العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 07-09-2003, 08:52 AM   رقم المشاركة : 21
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

( الشيخ أحمد الوائلي عميد المنبر الحسيني المعاصر نتاج المرجعية الرشيدة ) 1/3

[CELL=filter:;]
كتب الأستاذ / حسين بركة الشامي كتابه ( المرجعية الدينية من الذات إلى المؤسسة ) ، وخصص قسماً خاصاً عن الشيخ الدكتور أحمد الوائلي ( قدس الله نفسه الزكية ) في فصل كامل ، وذلك وقبل رحيله إلى الرفيق الأعلى ، وأنا هنا أنقل ما كتبه الأستاذ مع تعديل بسيط لبعض التنسيقات بحسب ما تقتضيه الضرورة .
[/CELL]


من الخصائص المتميزة في الوسط الشيعي، أن المشروع الذي ينطلق من أجواء المرجعية الدينية، يحظى بالقوة والاستمرار، وذلك نتيجة الموقع المتين للمرجعية في الوسط الإسلامي.

إننا نلاحظ أن هناك الكثير من المشاريع لم يكتب لها النجاح، لأنها ولدت خارج الإطار المرجعي، في حين أن جوها الطبيعي هو المرجعية. وهذه مسألة لها أهميتها في الحياة الشيعية.

ولا نقصد أن المشروع الإسلامي إذا لم يكن صادراً من المرجعية، فانه لايرى النجاح، ولكن الذي نؤكد عليه، أن المشاريع التي تدخل ضمن توجهات المرجعية وطبيعة نشاطاتها، تضمن النجاح فيما لو انطلقت من جو المرجعية وتخطيطها.


فعلى سبيل المثال ، نلاحظ أن إنشاء مدرسة للعلوم الدينية، أو مؤسسة إسلامية ذات نشاط اجتماعي، أو معهد قرآني، يكون أكثر فاعلية وقدرة على العطاء والاستمرار، لو كان مشروعاً صادراً عن المرجعية، أو يحظى بتأييدها واهتمامها.

وفي تصورنا أن ربط المشاريع الإسلامية بالمرجعية الدينية، عملية ضرورية، وذلك كجزء من المشروع الكبير الرامي إلى جعل المرجعية الشيعية، مؤسسة ذات آفاق مستقبلية حية وبالتالي تتحول من الذات إلى المؤسسة.

المنبر كمشروع إسلامي، يرتبط ارتباطاً مباشراً ووثيقاً بالمرجعية الدينية، وهو أحد مجالات نشاطها المهمة، بل هو صوتها المعبر عن همومها وتوجهاتها عبر الزمن. لذلك من أجل أن يكون المنبر الحسيني معطاءً هادفاً، فإن من الضروري أن يكون مشروعا مرجعياً رائداً، بمعنى أن يكون الخطيب وليد الحوزة العلمية، ونتاج المرجعية الدينية الرشيدة.


<span style='color:sienna'>إن الخطيب الحسيني ليس صوتاً وواقعةً، إنما هو رسالة علمية تبليغية، ومدرسة تربوية نحو الأصالة الإسلامية فالخطيب الناجح هو الذي يقدم لمستمعيه، الرؤية الإسلامية الصحيحة، والتوجيه البناء، والفكرة المبدعة.

ولذلك نلاحظ في تاريخ المنبر الحسيني، أن الخطيب الذي يتمتع بمستوى علمي متميز، يكون أقدر من غيره على خدمة الجماهير، لأنه يقدم لها الفكر الذي تحتاجه في حاضرها ومستقبلها. فيستطيع أن يحول الذكرى الحسينية، إلى حالة معاصرة حية، لا أن يجمدها في حدود التاريخ وحده.

إن الخطيب الذي يتمتع بخصائص علمية واخلاقية متميزة والذي يكون في شخصيته وفكره نتاجاً للمرجعية، هو الخطيب المدرسة، والمعلم الواعي لجماهير الأُمّة وهذا ما نلاحظه في تجربة المنبر الحسيني المعاصر، متمثلا في نموذجين بارزين.

( الأول ) الشيخ محمّد علي اليعقوبي "رحمه الله" ، الذي كان نتاجاً مرجعياً ، حظي بدعم وتوجيه المرجع الديني السيد أبو الحسن الاصفهاني (قدس سره الشريف).

و( الثاني ) هو الدكتور الشيخ أحمد الوائلي "قدس الله نفسه الزكية" الشاعر والعالم والمفكر الذي حظي بدعم المرجعية الدينية، وكان وليدها الواعي المبدع، واستطاع أن يقدم خدمة كبرى للمنبر الحسيني، ولأبناء الأُمّة الإسلامية في عصرنا هذا.

لقد تعرضنا في كتابنا هذا لمواقف متفرقة للشيخ اليعقوبي، وسنخصص هذا الفصل لدراسة بعض الملامح العامة لشخصية الدكتور الوائلي الذي يعد بحق عميد المنبر الحسيني وأميره.</span>

ـ ( ظاهرة الوائلي ) :

منذ منتصف هذا القرن أحتل الدكتور الشيخ أحمد الوائلي مركز الصدارة في الخطابة الحسينية، فلم يستطع أن ينافسه فيها منافس، ولم يتمكن خطباء المنبر الحسيني أن يجاروه في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية. فهو صاحب مدرسة مستقلة خاصة في الخطابة وذاك أمر لم يتيسر للكثيرين. ومدرسته رائدة في منهجها وأسلوبها، لذلك جاءت متفردة في عطاءاتها وأبعادها.

ولأن مدرسته كانت كذلك فقد جاء الخطباء من بعده يسيرون على نهجه ويقتبسون من شعاع مدرسته، وليس في ذلك منقصة لهم، بل أني أرى ذلك فخراً لهم. لأن مدرسة الوائلي هي المدرسة الحسينية التي انطلقت من إصلاحات المصلح الفذ الشيخ محمد رضا المظفر، فلقد استقى من معينها الصافي، وكان نتاجها الطيب، كما كان الخطباء الذين جاءوا بعد الشيخ الوائلي من نفس النتاج.

حاول البعض أن يقلّد حركاته وهو على المنبر.. أو يقارب صوته من صوته، وما ذلك إلاّ دليل على عبقرية هذا الخطيب غرس أبي تراب.

والذي مكن الشيخ الوائلي من تبوأ هذه المكانة الرفيعة في عالم الخطابة، ثلاثة عوامل أساسية :


1 ـ تتلمذه على ثلة من العلماء الكبار أبرزهم الشيخ محمد رضا المظفر.

2 ـ نشوءه في بيئة النجف الأشرف المعروفة بثرائها العلمي والأدبي، فكان أديباً لامعاً وشاعراً مرهفاً وكاتباً إسلامياً عقائدياً.

3 ـ تحصيله الأكاديمي العالي الذي جعله يجمع بين الدراسة الحوزوية والدراسة الجامعية الحديثة.


وهذه عوامل يصعب أن تتوفر في خطيب واحد. هذا إضافة إلى ملكاته الخطابية وشخصيته المبدعة التي أسست مدرسة خطابية مستقلة، فلم يأت مقلداً يتتبع خطوات الذين سبقوه، بل جاء مؤسساً يتتبعه الآخرون.

وفي كل واحدة من هذه الصفات كان الوائلي متميزاً، فهو العالم الديني البارز في المجالس العلمية ومراكز البحث، وهو الشاعر المجيد الذي غطت قصائده الكثير من المناسبات والأحداث، وهو الأستاذ الأكاديمي البارع في تخصصه. ثم تأتي الخطابة لتجمع ذلك كله وتنظم تلك الملكات في وقت واحد عندما يرتقي المنبر الحسيني ليوظف كل ملكاته في خدمة القضية الحسينية.

لقد تأثر الشيخ الوائلي باستاذه الشيخ محمد رضا المظفر، كما تأثر به كل من عرفه، فالشيخ المظفر كان علماً من أعلام الأصلاح قلّ نظيره في المجتمعات الإسلامية، وهو الذي يعود اليه الفضل في تنشئة العديد من الشخصيات التي كان لها الدور الكبير في المواقع العلمية والاجتماعية.


كتب الشيخ الوائلي قصيدة يرثي فيها أستاذه المظفر، ومن أبياتها يمكن معرفة مدى تأثره به، وذوبانه في شخصه ومنهجه ومدرسته :

[poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
لا لن يموت نديُّ منك مؤتلق=بالنيّرات وللأمجـاد منعقد
يا أيها النبع ثرّاً في تدفقه=أيام أغزر ما في دهرنا الَّثمد
ستون عاماً ضخاماً في حصائلها=وان تبدّى قصيراً عند هــا العدد
ومن عطائِك فيه ألـف باسقة=شوامخ في نـداها للسَّما نُهُد
لايأكل التُرب روحاً منك خالدةً=بل كل ماللتُّراب الشلو والجسد
[/poet]

ـ ( الإبداع عند الوائلي ) :

إن الإبداع الذي حققه الشيخ الوائلي في خطابته أنه غيّر طريقة الخطابة الحسينية، وفق نمط جديد تمثل في افتتاح مجلسه بآية من القرآن الكريم، ثم يبدأ بالحديث عنها وتفسيرها والتوسع في مضامينها العقائدية والاجتماعية والأخلاقية وما إلى ذلك من مواضيع تتصل بالآية. وهو منهج لم يكن معروفاً قبل الشيخ الوائلي.

حيث كان المجلس يبدأ بأبيات شعرية حول المصيبة الحسينية ينطلق منها الخطيب في خطبته. وبذلك يكون الشيخ الوائلي قد احدث تطوراً مشهوداً في الخطابة سار عليه الخطباء الذين جاؤا بعده. وقد ألف الناس هذا النمط من الخطابة واعتبروه نمطاً نموذجياً يفوق الطريقة التقليدية التي تبدأ بأبيات من الشعر.

لقد فرض الدكتور الوائلي على كل من سمعه أن يتابع خطبته حتّى النهاية، ويحرص على متابعة بقية خطبه الحسينية.

