الجزء 16 :
في حفل محفوف وسط بيتهم نزلت ريما من الدرج المزين بورد وسط زغاريد والدتها وبقية أهلها ،
وقفنا انا والجازي وسارا معها
ماأن رأتنا حتى ابتسمت بعد عبوس لاأعرف سببه ، أشارت لها سارا بفمها بما معنى "ابتسمي" ولكن لاأعرف لم هذا الإرتباك لم أتوقعها تخاف هكذا ،
وصلت الى "مكان جلوسها تلهث" ، لأقترب للسلام عليها مسكت يدي وتطلب منّي الجلوس
ماببك ؟؟؟ لايوجد أحد غريب
: لاأعرف "وهي تنهت" ضحكت عليها لأقبلها ثم أبارك لها
: كيف شكلي ؟
: قمر
: لاتكذبي
: صدّقيني لاأجامل جميلة جداً وتسريحة شعرك مميزة ،
: آآه لاأعرف لم يعجبني عملها كثيراً
إنضمت إلينا سارا والجازي لنجلس بقربها نزيل الرهبة عنها ،،
صالة كبيرة بها عدد لابأس به من النساء بعضهم يرقص والبعض الآخر انشغل بالأحاديث ،
قامت سارا والجازي للرقص بينما جلست أشجعهم وأرجع للكلام معها الى حين اقتربت والدتها وهي تقول "عبدالمحسن سيصل"
قمت بسرعه لأني اجلس مكانه
حين دخل محسن جلس بقربها ليلبسها الشبّكه ويلتقطو الصور مع بعضهم
ياألله ماأجمل الحب هكذا كانت تقول لجازي لتكمل : ويقولون التقليدي مثل الحب !
يكذبون على أنفسهم ،
قطع حديثنا محسن وهو يلوّح لنا ،
قمت للسلام عليه انا وسارا
كيف حالك ؟؟؟ منذ زمن لم أرك !!
: اهلاً يامحسن الف الف مبرووك
: شكراً الفال لك ، أخبريني أين سارا ؟
: ماذا
وبحركة تمثيليه التفت إليها ثم قال اوووه ؟؟ كيف تغيّرت هكذا يافتاة ؟؟؟
الله يطول بعمرك ياصانع أدوات التجميل
قهقهت عليه من الضحك بينما هي نظرت له بنظرات ثم رفعت قبضتها "بدون ان يلحظها أحد" ليضحك هو ،
: سأريك ولكن ليس أمام الجميع ،، ياخسارة هذا الجمال الذي ذهب لمن لايستحق !!
: والله من الواهي <=== وهو يقلّد كلمتها المعتادة
حين رجعت لمكاني لمحت "ضوء الهاتف" مسج ،
تناولت هاتفي وفتحت الرساله : ( اخاف عليك من كميّة اشتياقي ، اتمنى ان تكون بأتم صحة ياحبيبتي )
ورقم الهاتف "غير معروف" !!
نظرت لسارا لأقول لها كيف يعني غير معروف !!
: ربّما لأن هاتفك الآن اصبح دولي والرقم غير معرّف !!
مالمكتوب ؟؟
أريتها لتصيح يوووه من هذا المعجب السري ؟؟
: لاأعرف
انقبض صدري ، بالتأكيد ليس من الكويت !! من بلد آخر !!
من أين ياترى !!
انشغلت فترة ليست قليلة حتّى مللت من التفكير لأرجع للحفل مرة أخرى ،
بعد ان خرج الضيوف قامت ريما لتبدّل ملابسها وتنزل بقميص عادي ونجلس مع بعضنا قليلاً
استعدنا ذكرياتنا معاً حين هممت بالوقوف ترجّتني ارجوكم اجلسو بعض الشيئ
الساعه الرابعة صبااحاً !! سينام أهلك !!
: لاعليكم ابقو !
