العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 10-03-2011, 07:50 AM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي من مذكرات هاشم ـ الأستاذ يوسف خليفة الشريدة

مِن مذكرات هاشم . .



-1-
هاشم شاب سعودي يُقيم في مدينة (الدمام) مع زوجته وطفليه، وكان يقضي معظم وقته حين يكون بشقته أمام الحاسوب، فهو مستغرق حد الإدمان في متابعة المنتديات والمشاركة فيها.
في صيف 2004م، فوجئ بإضافة وصلته على ماسنجره، وبمجرد قبوله لتلك الإضافة استفهم من صاحبها عن هويته، وليعرف من أول الإجابة أنها أنثى ، وكأي تواصل جديد؛ صار بفضوله يسألها وهي تجيب.
عرِفَ منها أنها بحرينية، وأنها أرملة وموظفة بإحدى الجهات الحكومية في بلدها، ومن اسمها عرِفَ أنها سيِّدة، وقد أكدت ذلك له، ثم عرِف منها أنها كبيرة بالسن! وذلك بعد أن بادرت بسؤاله عن عمره، وحين أجابها بأنه في الثامنة والعشرين، وضعت رمزاً باسماً ، ثم علقت بعده بعبارة: (إذن أنت في عمر أحد أبنائي، ولهذا سأخاطبك من الآن يا بُني)! وحين حاول معرفة عمرها بالضبط، رفضت التحديد، وأشارت أنها دخلت الأربعين. وقد بررت إضافتها له بأنها فعلت ذلك لاستحسانها قلمه، ورغبتها في شكره على جهده في أحد المواضيع التي كان يشارك فيها.
تعبيرها يا ( بُني ) جعل هاشماً يحتاط في استخدام عباراته في حواراته مع تلك السيدة، فهو طرف في حوار مع امرأة وضعت لنفسها مقام الأم، وأيضاً كانت في حواراتها معه قد عززت ذلك الشعور عنده، فكانت تمسح على نفسها مسوح الرهبان، وتنصح له بالانضباط في التواصل معها؛ وتعزز ذلك فيه.
مرت الأيام، وكانت الحوارات بينهما مقتصرة على الحوار الماسنجري المتقطع، وقد اكتسب الطرفان ثقة بعضهما، وبعد شهرين من بدء تواصلهما تبادلا أرقام هواتفهما النقالة. وليبدأ معها أول تواصل هاتفي بينهما، وقد كان حواراً لاهوتياً أكثر منه حواراً بشرياً، فقد كان فرصة ليستعرض الطرفان عضلات التزامهما وانضباطهما بالحدود الشرعية والعرفية في التواصل بين الجنسين، وقد استغرق الاتصال الأول ما يربوا على العشرين دقيقة.
ذلك الاتصال عزز الشعور بالتقديس عند هاشم لتلك السيّدة البحرينية، وبنا عليه تواصله معها لاحقاً، فقد كثرت الاتصالات بينهما، وخاصة حين خروجها من العمل، فكانت تقضي طريق عودتها في محادثته، فقد كان متحدثاً جيداً، وكانت تحب نقل المواقف التي تصادفها في يومياتها له؛ لتسمع منه تعليقاته التي لا تخلو من نباهة وفطنة وطرفة.
أدرك هاشم أن تلك الاتصالات لها تبعاتها الاقتصادية الضارة بمدخراته، فهي تستحوذ على نصيب الأسد من مصروفاته، وهنا راجع نفسه ليُقرر وقف ذلك النزيف، وخاصة أنه غير مستفيد من ذلك التواصل، فهو مجرد تواصل لا يخلو من لغـو ومثاليات لا تؤكل صاحبها رزاً ولا خبزاً! وهنا قام بمراسلتها عبر البريد الإلكتروني ليبرر لها موقفه الجديد، ولتكون في صورة الأمر وتساعده في تفعيل قراره حين تـتفهم دوافع انقطاعه.
وعلى الرغم من محاولتها التشبث بالتواصل معه بحجة تعودها على حضوره في حياتها، ورغبتها في تقليل ذلك بدل انقطاعه التام، إلا أنه واقعياً نجح في فرض انقطاعه، وهي انسحبت من حياته بهدوء نتيجة لذلك.
بعد تلك المرحلة، انقطع التواصل المباشر بينهما، وبقي منه التراسل برسائل الهاتف النقال للتبريك في المناسبات السعيدة والتعزية في المناسبات الحزينة، ثم بقيت بعض المراسلات العادية العامة بالبريد الإلكتروني، والتي يُعيد أحدهما إرسال ما يستحسنه من رسائل للآخرين المضافين في بريده، ثم لتنقطع نهائياً مع مرور الأيام.
وخلال فترة تواصلهما، حصل أن طلبت منه القيام بتغيير رقمها السري الخاص ببريدها الإلكتروني، وذلك لخشيتها كما تقول من اكتشافه من إحدى النساء المعاديات لها، وأنها لا تعرف كيفية القيام به، فقام لها بذلك، وأعطاها رقماً سرياً أنشأه بنفسه لها، ووضع بريده الإلكتروني في موقع البريد البديل لبريدها.
مرت قرابة السنتين على ذلك الانقطاع، وليتذكر في يوم من الأيام تلك السيدة البحرينية، وفكّر في مراسلتها عبر البريد الإلكتروني ليطمئن على صحتها، فهو لا يراها منذ مدة في ماسنجره.
