الإبداعات الصينية تزين القرية الأولمبية "الدولية" ببكين
يريد ليو تشي رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية "بكين 2008" أن يقدم فريق العمل في القرية الأولمبية "خدمات شخصية" للاعبين الرياضيين الدوليين الذين سيشاركون بمنافسات الأولمبياد.
وحضر ليو تجربة أداء لاحتفالات رفع الأعلام لثلاثة وفود أولمبية غير حقيقية في مطلع تموز/يوليو الماضي ، حيث أخبر فريق العمل بالقرية الأولمبية بأنه يتوجب عليهم "تقديم اهتمام متساو وخدمات رائعة لكل ضيف بالقرية" ، وحثهم على الاهتمام بشكل خاص بالجانب الأمني.
وجاهدت الحكومة الصينية لجعل القرية الأولمبية مكانا دوليا تنطبق عليه المقاييس العالمية ، ولكنه أدمج أيضا العناصر الصينية التقليدية مع التكنولوجيا البيئية الحديثة في القرية التي تضم 42 مبنى يتوقع أن يوفروا محلا للإقامة لنحو 16 ألف لاعب ولاعبة ومدرب ومسئول وسبعة آلاف صحفي.
وذكرت صحيفة "تشاينا دايلي" القومية أن منطقة خدمات غسيل وكي الملابس وحدها سيعمل بها 40 طالبا يجيدون التحدث باللغات الأجنبية بطلاقة.
وأضافت الصحيفة أن القرية ستضم 1200 عامل صيانة لضمان حل أي مشكلة في غضون ساعتين.
وتتكون شقق اللاعبين من ثلاث أو أربع غرف حول غرفة معيشة كبيرة ، مما يمنح كل فرد مساحة تصل إلى 5ر22 متر مربع ، مقارنة بنسبة المساحة السكنية التي لا تزيد على 5ر19 متر مربع لكل فرد من سكان بكين أو ال16 مترا مربعا للفرد في القرية الأولمبية خلال أولمبياد أثينا عام 2004 .
وبمجرد حصولهم على مفاتيح غرفهم ، سيتمكن اللاعبون من فتح أبواب الغرف المزينة برسومات التنين الصينية العتيقة. كما سيرون زخارف خزفية تصور سيدات يرتدين الزي التقليدي لفترة حكم عائلة تانج في المداخل.
وتستخدم القرية الأولمبية الألوان القديمة لأسوار بكين الطوبية الرمادية اللون ، والشرفات الحجرية البيضاء ، وفوانيس إضاءة حمراء. وستضم القرية محال تجارية لبيع السلع التقليدية يدوية الصنع ، ومساحة كبيرة للعروض الثقافية في ساحة المنطقة الدولية.
وقالت ليو رونج المسئولة بشركة "جيو آو" للتنمية الاستثمارية في بكين والتي تعتبر المقاول الرئيسي في مشروع بناء القرية الأولمبية خلال زيارة حديثة لها بالقرية "إننا نسعى لتحقيق التناغم بين البنايات والبيئة".
وأكدت ليو أن جهات البناء استخدمت بشكل مكثف الطاقة القابلة للتجديد ، ووسائل إعادة استخدام المياه وتكنولوجيا توفير الطاقة ومواد البناء الصديقة للبيئة ونظام إضاءة يعمل بالطاقة الشمسية.
وقالت "إن نظامنا لإعادة تصنيع الموارد سيستغل المياه المستخدمة بالفعل والطاقة الشمسية لتشغيل مكيفات الهواء وتوفير المياه الساخنة".
وأضافت ليو "من خلال هذا النظام سيتم توفير خمسة ملايين كيلووات من الكهرباء سنويا".
وسيتم تشغيل نحو 500 حافلة نقل تعمل بالطاقة البديلة من وإلى القرية والملاعب الأولمبية ، من بينها 20 سيارة "فولكس فاجن" تعمل بالهيدروجين وستكون مخصصة لكبار الشخصيات والمسئولين والصحفيين.
وبدأ البناء في القرية الأولمبية التي تصل مساحتها إلى 66 هكتارا في حزيران/يونيو 2005 ، فيما جاء افتتاحها الرسمي في 27 تموز/يوليو الماضي. وستفتح القرية أبوابها من جديد لضيوفها الرياضيين في 30 آب/أغسطس الجاري من أجل الأولمبياد الخاص.
وسيصبح الجزء الشمالي من القرية ، الذي صمم ليكون منطقة للخدمات خلال فترة الأولمبياد ، جزء من المتنزه الأولمبي الكبير فيما بعد.
بينما بيعت العديد من أماكن إقامة اللاعبين الرياضيين في جنوب القرية بالفعل لتتحول لاحقا إلى منطقة تجارية.
وأكدت اللجنة الأولمبية الدولية أن اللاعبين الرياضيين سيمنعون من إدخال أطعمتهم الخاصة إلى القرية لضمان سلامة الغذاء.
وستقسم قاعة العشاء الرئيسية إلى أربعة مناطق لتقديم الأكلات الصينية والآسيوية والدولية والبحر متوسطية.
وستتضمن قائمة الطعام مأكولات "حلال" ونباتية وقليلة السكر وهندية ومأكولات مباحة في الشريعة اليهودية ، مع وجود بطاقات تتضمن مكونات والقيمة الغذائية لكل من هذه المأكولات.
كما سترسل الحكومة الصينية رجال دين مسيحيين ومسلمين من منظماتها الدينية الحكومية لتقديم خدمات دينية بالقرية ، وستوزع آلاف النسخ المجانية من الإنجيل باللغتين الإنجليزية والصينية.
وأوضح يو ديبين ، أحد كبار المسئولين باللجنة المنظمة لأولمبياد بكين والذي يتولى الإشراف على القرية الأولمبية ، في الشهر الماضي أن نحو 2700 من عمال الفنادق ونحو خمسة آلاف طالب متطوع سيعملون في القرية خلال دورة الألعاب الأولمبية.
وقال يو "إن احتياجات الضيوف الأجانب هي قلب جميع خدماتنا".
ووضع فريق العمل هذا أكثر من 20 مليون قطعة أساس وأجهزة ومعدات في القرية.
وسيتم بيع العديد من هذه الأشياء في مزاد بعد انتهاء الأولمبياد بما في ذلك الأثاث والساعات والأجهزة والمعدات الرياضية وحتى مصابيح الإضاءة.
وقال شيونج يان رئيس دار المزادات "تشاينا بكين إكويتي إكستشينج" المعتمدة لدى اللجنة المنظمة للأولمبياد "إنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المنظمون الأولمبيون على بيع التذكارات في المزاد".
وأضاف "على حد علمي فإن هذا المزاد سيكون الأكبر من نوعه".
وقد تكون من بين أثمن الأشياء التي ستباع بعد الأولمبياد ، السرير الطويل لنجم كرة السلة الصيني العملاق ياو مينج ، هذا إذا لم تمنعه الإصابة من المشاركة بالأولمبياد.
وقال شيونج "من الواضح أن المنافسة في المزاد ستكون ملتهبة .. فالناس ستتطلع للحصول على هذه التذكارات".