: لاأستطيع التأخر فهد ينتظرني وطائرتنا غداً ظهراً ،،،
: يووه ياليتكم بقيتكم يوماً زياده
: لانريد ان يكرهنا محسن يكفي الليلة
ابتسمت ثم قمنا لنودعها ونمشي اكملنا سهرتنا مع الجازي بعدها استسلمنا للنوم ساعة فقط جلسنا مسرعين بعدها لنذهب للمطار ،
،
،
حين عدت الى المنزل أخذتني أمي بأحضان واستقبلتني استقبالاً مبالغ فيه ضحكت عليها مابك ياأمي كله يومان ؟؟
انت نور البيت ومشعله "والكلام الذي اعتادت على قوله كلّما عدت من السفر" ولكن هذه المرة دعت ربّها ان يعينها على فراقي حين أتزوج !!
ومادخل الزواج الآن ؟؟؟
ضحكت ريم لتقول كلام الأمهات الدائم ان لم نتزوج لم يعجبهم وان تزوجنا زعلو !!
وضعت رأسي على كتفها وامسكت ذراعها بكفي وانا اقول لن اتزوج سأبقى معها ،
: لاأريد ان يبقى عندي احد لتصرخ ريم بصوت عالي وهي تقول رأيت رأيت ،، قلت لك
حين دلفت إلى غرفتي دخلت معي أمي لترتب ثيابي حسب "ماقالته" ولكن ماأن خرجت ريم واغلقت الباب حتى سحبتني الى الكنبة واجلستني
أريدك بموضوع ياابنتي ،
: آمري ؟؟
تكلمت معي عن بنات خالتي وأزواجهم وحياتهم السعيده ، وآخر البنت لبيت زوجها
استمعت لها وقلبي يدق بشدة !!
أحسست ان بالأمر عريساً ،
قطعت أمي الشك باليقين لتخبرني "أم احمد اتصلت لتخطبك البارحه" !
ماذا الدكتور احمد خطبني !!!
: نعم لم ؟
: لاأعرف ، لم أتوقعه يفعلها في يوم !
: لم لاا ؟! انت تمدحينه وتثنين على اخلاقه ليل نهار حين اتصلت بي سعدت كثيراً لان علامات الإعجاب واضحة عليك ،
: لالا ليس اعجاباً ولكني امدح اخلاقه فقط
: ماذا يعيب احمد ؟؟
: لاشيئ
: إذاً لم ترتجفين هكذا ؟؟؟ انت تخيفيني عليك ياابنتي !!
: لاشيئ ياأمي يمكن انه ارتباك ،،
: أروى افتحيلي قلبك هل هناك خطب ما ؟!
: ابداً ربّما متعبة من السفر ،
: إذاً لامانع لديك من الزواج ؟؟
صمت ، لاأعلم ماذا أقول
: عموماً لم يحدث شيئ للآن سنسأل عليه وبعدها لكل حادث حديث ،،
خرجت أمي لأصيح بالخادمه كي تجلب لي كوب ماء بارد أخذت معه اسبرين من رأسي الذي سينفجر !
لم خفت هكذا !!
لم أخف وحسب بل ارتعبت من فكرة الزواج منه !! لاأعلم لم انقبض قلبي كثيراً ،،
الدكتور احمد لايستحق الا كل خير اخاف ان ينجرح !
،
،
بدأت اتحاشى النظر إليه او التعامل معه في المستشفى ، أذهب لمكتبي عند الفتيات حين يخرج المريض بإنتظار الآخر ،،
لاأعلم هل هذا هو مايسمونه الحياء ! ولكني لاأحس بإحراج ، فقط لاأرغب بأن نبقى أنا وهو بمكان واحد !!
ذات يوم طلبني بحجة أوراق يسألني عليها ،،
ولكن سرعان مافاتحني بالموضوع !
: أروى انا اعتذر إن سببت لك احراج
لم يجد جواباً مني ليردف : المسألة كلها قسمه ونصيب لاتحرجي نفسك ولو رفضت فستبقين أخت عزيزه ولن يتغيّر شيئ بالعمل ،
رفعت رأسي لأقول له دكتور أحمد لم لم تعرض علي الموضوع انت ؟!
: لاأعرف !! أمور النساء لاأفهم فيها
: انت ناضج بمافيه الكفابه !
امك على العين والراس ولكن توقعتك ستفاتحني قبل أن تجعلها تتصل !
: أرى بأن البيوت تدخل من أبوابها ، هذا مااعتدنا عليه !