جاءه ردها في نفس اليوم لتشكره على مراسلته ولتطمئنه على نفسها وأبنائها، وأنها صارت جدة في الفترة الماضية، وأنها أضاعت رقم هاتفه نتيجة تغييرها هاتفها، وفهِم من ذلك رغبتها في حفظ رقم هاتفه من جديد، فأرسل لها رقم هاتفه كجواب على رسالتها له.
في اليوم التالي ظهراً؛ وصلته رسالة على هاتفه النقال من تلك السيدة تقول فيها:
( السلام عليكم شخبار ايميلك شجعني أني أكلمك بصراحة أنا بحاجة الى رجل لاني في ضائقة مالية شديدة وانت على ايدك اتحصل لي على زوج مناسب رجل مؤمن ويخاف الله ومقتدر ماديا سامحني بس أنا ابغي واحد اعتمد عليه )!
حين قرأ هاشم الرسـالة، اندهـش من مضـمـونها، فهل تـقـصد هذه السيدة أن يكون وسـيطاً لها فـي ....!
هنا بادر للاتصال بها ليتأكد من مقصدها، فأكدت له بأنها تقصد زواج المتعة!
وأنها تريد منه توفير زوج لها تحت هذا العنوان، وأنها تراهن عليه في مساعدتها لتحقيق ذلك، فهي في ضائقة مادية، ومن المناسب لها أن تحل تلك الضائقة بهذه الطريقة، ولأنها وسيلة تحوي مخاطر اجتماعية معروفة لمن في وضعها، إذ يصعب عليها كما أوضحت له الزواج من بلدها خشية مخاطر ذلك، فهي لا تستطيع الزواج الدائم لحرجها من أبنائها، ولا تريد زوجاً مؤقتاً بحرينياً حتى لا ينكشف أمرها بين أبنائها وبقية أهلها، فهي تحظى بمكانة خاصة بينهم نتيجة عمرها وأيضا نتيجة الانطباع العام الذي نجحت في تأمينه لنفسها وسطهم طيلة سنوات عشرتهم لها، ولذا تريد زوجاً مؤقتاً من بلد آخر، بحيث تحصل منه على ما يعينها في قضاء حاجاتها المادية، ولا يكون حضوره مؤثراً على حياتها الخاصة، ولصعوبة اختيار رجل مناسب، وخاصة في هذا الزمن الذي يندر فيه الرجال الأخيار، فقد اختارت هاشماً ليكون وسيطاً معيناً لها على الظفر بأحد معارفه السعوديين ممن يُزكي أخلاقهم، ويضمن التزامهم ومحافظتهم على سمعة ومكانة تلك السيدة إذا ما غامرت وأقامت علاقة بأحدهم.
وقد أخذت تكرر على مسامع هاشم أنها اختارته لهذه المهمة لثقتها في أخلاقه، وأن خطورة الأمر تهون عندها بعد أن سلمته لرجلٍ ثقةٍ مثله، وأنها تريد رجلاً موثوقاً ليدوم معها، وليس لعلاقة سريعة طائشة.
حين أنهى هاشم المكالمة مع تلك السيدة، عاش لحظة من لحظات عمره التي لا ينساها، فما كان يسمعه عن المتعة ولهث الرجال ورائها، وأخبارهم فيها! والتي كان يظن نفسه بعيداً عنها، وبالكاد يحظى بنصيب الاستماع لمبالغات البعض عنها، وإذا به يسمع بأذنه فحيح امرأة لاهثة لطلبها.
كلما تذكر مكانة تلك المرأة ومزايداتها على نساء آخر زمن في محادثاته معها، كلما ازداد عجباً، وكلما تذكر نضجها وكِبَر سنها ومكانتها في عملها وذويها قوة تدينها وزهدها، كلما استشعر حضور النقيضين في داخله؛ فهل يضحك أم يبكي؟
المطلوب منه تأمين رجل سعودي ثقة شريطة أن يكون مقتدراً مادياً!
صارت نفس هاشم تحدثه، بأن يطمع في نكاحها، فإذا كانت تزكيه كما تقول، فقد توفر فيه شرط مهم لإتمام العقد، وقام بالاتصال بها ليعرض نفسه عليها، ولكنها رفضت الفكرة بحجة أنه صغير عليها، فهو في عمر أبنائها، وأن اتصاله فرصة لتؤكد له بأن يختار لها زوجا مقارباً من عمرها، فهي لا تـتخيل نفسها في خلوة جنسية مع شاب صغير، والأفضل حصول توافق في الأعمار بذلك الزواج المنقطع. وأيضا ذكرته بأنه ليس مقتدراً مادياً، فقد عرفت منه محاصرة الظروف له بالتزامات تكوين نفسه، وأن المواصفات التي تطلبها تفترض أنها متوفرة في رجال الأربعينات وما فوقهم عادة، وأنها تشترط للارتباط مبلغاً لا يقل عن ألف دينار بحريني، وهو المبلغ الذي يلزمها سداده لمستحقيه ممن يطالبونها بحقوقهم التي تأخرت في سدادها، وهي مبالغ استدانتها من أصحابها لتأمين حاجات أسرتها إذ لم يكن راتبها ليكفي تلك الحاجات. فكانت بحسب كلامها تعوِّض أي عجز في ميزانيتها الشهرية بالاستدانة.
شعر هاشم بالحرج من رفضها له، وهنا احتار في كيفية نهوضه بما طلبته منه، فهو طلب عجيب غريب!