وكانت مجالس ما قبل الشيخ الوائلي تضم عادة كبار السن، وبسطاء الناس. أما مجالسه هو فقد تميزت بحضور الطبقة المثقفة من الطلبة الجامعيين والأساتذة ورجال الأدب والفكر. وكل من يحضر يخرج بحصيلة مفيدة ينتفع بها. فالشيخ لا أخذ على نفسه إلاّ أن يفيد سامعيه بالرأي الجديد والفكرة الغنية والموعظة المؤثرة.


يـــــــــتـــــــــ***15***ـــــــــبـــــــــع



....






...





..





.

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 09:16 AM   رقم المشاركة : 22
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

( الشيخ أحمد الوائلي عميد المنبر الحسيني المعاصر نتاج المرجعية الرشيدة ) 2/3


ـ ( عصر الوائلي ) :

في الملف الخاص الذي نظمته مجلة الموسم عن الشيخ الوائلي، وجدنا من المناسب أن ندرج هنا ما كتبته تحت هذا العنوان:

من العوامل المؤثّرة في صياغة شخصية الوائلي، هو عامل المجتمع الذي عاصره فالوائلي ابن النجف الأشرف، نشأ في محيطه تربية وتعليماً، والنجف من أعرق البيئات الثقافية الإسلامية قدماً، يقول الدكتور علي جواد الطاهر:

( النجف مدينة العلم الديني المنقطع النظير، ثم الأدب والشعر، وهي فيهما نادرة من النوادر وأعجوبة من الأعاجيب، يُعنى أهلها بقول الشعر وسماعه والحديث عنه عنايتهم بالمسائل اليومية من أكل وشرب، انهم أدباء كما يتنفّس المرء الهواء.. ولا تسل بعد ذلك - عن الكتب والمكتبات، والأسر العريقة في العلم والأدب والشعر ومجالسها الخاصة والعامة، وما يُتلى من شعر في الأفراح والأحزان، وفي مآتم الحسين بن علي وما يتفاخر به الشعراء ويسمر به الناس..

إن الشعر في النجف حياة، وهو لدى أبنائها ولا أسهل منه أو أيسر، أو أنه فيها كالماء والهواء استسهالاً واستعظاماً، جداً وهزلاً، وهو مجد كما هو مرتزق، وعلامة فارقة لا تكاد تضاهيها فيه بلدة أخرى في العالم العربي..

ومن خواص النجف التي تذكر بالإكبار أنها سايرت التطورات الدينية الأدبية في العالم العربي، بصدر رحب وأفق واسع فهي مع محافظتها على أصالة الفكر الإسلامي لم تتزمت فترفض المعاصرة، وإنما أخذت من وسائلها وأسبابها ما رأته الضروري النافع حتّى (أنّ الكتب الحديثة ما تكاد تدخل العراق حتّى تتجه رأساً إلى النجف فتتلقفها الأيدي هي وكتابات أكثر حداثة كشعر شوقي وحافظ وإيليا أبي ماضي، وفيهما ما يناقض الفكر النجفي المناقضة كلها، وهو رد فعل يتبناه الذين ضاقوا بالقديم وبلغ بهم الضيق الطرف الأقصى من رد فعل مطبوعات الآستانة، والهلال، والمقتطف، وشبلي شميّل والريحاني.. ومجلات وجرائد مما يعد حراماً وكفراً والحاداً...


على كل حال نشأ الوائلي في هذا العصر الذي يعتبر قمة في نضج وسعة المدرسة العلمية النجفية في مختلف أبعاد المعرفة، وكان من عناية الله تعالى بالحوزة أن تتابع جيل من المراجع المحققين والعلماء الكفوئين لقيادة الحوزة، وقد ضمت هذه الفترة على تعاقب واجتماع : الميرزا حسين النائيني، والسيد أبو الحسن الاصفهاني، والسيد محسن الحكيم، والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، والسيد أبو القاسم الخوئي، والشيخ محمد حسن المظفر، والسيد عبد الهادي الشيرازي، والسيد حسين الحمامي، والسيد محمد تقي آل بحر العلوم، والشيخ محمد رضا آل ياسين، واضرابهم من فحول العلماء الاعلام، وهؤلاء مجرد نموذج لا على نحو الاستيعاب، وتليهم طبقة أخرى ضمّت مجموعة، منهم:

الشيخ مرتضى آل ياسين، والشيخ محمد رضا المظفر، والسيد موسى آل بحر العلوم، والسيد محمد باقر الصدر، والسيد محمد تقي الحكيم، والشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي، والسيد ميرزا حسن البجنوردي، وأمثالهم، وهذه المجموعة هي الأخرى مجرد نموذج من عدد كبير.

وحفل عصره أيضاً بعدد من الخطباء المبرزين، منهم الشيخ محمد علي اليعقوبي، والشيخ محمد علي قسام، والسيد صالح الحلي، تليهم طبقة أخرى نسجت على منوال السابقين ممن ذكرناهم من الأدباء والشعراء فيشكلون كمّاً كبيراً لهم طابعهم النجفي الخاص، وأدبهم الناضج والرائد، ابتداءاً من شيخ الأدب الشيخ محمد جواد الشبيبي، والشيخ محمد رضا الشبيبي، والشيخ علي الشرقي، والشيخ محمد مهدي الجواهري، والسيد محمد سعيد الحبوبي، والشيخ صالح الجعفري، والدكتور عبد الرزاق محي الدين، وكثير غيرهم ممن صقلت بهم أبعاد النجف الحضارية، ومن الجدير بالذكر أن معظم أهل العلم شعراء ولكنهم لا يرغبون بذكر ذلك عنهم لرغبتهم في الاحتفاظ بالنهج العلمي والاشتهار بذلك، أما المحققون في الابعاد الفكرية الأخرى فيوجد أعداد كبيرة، ورد ذكرهم في كثير من الموسوعات والمراجع المتخصصة، ومن أراد الاستزادة الرجوع اليها لأن النجف وبالاختصار كل زقاق من ازقتها معهد علمي، وكل ناد من انديتها ومجلس من مجالسها هو عبارة عن مؤسسة ثقافية تحفل بعطاء علمي ناضج.


ومثل هذا الجو لابد أن يفعل فعله في شخصية الوائلي، فقيهاً كان أو شاعراً أو خطيباً، ويعمل على صقله وتهذيبه، وبالتالي تكوينه بالشكل اللائق، ولاشك أن للاستعداد الفطري لديه أثر في توجهه وحرصه على الانتهال من هذا الغدير الذي يحمل سمات المعلم الثاني بالوجود الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام )، ومن قدس روحانية مرقده السامي الرابض كالأسد على الذكوات البيضاء من الغري الأغر، ومن فيض نفحاته وبركاته أن عايش الوائلي وأقرانه هذه الأجواء الرائعة التي قد لا يجود الدهر بمثلها، وعاصروها وتفاعلوا معها فكراً وعقلاً وروحاً، واستطاعوا أن يعطوا، ويؤثروا في الأوساط العلمية والاجتماعية، وللنجف في شخصية الوائلي أثر بليغ محفور في ذاكرته، ورنين يومي أبدي الحضور في شعوره وتصوراته، يُملي على ذاته تمثلها في حركاته وسكناته، ولم تزده الغربة إلاّ تعلقاً وتولّهاً وهياماً وشوقاً مضرم اللهب، جياش العواطف، لن يهدأ ولا يستكين :

[poet font="Simplified Arabic,4,orangered,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
صورأقمن بمقلتىَّ اقامة المعمود=في ربع الحبيب النائي
يزددن حسناً كلما بعـد المدى=ويلفهنَّ البعد في لألاء
وتراب أوطاني ربيعٌ أخضر=ولو أنها في بلقعِ جرداء
صافحته بالخَدِّ عنـد ولادتي=ورسمت منه بجبهتي طغرائي

( وادي الغري ) وحق رملك وهوما=اشتاقه في غدوتي ومسائى
لو تستبين على البعاد مشاعري=ملهوبة كالجمر في الظلماء
وصبابتي وأنا القصي عن الحمى=وبمقلتي تلّفت الغـربـاء
لـحزنت لي ولحنَّ رملك مثلما=ضج الحنين بأدمعي ودمائـي
فـأنا ابنك البرّ الوفي وفطرة=عطفٌ الأب الحاني على الأبناء
أترى وطيفـك يستبد بمقلتي=أنساك لا ورمالك السمـراء
فأنا لهيب مشاعـر وصبابة=تواقة لقبـابـك الشَّماء
وإلى محاريب العبادةِ والتقى=ولخشعـة من راهب بكَّاء
أما مدارسك التي رقت بها=للفكـر الف خميلة غنّاء
أنا من طيوف خميلها أشدوبما=في روضها من روعة وبهـاء
وببـطن تربكِ لي جذور أَوغلت=من أعـظم الأجداد والآباء
ممن أراق دمـاً وأسرج فكرةً=من أجل مجدكِ دونما ضوضاء
وبراعم لي في حشاكِ دفنتهم=كانوا النسيج البكر من أحشائي
وأريت فيهم للطفولـة بسمةً=ودفنت فيهم بهجتي وهنـائي
فلديك أصـل والفروع وأنني=أنا لاحق بهـما بدون مراء
[/poet]

<u>"انتهى ما أخذناه من مجلة الموسم" .</u>

ـ ( الحوزة في توجهات الوائلي ) :

حقق الوائلي تفوقاً في كل صنف من صنفي دراسته الحوزوية والأكاديمية. فقد التحق بالكتاتيب مثل بقية أقرانه، وكانت علامات النبوغ والتفوق واضحة عليه، ففي السابعة من عمره أكمل القرآن الكريم، ولا شك أن ذلك ترك أثره الكبير على شخصيته وثقافته وتوجهاته الإسلامية الأصيلة.

