حديث الابتعاث الأكاديمي (افتتاحية) ـ جابر الخلف

[منتدى السهلة الأدبي]

افتتاحية (حديث المبتعثين)

{وقال اركبوا فيها بسم الله} .. {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} بسم اللهِ الرحمن.. {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُ الرَّحِيمُ} {بسم الله الرحمن الرحيم}

والصلاة والسلام على خيرِ مبعوثٍ ومبتعثٍ من الأولين والآخرين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الراضين المرضيين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية .. نرحب بكم جميعا في هذا اللقاء العلمي الأكاديمي الذي سيكون حول (الابتعاث من واقع تجارب بعض أبناء البلد، الذي سيتحدث فيه كلُّ مبتعثٍ في دقائق محددة حول تجربته من خلال نقطتين:
الأولى: سيتحدث لنا حول تخصصه العلمي، مع التعريف به بتركيز وإيجاز .
الثانية: سيتحدث لنا حول بلد الدراسة وثقافتها، والبيئة التعليمية المحيطة به بتركيز وإيجاز أيضا.
والهدف من هذه الندوة: هو الاحتفاء بالمبتعثين وتقدير جهودهم، وذلك بالتعريف بها، وأيضا التركيز على أهمية العلم، ودعم التخصصات العلمية المهمة، والتشجيع عليها، واحترام التنوع في مختلف التخصصات الأكاديمية .
حرصنا أن تكون الندوةُ متنوعةً .. من كل بستان وردة، ومن كل حقل ينبوع، حرصنا أن يكون بلد الابتعاث متنوعا أيضا، وأن تكون التخصصاتُ متنوعةً .. نرجو أن نكون قد وفقنا في ذلك .
نشكر كل من ساهم في إحياء هذه الشعيرة العلمية، نخص بالذكر الأخوة المشاركين في الندوة، وخصوصا الأخ زهير الناصر .
جئنا إلى هنا هذه الليلة لكي نستمعَ أكثر .. نصغيَ بشكل أجمل .. ننصت باحترام للعلم وطلابه، إننا نستمع لحديث المبتعثين؛ كي نستفيد من تجاربهم .
الابتعاث في اللغة من مادة (ب.ع.ث)، وهي تأتي بالمعاني الآتية: الإرسال والتحريك والإحياء والإسراع والانتباه والاستيقاظ والاندفاع والانبعاث والنشر والمضي والإقدام والإشخاص والسيلان والسيران والحمل على الفعل .
ولا مِرْية في أن هذه المعاني متحققة في خطوات المبتعثين وغاياتهم، خصوصا الجادين منهم .
في كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)، قال الشريف الإدريسي (493هـ ـ 559هـ) عن الإقليم الأول، الجزء الأول:" إنّ هذا الإقليمَ الأولَ مبدؤه من جهة المغرب من البحر الغربي المسمى ببحر الظلمات وهو البحرُ الذي لا يُعْلَمُ مَا خَلْفَهُ، وفيه جزيرتان تسميان بالخالدات، ومن هذه الجزائر بدأ بطليموس يأخذ الطول والعرض، وهاتان الجزيرتان فيما يذكر في كل واحدة منهما صنم مبني من الحجارة طول كل صنم منها مئة ذراع، وفوق كل صنم منهما صورة من نحاس تشير بيدها إلى خلف، وهذه الأصنام فيما يذكر ستة، (أحدها) صنم قادس التي بغربي الأندلس، ولا يَعْلمُ أحدٌ شيئًا من المعمورِ خَلْفَهَا ".
لقد قصد الشريف الإدريسي (رحمه الله) بـ(بحر الظلمات) هو (المحيط الأطلسي):" وهو البحرُ الذي لا يُعْلَمُ مَا خَلْفَهُ "، وقد كررها مرتين، هذا ما كان في زمان الإدريسي، أما في بعد ذلك فقد استطاع العلمُ والعلماءُ والمستكشفون والبعثاتُ العلمية، ومن ورائهم (المبتعثون) أن يعلموا ما وراء (بحر الظلمات = المحيط الأطلسي)، ويكتشفوا عصر التنوير، و(يخترقوا) آفاق كل ذلك العالم الكبير . فسبحان الله !!
في الختام .. إتماما للفائدة نقترح على الأخوة المبتعثين الاقتراحات الآتية:
1ـ تدوين التجارب الذاتية كتابيا، فإن السفر تجربة إنسانية وعلمية، وهو إسفار عن الذات بمعرفة الآخر، والتجربة المدونة هي خبرة يومية يستفيد منها الكاتب والقاريء معًا .
2ـ نتمى على المبتعثين عمل إحصائية تجمع أسماء المبتعثين والمبتعثات، وبلدان الابتعاث، وجهات الابتعاث، والجامعات، والتخصصات؛ كي يستفيد منها من وراءهم من المبتعثين والمبتعثات في المستقبل .

جابر عبدالله الخلف

18/9/1432هـ