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-03-2011, 07:52 AM   رقم المشاركة : 2
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: من مذكرات هاشم ـ الأستاذ يوسف خليفة الشريدة

-2-
صار يُقلب الموضوع في رأسه، فما هي تبعاته إن ولج فيه، وصار يتخيّل منظره وهو يعرض الأمر على بعض معارفه، فسواء تحمسوا للأمر أم رفضوه، فإنهم سينظرون له بأنه نخّاس من نخاسي البحرين! وسيصعب عليه نـزع هذا التصوّر من أذهانهم، وخاصة أنه يقوم بدور الترويج لنكاح امرأة بزواج منقطع في بلد كالبحرين، وهي المعروفة في وسطه الاجتماعي بأنها بلد للخدمات السياحية!
استصعب الأمر حين أحاط نفسه بالتفكير في مخاطر تلك الخطوة عليه في محيطه، ولكنه عاد للتفكير بجدية في الأمر حين قامت تلك السيدة بعمل رنة له، وليقوم بالاتصال بها ليستفسر عن الجديد عندها، فكان جديدها إنما هو استفسارها عن الخطوات التي قام بها استجابة لطلبها، وفوجئت بأنه ما زال في طور التفكير، فما كان منها إلا أن حثـته على مساعدتها، وصارت تكرر عليه طلبها بأن يُسارع في ذلك، وأنها تنتظر منه جواباً هذه الليلة بالذات؛ وقد وعدها بأن يتصل بزميل له مباشرة بعد أن ينهي المكالمة معها.
هاشم كان أمام موقف يزداد غرابة، فهذه سيدة تطلب المتعة بحماس لافت، بل تستعجلها، وتغامر في حث رجل على تأمينها لها.
اتصل هاشم بأحد زملائه في العمل، وهو رجل ثقة ومتدين وأربعيني ومتزوج من اثنتين؛ وهو كثير اللهث وراء المتعة، وحين علِمَ زميله بأنها تطلب مقدماً مبلغاً يساوي عشرة آلاف ريال، وأيضا في دولة أخرى، استصعب الموافقة! فهو غير مستعد لدفع هذا المبلغ في ذلك التوقيت، وخاصة أنها في دولة أخرى ويصعب عليه التنقل في طلبها.
هنا أخذ هاشم على زميله أغلظ الأيمان بأن لا يُحدث أحداً بما جرى، وأن يكتم الأمر، ولا يسأله عنه مرة أخرى، وقد وعده زميله بذلك.
وهنا اتصلت مجدداً به بعمل رنة، وحين اتصل بها أخبرها بأنه لم يوفق لتأمين موافقة زميله الذي رجّح مناسبته لها، وأخذت تحثه لتأمين رجل آخر، وأنها لا تريد أن تغفو تلك الليلة قبل أن تطمئن على تأمينه لرجل من جانبه، وهنا وعدها بفعل ذلك، وأنه سيخرج لمقابلة رجل آخر.