عرفت انه رجل تقليدي حتى النخاع ، لطالما كان كسر القوانين واختلاق شيئ غير متوقّع سيكون له وقع ذكرىً لاينسى ،
احمد رجل ككل الرجال حين يعجب يحادث صديقه
وحين يخطب يكلّم أمه
ولو تزوجنا سنعيش كبقية الأزواج ننجب الأولاد يكبرون ويتخرجون ثم تنتهي حياتنا !!
لم يرق لي تفكيره كثيراً ،، تحتاج الأنثى احياناً لحب يزلزل كيانها ، حب يغيرها فيصبح الخطأ صح والصح ممل وكئيب !
قطع صمتنا ليقول :
: أروى هل تجدين في فعلي شيئاً خارج عن باب الأدب ؟!!
ياأللله انه يتكلم مثلهم !! لن تفهم ياأحمد
ولاأعتقد انه سيفهم
ترائت أمام عيني صور كثيره
صراخ في الملعب ، وقوف تحت المطر ، شوارع وكيلوات نقطعها بدون إحساس ،، كلمات غزل تذيب الجليد ،
وفرض أمور لم أفعلها طوال حياتي ولكني استمتعت بها الى درجة الإدمان بالتفكير فيها !!
ابعد ان ادمنت الجنون سأرجع للعقل مرة أخرى ؟!
أفقت من سرحاني لأجده ينظر إلي ، احرجت لأقول :
لا بالعكس كان قمة الإحترام ،،
هل اسألك سؤالاً وتجاوبني بصراحه
: بالتأكيد
: المعذرة ولكن لم طلقّت ام يارا ؟!
: اختلاف شاسع بالتفكير بيننا
: وهل ترى اننا نتشابه ؟؟
: أظنني معك كأقطاب مغناطيس متنافران متجاذبان
: ومن أين عرفت هذا ؟!
: وصلت لسن نضج كافي كي أعرف مايصلحلي ! نجلاء حب غير عقلاني !
اعجبت بها من اخت الكبيره لأنها صديقتها ، تتردّد على بيتنا وربّما لأنني لاأخرج كثيراً وجدتها المرأه الوحيدة أمامي
فتاة صارخة الجمال ، ونسيت الأمور الأخرى
: مثل ماذا
: المعاملة ياأروى
لو حصل نصيب معي او مع غيري اسألي في البداية عن طريقة معاملته لأهله واصدقاءه بل وحتّى جيرانه !
عدّل من وضع نظارته الطبّية ليقول "ووجنتاه محمرتان" وانا وجدت فيك مايتمناه أي رجل ،
رباااه أعنّـي
لاأريد تأنيب ضمير زياده !!
كان تفكيري من جهه وكلام أخي وأمي من جهه ثانيه !!
عبدالله يأتي كل مساء ليقول بحديث اشبه بالشعر عنه وعن اخلاقه ومدح الناس به ،
امي تفرح كثيراً بهذه الأخبار وتتصل بمنيه لتطلعها على آخر المستجدات ،،
ذات يوم دخلت لي لتقول سنتصل بهم لنبلغهم موافقتنا ،
: ماذا موافقة ماذا !!
: لنا شهر نسأل عليهم ، الى متى ستفكّرين ؟؟؟؟
: انتظري ياأمي أيام أخرى ارجوك أحس بأني غير مرتاحه
: كفاك اوهاماً مادامت الأمور كلها سارت بالإتجاه الصحيح معناه أنه سيكون من نصيبك بإذن الله ،،
اخجلتني أمه كل يومين تتصل وانا أأجل ،،
الامور كلها تسير لصالحك ياابنتي ،، لاتتدلعي !
: ماما افهميني أحس بخوف شدييد
: كل العرائس هكذا يوم خطبني والدك رحمه الله لم انم لأيام ولاآكل خف وزني كثيراً ولكن بعدها أحببته وندمت على وقت لم اعرفه فيه ،،
ثم أردفت وهي تبتسم وانت ستحبين زوجك لاتخافي
أحبه ؟!
انت ياأمي تطلبين الكثير ،،
رأيت نفسي البس ملابسي ثم احمل حقيبتي واخرج ،
ليس لي الا هي اشكي لها ،،
ركبت سيارتي لأقصد بيت سـارا
،
،
هل مايحدث لي طبيعي ؟!
