يتطلع الشباب الى الاستقرار والحرية في حياتهم اليومية. ويسعون جاهدين لتحقيق مرادهم من أجل العيش حياة سعيدة مع اسرهم.
ولعل بناء (منزل) المستقبل الشغل الشاغل للشباب ولعل ذلك يكون دائما بعد اكمال نصف الدين أي بعد الزواج وهذه الرحلة تستغرق عدة سنوات.. نظرا للعقبات الصعبة التي تعترض طريقهم في تنفيذ خططهم وتحقيق احلامهم ـ وهناك من ينجح في تحقيق مراده والاخر يعجز عن ذلك لأسباب عديدة.
تأمين المستقبل
<img src='http://www.alyaum.com/images/11325/182900_2.jpg' border='0' alt='user posted image' />
يرى ابراهيم بن سعد المسيلم (صاحب مكتب عقاري) ان الشاب الذي وضع خطته لتأمين مستقبله بعد الحصول على الوظيفة المناسبة التي تساعده على توفير مبلغ جيد نهاية الشهر , تجده يبدأ مسيرته بتجميع مبلغ مالي لشراء ارض أولا لتشييدها وبنائها على احدث طراز حسب التطور الحالي وهذا يحتاج لسنوات عديدة فالاراضي اسعارها في ارتفاع مستمر لذا يحتاج الشاب لفترة طويلة حتى يستطيع جمع مبلغ الارض خصوصا أن غالبية هؤلاء يبحثون عن الارض القريبة ذات المميزات كالمياه والصرف الصحي والهاتف وغير ذلك وهذه الاراضي عادة تشهد ارتفاعا في السعر لذا تجده ينتظر سنوات حتى يشتري وايضا سنوات اخرى حتى يشيد.
الشقق للراحة
واوضح المسيلم ان بعض الشباب يلجأ لاستئجار شقة بحثا عن الراحة والاستقرار مع اسرته وهذه الشقة ترهقه ماديا نظرا لارتفاع اسعار الشقق في السنوات الأخيرة , مما يتسبب في تأخر تحقيق هذا الحلم سنوات عديدة اخرى وأشار المسيلم الى أن هناك من يجمع فلوسه ومن ثم يشتري منزلا جاهزا ويقوم بترميمه وهذا الامر بدأ ينتشر في الاونة الاخيرة , وقد يجد الشباب صعوبة في ايجاد المنزل الجاهز المناسب وعاد المسيلم وقال ان الشباب لا يرغبون في شراء الاراضي الرخيصة كونها بعيدة عن المناطق السكنية والخدمات غير متوفرة فيها.
<img src='http://www.alyaum.com/images/11325/182900_3.jpg' border='0' alt='user posted image' />
الاسعار نار
ويؤيد جمال الحسيني (مقاول) ان الاراضي هي السبب الرئيسي الاول وراء تأخر الشباب في بناء منزل الاسرة نظرا لارتفاع اسعارها فوصلت اسعارها الان الى 160 الف ريال وهذا السعر لا يستطيع الشاب الموظف صاحب الراتب توفيره مبكرا بل يحتاج لفترة طويلة , فما بالكم بالموظف الذي يتحصل على مرتب منخفض ولديه التزامات كثيرة , واعتقد أن هذا لن يستطيع شراء ارض. وسيظل في منزل اهله أو السكن في شقة ايجار.
وبحكم عملي في المقاولات فالشباب غير قادرين حاليا على تشييد منزل في ظل ارتفاع اسعار البناء كالحديد والخشب بشكل مستمر وهناك من يضع ميزانيته للبناء بعد أن اشترى الارض , ليفاجأ بارتفاع مفاجئ لاسعار المواد وكل ما يختص به كالسباكة والاخشاب والحديد.
اضف لذلك اننا كمقاولين متضررون من تلك الارتفاعات بالاسعار فهناك اتفاقات مسبقة مع بعض الذين يشيدون منازل جديدة باسعار مناسبة , ومنها فائدة لنا لكن الارتفاع المفاجئ يجعلنا نخسر الامر الذي جعل المقاولين ينتهجون طرقا جديدة في العقود.
تكدس منزل العائلة
<img src='http://www.alyaum.com/images/11325/182900_1.jpg' border='0' alt='user posted image' />
ويرى عبد الله بوصالح (مقاول) ان بحث الشباب عن الحرية والاستقرار بمنزل شيء طيب جدا, خصوصا ان منازل (العائلة) تغص في الفترات الاخيرة بالابناء خصوصا البنات اللاتي عددهن اكثر من الاولاد مما يجبر الشباب على البحث عن منزل لاتاحة الفرصة والاتساع لاشقائه من جهة واخذ راحته مع اسرته , وهناك عوائق تجبر الشباب على التأخر لسنوات عدة لبناء منزل الاسرة الجديد الذي سيجلب الراحة والحرية له منها ارتفاع اسعار الاراضي وكذلك مواد البناء والاهم من ذلك المرتب الشهري للشاب فالشباب تواجههم هذه المشكلة , فهناك الكثير مرتباتهم منخفضة ولا يستطيعون جمع مبلغ لشراء ارض أو حتى البناء
وقال بو صالح: اتجه البعض للعمل , بالتقسيط اي انهم بعد شراء الارض يجمع مبالغ مالية يستطيع بها بناء قواعد المنزل , ومن ثم يتوقف العمل وبعد جمع المال يستكمل البناء حسب المبلغ المتوفر وهكذا الى ان يشيد المنزل بالكامل وهذا قد يصل لاكثر من اربع سنوات.
الحل في الجمعيات
وتطرق أحمد صالح العزوبي لامر مهم فأكد أن هناك طرقا لحل هذه المشكلة لكنها متعبة ايضا وهي الدخول في الجمعيات على أن يكون المشتركون بها عددهم كبير حتى يحصل على مبلغ مالي كبير , ويتمكن من شراء الارض والبناء على أن يستمر عدة سنوات في السداد الشهري في الجمعية.
واضاف إن الحياة صعبة وهناك أمور كثيرة تعترض الشباب حتى اذا كان مرتبه جيدا فتجده ملتزما بسداد لبنك ما , او لوكاله لسداد اقساط، سيارة والتزامات الابناء والمدارس ومساعدة الاباء وايجار شقة واشياء أخرى تصعب مهمة الشباب الطموح لبناء منزل الاسرة والحرية.
وتمنى العزوبي ان يوفق الشباب في تحقيق مرادهم واحلامهم حتى تتحقق لهم السعادة.
منقول من جريده اليوم
بنـ الدلوع ـادر :Bye