اتصل هاشم على أحد المشائخ ليعرض عليه ما حصل معه من موقف، فنصحه ذلك الشيخ أن ينسحب من الموضوع، وأن عليه أن لا يستجيب لمثل هذه الطلبات التي تورط من يُدخل نفسه في دهاليزها، وأنه لا حاجة للتأثر والسقوط ضحية للعاطفة في مثل هذه المواقف، والأفضل حسم الأمر برفضه واستعجال الانسحاب منه، وكان أثناء مكالمته الطويلة مع ذلك الشيخ يسمع رنين اتصالات تلك السيدة على هاتفه النقال، وبعد أن أنهى مكالمته مع ذلك الشيخ بادر للاتصال بها، ليسمع منها مجدداً سؤالها عما فعله لتأمين حاجتها! فكان جوابه بأنه سيبذل جهده تقديراً لحماسها وثقتها به رغم شعوره بصعوبة الأمر، فهو بحكم حداثة سنه لا يُخالط رجالاً من أبناء الأربعينات والخمسينات، ولو خالط بعضهم فإنه يصعب عليه تأمين (الميانة) المطلوبة معهم.
بات هاشم ليلته مضطرباً متعجباً، فهو طرف في حدث تنمو غرابته باطراد غير مفهوم، فكيف أخذته الأيام لهذا الموقف على غفلة منه.
في اليوم التالي، التقى صديقه الذي يكبره بسنتين فقط، وليعرض عليه الأمر الذي شغله منذ الأمس، فأشار عليه صديقه بأن يُقدمه لتلك السيدة، فهو متحمس لنكاحها، ومستعد لدفع ذلك المبلغ المطلوب، وخاصة أنها سيّدة متدينة، وهذه فرصة أن يحظى بعشيقة خارج الحدود يخلو بها بين فترة وأخرى، ولتكن بذلك خليلته وحده، وهذه فرصة يصعب تعويضها، فالفوز بزواج منقطع من امرأة محافظة مؤمنة ملتزمة مما يندر الظفر به، وكان هاشم قد أكثر من وصف تدينها والتزامها لصديقه!
كان صديقه يكرر على مسامعه عبارته المستحدثة . . أريدها . . أريدها!
وهنا استهجن هاشم حماس صديقه، وذكّره بأنها رفضته لصغر سنه، وأنها بالتأكيد سترفض صديقه كما رفضته، ولكن صديقه طلب منه بأن يُحاول معها، فربما رفضت هاشماً لأنها خلقت واقعاً كله حشمة في تواصلها معه طيلة الفترة الماضية، وبالتالي يصعب عليها تخيّل منظرها في وضع مخالف لتلك الصورة، وأنها يمكن أن توافق على صديقه . . . !
ولأن هاشماً يثق في صديقه، وقد لمس حماسه لنكاحها، عرض الأمر على تلك السيّدة، التي تحفظت في بادئ الأمر، ولكنها اشترطت للموافقة عليه أن يؤكد هاشم لها مجدداً ثقته بصديقه، وأن تلتقي به في مطعم للتعارف قبل العقد بينهما، فإن ارتاحت لشخصه تم العقد لاحقاً بينهما، وإن لم تشعر بالراحة لشخصه، فإن هاشماً يضمن لها سلامتها من أي تبعات لذلك الحدث.
وبالفعل . . قام هاشم بتنسيق لقاء بين الطرفين في مطعم (الأبراج)، فقد رفضت تلك السيدة المحافظة جداً أن يطلع صديق هاشم على اسمها أو رقم هاتفها أو أي معلومة خاصة بها قبل ذلك اللقاء، وهنا كان هاشم من موقعه في بلده يُدير اللقاء بينهما لتأمين تعرفهما على بعضهما عند بوابة المطعم.
حصل اللقاء بين تلك السيدة وصديق هاشم، وقد كان إيجابياً، فقد ارتاحت له، وتفاهمت معه على العقد وتوقيته! واشترطت للعقد أن يتم بعد دورتها القادمة بحجة أنها متحمسة للجنس بعد طول انتظار، وخاصة أنها أرملة منذ عشر سنوات، ولأنها لا تريد أن يحصل أي حمل، ولأنها لا تحب استخدام الواقيات، ولأنها لا تحب القذف الخارجي، فإنها تفضل أن يكون موعد اللقاء الأول بعد نظافتها من دورتها القادمة مباشرة، فهو التوقيت المناسب للنكاح الكامل دون احتمال حصول أي حمل.
صديق هاشم كان متحمساً للجنس معها، وكان يستغرب إصرارها على تأجيل اللقاء لحين نظافتها من دورتها القادمة! واستغرب صديق هاشم رفضها وضع العقد بينهما ولو من باب تأمين تواصل حلال بينهما عبر الهاتف، بل كانت ترفض وضع العقد حالياً، وتؤكد له بأنها تقبل منه خلال هذه الفترة استخدام كل التعبيرات الجريئة وما وراءها، وأن ذلك مقبول من جانبها بحجة أنها في مرحلة تعارف؛ وأنه من حقها أن تعرف مدى انجذابهما الجنسي لبعضهما من خلال تعبيراته.
صديق هاشم لم يكن ليفهم قبولها لسماع ألفاظه الجريئة بدون عقد مع إمكانية التلفظ به بينهما، وخاصة أنها متدينة وسمات الالتزام متوفرة فيها، ولكنه كان متحمساً لنكاحها، ولم يكن هناك من مبرر ليُفرط في هذه الفرصة ما دامت موافقة على كل شيء، وما يحول بينه وبين التمتع بها سوى أيام قلائل فقط.
استمر تواصلهما في انتظار حلول ذلك الموعد، وكانت طيلة تلك الفترة تـتواصل معه بكل جرأة، فترسل له الرسائل الفاحشة وتحثه على التجاوب معها، وهو ما أغراه أكثر فيها.
وحين جاء الموعد المرصود، توافق ذلك مع العيد الوطني لدولة البحرين، وتحديداً يوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2008م، فقد كان توقيتاً مناسباً نظراً لكون تلك السيدة في إجازة رسمية، وجاءها صديق هاشم في صباح ذلك اليوم، وليلتقي بها، وليعقد عليها، وقد دفع لها مبلغ العشرة آلاف ريال سعودي، وخجل من سمتها وتدينها، فلم يعارضها حين حددت المدة بشهرين فقط، فقد لمس فيها سمتاً وإيماناً، وراهن على استمرار تلك العلاقة لما هو أبعد من شهرين، فلا حاجة مع شعوره بالأمان معها من التدقيق في تلك المدة، فقد فاز بسيدة مؤمنة بمواصفات جسدية تروق له بعقد متعة!
تم ذلك في سيارته حين ركبت معه بعد أن نزلت من سيارتها، وأخذها بعد ذلك معه لفندق قريب من موقف سيارتها، وقد استخدمت غطاء لوجهها لتظهر بمنظر المرأة السعودية المرافقة لذلك السعودي في الفندق.
حين خلى بها صديق هاشم، حصل بينهما ما يحصل عادة في خلوة الزوج بزوجته، وأثناء الممارسة؛ فوجئ بمشهد نزيفٍ من رحم تلك السيدة، وقد شعرت بالحرج منه، وهو ما جعل اللقاء لا يكتمل بالصورة المأمولة، ولكن صديق هاشم فَهِمَ مما حصل أنه دليل على محافظة تلك السيدة على نفسها، فهي طيلة عشر سنوات منذ أن غيّب الموت زوجها لم يقربها رجل، ورجّح أن هذا حصل نتيجة تمزق في أغشية الرحم الداخلية نتيجة حصول هذا الحدث معها بعد كل تلك المدة.
صديق هاشم تحمّس أكثر لتلك السيدة، فقد حظي بسيدة عشيقة له يقفز خلف الحدود إذا ما أرادها، وقد حظي بثقتها، فهذا كل ما سيطر على مخيلته حينها.
عاد من لقاءه الأول أكثر ثقة بنفسه، وأخذ يشكر هاشماً لهذه الغنيمة الكبيرة التي وفرها له.
وبدأ يخطط للقاء الثاني بها، وبالفعل التقى بها بعد أسبوع من لقائهما الأول.
ثم بدأ صديق هاشم يلحظ عليها كثرة لمزها للمال في رسائلها له، فهي ترسل رسائل لهاتفه النقال تربط فيها مواضع من جسدها بالمال، وكأنها تذكره دائماً بأنها تتوقع منه دفع المزيد من المال للظفر بها، وهو ما استاء منه، فقد ظنّ أن العلاقة أكثر سمواً من مجرد حاجة مالية. وهو ما جعله يوضح لها بأنه ليس مقتدراً بالقدر الذي يجعله يتلاعب بالأموال دون حساب، بل سيرصد مبلغاً مناسباً لكل لقاء بها بحيث يضمن تواصلهما، وأيضا يدفع لها ما يعينها في قضاء حاجاتها.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-03-2011, 07:57 AM   رقم المشاركة : 3
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: من مذكرات هاشم ـ الأستاذ يوسف خليفة الشريدة

-3-
ذلك التصرف منها جعل صديق هاشم يتردد في استمرار التواصل معها، ولكنه ألزم نفسه في لقاءه الثاني بها بأن يوفر لها مبلغ السفر لزيارة الأربعين القادمة، وصارت تذكره بوعده، فأصابه الحرج منها، وأخيراً قرر دفع مبلغ عشرة آلاف ريال جديدة لها لتأمين مصاريف سفرها لكربلاء ذلك العام، فقد لمس فيها حماساً لزيارة العراق، وهي متدينة وحماسها لهذه الزيارة كان مفهوماً، وهو ما جعله يذهب للقائها الثالث في شتاء ذلك العام لتسليمها المبلغ الذي تحتاجه، وليجدد معها العقد.
ذهبت للعراق بداية عام 2009م، وعادت.
توقع صديق هاشم أن تبادر له، فقد حقق حلمها بتكرار الزيارة للعراق، ولكنه فوجئ بها تـتعذر بحجة أن مَن يأتي من الأماكن المقدسة يشعر بالزهد في الدنيا، وصارت تتهرب من لقاءه بحجة صعوبة خروجها معه، وأنها تحذر رؤيتها من أحد معارفها، وصارت تعيد وتكرر تلك الاسطوانة كلما حاول اللقاء بها.
صار صديق هاشم يتحسر على العشرين ألفاً التي دفعها لتلك السيّدة، فقد كان يؤمل فيها عشيقة تدوم معه، وإذا به أمام موقف لا يُحسد عليه!
لاحظ صديق هاشم أنها لم تعد تظهر في ماسنجره كما السابق، وهنا سأل هاشماً عن ذلك، فأوضح له بأنه أيضا لا يراها. وهو ما جعل من صديق هاشم يبوح بما حصل معه من مواقف مع تلك السيدة حتى يومه ذلك، ولينقل تحسره لصديقه.
هنا خطرت لهاشم فكرة الدخول على ماسنجرها، وخاصة أنه يتذكر الكلمة التي أنشأها لتلك السيدة، وجرّب الدخول بها، وفتح معه ماسنجرها، واكتشف أنه وصديقه محظوران عندها!
كانت صدمة عنيفة استفزت هاشماً، وهو ما جعله ينتقل لتصفح بريدها من موقع المستفز الغاضب، وهناك وقع على كشفٍ يُجلي الكثير من الأمور أمامه!
ماسنجرها وبريدها الإلكتروني مليئان بالتواصل مع الرجال، وبالذات السعوديين! واكتشف من خلال متابعته لمحتويات بريدها الإلكتروني وخاصة بريدها الوارد والرسائل المرسلة أنها قديمة في استخدام (المتعة)، وقد كانت ترسل صوراً لها لأولئك الرجال، وصار يُلاحق تواريخ كل رسالة مع سعودي، ليكتشف أنها تمارس ذات الخطة مع كل ضحية جديدة، فهي تواعد الرجل الأول(القطيفي) مثلاً، وتلتقي به، ولتمتص ما يمكن امتصاصه منه من الأموال بحسب تقديرها لقدرته المالية، وهي أثناء ذلك تكون قد بدأت تواصلا مع رجل(أحسائي)، بحيث لا تبدأ معه علاقتها إلا حين تنهي تبعات علاقتها بالقطيفي، وإذا أقامت علاقتها بالأحسائي، تكون قد بدأت التحضير لمرحلة الخلاص منه والارتباط بضحية جديدة، فقد كانت تعرف أن الرجال غير مستعدين للارتباط الطويل بالعلاقات الجنسية المكلفة، وأن الفترة الوحيدة التي يمكن أن يدفع فيها الرجل أموالاً طلباً للجنس هي الفترة الأولى للعلاقة الجنسية، وبالتالي تحرص على استثمار تلك الفترة، فالرجال عادة يكونون في مرحلة الهوس الجنسي حين ظفرهم بامرأة للمتعة، ولكنهم بمجرد تجربتها يقل حماسهم لدفع المزيد من المال، ولذا كانت تعطي كل ضحية سعودية حيزاً من الوقت ليكون ذلك الحيز فترة حضانة استغفاله، ثم تنتقل لغيره، ولا مانع لديها في أثناء التحضير لنضج الضحية الجديدة التواصل معها بالكلام الجريء الفاحش، وفهِمَ هاشم سبب طلبها تأجيل بدء عقدها مع صديقه إلى ما بعد طهارتها من دورتها القادمة! فقد كانت مرتبطة إذن بعقد سابق مع أحدهم، وهو أبوعلي واسمه حسن الـ . . . ،. وهناك إبراهيم، وهناك محمد، وهناك أحمد (وأحمد هذا قصته معها قصة)، وهناك أحمد ثانٍ. . . . إلخ.
كان هول الصدمة كبيراً، وهنا اضطر لأن يُطلع صديقه على ما اكتشفه ليضعه في صورة المستنقع الذي وقعت رجله عليه، وكانت الصدمة مناسبة لاسترجاع المواقف مع تلك السيّدة؛ وصار يضرب صديق هاشم كفاً على كف تحسراً على نفسه حين كان مجرد رقم في سلسلة ضحايا شهوته، وقد كان يُفاخر أمام الناس بفطنته، وإذا به يُغزى من سيّدة كبيرة (كشف لهم بريدها أنها من مواليد 1960م) أي أنها ابنة 49 عاما حين استغفلتهم.
تذكّر صديق هاشم أنها طلبت منه يوماً تحويل مبلغ من المال لها عبر حوالة بنكية، وحين أخبرها بأن ذلك يحتاج بضعة أيام ليصل، أرشدته لطريقة أسرع، وأنها طريقة مناسبة للإرسال السريع، ولم يلتفت حينها لسبب معرفتها بتلك الطريقة، وإذا به الآن يكتشف أنها خبيرة في الحوالات البنكية بين السعودية والبحرين نتيجة إقامتها علاقات سابقة مع العديد من السعوديين.
تابع هاشم وصديقه أمر هذه السيّدة، وليكتشفا أنها تفعل ذلك ليس لتغطية حاجاتها الملحة الضرورية، بل بعض مصاريفها لا تخلو من بطر، فهي تريد من كسب بعض الأموال لتأمين سفرياتها، أو لدفع أقساط سيارة جديدة تشتريها . . . إلخ.
هاشم وصديقه أخذ الغضب منهما مأخذه، فقد وجدا نفسيهما في موقع الاستغفال والضحية، وهو ما جعل من صديقه يُصر على مكاشفته لها بما تم اكتشافه، وهو ما حصل بالفعل، فقد أرسل لها رسالة طويلة ضمنها آلامه عبر بريدها الإلكتروني؛ ولمزها بأنه مِن فرط وجعه متحمس لإخبار أقاربها عنها، وفور اطلاعها على رسالته اتصلت على هاشم مذعورة، ولتدخل معه في تبادل للكلمات التي كلها عتب ولوم، ولتوبخه لدخوله بريدها الإلكتروني، ولتطلب منه أن يضمن لها عدم حصول ضرر من جانب صديقه لها، وأنها تائبة منذ تلك اللحظة. وبررت ذلك منها بأنها كانت تحرص على عدم حصول العقد بينها وبين أي رجل جديد إلا بعد طهارتها من عقدها السابق، وهو ما تستشعر معه أنها صادقة في طلبها لهذا النوع من الزواج، وأنها لا تفعل محرماً، وحين ذكّرها هاشم بتواصلها مع الرجال الجدد أثناء ارتباطها بالرجل السابق بالكلام الفاحش؛ وما إذا كان ذلك مبرراً شرعاً، صمتت ولم تجب! وأخذت تكرر على مسامع هاشم طلبها الستر والخلاص من تبعات هذا الأمر نهائياً.