والشيخ الوائلي حريص أشد الحرص على الحوزة العلمية، وضرورة الحفاظ عليها من المندسين الذين يتزيون بزي العلماء وليسوا منهم، وله قصيدة في هذا المجال قال فيها:


[poet font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وفريق تيمموا عتبة الأسياد=في حقل سيد ومسود
ربضوا حولهم كما كان=أهل الكهف فيـه وكلبهم بالوصيد
لفظتهم شتى المجالات=إذ ضاقت بهم بلاهة وجمود
فاستراحوا إلى التفيؤ=بالحوزة اكرم بظلها الممدود
فترحلوا فطاحلاً في شهور=واستطالوا هياكلاً من جليد
واستفادوا مضيرة وسمتهم=بشعار في جبهة أو فود(1)
[/poet]

والدكتور الوائلي عندما يتحدث عن هؤلاء الدخلاء في الحوزة العلمية، فذلك من حرصه على هذه المؤسسة الدينية التي رفدت الأمة بالعطاء المستمر على مدى قرون متعاقبة من الزمن. كما أن هذه الأبيات تعكس التوجه الإصلاحي الذي يختزنه الوائلي في نفسه تجاه الحوزة العلمية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحواشئ السفلية :
(1) أصدرت مجلة الموسم في عددها المزدوج الثاني والثالث ملفاً موسعاً عن الدكتور الوائلي .


يــــــــتــــــــ***15***ــــــــبــــــــع






....







...






..



.

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 09:22 AM   رقم المشاركة : 23
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

( الشيخ أحمد الوائلي عميد المنبر الحسيني المعاصر نتاج المرجعية الرشيدة ) 3/3



ـ ( شعر الوائلي ) :

الشعر عند الدكتور الوائلي احد السمات البارزة في شخصيته، فقد تحرك من خلال الشعر على الكثير من القضايا والشؤون السياسية والاجتماعية، وعالجها معالجة إسلامية واعية.

وكان شعر الوائلي مثل خطابته وثيقة من وثائق التوعية الجماهيرية، فحول أحداث العراق الإسلامية كتب عن ثورة العشرين قصيدة رائعة جاء فيها:


[poet font="Simplified Arabic,4,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ففي ( الرميثة ) من هاماتنا سـمة=وفي ( الشعيبة ) من أسلافنا نصب
و( العارضيات ) أمجاد مخـلدة=أضحى يحدّث عنها الدهر والكتب
فالجـو طائرة والأرض قنبلة=وبالجهات البواقي مدفع حـرب
وخضت بحراً دماء الصيد ترقـده=وما السفائن إلاّ الضمـدُّ العرب
ثم انجلت وحشود من أحبتنا=صرعى على القاع تسفي فوقها الترب
فذا قوام وكـان الغصن منكسرا=وذاك وجه وكان البدر مـحتجب
وتلك أمّ يلفّ الوجـه أضلعها=على جنين أبوه في العرا تـرب
قد افلت الأمل المنشود فهي على=جمر من الألم المكبوت تضطرب
حتّى احتضنا أمانينا وصار لنا=بين الممالك من جاراتنا لقب
جاء الزعانف من حلف الفضول ومن=أذنابه فأرانا أننا الذنب
أنحى بمنجلـه حصداً وخلّفنا=لا سلّة يجتنى فيها ولا عنب(1)
[/poet]

ويقف الشيخ الوائلي ليكشف زيف التيارات السياسية والفكرية التي أريد لها أن تستوعب الأمة، وكان في وقفته يتحلى بالأفق الواسع والوعي الكبير الذي تميز به، لنستمع إليه وهو يقول :

[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
والأرض يحكمها رهطٌ وان نزلوا=لا ينسبون إلى ما جدَّ من نظم
لو ساوموني حصيّ َمن تحت أرجلهم=بانجم الاشتراكيين لم أسم
الكاذبين على التأريخ والمثل الغـ=ـراء والعلم والأخلاق والقيم
والحاملين شعار الكادحين وهـم=محض افتراء على العمـال متهم
والمدعين التساوي والسماء لهـم=والأرض والناس أصناف من الخدم
الناب والظفر فحواهم فمـا نبضت=من رحمة بهم يوماً ولا رحم
عقماً لأرحام دنيا الناس إن نسـلت=أمثال أولاء من عرب ومن عجم
[/poet]

ولا يقف الوائلي وقفة المصدوم بما يجري أمامه، لكنه يقف وقفة من يعرف الحل ويشير إليه.

فهو يقول في إحدى قصائده أن الحل يكمن في حكم الله على الارض، جاء في هذه القصيدة التي يبث فيها شكواه إلى الله تعالى ويسأله النصر والحكم الإسلامي:


[poet font="Simplified Arabic,4,sienna,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
رب رحماك ذوَّبتنا الرزايـا=واللظى قد يذوب منه الحديد
كُفَّ نعمى الحكام عنا فإنَّا=نحو هذي النعماء فينا جحود
وأعنّا على الوصول لحكـم=من معانيك ظلـه ممـدود
[/poet]

لم يعرف الشيخ الوائلي الممالأة للسلطات الحاكمة، فعندما سقط النظام الملكي في العراق عام 1958م وتشكلت الجمهورية العراقية، قام عبد الكريم قاسم بتقريب الشيوعيين لدعم سلطته، وقد إستغل الشيوعيون ذلك فقاموا بحملة تخريب كبير في الجوانب الفكرية والتربوية والسياسية، فتصدى الشيخ الوائلي لعبد الكريم قاسم، مخاطباً إياه في قصيدة شجاعة جريئة، مع العلم أن الشيوعيين لم يكونوا يتوانون عن الدفاع عن قاسم، ومهاجمة من ينتقد الحكم، لكن الشيخ لم يضعف في أداء رسالته:

[poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وعـاد يزأر في النادي الوديع فتىً=مُفَيهق صوته كالصخر ينـحدر
يحكي البطولات كالصبيان إن ركبوا=عصيَّهم حسبوها الخيـلَ تبتدر
وحوله نفر يروون مـن خدع=له الهدير ليروي أنَّهـم هدروا
وهو الذي كان لا يسطيع من هلع=إن تستقر على أعطافه الأزُرُ
أيام لا نحن في سلم فيمنعنا=ولا بحرب فندري كيف نعتجر
أغراب لا نحن من قيس فتمنعنا=ولا قريش فيحمي رحلنا مضر
مشى لنا، غرباء، لو بساعدهم=لهان، لكنّهم ظلٌّ لمن أمروا
تقسمونا فإغراء لمن رقصوا=رقص القرود وضغط للذي صبروا
[/poet]

وللشيخ الوائلي مواقف مماثلة من حكم عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف، الذي تميز بالطائفية المقيتة، فقد قال قصيدته الخالدة في مهرجان الأدباء العرب عام 1965م :

[poet font="Simplified Arabic,4,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بغداد يومـك لا يزال كأمسه=صورٌ علـى طرفي نقيض تجمع
يطغى النعيـم بجانب وبجانب=يطغـى الشقا فمرفّه ومضيع
في القصراغنية على شفةِ الهوى=والكوخ دمعٌ في المحاجر يلذع
ومن الطوى جنب البيادر صرّع=وبجنب زق ابـي نؤاس صرّع
ويد تكبّل وهـي مما يُفتدى=ويدٌ تقبّل وهي مما يُقطـع
وبراءة بيـد الطغاة مهانة=ودناءة بيـد المبرِّر تصنـع
ويصان ذاك لأنـه من معشر=ويضام ذاك لأنّه لا يركـع
كبرت مفارقـة يمثّل دورُها=باسم العروبة والعروبةُ ارفع
فتبيّني هذي المهازل واحذرى=من مثلهـا فوراء ذلك إصبع
شُدّي وهزي الليل في جبروته=وبعهدتي انَّ الكواكب تطلع
[/poet]

هذه جوانب من الشخصية الشعرية للدكتور الوائلي عميد المنبر الحسيني المعاصر، وهي تكشف عن الملكات الكبيرة التي يتمتع بها في المجال الأدبي. والحق أن خطيبا يمتلك هذه الموهبة الشعرية المرهفة، لخليق به أن يكون رائد المنبر الحسيني المعاصر وعميده.

ـ ( فترة الخطابة ) :

عندما برز الشيخ الوائلي في عالم الخطابة كانت الفترة التي عاشها تتميز بوجود ثلة من الخطباء الواعين الذي ساهموا في نشر الوعي الإسلامي في مختلف مناطق العراق، وقد تصدوا بشكل مكثف للموجات الإلحادية والمادية والقومية التي كانت مدعومة من قبل السلطات الحاكمة.

لقد كان لهم الدور المشهود في التبليغ الإسلامي، وكان لهم حضورهم الميداني في مدن وقرى العراق المختلفة، فكان الوعي ينتشر حيث حلوا وألقوا خطبهم ومارسوا عملهم التبليغي الحركي.

وفي تقديرنا أن وجود خطباء بارزين لهم مكانتهم وقدراتهم العالية في المجال الخطابي، كان يمثل عامل تحفيز لولادة أجيال من الخطباء الذين يتمتعون بمقدرة وكفاءة في المجال الخطابي. لأن الحاجة إلى التطوير والابداع تصبح ملحة من أجل أن يأخذ الخطيب مكانته في الساحة.


وهذا ما نلاحظه في تجربة الشيخ محمد علي اليعقوبي الخطابية. فقد كان الخطيب الذي يشغل الموقع الأول قبله هو السيد صالح الحلي، الذي كان يمتلك قدرات عالية في مجال الخطابة والتأثير على المستمعين بشكل كبير. وكان الخطباء الآخرون لا يرقون إليه بأي حال من الأحوال. لكن مشكلة السيد صالح الحلي أنه كان قاسياً على من يخالفه الرأي، وقد دخل بقوة في المعركة التي شنت ضد السيد الأمين والسيد أبو الحسن الأصفهاني في موضوع الشعائر الحسينية. وأخذ يؤجج المعركة من على المنبر مستغلاً قدراته الخطابية، مما دفع السيد الأصفهاني إلى تحريم مجالسه إذا أستمر على هذا النحو.

وكانت مشكلة السيد الأصفهاني هي في إيجاد الخطيب البديل الذي يستطيع أن يشغل مكان الحلي، ويستقطب الأضواء منه. وكان البديل هو الشيخ محمد علي اليعقوبي الذي مثّل في زمانه ظاهرة خطابية جديدة، نتيجة ما يتمتع به من علم وثقافة وأدب.. إلى جانب قدرة خطابية عالية مؤثرة في نفوس المستمعين. وقد تمكن اليعقوبي خلال فترة وجيزة أن يكون هو الخطيب المبرز في عالم الخطابة، والبديل الكفؤ للسيد الحلي.

