من أين أبدأ يا ترى
سأبدأ من قصة زواجي وستأتي قصة حبي المدفون بين السطور
مقدمة ..
في سن المراهقة يبدأ تفكير الشاب يميل إلى الرومانسية والحب والبحث عن الطرف الآخر وهذه فطرة طبيعية حيث قد يكون ضعف حنان وحب الأم بسبب بعض التصرفات من ابنها المراهق وكثرة إخوانه وأخواته الذين يرغبون أيضاً في حب أمهم ورعايتها لهم . وهذا الشعور فقط لدى المراهقين لأن حب وحنان الأم لا ينتهي ولا يزول مدى الحياة .
سيجد أنه يتوحد بنفسه ويختار شخصاً يميل إليه ليعوضه النقصان الذي أحس به وقد يعيش معه في قلبه وتفكيره ولا يظهره لأحد لأي سبب كان والأسباب في مجتمعنا كثيرة .
المهم قصتي
لقد عشت مع نفسي بعيداً وحيداً لا صديق ولا أنيس وهذا أيضاً يحدث في سن المراهقة مع كثير من الشباب .. أخيراً كنت أميل إلى أحد أقاربي وأمشي معه وألعب وأحبه.
في يوم من الأيام بينما نحن نلعب سوياً في بيتهم لمحت أخته لمحة صغيرة ومن شدة تمسكي به قلت له وبكل براءة سأتزوج أختك بدون أن أفكر في الموضوع، هذا سن المراهقة .
انتشر الخبر بين الأهل بسرعة وهنا المشكلة . أنا عمري في ذلك الوقت 14 سنة لم أفكر في الموضوع ومضت السنين بدأت أعي وأتفكر وعندها أحسست بأنها لن تدخل قلبي إذ أن قلبي ارتبط بأخرى لم يتغير بعد كل هذه السنين وهنا بدأت المشكلة . قلت لصديقي أن يخبرها بأن لا تفكر فيي وأنه إذا تقدم لها شخص يستحقها فلتوافق لأنني لا أفكر بها . لقد توقعت أن الموضوع انتهى .
وعندما أردت أن أتزوج بمجرد الكلام أصبحت الإشارات كلها لأخت صديقي لم يكن بيدي الاختيار لأن صديقي لم يقل لها ما أخبرته به , آه آه .
أصبحت في ورطة حقيقية كيف أخبر أهلي بأني لا أريدها هي وإنما أحب واحدة أخرى كيف أنسحب بهذه السهولة مع من عاشت على أملي ورفضت المتقدمين بسببي هذا هو تفكيري ما زال ينقصني الخبرة والتفكير الصحيح في معالجة هذه المشكلة . ومن واقع تفكيري قلت سأدفن حبي وسأعيش معها ربما أحببتها بعد الزواج ونسيت حبي للأخرى في النهاية.. تزوجتها .
عشنا ثلاث سنين أنا لم أنفك عن التفكير بمن أحببتها ولم أشعر بذلك الحب مع زوجتي أنا أحترمها ولم أعاملها بقسوة أبداً ولكن فضحتني مشاعري حيث عرفت هي أني أحب امرأةً أخرى من تصرفاتي التي بدت واضحةً أمامها .
وهي قد قررت مساعدتي في الزواج بها بسبب حبها لي .
قد أكون أنانياً ولكن اعلموا أني صادق في مشاعري وأحاسيسي وحبي ولكن الزمن وعدم الخبرة والجرأة هي قد تكون السبب في تعاستي وتعاسة زوجتي التي لا أنكر أني أحبها بسبب وقوفها إلى جانبي ومساعدتي على الأقل وقلما نجد أمثالها هذه الأيام وهي حقاً تستحق الحب ولكن لم ولن أستطيع أن أنسى حبيبتي .
ما إن اقتنعت زوجتي بأن حبي للأخرى حباً صادقاً حتى قررت بأن تساعدني كانت الخطوة الأولى هي أن تجس نبض معشوقتي وتعرف ما أنا بالنسبة لها ؟
وطبعاً بالتدريج استطاعت أن تخبرها بحقيقة شعوري نحوها وبأني متعلق بها وقد حكت لها القصة بأكملها في البداية بدأت تبكي كثيراً ( محبوبتي ) فلن تتوقع أن تكون في هذا الموقف أبداً وهو أن تقوم صديقتها بخطبتها لزوجها وهي في الواقع قريبتها أيضاً ومن هذا المنطلق لم توافق وقالت لزوجتي لا تفتحي هذا الموضوع مرةً أخرى وذهبت .
أنا كنت أنتظر بشوق ماذا ستقول لي زوجتي هل ستوافق أم لا ؟ لقد حاولت زوجتي في إقناعها ولكن دون جدوى . لقد عادت زوجتي ورأيت الإحباط في وجهها وعرفت النتيجة ، وما إن عرفت النتيجة حتى تغيرت حياتي وأصبحت قاسياً مع زوجتي في نظرها وأصبحت لا أحبها بسبب شرودي وجلوسي لوحدي في أغلب الأوقات وعدم سؤالي عنها وكثرة سهري وخروجي في أنصاص الليالي منفرداً والحزن البادي على وجهي حتى شعر كل من حولي بالتغيير الواضح . كل هذه كانت تساهم في إبعاد المسافة بيني وبين زوجتي ولقد حاولت زوجتي مرةً أخرى لغرض إسعادي ولكن المحاولة باءت بالفشل .
المهم لقد أحسست أنا أيضاً بتغير سلوك زوجتي معي وأصبحت تعاملني كما أعاملها ولكن كيف سيتحمل قلبي فراق حبيبتي للأبد وعدم سعادتي مع زوجتي الحالية ؟
لقد قررت أكثر من مرة بان لا أفكر في حبيبتي وهنا تصرف قمت به من أجل أن أبعد قلبي عن التفكير وأحافظ على زواجي من الانهيار وهو أني ذهبت وبكل جرأة إلى أبو حبيبتي والذي يكون عمي في الواقع وفي حديث عن حياتي معه أخبرته بأنني مديون بمبلغ كبير وأنني لا أنجب أطفالاً . قمت بهذه الخطوة حتى لا أفكر في حبيبتي وكان هذا سبباً كافياً لرفضي لو تقدمت في يوم من الأيام .
لقد سمعت نبأ خطبة حبيبتي من أحد أقربائها وكأنها رسالة منها لي بأن لا أفكر فيها أبداً وأنها ليست لي لقد بدأت أتقبل الأمور قليلاً ولكن أصبحت أعاني من أوقات عصيبة تمر بي وهي بمجرد أن يذكر اسمها أو يتحدث أهلي عن خطبتها أنقلب عقباً على عقب وأنفرد بنفسي أبكي كثيراً حاولت الهرب من هذه الحياة أكثر من مرة ، حاولت السفر بعيدا ً ولكن ما إن أعود للبيت حتى تعود هذه الحالة مرة أخرى في هذه الحالة أحتاج إلى أن أكون أقوى ما أكون . يجب أن أنسى ويجب أن أحب زوجتي التي ضحت بحياتها لتسعدني .
في نهاية هذه القصة انجرفت أنا وراء الوهم وظننت أنني لن أنسى حبيبتي ويأست مني زوجتي ولم تحتمل الحياة معي وأنا دائماً أفكر في غيرها وبعد صبر طويل طلبت زوجتي الطلاق لترتاح نفسياً وباعتقادها أنني سأكون مرتاحاً أكثر وفي النهاية حصل الطلاق وللأسف .
بعد أن حصل الطلاق أفقت من غيبوبتي التي عشتها سنين إذ أن حبيبتي التي كنت أعتقد أني أحبها تزوجت غيري وزوجتي التي عاشت معي واستحملتني طلقتها والمصيبة العظمى أنه بعد مضي شهر من الطلاق اكتشفنا أن زوجتي حامل وهو الحلم الذي أعيش لأجله طوال عمري وسيعيش بعيداً عني . والآن أنا أعض على أنامل الندم بسبب كل ما اقترفته من أخطاء تجاه نفسي وتجاه زوجتي التي اكتشفت أني أحبها ولا أستغني عنها بعد يومين فقط من تطليقي لها وأن حبي لفلانة كان مجرد وهم كنت أسير وراءه .
هل تعلمون ما السبب الذي جعلني أسير وراء هذا الوهم ؟ إنه الابتعاد عن الله وسماع الأغاني وعدم الاهتمام بالصلاة وأدائها بالوجه الصحيح وأنني لا أشارك زوجتي بهمومي ولا أشاركها بهمومها والأنانية .
فيا شباب إن الأغاني وكثرة سماعها هي التي تزرع الوهم حتى لو لم يكن حبك لها وهماً وكان حباً صادقاً فإن الأغاني ستجعلك تعيشه كالوهم .
وفي النهاية هذه مجرد قصة تحتوي على عبرة وعظة وأنصح من يمر بهذه التجربة أو مشابهة لها أن يتمسك بالله وبالقرآن وسينسى تلك التي أحبها خصوصاً إذا ارتبط بأخرى صحيح أن هذه ستكون قاسية ولكن لن ترضى أن تعيش طوال عمرك في الوهم . وأن تتجرع زوجتك الحالية مرارة حبك للأخرى .
ملاحظات /
اخترت أن أكون راوي للقصة وبطلها حتى تبدو حقيقيةً و لتكون شيقة أكثر ولتنال الفائدة المرجوة في النهاية لأنني وجدت شباباً وشابات يعانون من هذه المشكلة فلتجاوزها كما قلت تمسكوا بالله وبالقرآن والأئمة .
أنا في الواقع أعيش مع زوجتي حياةً كريمة الآن ومن قبل وسعيد جداً بها فلو كانت هي زوجتي في القصة فما تخليت عنها أبداً .
الآن أرجو منكم التعليق على هذه القصة وإضافة تعليقاتكم ونصائحكم لمن يقع في مثل هذه التجربة .
سأكتب قصةً جديدة قريباً إنشاء الله .
وادعوا لي بأن يرزقني الله الذرية الصالحة وأن يوفقني في دنياي وآخرتي .