22-08-2011, 12:50 AM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
في مساء يوم الخميس 11 رمضان 1432هـ (ليلة الجمعة) وفي تمام الساعة العاشرة، بمسجد القائم (عج)
التعديل الأخير تم بواسطة منتدى السهلة الأدبي ; 22-08-2011 الساعة 01:05 AM. |
22-08-2011, 12:52 AM | رقم المشاركة : 2 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: الندوة السنوية الخاصة باالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
بسم الله الرحمن الرحيم ورقة تقديم الندوة تأتي هذه الندوة الخامسة لهذا العام مختلفةً عن الندوات الأربع المنصرمة، من حيث الطريقة والعدد، فعلى مدى أربع سنوات كان المنتدى يدعو شخصاً واحداً لتسليط الضوء على جهود الدكتور الشيخ الفضلي ونشاطاته المتعددة، ففي 11/ رمضان / 1428هـ كان اللقاء الأول مع الشيخ محمد العباد في محاضرة بعنوان: (الشيخ الفضلي الشخصية الاستيعابية)، وفي 18/ رمضان / 1429هـ كان لقاؤنا الثاني مع الأخ باقر الرستم في محاضرة بعنوان: (الشيخ الفضلي الإنجاز الكبير لمدرسة الشهيد الصدر)، وفي 13 / رمضان/ 1430هـ كان اللقاء الثالث مع الشيخ إبراهيم الرضي في محاضرة بعنوان: (الإحياء الإسلامي في كتابات الشيخ الدكتور الفضلي)، وفي 9/ رمضان / 1431هـ كان اللقاء الرابع مع الدكتور أحمد اللويمي في محاضرة بعنوان: (التجديد والتعددية فضل الله والفضلي أنموذجاً)، أما في هذا اللقاء الخامس والذي نجتمع فيه في هذه الليلة 11/ رمضان / 1432هـ فهو لقاء من نوع آخر، حيث ستوزَّع الندوة على أكثر من قلم وباحث يقومون برحلة في أكثر من مدينة من مدن الشيخ الفضلي المهجورة منها والعامرة، فالكتاب أشبه بالمدينة يشوِّقُك لاكتشاف معالمه ويدعوك إلى الاشتراك معه في عملية البناء أو الهدم أو الإزالة والترميم. وقد يسأل سائل: لماذا هذا الاهتمام المتواصل بالشيخ الفضلي؟ وللإجابة على هذا السائل نقول: بأن الاهتمام لم يكن منطلقاً من أن الشيخ ولد في 10/ رمضان / 1354هـ، وحسب بل انطلق اهتمامنا لأن الشيخ خلَّف لنا من المدن الفاضلة ما يربو على (75) كتاباً، فهو احتفاء بهذه الولادات والإنجازات العلمية والأدبية، وهو دعوة إلى ضرورة قراءة هذه المؤلفات والتفاعل معها حواراً ومساءلةً ونقداً، وانطلق الاهتمام أيضاً لأن الشيخ يعد من القلائل الذين سعوا في العلاج الديني والاجتماعي والفكري بشكل عملي ومنظَّم، وطريقته في التأليف تشهد على ذلك، خاصة في انشغاله بتطوير مناهج الحوزة، فهو احتفاءٌ بالعمل الدؤوب، وإشاعة النقد العملي، وينطلق الاهتمام أيضاً ليس لأن الشيخ ابن الأحساء وحسب، بل لأنه ابن بارٌّ لكل بقعةٍ يحلُّ فيها، فلا تخلو بقعة من هذه البقع من مشروع كتابي منفَّذ، أو عطاء علمي عملي له، والأحساء حريَّةٌ بأن تقدِّم جزءًا من الوفاء لهذا النبع الذي تفجَّر منها، ليصل إلى أماكن أخرى، ويبقى في مجرى الزَّمن إلى ما شاء الله. نجتمع هذه الليلة وبعد أربع ندوات لنؤكِّد على التواصل والتفاعل مع الأفكار بالطريقة التي تجعلها حيَّة تتنفس وتنمو وتتزاوج، وقد تتعارك في نزال أبيض لا قتال فيه، إلى أن تكون متنوِّعة في ثمراتها ونتائجها. حسن مبارك الربيح 11/ رمضان / 1432هـ
التعديل الأخير تم بواسطة منتدى السهلة الأدبي ; 22-08-2011 الساعة 01:07 AM. |
22-08-2011, 03:11 AM | رقم المشاركة : 3 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد: فإنه لمرتقى صعب، وعقبة كؤود، والدابة شموس، والسبيل وعرة، والقائد بعد لم يزل يستشرف الطريق، ولما يبلغ أن يكون دليلا خريتا، لكن الغاية تحمل على المسير، والمقصود يجذب جذب الجميل عين الناظر. ذلك هو العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي. وأنا –هنا-لم أنوِ أن أخوض عباب هذا البحر كله، وأنى لي ذلك، لكن سأطعم منه، أو سأغترف منه غرفة، وفيها ارتواء الغلة، وذهاب العلة، والعلامة كما قال المتنبي: كالبدر من حيث التفت رأيته يهدي إلى عيـــنيك نوراً ثاقبا كالشمس في كبد السماء وضوؤها يغشى البلاد مشارقاً ومغاربا كالبحر يقذف للقريب جواهراً جوداً، ويبعث للبعيد سحائبا والمعروف عند أكثر العامة أن العلامة الفضلي فقيه، ويخفى على كثير منهم –وهذا غير غريب-أنه فقيه نحوي، قد شق في النحو الغبار، وحاز فيه قصب السبق، وبلغ فيه غاية بعيدة، ولا غرو فقد كان فرع شجرة العلم المورقة المثمرة، وكان قد جمع في كنانته سهما بل سهاما لكل رمية، فهو ابن الحوزة العلمية النجفية التي كان من أعمدتها العلامة الكبير محمد رضا المظفر، وهو فرد من جموع، وهو العالم المعروف بجلالة قدره، وسمو منزلته العلمية، حتى ليعرف بأنه المجدد . ولم تدعه نفسه الكبيرة أن يكتفي بما في الحوزة العلمية من علم، بل حملته همته على جناح لايهيض، فاغترف من أنهار الجامعات حتى بلغ مابلغ فيها وحاز شهادة العالمية، وهو ابن بجدتها. فجمع إلى عمق العلوم الحوزوية وأصالتها، دقة العلوم الجامعية ومنهجيتها. فكان بحق عالم الحوزة والجامعة. فلا غرو أن يكون بعد ذلك مجددا مبتكرا، فهو كما قال المتنبي أيضا: وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسامُ وفي مقالتي هذه سأتعرض لبعض آرائه النحوية، وأعول في ذلك على كتابه: دراسات في الإعراب، الطبعة الأولى 1405ـ دار تهامة. أولا :تعريف الإعراب: تناول العلامة الفضلي في كتابه: دراسات في الإعراب: تعريف الإعراب بالدراسة والتحليل، ونقل تعاريف العلماء من الماضين والمعاصرين، من لدن سيبويه حتى الدكتور مهدي المخزومي والأستاذ عباس حسن، وخلص من دراسته إلى ثلاثة تعريفات للإعراب وهي: 1-الإعراب: هو الرفع والنصب والجر والجزم. 2-الإعراب: هو تغير أو اختلاف أواخر الكلم المعربة . 3-الإعراب:هو الأثر الظاهر أو المقدر في آخر الكلمة المعربة. ثم قال:وقد نخلص أيضا إلى أن التعريفين الأخيرين يعطيان معنى التعريف الأول، فيصبح تعريف الإعراب هو: الرفع والنصب والجر والجزم. ثم أخذ في بيان علة ذلك وسببه.[1] أقول: وكان هم العلامة في هذا التعريف هو أن يخلص التعريف من الاصطلاحات المنطقية والفلسفية كالعامل والاقتضاء، وكذلك أراد أن يتخلص مما يرد على سائر التعريفات من أنها لا تشمل الإعراب بجميع أقسامه. وفي دراساته للفعل انتهى إلى أن الأمر ليس من أقسام الفعل، وأن الماضي والمضارع بجميع أقسامهما مبنيان، فيقتصر التعريف عنده على هذا على الرفع والنصب والجر.