أسدى الشيخ اليعقوبي خدمة كبيرة للمنبر الحسيني وثبت المرتكزات الصحيحة في عالم الخطابة، وكان في زمانه أمير المنبر بلا منازع طوال الاربعينات والخمسينات.


إن اليعقوبي ما كان بإمكانه أن يكون هو الخطيب المطلوب للمرحلة، لو لم يتمتع باللياقات المطلوبة من علم وأدب وبيان. مما يعني أن البديل لا بد أن يكون أفضل من سابقه حتّى يفرض نفسه ومنهجه. وهذه مسألة مسلمة بشكل عام ولا تنحصر في عالم الخطابة.

ربما لم يكن من السهل في الذهنية العامة تصور بروز خطيب يخلف الشيخ اليعقوبي، نظراً للمستوى الرفيع الذي وصل اليه، والذي كان يشير إلى أن البديل أو الخلف لا يمكن أن يأتي بسهولة، ولا بد أن يتمتع بمواصفات عالية تمكنه من الجلوس في درجة اليعقوبي.

لكن المفاجأة كانت كبيرة بظهور الشيخ أحمد الوائلي الذي نال الإعجاب منذ بداية ارتقائه المنبر الحسيني، وكانت طريقته الإبداعية ومنهجيته في الطرح وثقافته الموسوعية، تشير بشكل لا يقبل الشك أنه الخليفة المنتظر للشيخ اليعقوبي. بيد أن الشيخ الوائلي ومع مرور الزمن كان يعطي صورة أخرى أكثر قوة وبريقاً، فلقد كان ينتزع الإعجاب بشكل أكبر مما كان عليه سلفه الشيخ اليعقوبي.

لقد برز الوائلي في فترة زمنية حساسة شهدت سيطرة الاتجاهات المادية على الساحة، وكان المد الشيوعي والقومي لهما تأثير كبير على الثقافة العامة. مما يعني أن مهمة الخطيب ستكون صعبة في عملية التوعية الجماهيرية. لكن الدكتور الوائلي استطاع بفضل كفاءته ومقدرته العلمية من فرض منهجه وسط المجتمع، وتمكن من استقطاب الأضواء بدرجة ملفتة للنظر، وكان منبره مدرسة متحدية تتناول الأفكار المادية بالنقد والتفنيد وفق منهج علمي موضوعي.

لم يمر الشيخ الوائلي بفترة طويلة من أجل أن يصل إلى القمة الخطابية، فإن الفاصلة بين انطلاقته وبين تربعه على قمة هرم الخطابة كانت وجيزة جداً، بحيث يمكن لنا أن نقول أن الوائلي ظهر منذ بدايته كبيراً، ثم سرعان ما صار لامعاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحواشي السفلية :
(1) من قصيدة للوائلي في رثاء السيد عيسى آل كمال الدين من رجالات ثورة العشرين.

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 12:39 PM   رقم المشاركة : 24
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

<span style='color:darkblue'><u><b>

( عميد المنبر الحسيني الدكتور أحمد الوائلي )
"سيرة خطيب وإبداع مفكر"
</b></u></span>

"صلاح عبد الرزاق"


شامخاً في طرحه، مبدعاً في أسلوبه، عميقاً في فكره، بسيطاً في عرض أفكاره، جمع بين أسس الفكر الإسلامي ومفاهيم العلم الحديث... هذا هو الذي فقدناه يوم 14 تموز 2003 ... إنه الشيخ أحمد الوائلي. أي أرض لامست جسدك الشريف، وأي أكف رفعتك وهي تطوف بالذي كرست لك فكرك ومنبرك وحياتك.. وهل يمكن لكفن أن سيضم عملاقاً في الفكر والشعر والأدب والتاريخ.. عزاؤنا فيك أنك تركت تراثاً ضخماً ومدرسة فكرية متميزة.. وعزاؤنا فيك أنك جاورت قمم أخرى سبقتك أمثال الشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد الشهيد محمد الصدر، وآخرون ضمتهم أرض النجف.

ولد الشيخ أحمد الوائلي عام 1927 في مدينة النجف الأشرف، وأظهر نبوغاً في صغره، فقد حفظ القرآن الكريم وعمره سبع سنوات، أثناء دراسته بالكتاتيب. درس في الحوزة العلمية وتتلمذ على يد ثلة من العلماء أشهرهم المصلح الإسلامي الكبير الشيخ محمد رضا المظفر الذي دعا وقام بحركة إصلاحية شملت مناهج الدراسة وتأسيس المدارس الدينية التي تهتم بتربية الناشئة، ثم أسس منتدى النشر وكلية الفقه ذات الطابع الأكاديمي العصري.

وقد عاصر الشيخ الوائلي محنة أستاذه المظفر الذي سعى إلى تأسيس معهد لتخريج خطباء المنبر الحسيني وتثقيفهم ثقافة عالية، لكن اللجنة المكلفة بالتأسيس واجهت عاصفة من الاحتجاجات بحجة أنه تسعى إلى تحديد نوع الخطابة للمنبر الحسيني وتحديد أشخاص الخطباء. هذا على الرغم من أن أعضاء اللجنة هم من مشاهير الخطباء ، ويرأس اللجنة الشيخ محمد علي قسام. الأمر الذي اضطر الشيخ المظفر إلى إلغاء اللجنة والتوقف عن هذا الهدف الهام. هذه الإحباطات لم تمنع الشيخ الوائلي من إكمال شوط أستاذه، فسعى إلى تأسيس منبر حسيني جديد سرعان ما صار مدرسة جديدة في الخطابة.


( مكونات شخصية الوائلي ) :

لقد استطاع الشيخ الوائلي أن يحقق إنجازاً عظيماً في الخطابة الإسلامية والمنبر الحسيني. ويعود ذلك إلى أن شخصيته تفاعلت فيها عدة مكونات منها:

1- درس العلوم الإسلامية في الحوزة العلمية ، فاكتسب عمقاً ومعرفة كبيرة بالفقه والأصول والبلاغة والسيرة والتاريخ والتفسير والحديث. فالوائلي لم يدخل هذا المدخل اعتماداً على الحفظ أو الصوت أو اللياقات الجسمية، بل حاز نصيباً كبيراً من العلوم الدينية طورت قدرته على التحليل والمقارنة والاستدلال مثل أي فقيه آخر. كما أن دراسته للتاريخ الإسلامي وسع من رؤيته التي انفتحت على كل المشهد الإسلامي بتاريخه الذي يمتد خمسة عشر قرناً.

2- دراساته الأكاديمية وحصوله على درجة الدكتوراه في القاهرة، جعلته يفكر بطريقة منهجية وموضوعية بعيدة عن التحيز والأحكام المسبقة.

3- إطلاعه الواسع على مؤلفات كبار علماء أهل السنة في السيرة والتاريخ والحديث، وكذلك تفاسيرهم المشهورة للقرآن الكريم مثل تفسير القرطبي وتفسير الرازي اللذين كان يستشهد بهما كثيراً في محاضراته.

4- نشأ الوائلي في النجف الأشرف وهي بيئة غنية بالفكر والفقه والأدب ، وتموج بتيارات فكرية وثقافية وشعرية.

5- أن الوائلي نفسه كان شاعراً مفوهاً مقتدراً، وكثيراً ما ينشد من أشعاره في محاضراته. وله دواوين شعر ومطارحات شعرية مع كبار الشعراء.

6- الوائلي متابع جيد لآخر النظريات العلمية وخاصة في مجالات الطب والكيمياء والفيزياء والفلك والمخترعات والاكتشافات العلمية. وكان يوظف هذه المعلومات في محاضراته لتخدم الفكرة التي يناقشها.

7- كان الوائلي مطلعاً على الأفكار والفلسفات الغربية والعلمانية والاشتراكية والشيوعية. الأمر الذي مكنه من عقد مقارنات موفقة بينها وبين الفكر الإسلامي أو الأحكام والمفاهيم الإسلامية.

8- ملكات شخصية انفرد بها و ميزته عن الخطباء الآخرين كالحضور الفكري وسرعة البديهة واقتناص الشاهد التاريخي والإسلامي ، وبلاغة في الكلام ، وعبارات مسبوكة .

( مدرسة الوائلي في الخطابة ) :

لم يقلد الوائلي من سبقوه في الخطابة بل ابتكر مدرسة بدأت به واستمر بها طوال النصف الثاني من القرن العشرين. وقد أبدع الوائلي في ترسيخ معالم هذه المدرسة العريقة حيث قامت بتغيير الخطابة التقليدية التي كانت سائدة قبله بشكل جذري. فقد شمل التغيير الشكل والمضمون، أو الإطار والمحتوى .

فقد ابتكر نمطاً جديداً حيث يفتتح المجلس الحسيني بقراءة آية من القرآن ، ثم يبدأ بتفسير الآية متناولاً الآراء المتعددة التي وردت في تفسيرها أو أسباب نزولها. ثم يتوسع فيما تتضمن الآية من مفاهيم اجتماعية وفكرية وفقهية وأخلاقية. وغالباً ما يعزز رأيه بقصص تاريخية أو أحداث من واقع الحياة من أجل تقريب الفكرة للسامع. كما أن قد يذكر بعض القضايا العلمية التي تحث العقل على التفكير بين آيات الخالق وابتكارات المخلوق.

هذا الأسلوب حبّب المجلس الحسيني للناس حتى باتت جميع طبقات الشعب ومن مختلف الشرائح الاجتماعية تحرص على سماع محاضراته، ففيهم المثقف والأكاديمي والعسكري والموظف والعامل والكاسب والتاجر والطالب، من نساء ورجال ، شيوخ وشباب وفتيان، كلهم يتفقون على حبهم واحترامهم لهذا الشيخ الذي يبشر بالتعاليم الإسلامية وبمبادئ الثورة الحسينية إلى جانب المنجزات العلمية والطبية. لقد استطاع الوائلي أن يحقق نقلة نوعية في المنبر الحسيني ، ونقلة كمية عندما اجتذب هذه الجموع الشعبية إلى المنبر الحسيني.


