01-04-2010, 12:52 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
مصير الأمة الإسلامية بعد العهد النبوي ـ عبدالله بن محمد الشريدة
عبدالله بن محمد الشريدة يتحدث التاريخ الإسلامي كثيراً عن الحالة التي ترك بها النبي (ص) الأمة الإسلامية بعد التحاقه بالرفيق الأعلى، فمنهم من يشير إلى تركه للدولة الإسلامية دون تخطيط مسبق ودون إشارات واضحة منه (ص)، وآخرون يتحدثون عن نظرية الشورى، والتي يرونها مرتكزةً على أساس قرآني متين، بينما يرى البعض أن النصوص في تثبيت الخليفة والحاكم والقائد للدولة الإسلامية واضحة الدلالة ولا يخلطها الشك والريب. وهذه النظريات الثلاث ـ في الحديث عن الحالة التي ترك فيها النبي (ص) الأمة الإسلامية ـ هي نظريات مطروحة في الساحة التاريخية والعقدية. وفي هذا الضوء يمكننا أن نتحدث عن هذه النظريات الثلاث، في موضوع ذي ثلاث حلقات لسعته وطوله: الحلقة الأولى: نتحدث فيها عن إمكانية ترك النبي (ص) الأمة الإسلامية دون تخطيط مسبق لتنظيم شؤونها، سواء أكان ذلك التنظيم شورى أم تعيين. الحلقة الثانية: نتحدث فيها عن نظرية تخطيط النبي (ص) للأمة الإسلامية بأن يهيئ لها نظام شورى، والذي يتكفل بتعيين الحاكم والخليفة على الدولة الإسلامية. الحلقة الثالثة: نتحدث فيها عن نظرية ترك النبي (ص) الأمة الإسلامية بتعيين مسبق منه للخليفة الذي يتسلم زمام الحكم والقيادة العليا للدولة الإسلامية. وحديثنا هذه الليلة سيكون حول النقطة الأولى: هل ترك النبي الأعظم (ص) الأمة الإسلامية والدولة على سعة رقعتها دون أن يخطط لمستقبلها ؟! فهي قادرة ـ بالتالي ـ على مواجهة مصيرها ودون تخطيطٍ مسبقٍ منه، فيكون دوره (ص) مقتصراً على تبليغ رسالته أثناء حياته فقط ؟ البعض يتصور أن موت النبي (ص) هو نهاية دور النبوة، ولا يمكن للنبي (ص) أن يخطط لنظام الدولة الإسلامية لما بعد رحيله من الحياة الدنيا، إذ إن الله سبحانه وتعالى تكفل بالمحافظة على دينه الذي ارتضاه للبشرية أجمع، فالتخطيط يكون عندما يخاف الإنسان على أمرٍ ما من الضياع والتلف وعدم الحفظ والهلكة، بينما الدين الإسلامي محفوظ من قبل الله تعالى إلى يوم القيامة. إذن.. ما الهدف من هذا التخطيط، ولِم يكون هذا التخطيط ؟ مع وجود أُناس هم اللبنة الأولى للمجتمع الإسلامي، وهم النقلة الأولى والحفظة الأوائل للقرآن الكريم وللدين الإسلامي، فبهم يُحفظ الدين، وبهم يُبلغ، وبهم ينتشر. ولكي نتعرف بشكل واضح وجلي على مدى منطقية ترك النبي (ص) للدولة الإسلامية دون تخطيط وتوعية من عدمه، يجب علينا أن نستعرض عدة أمور:
|
01-04-2010, 12:54 PM | رقم المشاركة : 2 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: مصير الأمة الإسلامية بعد العهد النبوي ـ عبدالله بن محمد الشريدة
الأمر الأول: الخطر الخارجي:
كانت الأمة الإسلامية تعيش بين خطر خارجي قائم، يتمثل آنذاك في دولتي الروم والفرس، ولذا كان النبي (ص) يصر وبشدة على إرسال وتنفيذ جيش أسامة وهو في أشد حالاته المرضية قبيل وفاته، بل زاد عليه أن لعن من تخلف عنه مراراً (1). ( وكان النبي (ص) منذ أمد بعيد يعتبر خطر الروم خطراً جديّاً لا يمكن التغاضي عنه واحتقاره، ولهذا السبب نفسه وجه في السنة الثامنة من الهجرة جيشاً كبيراً قوامُهُ ثلاثة آلاف بقيادة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة إلى تخوم الشام حيث يسيطر الروم، وقد استشهد في هذه المعركة القادة الثلاثة، وقفل الجيش الإسلامي راجعاً إلى المدينة من دون انتصارات بتدبير من خالد بن الوليد. وفي السنة التاسعة عندما بلغه نبأ استعداد الروم لمهاجمة الحجاز آنذاك في المدينة خرج (ص) بشخصه على رأس جيشٍ قوامُهُ ثلاثون ألفاً إلى تبوك، وعاد من دون مواجهة إلى المدينة. ومن هنا فإنه (ص) لمّا عاد من "حجة الوداع" إلى المدينة هيّأ جيشاً من المهاجرين والأنصار أشرك فيه أشخاصاً معروفين بارزين مثل أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وسعد بن أبي وقاص و...، وأمر بأن يشارك فيه كل من هاجر إلى المدينة خاصة ) (2). الأمر الثاني: الخطر الداخلي: وجود الخطر الداخلي والمتمثل بفئتين؛ فئة المنافقين والذين كانوا ولا يزالون يكيدون للدولة الإسلامية بكل السبل والوسائل المتاحة لهم (3)، وفئة المؤلفة قلوبهم (4) ممن اسلموا خوفاً من السيف والقتل بعد أن أظهر الله الدين الإسلامي على البلاد التي كانوا يقطنونها، فأصبحت الخيارات المتاحة أمامهم خياراً واحداً فقط، أن يدخلوا الإسلام كرهاً وأن يكيدوا له قدر الاستطاعة عندما تحين الفرص لهم. فهذا أبو سفيان ـ ممن أُلفَ قلبه (5) ـ قد نشط دوره عند أول فرصة مواتيه لشق صف المسلمين بعد وفاة النبي (ص)، فحاول جاهداً أن يستغل عدم مبايعة الإمام علي (ع) لأبي بكر ـ في الأشهر الأولى ـ ويحرضه على انتزاع الخلافة من أبي بكر بالقوة والقهر والغلبة، فقال للإمام علي (ع): أغلبكم على هذا الأمر أقل بيت في قريش. أما والله لأملأنها خيلاً ورجالاً إن شئت، فقال علي: ما زلت عدوا للإسلام وأهله، فما ضرَّ ذلك الإسلام وأهله شيئا، والله ما أريد أن تملأها عليه خيلاً ورجالاً، ولو رأينا أبا بكر لذلك أهلا ما خليناه وإياها، يا أبا سفيان إن المؤمنين قوم نصحة بعضهم لبعض متوادون، وإن بعدت ديارهم وأبدانهم وأن المنافقين قوم غششة بعضهم لبعض (6). الأمر الثالث: الرواسب القبلية والعرقية: وجود طبقة غير قليلة ممن لا زالت رواسب القبلية والعرقية الجاهلية تُحيط بهم، فهذا مُهاجري وذاك أنصاري، وهذا قُرشي وذاك مدني، وهذا عربي وذاك أعجمي، ... الخ. نعم هؤلاء يعيشوا حالة من التآلف الشكلي في مجمل الوحدة الإسلامية، لكن عندما يُثار موضوعٌ للتفاخر أو الاستنجاد ببعضهم البعض فإن العصبية تطفوا على السطح بشكل وآخر. وخير شاهد على هذه الحالة ما يُروى من أن رجلاً من المهاجرين كسعَ رجلاً من الأنصار ( أي ضرب دبره بيده )، فقال الأنصاري: يا للأنصار. وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فسمع النبي (ص) فقال: ما بالَ دعوى الجاهلية. قالوا: يا رسول الله، كسعَ رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار. فقال: دعوها فإنها منتنة. فلما سمع ابن سلول ـ المُنافق ـ قال: فعلوها، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منّا الأذل (7). وينقل البخاري في صحيحه (8) في حديثه عن يوم حنين إذ أصاب النبي (ص) يومئذ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء، ولم يعط الأنصار شيئاً، فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن نُدعى، ويعطى الغنيمة غيرنا. فبلغه ـ أي النبي (ص) ـ ذلك فجمعهم في قبة، فقال: يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم ؟ فسكتوا. فقال: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله (ص) تحوزونه إلى بيوتكم. قالوا: بلى. فقال النبي (ص): لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً لأخذتُ شعب الأنصار. هذه الحالة وإن كانت كامنة في نفوس بعضهم وقليلة الظهور في العلانية إلا أنها لعبت دوراً كبيراً في أحداث ما بعد عصر النبي (ص)، ابتداءً من الانقسام الذي حدث في اجتماع السقيفة بين المهاجرين والأنصار؛ وكلٌّ يدعي الأحقية في استلام مقاليد الخلافة والحكم (9)، إضافة إلى استئثار الطرف القرشي بالخلافة والحكم وتهميش دور الأنصار طوال فترة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان (10)، وانتهاءً بعهد الإمام علي (ع) الذي كان اعتماده بالدرجة الأولى على الجانب الأنصاري من الصحابة.
|
01-04-2010, 12:58 PM | رقم المشاركة : 3 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: مصير الأمة الإسلامية بعد العهد النبوي ـ عبدالله بن محمد الشريدة
الأمر الرابع: النزاع والشقاق هو النتيجة الحتمية:
ترك منصب زعامة دولة بحجم الدولة الإسلامية التي أسس أركانها النبي الأعظم (ص) فارغاً لهو أمرٌ لا يمكن تصديقه بأي حالٍ من الأحوال، إذ أن مناصب صغيرة الحجم قليلة الشأن تكون مدعاة إلى النزاع والشقاق والتفرقة بين أبناء البيت الواحد، فما بالك بدولة تدين لها غالبية الزعامات العربية، وهي ندٌ لأكبر دولتين متواجدتين آنذاك. لا ريب أن الرسول الأعظم (ص) في أُخريات حياته الشريفة نص على الإمام علي (ع) بالخلافة وكما هو معتقد مدرسة أهل البيت (ع)، ولكن لانحراف الأمة عن التقييد بهذا النص وتسليم الأمر للإمام علي (ع) كما هو مُخطط له من رسول الله (ص) كانت النتيجة هي ذاتها نتيجة عدم الوصية، فبدأت النزاعات منذُ اليوم الأول لوفاة النبي (ص) وحتى قبل حتى تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه. فالأنصار وهم أصاحب الفضل في الجهاد والمحافظة على الدين الإسلامي بسيوفهم وأموالهم لم يُسارعوا إلى تشييع النبي (ص) ودفنه، وإنما كانت لهم المبادرة الأولى لاجتماعٍ طارئ ـ في سقيفة بني ساعدة ـ يتداولون فيه: من سيخلف رسول الله في حكم هذه الدولة المترامية الأطراف !! ولم يكن وضع المهاجرين بأفضل من وضع الأنصار، فقد انضموا لهذا الاجتماع خوف أن يستأثر الأنصار بالأمر، وكانت بداية التسابق لاستلام أهم منصب في الدولة الإسلامية (11). حتى إذا ما ستقر الأمر على مبايعة أبي بكر للخلافة امتنع بعض الصحابة عن المبايعة، فلم يبايعوا إلا بعد عدة أشهر من القطيعة والرفض لبيعة الخليفة الجديد، فكانت تلك المرحلة مرحلة خطيرة استطاعت الأمة الإسلامية تجاوزها تحت تأثير الضغط الشديد والعنف الذي مارسه الجانب القرشي من المهاجرين على باقي المسلمين المخالفين لتلك البيعة. ويكفي أن نرجع إلى تقييم من دالت له الخلافة الأولى أبو بكر عن خصوص تلك الفترة وكيفية تسلمه الحكم والخلافة بقوله: ( إن بيعتي كانت فلتة وقى الله شرها وخشيت الفتنة.. ) (12)، ويؤيده على هذا الرأي الخليفة عمر بقوله: ( إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها.. ) (13). لذا كانت الوصية هي الملجأ الآمن والحلق العقلاني لكلا الخليفتين أبي بكر وعمر، فأبو بكر أوصى لعمر، وعمر تركها شورى في ستة أشخاص ( 14) ليختاروا واحداً منهم بعد أن أمهلهم ثلاثة أيام لاختيار أحدهم خليفة، فإن اختلفوا ـ وهو المتوقع ـ فيجب أن يُقتل المخالف لرأي الأكثرية منهم، أو يُقتلوا أجمع إن لم يتفقوا، وما كان ذاك إلا حرصاً منه على عدم ترك الدولة الإسلامية دون قائد وخليفة. هذا ما كان من جانب من تسلم الحكم والخلافة ـ الخليفة أبو بكر وعمر ـ ولمس عن قرب مسؤولية القائد في وجوب أن يملأ الفراغ الكبير الذي سيخلفه بعد رحيله من الدنيا حفاظاً منه على وحدة الأمة الإسلامية، ودرءاً لمفسدة الاختلاف والنزاعات التي قد تنشأ جراء عدم اتفاقهم على خليفة. ولنستعرض مثالاً آخر على كيفية بدء النزاعات والخلافات والشقاق بين أبناء الأسرة الواحدة عندما يكون الهدف هو تسلم المنصب الأعلى لإدارة دولة بحجم الدولة الإسلامية، فلننظر إلى الصحابي الزبير بن العوام، فهو ممن يلتقون نسباً (15) مع الإمام علي (ع) ومن المقربين منه، فلم يبايع في بادئ الأمر الخليفة الأول أبا بكر تضامناً مع الإمام علي (ع) واعترافاً منه بحقه في الوصية. فلما ذهبت الأيام وانقلبت الأحوال؛ وكان أحد الستة المرشحين من قبل الخليفة عمر بن الخطاب لاستلام الخلافة من بعده خرجَ على الإمام علي (ع)، والذي كان مؤمناً كل الإيمان بأحقيته بالخلافة أول الأمر، وما كان ذلك إلا أن عنقه للخلافة والمنصب اشرأبت، وطمعه بما كان يملكه الخليفة عثمان قد نما. وهنا يحق لنا ولأي باحثٍ متجرد أن يتساءل: إذا كان أمر الوصية بالخلافة والإشارة إليها أمرٌ لم يفت الخلفاء من بعد النبي (ص) فكيف برسول الله (ص) وهو من أسس الدولة الإسلامية ونمت أغصانها على يديه أن يتركها دون وصي وقائد وخليفة ينظم شؤونها ويقودها بطريقة إسلامية يرتضيها !! الأمر الخامس: النظرة العامة لبعض كبار الصحابة للنبي (ص): نظرة بعض كبار الصحابة إلى دور النبي (ص) والذي يفترض أن يكون نبياً معصوماً فيكون قوله وفعله وتقريره حجة يجب إتباعها بلا نقاش، إلى كون كلامه وفعله وتقريره ما هو إلا اجتهاٌ من شخصه، وليس بالضرورة مُلزماً بالإتباع والتطبيق، فهو كغيره من بني البـشر يصيب ويخطئ إلا أنه كان يتلقّى الوحي الإلهي ويبلغه بطريقة ميكانيكية. ( وكان هذا التيار القرشي صاحب تلك النظرة إلى شخص الرسول (ص) ودوره، موجوداً في أيام النبي (ص) ذاته. ولكنه حينها كان في الغالب يتوارى في الظل، ويعمل في الخفاء من وراء ظهره، إلاّ في حالات معينة. وكان فيها عمر بن الخطاب رائد ذلك التيار وقائده يُعبّر جهاراً عن معارضاته للنبي (ص) ويعلن عن اجتهاداته المخالفة له. ولكن بسبب النجاحات النبوية وتصاعد مسيرتها الظافرة، كان ذلك التيار يضطر إلى القبول والتسليم بقرارات النبي (ص) وسياساته ) (16). ينقل ابن أبي الحديد المعتزلي قول الإمام علي (ع): ( لم أرد على الله، ولا على رسوله ساعة قط ) ويعلق ابن أبي الحديد المعتزلي على هذا النص بقوله: ( والظاهر أنه ـ أي الإمام علي (ع) ـ يرمز في قوله إلى أمور وقعت من غيره، كما جرى يوم الحديبية عند سطر كتاب الصلح، فإن بعض الصحابة (17) ( ) أنكر ذلك، وقال: يا رسول الله، ألسنا المسلمين ؟ قال: بلى، قال: أو ليسوا الكافرين ؟ قال: بلى، قال: فكيف نعطي الدنية في ديننا ! فقال (ص): ( إنما أعمل بما أومر به ). فقام فقال لقوم من الصحابة: ألم يكن قد وعدنا بدخول مكة ! وها نحن قد صددنا عنها ثم ننصرف بعد أن أعطينا الدنية في ديننا، والله لو أجد أعوانا لم أعط الدنية أبدا، فقال أبو بكر لهذا القائل ويحك ! ألزم غرزه، فوالله إنه لرسول الله، وأن الله لا يضيعه. ثم قال له: أقال لك إنه سيدخلها هذا العام ؟ قال: لا، قال: فسيدخلها. فلما فتح النبي (ص) مكة، وأخذ مفاتيح الكعبة، دعاه فقال: هذا الذي وعدتم به ) (18). وينقل أبو داود في سننه (19 ): ( عن عبدالله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله (ص) أريد حفظه. فنهتني قريش (20)، وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه، ورسول الله (ص) بشر يتكلم في الغضب والرضا ؟! فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله (ص) فأومأ بإصبعه إلى فيه فقال: أكتب، فوالله الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق ! ). وأخرج الحاكم النيسابوري (21): ( عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول الله أتأذن لي فأكتب ما أسمع منك ؟ قال: نعم. قلت في الرضا والغضب ؟ قال: نعم. فإنه لا ينبغي أن أقول عند الرضا والغضب إلا حقا ! ). هذا الخط لم يكن يخص الخليفة عمر بن الخطاب لوحده وإنما كان له عناصره وقاعدته من كبار الصحابة أمثال أبي بكر (22) وعثمان بن عفان (23) وغيرهم (24). فإذا كانت هذه النظرة العامة من الخلفاء الثلاثة الذين تولوا منصب القيادة الأولى للدولة الإسلامية بعد رسول الله (ص) فما بالك بمن هم دونهم من الصحابة ممن لم يعيشوا الرسالة المحمدية بقلوبهم وعقولهم (25)( )، وإنما كانوا يعيشونها بشكلٍ سطحي ! بالطبع هذه النظرة لم تكن بالنظرة السطحية غير ذات الأثر؛ وإنما كان لها الأثر الكبير في أن تُحيل الدولة الإسلامية من كونها ذات نهج قرآني ومعالم نبوية سماوية إلى دولة ذات نهج اجتهادي يعتمد على الرأي في مقابل النص النبوي، مما يفقد الدولة شيئاً فشيئاً خصوصيتها الإسلامية، وذلك عندما يندثر الأثر النبوي من سيرةٍ وحديثٍ ويُستبدل باجتهادات شخصية لا أساس إسلامي لها (26) . الأمر السادس: السيرة العقلائية لمفهوم الاستخلاف: إن فكرة ترك الأمة دون استخلاف من قبل النبي (ص) لهو فكرة منافية لما تعارف عليه تاريخ البشرية أجمع، ( فرئيس الدولة هو مركز التدبير والتخطيط في الأمة، وهو رمز وحدتها، فإذا اختفى مركز التدبير والتخطيط، ولم يتوفر المركز البديل فوراً فإن عقد الأمة سينفرط، وسيركب كل واحد رأسه، وتسير كل جماعة مع هواها. وقد ترفع الشارع الوضعي عن السقوط بمثل هذا الفخ، فلا يوجد في الدساتير المعاصرة، ولا حتى في الأنظمة السياسية البائدة، ما يؤيد فكرة أن يموت الرئيس دون بيان شخص من يخلفه، حتى أن التجمعات القبلية أو الأسرية تستهجن مثل هذا العمل وتستغربه، ولها أعراف تنظمه، بحيث تكون النقلة طبيعية بين شيخ القبيلة السابق واللاحق. فدستور الدولة أو رئيسها عادة هو الذي يعين سلفاً الشخص الذي يتولى الرئاسة، في حالة خلو منصب الرئيس لأي سبب، أو عند اللزوم يصف هذا الشخص، سواء أكان شخصاً طبيعياً كولي عهده، أو شخصا اعتبارياً كمجلس أو هيئة تتكون من عدة أشخاص، لتقوم بإدارة دفة الدولة وتصريف أمورها ريثما ينصب أو يعين رئيس جديد. تلك حقيقة لا يملك عاقل أن يجادل بها، لأن البديل الآخر هو الشر، وتعريض وحدة الأمة للخطر، ووضع مستقبل الدولة في مهب الريح ) (27).
|
01-04-2010, 01:01 PM | رقم المشاركة : 4 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: مصير الأمة الإسلامية بعد العهد النبوي ـ عبدالله بن محمد الشريدة
الأمر السابع: سيرة النبي (ص) في حياته تقوم على الاستخلاف:
إن سيرة النبي (ص) كانت قائمة على استخلاف من ينوب عنه حال غيابه عن مركز الدولة الإسلامية المدينة المنورة، ففي غزوة بدر الكُبرى بالسنة الثانية للهجرة استعمل رسول الله (ص) على المدينة ( سعد بن عبادة ) وأناط إليه إدارة أمورها الدينية حال غيابه. ثم غزا رسول الله (ص) غزوته التي كان يطلب فيها أبا سفيان والمعروفة بغزوة السويق (28)( )، وكان أبو سفيان أقبل في مائتي راكب من أهل مكة ليبر نذره أن لا يمس النساء، ولا الطيب، حتى يثأر بقتلى المشركين يوم بدر، فصار إلى العريض، فقتل رجلاً من الأنصار، وحرق بيوتاً هنالك. فلما بلغه خروج رسول الله (ص) وأصحابه في طلبه جعل وأصحابه يلقون جرب السويق تخففا، فسميت غزوة السويق، وكان (ص) استخلف على المدينة ( أبا لبابة بن عبد المنذر ) أيضاً. وحين أغار كرز بن جابر الفهري على المدينة فخرجَ رسول الله (ص) في طلبه استخلف ( زيد بن حارثة ) على المدينة، فلما بلغ وادياً يقال له سفوان بالقرب من ناحية بدر لم يدركه، فعاد رسول الله (ص) أدراجه نحو المدينة (29). وكانت قريش عازمة على أخذ الثأر من المسلمين جراء هزيمتهم المُذلة يوم بدر، فخرجت بأربعة آلاف من مختلف القبائل القرشية، وخرج إليهم رسول الله (ص) بعد أن استخلف على المدينة ( ابن أُمّ مكتوم ) (30) ( ). ولما بلغ النبي أن قبيلة ( بني سلم ) تهيّئ نفسها وتعدّ العدة للهجوم على مركز الدولة الإسلامية وعاصمتها ( المدينة ) خَرجَ رسول الله (ص) إليهم (31) بعد أن استخلف عليها ( ابن أُمّ مكتوم ) وقيل ( سباع بن عُرفطة الغفاري ) (32) . وفي غزوة بني النضير لما فرحَ منافقو المدينة ويهودها بانتكاسة المسلمين في معركة أُحد، وباتَ يهود بني النضير مشاركةً مع منافقي المدينة يتحينون الفرصة للقضاء على الدولة الإسلامية، فما أن عَلِمَ النبي (ص) بمخططاتهم الخبيثة حتى خرج لحصارهم وتأديبهم بعدما استخلف على المدينة ( ابن أم مكتوم ) (33). وبعد أن أجلى رسول الله (ص) يهود بني النضير عن المدينة سكنوا خيبر، واتفقوا مع قريش على استئصال الإسلام وأهله، فلما بلغ رسول الله (ص) الخبر ندب المسلمين إلى قتال الأحزاب بعد أن استخلف على المدينة ( ابن أم مكتوم ). وفي غزوة خيبر إذ كان ليهود خيبر الأثر الكبير في تحريض القبائل العربية على محاربة الدولة الإسلامية والقضاء عليها في معركة ( الأحزاب ). لذا أرتأى النبي (ص) أن من الواجب القضاء على هذا الخطر الذي يتهدد الدولة الإسلامية بشكل نهائي، فعزم على المسير إلى خيبر بعد أن استخلف على المدينة ( نميلة بن عبدالله الليثي )، فكانت المعركة. وجمع الحارث بن أبي ضرار قومه بني المصطلق ودعاهم إلى قتال رسول الله (ص) فأجابوه، وابتاعوا خيلاً وسلاحاً تهيأ منهم للحرب، فلما بلغ رسول الله (ص) الخبر وتأكد منه دعا الناس للخروج إليهم بعد أن استخلف على المدينة ( زيد بن حارثة ) (34). ولما بلغ النبي (ص) أن قبائل ( خزاعة ) ـ المتحالفة مع قريش ـ تعد العدة لمحاصرة المدينة عاصمة الدولة الإسلامية وغزوها خرج إليهم في جمع من أصحابه بعد أن استخلف على المدينة المنورة ( أبا ذر الغفاري ). وعندما أحس يهود بنو قينقاع بالخطر المحدق بهم جراء قتلهم أحد المسلمين في السوق خرجوا إلى حصونهم ممانعة من انتقام رسول الله (ص)، فما كان منه إلا أن خرجَ إليهم بعد أن استخلف على المدينة ( أبا لبابة بن عبدالمنذر ) فحاصرهم خمس عشرة ليلة أشد ما يكون الحصار، حتى إذا ما فقدوا القدرة على المقاومة استسلموا. وحين تآمرت قبائل ( أنمارا وثعلبة وغطفان ) بقصد غزو المسلمين خرج النبي (ص) إليهم بعد أن استخلف ( عثمان بن عفان ) وقيل ( أبا ذر الغفاري )، فلما قرب منهم وعاينوا عظيم عسكره كرهوا لقائه، وتفرقوا في الأودية والجبال القريبة منهم، ولم يبق إلا النسوة فأسرهن وقفل راجعاً نحو المدينة (35). وأمر رسول الله (ص) الإمام علي (ع) باستخلافه على المدينة أثناء خروجه لمنطقة تبوك غازياً لما ترامى إلى مسامعه أن مجموعة من رجال قريش سيستغلون فرصة غيبته عن المدينة ليثيروا الفتنة والفوضى فيجهزوا على الحكومة الإسلامية إن سنحت لهم الفرصة، وذلك أن موقع تبوك على مشارف الجزيرة العربية، وتعتبر أبعد نقطة استطاع رسول الله (ص) الوصول إليها في جميع غزواته، مما يساعدهم ذلك على تنفيذ مخططاتهم بروية ومهل، ولذا فهو (ص) يحتاج لرجلٍ يكون خليفته بالمدينة ذي بأسٍ شديد تهابه رجالات قريش؛ فلا يسعها أن تقوم بأي أمر. بعد هذا الاستعراض الموجز عن سيرة رسول الله (ص) في استخلافه لمختلف الصحابة حين غيابه عن المدينة ولو لفترة محدودة، يعطينا مؤشراً بعدم منطقية مخالفته (ص) لسيرته التي طالما عمل بها طوال حياته، فكيف به ( ص) وهو يفارقهم من غير رجعة للحياة الدنيا ودون أن يستخلف عليهم من ينظم شؤون حياتهم ويحافظ على أمن واستقرار دولته التي بناها طوال فترة نبوته ؟!! الأمر الثامن: التنبؤات المستقبلية لمصير الأمة الإسلامية: إخباره (ص) في أكثر من حديث بما تؤول إليه الأمة من الفتن والاختلاف. يقول (ص): ( ويل للعرب من شر قد اقترب، فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، فيبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، المتمسك فيهم يومئذ على دينه كالقابض على خبط الشوك أو جمر الغضى ) (36) . ويقول (ص): ( إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم ) (37). وينقل أحمد بن حنبل في مسنده (38) أن النبي (ص) قال: ( ليردنَّ عليَّ الحوض أقوام فيختلجون دوني، فأقول رب أصحابي رب أصحابي، فيقال لي انك لا تدري ما أحدثوا بعدك.. ). ويروي أبو هريرة (39) أن رسول الله (ص) كان بالمسجد وكان مروان حاضراً، فقال النبي (ص): ( هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش. فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة. فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت. فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام، فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا: عسى هؤلاء أن يكونوا منهم. قلنا: أنت أعلم ). ويروي حذيفة بن اليمان قول النبي (ص): ( والله أني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة .. ) (40). هذه بعض الأحاديث والتنبؤات المستقبلية بما سيؤول إليه مصير الأمة، وهي بكل تأكيد لم تكن تكهنات تكهن بها النبي (ص)، وإنما كانت من إخبار الغيب، فإن كانت كذلك فأي عاقل يجد أن قائداً ونبياً مرسلاً يترك دولة عظيمة كبيرة بحجم الدولة الإسلامية وهو يعلم مسبقاً أن أصحابه ومن كان سيعتمد عليهم في إكمال مسيرته من بعده ستصيبهم الفتن كقطع الليل، فيمسي منهم المؤمن كافراً ويمسي الكافر مؤمناً، وسيكون ضياع أمته ودولته على غلمان من قريش، ويتركهم دون أن يعين عليهم أحد ممن يثق فيه. هذا الأمر لا يمكن أن نتصور وقوعه من أبٍ ذي تعليم بسيط مُعدم، وهو رب لأسرة صغيرة، فعندما يحس هذا الأب بالخطر المتوقع بعد وفاته على أبنائه فإنه يجدّ في أمره، بتعيين من يُصلح أمورهم ويدرأ الخطر عنهم، فكيف يمكن أن نتصور وقوع هذا الأمر من رسول الله (ص) وتركه للأمة الإسلامية دون أن يُعين عليها من يُدير شؤونها، وهو بذات الوقت يعلم حجم الفتن التي ستصيبهم وستفرقهم قطعا !! الأمر التاسع: سلوك النبي (ص) في أُخريات حياته: سلوك النبي (ص) في أخر حياته وبالتحديد أثناء مرضه يدل دلالةً قطعية أنه لم يكن لِيترك الأمة دون أمر يهتدون به، فقد روت كُتب الحديث بشكل لا يشوبه الشك، أن النبي (ص) في مرضه الذي توفي فيه أمر من كان حاضراً بداره بأن يأتوه بدواة وكتف، فقال: ( ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ) (41) . هذا الحديث المتفق على صحة صدوره من النبي (ص) يدل وبكل وضوح على أن النبي (ص) ما زال وحتى آخر لحظات حياته يفكر في مصير الأمة وما ينتظرها من مخاطر، ويدرك أن تحصينها ضد هذه الأخطار من أهم الأمور التي يجب أن يؤكد عليها، ويسعى بكل ما يستطيعه إلى أن يزيح ذلك الخطر الذي يراه بعين بصيرته.
|
01-04-2010, 01:04 PM | رقم المشاركة : 5 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: مصير الأمة الإسلامية بعد العهد النبوي ـ عبدالله بن محمد الشريدة
مصادر البحث: 1. القرآن الكريم. 2. الاستيعاب، ابن عبد البر، تحقيق علي محمد البجاوي، الطبعة الأولى، 1412هـ، دار الجيل، بيروت ـ لبنان. 3. أسد الغابة، ابن الأثير، دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان. 4. الإصابة، ابن حجر، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الطبعة الأولى، 1415هـ. 5. أعيان الشيعة، محسن الأمين، تحقيق وتخريج: حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، بيروت ـ لبنان. 6. أنساب الأشراف، البلاذري، تحقيق وتعليق: الشيخ محمد باقر المحمودي، الطبعة الأولى، 1394هـ، مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ لبنان. 7. تاريخ الطبري، الطبعة الرابعة، 1403هـ، مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ لبنان، وقوبلت هذه الطبعة على النسخة المطبوعة بمطبعة ( بريل ) بمدينة لندن في سنة 1879م. 8. تاريخ المدينة، ابن شبة النميري، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، طبع في 1410هـ، دار الفكر، إيران ـ قم. 9. تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، طبعة دار الفكر عام 1415هـ، بيروت ـ لبنان. 10. تذكرة الحفاظ، الذهبي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، صحح ما في هذا الكتاب عن النسخة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي تحت إعانة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية. 11. التنبيه والإشراف، المسعودي ( مؤلف كتاب مروج الذهب )، الناشر: دار صعب، بيروت ـ لبنان. 12. تهذيب الكمال، المزي، تحقيق وضبط وتعليق: د. بشار عواد معروف، الطبعة الأولى، 1413هـ، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت ـ لبنان. 13. الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية، أحمد حسين يعقوب، نسخة إلكترونية عن مركز الأبحاث العقائدية، مكتوبة عن دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان. 14. سنن أبي داود، ابن الأشعث السجستاني، تحقيق وتعليق: سعيد محمد اللحام، الطبعة: الأولى، 1410هـ، دار الفكر، طبعة جديدة منقحة ومفهرسة /أخرجه وراجعه ووضع فهارسه: مكتب الدراسات والبحوث في دار الفكر. 15. سنن النسائي، النسائي، الطبعة الأولى، 1348هـ، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان. 16. السيرة النبوية، ابن كثير، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، سنة الطبع 1396هـ، الناشر: دار المعرفة، بيروت ـ لبنان. 17. السيرة النبوية، ابن هشام الحميري، تحقيق وضبط وتعليق: محمد محيي الدين عبد الحميد، سنة الطبع 1383هـ، المطبعة المدني ـ القاهرة، الناشر: مكتبة محمد علي صبيح وأولاده ـ بمصر. 18. سيرة سيد المرسلين، جعفر السبحاني، الطبعة الثانية، 1413هـ، دار الأضواء، بيروت ـ لبنان. 19. شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، طبعة دار إحياء الكتب العربية ـ عيسى البابي الحلبي وشركاه، مؤسسة مطبوعاتي إسماعيليان، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. 20. صحيح البخاري، سنة الطبع 1401هـ، دار الفكر، طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول. 21. صحيح مسلم، مسلم النيسابوري، الناشر: دار الفكر، بيروت، طبعة مصححة ومقابلة على عدة مخطوطات ونسخ معتمدة. 22. الصحيح من سيرة النبي الأعظم، جعفر مرتضى العاملي، الطبعة الخامسة، 1425هـ، المركز الإسلامي للدراسات. 23. الطبقات الكبرى، محمد بن سعد، دار صادر، بيروت ـ لبنان. 24. فتح الباري، ابن حجر، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت ـ لبنان. 25. قريش وعلي، حسام شحادة، الطبعة الأولى، سنة الطبع 1427هـ، الدار الإسلامية، بيروت ـ لبنان. 26. كنز العمال، المتقي الهندي، ضبط وتفسير: الشيخ بكري حياني، تصحيح وفهرسة: الشيخ صفوة السقا، سنة الطبع: 1409هـ. 27. المستدرك، الحاكم النيسابوري، تحقيق وإشراف: يوسف عبد الرحمن المرعشلي. 28. مسند أحمد، الإمام احمد بن حنبل، الناشر: دار صادر، بيروت ـ لبنان. 29. منتهى المطلب، العلامة الحلي، الطبعة الأولى، 1412هـ، مؤسسة الطبع والنشر في الآستانة الرضوية المقدسة، الناشر: مجمع البحوث الإسلامية، إيران ـ مشهد. 30. النص والاجتهاد، عبدالحسين شرف الدين العاملي، تحقيق وتعليق أبو مجتبى، الطبعة الأولى، 1404هـ، قم.
|
01-04-2010, 01:07 PM | رقم المشاركة : 6 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: مصير الأمة الإسلامية بعد العهد النبوي ـ عبدالله بن محمد الشريدة
الهوامش
|
04-04-2010, 03:25 AM | رقم المشاركة : 7 |
مشرف سابق
|
رد: مصير الأمة الإسلامية بعد العهد النبوي ـ عبدالله بن محمد الشريدة
:.
موضُوع شيّق بِأدلة و أمُور عقلِـية غِير قابِلة أبدا ً للنِقاش أسلُوب مُمـتِع " حدّ الثـمالة " ‘ : بارك الله فِيـكُم ‘
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|