاريخية، ككتاب (مالك الأشتر، القائد القدوة)، والذي تناول حياة وتاريخ مالك الأشتر.. وكذلك (كربلاء ثورة الوعي وصناعة التاريخ) والتي تناولت التحقيق في مجموعة وقائع، يمكنكم الاطلاع عليها..

 

 

باقر الرستم غير متصل  
قديم 13-04-2010, 05:47 PM   رقم المشاركة : 59
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اقتباس
الولائ2

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكركم كثيراً على إتاحة هذه الفرصة - ونسأله تعالى أن يجعلها في ميزان أعمالكم الصالحة

1- ما هي الشخصيات التي جذبتكم وانجذبتم إليها؟ وما هي عناصر الجاذبية فيها؟.

2- على مستوى الشأن الثقافي – ماذا قدم الإمام الخامنئي(دام ظله) للأمة الإسلامية؟

3- ما هي معالم الإسلام المحمدي الأصيل؟

4- من هم الأشخاص الذين تأثرت بهم؟

5- في ظل الصراع الطائفي الذي نعيشه اليوم، كيف ستخرج الأمة الإسلامية؟

6- ما هو تقييمكم للقنوات الفضائية الشيعية؟

7- كيف يمكنك تنظيم الوقت في برنامجكم اليومي بين العمل والمطالعة والعائلة والتأليف؟.



أن اشتغل سنوات كثيرة في قراءة الشخصيات الصانعة.. ومن الطبيعي أن تبرز شخصيات صانعة بذهني.. وفي الواقع إن الشخصيات التي دائماً أجول في حضورها وحضور منجزاتها الكبرى والتاريخية..

أحياناً لا أتعامل مع الشخصيات وفق ما تمثله من قيمة أخلاقية ودينية.. لما تمثله من موقعٍ إلهي كالنبوة والوصاية، وإنما وفق إثرائها للأمة، وما صنعته من تحولات كبرى وتاريخية، وبالتالي لا أكتفي بإيماني المطلق بالنبي(ص) فقط، وإنما أحاول أن أقرأ موقعيته التي وصفته النصوص الشريفة بأنه خير النبيين والرسل وخاتمهم، لأقرأ ذلك الواقع الذي عاشته، وكيف أوجدتْ التحولات فيه.

نعم بعضهم يقول بأن النبي(ص) لم يفعل ذلك من نفسه، وإنما هو لارتباطه بالوحي الذي كان يخبره بكل حراكٍ تحت((الطاولة))، ليتحرك في منئً عن تداعياته.

وإن كان ذلك لا يخلو من صواب، ولكن هذا المعنى يشير إلى أن النبي(ص) يرتبط ارتباطاً مباشرة بالسماء، وأن السماء الذي يحاول بعضهم أن يقول بأن وحيها جاء لمعالجة وقائع بدائية وقديمة، وليس ما نعيشه اليوم من تعقيدات..

إلا أن قراءتهم تلك مبنية على قراءة الواقعة، وليس ما نزل فيها من نص شريف أو ما فعله النبي(ص) لمعالجتها.. فالأصوليون قالوا(( خصوص الوارد لا يخصص المورد)).

ولأن النصوص كانت هكذا معالجتها فقد نهضت بها أمة، وعاش في معاصرتها إلى ثلاثة قرون أربعة عشر معصوم أثروا الخطاب الفقهي والسياسي بالنصوص الذي يعالج وقائع تلك الأزمنة، وبعنوان(( خصوص المورد لا يخصص الوارد)) تتحرك في الأزمنة المتباعدة.. إلا أنها بحاجة إلى قارئٍ صحيح، وواعٍ..

يذكرني هذا بقراءة الإمام الجواد(ع) في مجلس المعتصم لما يُقطع من يد السارق: ما رواه العياشي (في تفسيره في المجلد1، صفحة319)عن زرقان صاحب ابن داوود وصديقه الحميم قال: قال: إن سارقا أقر على نفسه بالسرقة وسال الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وقد أحضر محمد بن علي "ع "فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟ قال: فقلت من الكرسوع (وهو: رَأْسُ الزَّنْدِ الذي يَلي الخِنْصرَ النَّاتئَ عند الرُّسْغ.المحيط في اللغة، ج1، ص136)، قال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قلت لأن اليد هي الأصابع والكف إلى الكرسوع، لقول الله في التيمم:" فامسحوا بوجوهكم وأيديكم" واتفق معي على ذلك قوم.