لقد قام الوائلي بتخليص المنبر الحسيني من الخرافات والأساطير والأخطاء والأقاويل. وقام بتهذيب الحزن والبكاء وحولّه إلى أسلوب جديد في الوعي السياسي والفكري والتربية والأخلاق. فهو لم يلغ البكاء على الحسين كما اعتاد السامعون والحاضرون للمنبر الحسيني على مدى التاريخ، لكنه قدّم مصيبة الإمام الحسين (ع) وأهل بيته من خلال العروج عليها في ختام المحاضرة عبر الربط بينها وبين مشهد معّين من حادثة الطف، ويقرأ أبياتاً من الشعر العمودي والشعبي يهز بها مشاعر الحاضرين ويؤجج عواطفهم، بعد أن حلّق بهم في سماء الفكر والعلم والأخلاق.

برز الشيخ الوائلي في فترة الخمسينات والستينات، وهي فترة امتازت باجتياح المد القومي والشيوعي والطائفي للمشهد السياسي والاجتماعي العراقي. فكانت مسؤوليته جسيمة من أجل توجيه الجماهير المؤمنة إلى هذه الأخطار وعدم الخضوع لها أو خوض غمارها، فحافظ بذلك على توازن الشخصية العراقية الملتزمة. لقد نجح الوائلي في مهمة التوعية الجماهيرية من خلال تحسين أداء المنبر الحسيني، وجعله مدرسة عامة لكل الراغبين في الوعي والاستقامة والايمان. لقد استطاع الوائلي بأسلوبه الخاص أن يكمل ما كان يقوم به علماء الحوزة العلمية والمرجعية الدينية من توجيه الأمة نحو الإسلام ومتعايمه ومبادئه، ونحو التمسك برمز التشيع الإمام الحسين (ع) وثورته التي صارت مناراً لكل الثوار والأحرار.


انفتح الوائلي على جميع قطاعات الأمة، فكان الجميع يحترمه، حتى المختلفين معه في الرأي. كان يحظى بثقة الشيعة والسنة، العراقيين وغير العراقيين. فقد كان متواصلاً مع المسلمين في بقاع كثيرة، في سوريا ولبنان والكويت والإمارات ومصر وسوريا وأوربا وغيرها. ولم يكن يشعر سامعه بأنه يختلف عنه لا في الوطن ولا في المذهب، لأنه كان من الوعي والعبقرية ما يجعل غير الشيعي يحترم موضوعيته وإنصافه.

كنت شخصياً أحرص على حضور مجالسه التي يقيمها في ليالي رمضان الكريم في جامع الخلاني أولاً ثم في جامع الهاشمي في الكاظمية. وكنت أشاهد الآلاف من الناس التي جاءت لسماع محاضراته والحرص على الاغتراف من علمه وأدبه. وكانت المساجد تمتلئ، لتفرش الشوارع المجاورة كي يجلس الناس عليها.وكثيراً ما كانت حركة السير تتوقف حيث تجد باصات مصلحة نقل الركاب وسيارات الأجرة والسيارات الخاصة متوقفة حتى تنتهي المحاضرة التي حرص الشيخ أن تبقى محددة بثلاثة أرباع الساعة فقط. لقد فرض الوائلي على كل من سمعه أن يتابع خطبته حتى النهاية، ويحرص على متابعة بقية الخطبة الحسينية. وبقيت أشرطة محاضراته جزء هاماً من التراث الإسلامي المعاصر التي تعبر عن مرحلة هامة من الصحوة الإسلامية من خلال مفردات المنبر الحسيني الذي لعب دوراً في بناء وعي الجماهير. وللأسف لم تتحول إلى كتب أو سلسلة كتيبات مبوبة في موضوعات مختلفة.

وكنا كشباب جامعي غالباً ما نراجعه بعد انتهاء المحاضرة لنسأله عن هذه الفكرة أو ذلك المفهوم، فنجد منه صدراً مفتوحاً ووجهاً مستبشراً، يسمع لنا ونسمع له، يحاورنا ونحاوره، نسأله عن مصادره فيجيب بلا تثاقل أو عجلة. هكذا كان خلقه، أخلاقه أخلاق العالم المتواضع مع حنين أبوي لكل الناس.

كتب الوائلي عدة كتب منها (هوية التشيع) الذي رد فيه على إدعاءات بعض المستشرقين والباحثين السنة بأن التشيع فارسي الأصل، فرد عليهم بأسلوب منهجي وتاريخي يثبت فيه عروبة التشيع. وكتب الوائلي (من فقه الجنس في قنواته المذهبية) الذي يناقش فيه قضايا الزواج في الإسلام مثل تعدد الزوجات وزواج المتعة والزواج بالرقيق والزواج بالكتابيات. وهو كتاب في الفقه المقارن حيث استشهد بآراء ونصوص من مؤلفات أهل السنة. وذكر فيه آراء طريفة من قضايا الزواج والعقد والبنوة وغيرها.

ملحوظة : لموضوع الأخ صلاح عبدالرزاق تتمه ، ولكن حيث أن تتمة موضوعه عرض لكتاب ( تجاربي مع المنبر ) فساستعرض كلامه حين نضع كتب الشيخ ( قدس الله سره الشريف ) .

( يـ،،،،،،،،،ـتـ،،،،،،،،ـبـ،،،،،،،،ـع )





،،،،






،،،




،،




،

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 01:01 PM   رقم المشاركة : 25
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

قيل في رثائه شعراً :

( الوائلي والخلود)



مظفر الصافي


[poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/6.gif" border="ridge,4,sienna" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا ناعياً شيخ المنابر أحمدٍ = مهلاً لقد هزّ المصابٌ حياتي
دعني أكفكف للفقيد مدامعاً =فلقد فقدْت بفقده الخيرات
قد كان كالشمس المضيئة نورٌٍٍٍٍٍٍه = وبه نرى الأحكام والآيات
أبكي على نفسي لأني فاقد = بحراً غزيرَ العلم والكلمات
دعني أكفكف يا خبيرٌ مدامعي =علّي أطفّي حرّة الاهات
اني لفقد الوائليّ مصدََّع =حتى كأني فاقد الحركات
سلْم على شيخ المنابر احمد = سلْم مع الرّحَمات والبركات
من شاعر زاد الفراقٌ همومه = واستمطرَ الأحزان بالحسرات
عرف الأحبة واستضاء بنورهم =فإذا مشوا تركوه في الظّلٌمات
يا وائليّ عليك من ارض العرا=ق وكل ارض طيّب الصّلوات
يابن الحسين بفكره وجهاده =يا وافر الأعمال والحسنات
يا صوت حَقّ في المنابر عالياً = والحق يعلو صوتٌهٌ بثبات
كم قد دعوت الى الحسين بدمعة = فجزاك عنه الله في الغرفات
أحْبَبْتٌ فيك شجاعة عند الحوا=ر تصول فيه بحكمة وأناة
اثْبَتّ اَنّ الكون في جريانه = والأرض والإنسان والحيوات
كلّ مدين للحسين واله = والدّين مبنيّ على الغايات
علّمتنا معنى الحسين وانّه =كون حوى الأفلاك متسقات
أحْبَبْتَه حتى كأنّك حاضر = قتلَ الحسين مضرّجَ الوجنات
فبَكيْتَه حزناً بدمع عاشق = وبكيتَ أولاداً له وبنات
فجزاك ربٌ الكون من جناته = حشراً مع الأبرار في الجنّات
فسّرْتَ آيات بنهج واضح = سهل عميق الفكر والنّظرات
وجعلتَ للتارخ لونا رائعا =ومشيتَ في خطو بلا شطحات
وبنيتَ مدرسة تخرّجَ أهلٌها = قوم الو علم وخيرٌ ثقات
يا ماحي الجهل البغيض بفكره = ها قد رحلت بأحلك الأوقات
يا معدن الخير ومثلك معدن = لا يٌصْدأ الدهرٌ مع الصدعات
أصبحت فخرا للعراق وأهله = يا فخر شيعتنا وفخر اٌبات
فالمجد لا يأتي بحكم ظالم = بل مجدك المحفوف بالحسنات
والمجد مجد الثائرين كما أرى = والعاملين على خطى الثورات
والدين يبني للنفوس معارجاً = نحو التّكامل ترتقي الدرجات
فارتق فديتك يا مٌريد إلى الذرّى = نحو التكامل ثابت الخطوات
وانظر نفوس الراحلين تمثلت = عبرا على التاريخ والصفحات
منها تموت مع الممات وتنتهي = وتكون أخرى دائماً بحياة
تحيا وتحيا في العقول مخّلد = وكذا لمثلك في الزمان الأتي
[/poet]


ت،،،،ح،،،،ي،،،،ا،،،،ت،،،،ي






،،،،





،،،




،،



،

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 01:05 PM   رقم المشاركة : 26
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

قيل في رثائه شعراً :

( عميد المنبر الحسيني )


عواد حسن جاسم العابدي


[poet font="Simplified Arabic,4,burlywood,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="inset,6,chocolate" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
رحل الذي خدم العقيدة وانبرى = يصلي الطغاة بوابل الأفكارِ
رحل الأمين على الرسالةِ شامخاً = كالطودِ يكسر هيبة الإعصار
أمضى حياتةً بالجهادِ مكافحاً = لن يستكين لصطوة الأشرارِ
في كل ركنٍ من ربوع عراقنا = آثارهُ الغراءُ كالأنهارِ
لا بل تعدى بالجهادِ حدودهُ = حتى غدى بالأفق كالأقمارِ
أحيا العقول بصوتهِ إذ لم يكن = إللا كصوت المرتضى الكرارِ
عشق الحسين فيا لها من رحلةٍ = نحو الطفوف لسيد الثوارِ
ما كان يوماً يستميلهُ مطمعٌ = أو يُستفزَ بحاقدٍ غدارِ
موتٌ أبى إللا ألاباءَ تَرفعاً = فوقَ ألأنا في زحمةِ التيارِ
ولجَ النفوسَ بلا رقيبٍ فارتقى = عرشَ القلوبِ كفارسٍ مغوارِ
تشهد لهُ كُل المنابرِ إنهُ = كان الأمينُ أمانة الأبرارِ
طوبى لنفسكَ تُستضاف بكربلا = عند الحُسينِ وصَحبهِ ألأطهارِ
لكنني رغم اليقين بما أرى = أن المآل لجنة الجبارِ
أضحى لفقدك في فؤاديَ موطأٌ = للنائبات تبوحُ بالأسرارِ
إذ أن عيني بالدموع تغالبُ = كتم الشجون فَتَنتَشرُ أخباري
إن كان قُيضَ للتراب أن احتوى = ذاك الرفاةَ فغابَ في الأحجارِ
مازلتَ حياً تستضئُ وتهتدي = فيك العقولُ فأنت كالإنذارِ
من ذا يُغالطُ عقلهُ أن الفنا = في وسعهِ يدنو من الأحبارِ
إن تبكي عيني لا أظنُ دموعها = يا سيدي تُطفي لهيب النارِ
[/poet]


