الذرمان .. ووفاء السهلة - الأستاذ خالد بن فهد بو عببيد

[منتدى السهلة الأدبي]

الذرمان .. ووفاء السهلة
الأستاذ خالد بن فهد البوعبيد
.
.
الأستاذ/ إبراهيم الذرمان يرحمه الله علم رأى صورته في ألبوم التراث بألوان غابة النخيل وملامح الفن في واحتنا الأحسائية، وأصالة الإبداع في وطننا العزيز، فأعلن مسؤوليته الوطنية في تدشين متحف يضم ما غلا ثمنه وثقل حمله من المقتنيات التي ألف بين أشكالها وأجناسها وجمع شتاتها من الجهات الأربع، ومن المهاجر وخلف الحدود. وأشرع القلب والأبواب لأرباب هذه الصناعة وعشاق هذه الهواية، ولسان حاله يلهج بالتهليل والترحيب بهم، فكل يوم كان يرحمه الله يجول بين أركان متحفه، فيقف أمام ذخائره الأثيرة وهي تستغيث وتهتف باسمه وتستجير وتعتصم بيديه.
يقف يناجيها وتناجيه. يهمس لها بعبارات التقدير والإعجاب فتهش له شكرا وامتنانا، فقد وجدت عنده العزاء والملاذ والخلود يوم أن تنكر لها الزمن وتشاغل عنها أهلوه.
يرحمك الله يا أباهشام فقد عشت الحياة بنفس تشف عن نقاء، وبيد تشف عن سخاء .. عشت كريم الطباع والسجايا مشغولا باقتناء الجميل والأجمل من نفائس التراث كي تهدي كل ذلك الغالي للوطن الأغلى .. لا أستطيع الإحاطة بجوانب شخصية الذرمان .. ومن أراد التعرف عليها عن كثب فلينظر إليها من زاوية الزمن الجميل ذي الصفحات والعناوين الذهبية، وليستخبر متحفه الذي أصبح إنجازا تراثيا بارزا ومعلما ثقافيا ملء سمع الوطن.
ترجل أبوهشام وانتحى، ليترك للجهات الرسمية والأهلية فرصة العناية بهذا المتحف الثمين، فلا أقل من إنشاء جمعيات أهلية تكون رسالتها إدارة المتاحف الخاصة والعناية بها بعد رحيل أصحابها، وختاما أشكر كل الذين أحزنهم وأبكاهم رحيل الأستاذ الذرمان، وفي مقدمة من تعاطف وتفاعل مع رحيله أعضاء ملتقى السهلة الكرام الذين بادروا مخلصين بإصدار ملف يحوي مقالات وفاء تلقي بصيصًا من الضوء على حياة رجل حفلت بصنوف التضحية بالمال والوقت والجهد في سبيل إنقاذ مورثنا الشعبي من كارثة النسيان وشبح التجاهل وعدوانية العبث.

الأحساء – الطرف
جمادى الأولى 1438هـ