لزِمَ هاشم صديقه، وأوصاه بالصبر واحتساب الأمر عند ربه، وأن عليه كتمان الأمر حتى لا تـتحدث العرب عنهما بأنهما قد حجزا موقعاً لهما في قائمة ضحايا كيد النساء.
لاحظ هاشم أن تلك السيّدة قامت بتغيير رقمها السري الخاص ببريدها الإلكتروني، ومفهوم سبب ذلك لهاشم وصديقه.
مرت الأيام . .
وبينما هاشم يتحدث مع أحد زملائه في العمل، وهو يصغره سناً بأربع سنوات، كان هاشم يستعرض ما يزعم أنها بطولاته في الفطنة؛ وأنه حصل الموقف الفلاني لأحد أصدقائه واستنقذه بحكمته من كيد النساء، وصار يؤكد على خبث النساء وكيدهن، ويستخدم مشاهد من قصة صديقه مع تلك السيّدة كشواهد يُثبت أن المظاهر والأقنعة زائفة، وأن النساء الضعيفات ليس لهنّ أمان، وأن عالم المتعة لا يخلو من مهازل في الواقع، وهو يمزج أحاديثه ببعض الصدق المختلط ببعض الكذب حتى يُبعد عن نفسه أن يكون في عِداد ضحايا تلك الحادثة، فهو يذكرها بأنها حصلت لصديق له دون تحديد هويته، . . . . استوقفه زميله الشاب، وقال له: أعرف السيّدة التي تقصدها، وقد سبقت صديقك لنكاحها!
توقفت الدنيا، اضطربت دقات قلب هاشم، وتساءل في نفسه: هل سأكون أمام صدمة جديدة؟
توقع هاشم أن زميله الشاب مشتبه، فربما أقام علاقة مع سيّدة أخرى، ولكنه اشتبه عليه الأمر، ولكن زميله بادره بذكر اسمها تحديداً!
لم يتحمل هاشم الموقف، فكيف يُمكن أن يكون صديقه قد وصل لها؟
قام هاشم من مكانه، وطلب من زميله إعطاءه فرصة ليستجمع قواه، وهنا أخذ زميله في العمل إلى ركن خارج مبنى عملهم، ليطلب منه توضيحاً بعلاقته مع تلك السيّدة؛ فقال له زميله:
وصلتني رسالة منك في نهاية عام 2006م؛ وكانت قائمة المستقبلين طويلة، وفيها بريد إلكتروني بمسمى نسائي، فقمت بإضافتها، وأخذت أتبادل معها الأحاديث، وسألتني عن إضافتها، فأجبتها بأن ذلك مصدره رسالة وصلتني من هاشم، وأنه زميل لي في العمل.
استمر تواصلنا وتطور إلى علاقة جنسية بثلاثة مواعيد، وحصلت مني خلالها على مبلغ ثلاثة آلاف وستمائة ريال، وقد انقطع تواصلي معها نتيجة استشعاري بأنها امرأة مادية جداً، وأيضا كانت تـتعذر بصعوبة خروجها للقائي، وقد كنت حينها ابن 27 عاماً حين أقمت علاقتي بها، وقد وافقت على التواصل معي رغم فارق العمر بيننا، وقد اشترطت عليّ أن لا أُخبرك بذلك، وقد وعدتها بذلك، ولكني أخبرتك بهذا السر الآن لأني رأيتك تكرر على مسامعي مشاهد من أحداث قصة صديقك معها؛ ولمست حرارة الوجع الذي بداخلك، وأيضا لشعوري بأني كنت ضحية مثلكما، فكلنا في الهمِ شرقُ! فقد أخذتْ مني المبلغ الذي أرادته، وحين طلبت مني المزيد من الأموال، ولمست عدم استجابتي لطلبها؛ سحبت عليّ (السيفون)، وقد انقطعت علاقتي بها نهائياً في سبتمبر 2007م.
أضاف زميله في العمل:
أنا معك في أن عالم المتعة في تطبيقه بواسطة رجال ونساء مجتمعنا لا يخلو من قذارة الكذب؛ والخيانة، والاستغلال، وكذا لا يخلو من محرمات تشوبه، فلا صدق؛ ولا أمان؛ ولا اقتصاد، ولا حلال حقيقي!
بقي هاشم يُراجع نفسه، ومدى صدمته بهذه السيّدة التي كانت مطلع تواصلها معه إنسانة مؤمنة ناضجة، حتى أنه كان يتمثل بعلاقتها به وأنها كانت مثالاً للعلاقة الصالحة بين الرجل والمرأة، وأنه يمكن إيجاد تواصل مسئول بين الجنسين، فقد كان تواصلا إنسانيا سامياً، وإذا به يُفاجئ بأنها حين كانت تسمو في تواصلها معه، كانت منفلتة مع غيره، وأنها اختارت التوقيت المناسب لها للتواصل الخاص معه حين بادرت بطلب مساعدتها لتأمين ضحية جديدة لها.
شعور هاشم بالغضب لم يفارقه طيلة ذلك اليوم، فشعوره بأنه تم استغفاله وصديقه وزميله وغيرهم، هو ما حرضه على التفكير بوقف استخدام تلك السيّدة لبريدها الإلكتروني؛ وخاصة أنه تذكّر أنه وضع بريده الإلكتروني في موقع البريد البديل لبريدها، وهو ما يتيح له فرصة الاستحواذ على بريدها والإطلاع على الجديد فيه؛ وهذا ما تم بالفعل؛ فقد طلب استرجاع كلمة مرور جديدة على بريده؛ ودخل على بريدها بالكلمة الجديدة التي وصلته على بريده؛ وليجدها مستمرة فيما بدأته، فرسائلها ما زالت فاحشة في ألفاظها لاستدراج الرجال السعوديين وكسب أموالهم، وهي مستمرة في التواصل مع أكثر من شخص، وتختار لكل شخص توقيتاً مناسباً، وهكذا.
هاشم من جانبه يشعر بالألم لاضطراره تكرار الدخول لبريدها الإلكتروني بدون إذنها، ولكنه يُبرر ذلك بأنه لوقف تجاوزاتها، وخاصة أنه لا ينوي فعل ما هو أكثر من ذلك! فربما تلتفت لخطورة ما ترتكبه على سمعتها وسمعة أبنائها وعائلتها فيما لو وقعت طرفاً في خصومة مع طرف لا تضمن شره.
فهِمَ هاشم أنها حين كانت تدقق في اختيار ضحاياها، واشتراطها طيبتهم، كانت تراهن على طيبتهم للرحيل من عالمها بدون مشاكل، ولكن . . من مأمنه يؤتى الحذر، وَ ( من يسلك درب الزلق ما يامن الطيحه )؛ وهاشم على يقين بأن مصير هذه السيّدة هو (الطيحه) عاجلاً أو آجلاً إن لم تـتدارك أمرها.
---------------- انتهت.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-03-2011, 08:09 AM   رقم المشاركة : 4
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: من مذكرات هاشم ـ الأستاذ يوسف خليفة الشريدة