ت،،،،ح،،،،ي،،،،ا،،،،ت،،،،ي






،،،،





،،،




،،



،

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 01:20 PM   رقم المشاركة : 27
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

في وداع الدكتور احمد الوائلي
( عميد المنبر الحسيني وحارسه )


الشاعر / علي الشلاه


فقد العراقيون اليوم علماً من أعلامهم ورمزاً كبيراً من رموز الوعي الثقافي والإسلامي في عراقهم ، وشاعراً مجيداً من شعرائهم ،ولم يكن الدكتور الشيخ أحمد الوائلي مجرد رجل دين ذي حضور في المآتم الحسينية الرصينة والعقلانية بل كان رائداً من رواد الأكاديمية في الدراسة الدينية الحوزية مثله مثل الشاعر الكبير الدكتور مصطفى جمال الدين رحمه الله .

آلاف المآتم وملايين الأشرطة كانت مادة الدكتور الوائلي للتغيير بأبعاده كلها ، ولم يكن ذلك موجهاً للدفاع عن فكر أهل البيت لدى أبناء المدارس الأخرى بل وفي داخل مدرسة أهل البيت وضد الجهلة من أتباعها وهي معركته الأكبر التي عانى من خلالها مثل ما عانى من النظام الطائفي العنصري التكريتي الذي كان يجد فيه عدواً لدوداً لأنه يقدم الفكر الإسلامي بأصوله ومفاهيمه الناصعة دون لبس أو خرافات وحين كنت اعد أطروحتي في الماجستير ( كربلاء في الشعر العربي الحديث ) عام 1992م في الأردن استمعت من اجل البحث وباستمتاع كبير إلى عشرات الأشرطة من محاضرات الشيخ الدكتور وأدركت انه يقول كلاماً جريئاً هاماً لا يمكن أن تقبله العامة إلا منه ، حتى خيل إليّ انه كان من الأصول القليلة التي لا اختلاف عليها لدينا، وإذا كان يمكن لي أن اسمي أساتذتي المباشرين وغير المباشرين فإنني اسمي الدكتور الوائلي أولهم منذ كنت طفلاً في الرابعة يصحبني أبي إلى مدخل شارع الجمعية عشرة ليال لسماع الشيخ الوئلي وعشرة أخرى لسماع الشيخ عبد الزهرة الكعبي في شارع الحدادين / في باب المشهد وسط مدينة الحلة ، ثم كانت لتسجيلاته ولسماعه الحي من الإذاعة الإيرانية في الساعة الواحدة من ظهر كل يوم أثرها الحي في وفي عائلتي .

ومن الطريف أن أزلام الأمن الذين حضروا لاعتقال أخي الأكبر عباس عام 1994م فوجئوا بأختي الصغرى تستمع إلى الشيخ الوائلي من آلة التسجيل فسألها الشرطي من الذي يسمع الوائلي فصاح أخي الثاني حسن أنا وليس هي فاعتقل حسن لأربعة اشهر قبل أن تتصرف الرشوة في إطلاقه وإطلاق من اعتقلوا معه .

ولعل الشيخ الوائلي المحكوم بالإعدام بتهمة توعية الناس وتعليمهم يدرك اليوم بين يدي ربه عظمة الدور الذي أداه ، فقد نافح بكل ما أوتي من مواهب وعلوم عن الحق الذي اعتقده ولم يتراجع يوماً أو ينهزم أمام محاور أو سائل منتصراً بالحجة والبيان معاً ولعلنا جميعاً مدينون لكتابه هوية التشيع في تعريف المسلمين ببعضهم دون خرافات وعنصريات ، لم يكن الوائلي طائفياً في محاضراته بل كان موضوعياً يعامل المنبر الحسيني ومستمعيه معاملة الطلبة في الحرم الجامعي من معلومات ولغة حوار ومدة زمنية أيضاً ،وقد لاحظت انه يحترم ويعظم العلماء الذين يختلف معهم حتى وهو يختلف معهم ويجد هنات أو عصبيات في كتبهم أو آرائهم .


رحم الله الدكتور الوائلي وأهلا به في النجف موطن صباه الذي طالما تغزل به شعراً وهو الشاعر العمودي الفحل الذي يروي قصائده في المآتم ولا ينسبها إلى نفسه تواضعاً وهو العراقي العربي المسلم الغيور على وطنه وقبله على عقيدته ، وإذا سأل سائل لماذا أصفه بالعراقي والعربي أقول له اقرأ شعره واعقل كتابه هوية التشيع لتدرك ما قلته . والسلام عليه أبداً فقد كنا نتمنى أن نصغي إليه ثانية بعد أن آب كل إلى صوته وعاد العراق إلى بيته ، لكن قدر العراق في محنته أن يودع كبار رموزه في الغربة وهاهو يعود إلى العراق أو يعود العراق إليه .

ت،،،،ح،،،،ي،،،،ا،،،،ت،،،،ي






،،،،





،،،




،،



،

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 01:54 PM   رقم المشاركة : 28
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

قيل في رثائه شعراً :

( صورٌ عاشت بذاكرتي )


الشاعر زهير سعيد المخزومي



[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/8.gif" border="outset,8,darkblue" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أرثيك بـالدمع لن أُرثيكَ بـالقلمِ = يـا دوحةَ الشعرِ والأبياتِ والنَغَمِ
أفنيتَ عمركَ والأيـامُ شـاهـدةٌ =عن نصرةِ الحقِ لـمْ تغفو ولَمْ تَنَمِ
يـاصرخةَ الـمنبرِ الغراءَ مابرحتْ=جيـلا بجيلٍ تبني كُـلَ مُنْهَدَمِ
كم ذا تـمرُّ على أفكاريْ كالصُوَرِ=أبكي اذا عُرضتْ في خاطري وفمي
عندي له صورٌ عاشتْ بـذاكـرتي=مامرَّت الصورُ حتى إعتلتْ هممي
عندي لـه صورٌ عـجزاً تفسرهـا=عن حبـه المرتضى في قمة القِمَمِ
أبدتْ ليّ الصورُ ذكـرى تؤلِّـمُني=رسـماً بصفحتها للصادقِ الشَهِمِ
ابكي وتحملها في القلب ذاكرتــي=إنـي اليك جـليسٌ قــادني قـدمي
في روضة الطهر بنتِ الطهرِ فاطمةٍ=أصغي إليك تحدث والـهوى نغـمي
فسألتني كيــف الــديــار واهلـها=وسألتَ عـن جُـرح الغـري المعـدم
أرايت كيف الــدار تبكي لأهلها=وتهـز حلــوُ الـذكـرياتِ الارسـمِ
وتغيب نــوحــاً للـحسين وعـبرةً=وتغيب زهواً عـن شفاهي ومبسمي
ناحتْ لكَ النجفُ العَلياءُ وأهتظمتْ=حنّانـةُ الخيرِ يـا أنشودة ألألمِ[1]
ومسجدُ الحـيِّ[2] إذْ يـبكى له أسفاً=وشارعُ الخُطَبا والكُـلُّ في نَدَمِ[3]
حـتى كُميلاً بـكى شوقـاً لرؤيته=إذْ أنَّ مرقدَه مـثوىً لذي الكَرَم[4]ِ
جادتْ لكَ النجفُ الثكلى بدمعتها=مـا بين مُكتئبٍ بـاكٍ ومُـهتظَمِ
أنباءُ فـقدكِ للعشّاقِ تُـؤلِـمُهمْ=يـا مُرشِداً للعُلا يُنبيـكَ ذا ألمي
كُنّا نَـحِنُّ إلـى أيـامِ بـلدتـنا= والـدهرُ جـامعُنا في روضةِ النِعَمِ
صَدْرَيَـنِ في بلدي والشيخ مكتَبُةُ[5]=والسيدُ الشَهِمُ فـي الطفِِ كالعَلَمِِ[6]
كَـمْ مـنبرٌ بطلٌ غنَّتْ بـهِ النجفُ=كـالسيّد الشُبَّرِ ذا الثابـتِ القَدَم[7]ِ
انـوارُ كـانوا هُـمُ أعلامُ إنـهم=واليـومُ كُـلِهُمُ راحـوا إلى العَدَمِ
لـكنَّما بـقيتْ آثـارُ صـولتِهِمْ=مـا دامَ مِنْ ألـمٍ في وجـهِ مُنتقِمِ
في كل عـامٍ لنا حزنٌ يُـمَزِّقُـنا=نـبكي عليـه بدمعٍ هـاطلٍ ودَمِ
في عامنا ذاك قـد اخفى لنا الاجلُ=بـين التراب زعيمَ العُرب والعَجَم[8]ِ
واليوم يـرحلُ عنّا عالـماً عَـلَماً=مـامثـله مـددٌ للـحبر والقَـلَمِ
في كل ناحـية أرختْ لـنا مُقـلٌ=دمـعاً نُذرّفـه نـاراً مـن الضَرِمِ
يابـن البتول ألا نـحظى بطلعتكم=والـهمُّ يـنفرجُ ياكـاشفَ الغُمَمِ
صوتاً لنهضتكمْ بالـحقِ نسمعُـهُ=يُـنْبي بنصرتـنا في البيـت والحَرَمِ
[/poet]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

الحواشي السفلية :

[1] الحنانة حي في النجف الاشرف فيه مقام لرأس الحسين عليه السلام وقد حنت النوق فيه عند عودتها من كربلاء في الشام .
[2] حي الحنانة في النجف الاشرف .
[3] شارع الخطباء الذي كان يسكن فيه الخطيب الفقيد الدكتور الشيخ احمد الوائلي في النجف الاشرف .
[4] بالقرب من مرقد كميل وفي داخل مسجده هناك قبر للشيخ الفقيد الدكتور أحمد الوائلي قد أعده لدفنه فيه منذ كان في العراق .
[5] كان المرجع الديني الشهيد السيد محمد باقر الصدر يقول عن الشيخ الفقيد المكتبة المنتقلة .
[6] المرجع الديني الأعلى الإمام الراحل السيد محمد مهدي الشيرازي .
[7] الخطيب العلامة السيد جواد شبّر الحسيني
[8] المرجع الديني الأعلى الإمام الراحل السيد محمد مهدي الشيرازي .