وقال آخرون: بل يجب القطع من المرفق قال: وما الدليل على ذلك؟ قالوا: لأن الله قال" وأيديكم إلى المرافق" في الغسل دل ذلك على إن حد اليد هو المرفق.

قال: فالتفت إلى محمد بن علي"ع " فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر؟ فقال: قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين، قال: دعني مما تكلموا به أي شي عندك؟ قال: أعفني من هذا يا أمير المؤمنين، قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه فقال: أما إذا أقسمت علي بالله إني أقول: إنهم أخطأوا فيه السنة فان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف، قال: وما الحجة في ذلك ؟ قال: قول رسول الله"ص" السجود على سبعة أعضاء، الوجه واليدين والركبتين والرجلين" فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، وقال الله تبارك وتعالى" وان المساجد لله" يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها "فلا تدعوا مع الله أحدا" وما كان لله لم يقطع، قال: فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف).

إذ نرى أن هذا المعنى للمقطوع من السارق ليس ما عليه ظاهر آية حد السارق، إلا أن الإمام من خلال معرفته مواضع القطع ذكر ذلك، ولم يقل بأن ذلك استظهاراً من عنده، وإنما قال:

((إنهم أخطأوا فيه السنة فان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف))، إلا أن الوصول إلى ذلك بحاجة إلى قابلية ومعرفة مواضع الاستظهار من القرآن التي تصل بك إلى منطوق القرآن.

وعندما نتحدث عن المعصوم ووجوده، إنما ليفضي إلينا بمنطوق النص بما يشكله ذلك المجموع من بناءٍ لا يمكن أن يُستجلب وحده، ويُستفرد به لتقرير قراءة للنص مزعومة، ثم البناء عليها لاتهام النص..

هكذا كنتُ أقرأ النص ووجود المعصوم.. حيث النص يحكي هذه القضية، وهكذا المعصوم جسدها.. لتكون قراءتي أن النص والمعصوم يجسدان حضوراً واحداً، حيث هكذا يقصد النص، وهكذا قاله لنا المعصوم.. من هنا فإن الإنطباع هو لذلك الكيان كله..

تجليات ذلك الفهم ابتدأ بالغور في حضور النبي(ص) وعظمته، وإنسانية تعاطيه مع كل واقعة وحضورٍ، حتى لكأنك وأنت تقرأ ذلك الحضور تجد نفسك تقول نعم هذا ما يجب أن يكون.. هذا ما يجب أن نراه.. وخاصة عندما تملك قدرة على مسح الغبار الذي وضعه بعضهم على تلك السيرة العطرة، وذلك الحضور المقدس له(ص).. لأجد عظمته في التبليغ.. في بيته.. في عطفه.. في حنانه.. في حيائه بين أصحابه.. وأبحث عن سانحة لتأليف كتاب بعنوان(( محمد وعلي))، حيث علي هو الشخصية الثانية التي دائماً ما اشتغل بالتأمل في عطائها.. في سلوكها.. شخصيات الأئمة المعصومين(ع).. وهذا فوق الإيمان بإمامتهم، وبعصمتهم، فإن التأمل في حضورهم في الأمة يجعل المرء أكثر ارتباطاً وتعلقاً بهم..
إلا أن عجزي الكبير أمام ذلك الحضور.. أجد نفسي كلما أردتُ الإقدام لأكتب شيئاً أجد قلمي عاقاً وغير قادرٍ على أن يكتب.. ولعلي أوفق للجرأة فإن الكتابة هناك تعني القدرة على اختراق العجز.. وإن ظل يحكمني.. إلا أنني تجاوزته معترفاً بعدم قدرتي التحرر منه.. لأقول: ما لا يدرك كله لا يترك كله.
أثارتني شخصية الشيخ المفيد، خاصة بعد قراءة بحث الإمام الخامنئي عنه بمناسبة ألفيته.. وهذا أيضاً عنصر من عناصر الجذب في شخصية الإمام الخامنئي التي تجعلك ترتبط بشخصية صانعة قبل ألف سنة، وهو ليس من المعصومين.. حتى أنه يجسد لك ذلك الحضور وكأنك بين يديه، أو أنه بين يديك.. وهذه لم تقف عند حديثه عن الشيخ المفيد، وإنما عندما أراه يتحدث عن شخصية فإنني أرى جاذبية خاصة في حديثه عنها..