[2] ثانيا:رأيه في الشواهد النحوية: لو رحت تقلب المؤلفات النحوية من لدن الكتاب حتى مؤلفات العلماء المعاصرين، فإنك تجد أن الشاهد الشعري يحتل مكانة كبيرة في النحو، وأن النص القرآني أقل في الاستشهاد به من الشعر، وسبب ذلك ينبغي أن يدرس في غير هذه المقالة المختصرة، والعلامة الفضلي له في هذا المورد رأي، قال عافاه الله: ينبغي علينا في الدرس النحوي أن نسلك المنهج التالي: 1-اعتماد القراءات التي جاءت وفق اللغة الاجتماعية المشتركة، أو اللهجات الشائعة شيوعا واسعا –سواء كانت متواترة أو شاذة –أساسا في التقعيد النحوي. 2-اعتماد القراءات التي جاءت وفق لهجة غير شائعة - سواء كانت متواترة أو شاذة-دليل شواذ القواعد .....ثم قال: وأقول هذا لأن القرآن الكريم هو الوثيقة العربية الوحيدة التي تعكس لنا واقع اللغة العربية الاجتماعي في ثنايا القراءات القرآنية متواترة وشاذة. ومن هنا كان ينبغي –منهجيا-الاعتماد على القرآن أكثر بكثير من الاعتماد على الشعر أو النثر من كلام العرب.[3] ثالثا:نظرية العامل: هذه نظرية قديمة جدا، ونعني بها نظرية عامل الإعراب، وهي أهم نظرية في النحو [4]وهي بنحو مختصر تعني أن الترابط القائم بين الكلم في الجملة ترابط عمل يبتني على أساس أن بعض الكلم عامل، وبعضه معمول، والعامل بدوره يؤثر الإعراب في المعمول.[5] ورأي العلامة الفضلي في هذه النظرية يتلخص في أنه ينبغي تنقية فكرة العامل من الزوائد الصناعية سواء كانت في التقدير أو الإعراب، وأنه ينبغي أن تبقى فكرة العامل نظرية من نظريات النحو، وأن يعتمد في تحديد إعراب الكلمة في بيان وظيفتها النحوية في الكلام على الدلائل أو القرائن النحوية، وأن إلغاء فكرة العامل إلغاء تاما يبعد مابيننا وبين تراثنا العربي الذي شغلته فكرة العامل قرونا طويلة . هذه بعض آرائه النحوية وبقي كثير منها ليس لها متسع من الوقت. حسن علي الرستم رمضان 1432هـ [1] انظر لمزيد من التفصيل :ص25-26 [2] انظر:دراسات في الفعل ،بيروت ،دار القلم 1402ه. [3] انظر :دراسات في الإعراب،ص77-78بتصرف يسير. [4] انظر:المصدر السابق ص27 [5] المصدر السابق ص30
|
23-08-2011, 05:05 AM | رقم المشاركة : 4 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
|
24-08-2011, 06:27 AM | رقم المشاركة : 5 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
التعديل الأخير تم بواسطة منتدى السهلة الأدبي ; 24-08-2011 الساعة 07:06 AM. |
25-08-2011, 12:00 AM | رقم المشاركة : 6 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
أدبُ التقديم الدكتور الفضلي نموذجاً تمـــــهيد: يَعتبرُ بعضُ القُرّاء أن التقديم (التقريظ) التي يكتبها بعض العلماء أو المفكّرين لبعض الكتب نوعاً من أنواع الحصانة التي تُعطى للكتاب المقدَّم له، وحصانةً للمؤلِّف الذي يقدِّمُ أوراقه لأحد العلماء المعروفين على الساحة في تخصص ما، ذلك أنه ليس بالضرورة أن بعض الكتُب التي لا يوجد بها مقدمة لأحد الأعلام أنه لا يمتلك حصانة!! بل يكفي بذلك أن يكون الكتاب والكاتبُ بأفكاره حصانةً لنفسه. ولذا نرى الكثير من الكُتب التي لا يوجد بها تقديم لأحد الأعلام، يُدبر بعض القراء عن قراءتها، خصوصاً إذا كان الكاتب غير معروف، على خلافه في كتاب آخر أثبت جدارته على الساحة التي يصول ويجول فيها بقلمه وفكره. ثم ليس بالضرورة اللجوء إلى أحد الأعلام لوضع تقديمٍ لكتابٍ ما!! فكم من الكتب التي قدّم لها بعض الأعلام إلا أنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب، فلربما كان ذلك التقديم كنوعٍ من التشجيع للكاتب الذي يريد أن يستفيد من رأي ذلك العالم في الكتاب ليضع النقاطَ على الحروف، وذلكَ ليتسنّى له التنبّه إلى ما وقع فيه في مؤَلَّفٍ آخر إن واصل المسيرة، ولربما كان التقديم كنوع من التعريف بالكتاب والكاتب، خصوصاً إذا كان صاحب الكتاب قد وُسِّدَ الثرى وكتابه ما زال مخطوطاً بين المخطوطات، أو كانت طبعته متهرِّئة لها أهمية في الميدان العلمي. وبنظرةٍ خاطفةٍ إلى أرففِ المكتبات، ارتأيتُ أن أنظر إلى تلك التقديمات التي قدّمَ لها أحدُ أعلامِ هذه الأُمّة وأحد مجاهديها بالحركة الدؤوبة في تنشيط حركة الفكر على المستوى الحوزوي والجامعي والثقافي والفكري، والذي يعتبرُ بحقٍ وضعَ بصمةً على جبينِ الزَّمنِ بمؤلّفاته وتحقيقاته ومقدماته الكثيرة، وكذا جهودهِ الكبيرة في حثِّ الجيل الناشئ على الاستفادة من الطاقات التي يمتلكها كل إنسان، ذلك العَلَمُ هو سماحة العلامة الدكتور/ عبدالهادي بن العلامة الميرزا محسن الفضلي – حفظه الله تعالى – الذي يعتبر أشهرُ من نارٍ على عَلَم، فلقد قدّم هذا المجاهدُ لأكثر من ستين كتاباً في مجالات مختلفة، كالفقه، والتاريخ، والتراث، والتربية، واللغة، والأدب، والشعر، والمعاجم، والسِيَر، والعقيدة .. وغيرها من المجالات الكثيرة التي صَقلتْ أقلاماً كثيرة كُلّها تُدينُ بالفضلِ للعَلامة الفضلي – حفظه الله –، ولرُبَّ قائل: إن هذا تطفلٌ على التخصصات التي ليست من شأن صاحب التقديم!! وللإجابة على هذا الإشكال، أقول: إنَّ المطّلع على سيرة الدكتور الفضلي المليئة بالعلم والجهاد في سبيل المعرفة، وعلى تلك المؤلفات التي تجاوزت الستين مصنّفاً في مجالات مختلفة، باستثناء التحقيقات والمقالات المنشورة في الصحف والمجلات، لعرِفَ أن الدكتور الفضلي من الشخصيات النادرة في هذا الزمن بعطائه العلمي الرصين غير المنقطع، ولَعَلِمَ أنّ حياته مرهونةٌ لخدمة العلم والعلماء. ولذا كان لزاماً على كُتُبِ التراجُمِ التي بلغت أكثر من عشرين كتاباً أن تذكره في مدوّناتها كشخصيةٍ علميّةٍ موسوعية بارزة في الساحة العربية والإسلامية في هذا العصر، ذلك أن كُتبه تُفصح عن نفسها، وهي حصانة لنفسها ولمؤلّفها، لما فيها من التجديد في الطرح، والابتكار في الفكرة، والمنهجية العلمية، وسلاسة الأسلوب، وغير ذلك مما له شأن الكتب ذات المستوى العلمي الكبير. فهذه التقديمات على كثرتها ارتأينا أن تأخذ نصيبها من الدراسة الموضوعية قدر المستطاع، وهذه السطور المتواضعة أقدّمها وفاءً للعلامة الفضلي – حفظه الله – لما قدّمه للأمة الإسلامية من عطاء على جميع المستويات. وعوداً على بدء حول من يتطفل على بعض التخصصات في كتابة التقديمات، يوجد هناك من وضع نفسه في هذا الموضع من كتابة التقديمات لبعض الإصدارات، نرى أن في ذلك جُرأةً على العلمِ والكلمة بتسنّمه منصب كتابة التقديمات، نعم!! لو وضع نفسه موضعَ المشجّع والمحفّزِ لإصدارِ بعض الكتابات المنسيّة لكان أصوبَ في الفعل، بدلاً من إقحام نفسه في هذا الميدان الكبير، ولا من بأسٍ في كتابة التقديمات ذات الاختصاص من إنسانٍ متخصص له وزنه في ميدانه. غرض التقديم: لعلَّ الغرض من هذهِ التقديمات التي تناولها الدكتور الفضلي كثيرة، فهي بالدرجة الأولى تنم عن خُلُقٍ عالٍ ينهلُ منه وأبرزها التواضع، والتواصل مع شريحةِ كبيرة من المثقفين من أبناء الجيل الجديد، فهناك من يرفض كتابة تقديم لكتابٍ ما، وذلك بحجة عدم ارتقاء الكتاب إلى المستوى المطلوب، وهناك من يرى أن الكتاب لا يرقى إلى مستواه العلمي والثقافي، وغيرها من الأسباب التي هي بحاجة إلى تعاطٍ هادئ. في حين نرى أن الدكتور – حفظه الله – يقدم لمعظم الكتب التي وردت له، ولعلَّ المتابع لهذه التقديمات يرى أنها مختلفة باختلاف مواضيع الكتب، وكذا بين أهمية موضوع الكتاب من عدمه، ولذا جاءت بعض التقديمات بعيدة عن مدح الكاتب بما ليسَ أهله، في حين أنه يستخدم أسلوباً آخر وهو: التشجيع الذي يمثّل جانباً مهمّاً عند الدكتور وتأثيره نفسياً لدى صاحب الكتاب. ولذا بعض التقديمات أتت لُتشيدَ بالعمل مع دراسة موجزة حول فكرة الكتاب كما في التقديمات التي اخترناها، وبعضها الآخر يقدِّمُ لها إضافةً وجيزة بحجم يتناسب مع حجم الكتاب وفكرته، ولنا أن نضيف مسألة مهمّة هنا، وهي: إن الدكتور/ لا يقدّم من أجل التقديم!! بل إن الغرض هو خدمة الفكر والثقافة، وهذا جليٌّ لمن يقرأ تلك التقديمات خصوصاً المطوّلة منها، فهي تنمُّ عن اهتمامٍ واطلاع من قبل الدكتور، وهذا راجع إلى رصيده الثقافي الكبير الذي أسسه بجهده من خلال تواصله مع ما يجول في الساحة الثقافية بجميع أبعادها، وربما كتب فيها بحثاً نشره في مجلة ما أو كتاباً، وهذا الاطلاع ليس اطلاعاً سطحياً!! بل اطلاع ينم عن قراءة عميقة في ذات الموضوع، حتى أصبحت بعض تقديماته تشكل رؤية عميقة لفكرة الكتاب. وسأمرُّ في هذه السطور مروراً سريعاً على أبرز ثلاث تقديماتٍ لثلاثة كُتب، وهي: 1- أعلام هجر في الماضين والمعاصرين، السيد هاشم بن السيد محمد الشخص، الطبعة الثانية – 1416هـ، مؤسسة أمر القرى للتحقيق والنشر – بيروت. 2- الغدير في الكتاب والسنة والأدب، العلامة الشيخ عبدالحسين الأميني (1320-1390هـ)، تحقيق: مركز الغدير للدراسات الإسلامية، بإشراف آية الله السيد/ محمود الهاشمي الشاهرودي، الطبعة الثانية – 1424هـ، مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي. 3- النصب والنواصب، الشيخ/ محسن المعلّم، الطبعة الأولى – 1418هـ (1997م)، دار الهادي – بيروت. سبب الاختيار: سبب اختياري لهذه المقدمات الثلاث هو: 1- طول التقديم: والتي تعتبر بحثاً صغيراً، وما كان ذلك إلا لأهمية الموضوع لدى الشيخ – حفظه الله –، حيث بإمكان هذا التقديم أن يكون بحثاً مستقلاً لو أراد الشيخ الرجوع إليها مستقبلاً، وليس دائماً طول التقديم ينمُّ عن اهتمام أو سعة اطلاع، فلربما جاء التقديم في وادٍ والكتاب في وادٍ آخر كما في بعض تقديمات الكتب. 2- تنوع المواضيع: لكل كتاب من هذه الكتب التي قدّم لها الدكتور الفضلي موضوع مستقل عن الآخر، فكتاب (أعلام هجر) يتناول تاريخ منطقة برجالاتها ينتمي إليها الدكتور، وكتاب (الغدير) موسوعة ضخمة تتناول موضوعاً واحداً أُعطي هذا الموضوع جانباً شمولياً من قِبَل المؤلِّف، أما كتاب (النصب والنواصب) فإنه يتناول قضية عقائدية تستحق الالتفاتة وتسليط الضوء. وربما هناك الكثير من التقديمات الطويلة التي تناولت مواضيع غير التي اخترناها، ولكن لضيق الوقت وشبه جاهزية المادة مُسبقاً أحببنا المشاركة بهذه السطور القليلة. تقديمه لكتاب: أعلام هجر: يعتبر كتاب (أعلام هجر) من الكتب الرائدة في مجال التراجم الشيعية لمنطقة الأحساء، ذلك أن هذه المنطقة مرّت بظروف مختلفة من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مما جعل المؤلِّف وغيره من أبناء المنطقة أن يكرّسوا اهتماماتهم في استنطاق تاريخ هذه المنطقة بجميع جوانبه. ونظراً لأهمية المنطقة من الناحية الاقتصادية والسياسية، فهي ذات أهمية دينية، حيث كانت إحدى المناطق التي أسلمت طوعاً في صدرِ الإسلام، وكذا كانت إحدى المناطق التي بُذِرَ فيها التشيّع لأهل البيت عليهم السلام في النصف الأول من القرن الأول الهِجري، فكان منها رجالاتُ الحربِ الذين شاركوا مع أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه، وكان منها رجالات الرواية المبثوثة رواياتهم في كتب الحديث، وكان منها الشخصيات المهمّة على مرِّ التاريخ، ولم يكن تاريخ رجالاتها مدوّن إلا ذلك النزر القليل، فكان للدكتور الفضلي بصمةً في الكتابة عن تاريخ هذه المنطقة، لتأتي مقدمته عن قراءةٍ في كُتُبِ التاريخ والتراجم. ففي تقديمه لموسوعة (أعلام هَجَر) يتحدث عن الاستيطان البشري وعن السلالات البشرية التي كانت على امتداد الساحل الشرقي من الجزيرة العربية، ثم يأتي على ذكر شئٍ من تاريخ المنطقة في صدر الإسلام والرسائل التي بعث بها النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إلى حكّام هذه المنطقة، ليجول بقلمه إلى الظروف السياسية التي حوّلت الاختلاف الإيجابي بين (مدرسة أهل البيت) و(مدرسة الصحابة) إلى تناحرٍ طائفي بيد الأمويين، مستعرضاً بعض الشواهد على أحقيّة أهل البيت عليهم السلام الذين كان لهم الفضل الكبير في نشر ثقافة الإسلام، مما ولّد هذا الاختلاف إلى إنشاء مراكز ومدارِس بحثية في المناطق الإسلامية والتي منها الأحساء، ثم يأتي على تشيّع وثقافة أهل الأحساء، الذين لم ينقطعوا عن المركز الإسلامي الأم المتمثل في المدينة المنورة، مما جعل أهل المنطقة ينهلون من كلا المدرستين، فممن أخذ عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام أبناء صوحان العبدي، وحكيم بن جبلة وغيرهم كثير، ويستعرض بعض الأسماء الشيعية البارزة على مرِّ القُرون، موضحاً أن هذه المنطقة برز فيها ثلةٌ من العلماء في كثير من العلوم والفنون. وهو في هذا التقديم البالغ (23 صفحة) يستعرض أبرز الأمور وشيئاً بسيطاً من الشواهد، ذلك أن الكتابة في هذا الميدان تستلزم وقتاً، وهو – الفضلي – إذ لم يُوَفَّق لذلك رغم ممارسته الكتابة عن الأحساء، فإنه كان يأملُ من يكتبُ عن هذه المنطقة من أبناء المنطقة كما أوضح ذلك في التقديم، وقد تطرّق إلى أهمية الكتاب، حيث يوضح للقارئ ما إذا أراد التوسع والحصول على معلومات أوفى وأوفر في التعريف بهذه المنطقة ورجالاتها، فما عليه إلا قراءة ما كتبه يراع المؤلّف الذي وصفه بأنه ص33: (بذل جهداً كثيراً). ونقرأ في تلك الكلمات الموجزة أشياء كثيرة تنمُّ عن اطلاعٍ واسعٍ في تاريخ هذه المنطقة وعلمائِها، فلو أنه وضع شواهداً لكل ما تطرق إليه لأصبح كتاباً داخل كتاب، ولخرج عن إطار التقديم، ذلك أنه أشار ص11: (أنه شارك في "دائرة المعارف الإسلامية الشيعية" للسيد حسن الأمين ببحث عن الأحساء ركّز فيه على ذكر أعلامها في الفقاهة والخطابة والشعر، مقتصراً على المهم وموجزاً بذكر العدد الأقل). ويبدو لي أن الدكتور اقتصر على هذه المعلومات العامة، ذلك أن المؤلف تطرّق إلى شئ ليس باليسير إلى تاريخ المنطقة قبل الإبحار في موضوع الكتابِ الأصلي وهو (التراجم)، باعتبار أنَّ موسوعةً كهذهِ تستلزمُ من الكاتب أن يكتب عن تاريخ المنطقة الموغل في القِدَم قبل أن يبدأ في موضوع الكتاب. تقديمه لكتاب: الغدير: لا يخفى على الباحثين من أبناء الأمة الإسلامية ما تشكله مسألة (الغدير) كحادثة تاريخية ذات مدلولاتٍ عدّة، حصلت في نهاية العقد الأول من صدر الإسلام، ويعتبر كتاب الغدير من أوسع الكتب التي تناولت هذه المسألة على المستوى الأدبي والتاريخي والروائي، وأهمية هذا التقديم يكمنُ في استقراء الحادثة استقراءاً مختلفاً عما دأب عليه البعض، لذا يؤكد الدكتور في هذا التقديم بقوله ص17-18: (فالبحث في بيعة غدير خم ليس بحثاً طائفياً كما يظنُّ البعض، وليس إثارة لصراعٍ تاريخي كما يعتقد الآخرون. وإنما الأمر – في واقعه – مشروعٌ إسلاميٌ يهدفُ إلى تحديد وتعيين الطريق إلى السُنّة، يأمنُ سالكهُ من العثار، ويبرئ السائر على ذمته من عهدة التكليف الشرعي. ونحن إذ نطرحُ هذا لا نهدف منه إلى غلق باب النَّقدِ العلمي الموضوعي، وإنما نريد أن نقول: هذا هو واقع معتقدنا، وهذا ما نملكه من الدليل عليه والدليل إليه، ولأيِّ باحثٍ أن يُقارِنَ، ولكن بشرطِ الالتزام بقواعد النقد العلمي البنّاء والهادف إلى الخير). ويؤكد مسألة أخرى تُثبت مدى متابعة الشيخ للمؤلِّف والمؤَلَّف، فهو إذ يعرّف بالمؤلف تعريفاً موجزاً في كلماتٍ عظيمة اختزلها في جُمَلٍ صغيرةٍ بقوّةِ بيانهِ وبراعةِ أسلوبه، لأنه ممن عرِفَ المؤلِّفَ عن قُرْبٍ ليوضّح مدى الجُهد الذي بذله المؤلِّف في هذه الموسوعة النادرة، ولم يغفل عن التعريف بالموسوعة في قوله ص19: (إن كتاب الغدير هذا من الظواهر العلمية والفنية المميزة والمتميزة في عالم التأليف، ذلك أنّ ما أُلِّف في الغدير يربو على ما أُلِّف فيما يماثله، ولم يقدَّر لأيّ كتاب منها أن يشتهر اشتهار هذا الكتاب، وأن يحتل المركز الذي احتلّه هذا الكتاب في قائمة المصادر الأصيلة، وأن يخلد مؤلِّف من مؤلِّفي تلك الكتب بسبب كتابه في الغدير مثلما خلّد الشيخ الأميني بسبب هذا الكتاب). ويوضح بطريقة فنية معاصرة في تبويب الكتاب بقوله ص19-20: (ويرجع هذا إلى ما تميّز به هذا الكتاب في المنهج والمادة، فقد اعتمد الشيخ الأميني طريقة الاستقراء وطريقة التحليل النقدي، وكرّس كل طاقته لاستعراض ما له علاقة بالحديث والحادثة، وبالظروف السياسية والاجتماعية التي أحاطت ورافقت هذه الحادثة). ويؤكد الدكتور بأن المؤلف استخدم المنهجية، والموضوعية، والصراحة والشجاعة، والدعوة إلى الوحدة الإسلامية، والمثابرة والصبر، والموسوعية في الثقافة، وأسلوب التعبير، وثوابت البحث الإمامي، ولكل محورٍ من هذه المحاور التي استعرضها الدكتور استلزمت منه وقتاً ليس باليسير ليخلص إلى فرز هذه المحاور من الموسوعة، والتي أوجز الحديث عنها وابتعد عن الشواهد. كذلك أوضح الدكتور إلى طريقة المؤلف وسبب تأليفه والنتائج التي توصل إليها، وحاول إثباتها، وكل شئ من شأنه متعلق بهذا الكتاب الموسوعي الذي هو بحق بحاجة إلى لجنة علمية تتحدث عنه، وقد عشتُ وقتاً ليس باليسير مع هذه الموسوعة المهمّة، فأستطيع القول بأن كل محور من هذه المحاور يستلزم شواهداً من الكتاب، ويبدو لي أن الدكتور – حفظه الله – أوجز إيجازاً كبيراً في التعريف بالمؤلِّف والمؤلَّف، فقد بلغ عدد صفحات تقديم الدكتور (16 صفحة). تقديمه لكتاب: النصب والنواصب: بلغةٍ راقية يتحدث الدكتور في هذه المقدمة حول أهمية هذا الموضوع الذي يتهيّبه بعض الكُتّاب، فالموضوع فيه التباسٌ عند بعض الباحثين والمفكّرين من حيث انصراف هذا المصطلح إلى فئة من الناس، حيث يؤكد في مقدمته ضرورةَ تناول مثل هذه المواضيع لتستبينَ الحقيقة، لأن كثيراً من الباحثين يبتعدون عن بعض المسائل التي يعطونها حساسيّة من خلال عدم توفيقهم في الكتابة عنها، بينما إذا أُعطيت حقّها من الكتابة والبحث العلمي فإنها ستكون مصدراً مهمّاً، فيقول في ص5: (ومن هنا كان لا بدَّ من أن تُدرس ليُماز الخبيث من الطيّب، ويعاد للعقيدة نقاؤها، وللتشريع جمالَ صورته، وللأمّةِ سلامتها وعافيتها، وبخاصة أننا نعيشُ الآنَ يقظة الضمير وصحوة الفكر، مما يضخم أمامنا المسؤولية الشرعية تجاه حضارتنا وتجاه أمتنا). ثم يشرع الدكتور في إضافة بعض المعلومات المتعلقة بالمفهوم الأساسي (الإمامة) والتي انطلقت منها مشكلة (النصب والنواصب)، لينتقل بهذه المسألة إلى توضيح مفهوم النظرية السياسية للحكم وفق مذهب أهل البيت عليهم السلام، ويوضح الخلل الذي أصاب شريحةً من الأمة من خلال (التقليل من شأن أهل البيت عليهم السلام، وخلخلة كيان الشيعة من الداخل) ص8، موضحاً أن لهذه المشكلة بواعث سياسية انصبّت في نقاط كثيرة منها: (المنع من تدوين الحديث لئلا تنتشر أحاديث فضل أهل البيت، ومعاقبة من يروي فضائل علي وآل علي، وإبعاد أتباع أهل البيت عن الوظائف والمناصِب الحكوميّة، ووضع الحديث في مناقب الخلفاء) ص9، مما حدى بأولئك الوصول إلى الغلو عن هذه الممارسات. ويأتي تقديم الدكتور لهذا الكتاب أنه ليس بمعزل عما يجري في الساحة الثقافية وما تصدره دور النشر من كتب قديمة وحديثة حول أدق بعض المفاهيم المتعلقة بـ(النصب والنواصب) فيناقش ما ورد فيها بصبغة علمية دون تهكمٍ على أصحاب تلك المؤلفات، موضحاً الخلل الذي وقع فيه أولئك المصنّفون، مستعرضاً الشواهد التاريخية والروائية التي انبثقت منها هذه المصطلحات كالنصب والغلو كنتيجة وصل إليها أولئك الذين أدبروا عن خط أهل البيت عليهم السلام، وهذا إن دلَّ فإنما يدلّ على تضلّع الدكتور في قراءة المواضيع بشتى الطُرق من خلال اطلاعه على التراث الفكري والثقافي لمسيرة وحركة التاريخ والأحداث التي تمر بالمسألة الواحدة. ولا ينسى في إشارةٍ لطيفةٍ إلى المؤلف بثناء كبير، بقوله في ص6: (فجمع الشئَ الكثير مما يرتبط بمفهوم "النصب والنواصب"، ونظّمه، وألقى عليه من الضوء العلمي الكاشفِ الشئ الكثير أيضاً)، ويضيف: (وحسبه أنه راد الساحة ليكسر جمود التهيّب من الدخول إليها، وحسبهُ أن كان الجرئَ في إزاحة الستار ليكشف ما كان يدورُ وراءهُ مما كان للأمة أو عليها). حيث وصف هذا الكتاب بالعمل الموسوعي، وأن مؤلفه بذلَ فيه الجُهْدَ المُضني في دراسة المفهوم، ويرى أن مثل هذه الدراسات بلا شك ستفتح البابَ لدراساتٍ أخرى مماثلة، موضحاً النتيجة التي وصل إليها المؤلّف. وكوني لم أطّلع على مضمون الكتاب، فإني أعتذر عن وضع الانطباع الخاص أو عرض ما ورد فيه من أفكار، وقد بلغت عدد أوراق مقدمة الدكتور الفضلي (15 صفحة). ختامـــــاً: أرجو أن أكون قد وفّقتُ لهذه المسألة التي ربما تعتبر تتمّة لما تطرق له كاتب آخر وهو الشيخ/ عبدالله اليوسف، حيث تزامنت فكرة الموضوع مع تكريم العلامة الفضلي، حيث أنه وفق للكتابة والمشاركة وكان الكسل والتأخير من نصيبي الذي أرجو تجاوزه في كتابات سابقة. عبدالله بن علي الرستم
رمضان 1432هـ
|
27-08-2011, 12:06 AM | رقم المشاركة : 7 |
مسجد القائم ع
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
بسمه تعالى
|
27-08-2011, 12:14 AM | رقم المشاركة : 8 |
مسجد القائم ع
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
|
27-08-2011, 12:17 AM | رقم المشاركة : 9 |
مسجد القائم ع
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
5- جابر عبدالله الخلف.
|
27-08-2011, 07:25 PM | رقم المشاركة : 10 |
طرفاوي نشيط جداً
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
مشاركة الأخ جابر الخلف وين ؟؟؟؟؟
|
02-09-2011, 06:05 PM | رقم المشاركة : 11 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
جهود الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي في دراسة العربية وتدريسها (العرض. التعريف. الملامح) الهدف من الكتابة في هذا العنوان هو الرغبة في قراءة الأبحاث والدراسات اللغوية التي أنجزها ش.د الفضلي على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الخبرة في دراسة العربية وتدريسها، وهذه القراءة ضرورية ومهمة للاطلاع على قرابة الثلاثين كتابا في مختلف لغات العربية وآدابها . عبدالهادي الفضلي ودراسة العربية: حين عزمتُ على إعداد هذه المشاركة كان أمامي عدة خيارات، فاخترتُ منها أن أتحدث حول عنوان (جهود الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي في دراسة العربية وتدريسها)، فقمتُ بقراءة ما تيسر لي من كتبه حول عنوان الموضوع، مثل: (دراسات في الفعل)، و(التذكرة في اللغة العربية وآدابها)، و(البحث اللغوي في النجف الأشرف)*، والاطلاع على بعضها ولو لماما، مثل: (فَهرَسْت الكتب النحوية المطبوعة)، ومنها ما كنتُ قد قرأتُه سابقا، مثل: (مختصر النحو)، و(مركز الدراسات النحوية)، و(تهذيب البلاغة)، و(الشيخ محمد أمين زين الدين ودوره في إنماء الحركة الأدبية في النجف الأشرف وتطويرها)، وغير ذلك من مقالات أو دراسات من هنا وهناك . كما قمتُ بقراءة فهرست مؤلفات ش.د عبدالهادي الفضلي، المنشور بمجلة الكلمة، العدد 55، خصوصا ما يتعلق بحقل علوم العربية وآدابها . ولكن يبدو أنه من الصعب جدا الحديث في مقالة مختصرة في جلسة محددة الوقت والزمان عن تلكم الجهود التي قدمها ش.د عبدالهادي الفضلي في دراسة العربية وتدريسها لغة ونحوا وصرفا وأدبا وعروضا ونقدا وتاريخَ أدب، ولكن حسب المقولة الشهيرة (ما لا يُدَركُ جلُّه، لا يُتركُ كُلُّه)، لا بدَّ من الحديث في هذا العنوان، ولو بشكل موجز !! منذ نعومة أفكاره كانت العربيةُ ولعَهُ وعشقه قبل أن تكون تخصصه، ولعلَّ لحضور المكان بعبقريته الجغرافية دورًا مؤثرا في ذلك، فقد كان مسقط رأسه في مدينة (البصرة) في العراق عام 1354هـ/ 1935م، ولقد كانت البصرةُ مدينة رائدة في دراسة العربية وتدريسها في مساجدها وجوامعها منذ أيام الخليل بن أحمد الفراهيدي، وما قبله وما بعده . في مدينة (البصرة) درس ش.د عبدالهادي الفضلي معظم مقررات مرحلة المقدمات الحوزوية، وعن البصرة يقول ش.د الفضلي:" حافظتِ البصرةُ على إرثها وتاريخها الحضاري منذ تأسيسها، ومنذ رجالها الأوائل: الفرزدق، والجاحظ، وبشار، والخليل، ففي كل أزمانها التي تعاقبت عليها كان للبصرة حركتها الثقافية (..) وخصوصا في الجوانب اللغوية والأدبية؛ حتى يمكن تسميتها (مدينة اللغة العربية وآدابها) الفقيه المثقف ص19 . هذا ما كان من دور المكان، كما هي عبقرية العراق في مدنه وقراه من الموصل شمالا حتى البصرة جنوبا، هو مكان يضجُّ بالعبقريات العربية المتقدة دوما باللغة؛ حتى كأن اللغة هوية المكان !! أليس اللغة البابلية والسومرية والعربية من لغات المكان ؟! ولهذا كان للعراق النصيب الأوفى في نشأة علوم العربية ودراستها، فقد تأسست في العراق سبعة مراكز لدراسة العربية وتدريسها منذ بداية عصر التدوين، كما يذكرها ش.د الفضلي في كتابه (مراكز الدراسات النحوية)، هي: (البصرة)، و(الكوفة)، و(بغداد)، و(النجف)، و(الموصل)، و(الحلة)، و(إربل) . ثم يأتي دور (الأم السيدة عقيلة البطاط)، وهي من البصرة أيضا، فهي تعرف معنى اللغة بوصفها (أُمًّا)، كما تعرف معنى أن تولد في البصرة، وتلد طفلها فيها، فاحتضنت الطفل اليانع منذ نعومة أفكاره ثلاث حواضن: (الأم) و(البصرة) و(اللغة)، فأين يذهبُ من قدره !؟ أخذته والدته مرةً، وهو طفل صغير معها، وكانت في زيارة للنجف الأشرف، وابتاعت من دكان صغير لبيع الكتب يقع في أول سوق العمارة كتابا صغيرا في النحو يسمى (الآجُرُّوميَّة)، وبعد عودتها من النجف إلى البصرة أعطته والده الشيخ المولع باللغة ليدرسه الكتاب، وكان لتوّه قد أكمل الصف الرابع الابتدائي في التعليم الحكومي، ثم توالى والده في تعليمه متون النحو وشروحه من (قطره)، ثم (ألفيته)، ثم (مغنيه)، ثم أتبع ذلك متون الصرف وشروحه من (مراحه)، ثم (شافيته)، ثم (مقصوده)، ثم أتبع ذلك متون البلاغة وشروحها من (مختصرها)، ثم (مطولها)، ثم (جواهرها) .. وهكذا؛ حتى استبدَّ الولعُ الفطريُّ فاستحال تَولُّعًا واشتغالا، ثم ما كان من دور بالغِ الأثرِ لأستاذه الشيخ الفقيه الأديب محمد أمين زين الدين، وأخيه في تغذيته بآداب العربية وأساليبها؛ حتى اشتد عوده، ونضجت سليقته اللغوية والأدبية واكتمل ذلك التولع بالدراسة الأكاديمية، فقد درس في مرحلة البكالوريس النحو والصرف على يد الشيخ عبدالمهدي مطر، ودرس تاريخ الأدب العربي على يد الدكتور عبدالرزاق محي الدين، ثم تبع ذلك دراسته في مرحلة الماجستير النحو لدى الأستاذ كمال إبراهيم، وفقه اللغة لدى الدكتور إبراهيم السامرائي، والبلاغة لدى الدكتور عبدالرزاق محي الدين، والأمثال العربية لدى الدكتور صفاء خلوصي، وتحقيق المخطوطات لدى الدكتور مصطفى جواد، وكان لأساتذته في هذه المرحلة كما في المرحلة التي قبلها بالغُ التأثير في دراسته وتعميقها، خصوصا الدكتور مصطفى جواد، والدكتور إبراهيم السامرائي . ثم تلا ذلك تحضيره لرسالة الماجستير بعنوان (أسماء الأفعال والأصوات) 1390هـ/1970م، بإشراف الدكتور إبراهيم السامرائي، ومناقشة الشيخ عبدالمهدي مطر، والأستاذ كمال إبراهيم، والدكتور مهدي المخزومي . (وقد شملت الدراسة 81 اسمَ فعلٍ استوعبها المؤلف دراسة وبحثًا واستقصاءً في مصادرها من أُمَّاتِ الكتب النحوية واللغوية) . بعد ذلك أكمل دراساته الأكاديمية العليا في (كلية العلوم) جامعة القاهرة بمصر، وذلك بتحضير رسالة الدكتوراه، وكانت بعنوان (قراءة ابن كثير وأثرها في الدراسات النحوية) عام 1395هـ/ 1975م؛ بإشراف الدكتور أمين علي السيد، ومناقشة كل من: الدكتور الشيخ إبراهيم نجا (وكيل جامعة الأزهر)، والأستاذ علي النجدي ناصف (عضو مجمع اللغة العربية) . ش.د عبدالهادي الفضلي وتدريس العربية: لم يعد درسُ العربيةِ ولغاتِها وآدابِها ونحوِها وصرفِها متوقفا عند حد التحصيل العلمي وحسب، وإنما غدا اهتماما خاصا، واجتهادا متواصلا، ولم يتوقف على درس المتون التراثية الأصيلة، بل أصبح موصول الوشائج بالدرس اللغوي الحديث درسا وتحصيلا .. قراءة وكتابةً .. توضيحا وتدريسا .. تهذيبا وتجديدا .. تعلُّمًا وتعليما !! وقد مارس ش.د عبدالهادي الفضلي تدريس العربية ونحوها في الحوزة العلمية بالنجف، فقد درّس (قطر الندى وشرحه)، و(ألفية ابن مالك وشرحها)، و(مغني اللبيب عن كتب الأعاريب وتفاصيله)، كما أنه درّس شرح النظام للنيسابوري في الصرف، ودرّس علوم البلاغة من خلال (مختصر المعاني)، و(المطول) للتفتازاني، و(جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع) للسيد أحمد الهاشمي . وقد مارس تدريس نحو العربية وصرفها في التعليم الجامعي بجامعة الملك عبدالعزيز في مدينة جدة . فهو حسب ما صرح به في إحدى محاضراته قد مارس تدريس العربية لمدة ثلاثين عاما . ولا مِرْيَةَ في أنه أصبح خبيرا في مجال تخصصه، وموسوعيا في دراساته اللغوية والنحوية والأدبية، ومختلف التخصصات الأخرى ذات العلاقة بدراسة العربية وتدريسها . وقد أشرف على رسائل علمية، مثل: 1ـ من الظواهر النحوية للحروف المستخدمة في القرآن الكريم (دكتوراه)، صباح بافضل، كلية التربية للبنات بجدة (إشراف بالاشتراك مع د. مصطفى الصاوي الجويني) . 2ـ الرومانسية عند بعض الشعراء السعوديين (ماجستير)، الشفاء بنت عبدالله زيني عقيل ، كلية التربية للبنات بجدة (مناقشة) . 3ـ الأجوبة المرضية عن الأسئلة النحوية، للغرناطي، (ماجستير)، تحقيق سلامة عبدالقادر، كلية الشريعة، جامعة أم القرى (مناقشة) . وقد كتبت بعض المقالات حول حقل اهتمام ش.د عبدالهادي الفضلي بالعربية دراسة وتدريسا، ولكنها تحتاج إلى قراءة نقدية ومراجعة، وهي كالآتي: 1ـ الدكتور عبدالهادي الفضلي علم من أعلام العربية، وفخر للنحويين السعوديين المعاصرين، محمد خضر عريف، مجلة الموسم، العدد 9ـ10، 1411هـ/1991م . 2ـ أسماء عربية، الدكتور عبدالهادي الفضلي، الأستاذ حسين بافقيه . 3ـ الدكتور عبدالهادي الفضلي (النحوي الأكاديمي)، الأستاذ جعفر العمران . 4ـ الدكتور عبدالهادي الفضلي (عالم اللغة والنحوي السعودي)، عبدالإله صالح آل علي، بحث جامعي بإشراف الدكتور حمزة المزيني، وهذا الأخير أكبرها حجما، وأشملها . ملامح عامة حول منهج التأليف في حقل العربية وتدريسها: من خلال قراءتي في كتب ش.د عبدالهادي الفضلي يمكنني تسجيل الملاحظات الآتية حول (الملامح) العامة التي ينتهجها في كتاباته وتأليفه: 1ـ يحرص ش.د عبدالهادي الفضلي بشكل دائم على حضور (العربية) في كتاباته ومحاضراته وإشاراته من خلال التعريف بالمفاهيم والمصطلحات العلمية (تعريفا لغويا)، سواء كانت في الفقه، أو الأصول، أو الأدب، أو التاريخ، أو النقد (...)، وهي ـ بلا ريب منهجية علمية لا يكاد يحيد عنها، باعتبار أن (العربية) نحوا وصرفا ولغةً تشكل ركيزة أساسية سواء في عرض الأفكار وتوضيحها، أو بسط الآراء وشرحها، أو نقل الأقوال ونقدها . ومثال ذلك يمكن أن نقرأ بحثه (المال دراسة فقهية مقارنة)، أو بحث (الغناء دراسة فقهية الحقيقة والحكم)، أو بحثه (الموجز في علم التجويد)، أو بحثه (التقليد والاجتهاد)، أو بحثه (بيع العربون)، أو بحثه (التبليغ الإسلامي)، وغير ذلك، فهو يهتم اهتماما خاصا في شرح المعنى اللغوي للمفاهيم محل الدراسة، بل ربما يستفيضُ في بيان وجوه المعاني اللغوية كما في تعريفه بمصطلح (التبليغ)، وهذه نقطة مهمة من نقاط اهتمامه بمنهجية البحث العلمي، وتأصيل المفاهيم تأصيلا لغويا، ثم اصطلاحيا . وقد يتبنى رأيا فقهيا، أو يجتهد في استخراجه بناء على الاختلاف في تأصيل المفردة لغويا، كما في مناقشته لمادة (قوم)* اللغوية أثناء بحوثه الفقهية . 2ـ اهتمامه الخاص بالتنوع الكتابي في حقول العربية المختلفة سواء في اللغة، أو الأدب، أو النحو، أو الصرف، أو العروض، أو تاريخ الأدب، أو تحقيق التراث اللغوي المخطوط، وهذا جليٌّ وواضح من خلال ثَبَتِ كتبه ومسردِها، وقد تجلّى ذلك بشكل أوضح بتأليف كتابٍ خاصٍ حول ذلك بعنوان (تحقيق التراث)، يحكي تجربته في هذا الجانب، وكان لأستاذه الدكتور مصطفى جواد بالغ الأثر في هذا المجال بالذات . ربما تناول البحث ـ أحيانا ـ بأسلوب العرض التاريخي الموجز، كما في كتابه مراكز الدراسات النحوية، وهو لا يقصد (الاستقصاء التام، أو الإحصاء المستوعب) لعنوان البحث، وإنما يفتح الباب لمن أراد أن يكمل هذا الجانب بشكل أكثر استقصاء واستيعابا، وفي كتابه الآخر (التذكرة في علوم اللغة العربية وآدابها) شيء كثير من هذا المعنى . 3ـ اهتمامه بعمل المشجرات والجداول والتصنيف العلمي أثناء التقسيم للأنواع، ويعبر عنه أحيانا بالخلاصة كما في كتابه (مختصر النحو)، ويرمي من ذلك إلى إعادة التركيز على النقاط الأساسية في الموضوع؛ لاستيعابها وسرعة تذكرها . 4ـ اهتمامه بعمل الإحصائيات ومراعاة التصنيف العلمي أيضا في دراسة الظواهر، ويمكن أن يكون كتابه (فهرَسْت الكتب النحوية المطبوعة) مثالا على ذلك، فقد احتوى الكتاب على 1265 عنوانا لكتاب نحوٍ عربي مطبوع حتى عام 1986م . 5ـ انعكاس أثر تجربته في التعليم الحوزوي والأكاديمي على منهجه في التأليف اللغوي، فقد استفاد الأصالة والعمق من التعليم الحوزوي، كما أنه استفاد المعاصرة والجدة وحسن التنظيم والاتساق وعمق التخصص من تعليمه الأكاديمي، وهذا يبدو واضحا في كتبه بشكل عام، وفي كتبه في علوم العربية وآدابها بشكل خاص . 6ـ محاولة الجمع بين رأي النحويين، ورأي الأصوليين، ورأي المدرسة اللغوية الحديث في مناقشة المسائل اللغوية أو النحوية . ويتضح هذا المعنى من خلال هذين المثالين من كتابه (دراسات في الفعل): المثال الأول: في تناوله لموضوع اشتقاق الفعل، وعرضه الاختلاف بين النحويين البصريين والكوفيين في مسألة أصل الاشتقاق، هل هو الفعل أم المصدر، واستعراض أن العرب اشتقت من أسماء المعاني، وأسماء الأعيان( أذهب من الذهب، فضض من الفضة، أبحر من البحر، أثلج من الثلج)، واشتقوا أيضا من أسماء الأعيان المعربة (هندس، درهم، فهرس)، أشار أيضا إلى ميل الباحثين المحدثين، مثل: د. مصطفى جواد، ود. مهدي المخزومي، ود. إسرائيل ولفنسون إلى المدرسة الكوفية في مقاربتها لما تبنته المدرسة اللغوية الحديثة، والدرس اللغوي المقارن بين اللغات السامية، ثم ينقل في ص39 رأي مدرسة النجف الأصولية الحديثة بأن مبدأ الاشتقاق هو (المادة)، " ويريدون بالمادة الحروف التي تتألف منها المشتقات من دون ملاحظة وضع الهيئة والدلالة على النسبة، كمادة (ك.ت.ب) . ويقول:" غير أن المشكلة لا تزال قائمة؛ لأنها مسألة تاريخية، وليست مسألة عقلية تخضع للتصور العقلي، والقواعد المنطقية" ويشير فيما بعد إلى ما انتهى إليه تطور المسألة لدى اللغويين المحدثين الذي أفادوا من مناهج البحث الحديث في دراسة اللغات دراسة مقارنة وتاريخية، وكان الرأي الذي انتهوا إليه هو أن أسماء الأعيان أو أسماء المعاني الحسية هي أصل الاشتقاق . وفي نهاية المطاف يخرج بالنتيجة النهائية بعد عرض الأقوال ومناقشتها إلى القول ص45:" إن الرأي الذي يتمشى وطبيعةَ اللغة هو رأي المدرسة اللغوية الحديثة القائلة بأن مبدأ الاشتقاق هو اسم المادة، وأن الفعل هو الآخر مشتق منها " المثال الثاني: في مسألة تقسيم الفعل، فقد قسم النحويون ـ حسب سيبويه ـ الفعل إلى ثلاثة أقسام، هي:" ما مضى (الفعل الماضي)، ما يكون ولم يقع (فعل الأمر والفعل المضارع الدال على المستقبل)، ما هو كائن لم ينقطع (الفعل المضارع الدال على الحال) . هناك تفاصيل (...) !! ثم يقول:" أما ما قاله الأصوليون (حسب صاحب الكفاية) إن استقراء أمثلة الفعل تنهي ـ بداهة ـ إلى أن (الأمر) لا دلالة فيه على الزمان، وأن دلالته مقتصرة على طلب إيقاع الفعل فقط " . ثم استعرض "المآخذ التي أخذها الأصوليون على تقسيم النحويين للفعل إلى ثلاثة أقسام مع سلامة الأساس، ولكن الاشتباه في التطبيق، فالأمثلة المأخوذة من الذهاب مثلا هي (ذهب) (يذهب) (اذهب)، فالأول يدل على وقوع حدث الذهاب في الزمان الماضي، والثاني يدل على وقوع حدث الذهاب في الزمان الحاضر، والثالث يدل على طلب إيقاع حدث الذهاب" . ويضيف:" ويرجع هذا ـ كما يقول الأصوليون ـ إلى أن صيغ الأوامر ألفاظ إنشائية خالصة، والإنشائيات لا اقتران لها بالزمان (...) " ثم استعرض ص54 جملة من الآيات القرآنية تدل سياقاتها على أن الأفعال يأتي كل منها لزمان غير زمانه إذا اقترن بما يصرفه إلى ذلك، مثل: دلالة الماضي على المستقبل، دلالة المضارع على المستقبل، ثم ينتهي إلى النتيجة النهائية في خاتمة الفعل، وهي أن الفعل ينقسم إلى قسمين: ماضي وحاضر . 7ـ مراعاة المنهج النحوي القديم، والمنهج الحديث في مناقشة الآراء، ففي تناوله لتعريف الفعل ومدلوله استعرض آراء النحاة القدماء، وذكر طرائقهم في تعريف الفعل، وهي: التعريف بالمثال (سيبويه، أبوبكر الزبيدي )، والتعريف بالقسمة أو الإسناد (أبوبكر ابن السراج، ابن مالك، بدر الدين محمد ابن الناظم، الاشموني)، والتعريف بالحد (الكسائي، ابن كيسان )، والتعريف بالعلامة أو الدلالة (أبوالقاسم الزجاجي، أبوعلي الفارسي ..) . وفي ص16 يقول:" وبعد هذا العرض المقتضب لطرائق تعريف الفعل في المنهج النحوي القديم؛ لا بُدَّ من محاولةٍ لاستجلاء مدلول الفعل في ضوء المنهج الحديث (...) باعتبار أن الفعلَ وحدةٌ لفظيةٌ؛ أي مجموعة أصوات ذات نظام معين يأخذُ وظائفَ معينةً في الاستعمال اللغوي الاجتماعي، فيأخذ وظيفةً دلاليةً، وأخرى صرفيةً، وثالثةً نحويةً، ومن خلال معرفتنا لهذه الوظائف نستطيع أن نتبين مدلول الفعل بوضوح .." 8ـ مراعاة الاختيار بين مختلف المدارس النحوية في تبني الآراء وترجيحها، فهو ليس مقلدا للمدرسة البصرية، رغم أنها (مسقط رأسه)، وإنما يستعرض الآراء ويناقشها حسب المنهج العلمي، فهو يقول في كتابه دراسات في الإعراب، ص157:" وبعد هذا التطواف مع الإعراب تعريفا ونقدا، والذي كَوّفْتُ فيهِ وبَصّرْتُ مغرقًا مع تاريخ الفكر النحوي في ترامي أزمانه ثم عدت فَعَاصَرْتُ متعاملا مع الفكر النحوي الحديث في تجاربه ونقداته وآراء رائديه " ما زال الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي مدرسةً من مدارس تعلّم العربية وتعليمها، وحرِيٌّ بنا أن نتعلمَ منها فَنَّ الدّرسِ اللغويِّ، وفنَّ إتقانِه، وقبلَ ذلكَ وبعدَه نتعلمَ أدبَ الدّرسِ والنّفسِ . جابر عبدالله الخلف 11رمضان 1432هـ ـــــــــ الهوامش والتعليقات: * في البداية لا بد من الشكر والعرفان للأخ أبي حيدر أحمد الفايز فقد استفدتُ منه كثيرا، فقد شارك في توفير مجموعة من المصادر والمراجع القيمة من كتب ش.د عبدالهادي الفضلي، والشكر والعرفان موصولان للأخ حسين منصور الشيخ فقد استفدت من بعض كتاباته حول الشيخ الدكتور الفضلي خصوصا فهارس كتبه، وكتابه الآخر (الدكتور عبدالهادي الفضلي تاريخ ووثائق) . * قرأتُ كتاب (الدرس اللغوي في النجف الأشرف)، شركة المصطفى، الطبعة الأولى، 1426هـ ـ 2005م، وهو (دراسة جديدة ورائدة) كما ورد في التقديم، وكنتُ أحسبُ الكتاب دراسةً في مناهج الدرس اللغوي في النجف ومستوياته، وأثره في فهم النص الشرعي باعتبار أن النجف مركزا من مراكز الدراسات الشرعية واللغوية، ولكن بعد قراءته تبين أن الكتابَ هو عبارة عن (فهْرَسْت) بأسماء المؤلفين في الدرس اللغوي، وعناوين كتبهم، والتعريف بها، وهو جهد قيّمٌ، وقد أولى المؤلفُ (شافاه اللهُ وعافاه) الشيخَ أبا جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460هـ)، والمحققَ رضيَّ الدين محمد بن الحسن الاسترآبادي (ت 688هـ حسب ترجيح المؤلف) بالغَ عنايته وبليغَها حيث درسَ جهودهما النحوية واللغوية وآراءهما دراسة وافية، خصوصا (رضي الدين الاسترآبادي)، وقد عرّفَ الكتابُ وترجمَ لـ(208) شخصية لها جهودها وكتبها في الدرس اللغوي النجفي . * ترجمة صاحب الآجُرُّوميَّة: هو أبو عبد اللَّه محمد بن داود الصنهاجي النحوي المشهور بابن آجُرُّوم - بفتح الهمزة الممددة, وضم الجيم والراء المشددة، ومعناه بلغة البربر: (الفقير الصوفي)، وُلِدَ - رحمه اللَّه - بمدينة فاس بالمغرب العربي سنة اثنتين وسبعين وستمئة من الهجرة - 672هـ، قال ابن العماد في - شذرات الذهب - 62/3 عن ابن آجُرُّوم : نحوي مقرئ له معلومات من فرائض وحساب وأدب بارع, وله مصنفات وأراجيز، توفى - رحمه اللَّه - بفاس سنة ثلاث وعشرين وسبعمئة - 723هـ . * يقول السيد محمد الحسيني:" وربما يتفردّ الشيخ الفضلي في هذه المسألة بقراءة أقرب ما تكون إلى السياق القرآني، إذ أنه بعد الإشارة إلى ما يعنيه هذا اللفظ (قوّامون) وأنه ليس حقيقة شرعية ولا مصطلحاً فقهياً، أشار إلى ما ورد في القرآن في مادة (قَوَم)، وانتهى إلى ما أفاده نصاً: "ونستفيد من هذا أن القوّامية لا تعني القيمومة التي فهم منها المستدلون التسلط والتصرف وإنما تعني إناطة مسؤولية رعاية مصالح النساء وتدبير شؤونهن بالرجال. ومن أظهر مصاديق تلك الرعاية وذلك التدبير، هو وجوب إنفاق الرجل (الزوج) على زوجته، وهذا يعني أن الإنفاق من القوّامية، وليس من القيمومة، وقد يرجع هذا إلى أن أكثر المجتمعات – ومنها المجتمعات العربية التي نحاول معرفة معنى القوّامية لديهم – مجتمعات ذكورية، تحمَّل الرجل مسؤولية رعاية مصالح المرأة وتدبير شؤونها، وهم لا يرمون من هذا إلى أن تلك الرعاية وذلك التدبير هما من نوع الولاية السلطوية، وإنما هما شأن من شؤون تركيبة المجتمع ...ونخلص من كل ذلك إلى أن القوّامية غير القيمومة.." انظر الدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي فقيهًا، بقلم: السيد محمد طاهر الياسري الحسيني .
|
04-09-2011, 12:33 AM | رقم المشاركة : 12 |
مسجد القائم ع
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
بسمه تعالى:
التعديل الأخير تم بواسطة مسجد القائم ع ; 04-09-2011 الساعة 12:48 AM. |
04-09-2011, 03:03 AM | رقم المشاركة : 13 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
كل الشكر والتقدير للقائمين على مسجد القائم (ع)، على استضافتهم أولاً للندوة
|
04-09-2011, 05:19 PM | رقم المشاركة : 14 |
طرفاوي جديد
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
استحسانه لآراء سيد قطب ؟؟
|
04-09-2011, 07:29 PM | رقم المشاركة : 15 |
مسجد القائم ع
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
منتدى السهلة: حياكم الله وهذا ما نأمله من تفعيل دور المسجد على كافة الأصعدة
|
04-09-2011, 11:49 PM | رقم المشاركة : 16 |
طرفاوي جديد
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
إن كنتُ نظرت بنصف عين فهناك من نظر بعين بل وبعينين نظرة فحص ومحص فما تبددت علامات الإستفهام بل أخذت تزداد حتى ضاق بها الأفق الأرحب
|
08-09-2011, 09:22 PM | رقم المشاركة : 17 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
|
10-09-2011, 07:12 PM | رقم المشاركة : 18 | |||||||||||||||||||||||
مشرف مكتبة المنتدى
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
مداخلتي ليست دفاعاً عن المنتدى وأعضائه، ولكن!! علم الحديث يحتاج إلى إنسان له متابعة وقراءة فيه، ليتسنى له الوصول إلى أن الدكتور الفضلي ساهم أو لم يساهم للكتابة في هذا العلم، أو هل أضاف شيئاً أم لم يضف!! فليست المسألة أن يكتب الأعضاء أو لا يكتبوا. ثم إن الأعضاء شاركوا بما لهم فيه علم، قال تعالى (ولا تقفُ ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا). وعلى كل الأحوال على الإنسان أن يحترم ذاته حينما يكتب في مجالٍ ما، وأن يكتب فيما له فيه علم. تحياتي زكي مبارك
|
|||||||||||||||||||||||
10-09-2011, 09:51 PM | رقم المشاركة : 19 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
|
10-09-2011, 11:15 PM | رقم المشاركة : 20 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
رد: الندوة السنوية الخاصة بالدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي لعام 1432هـ
لا ادري ماذا فعل (وقلبي بحبك متيما ) حتى (( يحترم ذاته حينما يكتب في مجالٍ ما، وأن يكتب فيما له فيه علم.)) أولاً أين كتب في هذا الموضوع ؟؟ كل ما فعله نقل من كتاب للدكتور الفضلي - حفظه الله - كما أن الاعضاء الكرام في منتدى السهلة الأدبي نقلوا عن كتاباته وأعماله الفكرية في مجال اللغة العربية والتاريخ وعلم القراءات و ... ((وقلبي بحبك متيما )) أضاف مجالاً منسياً في المنتدى وهو علم الحديث هل النقل من كلمات الدكتور يحتاج الى تخصص أيضاً ؟؟!!!
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|