الأربعاء 24 1427هـ الموافق 15 نوفمبر 2006م العدد (2238) السنة السابعة
قصه طويله أشوي بس حلووووه مرهههههه
مسلسل طاش ما طاش الصحفي (19)
زواج أم عزاء؟
عبدالله ناصر الفوزان*
فيصل وعَبّودي يمشيان في أحد أحياء شمال مدينة الرياض.. ومرّا بمنزل كبير مشرَّع الأبواب أنواره مضاءة.. وفي الفناء في المساحة الواقعة بين الباب الخارجي وباب مجلس الرجال رأيا مجموعة من الكراسي المصفوفة بشكل متقابل يجلس على بعضها مجموعة من الناس.
فيصل - شف.. شف.. هذا زواج
عبودي - لا.. هذا عزاء
فيصل - لا يا شيخ.. هذا زواج.. شف البشوت.. شف العقل.. شف القهوة
عبودي - أقول لك عزاء.. شف.. شف.. كلهم ساكتين.. وحزينين.. وما فيه أحد يبتسم.
فيصل - روح يا شيخ.. أنت ما تميِّز..؟! أقول لك هذا زواج
عبودي - أبد.. أبد.. هذا عزاء.. وما عندك سالفة
فيصل - أنا ما عندي سالفة..؟ طيب تراهنِّي..؟
عبودي - أراهنك ونصف
فيصل - من كم
عبودي - من رد مويه (تريله).. تجيبه لبيت أهلي وإلا أجيبه لبيت أهلك..
فيصل - اتفقنا
عبودي - وشلون نتأكد..؟
فيصل - بسيطة.. تعال ندخل.
عبودي - يالله.
اتجها نحو الباب المشرَّع.. وسلما على الشباب الواقفين على الباب.. وهزا رأسيهما بصمت.. ثم عبرا نحو الفناء حيث وجدا مجموعة أخرى مصطفين يستقبلون... بعضهم كان جالساً على الكراسي المتقابلة وبعضهم كان واقفاً.. وسلما بصمت أيضاً.. وسمعا شخصاً كان أمامهما كان يسلم ويقول: الله يقويكم.. فلكز عبودي فيصل وقال:
- شفت..؟
- شفت وش..؟
- يقول الله يقويكم
- طيب وإذا قال الله يقويكم..؟
- يعني إنه عزاء..؟
- روح يا شيخ.. بالعكس.. هذا يعني إنه زواج
- طيب.. على راحتك.
ودخلا المجلس.. كان هناك أناس كثيرون جالسين على الكراسي.. فجلسا معهم.. وكان الجميع صامتين عدا بعض الوشوشات بين الجيران.
- هاه وش رأيك.؟ الجميع ساكتين
- رأيي إن زواج.. الناس دايم ساكتين في الزواجات.
- لا.. عزاء
- ما تشوف البشوت الزري والعقل والشمغ والغتر المكوية.. والوجيه اللي تلصف من الكريم..؟
- وإذا كان..؟ ما تشوفهم ساكتين وحزينين..؟
- اللي أشوف إنه زواج
- وأنا أشوف إنه عزاء
وجاءت القهوة.. وأخذ كل منهما فنجاناً.. ونظر فيصل لعبودي وقال:
- القهوة فيها زعفران وهيل كثير
- يعني إيه؟
- يعني إنه زواج
- لا يا حبيبي.. أقول لك عزاء
وبعد قليل قام أحد الحضور وتنحنح. وقال.. يا إخوان مساكم الله بالخير.. وبدأ يلقي درساً دينياً.. فابتسم عبودي وقال:
- هاه.. وش رايك بعد..؟ مهوب عزاء..؟
- بأمارة إيه..؟
- بأمارة هالحديث الديني
- بالعكس.. الحديث الديني أصبح هو موضة الزواجات.. وإلا ما انت داري..؟
- أنا داري إن هذا عزاء..
- لا.. لا.. أقول لك زواج.. زواج
وبعد قليل دخل شخص وقال: قوموا بارك الله فيكم.. شاركونا العشاء.. وقام الجميع فقام فيصل وعبودي معهم.. وحينما رأيا موائد الأكل لكز فيصل عبودي بمرفقه وقال هامساً
- هاه وش رايك بعد..؟ مهوب زواج..؟
- لا.. أبد.. مهوب زواج.. أقول لك عزاء.
- والله عجيب.. موائد أكل وتقول عزاء
- ما سمعت الرجّال يقول شاركونا في العشاء.. هذا عشاهم ويبون اللي حاضرين العزاء يشاركونهم فيه..
- معقول..؟ وكل هالموايد والمفاطيح عشاهم
- لا.. هم ماخذين حسابهم يعشون اللي باقين عندهم في الأخير.. هاذي صارت عادة في العزاء وإلا ما أنت داري..؟
- إيه ما أنا داري.. قال عزاء.. كل هالموائد ويقول عزاء؟
- نعم كل هالموائد وعزاء..
- أقول لك زواج
- أقول لك عزاء
- تدري.. مهوب من رد موية.. من ألف ريال
- لا.. من خمسة آلاف ريال.
- طيب موافق.
وجلسا على أحد الصحون.. وبدآ يأكلان وينصتان لعلهما يسمعان ما يوضح الأمر لهما.. ولكن كان الجميع يأكلون بصمت.. وفجأة رفع أحد الحضور رأسه وتوقف عن الأكل وقال: شفتو يا إخوان هالمصايب اللي حلت بالمسلمين..؟ ولكز عبودي فيصل وقال:
- شفت.. يقول المصايب اللي حلت بالمسلمين يعني هذا عزاء
- انتظر حتى نسمع وش يقصد
وواصل الرجل حديثه قائلاً.. شفتو وش سوت الأسهم بالناس.. فلكز فيصل عبودي وقال
- خلاص.. خلاص.. زواج.. هذا واضح
- واضح..! وشلون؟
- يتكلم عن الأسهم.. معقول يتكلم عن الأسهم في عزاء
- معقول ونصف.. يتكلمون عن الأسهم وهم في المقبرة مهوب بس في العزاء.
وبدأ الجميع يتحدثون عن الأسهم وشاركهم أهل الموائد الأخرى.. فقال عبودي لفيصل
- أقول لك هذا عزاء.. ماشفت الجميع يتكلمون عن الأسهم ومصائب الأسهم
- إلا شفتهم.. بس وش العلاقة يا عبقري.
- العلاقة إن المرحوم مات بسبب الأسهم.
- وش لون؟
- هذا أكيد.. وإلا ليش كلهم يحكون في الأسهم.
- خيالك يا عبودي راح بعيد
- هذا مهوب خيال.. هذا واقع
وقام الجميع واتجهوا للمغاسل فقام فيصل وعبودي معهم وغسَّلا واتجها مع الجميع نحو الخارج.. ولاحظا أن أحد الحضور يقول وهو يخرج.. الله يخلف عليكم.. فقال فيصل..
- هاه.. شفت.. يقول الله يخلف عليكم
- وش معنى هذا؟
- معناه إنه زواج
- لا يا أخوي معناه إنه عزاء
- لا.. زواج
- لا.. عزاء
وخرج فيصل وعبودي من البيت وبدآ يمشيان في الشارع واستمرا في النقاش
- أقول لك زواج
- أقول لك عزاء
- والله إنك ما تفهم
- لا أنت اللي تفهم
- مهوب من خمسة آلاف.. من عشرة..
- لا.. من مئة ألف
- طيب خلاص.. لازم نسأل.. شف هالاثنين اللي طالعين من البيت تعال نسألهم
- يالله.. اسألهم
واقترب فيصل وعبودي من الاثنين الخارجين من المنزل.. وقال فيصل.. مساكم الله بالخير.. وردا عليه التحية بمثلها.. فقال فيصل: لا تؤاخذونا يا إخوان.. هاللي طلعتوا منه هو زواج وإلا عزاء.. قال أحد الرجلين.. ليش تسأل..؟ أنتم ما طلعتو منه مثلنا..؟ قال فيصل.. بلى.. بس حنا دخلنا علشان نعرف.. حنا متراهنين.. ولكن ما عرفنا.. فنظر أحد الرجلين للآخر وابتسم وسأل.. صحيح.. هو زواج وإلا عزاء؟ قال فيصل أنتم ما تعرفون..! قال الرجل.. لا.. حنا دخلنا علشان نسمع وش يقولون عن الأسهم وما حصلنا نتيجة.. يا إخواني قولوا لنا وش نسوي بهالمصيبة اللي حلت بنا.. فاندهش فيصل وقال.. المصيبة..؟ وش المصيبة..؟ قال الرجل هالأسهم.. ذبحتنا هالاسهم.. وش الدبرة فيها..؟ قال فيصل.. وإلا ما عرفتو هذا زواج وإلا عزاء.. قال الرجل.. لا ما عرفنا وما نبي نعرف.. وما فيه فرق.. حنا نبي نعرف وش نسوي بكرة والظاهر إن ما عندكم سالفة.. وسحب فيصل يد عبودي باتجاه "شخص خرج للتو من المنزل وهو يقول.. يا أخو.. يا خوي.. هذا زواج وإلا عزاء..؟
قائمة المراسلات
أضف للمفضلة
الصفحة الرئيسية
Send mail to webmaster@alwatan.com.sa with questions or comments about this web site.
Copyright © 2006 Alwatan newspaper. All rights reserved.