: نعم
: الأمر ليس رهبة زواج فقط !! سارا انت لاتفهميني مثلهم تماماً
أحس بشيئ يكتم على صدري
لا اتخيل انني واحمد سيقفل علينا باب واحد ونصبح اقرب شخصين لبعض
وكل مافكرت بهذا الشيئ انقبض صدري خوفاً !
: ببساطة لأنك تعودت ان تتعاملي معه من رئيس لمرؤوس وهذا سبب نفورك وخوفك ولكن ماأن تتزوجو ستذوب هذه الأشياء كلها !!
لاأعرف لاأظن الأمر هكذا !!
يبدو أن ترسبات الماضي تحوم حولي كسرطان لعين دمّر خلايا جسمي !!
امسيت اعقد مقارنات بكل شيئ !
: انت مخطئة جملة وتفصيلاً من يركض وراء الماضي يبقى كما هوو ان لم يتأخر فلم يتقدم !!
انظري لمستقبلك المشرق ولاتلتفتي للوراء ،،
: تعتقدين انه مشرق حقاً ؟؟؟؟؟
: لاحياة بدون تفاؤل وإلا لإنتهت امانينا قبل ان تبدأ ،،
قمت لأحضنها وسط ضحكها ماهذا الجوع العاطفي الذي لديك ثم تعالي هنا
كيف تعطين هذا الرجل رقم هاتفي
: اتصل بك ؟؟؟
: نعم !
: لم أعطه واللله ! فقط أخبرته انك لم توافقي ،، المهم اخبريني وماهو ردّك ؟!
: باختصار وبكلمة واحدة خائفه !
لست دمية ان ابعدوها عنه احتاجها ولو كانت معه لعب بها حتى يملّها !!
لو فكّرت بالرجوع إليه سأجعله يندم على اليوم الذي تركني فيه ويحسب ألف حساب قبل أن يفكر بزعلي !
: يالك من بنت !!
: قيم كثيرة كانت بمخيلتي تغيّرت ،
الطلاق مره ليس كالمرة الثانيه يجب أن ادخل منزلي الجديد وانا متأكده الف بالمئة أنني لن أخرج منه كما خرجت أول مرة !!
أردفت بحزن : لاأستطيع ان انسى ياأروى ذلك اليوم
: لاعليك وماهو رأي اهلك !!
: والدي يقول انه يتردد له بين فترة وأخرى ويجده تغيّر نوعاً ما ولكن القرار الأول والأخير لي
: حبيبي ياعمي انه كوالدي رحمه الله
اتركينا منه الآن ،،
: إتصلت أمك بهم ؟!
لاأعرف الى الآن ،، ولاأريد أن اعرف حتّى خوف رهيب منه وبنفس الوقت ليس هناك أي مبرر لي لو رفضته ،،
غمزت لي : الاتحملين له مشاعر
: ياليتني أحمل انا أعيش مابين نارين
لايستحق الا كل خير ومودة ولكن القلب ومايهوى ،، آآه "اللي يبينا عيّت النفس تبغيه" !!
: يقولون خذي من يحبك لامن تحبينه !!
: اخاف اني العب بمشاعره الكذب بهذه الأمور مفضوح !!
: لاتقولي هذا الكلام العشرة تولّد الحب كل اهلنا هكذا ،،
يبدو ان سارا الأخرى لاتفهمني
بل انا احياناً لاأفهم نفسي ،
أقلّب هاتفي لأفتح تلك الرسالة التي لاأعرف جهتها حتّى وأتأملها كل دقائق !! وأنفر من اشعل اصابعه العشرة لي ،،، !!
مسكين أنت ياأحمد
لست فارس احلامي الذي تمنّيت العيش معه ،
لن أقوم من نومي لأتأملك ،
أو أردد على مسامعك دوماً انك نصفي الذي أردته ، أتراه يجيد كلمات الحب اصلاً حتى يعرف بالأنصاف وفلسفتها ،،
لااعتقد أنني ساتنازل عن أمور كثيرة من أجله ، ولاأرضى بالقليل لخاطر عينيه !
يالك من رجل صاحب حظ عاثر أحببت الأولى لتكرهها والثانيه لاتحمل لك أي مشاعر ،،