ت،،،،ح،،،،ي،،،،ا،،،،ت،،،،ي






،،،،





،،،




،،



،

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 02:11 PM   رقم المشاركة : 29
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

قيل في رثائه شعراً :

( دوران حول شخصية الوائلي )


الشاعر ياسر الغريب


[poet font="Simplified Arabic,4,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/12.gif" border="outset,4,red" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ياما أَحَبَّتْكَ الحياةُ تَمّتُعا= والموتُ أيضا قد أحبَّكَ مُولَعَا
وحصلتَ أنت على نصيبِ الغيثِ منْ= عينِ الوجودِ وما أجلَّ الأدمعا
ما سرُّ حبك يا ترى؟ هل نغمةٌ= من سربِ صوتك تستشيرُ المسمعا
أم أنتَ أنضجتَ الخطابة فاستوتْ= زاداً لأدمغةٍ وأفئدةٍ مَعَا
أم لا لشيء غير أنك شاعرٌ= غنّى على وترِ الحياةِ فأبدعا
إنا ليؤسفنا نزولُكَ فجأةً= من منبرٍ تسمو عليهِ تَرَبُّعَا
لكنّ من حق العظيم كما سعى= بجهادهِ أن يستريحَ ويَهْجَعَا
والآن روحُك تنتشي في برزخٍ= وتحطُّ في وادي السلام تموضعا
واسعدْ فإن الله أثَّث جنَّةً= هي فوقَ ما شَطَحَ الخيالُ توقعا
أعطاك «أهلُ البيت» خارطةَ الهدى= فسلكتَ دربكَ طامحاً متشرعا
وحفرتَ تبحثُ عن أباريق السنا= وجريتَ خلفَ حقيقة متتبعا
ولقيتَ من قهرِ الظروف فظائعا= لكن أبى الإيمانُ أن يتراجعا
وكما تعبتَ فأنت أتعبت السرى= والصعبُ صار إلى جنابك طيِّعا
وإذا بكنزك عطرُ روحانيةٍ= من ربِّكَ الأعلى انتشى متضوعا
ورأيتَ أنَّ المجدَ لا يأتي إلى= من ظلَّ في عُقْرِ (الأنا) متقوقعا

يا أيها الغرِّيدُ في جوِّ النهى= بوركتَ منطيقاً بليغاً مُصقعا
ولكلِّ من أبدى علامة حيرةٍ= أهديتَهُ طبعاً جواباً مقنعا
ولكمْ عشقتَ الماءَ وهو موزعٌ= في الكونِ إلا ذلك (المستنقعا)
أنت الصريحُ وصنوُ ذاتِك جرأةٌ= ووردتَ في مغنى الحوار منابعا


كنتَ انفتاحياً تعيشُ على الربى= لتكونَ أقربَ للسماء تطلعا
كوّنتَ من تلك النجوم حديقةً= وأبيتَ إلا «وسطها» أن تزرعا
وكتبتَ في البدر المنير قصائداً= وأزحتَ عن وجهِ السماءِ البرقعا
ورأيت أحلى ماستشفَ من الهدى= وإذا بذهنك باليقين ترصعا


ماذا أسمي نفسك المثلى وكمْ= سَكَبَتْ بآنيةِ الولاء تبرعا
عيناكَ علَّمتا المحبين الندى= والدمعُ ماءُ الحبِّ أحيا البلقعا
وجبينكَ التاريخُ قصاص الأسى= يحكي بمأساة الحسين المصرعا
سلسلتَ طبعك وهو نهر مآثرٍ= وكرهتَ في دنياك أن تتطبعا
وبرغمِ شهرتك الولودة في الدُّنا= ما كنتَ إلا شاهقاً متواضعا


يا شيخُ عدتَ إلى العراق صبابةً= وَرَجَعْتَ في كفِّ الطبيعة إصبعا
والأرض من فرط الحنينِ إليك قد= ضمَّتكَ حيثُ أعدتِ المستودعا
والنخلُ أهداكَ الجذوع تقرباً= فتمركزتْ عن جانبيك تَخَشُّعا
والرافدانِ تسابقا وتنافسا= في سقي قبرك فاستحمَّ فأمرعا
وافخر فحولَكَ سادةٌ ما إن أتى= أحدٌ لهم إلا وصارَ مشعشعا


يا وائلي وفي النداء مشاعرٌ= تُشوى على نار الوداعِ توجُّعا
والشعرُ هذا الكائن المسكين لا= يرثيك إلا بعد أن يتفرقعا
وبقدرِ آلام انفجارٍ صاخبٍ= تأتيك عاطفةُ القصيد تفجعا
حاولتُ أن أحويك في مرثيةٍ= لكنّ طيفَكَ في الجهاتِ توزعا
إذ أنتَ أكبرُ من مساحةِ صفحتي= والبحرُ هل يحويه كأسٌ أو وعا
وإن ابتنى القَدَرُ المشيِّدُ حائطاً= مابيننا ليكونَ سداً أمنعا
سنراك من ثقبٍ صغيرٍ وَسْطَهُ= شخصيةً عظمى وفذاً أروعا
والخلدُ يكتبُ من سنينكَ قصةً= لقوافل الأجيال لن تتقشعا
يا سيدي والشكرُ عصفور الوفا= أطلقتُه حراً لروحك ساجعا
حسبي بأنك في الحياة معلمي= ودمي على كلتا يديك تشيعا
[/poet]

ت،،،،ح،،،،ي،،،،ا،،،،ت،،،،ي






،،،،





،،،




،،



،

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 02:22 PM   رقم المشاركة : 30
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

قيل في رثائه شعراً :

( أستاذ المنابر )


الشاعر عبد الله الأقزم


[poet font="Simplified Arabic,4,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="inset,4,orangered" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
منابرُ في نار ٍ منَ الحسراتِ = لـهـا فـي افـتـقـادِ الـبـدرِ أقـسـى شتـاتِ
أيرحلُ عنْ عمق ِ المنابرِ كوكبٌ = و فــيـنـا طـوابـيـرٌ مـنَ الـظـلـماتِ
و فـيـنـا جـراحـاتُ النخيل و مـأتـمٌ = مـيـاهـهُ تـأريـخٌ مـنَ الـكـربـاتِ
وفـيـنـا اشـتـعـالاتُ الـقـصـائدِ لـم تـزلْ = تـُـفـجـِّـرُ أحـزانـاً بـكـلِّ جـهـاتِ
و فـيـنـا مـآسـي كـربـلاءِ تـُـذيـقــنــا = فـصـولاً مـنَ الأشجـان ِ و الـعبـراتِ
ذرعـنـا زوايـا الويـل ِ فـي كـلِّ لــفـتـةٍ = عـلـى كـلِّ شـبـر ٍ نـصـطـلي بـوفـاةِ
مـسـافـاتُ أوجـاع ٍ تـلـوذ بـنـقـطـةٍ = تـوسـِّـعُ فـيـنـا الـجـرحَ و الـصـرخـاتِ
تـُـضـيـفُ إلـى الأرقـام ِ محـنـة أسـطـرٍ = جـرى هـمُّـهـا في أبحـرِ الـصـفـحـاتِ
بـمـصـرع ِ أسـتـاذِ الـمـنـابـرِ كـلـِّهـا = يـضـيـعُ مـنَ الـصحراءِ أحـلى حـيـاةِ
يـغـيـبُ عـن الآلـفـاظ مـعـنـى كـوكـبٍ = فـعـاشَ بـنـا الـتـصويـرُ مـعـنى شـتـاتِ
رجـعـنـا إلـى ذكـرى الـجـمـال ِ شرائـطاً = لها فـي اكـتـمال ِ الـبـدر ِ خـيرُ صـلاةِ
مـع الـوائـلـي عـشـنـا دقـائـقَ لـذةٍ = فــفـزنـا بـعـمـرٍ مُـتـرَع ِ الــبـركـاتِ
تـنـالُ بـعـشـق الـوائـليِّ مـنـابـرٌ = خـزائـنَ فـكـرٍ وافـرِ الـثـرواتِ
مـع الـوائـلـي دارُ الـجـمـال ِ تـوسـَّـعـتْ = فـتـحـيـا إلـى العلياءِ أحـلـى صـفـاتِ
مـع الـوائـلـي تـجـري الـسواقـي مـجـرَّةً = تـفـضُّ احـتـقـانَ الـفـكـرِ بـالـظلـمـاتِ
تـفـضُّ احـتـبـاسَ الـجـذرِ بـيـن عـوالـمٍ = تـُصـادرُ عـلـمـاً نـيـِّرَ الـخـطواتِ
ولـدنـا مـرايـا دمـعـةٍ عـلـويَّـةٍ = تـُضـيءُ لـنـا شوطـاً مـنَ الحـسـناتِ
بـغـابـاتِ عـلـم الـوائـلـيِّ جـذورُنـا = هـدايـا لـمـيـلادٍ مـنَ الـعـبـقـاتِ
[/poet]

ت،،،،ح،،،،ي،،،،ا،،،،ت،،،،ي






،،،،





،،،




،،



،

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 07:29 PM   رقم المشاركة : 31
الهدهد
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية الهدهد
 





