نظام (HD ) العالم بألوان جديدة
عبدالله محمد الشريدة
لا زال الكثير منا يجهل المعنى الحقيقي لمفردة ( HD ) بالرغم من شيوعها في الترويج عن المنتجات الحديثة المرئية بشكل ملحوظ، وبالرغم شرائنا لمنتجات كثيرة تحتوي على هذه الميزة، فنقول هذه الصورة الفيديوية بدقة ( HD )، وذاك الجهاز الرسيفر يدعم ( HD )، وتلك الكاميرا الفيديوية يمكنها التقاط صورة فيديوية بدقة ( HD )، وعند قراءتك لمواصفات شاشة معينة تجد مكتوباً عليها ( شاشة بنظام HD )، بل إنك تجد حتى أن مواصفات كروت الشاشة للحاسبات واللاب توبات والألواح الرقمية كتبت عليها هذه المفردة ( HD ).
لو أردنا الحديث عن هذا العالم ( HD ) فلابد أن نستعرض المفهوم العام لهذه المفردة، وأنواعها ومن ثم يمكننا أن نحكم ونفرق بين أي جهاز وأخر، وما تعنيه هذه الكلمة عندما كتبت بمواصفاته، وهل يمكنني الاستفادة منها بشكل عملي ؟ أم أنها ستكون عبئاً علي في دفع مبالغ مالية كبيرة ولو اقتنيت جهازاً أقل تكلفةً لما كان هنالك فرق يذكر من ناحية الاستخدام والاستفادة منها.
مدلول الكلمة واستخداماتها في جميع الأجهزة واحدة، فإذا تعرفنا على ما تعنيه هذه الكلمة وأنواعها في عالم الشاشات ذات الدقة العالية ( HD ) فإنه يمكنني بكل تأكيد أن أفرق بين أجهزة التصوير الفيديوية ذات الدقة العالية ( HD )، وكذلك الرسيفر وكذا عارض أشرطة ( DVD ) وغيرها.
مفردة (HD ) هي اختصار للكلمة الإنجليزية (High Definition ) وتعني الوضوح العالي بالصورة والصوت، والتي تصل في وضوحها عن الصورة الاعتيادية في شاشاتها التقليدية إلى ( 10 أضعاف ) فأكثر، وصوت عالي الجودة يختلف عن نظيرة التقليدي إلى توزيع على خمس سماعات، وفي بعض الأحيان ـ نادراً ـ سبع سماعات بنظام متعارف عليه علمياً باسم بـ ( HDTV Digital Sound ) .
ويكون هذا الصوت موزعاً بشكل متقن وذلك وفقاً للمونتاج، فإن كان مونتاج الصوت يعتمد على هذه الخاصية والتقنية فإنك تجد الصوت بفارق كبير عن الصوت التقليدي، فهو لا يوزع نفس الصوت على كل السماعات المتواجدة بالشاشة؛ وإنما يكون ذلك التوزيع بحسب موقع الصوت وحركته في المحيط.
فمثلاً عندما يشهر أحدهم مسدساً ويطلق رصاصة تجد أن صوت الرصاصة عند خروجها من المسدس من موقع الممثل التي أطلقها لتمر إلى السماعة الثانية والثالثة فتستقر في نهاية المطاف بالاتجاه التي أطلقت عليه تلك الرصاصة، فيشعر المشاهد بحركة تلك الرصاصة وكأنها حقيقة، وهكذا عندما تمر طائرة في السماء فإن الصوت يتحرك بتحرك تلك الطائرة عبر السماعات، مع وجود سماعة مخصصة لعرض الصوت القوي الصادر من الطائرة ــ صوت الضوضاء إن صح التعبير ــ والمعروفة باسم ( Subwoofer ).
درجات وضوح ( HD ):
لتقنية ( HD ) عالية الوضوح درجات متفاوتة من ناحية الوضوح، وبتعرفنا عليها يمكننا اختيار ما نريده عند شراء أي جهاز فيه تلك الخاصية، وخصوصاً أن مندوبي البيع والشراء في المحلات التجارية يستغلون عدم معرفة المشتري بتلك التقنية ليبيعه أجهزة قد لا يكون بحاجة لها فعلياً.
ولنبدأ بدرجات وضوح ( HD ) بدرجته الأولى والتي تعتبر الأفضل من بينها:
الدرجة الأولى: HD 1080P ـ وتعرف باسم FULL HD.
وهي أعلى درجة وصلت لها تقنية ( HD ) حتى يومنا هذا، وهي عبارة عن دقة ( 1080×1920 بيكسل )، وتعرف بالوضوح الكامل لتقنية ( HD ).
الدرجة الثانية: HD 1080Pi..
وهي أقرب ما يكون إلى الدرجة الأولى وبنفس الدقة ( 1080×1920 بيكسل )، والفارق بينهما أن الدرجة الأولى يكون معامل التحديث للصورة لكاملها دفعة واحدة في أجزاء من الثانية، أما الدرجة الثانية فإن الصورة تتحرك على نحو جزئي، فتتحدث نصف الصورة أولاً ومن ثم يتحدث نصفها الآخر.
ولعل البعض لا يجد الفرق واضحاً خصوصاً عندما يكون الجهاز الموصل بالشاشة لا يدعم الدقة العالية ( HD )، أو يكون البرنامج المعروض ذا معدل سرعة اعتيادية فحينها لا يظهر الفارق بوضوح، لكن حينما تكون القناة تدعم تقنية ( HD ) وبذات الوقت تكون المادة المعروضة بدقتها العالية تحتاج إلى سرعة في الاستجابة، كمباريات كرة القدم أو التنس أو الأفلام ذات الطابع الحركي ( action ) وغيرها فإن الحركة في تحديث الصورة تكون ملحوظة بين الشاشتين.
مع ملاحظة أن بعض مندوبي البيع والشراء في المحلات التجارية يبيع الدرجة الثانية على أنها الدرجة الأولى، وحتى في كتابته للدقة في الملصق المعروض فوق الشاشة للتسويق لا تجده يذكر حرف ( i ) مما يوهم المشتري أنها الدرجة الأولى، ولذا أنصح المشتري باستعراض الكتيب التشغيلي للشاشة ـ بشكل سريع ــ قبل الشراء، ويتأكد من كون الشاشة من الدرجة الأولى في الوضوح، ولا يكتفي بتأكيد المندوب، إذ أن السعر بين الدرجتين يفرق وبفارق كبير.
الدرجة الثالثة: HD 720p.
وهي عبارة عن دقة ( 768×1366 بيكسل )، وتعرف بـ ( HD ready )، ويلاحظ أن هذه الدقة أقل بكثير من الدقتين الأولى والثانية، مع ملاحظة أن هذه الدقة قد لا تكون واضحة بشكل كبير عندما تكون الشاشة 32 بوصة فأقل، وإنما تبدأ الملاحظة على الشاشات الكبيرة من 37 بوصة فما فوق، أو عندما تكون المادة المعروضة ذات دقة عالية (1080p ) فإن الفارق بينهما يكون واضحاً وملحوظاً حتى وإن كانت الشاشة صغيرة، علماً أن هذه تعتبر أقل درجات الوضوح العالي ( HD ) ولا يوجد درجة أقل منها.
لو أردت شراء شاشة عالية الوضوح ( HD )، فما الخيار الأنسب ؟
قد تختلف الرؤية بين مشتر وأخر في اختياره للشاشة عالية الوضوح ( HD )، لكن هنالك نقاط معينة هي في تصوري المحور الذي يمكنه أن يرتكز عليها في تحديد شاشة معينة دون غيرها، و سأحاول أن أوجزها ضمن التالي:
اِشتر شاشة عالية الوضوح ( HD ) من الدرجة الأولى ( 1080P ):
1. إذا كانت الميزانية المالية لا تشكل لك عائقاً، فهي ذات تكلفة عالية مقارنة مع مثيلاتها من الشاشات ذات الدرجات الأقل.
2. إذا كان هدفك وطموحك تشغيل مواد ذات دقة عالية وبدقة تصل إلى ( 1080P )، كأقراص ( Blu-Ray ) و( DVD)، أو أجهزة الألعاب ذات الوضوح العالي كأجهزة ( PlayStation3 ) و( Xbox360 )، أو الرسيفرات الداعمة لتقنية ( HD ).
3. إذا كانت لديك الرغبة في استخدام بعض المواصفات التقنية التي لا تتوفر إلا بشاشات الدرجة الأولى، وذات الأحجام الكبيرة في كثير من الأحيان، وعلى سبيل المثال لا الحصر ــ قد تجد بعض هذه الميزات في الدرجتين الأولى والثانية ـ :
o تشغيل المواد المعروضة ذات الوضوح العالي ( 1080P ) من أفلام وغيرها مع ميزة تشغيل الترجمة العربية، وبترددات أكبر من ( 60 MHz ) يتحدث بشكل تلقائي بما يتلاءم مع المادة المعروضة، مما يعطيك نقاء في عرض الصورة ووضوحاً هو أقرب إلى الحقيقة.
o ميزة التسجيل من الشاشة مباشرة إلى ( USB ) ودون أجهزة وسيطة بينهما.
o ميزة استعراض شاشة صغيرة وسط الشاشة الكبيرة حين ترغب في تشغيل أكثر من مادة معروضة، سواء أكان لانتظار برنامج معين على الرسيفر مثلاً مع تشغيل إضافي لمادة أخرى من جهاز أخر كـجهاز عارض لـ ( DVD ).
o ميزة تشغيل المواد المعروضة من الحاسب الآلي مباشرة وعبر تقنية ( WIRELESS ) في أي موقع من المنزل إلى الشاشة مباشرة ودون وسيط من الأسلاك.
o ميزة تشغيل المواد المعروضة من أي جهاز حاسب آلي عبر كابل الشبكة.
o تنوع المخارج يعطيك ميزة استخدامها في أكثر من جهاز، ودون الحاجة إلى استخدام المحولات والتقسيمات الثانوية.
اِشتر شاشة عالية الوضوح ( HD ) من الدرجة الثانية ( 1080Pi ):
1. إذا كانت ميزانيتك لا تسمح بشراء شاشة من الدرجة الأولى.
2. إذا كنت تعلم انك لا تحتاج إلى درجة وضوح عالٍ جداً ذا تردد أعلى من ( 60 MHz )، وبالأخص المواد المعروض من مشغلات ( Blu-Ray ) ذات الأحجام الكبيرة جداً.
3. استغناؤك عن بعض الميزات التي قد لا تجدها في هذا النوع من الشاشات مقارنة بشاشات الدرجة الأولى.
اِشتر شاشة عالية الوضوح ( HD ) من الدرجة الثالثة ( 720P ):
1. إذا كانت ميزانيتك لا تسمح بشراء شاشات من الدرجة الأولى أو الثانية ( 1080P / 1080Pi).
2. إذا كنت تعلم مسبقاً أنك لن تقوم بتشغيل مواد فيديوية ذات دقة عالية (1080P ) فإنه لا حاجة لشراء الشاشات من الدرجة الأولى أو الثانية، لأنها باهضة الثمن وقد تصل في أحيانٍ كثيرة إلى ضعف المبلغ إن لم يكن أكثر.
3. أجهزة الألعاب ( PlayStation3 ) و( Xbox360 ) وأجهزة ( DVD ) وغيرها يتم تشغيلها بدقة رائعة ودون مشاكل تذكر إن كانت الشاشة ذات حجم 32 بوصة فأقل، وقد لا يتم ملاحظة الفرق الواضح بينها وبين الدقة من الدرجة الثانية، أما إن كانت الشاشة 37 بوصة فما فوق ستعرض المادة بشكل رائع ولكن ستقل وضوح المادة المعروضة عمّا هي عليه عند الشاشات ذات الحجم الأقل.
ملاحظات عامة:
وقبل الانتقال إلى الحديث عن الشاشات المصنعة بتقنية ( HD ) أسجل بعض الملاحظات العامة، والتي أتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار حين الرغبة في شراء شاشة ذات وضوح عالي ( HD ):
أ. الكثير من المشترين للشاشات ذات التقنية العالية الوضوح ( HD ) يبدون استغرابهم أن الشاشة هي في قمة الكمال والوضوح والجودة صورةً وصوتاً في موقع البيع والعرض، ولكنها أقل جودة مما هي عليه عندما يتم تشغيلها في المنزل.
وأقول: أن الشاشة ذات الوضوح العالي سواء أكانت من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة هي مستقبل للمادة المعروضة سواء من أجهزة الرسيفر أو أجهزة ( DVD ) أو أجهزة الألعاب أو أقراص حاسوبية كـ ( USB )، فإن كانت المادة المعروضة من قبل تلك الأجهزة ذات دقة عالية الوضوح فإن الشاشة ستعرض تلك المادة بأفضل ما يكون العرض، وستكون النتيجة مرضية كل الرضا للمشتري، أما إن كانت المادة المعروضة ذات دقة منخفضة فإن الشاشة ستعرض تلك المادة بما تحتويه من ضعف، لذا أنصح من لا يمتلك أجهزة غير مزودة بتقنية العرض العالي الوضوح ( HD ) أن لا يشتري شاشة من الدرجة الأولى أو الثانية وإنما يكتفي بشراء شاشة من الدرجة الثالثة ( HD-Ready ) وستكون أكثر من كافية.
ب. حتى وإن كان لدى المشتري أجهزة تحتوي على تقنية الوضوح العالي ( HD ) لكن لا يتم تشغيل تلك الشاشة إلا يوم أو يومين كل شهر أو شهرين لا أنصح بشراء شاشات من الدرجة الأولى أو الثانية، وستكون الشاشة من الدرجة الثالثة كافية إذ إن الفارق بين الشاشتين من الناحية المادية كبير مقارنة بالاستفادة منها تشغيلياً.
ج. التعرف على ميزات الشاشة ومحاولة استغلالها بالشكل الذي يخدمه، فالكثير من المقتنيين للشاشات ذات المواصفات العالية يكون مصيرها عرض تقليدي لرسيفر تقليدي، ولو قرأ الكتيب التشغيلي للشاشة لوجد ميزات كثيرة يمكنه استخدامها فيما يخدمه.
د. يجب على المشتري العلم مسبقاً أن الشاشات ذات الدرجة الثالثة ( 720P ) ستعرض المواد ذات الدقة الأعلى منها ( 1080P / 1080Pi)، لكن ستقل درجة وضوحها إلى ( 720P ) ليس إلا، ولا صحة للمقولة التي يتداولها البعض أن المادة المعروضة إن كانت ذات دقة عالية ( 1080P / 1080Pi) لا يمكن تشغيلها في شاشات ذات دقة أقل.
ه. تختلف رؤية البعض من حيث شراء الشاشات ذات الوضوح العالي ( HD ) من الدرجة الأولى والثانية ( 1080P / 1080Pi)، إذ أن البعض يكون هدفه الأول استغلالها من خلال امتلاكه الأجهزة المختلفة والتي تبث وتخرج مواد ذات دقة عالية وكانت الشاشات ذات الدرجة الأولى والثانية هي الأنسب لاقتنائها.
بينما يكون رؤية الآخر أنها أحدث الشاشات وهي في ذات الوقت تقنية قد يستفيد منها ولو للمستقبل، وكلا الرؤيتين صائبتين، لكن مع ملاحظة أن التنقية الحديثة تتقدم باستمرار، وما هو متواجد بهذه الشاشة عالية الوضوح ( HD ) من الدرجة الأولى والثانية ( 1080P / 1080Pi) من ميزات قد تكون أقل ما هي موجودة في المستقبل القريب، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن تقنية ( USB ) متواجدة مسبقاً بتلك الشاشات، لكنها لم تكن تدعم في كثير منها الترجمة باللغة العربية، وبعضها لا تدعم إلا بعض الصيغ التي يمكن تشغيلها، بالإضافة إلى عدم دعمها تشغيل مواد عالية الوضوح ( HD ) من خلال ( USB ) ، بينما وخلال فترة وجيزة وأقل من سنة أنتجت بعض الشركات شاشات يمكنها دعم الكثير من الصيغ المعروفة بالإضافة إلى احتوائها على الترجمة وتشغيلها مواد عالية الوضوح ( HD ) تصل إلى دقة الدرجة الأولى ( 1080P ).
بقي أمر أخر، سأحاول أن أتناوله بالتفصيل في الجزء الثاني من الموضوع لتكتمل الصورة، وهو الحديث عن الشاشات المصنعة بتقنية الوضوح العالي ( HD ) ( Plasma / Lcd / Led ) ، والتعرف عليها بالشكل الإجمالي، مع معرفة الفارق فيما بينها وما الأنسب للشراء ؟
هذا وأخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين،،،
تمت المشاركة بها في جلسة شهر شعبان 1432هـ
13-08-2011, 04:41 AM
نظام ( hd ) العالم بألوان جديدة . . عبدالله محمد الشريدة
..
