05-01-2011, 03:12 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
كلٌّ يغني (قصة قصيرة) ـ أحمد مبارك الربيح
كلٌ يغني يبدو أن الأمر آخذ في التعقيد كلما جدت السنون، فالمناظر التي انطبعت في مخيلته من قبل عشر سمان من الفسحة الخجولة، ها هي الآن تتبدد أمام هذا الهجوم الذي لا يكل ولا يمل لطمس التاريخ باسم التاريخ. ولعل ما أثار حفيظته أكثر ما قرأه في جريدة المدينة المنورة التي كانت ملقاة على الطاولة في بهو الفندق لمقال الأستاذ عبده خال وفيه يشير إلى أننا نكاد نكون الأمة الوحيدة التي تبارك محو آثارها وطمس هويتها التاريخية الدينية. كان البقيع يعج بالزائرين من كل حدب وصوب، والزحام على أشده، تذكر وهو في هذا الخضم أن الوضع لم يكن بهذا الشكل، لعل السياج الحديدي الذي يكاد يصل إلى سور البقيع زاد من وطأة التزاحم، والذي ضم إلى قائمته قبر أم البنين مضافا إلى قبور الأئمة (عليهم السلام) وقد تمتد القائمة لتشمل الغرقد بأكمله!! لشدما يمقت هذا التلون بين السلوك والأقوال، وهذا التلبس باسم الدين، وكأنما أعطوا وكالة عامة يتحكمون بها بقلوب الناس وسلوكهم. إنه يؤمن إن لكل إنسان إدراكا وعقلا يسيراه، لكنهم يريدونه أن يكون آلة صماء تسير حسب أهوائهم: افعل كذا ولا تفعل كذا... كثيرا ما كان يدير حوارا أو خوارا مع أولئك الخشب المسندة والذين يحسبون كل صيحة عليهم، يستنطق نظراتهم المشككة لكل زائر ودخيل: ـ لماذا كل هذا التشديد على طقوس الزيارة لدرجة التعصب؟ ـ طالما أنتم سادرون في بدعكم وضلالاتكم، فسنطلع لكم على كل قرن! عاود استكمال سؤاله الأول: ـ ولكن ما بال أولاء الزوار القادمين من الخارج، والذين لن تزايدوهم على حر شوقهم لهذه المشاهد؟ ترى ماذا سيطبع في ذاكرتهم؟ بالقسمات المتجهمة ذاتها يجيبه: ـ لا تقلق على الخارج، فهم تحت سيطرتنا، وهم يثقون بنا كثيرا، فنحن الورثة الشرعيون للصحابة، أليس كذلك! قال ذلك بعد أن استعرض أدلته المادية: لحية مرسلة على كل اتجاه، وسياقان تتعرج فيها خطوط متداخلة، وكأنما يشير إلى الوراثة الجسدية أيضا! يحاول أن يغير من دفة السؤال على حذر: ـ طيب، ولماذا تقسرون الناس على أحكامكم؟ يقهقه مستهزءا ويجيبه: ـ أحكامنا!! إنه حكم الله وحكم السنة! ـ أقصد أن هناك مذاهبا لا ترى بأسا بالتبرك والتوسل بالقبور! وبلا سابق إنذار: ـ تقصد الرافضة، وهؤلاء لا نأخذ منهم شيئا، فهم ليسو محسوبين على الإسلام وإنما هم نكرة وعالة عليه، التصقوا به لحاجة في نفوسهم المريضة. أدرك أن المسألة تصعد وتنزل وفي النهاية تعود إلى منطق الطائفية، وما أسلوبه الهجومي هذا إلا استدراج للخوض في معركة خاسرة قد يروح ضحيتها في لمحة بصر. هكذا مر الخاطر سراعا على مخيلة (ياسر) وهو يتابع برنامج (كلمة سواء) على قناة (صفا)، حاول أن يطرد هذه الحرب الوهمية (بالريموت كنترول) ليغير القناة إلى برنامج (هل من ناصر) على قناة (أهل البيت) والحاج وعد الكوراني. لم يبارحه شد الأعصاب والأفكار السابق حتى غفى على دعوة رسمية من الحاج للشيخ صاحب اللحية البرتقالية أو البنية/ البعرور أو العرور حسب تعبيره، أو غيره من مشايخ الجيلانية للجلوس في الاستوديو أو عبر الأقمار الصناعية للمناظرة أو حتى لو دعا الأمر إلى المباهلة (( فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)). أبومهند الأحسائي
محرم1432هـ
|
05-01-2011, 03:15 PM | رقم المشاركة : 2 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: كلٌّ يغني (قصة قصيرة) ـ أحمد مبارك الربيح
|
05-01-2011, 09:46 PM | رقم المشاركة : 3 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: كلٌّ يغني (قصة قصيرة) ـ أحمد مبارك الربيح
وكانت أولى المداخلات للأستاذ عيسى الربيح حيث قال: إن القصة أقرب منها إلى المقالة، فقد أهملت الكثير من ركائز القصة، وقد وافقه على ذلك الأستاذ حسن الربيح حيث أضاف أن القصة أهملت جوهراً مهماً تقوم عليه وهو الحبكة، وداخل الأستاذ جابر وأشاد بذكر الأسماء الصريحة في القصة، حيث يجعل القصة أكثر قرباً من الواقع، وخالفه الأستاذ حسن بأن الترميز بالاسم يعطي مدى أوسع لأن يتخيل القراء في الاسم المرمز أشخاصاً كثيرة.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|