افتراضي

<< رأي الشيخ الدكتور أحمد الوائلي حول الشعائر الحسينية >>


بعد أن استعرض سماحة الشيخ الوائلي القيمة الحركية للشعائر الحسينية ودورها في تقويض الدولة الأموية والعباسية.. وفي سياق الموضوع المطروح حول الشعائر الحسينية وتحريفها، وأثناء محاضرة قيمة لسماحته أمام حشد كبير من المؤمنين قال سماحته: «أراد البعض تفريغ قضية الإقبال على الدين من محتوياتها بتحويلها إلى معاني ظاهرية، وبدل أن يحمل النبي أو الحسين بفكره، يحمله بمشاعره... فهناك شعرة من لحية النبي موضوعة بالمتحف وهذه العصا للتبرك وهكذا البردة» وأضاف: «حاولوا تفريغ المحتوى الديني إلى شكليات فينصرف الإنسان عن اللباب ويتمسّك بالقشور... وبدل ما نقدّسه كجذوة ونور نقدّسه كثوب أو عصا». ثمّ قال منفعلاً بلهجته الشعبية المحبوبة: «هذه محاولة قزمية، محاولة فاشلة، بدل ما نحمل مبادئ الحسين، نحمل شكليات، وهذا المعنى دعمه الاستعمار بكل ما يملك من قوة، أي حاول أن يحوّل المظاهر الحسينية من كونها فكرة وعقيدة وجذوة إلى شكليات ممزوجة، ولكن ما هي هذه الشكليات الممزوجة»؟

فزفر زفرات مرّة على الواقع الإسلامي المرّ وراح يقول: «يقول البعض انّ من أسباب قيام الدين أن نستعمل القامة.. هذا الدين متوقف على استعمال القامة أو نسوّي نار نعبر عليها.. (ويتصوّرون) انّ هذه القامة والنار يتوقف عليها إحياء الدين..

(وترى) بعضهم مصرّين أن يشترون بعيرة ويُركِبون عليها واحد ايسوّوه عليل ويمشون بهايد بارك بلندن...».

واستنكر سماحة الشيخ الوائلي ذلك قائلاً: «أنت تتصوّر هؤلاء على رسلهم؟.. لا.. مو على رسلهم! هذا الذي يريد تحويل الحسين إلى مسخرة، أو مهزلة.. ليس على رسله».

وهنا غضب سماحة الشيخ الوائلي وصرخ بمرارة قائلاً: «.... أنتم في أيّ عصر؟ في أيّ تاريخ أنتم؟ انّكم ترقصون على جراحنا.. تلعبون على جراحنا...

تعالوا تأدّبوا بآداب الحسين تخلّقوا بأخلاق الحسين.. اتبّعوا مبادئ الحسين اتّبعوا مبادئ أهل البيت»!! ثمّ تنفّس الشيخ الصعداء ونقل قصّة عن ذاك الذي جاء إلى الإمام الصادق(ع) وشكى له اتّهام الناس له بأنّه (جعفري) وكيف انّ الصادق قال: والله ما أقلّ مَنْ يسمع جعفر بن محمد منكم.. وليس فيكم من يحمل أخلاقنا ولا آدابنا ولا عزمنا..» وأضاف مستنهضاً القيم الرسالية قائلاً: «نريد يصير عدكم عزيمة الحسين، أن يكون لديكم صلابة الحسين... خُلق الحسين... آداب الحسين... مو جايين تحاولون نصل إلى مستويات نكون مخرفّين في أنظار الناس... الحسين خُلُق... الحسين فكرة... الحسين عزيمة... الحسين دين... تحلّى بشخصيته... تحلّى بموقفه... لا تجيلي (تأتي لي) بعمل غوغائي مهرّج تحولني في نظر الناس إلى تافه.. الحسين (ما أجه) لم يأت ليتحول إلى وسيلة من وسائل الابتزاز والسخف والخرافات... نعم الشعائر تحيى بالدين، بالأخلاق، بالقيم.. تحيى الشعائر بالوسائل المشروعة، بالوسائل العلمية.. (انّ هذه الممارسات كلّها محاولات وراءها أيادي مشبوهة.. انّ الحسين فكر.. الحسين عطاء.. الحسين جهاد في سبيل الله... بعدها راح سماحة الشيخ الوائلي يسخر وبمرارة من ذلك الذي يقول على المنبر انّ الإمام الحسين قتل 12 ألف خلال ساعة واحدة وقال: إنّ الإمام الحسين ما قاتل بمعجزة... ولو قاتل بمعجزة لقتل أكثر من هذا العدد» وأضاف: لا تجعلوا الناس يرمون فكرنا بالخرافة... بالتفاهة.. انّ هذا وراءه أيادي أثيمة... وراءه أيادي تلعب دورها.. يجيلك (يأتي لك) يتباكى... أتشوف لحية وعمامة وتكول إي والله هذا هدف مشروع... يا أخي انّ وجودنا الإسلامي أهم من هذا اللون من الترّهات».

وقال: «هذا الحسين في عظمته، هذا الحسين في ضخامته، هذا الحسين في عطائه ما جاء ليملأ قراح خمسة من المخرفّين المرتزقة التافهين... انّ هذه محاولات للتغطية على عطاء الطف الذي سيبقى دماً يحمل صوتاً هادراً في وجوه الظالمين...».


من موقع دار الولاية للثقافة والإعلام
http://www.alwelayah.net/esdarat/tawthikiy.../seyana/2.htm#5

 

 

 توقيع الهدهد :

سيبقى الرأيُ الآخرُ المُقصَى
والفكرُ المختلفُ المضايقُ
ملوّحاً لمن سيأتي مادام هناك مساحةٌ من الصوتِ أو حتى الصمتِ .

الهدهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-09-2003, 03:08 PM   رقم المشاركة : 32
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

والآن مع من يعشق صوت شيخنا الراحل ، مع من تعايش مع صوته الهادر المعطا ، مع من تناغم مع صياحته الولائية ، نرفق هذه المحاضرات المستقاة من موقعه ، لعل من يريد أن يستمع إلى أي محاضرة أن يقوم بتحميلها من هذه الصفحات ، والدعاء له وللقائمين على هذه الصفحة بالرحمة والمغفرة .

المحاضرات للأستماع أو التحميل :



محاضرات محرم الحرام سنة 1401هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1401.html[/WEB]

محاضرات محرم الحرام لسنة 1402هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1402.html [/WEB]

محاضران محرم الحرام لسنة 1403هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1403.html [/WEB]

محاضرات محرم الحرام لسنة 1404هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1404.html[/WEB]

محاضرات محرم الحرام لسنة 1405هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1405.html[/WEB]

محاضرات محرم الحرام لسنة 1406هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1406.html[/WEB]

محاضرات رمضان المبارك لسنة 1406هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/ramadan1406.html[/WEB]

محضرات محرم الحرام لسنة 1407هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1407.html[/WEB]

محاضرات محرم الحرام لعام 1408هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1408.html [/WEB]

محاضرات محرم الحرام لعام 1409هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1409.html [/WEB]

محاضرات رمضان المبارك لعام 1409هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/ramadan1409.html [/WEB]

محاضرات محرم الحرام لعام 1410هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1410.html[/WEB]

محاضرات محرم الحرام لعام 1411هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1411.html [/WEB]

محاضرات محرم الحرام لعام 1415هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1415.html [/WEB]

محاضرات محرم الحرام لعام 1417هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1417.html [/WEB]

محاضرات محرم الحرام لعام 1418هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1418.html [/WEB]

محاضرات محرم الحرام لعام 1419هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1419.html [/WEB]

*******http://213.64.229.242:7777/moharam1420.html [/WEB]

محاضرات شهر صفر الحرام لعام 1420هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/safar1420.htm[/WEB]

محاضرات شهر محرم الحرام لعام 1421هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1421.html [/WEB]

محاضرات شهر صفر الحرام لعام 1421هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/safar1421.html[/WEB]

محاضرات رمضان المبارك لعام 1421هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/ramadan1421.html [/WEB]

محاضرات محرم الحرام لعام 1422هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1422.html[/WEB]

محاضرات شهر صفر الحرام لعام 1422هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/safar1422.html [/WEB]

محاضرات شهر رمضان المبارك لعام 1422هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/ramadan1422.html [/WEB]

محاضرات محرم الحرام لعام 1424هـ :
*******http://213.64.229.242:7777/moharam1424.html [/WEB]

محاضرات متفرقة للشيخ ( قدس الله سره الشريف ) :
*******http://213.64.229.242:7777/motafereqat.html [/WEB]

مقابلة الشيخ الوائلي ( قدس الله سره ) مع شبكة تلفزيون ( ANN ) :
*******http://213.64.229.242:7777/ANN_Interview/index.htm [/WEB]

مكالمة لأحد الأخوان مع الشيخ ( قدس الله سره الشريف ) أيام مرضه :

http://213.64.229.242:7777/Call/Call_with_..._Dr_alwaeli.mp3

تحياتي للجميع بالتوفيق ،،،،،،

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-09-2003, 07:04 PM   رقم المشاركة : 33
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

صور الشيخ المستقاه من موقع الشيخ الوائلي ( قدس سره الشريف ) :












































































 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-09-2003, 07:11 PM   رقم المشاركة : 34
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

صور الشيخ الخاصة بمنتديات الطرف :

































***10***تحياتي الخالصة للجميع ***10***



،،،،






،،،




،،



،

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-09-2003, 11:55 AM   رقم المشاركة : 35
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي


وهذه بعض كتب الشيخ أحمد الوائلي ( قدس الله روحه الشريفة ) ، علماً أن بعض هذه الكتب هي حصيلة جهد منتديات الطرف خاصة .

1- الديوان الأول ( خاص بمنتديات الطرف ولأول مرة يعرض بالإنترنت ) .

http://www.altaraf.com/up/up/diwan1.rar


2- أخر كتاب كتبه الشيخ ( رحمة الله عليه ) (( تجاربي مع المنبر )) ( خاص بمنتديات الطرف ولأول مرة يعرض بالإنترنت ) .

http://www.altaraf.com/up/up/tajreb.zip


3- كتاب هوية التشيع .

http://www.altaraf.com/up/up/hwiat.zip

والبقية تأتي تباعاً ..

تحياتي للجميع





،،،،








،،،






،،




،

.

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد