
سماحة السيد محمد باقر الناصر
اصدر السيد محمد باقر الناصر بيانا بين فيه معاناة اتباع اهل البيت عليهم السلام في المنطقة الشرقية والتجاوزات والتعدي عليهم من قبل المسؤولين والاداريين السعوديين.
وفيما يلي نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: {لا يجب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً}
إلى علماء البلاد والوجهاء والأساتذة والنخب والمسؤولين، وإلى جميع أبناء وطني من السنة والشيعة أوجه كلمتي هذه وأنقل لكم بكل شفافية معاناة أتباع المذهب الجعفري الشيعة في محافظة الخبر من تجاوزات وتعدي بعض المسؤولين الاداريين والأمنيين، لقد رفضت شخصياً طوال عامين التعامل مع وسائل الإعلام، وحرصت على التواصل مع المسؤولين والآن بعد أن حفيت أقدامنا في هذا الطريق وبروح ملؤها الإحباط واليأس أجد نفسي مجبراً على إعلان ما يلي:
أولاً/ إن الشيعة في جميع أنحاء البلاد وخصوصاً في المنطقة الشرقية هم جزء من هذا الوطن الكبير ومن أشد فئات الشعب ولاء وانتماء لهذا الوطن الغالي. وقد اثبتوا ذلك في الأزمات التي مرت بها البلاد بثباتهم وصمودهم. ومن المعيب أن بعض المسؤولين يحاول بالتقارير الكاذبة التشكيك في ولائهم او وطنيتهم.
لقد عمل الشيعة في مرافق الدولة الحساسة وخدموا البلاد بصدق وأمانة، وكما أن عليهم واجبات ينبغي أن يؤدوها لهم حقوق ينبغي أن تحفظ وتصان.
ثانياً/ لقد ضمنا منذ قرابة العامين من إقامة الصلاة التي هي عمود الدين، وعندما اصررنا على إقامة الصلاة وأدائها قبضوا على وجهائنا وشبابنا وزجوا بهم في السجون، وطوقوا اماكن العبادة بالدوريات بحجة أنها غير مرخصة، علماً ان هذه المصليات قديمة وبعضها يعود إلى قرابة الخمسين عاماً، وأنهم لا يمنحوننا ترخيصاً لبناء المساجد.
ثالثاً/ إننا الآن ويعد إغلاق مصلياتنا الثلاثة في محافظة الخبر، صرنا نقيم الصلاة في المنازل كل يوم في بيت بخوف وحذر وكاننا نرتكب جرماً أو محرماً من المحرمات، وتقوم شرطة البحث الجنائي يومياً بمراقبتنا ومطاردتنا، وبين فترة وأخرى يسدون علينا مكاناً ويستدعون صاحب البيت ويجبرونه على التعهد بعدم فتح بيته لإقامة الصلاة، وقد أخبرناهم مرراً ان الصلاة فريضة لا يمكن أن نتوقف عن إقامتها، وأن البيوت إذا كانت غير مرخصة فليمنحونا مكاناً مرخصاً نصلي فيه.
رابعاً/ بالأمس الأول الاثنين 13 ربيع الثاني 1431، قامت إدارة البحث الجنائي التي لم تدخر جهداً طوال هذه المدة في التضييق علينا واستفزاز المواطنين بالقبض على كوكبة من أبرز وجهاء الخبر الشيعة والزج بهم في السجن العام بالخبر، وهم من البيوتات المحترمة والشريفة ، وتم استدعاء مجموعة كبيرة أخرى لإمضاء تعهدات والتزامات لا تنتهي حول إقامة الصلاة والمآتم الحسينية.
إن هؤلاء اناس محترمون ولعلهم لم يروا مخافر الشرطة من قبل، ولهم مكانة اجتماعية، وسجنهم لإقامة الصلاة ومناسبات اهل البيت (ع) مع المجرمين إهانة لكافة المجتمع الشيعي.
إننا نعلنها صراحة عملاً بتكليفنا اننا ندين هذا العمل اللا مسؤول ونستنكر بشدة هذا التمييز الطائفي، ونطالب المسؤولين بالتدخل السريع وإطلاق سراحهم، وتوجيه إدارة البحث أن توفر جهدها للمجرمين ومروجي المخدرات والفواحش.
خامساً/ طوال المراجعة للمسؤولين كان المسؤولين يوجهوتنا دائماً إلى الصلاة في المساجد مع بقية المسلمين، إلا إننا كنا نعلم أن المتطرفين لا يسمحون لنا، ولكن عندما ضاقت علينا الأرض برحبها بسبب التضييقات الأمنية، صلينا في المسجد المجاور تماماً لمصلانا المغلق، وبتصريح خطي من مدير البحث الجنائي نفسه، إلا أن القائم على المسجد جمع جماعة من المتشددين ومنعنا من أداه الصلاة، مع أننا كنا نصلي بإمامة إمام المسجد، وقال: إنني بنيت المسجد لأهل السنة والجماعة، والدولة لم تساهم فيه بشيء وأطفأ أنوار المسجد، فخشينا وقوع الفتنة وبادرنا إلى الخروج.
وبدلاً من أن يعاتب هذا الرجل صدر الأمر من الإمارة بناء على توصية من إدارة الأوقاف بمنعنا من الصلاة جماعة في مساجد أهل السنة، بل تضمن القرار المنع حتى من الصلاة مع أهل السنة في جماعتهم إذا كنت تريد الالتزام بأحكام المذهب الشيعي، وعليه إذا أردنا الصلاة علينا أن نتفرق في المساجد وأن نصلي بدون العمل بأحكامنا الفقهية الخاصة.
سادساً/ ان الصلاة وعبودية الله عزوجل وحب أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وإحياء شعائرهم متجذرة في عمق وجودنا، ولن يستطيع اي مخلوق ان يمنعنا من ممارستها، ولن يزيدنا منعه إلا إصراراً عليها وتمسكأ بها وإذا كان يعتقد بأننا كفار ولا صلاة لنا فهذا شانه، ولكن أقر لها وبملء الفم سيبقى شيعة الخبر الطيبون محافظين دوماً على إقامة صلاة الجماعة وإحياء مناسبات اهل البيت عليهم السلام مهما حصل.
أسال الله تعالى أن يرفع الحيف عنا وان يوحد قلوب المسلمين، وأن يصون بلدنا من كل مكروه.
السيد محمد باقر الناصر
15/4/ 1431 للهجرة - محافظة الخبر
موفقين لكل خير