من أولئك الشخصيات الجاذبة هو شخصية العبقرية الفذة والفريدة.. آية الله الشهيد الصدر.. إذ بالرغم من شهادته التي مضى عليها ثلاثون عاماً أو أكثر فإنني لا أزال أشعر وكأنني في محضره المبارك.. بل أشعر بأنني لا أملك ما يفيه من العبارات لأتحدث بها عنه..

وكذلك الشهيد المطهري الذي كان له وللشهيد الصدر فضلاً في طريقة صياغة المفردة والخطاب لدي.. وأيضاً سماحة السيد فضل الله.. إذ يتميز السيد فضل الله في لسانه بأنه يتتبع المعالجة بطريقة ملفتةً، إلا أنني لاحظته أنه يعمم هذا الأسلوب في موارد أخرى لا تناسب هذا النحو من المعالجة.. وأظن أنها وراء الكثير من الملاحظات في خطابه، وما نتج عنها من مواقف.

وصاحب التأثير الأكبر هو الإمام الراحل الخميني(قده).. حيث أثارتني كثيراً عصاميته.. فرادته في صلابة موقفه، ورؤيته للحاضر والمستقبل من خلال تلك العصامية، وطريقة حراكه التي أجده يتنبأ بآثارها وتداعياتها، لتجدها تتحقق وكأنه هو من رسم حراكها إلى ذلك الزمن.. مع أن الحديث عن طبيعة حراك الناس إلى زمن ما لا يخضع للقراءة الطبيعية، وإنما عادة للتجليات التي يحظى بها نافذو البصيرة، وهذا ما جعله معلماً لكل الشخصيات الصانعة في تاريخنا المعاصر.. ودفاع الشهيد الصدر عنه وهو العبقرية الفذة والمنقطعة النظير تحكي حقيقة هذه الحقيقة في شخصية الإمام الخميني(قده).

والشخصية الأخرى هو الإمام الخامنئي، الذي أرى فيه الامتداد الحقيقي فقهاً وفكراً وشخصية في اثنين من عباقرة التاريخ المعاصر.. وهما الإمام الخميني والشهيد الصدر قدس سرهما..

إذ أجده في خطابه الفكري ملفتاً وصانعاً.. وأتذكر أيام ما كانت المنار تترجم خطاباته التي أتمنى أن تعود إليها حديثه عن الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف)، إذ على رغم موقعه كمرجع وأعلى مسؤول في إيران إلا أنه عالج المسألة بعقلية المفكر، والتزام المؤمن به..

رأيتُ له العديد من الكتب والأبحاث والدراسات في الانترنت، فقرأتها، فأثارتني طريقته في العرض والبناء.. قرأتُ له عن جهاد الإمام السجاد، وعن جهاد الإمام الصادق(ع) وولاية عهد المأمون للإمام الرضا(ع).. وكذلك دراسته في الشيخ المفيد.. قرأتُ له في الفقه الهدنة والصابئة، وبحدود 24 محاضرة في كتاب القصاص.. أراه يجمع بين عمق الحوزة، وبناء خطابه بطريقة الجامعة..

ونظراً إلى أن الكثير من المثقفين يتكلمون بخطابٍ يعيش في طبيعته الآمال والطموحات، بدعوى أنهم فوق الواقع، وأنهم لا يقبلون به لأنه دون طموحاتهم..

فهذا وإن كان يفترض ألا نسلم للواقع، إلا أن هذا الواقع هو جزء من حضورنا فيه.. وجزء من فعلنا الثقافي، وبالتالي يفترض أن يكون نقدنا له بحجم غيابنا عنه على الأقل، وأن نتواصل معه بحجم حضورنا فيه.. على أن تكون قراءتنا له قراءة تتسم بالواقعية والمنطق.

سماحة السيد الخامنئي تميز بالقراءة والحراك معاً.. ما جعل له يد في صناعة الحاضر، وفاعلية في صناعة المستقبل.. وهذا ما نستطيع ملاحظته في قراءاته النقدية التي يختلف فيها عن القراءات الأخرى التي احترفها المثقفون عادةً.

إذ أنه منذ أكثر من عشرين عاماً كان يمارس الفعل الثقافي إلى جانب تصديه لمسؤولية المرشد الأعلى في بلاده، وقد كان من قبل أيضاً كذلك.. ما جعل رؤاه أكثر منطقية وواقعية.. وأسهل في بناء رؤاه وصناعتها.

اقتباس
2- ما هي معالم الإسلام المحمدي الأصيل؟



جاء هذا العنوان في مرحلة كانت القراءات السائدة للإسلام أنه بحدود الأمور العبادية المحضة والأحوال الشخصية، وأن لا يد له في صناعة واقع المنتمين له والملتزمين به.. ويُقصد به الإسلام الذي يُقرأ من مرجعيته الأصيلة.. وليس بإنتاج مرجعيات مصطنعة أو متوهمة يُرجى منها أن يكون لها الدور الأكبر في صياغة حضور الإسلام والمسلمين في واقعهم المعاصر، وأهم معالمه اعتماد الاستقلال التام في قراءته، بغض النظر عن معطيات الواقع، أو تداعياته، بمعنى أن يتم قراءة الإسلام من نصوصه.. تعاطيه مع الواقع، ومدى صلة الواقع به في صياغة حاكميته.. فلا نقوم بإسقاطات الواقع على أحكام الإسلام، فنغير هذا الحكم أو ذاك، أو نرفضه أو نلغيه بناء على أن الواقع يرفضه أو لا يعترف به..
إذ أن طبيعة الأحكام جاءت لتنسجم مع واقع الناس، فيما هناك آلية للتعاطي مع ظاهرة المتغير والمتحول في المجتمع الإنساني.. ستجد في الخطاب القرآني والديني الملتزم والأصيل متابعة له ومعالجة له..

فالإسلام دين أمة لا يمكن أن يصوغ حياتهم العقائدية والدينية وحتى الأسرية ويجعل مساحات شاسعة ومهمة جداً للناس يصوغونها كيفما شاؤوا، ما يعني عدم إمكانية تحاشي تجاوز الحدود الإلهية في ذلك.

اقتباس
3- من هم الأشخاص الذين تأثرت بهم؟



ذكرتُ سلفاً أكثر العناصر فاعلية في العالم الإسلامي صناعة وفكراً.. ولكن يمكن أن أذكر الذين تأثرت بهم أو استفدتُ منهم أو أعجبتُ بهم..

في الواقع لا يمكنني نسيان بركات والدي علي أبو باقر الحاج عبدالوهاب الرستم والملاية أم باقر.. إذ لهما الفضل الأكبر علي.. فهما وجودي، وانتمائي، وكما قال الشاعر:

لا عذب الله أمي إنها شربت ++++ حب الوصي وغذتنيه باللبن
وكان لي والد يهوى أبا حسنٍ ++++ فصرتُ من ذا وذي أهوى أبا حسنِ

ثم يأتي من بعدهما الملاية المطوعة حجية محمد العباد رحمة الله عليه، وهي أيضاً من ساهم في تغذتيتي بحب الوصي وآله(ع). وكذلك رعاية الخال العزيز أبو عبدالله الأكبر الرادود والمنشد علي عبدالله الرستم.. والذي احتضنني دائماً.. وأشعر دائماً بدفءٍ بالحديث و(البربرة) معه، إلا أن ما قدمه لي وعقيلتيه الكريمتين لا يمكنني نسيانه.. بارك الله فيهم جميعاً، وأقر عيونهم في أعقابهم.. وكذلك الخال العزيز الفاضل المربي أبو عبدالله الأصغر صالح عبدالله الرستم.. الذي لا يمكنني نسيان بركاته علي في بداياتي.. ورعايته وتوجيهاته العزيزة والكريمة لي..

وكذلك الوالد الكبير في منطقتنا العزيزة.. أبو عماد.. سماحة العلامة الفضلي، والذي لطالما أغرقني بأفضاله وحنوه وحدبه علي.. وهكذا أيضاً سماحة السيد الجليل السيد عبدالله الموسوي حفظه الله علي.. والذي لا يتبرم من مناقشاتي وحوراتي التي قد تكون ثقيلة أحياناً.

أما الشخصيات التي أعجبتني بكتابتها أو خطابها، فهناك العلامة الشهيد السيد محمد باقر الحكيم شهيد ظهر الكوفة، وسماحة السيد حسن نصر الله، والشهيد فتحي الشقاقي، والدكتور رمضان عبدالله شلح، والمفكر الأستاذ يحيى محمد، وموسى فرح، وكذلك أرى نفسي معجباً بشخصية المناضل الليبي الكبير عمر المختار.

اقتباس
4- في ظل الصراع الطائفي الذي نعيشه اليوم، كيف ستخرج الأمة الإسلامية؟



قضية الصراع الطائفي ليست مزحة أو نكتة.. وإنما هي قضية ذات أبعاد كثيرة، لكثرة الأطراف المشاركة فيها.. حتى من غير ذوي الشأن.. وإقناع جميع الأطراف أشبه بالاستحالة، ولكن يهمنا الجانب الإسلامي، حيث أتمنى أن يستشعروا خطورة هذه القضية وخطورة استفحالها في عالمنا الإسلامي.. وأعجبتني أنشودة الشيخ الفاضل حسين الأكرف المسماة بـ(حرب المذاهب).. في عبارة: ومن في الحرب غالب.. إذ كل التجارب والوقائع تفيد عدم قدرة أحد على كسب هذه الحرب.. ولكن لو كثفنا جهودنا لمواجهتها فإن انتصارنا عليها يعني أن الجميع سيكسب النتيجة..

وكيفية الخروج هو وجود الجدية الحقيقة والجماعية لمواجهة تحديات خطيرة كالتي يمر بها العالم الإسلامي بكل أطيافه.. وللأسف أن ذلك ليس بيدي أو بيد من تشغلهم هذه المسألة حد القلق المؤلم.

اقتباس
5- ما هو تقييمكم للقنوات الفضائية الشيعية؟



ذكرتُ ذلك في إجابة سابقة.

اقتباس
6- كيف يمكنك تنظيم الوقت في برنامجكم اليومي بين العمل والمطالعة والعائلة والتأليف؟



لا زالت ترن في مسمعي محاضرة الخطيب الفذ.. المبدع المفكر العلامة الشيخ أحمد الوائلي(قده) في بركة الوقت، وكانت عن آية الله العظمى السيد أبي القاسم الخوئي(قده)..

في الواقع ليس لدي تنظيم حقيقي للوقت، ولكن لا أتحمل أن أعيش فراغاً لا أفهم لما أنا هكذا.. فالدوام يأخذ مني أكثر من الوقت المحدد له.. فهو 7 ساعات، ولكن وقت ما بين الاستعداد والعودة إلى البيت قد أحتاج إلى ساعتين زيادة.. نظراً إلى كون العمل الذي أعمل فيه يتطلب مقابلة الجمهور.. وهو يفرض علي إلى جانب الانتهاء من العمل الرسمي إلى الراحة النفسية نتيجة الآثار السلبية التي تسببها لي مقابلة الجمهور بشكل يومي، وهو في الواقع ما أثر على قيامي بواجبي كما أحب أن يكون تجاه قرابتي والمناسبات التي يُفترض أن أحضرها أو أشارك فيها.. لذلك أقدم من هنا اعتذاري وأسفي لأهلي ولأهل بلدتي.. إلا أنني أجتهد ما أمكن وسأفعل إن شاء الله تعالى، ولن أنساهم أبداً أبداً.

تفكيري الدائم إلى الاستفادة من الوقت يجعلني لا أقبل بالفراغ.. وهذا ما يجعلني ما بين العمل والمطالعة والعائلة والتأليف وأيضاً الأصدقاء والأهل..

أرى الوقت كثيراً.. وما أجده في هذا الوقت من الترفيه عن النفس والاستجمام في المواقع السياحية يجعلني أعود بنشاط وحماسة.. أحاول قدر الإمكان ألا أُشعِر أهلي بانصرافي عنهم.. وهذا ما يجعلني أخرج في الأسبوع أو الأسبوعين مرة أو مرتين إلى العقير مثلاً.. أو الدمام.. أو الأماكن التي تزخر بالإمكانات الترفيهية والسياحية..

فلا توقيت محدد عندي لهذا أو ذاك، ولكن عندما يروني أهلي أتردد عليهم وأهتم بهم، فإنهم يتسامحون معي عندما أنشغل عنهم.. فأشكرهم جزيلاً على تفضلهم علي بوقت آخر ليس معهم.. مع أنهم يرتاحون لوجودي معهم..لقلة مشاكلي معهم!!..

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة باقر الرستم ; 14-04-2010 الساعة 04:09 PM.
باقر الرستم غير متصل  
قديم 14-04-2010, 05:11 PM   رقم المشاركة : 60
باقر الرستم
باحث وكاتب قدير







افتراضي رد: الـلـقاء المـفـتوح مع الكاتب القدير الأستاذ باقـر عبدالوهاب الرستم

اقتباس
القمي:

في البدء أتقدم بخالص الشكر للقائمين على التنسيق والتنظيم للقاء المفتوح بالأخ الفاضل باقر الرستم(حفظه الله)، لأن النهوض الفكري والثقافي بمجتمعنا رهن الوقوف على التصورات والروئ لأمثال الأخ باقر ممن لهم متبنيات فكرية وثقافية تصب في مسيرة النهوض بواقعنا الذي يقول فيه أحد الفقهاء العظام(دام ظله):

إن الشباب نعمة كبرى يمنحها الله للانسان مرة واحدة في حياته وفي سن معينة فأحسنوا الاستفادة منها،إن الأعداء تكاد تتقطع أنفاسهم سعيا" لحرف قافلة الشباب عن مسيرها ولدي علم ببعض الشواهد.

ومن هنا إن مثل هذه اللقاءات بأمثال الاخ باقر يتوجب أن تنصب على:

إكتشاف المنهجية التي إعتمدها الاخ باقر في بناء شخصيته الفكرية والثقافية.

إكتشاف المنهج الذي يتبعه الاخ باقر في قراءة الواقع وكيفية الاستفادة العملية منه.

ماهي فلسفة أختيار الاخ باقر لتلك العناوين التي تعتبر حصيلة نتاجه الفكري؟.
ومن غير الموضوعية أن نحرف مسيرة الاستفادة من اللقاء بأمثال الاخ باقر في تساؤلات يحاول منها الغمز واللمز بإسلوب غير لائق من قبيل طرح مسألة الاتهامات التي توجه للأخ باقر بأنه يروج لمرجعية ما!!! بينما الحق والانصاف أن هذا الامر لا ينطبق على الاخ باقر وانما الاخرين بهذا الوصف أليق،ومن ثم نحن بحاجة في وقتنا الحاضر الى وحدة الكلمة والصف ضد كل المحاولات التي تحاك لشق الصف الاسلامي عموماً والشيعي خصوصاً،وختماً أدعو الله تعالى ذكره أن يحفظ أمثال الأخ باقر ليفيضوا على مجتمعهم مما أنعم الله به عليهم من حصيلة فكرية وثقافية.



أشكر الأخ(القمي) على هذه الإطلالة والمشاركة الملفتة.. وما أفهمه أن سؤاله إلي ينصب في التعرف على فلسفة اختيار العناوين لتلك المؤلفات..

في الواقع إن بعض الملفات تظل تلح كثيراً علي لمعالجتها، وأظل بعد ذلك أبحث عن عنوان ينسجم ومضمون الكتاب، وأن يتمتع بالجاذبية ما أمكن.. وأن لا يكون عنواناً إعلامياً أقل مستوىً من محتواه.. وأحياناً يكون العنوان قبل الدراسة.. ولكن اهتم كثيراً بالدراسات التي أتناولها وكيفية اختيار عناوينها.

 

 

باقر الرستم غير متصل  
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد