20-05-2011, 03:58 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
خطبة الجمعة حينما تصبح شعارا (الحالة القرضاوية) ـ جابر الخلف
خطبة الجمعة .. حينما تصبحُ شِعارًا .. !! (الحالة القرضاوية) كغيري ممن يحترمون عقولهم .. باغتني هذا الخطابُ الدينيُّ (المُتَأَسْذِجُ) في تحليل تحركات الشعوب العربية، ومحاولة فصل سياقاتها بعضها عن بعض، وتناولها كيفما اتفق في (خطب الجمع)، وعلى أعواد المنابر .. !! مشكلتنا مع الخطاب الديني (في أكثره المتغلّب والمتقلّب)؛ خصوصا في (خطب الجمعة) أنه لا يحترم عقول الناس، لا يحترم قدراتهم على التفكير، لا يخاطبهم كأناس محترمين لهم إرادة حرة، وضمير متقد، وإنما يخاطبهم كمتلقينَ .. !! الخطاب السياسي يمنع حرية التفكير والتعبير، والخطاب الديني يُنصّبُ من نفسه وصيًّا على عقول الناس وضمائرهم، ويفرض عليهم طريقته في التفكير والتعبير، وهذه إشكالية معقدة، هي إحدى أهم أسباب التأزيم الديني والسياسي في أوساط البياض الأعظم من الناس . الشيخ يوسف القرضاوي أيضًا ركب تيار (تسطيح العقول) في أكثر من غَارَةٍ له على منبر (خطب الجمعة)، وضحايا تلك الغارات المنبرية هي ـ كالعادة ـ ملايين العقول العربية الإسلامية .. التي أصبح عليها أن تثور ضد (أَخْطَبُوطِيَّة الخُطَب)؛ كي تنجو بنفسها من مآزق العطَب ! فمنذ غارته على ساحة التحرير في أول جمعة بعد انتصار الشعب المصري الذي قاد ثورة خالية من أعباء الخطاب الديني والحزبي وأسمالهما البالية..لم يدرِ (فضيلته) بأنه بغارته المتعجلة كاد أن يضيع ثمار ثورة يانعة، لا ينكر دوره في (آخرِها) بالخطب الرنانة التي يشكره عليها القاصي والداني، وأكمل مشهد خطواته المتعجلة فتواه باغتيال الزعيم الغضنفر ملك ملوك أفريقيا التي كادت لو فعلها أحد أفراد الشعب كفيلة بتحويل الثورة الليبية السلمية إلى حمام دماء بغيض (قبل أوانها)، ولأوجد الزعيم الهمام الفرصة المواتية لاتهام الشعب الليبي بأنه شعب ثائر من أجل الاغتيالات والعنف والدمار وتخريب البلاد والعباد، ولكن ولله الحمد لم ينفذ أحد هذه الفتوى الفضائية المتعجلة، وظهر للعالم كلِّه أن العنف والاغتيالات والحرب العشوائية جاءت من لدنْ الزعيم (أبو الزَّنْقَات)، وليس من الشعب .. !! واكتمل المشهد بخطبة يوم الجمعة الماضية التي اتهم فيها شعب البحرين بكامله بأنه يقودُ ثورة طائفية شيعية في مقابل ثورة طائفية سنية، مع اعترافه بأنه لم يرَ بعينه .. !! فلم يقرأ تقريرا، ولم يطلع على وثيقة، وإنما اكتفى بـ(ذكر إخواننا)، وقال لي جيراننا، ونقل لي أولاد حارتنا، وأخبرني من أثق به، وحدثني من لا أتهم .. وهلم جرا !! لقد صالَ وجالَ وكَال .. كَالَ اتهاماتٍ دون رعاية لذمة الشعوب، ودون احترام لعقولهم، قال كل ذلك، وهو يردد في خطبته:" لم أتحدث؛ لأني لا أجد نفسي حُرًّا تمامًا، ولا أجد عندي المعلومات الكافية عما يحدث" !! إذا كان المرء لا يجد نفسه حرا، ولا يمتلك المعلومات الكافية .. فعليه أن يلتزم الصمت على قاعدة (قل خيرا أو اصمت )، وله عند عقلاء الناس وسَراتهم العذر والقبول، فمن شروط القول والفعل لضمان صحته (الحرية) والإرادة .. !! إذا كان فضيلة الشيخ القرضاوي لا يملك المعلومات الكافية عما يحدث .. إذن لماذا لا يملكها، ثُمَّ يتحدث، ويخطب .. !؟ وحرف (ثمَّ) حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي والتأني والتؤدة والهدوء والسكينة والوعي والمسؤولية . إذا كان (فضيلته) لا يملك المعلومات الكافية عما يحدث .. إذن لماذا لا يكلف لجنة من (الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين) لتقصي الحقائق، وتوفير المعلومات الكافية ثم يتحدث، ويخطب بملء فيه وضميره ويده ولسانه، ويقول ما يشاء أن يقوله بصراحة لا لبس فيها ؟؟! إذا كان (سماحته) لا يملك المعلومات الكافية عما يحدث .. إذن لماذا لا ينتظر حتى يملكها، حتى لا يتهم بالعجلة والانفعال والارتجال والتذبذب في المواقف .. وما أكثرَها .. وما أفدَحها ؟! ولكن لقد قالها ( فضيلة الشيخ) .. وكفى !! " لم أتحدث؛ لأني لا أجد نفسي حُرًّا تمامًا " لقد صدق .. وفي هذا أنا أتعاطفُ معه، وربما لا ألومه، وربما أغفر له زلة العجلة، والتذبذب في المواقف، والفرز المفتعل بين مطالب الشعوب العربية من مغربها إلى مشرقها.. !! إنّ العالم المستقلَ بمواقفه هو خير عزاء للأمة من شعورها بالحرمان والضياع والتشتت، وعليك (يا سيدي الشيخ) أن تتخلص من ضغوط المحيطين بك وتأثيراتهم، فكلُّ بطانةٍ غيرِ رشيدةٍ ستنقلُ لكَ معلوماتٍ غيرِ منصفةِ !! إن رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تحتم على فضيلة الشيخ القرضاوي أن يتخلص من المواقف الفردية، والخطب الانفعالية المرتجلة، فلسنا في زمن (بلاغة القول)؛ لذا عليه الانتقال من (بلاغة القول المرتجل) إلى بلاغة المواقف المسؤولة، والرؤية الواعية من خلال المؤسسة.. !! من المفترض أن فضيلة الشيخ القرضاوي يترأس (مؤسسة إسلامية عالمية) تملك خبرات علمية وقانونية في تحري الحقيقة، فكان عليه ـ وهذا جزء من مسؤولياته ـ أن يتحرى الحقيقة كما يتحرى (هلال شهر رمضان أو العيد)، ثم تصدر المؤسسة بيانا جماعيا مشتركا يعبر عن موقف مدروس، لا مواقف عاجلة في (خطب انفعالية) تعبر عن خطابٍ مرتجل ..!! يفرق أكثر مما يجمع .. ويشتت أكثر مما يلملم !! إن رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تقتضي من فضيلة الشيخ القرضاوي أن يكون منفتحا على جميع مطالب الشعوب العربية الإسلامية، وضامنا لها، ومدافعا عنها، ولا تمنعه (الحالة السياسية) من إنصاف أهل البحرين وغيرهم من أهل المشرق والمغرب، ولو بتحري الحقيقة عنهم، وكما قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز المنزل:﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾ !! ولا شك أن تحري الحقيقة الناصعة، و(المعلومة الكافية) من العدل والتقوى !! من الإنصاف القول إن للشيخ القرضاوي مواقف إسلامية مشرفة يعتز بها كل مسلم، كما أن له ثقلا علميا وفقهيا في الساحة العربية الإسلامية لا ينكرها عليه أحد، ولكن من المؤسف أن تصدر من فضيلة الشيخ مثل تلك المواقف المتعجلة والمتذبذبة والانفعالية التي لا تخدم المصلحة العامة لعموم الناس . جابر عبدالله الخلف 19/4/1432هـ --------------------------------------------------------------------- ألقيت في الجلسة الشهرية الأربعاء 1 جمادى الآخرة 1432هـ، وهي محاولة نقدية لظاهرة تحويل خطبة الجمعة من ﴿شَعِيرَةٍ﴾ إلى (شِعَارٍ) !!
|
26-05-2011, 01:35 PM | رقم المشاركة : 2 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: خطبة الجمعة حينما تصبح شعارا (الحالة القرضاوية) ـ جابر الخلف
لمتابعة الورقة الأولى من هذه السلسلة ...
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|