-4-
وهنا أقول:
القصة كانت تريد إيصال رسالة لنا نحن (عالم الرجال) ، بأنه لا يوجد شيء اسمه زواج متعة بالمعنى النبيل، بل تطبيق المتعة في الواقع غير نبيل وتكثر فيه الأكاذيب والدجل والاستغلال والمصالح ، ويكذب الرجال على أنفسهم حين يتحمسون لهذه النوعية من العلاقات مع النساء، فمن يتعمق في هذا العالم يكتشف أنه وضع رجله في مستنقع لا يخلو من قذارة.

لا يفهم أحد مِن كلامي أني أقول بتحريم زواج المتعة أو المسيار أو غيرهما من الزواجات ذات الصفة السرية؛ فلست متصدياً لإصدار الأحكام الفقهية.

بل أقصد أن تطبيقه في الواقع - كمتابع اجتماعي - لا يخلو من تطبيقات فيها سوء استخدام من الرجال والنساء ، وبالتالي لا يخلو تطبيقه من قذارة وكذب ودجل . . . . إلخ. ( بل بحسب تقديري أن أغلب تطبيقاته ينطبق عليها هذا التشخيص في الواقع ).

هذه كانت رسالة القصة ، فرغم أن تلك السيدة كبيرة في السن وتصنف نفسها بأنها متدينة، إلا أنها حين خاضت عالم المتعة، صارت تلهث وراء مصالحها ، وتصطاد الرجال بذلك ، فما دامت تلك السيدة المتدينة (يا زعم) ، يمكن أن تنساق لاستغلال المتعة والكذب من خلالها ، فكيف سيكون حال ضعيفة التدين . . . إلخ.

البحرين والمتعة فيها ، والأحساء والقطيف والمتعة فيها إن وجدت، سوريا والعراق والمتعة فيهما ، كلها سلوكيات يعيش الرجال أجواءها غير النظيفة في تطبيقاتها الواقعية.

نعم . . إن العلاقات التي تقوم على السرية، لا تكون أطرافها محصنة من الغدر والكذب والاستغلال، فكل طرف يعلم أن الطرف الآخر حريص على الكتمان حتى لا يُفتضح أمره ، ولذا يتساهل في الكذب لتحقيق مصالح سريعة من تلك العلاقة، ولا يُـدقق في بناء تلك العلاقة على أُسس متينة، فهو يتعامل معها كمجرد نـزوة، ويريد أن يقضي فيها وطره ، ثم يبحث عن مخرج سريع له منها، ولكن . .كم من شهوة كسرت جاهاً، ونكست رأساً، وقبحت ذكراً، وأورثت ذماً، وأعقبت ذلاً!

نعم . . العلاقات السرية تأخذ بأحد أطرافها على الأقل للطمع في استغلال كتمانها لتحقيق مصالح سريعة، ولا يشعر بالحاجة للتدقيق فيها، فهو يجد في ظروفها السرية حصناً له، ولكن . . تلك السرية قد تنقلب للنقيض في غفلة منه ، فرهانه على هكذا تواصل مع البشر في مجتمعنا المحافظ في علاقاته الاجتماعية؛ هو رهان خاسر، ولا يخلو من مخاطر مدمرة، فمن مأمنه يُؤتى الحذِر، وَ ( مَن يسلك درب الزلق ما يامن الطيحه ).

ليتنا نحن (الرجال) نتعظ؛ ونراجع تقديراتنا للأمور حتى نجنب أنفسنا الوقوع في مهازل نحن في غنى عنها.

طبعاً الاختلاف معي في تشخيص هذه الوقائع لا مانع منه ، ونحن نتبادل الآراء والتقديرات ونطرحها لتـتجاور مع غيرها ، ونـترك للقارئ استحسان ما يلمس برجاحة عقله أنه التقدير الأقرب للصواب.

المسألة فيها طرفان هذا صحيح، وسبب طمع الطرف النسائي في المسألة هو معرفته بحماسة الجنس الآخر من الرجال، فهو ما جعله يستشعر أن الكسب السريع المجدي مالياً يكمن في طرق حاجة أولئك!

المسألة هي مسألة عرض وطلب!
بخصوص الطرف النسائي، أو أي طرف يستسهل طرق دروب ( الزلق )، فإن عليه أن يُدرك أن التعاطي مع ( نخاسي النساء ) أو اللاهثين وراءهم ، يكون رهانه على الستر والعفاف والعيش الكريم إنما هو رهان خاسر ومغامرة خطرة الإقدام والولوج في هذا العالم.

كم رجل اضطر لمرافقة رجال لتسهيل حاجته في طلب نساء المتعة، واضطرته الأيام لمصادقة اللئام وحتى المراهقين أحياناً، فيدخل في دوامة لا تنتهي دون الإضرار به وبمكانته ومروءته! وافتضاح بعض سلوكياته الطائشة في مجالس الرجال بواسطة أحد أصدقائه الذين استعان بهم في ملاحقته لحاجته تلك ( مع أقل خلاف معه يفضحونه ).
وذات الأمر مع النساء اللائي يطرقن هذا العالم - حتى وإن كانت نواياهن المزعومة مشروعة في زمن الرأسمالية الوقحة - فإن التعاطي مع شخصيات هذا العالم لا ينتهي بالسلامة والسعادة عادة .
ويكثر بين المهتمين بهذا العالم ( من الرجال والنساء ) هذا القول: يا من جاب له من حلاله علّة!

بس هذا كل كلامي وقلته ، ( وكلن عقله في راسه ، ويعرف خلاصه )

نعم . . أي سلوك فيه مخاطرة كبيرة ، أتمنى لو ينجح المبتلى في تجنب مقدماته حتى لا يغرق في مستنقعه ، ثم لا يجد لنفسه مخرجاً منه ، ويتساوى فيه المرء الطالب للحلال مع الطالب للحرام في تقديره لنفسه، فضلاً عن تقدير الآخرين له.
هذه السلوكيات خطرة ، ومن تطلب العفاف في مخالطة (اللاهثين وراء المتعة من الرجال)، فلا تأمن على نفسها من الوقوع في الحرام نفسه، لأن هذه الأجواء لا تخلو من مهازل يصعب تجنبها مهما حاول البعض من النساء تحصين أنفسهن من تبعاتها.


يوسف بن خليفة الشريدة


27/ربيع الأول/ 1432هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2011, 05:20 PM   رقم المشاركة : 5
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: من مذكرات هاشم ـ الأستاذ يوسف خليفة الشريدة

المداخلات:

الموضوع على كثرة أوراقه لم يوصل الحضور إلى حالة الملل، بل أنصتوا في حالة من الانشداد
حتى النهاية .. لذا كانت المداخلات ثرية وساخنة بسخونة الموضوع وثرائه .. ننتقي منها:

(جابر الخلف .. أبو متمم) تصف هذه الأوراق في ثناياها نظاماً دينياً واجتماعياً هشاً إلا أن موقف الكاتب فيها
يجعل من البطلة (فتاة المتعة) هي المجرمة والمسؤولة عن الخلل الاجتماعي والأخلاقي، وهذا الموقف
لم يكن منصفاً إزاءها، فالفتاة لم تصنع الجريمة من نفسها، فهناك أطراف أخرى ساعدت وساهمت في الجريمة
وهناك أسباب اجتماعية ودينية واقتصادية ووو .. ألجأت الفتاة إلى هذا التصرف.
وأتذكر في هذا الصدد القاص المصري الشهير نجيب محفوظ حيث يعتبر البطلة ضحية لأخطاء اجتماعية، وكذلك في قصيدة
للشاعر العراقي السياب بعنوان (المومس العمياء) حيث كان يتعاطف معها كونها ضحية واقع اجتماعي مرير.

(صالح الشريدة .. أبو نزار) هناك استغلال مادي للمتعة من قبل المرأة، فالمومس من الممكن الحصول عليها
بسهولة في الفنادق وما شابه، أما امرأة المتعة فمن الصعوبة جدا مقارنة بالمومس الحصول عليها في المجتمع،
لذا تستغل امرأة المتعة هذه الحالة برفع أجرها بصورة خيالية، فهي مرغوب فيها بشدة كونها بعقد شرعي.

(حسين العقيلي) العتب لا يقع على الجانب الديني فقط، فهناك جانب اجتماعي فهناك نظرة سلبية من المجتمع نفسه
لموضوع المتعة، فهذه النظرة ساعدت في أن تكون العلاقات في تكتم شديد، مما يفتح المجال لحدوث مشاكل وأخطاء جسيمة.

(جاسم الجاسم .. أبو فيصل) يقترح على الكاتب عدم ذكر الأماكن الحقيقية أو أسماء الشخصيات بعينها، فبإمكانه إيصال رسالته
إلى القارئ دون ذكر الأسماء والأماكن الحقيقية ولن يخل ذلك بموضوعه.

(تعليق صاحب الموضوع يوسف الشريدة) وجاء تعليقه بعد أن اتفق مع بعض وجهات النظر، واختلف مع الأخرى، في سطور:
1- العلاقات السرية مدعاة للتغرير.
2- الجانب الشرعي في الموضوع يلعب دوراً كبيراً في الجانبين (الخلل والإصلاح).
3- المتعة حاجة ملحة وليست قضاء حاجات مادية واستغلال الحاجة بالكذب والتدليس.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 05:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد