العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > ~//| مطويات القصص والروايات |\\~




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 10-01-2011, 08:07 PM   رقم المشاركة : 121
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئـة واثنان

حوالي الساعة 10 ليلا

سالم يوصل بيته..
سعود استقبلهم في المطار..
وصّل سالم لبيته..
وعقب راح هو ومحمد لبيتهم..

سالم واقف قدام بيته
يطالعه بحنان .. مضى حوالي 5 شهور على أخر مرة شافه فيها

كان يطالع كل شيء بحنان أحجار السور، الحديقة.. الابواب..
أشتاق لكل شيء.. لكل شيء

لكن شوقه الأكبر
شوقه الكاسح
شوقه المميت
شوقه الموجع
شوقه اللي كان يحز في كل خلية من خلاياه بألم عذب لذيذ بهي

كان

للمخلوقة اللي تنتظره داخل البيت

الجزء المئة واثنان
حوالي الساعة 10 ليلا

سالم يوصل بيته..
سعود استقبلهم في المطار..
وصّل سالم لبيته..
وعقب راح هو ومحمد لبيتهم..

سالم واقف قدام بيته
يطالعه بحنان .. مضى حوالي 5 شهور على أخر مرة شافه فيها

كان يطالع كل شيء بحنان أحجار السور، الحديقة.. الابواب..
أشتاق لكل شيء.. لكل شيء

لكن شوقه الأكبر
شوقه الكاسح
شوقه المميت
شوقه الموجع
شوقه اللي كان يحز في كل خلية من خلاياه بألم عذب لذيذ بهي

كان

للمخلوقة اللي تنتظره داخل البيت


سالم دخل بهدوء وهو يحاول بكل جهد وبراعة أنه مايبين أنه رجع يشوف..

دخل لقى علي قاعد في الصالة يشوف مباراة..
كان سالم في أعماقه ميت من الضحك على شكل علي..
اللي كان واقف من الحماس ومغطي عيونه
علي ما تغير هو وعشقه لريال مدريد اللي ماتغير من يوم علي طفل عمره سبع سنين.. وسالم يشتري له كل تيشرت جديد ينزل للريال..

سالم سلّم بصوت عالي: ياناس ياللي هنا.. السلام عليكم..

علي بود وترحيب توجه للسلام على سالم وهو يقول بعيارة: هذا اللي قال بيغيب أسبوع.. يومين إلاَّ أنت راجع
لا يكون هذا كله شوق للحولاء أختي؟؟

سالم بعيارة مشابهة: ليه عندك مانع؟؟

علي بمرح: ايه عندي.. شغال دريول عندك أنت وياها.. تعال خذها.. تعال ودني..
الأخت من يوم درت أنك بترجع.. وهي كلت كبدي قوم ودني قوم ودني..
منت بهين يا سلوم جبت رأس البنية.. عقب نبي نستفيد من مهاراتك..

سالم بعيارة: أول خل شنبك يخط.. وعقب فكر بذا السوالف..

علي يبرم شنباته وهو يقول وهو يضحك: شنبات أبو عنتر ذي ماهيب تارسة عينك..
وعقب علي سكت وهو متحسف.. وقال بخجل لطيف: سامحني سالم ما أقصد..

سالم بيموت وهو كاتم ضحكته..
يبي يضحك على شكل علي الخجلان المتحسف: عادي يا ابن الحلال.. متذكرهم شنبات أبو عنتر.. أخاف يصيرون شنبات شوشو بس
(اللي مايعرف شوشو هذا ممثل لبناني قديم.. شنباته كثيفة جدا الله يرحمه)

علي ومرحه يرجع مع رد سالم: أفا عليك الخطة الخمسية المقبلة نخليهم شنبات شوشو..

سالم بتساءل حاول يغلفه بهدوء رغم قلبه اللي يرقع: إلاَّ منيرة وينها؟؟

علي بود: من يوم جينا وهي في المطبخ ما أدري وش تسوي
وقبل شوي دخلت تتسبح..
وانا اسمحوا لي انتهت مهمتي.. بأروح الحق على الشوط الثاني مع ربعي..

علي طلع..
في الوقت اللي سالم سحب نفس عميق وهو متوجه لغرفته ورعشة هائلة تجتاح مشاعره باكتساح
ولكنها لم تظهر على جسده اللي حاول سالم أنه يسيطر عليه لأقصى حد..


منيرة ما أنتبهت لدخلته..
كانت جالسة على الكرسي قدام التسريحة
بعدها بروبها وتستشور شعرها..

سالم وقف عند الباب
وهو حاس أن قلبه مو قادر يحتمل شوفتها..
ماكان يهمه شكلها أشلون أبدا
إن شاء الله تكون أكثر نساء العالم قبحا على المستوى الجمالي
هي في قلبه قبل عينه أحلى مخلوقة خلقها ربي..
المهم يشوف وجهها.. عيونها.. ابتسامتها.. حركة أناملها
يشوف زولها بس..
بس زولها

كان يحس بألم حاد كل مايتخيل أشلون تحملته الشهور اللي فاتت
بدون ما تشتكي ولا مرة وحدة..
أشلون استحملت قسوته وجنونه
وكانت تحتويه بحنانها ورقتها وأمومتها
نعم أمومتها



وجود منيرة بجانبه وحنانها عليه
أعاد له بعنف ذكرى أمه وحنانها المختلف..
وجود منيرة بجانبه طمأن قلبه الخائف من الوحدة والوحشة
وجود منيرة بجانبه أشعره بعد سنين متطاولة من الإحساس بالضياع والغربة أنه وجد أخيرا سكنا ومأوى وملجأ
رغم حنان جدته أم مبارك المتعاظم عليه إلا أن قلبه لم يستقر ولم يشعر بالراحة يوما
كان دائما ينتظر بيأس انتهاء رحلة الوحدة التي عاشها عمره كله
الوحدة التي جعلته يصر على بقاء غرفة أمه وأبيه على حالها كما كانا فيها أخر مرة
الغرفة التي مثلت الخيط الوحيد الذي يربطه بالحياة مع إحساسه المر بالغربة والوحدة في هذه الدنيا
كان متمسكا بما بقى من رائحتهما لأنه شعر بيأس حاد أنه لو تخلى عنها أنه سيضيع وينتهي ويتوه في عوالم الوحدة القاتلة المسيطرة



سالم تنحنح..
منيرة نطت من مكانها وهي تسمع صوته..
في الوقت اللي سالم بدأ يتحرك داخل الغرفة بنفس طريقته القديمة (يعني أنه مايشوف اللئيم!!!)

شاف وجه منيرة وهو يشرق بفرحة عميقة..
وروح سالم تشرق بفرحة أعمق وأعمق.. لأنه ماحب يبين انفعاله لها
كان حاب أنه يشوف أشلون كان تعاملها معه وهو أعمى..
حس إن قلبه ينتزع من بين إضلاعه ليحط بين كفيها

منيرة قفت على بعد خطوة منه.. قالت برقة: ممكن أحضنك؟؟ أو عندك اعتراض؟؟

كان رده عليها أنه سحبها برقة وحضنها بعنف..
منيرة حست بالفعل أنه سالم مختلف..
عمره ماعبر عن مشاعره بلمساته.. كان كثير يعبر بالكلام
لكن اللمسات كان حريص أنه يحط بينهم حاجز..

منيرة حست بفرح عميق وانفعال أعمق.. انفعال دافئ ومذهل
وهي بين أحضان سالم الحانية..
شعور لذيذ رائع لايمكن أن تعبر عنه أو تصف لذته وروعته..

سالم فلتها بالراحة وهو يسوي نفسه أنه يدور خدها
لحد ماحط يده على خدها وقال بحنان: أشلونس حبيبتي؟؟

منيرة حطت يدها على يده اللي على خدها برقة: طيبة فديتك.. اشتقت لك وبس..

سالم بعذوبة: وانا اشتقت لس أكثر.. ممكن توديني أبي أجلس..

منيرة استغربت..من لما صار يدل بروحه عمره ماطلب منها توصله مكان.. وش فيه اليوم؟؟

منيرة مسكت يده بحنان ووصلته للسرير وجلسته عليه..
سالم خذ غترته وحطها جنبه..
في الوقت اللي منيرة بعدت عنه كعادتهم طوال الشهور اللي فاتت..كان الاقتراب منه من المحظورات

رجعت للتسريحه تمشط شعرها وبعدين رفعته بكلبس.. سالم كان يبي يقول: لها لا لا ترفعينه.. تكفين ماشبعت من شوفته..
لكنه سكت وهو يقول (كل شيء بوقته حلو)

سالم مخططه الجاي كان يبي يشوف هي أشلون كانت تتصرف وهو أعمى.. منيرة خذت بيجامتها ودخلت الحمام..
سالم استغرب أنها مابدلت قدامه.. مع أنه المفروض أنه أعمى ومايشوفها!!!!

لكن اللي مايعرفه أن منيرة كانت تحترم وجوده وكأنه يبصر ويشوف..

منيرة طلعت من الحمام ببيجامتها بلونها الازرق المخلوط بالأبيض الرائق.. سالم كان مركز في كل التفاصيل..
التوب كان بروتيل بخيط نحيف يعلق بالرقبة.. والبنطلون كان بنتاكور تحت الركبة بشوي..
سالم حس بتوتره يتعالى للذروة وشكلها المثير يذيبه
لكنه سيطر على أعصابه.. وهو مستمر بمراقبة منيرة اللي ماخطر ببالها إنها تلتفت صوب سالم وتشوف العيون اللي كانت تلتهم تحركاتها بنهم

منيرة في حركتها الروتينية داخل الغرفة كانت تسأل سالم عن رحلته برقة واهتمام
(وش سويت؟؟ متى وصلت؟؟ وين رحت؟؟ وش أكلت؟؟ عسى ماتعبت)
وسالم يجيبها بطريقة مختصرة
وقلبه بيوقف من عذوبتها وعذوبة حركاتها
أولا منيرة توجهت للدولاب فتحته.. طلعت مخدتها وغطاها.. حطتهم على الكنبة مكان ماهي كانت تنام كل ليلة..

بعدين رجعت تجلس على كرسي التسريحة
وخذت البودي لوشن وبدت تدهن إيديها ورجليها
وهذرتها مستمرة على سالم اللي قلبه ذاب وساح من مراقبة منيرة..
منيرة لبست شبشبها ورجعت تتوجه للدولاب..

طلعت لها كم بلوزة وجلست تطالع فيهم..
وهي مستمرة في هذرتها وتقول له كل شيء سوته من لما راح من عندها..
سالم بنبرة خاصة: حبيبتي شتسوين الحين؟؟

منيرة بحيرة: بكرة فاطمة ومها وسارة بيجون.. ما أعرف وش ألبس حبيبي.. أبي أجهزه الليلة عشان ما أحتاس بكرة..

سالم بخبث: الوردي حلو.. (شكله عجبته حركته في محمد حب يكررها في منيرة!!!)

منيرة وهي ترفع البلوزة الوردية اللي في يدها وتقول بنبرة عادية: ظنك كذا..؟؟ الوردي أحـــ..

منيرة شهقت.. حست بطعنة مؤلمة مؤلمة مؤلمة..
ماقدرت تتحرك من مكانها ولا خطوة..
حست أن رجولها تسمرت في الأرض وفرح موجع حاد يحتاحها بعنف.. البلايز طاحت من يدها..
وعيونها تمتلئ دموع.. مثل بحيرتين فاض ماها

سالم قام من مكانه توجه ناحيتها بثقة..
وطأ وشال البلايز وحطهم على الكرسي.. وألتفت ناحيتها بحب هادر وشوق كاسح..
مسح دموعها برقة..
منيرة تبي تتكلم بس موقادرة من عظم الفرحة اللي ربطت لسانها..
مسكت يده اللي مسحت دموعها وغمرتها بقبلاتها ودموعها وهي تبكي بعنف..

سالم جذبها وحضنها بحنان: ليش تبكين ياقلبي؟؟

منيرة وهي تشدد احتضانها له ومستمرة في بكاها: فرحانة ياقلبي فرحانة..
والله العظيم ماني بعارفة وش أقول من فرحتي.. اللهم لك الحمد والشكر.. اللهم لك الحمد والشكر

سالم سحبها وجلس هو وياها على الكنبة..
ومنيرة حطت راسها على صدره ومستمرة في بكاها..
سالم حاضنها برقة.. بقوة.. بشوق.. بألم: خلاص حبيبتي.. بسس بكاء.. ارفعي رأسس ..خليني أشوف وجهس.. وامتع عيوني اللي تعبت من الظلام ومن شوقها لس..

منيرة رفعت رأسها له وسالم يمسح وجهها بحنان: أنا كنت مستعد أبيع عمري كله وأشوف عيونس بس.. الحمدلله على نعمته..

منيرة رجعت ترمي نفسها على صدره.. وهي تحتضن خصره بعنف..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 08:07 PM   رقم المشاركة : 122
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئة وثلاثة



مضى على الأحداث الأخيرة عدة شهور..

وأبطالنا تمر على بعضهم الأيام ثقيلة مريرة..
وبعضهم ناعمة رقيقة عذبة..
وبعضهم بين البينين...

انتهت العطلة الصيفية.. وأصبحنا في سنة دراسية جديدة

عبدالله مازال مختفيا.. والبحث لم يتوقف عنه..
ومازال البحث جاريا

جواهر دخلت الشهر التاسع وتنتظر ولادتها في أي وقت..
وأعتذرت عن السنة الدراسية كاملة..

عزوز وديمة نجحوا كلهم في امتحان البكلوريا

طبعا ديمة كانت نتيجتها أحسن بكثير.. لكن المهم أن عزوز نجح..

اثنينهم قدموا على جامعات المدينة التعليمية
عزوز على (جورج تاون) كلية الشئون الدولية.. وشخصية عزوز الواثقة الهادئة يناسبها مثل هذا التخصص الرائق الخطير

وديمة على (فرجينيا كومنولث) كلية فنون التصميم/ تخصص جرافيك اللي طبعا متوقع أنها تبدع فيه مع مهاراتها العالية جدا في الكمبيوتر..
وهذه الكلية أغلب طلابها بنات.. سمح للطلاب مؤخرا بدخولها.. لكنه معروف أن تخصصاتها تخصصات أنثوية وعُرفت إنها جامعة البنات..

ولأن الاثنين يتقنون الانجليزية بطلاقة.. كان تجاوز اختبار القبول والتوفل سهل عليهم..
عزوز لقى شوي صعوبة في تجاوز امتحان (السات) بينما ديمة جابت فيه الدرجة النهائية..
بس المهم انه عزوز بعد نجح في السات.. وحقق حلمه
وأصبح طالب جامعي.. قبل الموعد المقرر بسنة..

نوف صارت في سنة ثانية..
سعيدة جدا لأن حصة انضمت لها.. حصة أصبحت هذه السنة طالبة جامعية..
ومخططات الثنتين ماتوقف.. وخصوصا ان حصة قررت تسجل نفس تخصص نوف..

مها أسعد الناس طبعا.. متعب رجع قبل كم شهر
وتحدد موعد عرسها في عطلة منتصف العام..
وبدأت عندها فجعة السوق والتجهيز وكل يوم وهي ساحبة معها حد.. أحيانا مزنة أحيانا دانة.. أحيانا فاطمة.. أحيانا منيرة..

فاطمة مازالت محلقة في عوالمها.. بين دلع أهلها لها.. وبين صديقاتها وحكاياتهم

منيرة سعيدة جدا جدا..
حياتها مع سالم فوق خيالها من السعادة اللي هي حاسة فيها..
سافرت هي وسالم أكثر من مرة خلال الشهور اللي فاتت
فيه بيبي جاي في الطريق..!!!
سالم من لما عرف بحمل منيرة..
أول شيء سواه أنه جدد الطابق الثاني من البيت بالكامل....
............ حتى الغرفة المحترقة..
خلاص احساسه بالأمان وارتباطه العميق في الحياة اللي مثلته له منيرة والمولود اللي جاي في الطريق.. خلاه يحس أن تمسكه بالغرفة هذي ماعاد له سبب..

الغرفة خلاها مكتب له عشان مايجبر حد يستخدمها غيره..
سالم طبعا رجع لشغله وشركته اللي بدأ في توسيع نشاطها مع احساسه بازدياد نشاطه هو..

طبعا سوى لمنيرة غرفة جديدة فوق هي اللي نقت فرشها بنفسها.. مع غرفة جنبها مفتوحة عليها للبيبي...


نورة مازالت تنتظر البيبي
ورغم ترقبها المؤلم للحمل
إلا أن روحها المرحة ماتغيرت.. وجنونها اللذيذ اللي كان يحسس عبدالعزيز أنه عايش دائما محلق فوق السحاب

عبدالعزيز بين شغله.. وبين توزيع التبرعات اللي كان يضطره يسافر أحيانا
وبين اهتمامه الكبير بجواهر وبيتها وعيالها
كان هو اللي سافر مع عزوز لاختباره ومارضى يخلي جواهر تسافر وهي حامل..
وبين اهتمامه اللي مافتر بالسؤال عن عبدالله..


دلال وماجد..
دلال في الشهر السادس.. بين مدرستها وبين ماجد حبيبها اللي احتل قلبها لاخر نفس وعرق ونبض..
ماجد سعيد جدا وينتظر دلال تولد بلهفة
منتظر الطفل هذا على أحر من الجمر
كانت أسوأ فترة مرت عليه فترة وحم دلال.. كان خلاص قرب يموت من شوقه لها.. وهو أكثر من شهرين مايقدر يقرب منها..

موضوع عبدالله شاغله وبعنف..
كان يتحرك هو بعد على جهات أخرى.. بلغ الصليب الأحمر بعد..
وكان يتابع مع عبدالعزيز مع الناس اللي في العراق..
وكان يتصل بشكل يومي فيهم..


محمد بين شغله وربعه وهله..
بيموت يبي يخطب مزنة.. بس ماله وجه
كان متوقع أنه سعود ممكن يرجع دانة
بس الشهور مضت وسعود محلك سر
رافض أن أي حد يكلمه في موضوع دانة


خالد تخرج مع الفصل الصيفي وينهي إجراءات تخرجه
وفيه عدة جهات طلبته للعمل
لأنه تخصصه كان هندسة حاسب بتقدير جيد جدا
فشغله كان مضمون..
لكن قلبه....؟!!
قلبه كل يوم ذايب أكثر.. مايعرف وش يسوي
الجازي السنة هذي ثالث ثانوي..
موضوع سعود ودانة واقف بينه وبينها من ناحية
ودراستها واقفة بينهم من الناحية الثانية..


الجازي السنة هذي شهادة..
مشاعرها بدأت تتغير ناحية خالد..
لكنها تغيرت تغير اعتيادي..
يعني بعد موقفه الرجولي معها..
تغيرت من الكراهية.. لمشاعر محايدة معتمدة على الاحترام والتقدير...


سعود ودانة .. العقدة اللي حلها سهل منطقيا وصعب جنونيا وعاطفيا
القلبين الذايبين باقتدار
سعود متلهي بشغله وأهله
ودانة متلهية بشغلها وأهلها
بس ماحد منهم لهى لو دقيقة وحدة عن التفكير بالثاني
التفكير الموجع.. والشوق الهادر كان يلتهم أرواحهم التهام النار للهشيم..


***************


نوف في الجامعة هي وحصة قاعدين في النشاط الطلابي

مرت عليهم أخر حد نوف تبي تشوفه..

هند...

نوف من لما عرفت من أمها بحركتها السخيفة في بيتهم أخر مرة جات عندهم.. وهي متجنبة أنها تقابلها أو تتكلم معها..

لكن الحين هي بنفسها جات وجلست معهم بدون دعوة أو حتى ترحيب..
حصة كانت مستغربة من وقاحة البنت اللي كانت لابسة عباية وحاطة مكياج كانها رايحة لعرس مو لجامعة

هند بمياعة: أشلونج نوف؟؟

نوف بهدوء: زينة الحمدلله..

هند بنفس مياعتها: ماباركتي لي في خطوبتي..
قالتها وهي توريها دبلتها الألماس.. وتكمل: وإلا مادريتي فيها؟؟

نوف بنفس الهدوء وهي مقررة أنها توجع هند شوي: إلا دريت أنج انخطبتي لشيبة على حافة قبره.. مبروك ياقلبي الله يهنيج في زين الشياب قصدي الشباب..!!!

هند انلسعت من رد نوف.. عمر نوف ماكانت حادة في ردودها كذا.. بس قررت أنها ترد لها الكف..

هند بخبث: إلا أبوج عاده مختفي في العراق؟؟ صراحة أمج كانت فال شين عليه.. مسكين مالهم شهر متزوجين إلا هو مفقود في العراق من سبة أخوها..

نوف بنفس الهدوء بدون ماتسمح لهند توترها: إذا أمي فال شين على أبوي وخلته يختفي في العراق
أجل أنتي فال أشين على فايز.. وأكيد وجهج النحس هو اللي دخله السجن في قضية المخدرات إياها.. اللي شكله بيخيس في السجن من وراها

هند خلاص ما استحملت (نعنبو ذي من وين جابت اللسان ذا؟!) نطت واقفة.. وهي تخليهم وهي مفولة..

في الوقت اللي نوف وحصة كل وحدة منهم طقت على يد الثانية في حركة (Give me five ) وهم يضحكون..


*****************



جواهر من الصبح وهي تعبانة..

كانت حاسة بالم طلق.. بس ماحبت تستعجل..

بدت ترتب أغراضها.. وشنطتها وشنطة المولود..
وخلتهم على السرير
عشان لما تولد بالسلامة.. نوف تعرف وين مكانهم وتجيبهم..

نوف وعزوز اليوم محاضراتهم تخلص العصر..
جواهر ما تغدت تنتطرهم..

بعد صلاة العصر وصلوا اثنينهم..
طلعوا توضوا وصلوا ونزلوا عليها يتغدون معها..

جواهر ماكلت شيء نهائي..

عزوز بقلق: يمه أشفيج؟؟ ماكلتي شيء؟؟

جواهر بارهاق وحنان: مافيني شيء ياقلبي.. ماني بمشتهية بس..

نوف جاتها حالة القلق هي بعد: يمه وجهج أصفر؟؟ وش فيج؟؟

جواهر بحنان: أنتو تبون تمرضوني غصب

العيال خلصوا غداهم.. وطلعوا يرتاحون شوي

جواهر طلعت وتسبحت..

لكن بعد كذا .. الطلق برد مرة وحدة..
جواهر قررت أنها خلاص تنتظر..
لأنها بعدها في نص التاسع..
ولانزل معها ماي ولا شيء..
يمكن يكون الألم اللي هي حست فيه مجرد أنذار كاذب..


******************


بعد صلاة المغرب

سعود طالع بلبسه العسكري رايح لدوامه.. ومتوجه لسيارته الواقفة في الحوش.. وركبها
قبل يحرك

شاف محمد يوقف سيارته.. وينزل ووجهه متغير.. وفيه هم..

سعود نادى محمد.. محمد ماكان يبي يواجه سعود
بس مايقدر مايرد عليه..

توجه محمد لسعود وحط يده على دريشته: أمرني يابو سعيد

سعود بقلق أخوي : مايأمر عليك ظالم...وش فيك؟؟

محمد بتوتر ونبرة غامضة: مافيني شيء..

سعود بحزم: إذا قلت لك وش فيك.. تجاوبني على طول

محمد بنبرة فيها غضب: بيت عمي عندهم ناس جايين يخطبون دانة..

سعود مسك يد محمد وعصرها بقسوة: وشو؟؟؟

محمد نفض يد سعود من يده بحدة: لك سبع شهور من طلقتها ولا لك نية تردها.. تبيها تقعد تتناك لمتى؟؟
لو علي.. والله ماكان أخليها
والدانة ماتهون علي تطلع
بس أنت ماخليت لي وجه
قطعت وجهي بسواتك فيها..

سعود مارد على محمد.. قفل شباكه
وحرك بسرعة جنونية
والسيارة تطلق عجلاتها صرير حاد


*****************


قبل صلاة الفجر بشوي..

جواهر صحت وهي تحس بألم أسفل بطنها..

قامت تبي الحمام..

لكنها لقت باب حمامها مسكر..

جواهر تخرعت.. وارتعبت.. سمت بالرحمن..
وحاولت تفتح الباب مرة ثانية
بس كان مسكر

حطت أذنها على الباب
صوت الدوش..

(بسم الله الرحمن الرحيم من اللي يتسبح في حمامي؟؟)

(يمكن نوف ولا عبدالعزيز ؟؟ بس غريبة عمر ماحد منهم سواها)

جواهر رجعت تسمي باسم الله الرحمن الرحيم.. ثم جلست على كنبة الجلسة اللي مقابل غرفة التبديل والحمام
وعينها على باب الحمام.. وهي تسمي بسم الله

بعد دقايق


انفتح الباب..


جواهر عاجزة تتنفس..
عاجزة تسحب نفسها أو تزفر
كانت تشهق بصوت مسموع وكأن كل الأكسجين انسحب من الغرفة..
عاجزة عن التصديق.. بل حتى عن مجرد التخيل
قلبها نط خارج جسدها بعنف هادر كأنه انتزع بيد هائلة القوة
ورعشة متوحشة تجتاح كل شريان ووريد وخلية ونبض في جسدها
والألم هجم بشكل مرعب على اسفل بطنها..


وعينها ضارعة
بألم كاسح.. ووجع مر.. وشوق قاتل.. ولوعة عارمة

للقامة المديدة للجسد اللي تحفظ تضاريسه المذهلة بتناسقه وعضلاته
الجسد اللي خرج من الحمام
ملفوف خصره بفوطة..
وفوطة ثانية تخفي وجهه.. كان ينشف فيها شعره..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 08:10 PM   رقم المشاركة : 123
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئــة واربعة

قبل صلاة الفجر في معسكر سعود
سعود متمدد على سريره مو قادر ينام

سعود بعد ماطلع من البيت البارحة وهو معصب وتلتهمه نار الغضب والغيرة والحرة

ماكان عارف شنو التصرف الأنسب

يروح لبيت عمه ويخرب كل شيء
بس أشلون؟؟

يحير/ يحجر دانة مرة ثانية..؟؟
ماله وجه يسويها..
وخصوصا أنه مقرر أنه مايخليها تسامحه

(شنو هذا الجنون؟؟ وهذا التناقض؟؟ ياسعود
وهو كيفها يعني!! مستحيل أخليها تتزوج!! مستحيل)

يخلي واحد ثاني يأخذها؟؟ وتكون لرجّال ثاني؟!

(مستحيل.. مستحيل نجوم السما أقرب لأي رجّال من دانة..)

(رجّال يلمس دانة.. أو حتى يكون له حق يحط عينه بعينها!!)

حس أن أفكاره تلهب قلبه ومشاعره بنيران صاخبة محرقة مؤذية.. والغيرة تلتهمه بوحشة..

(والعمل؟؟ والعمل؟؟)


سعود قرر ينتظر لثاني يوم ويشوف رد دانة أشلون..
لأنه أتصل في محمد
ومحمد بلغه أنهم طلبوا مهلة للتفكير
وبيردون عليهم بكرة

كان يبي يشوف هل دانة فعلا عندها استعداد أنها تبدأ حياة مع رجّال ثاني...

(على كل الأحوال : دانة مستحيل تتزوج..
خلنا ننتظر لبكرة ونشوف..
ولو وافقت عليه
ياويلها ويا سواد ليلها!!)


******************


جواهر رجعت تسمي باسم الله الرحمن الرحيم.. ثم جلست على الكنبة اللي مقابل غرفة التبديل والحمام
وعينها على باب الحمام.. وهي تسمي بسم الله

بعد دقايق

انفتح الباب..


جواهر عاجزة تتنفس..
عاجزة تسحب نفسها أو تزفر
كانت تشهق بصوت مسموع وكأن كل الأكسجين انسحب من الغرفة..
عاجزة عن التصديق.. بل عن مجرد التخيل
قلبها نط خارج جسدها بعنف هادر كأنه انتزع بيد هائلة القوة
رعشة متوحشة تجتاح كل شريان ووريد وخلية ونبض في جسدها
والألم هجم بشكل مرعب على اسفل بطنها..


وعينها ضارعة بألم كاسح.. ووجع مر.. وشوق قاتل.. ولوعة عارمة..
للقامة المديدة للجسد اللي تحفظ تضاريسه المذهلة بتناسقه وعضلاته
الجسد اللي خرج من الحمام
ملفوف خصره بفوطة..
وفوطة ثانية تخفي وجهه ينشف فيها شعره..


عبدالله نزل الفوطة من وجهه.. حطها على كتوفه..
عشان عينه تطيح على المخلوقة المرتعشة
في غلاله شيفون قميص نومها الأبيض بكسراته المتسعة
حمامة بيضاء مثل ما تركها أخر مرة!!
حمامته البيضاء اللي ذبحه شوقه إنها تحط على صدره
جالسة مقابله وعيونها متعلقة به..
وغصبا عنها مليانة دموع..
دموع بعد أكثر من سبع شهور من الكبت المر..
ماقدرت توقف على رجولها.. رجولها ماتشيلها

وعبدالله أصلا ماسمح لها توقف..
لأنه قطع المسافة بينهم في أقل من خطوة
كأنه يقطع بهذه الخطوة حد الوجع والبعد المر الموحش اللي التهم القلبين بوحشية
جلس جنبها بشوقه الهادر واحتوائه الخرافي
وهي تلف ناحيته بوجعها المر وكبت الشهور وقهرها..
تبي تتأكد أنه فعلا عبدالله قدامها

هو

هو

عبدالله

عبدالله ذاته
بملامحه الدقيقة المرسومة بحدة..
بوسامته الفاخرة..
بنظرته المسيطرة..
بحضوره الآسر..

هو

هو

عبدالله


تيارات خرافية كاسحة من المشاعر العميقة المتجذرة عبرت بينهما ووصلت بين نظراتهما وقلبيهما وروحيهما..
مشاعر صاخبة كلجة محيط هادر يموج كبركان على وشك الثورة
على وشك إغراق الأرض بحممه ولهبه واحتوائها في غياهب مشاعر عاجزة هذه الأرض عن احتمال امتدادها وكثافتها


عبدالله مسك وجهها الناعم بين كفيه بحنان ذايب
ما أنتبه لبطنها المتضخم..
كان يبي بس يسبر ملامح وجهها اللي اشتاق بعنف كاسح لكل تفصيل دقيق فيها

بدء من عيونها الواسعة اللي كانت مليانة دموع على وشك الانهمار.. مازالت حباته اللؤلؤلية تتعلق بأمواج الأهداب الطويلة المتشابكة..

أنفها الناعم الرقيق.. الحد السحري الفاصل بين أسطورتي العين والفم..

شفايفها الرقيقة المكتنزة اللي مات الكلام على أطرافها الشهية


الكلام ماله معنى..
ماله معنى
ماله معنى
والعيون بينها حديث طويل طويل..

حديث يختصر شهور الوجع والشوق والألم واللوعة والفقد في نظرة..
يختصر الحنين الخرافي الشاسع في نظرة
يختصر قصة حب امتدادها قبل كل البدايات ولا توجد لها حدود أو نهايات في نظرة
يختصر حكاية روحين متمازجتين إلى حد الذوبان والتماهي التام في نظرة
يختصر الأسطورتين الضاربتين في عمق التاريخ في نظرة


نظرة

لكنها ليست أي نظرة..!!!

إنها

نظرة عبدالله لجواهر

ونظرة جواهر لعبدالله..


عبدالله قرب وجه جواهر منه باشتياق هادر
لثم شفايفها بعنف حاني..
وكأنه يبي يعوض كل أيام الغياب
في قبلة واحدة عميقة طويلة مختلفة
جواهر خذت نفس عميق..
تبي تتأكد أنها ما تحلم..
تبي تتأكد أنه فعلا شفايفها تغفو بين شفايف عبدالله..
وروحها تذوب في روحه

(ما أحلم!! ما أحلم!!)

أنفاسه المعطرة تخترقها بعذوبة وتنساب في عمق روحها
الأنفاس اللي ذبحها الوجع والاشتياق لها..
الأنفاس اللي سهرت ليالي طويلة وهي تحلم فيها..
الأنفاس اللي أعادت السكون والطمأنينة والأمان لروحها القلقة المهتاجة لوعة وشوق ورعب موجع..


عبدالله رفع شفايفه عن شفايفها بوله..
وأعاد نظره بشوق مكتسح لعينيها الدامعتين بشفافية..
ماقدر يبعد أو يعبر.. والأثنين عاجزين عن الكلام
رجع يطبع على شفايفها قبلة أطول واعمق..
يمكن تعبر عن بعض وجع روحه الهائمة..


ظل محتفظ بعذوبة واشتياق بشفايفها بين شفايفه حتى شعر أنه عاجز عن التنفس
حينها رفع شفايفه عن فمها
ونقلها لأذنها وهو يقول بهمس آسر
بصوته الرجولي الخاص العميق: اشتقت لج..

جواهر تنهدت بعمق وصوته الهامس يذوب في أذنها
صوته اللي كان دائما له مفعول السحر في إذابة قلبها الهائم

حينها جواهر رمت نفسها على صدر عبدالله العاري الصلب بعضلاته النافرة بشدة من قوة انفعاله.. وهي تبكي بعنف..

عبدالله بوله وهو يحضنها بحنان ذايب حنانه اللي يشبهه هو: بس حبيبتي تكفين لا تبكين..

جواهر وهي تشهق: أنت اللي تكفى حبيبي.. خلني أفضي شوي.. 7 شهور و13 يوم بالضبط وأنا كاتمة في صدري..
كنت بأموت ياعبدالله.. باموت..
شنو كنت.. صدقني أني في غيابك متت.. متت وألف مرة متت في كل يوم..
روحي رجعت الحين..رجعت لما شفتك قدامي
آه ياعبدالله.. آآآه.. ماني مصدقة أني أناديك.. وأنك هنا جنبي
ذبحني شوقي ولهفتي..
ذبحني غيابك.. ذبحتني مرارة الأيام من غيرك

عبدالله اجتاحه التأثر بعمق.. تركها تبكي.. وهو حاضنها برقة.. وينثر قبلاته على شعرها وجبينها بحنان..

جواهر رفعت رأسها عن صدره
تكفكف دموعها وهي تنقل بصرها لجسده..
كانت تتحسس بحنان وجهه وصدره وعضوده وخصره بيديها وهي تقول بألم: أنت طيب عبدالله؟؟ مافيك شيء؟

عبدالله مسك يديها بحنان ورفعها لشفايفه وهو يطبع على ظهرها وباطنها عشرات القبلات وهو يقول بثقة حنونة: والله أني طيب مافيني شيء..

جواهر تغير وجهها وندت عنها آهة ألم حادة..

عبدالله انتفض برعب وهو يسمع آهتها.. و يقول بخوف: أشفيج ياقلبي؟؟

جواهر بألم مخلوط بالمرح: حبيبي أنت نظرك صار ضعيف أو شيء؟؟

عبدالله باستغراب: لا.. ليش؟؟

جواهر تمسح على بطنها بحنان عشان تصدمه صدمة عمره وهي تقول: يعني موب شايف ذا البطن كله؟!!!

عبدالله نط واقف وهو يقول بنبرة متقطعة مهتاجة منفعلة: حـ ـا مــ ل؟؟

جواهر وهي تتألم: حامل... وشكلي بأولد الحين..

عبدالله مو عارف وين أولوية التصرف
أنه يعبر عن الفرحة اللي اخترقته بعنف كاسح وهو يدقق بحنان وحب هادر في منظر جواهر ببطنها المتكور ..
أو يوديها للمستشفى..

لكنه كعادته المسيطرة قال بثقة: لا تتحركين من مكانج.. بألبس واجيب لج عباتج.. نروح المستشفى

جواهر بحزم وهي تتألم: ماراح أتحرك من هنا.. لين تقول لي كل شيء .. وين اختفيت ذا الشهور كلها..؟؟ واشلون رجعت..؟؟ وبالتفصيل؟؟

عبدالله بحنان ومرح وثقة: جواهر حبيبتي خلي عناد الحريم بعدين.. والله بأقول لج كل شيء..
لا وبأحاسبج بعد أنج حملتي ما أنتظرتيني..
أقول لج أبي بيبي أترقبه أنا وياج.. تترقبينه بروحج.. وأنا هناك
ابتسم وهو يقول: ولو أني متاخر يوم بعد ..كان جيت لقيتج والدة بعد.. خوش والله
اصبري شوي مثل ماصبرت أنا!!
من أول مادخلت البيت وأنا أدور مثل المجنون
وأنا أبي أسحبج أنتي وعيالج من أسرتكم سحب.. بس خفت أخرعكم واصدمكم
قلت أتسبح أهدي أعصابي المحترقة شوي.. وأقصر الوقت لين صلاة الفجر لا أستخف..

عبدالله قال كلامه بسرعة ورجع لغرفة التبديل ولبس بسرعة هائلة..
رجع لقى جواهر واقفة بعبايتها..

عبدالله بغضب حنون: أنا ماقلت لج لا تتحركين أنا بجيب عباتج..

جواهر بألم: حبيبي لا تزودها.. بعد فيه وقت.. التقلصات مابعد تقاربت..

عبدالله يسأل جواهر بنفاذ صبر: وين مفتاح سيارتي؟؟

جواهر بارهاق: لا عبدالله سيارتك عالية علي.. أنا كلمت محيي الدين خلاص.. وقلت له يقرب سيارتي من الباب..

عبدالله قرب من جواهر و شالها بين ذراعيه بخفة وحنان..

جواهر بخجل: عبدالله تكفى نزلني.. أقدر أمشي الله يهداك..

عبدالله مارد عليها وهو طالع فيها وينزل الدرج بثبات وسرعة: ما تبين أصحي نوف؟؟

جواهر وهي ميتة من الخجل وعبدالله شايلها: لا حبيبي حرام أوترها.. ما تستحمل.. هي بروحها ميتة من الشفقة على البيبي..

عبدالله اللي وصل عند الباب ونزل جواهر ويقول بفضول قاتل: إلا البيبي شنو جنسه؟؟

جواهر بود متعب: بسم الله الرحمن الرحيم.. مالك ساعة واصل صرت تبي تعرف جنس المولود..
خلاص كلها كم ساعة وتعرف..إن شاء الله

عبدالله بحنان: المهم سلامتج ياقلبي..

عبدالله وهو يطلع برا.. ويشوف وجه محي الدين اللي كان بيبكي من الفرح وهو يشوف عبدالله قدامه..
صافح محيي الدين بقوة وهو يقول بود: تكفى يا محي الدين.. ماني بمتفرغ لعاطفيتك الزايدة.. جواهر تولد..

محي الدين وخر عن السيارة وعبدالله يركب جواهر من قدام.. ويركب مكان السايق..

عبدالله حرك بسرعة.. وهو يحط يده بحنان على بطن جواهر: شأخبارج حبيبتي؟؟

جواهر حطت يدها على يده اللي على بطنها وقالت بحب هادر رغم ألمها: شايفتك قدامي.. وش تبي تكون أخباري.. أسألي عن أخباري قبل ما أشوفك..

عبدالله مسك يدها بحنان ومؤازرة وهو يقول: الله يقومج بالسلامة ياقلبي..

جواهر طلعت موبايلها تتصل بنجلاء.. وطلبت منها تجيها في المستشفى

عبدالله بحنان: ليه أنا ما أكفي..

جواهر بحب كاسح مصفى: أنت تكفيني عن العالم كله.. بس أنا أبي نجلاء تدخل معي غرفة الولادة.. لأنهم ماراح يخلونك تدخل..

عبدالله بغضب: شنو مايخلوني أدخل ذي.. بأقلب المستشفى على رووسهم..

جواهر بتعب: عبدالله فديتك ريلاكس.. لا تفضحنا هناك..

جواهر طول الطريق وهي ماسكة يد عبدالله
كانها خايفة أنه يهرب منها
أو تكتشف أن وجود عبدالله جنبها ليس أكثر من حلم عذب صوره لها كيانها المشتاق بوجع
كانت ماسكة في يده كانه تتمسك بالباقي من حياتها وروحها
وكأنها تضع حياتها وكل الثقل والهم اللي كان على ظهرها في يده القوية الواثقة الحانية.. لتصبح محلقة خالية من الهم

كانت كل ما تألمت.. شدت من قبضتها على يده
وكل ماشدت كل ما انتفض قلب عبدالله بعنف.. وزود سرعة السيارة

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 08:17 PM   رقم المشاركة : 124
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئـة وخمسه


نجلاء وصلت للمستشفى وهي تركض
عقب ماخرعت جاسم وصحته من النوم..

على باب غرفة الولادة شافت أخر شخص توقعت تشوفه

الطول هذا.. والعرض.. والهيبة
لشخص واحد.. ماغيره..
معقولة؟؟
معقولة؟؟؟؟

قربت بحذر .. وتأكدت ..

قالت بنبرة فرح واحترام: الحمدلله على سلامتك يابو عبدالعزيز..

عبدالله بقلق قاتل مغلف بطريقته الواثقة في الكلام: الله يسلمك يا أم حمد.. تكفين ادخلي عند جواهر وطمنيني.. لما وصلنا كانت تعبانة على الآخر..وتنزف..
تكفين طمنيني.. موبايلها معي...


******************


نوف صحت من النوم الساعة 6 استغربت أن أمها ما صحتها لصلاة الفجر..
صلت وعقب توجهت لغرفة أمها كعادتها..
قبل تتجهز لمحاضرتها اللي الساعة 8..
مالقت أمها..
ارتعبت بشدة.. ودقات قلبها تتزايد للحد الأقصى
(أمي وين راحت؟؟)

نطت تدور لها تحت.. مالقتها..

ركضت لغرفة عزوز وهي تصحيه بعنف: عزوز قوم.. قوم.. أمي ما أدري وينها..

عزوز نط قاعد وهو يدور نظارته.. لبسها وهو يقول بقلق: اشلون ماتدرين وينها؟؟

نوف برعب وعبرتها خانقتها: دورت في البيت كله مالقيتها..


عزوز خذ موبايله.. ودق رقم أمه بسرعة..كان متوقع أنه ممكن يسمع أي صوت.. أي صوت
إلا الصوت الابوي الحنون اللي رد عليه بكل دفء الأرض: هلا والله ببعد طوايف أبوه

عزوز ماقدر يرد بشيء وعيونه تتوسع وتتملئ دموع

في الوقت اللي نوف طاح قلبها برجولها وهي تشوف ردة فعل عزوز..
صوتها انبح.. بهت.. موقادر يطلع وهي تقول بحشرجة كأن روحها تطلع: أمي صار لها شيء؟؟

عزوز ماقدر يتكلم.. ناول نوف الموبايل.. حطته على أذنها بأصابع مرتعشة وقلبها على وشك التوقف من الترقب والقلق والرعب من الخوف على أمها


حست أنها مو قادرة تتنفس.. مو قادرة تعبر.. عاجزة حتى عن الاحساس بشيء من عظم الانفعالات اللي اجتاحتها وهي تسمع الصوت العذب اللي ذبحها اشتياقها له يقول: عزوز ياقلب أبوك.. ليش ماترد علي؟؟

نوف انهارت وهي متمسكة في الموبايل بوحشية وتصرخ في أذن أبوها بجملة واحدة.. بكل وجع الدنيا وفرحتها:
أبوي رجع
أبوي رجع
أبوي رجع
أبوي رجع


******************


عبدالله لما سمع صراخ نوف في التلفون قلبه انخلع عليها
خاف يصير لها شيء
وهم في البيت هي وعزوز بروحهم..

اتصل في نجلاء وقال لها انه لازم يرجع للبيت عشان عياله.. وبيرجع بسرعة..

نجلاء قالت له بلهجة مساندة لكنها مليانة قلق: روح.. براحتك.. جواهر شكلها مطولة شوي..

عبدالله قلبه طاح برجوله.. مابين رعبه على جواهر وقلقه وشوقه لعياله...

خلال أقل من ربع ساعة.. كان عبدالله يوصل بيته
وينط السلالم للدور الثاني..
توجه أول شيء لغرفة نوف.. مالقى حد
توجه لغرفة عبدالعزيز..بقلق.. بشوق... بمزيج هادر من المشاعر

عشان ينفجع بالمنظر اللي شافه..

كانت نوف تبكي بهستيرية
وعزوز حاضنها ودموعه تنسكب بصمت..

عبدالله قرب منهم بالراحة وهم مو منتبهين، قال بحنان: خوش استقبال تستقبلون فيه أبوكم عقب ذا الشهور كلها..
وش ذا الدموع كلها؟؟

الثنين نطوا مع بعض وهم يرمون انفسهم بنفس الوقت في حضن أبوهم.. وفرحة هائلة متسعة بلا حدود تجتاحهم بعنف

عبدالله حضنهم بعنف أبوي حاني كل واحد منهم بيد.. ويطول وهو حاضنهم بشدة..
نوف غرقت كتفه بدموعها وقبلاتها..وهي تنشج بعنف
في الوقت اللي عزوز انكب على يده يبي يحبها..
لكن عبدالله سحب يده وهو يشد عزوز يوقفه ويحضنه مرة ثانية بعنف وهو يقبل رأسه بحنان وحب غامر..

نوف وهي تشهق: يبه وين أختفيت وخليتنا ذا كله.. حرام عليك.. حرام عليك

عبدالله بحنان وهو يفلت الاثنين بالراحة: بأقول لكم كل شيء بعدين الحين لازم ارجع للمستشفى امكم هناك..

نوف برعب: باقي على موعد ولادتها أسبوعين..

عبدالله بود: الله هون عليها بشوفتي.. عقبال ماتقوم بالسلامة..

نوف وعزوز مع بعض: زين دقيقة ونروح معك..

عبدالله بحنان: أنتوا الحين تبون تلبسون وأنا مافيني صبر.. بأكلم افضل يجيكم..


***************


الساعة 11 صباحا
في ميدان الرماية.. في معسكر سعود

جابر بإعجاب: ماشاء الله عليك.. اليوم مبدع.. كلها تربلات.. (التربل مصطلح في الرماية يدل على إصابة كل الأهداف)

سعود بتوتر أخفاه تحت هدوءه: والله ياجابر ما أدري وش صدت ووش خليت..

جابر يضحك: صدتهم كلهم.. ماخليت ولا واحد.. أنت ماتشوف..

سعود كل شوي يطلع موبايله.. منتظر مسج من محمد يطمنه أو يذبحه..

بعد دقايق رن موبايله اللي كان على الهزاز في جيبه رنة مسج:

" سرك باتع يابو سعيد
دانة عيّت من عريس الغفلة"

المسج سكب ماء بارد على روح سعود المتأججة..
ماعرف وش يسوي؟؟
أشلون يعبر عن فرحته وسعادته اللي اخترقت روحه المثقلة اختراقا دافئا
سعيد..سعيد..فرحان.. سعيد..أنه دانه ماعندها استعداد أنها تكون لرجل لغيره

"ولمتى ياسعود؟!! لمتى؟!"

سعود طبع بسرعة مسج وأرسله:

"ريحتي قلبي الملتاع
من البارحة ماجاني نوم
كأني أشوى على أسياخ حديد محمي"

بعد دقيقة كان الرد يوصله:

"لا يخطر ببالك ولو واحد في المية
أني سويت كذا عشانك
أنا سويت كذا صدقا مع نفسي وبس"

سعود تنهد بحزن (ما ألومش يادانة.. ما ألومش.. أنا أستاهل أكثر من كذا.. أكثر بكثير)


***************


نجلاء اتصلت بماجد عشان تبشره برجعة عبدالله
بس مارد عليها..
اتصلت بدلال وبلغتها.. لكنها شرطت أن البشارة لها..

ماجد كان عنده إجازة اليوم ونايم..
دلال اللي كانت عارفة هو وش كثر بينبسط من الخبر..
جات وتمددت جنبه ..
كانت تهز كتفه بحنان: بو فيصل.. بوفيصل.. قوم حبيبي..

ماجد بنعاس: تكفين دلال خلني أنام شوي.. قوميني قبل آذان الظهر..

دلال بنبرة فرح واضحة: قوم عشان تشتري لنجلاء بشارة..

ماجد اللي فتح عيونه حط يده على خد دلال بحنان: ماعندي بشارة لنجلاء إلا لما تبشرني بسلامتج إن شاء الله..

دلال بحنان ومرح وفرح: حتى لو كانت تبي تبشرك برجعة عبدالله؟!!

ماجد مثل اللي انلسع بكهرباء 20 الف وات نط واقف.. مو عارف وش يسوي.. او كيف يتصرف
وهو يصيح بفرح مجنون هادر: صحيح ؟؟ صحيح؟؟ عبدالله رجع.. عبدالله رجع

نط للشماعة يأخذ غترته ويلبسها

دلال ماتت من الضحك على ماجد اللي كان يبي يطلع: حبيبي شوف شكلك في المراية قبل تطلع..

ماجد رجع ووقف قدام المراية
كان لابس شيئين بس السروال الأبيض وغترته وبس


****************


بعد صلاة الظهر
عبدالله وعياله رايحين جايين قدام غرفة الولادة
جواهر تأخرت كثير..
نوف بدت تبكي بصمت من خوفها على أمها..

نوف كانت اتصلت في نورة وبلغتها عشان تبلغ خالها..

وفي هذي اللحظة كان عبدالعزيز ونورة يوصلون لغرفة الولادة..

عبدالعزيز اللي كان بيموت من القلق والخوف على أخته
ما أنتبه للشخص الثالث اللي كان واقف معهم.. لحد ماقرب منهم.. ولمح نوف رامية نفسها على كتف واحد..

لماعرف عبدالعزيز هذا الواحد.. ماقدر يكمل.. حس رجوله ما تشيله.. تسند على الطوفة عشان مايطيح
ونورة ارتعبت من اللي صار لعبدالعزيز

في الوقت اللي عبدالله قرب منه بثقة وحنان وهو يسنده.. ويحضنه بأخوية وود غامر..

عبدالعزيز اختنق بكلماته: الحمدلله على سلامتك يابو عبدالعزيز.. الحمدلله على سلامتك..

عبدالله بود: الله يسلمك يابو منصور..

عبدالعزيز بنفس الصوت المخنوق: متى وصلت.. ؟؟وش اللي صار لك..؟؟ ووين اختفيت..؟؟ ماخلينا مكان ندور لك.. وفاضل ونصّار كل يوم كنت أكلمهم..

عبدالله بود رغم قلقه الهادر على جواهر: وصلت قبل الفجر.. وفاضل عارف بمكاني من أكثر من أسبوعين.. بس انا طلبت منه مايبلغكم.. ماحد عرف إلاّ خالي ثاني بس..

عبدالعزيز بلوم: يعني ثاني صار أقرب مني؟!!

عبدالله بنفس الود المصفى: أنا دريت من فاضل أنك تزوجت.. وكنت أعرف أن مرتك وجواهر مالهم غيرك.. فماحبيت أربكك..وحبيت أسويها لكم مفاجاة..
وخالي ثاني كلمته عشاني بغيت منه فلوس.. ماشفته إلا ناط لي هناك في البصرة..

عبدالعزيز بتساؤل: البصرة وإلا بغداد؟؟

عبدالله بقلق: بأ قول لكم كل شيء بعدين.. الحين خل نتطمن على جواهر أول

عبدالعزيز رجع يحضن عبدالله ويقول: الحمدلله على سلامتك.. وزين أنك لحقت على ولادة جواهر..
إلا هي شاخبارها؟؟

عبدالله بقلق هادر: تأخرت كثير.. من الفجر واحنا هنا

بعد دقايق طلعت نجلاء باوراق في يدها ووجها أحمر ومنتفخ، كانت موطية عينها وتوجهت لعبدالله مباشرة وبسرعة
عطته الأوراق والقلم: وقع يابو عبدالعزيز..بسرعة

عبدالله بقلق مميت وهو يأخذ الورقة: على شنو؟؟

نجلاء بصوت مبحوح: واللي يرحم والديك بسرعة..

عبدالله قلبه انخلع وهو يقول بحدة: أوقع على شنو؟؟

نجلاء بنفس الصوت المبحوح: على عملية قيصيرية

عبدالله وهو بيموت من رعبه على جواهر: عقب ذا الوقت كله.. وبعدين عملية.....وموب المفروض إن جواهر هي اللي توقع..؟؟

نجلاء بنفاذ صبر: لو إنها تقدر توقع كان وقعت.. وقع الله يخليك جواهر بتروح منا.. وأنت قاعد تستفسر من كل شيء

عبدالله حس كان روحه تنسحب منه بعنف مر .. وقع بسرعة..
ونجلاء خذت الأوراق ورجعت تركض..

عبدالله واقف وقفته الواثقة الاعتيادية لكن قلبه كان يذوي ويذوب بعنف

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 08:19 PM   رقم المشاركة : 125
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~


الجزء المئة وستة

عبدالله واقف وقفته الواثقة الاعتيادية لكن قلبه كان يذوي ويذوب بعنف

عبدالله كان يهتف في أعماقه بوجع مرير
(يالله أني طالبك ما تفجعني فيها
ياربي أنت اللي عارف ومطلع على السر
ياربي لا تفجعني
لا تفجعني
مثل ما نجيتني من اللي كنت فيه
تمم نعمتك علي.. لا تحرمني منها..

ليتني مارجعت.. ليتني مارجعت
لو ثمن رجعتي بيكون جواهر
ياربي خذ من عمري ومد في عمرها
خذ عمري كله
وخلها هي تعيش)


**************


بعد العصر بشوي
في بيت أبو سعود

مزنة كانت جاية تأخذ مها اللي تبي تسوي بروفة فستانها اليوم..
مزنة هي اللي جاية مع سواقهم وشغالتهم لأن سواق بيت مها مأخذ إجازة اليوم..

مها قالت لها تطلع لها فوق.. لأنه مابعد كوت عبايتها.. وماتبيها تنطرها في السيارة

مزنة طلعت لها شوي.. وعقب قالت لها: أنا تركت شنطتي وفيها فلوسي وموبايلي في السيارة.. عجلي علي وانا أنتظرش تحت في السيارة..

مها بعيارة: نعنبو عجوز مافيها صبر.. زين أذلفي... دقايق وأجيش ياجدتي..

مزنة كانت نازلة بسرعة وفتحت الباب الواصل بين الصالتين الداخلية والخارجية بسرعة وعبرت بدون ماتنتبه للشخص اللي كان يبي يدخل..

خبطت فيه بعنف..
مزنة انتفضت وتراجعت بحدة
وهي تشوف محمد قدامها..
وهي بتموت في ثيابها من الخجل من خبطتها في جسم رجال غريب..

محمد تراجع وابتسامته تتسع وهو يعرفها
حتى بالنقاب.. حتى لو هي متغطية من ساسها لرأسها
مستحيل مايعرفها..

(حيا الله بنت هادي.. وانا أقول وش في بيتنا منور بزيادة وانا داخل) محمد بنبرة دافية تتلاعب الابتسامة على أطرافها

مزنة كانت تبي تطلع بس هو ساد الدرب.. ردت بحرج: الله يحيك.. ممكن امر لو سمحت..

بس محمد ماتحرك (مابغيت أشوفش وتبيني أتحرك مهوب حولي) رد عليها بنفس النبرة الدافية كأنه ماسمع طلبها: مبروك التخرج.. ماصارت فرصة أبارك لش قبل..

مزنة بتوتر وهي خايفة حد يشوفها واقفة معه وتسولف بعد: الله يبارك فيك... وخلني أمر لو سمحت..

محمد ماكأنه يسمع: وأنا يعني مافيه مبروك التخرج ولا الوظيفة..

مزنة العبرة خنقتها من الاحراج: مبروك.. وخلني أمر تكفى.. وش تقول أمك لو شافتني واقفة معك كذا.. مافي وجهي حيا..

محمد انتفض وانلسع من كلامها ومن ريحة البكاء في صوتها.. قال بحرج: أسف مزنة ماقصدي أحرجش..

وخر عن دربها وهو يقول: تفضلي..

مزنة مرت من جنبه بسرعة بدون ماتطالع فيه وهي متوجهه بسرعة للسيارة..
وهي تهتف في نفسها بغضب حاد(صدق مايعرف السحا..
أشلون هذا أخو سعود ما أدري!!
سعود مايرفع عينه في المرة..
وهذا مايستحي يقزني عيني عينك وأنا بنت عمه وفي بيته.
. صدق أنه مهوب رجّال ولا فيه من الرجولة شعرة)

مها نازلة لقت محمد واقف مذهول.. سلمت مارد عليها
مها بعيارة: هيه محيميد.. تراني أسلم..

محمد بصوت مضطرب: هاه وشو؟؟

مها بعيارة: خلاص فهمت.. مزنة مرت من هنا.. وهذي حالة مابعد انحسار مد مزنة.. خلني أروح لها

محمد وهو بعده متضايق من اللي صار ماتخيل أنها بتنحرج كذا لدرجة أنها تبكي: روحي لها لا تتأخرين عليها..

مها لقتها فرصة تتشفى في محمد اللي يحرجها دايم: ياقلبي تحاتي قعدتها بروحها.. مهوب ماكلها العوا لا تخاف عليها..

محمد مارد عليها وطلع السلم لغرفته..

مها هزت كتوفها مستغربة (مهوب عوايده يعني!!) وطلعت لمزنة اللي كان كان على رأسها الطير..
صامتة بشكل مر.. وإحساسها بالخجل يلفها بعنف..


*************


كانت تفتح عيونها بشويش..
رأسها مصدع..
وألم حاد قاتل في أسفل بطنها..

لكنها تناست كل شيء وهي تهتف بحنين موجع مر:

عبدالله.. عبدالله.. عبدالله

كانت تظن إن كل اللي هي مرت فيه مجرد حلم
معقولة كل هذا كان حلم
لمسات عبدالله وأنفاسه وهمساته
معقولة؟!!
معقولة؟!!

لكن روحها سكنت بهدوء عذب لذيذ

وهي تسمع صوته العميق الحنون يهمس

"جنبج حبيبتي"

فتحت عيونها كلها وهي تحس بملمس شفايفه الدافية على جبينها البارد ويقول بحنان هامس: الحمدلله على سلامتج ياقلبي

"حبيبي طمني عن المولود" نبرة قلق موجع مجللة بالبكاء

وجه عبدالله أشرق إشراقة رائعة حنونة وهو يمسك يدها بحنان ورقة : ماشاء الله تبارك الله.. ماجد ذيب من ظهر ذيب.. يجنن ياجواهر يجنن..وصحته ممتازة
وعقب كمل بابتسامته اللي اشتاقت لها جواهر: تدرين استخسرت أسميه على ماجد الشين..
بس قلت خلاص طارت الطيور بأرزاقها..
ما تتخيلين أشلون ماجد انبسط.. جاء بنفسه هنا..
ماخلا مكان يدورني جعلني ماخلا منه.. لين عرف من أم حمد أني هنا
وانبسط أكثر بالولد ما تتخيلين!!..
حط كل اللي في بوكه في لفة ماجد الصغير كان باقي يحط بطاقاته الفيزا والجوال والقلم والكبكات ويطلع مفسخ..

جواهر كانت تبتسم بإرهاق وهي ماتبي عبدالله يوقف كلام

يالله!!! وش كثر اشتاقت له.. ولعبق رجولته وخصوصية مرحه وهو يتكلم.. !!

كان يكمل كلامه وهو يقول بمرح: بس الخاين يقول لي أنه مرته حامل بس موب مسمي علي.. يقول أول شيء بيسمي فيصل.. عقب يفكر يسمي علي أو لا..

جواهر بحنان متعب: حبيبي خلهم يجيبون لي ولدي تكفى..

عبدالله بحنان مصفى وهو يمسح على شعرها: حبيبتي أنتي بعدج في العناية.. والولد في الحضانة..
كلها كم ساعة ويودونج غرفتج.. ويجيبونه عندج..

جواهر باستجداء: تكفى عبدالله بأموت أبي أشوفه..

عبدالله رجع يطبع قبلة حنونة على جبينها وهو يقول: إن شاء الله ياقلبي إن شاء الله..


**************


ثاني يوم.. بعد صلاة العشاء
جناح جواهر في الطابق الخامس من مستشفى الولادة
الغرفتين والممر كامل مليانين بباقات وورد وسلال شيكولت ضخمة..
من أهلهم ومعارفهم وزميلات جواهر في الجامعة
والأهم معارف عبدالله اللي عرفوا برجعته وإن زوجته ولدت في نفس اليوم فحبوا يعبرون عن فرحتهم ومجاملتهم بالمناسبتين..
ومعارف عبدالله كلهم من الوزن الثقيل
فكانت باقاتهم بحجمهم..
كان هناك باقات وسلات شيكولت تكاد تصل للسقف من ضخامتها..

جواهر جالسة على سريرها ترتدي روبها الخمري الحرير الفخم بشغل الدانتيل الناعم فيه..

كان عندها نوف بس..
بعد ماراحوا كل الحريم اللي كانوا عندها
وخلت الخدامتين اللي كانوا عندها يخدمون على سيل الزائرات اللي ما انقطع من الصبح يرجعون مع محي الدين للبيت..

بكى ماجد الصغير.. جواهر تتعدل في جلستها رغم الالم اللي هي حست فيه مكان الجراحة..وقالت وهي ترص على اسنانها: نوف حبيبتي عطيني أخوج..

نوف قربت منه بالراحة وهي تقول بحنان ذايب: ياناس يجنن يجنن.. بأكله بأكله والله ينوكل أكل..

جواهر بحنان: الحين عطيني إياه أرضعه وعقب أكليه براحتج..

جواهر خذت مجود برقة وحنان كأنها خايفة تكسره
باست جبينه..وهي تتأمل ملامح وجهه الرقيقة الضئيلة بوله أمومي شفاف..
طلعت ثديها..وحاولت ترضعه..
ماكان متقبل صدرها بالمرة..
لأنه أمس كله لحد اليوم الصبح وهم يعطونه رضاعة في الحضانة..
ومن الصبح وهي تحاول فيه يرضع مو راضي..

نوف اللي واقفة جنب أمها سألت باهتمام: بعده مايبي يرضع..؟؟

جواهر وألم جراحتها ذابحها.. ومتضايقة إنه الولد مايبي يرضع: مايبي..أخاف صدري ينشف حليبه كذا..

نوف بحنان: خلاص يمه فديتج لا تضايقين عمرج.. أنتي بروحج تعبانة وايد.. عطيني إياه بأسوي له رضعة..

جواهر بحنان: مايصير نوف كذا صار له يومين على الرضاعات.. ماراح يرجع يتقبل صدري كذا

نوف بنفس حنان أمها: بس يمه أنتي شايفة.. صار لج الحين أكثر من ربع ساعة تحاولين فيه وهو موب راضي ويبكي..

نوف سوت لمجود رضعة ثم جات شالته .. وجلست على جنب.. ترضعه..

رن موبايل جواهر.. تناولته من جنبها بتعب..
حست برعشة ناعمة عميقة تغزو قلبها وهي تشوف اسم عبدالله يضيء على الشاشة لأول مرة بعد غياب أكثر من سبع شهور..

أفضل راح طلع لعبدالله شريحة جديدة بنفس رقمه القديم.. وتوه عطاه إياها تحت..
وكانت جواهر أول رقم يتصل عليه..ردت عليه بهمس: هلا حبيبي

عبدالله بخفوت وعمق: يابعد طوايفي ذا الصوت.. اشتقت لج ولصوتج اللي يذبحني ويحيني..

ابتسمت جواهر بارهاق: رحت عيار ورجعت عيار..

عبدالله يبتسم: أنا عيار !! تبين أجي اوريج العيار وش كثر مشتاق..

جواهر بابتسامة وهي مفكرته في مكان بعيد: لو جيت خلال دقيقة.. ورني..

عبدالله بخبث: ومن اللي عندكم..

جواهر: ماحد..

تفاجأت جواهر إن رده عليها كان أنه فتح الباب عليهم ودخل ويقول بنبرة خاصة: هاه أم عزوز.. على الوعد اللي بعد دقيقة..

جواهر طالعت عبدالله بوله خرافي
وحضوره يملأ الغرفة باشعاعه الخاص..
كان في غاية أناقته.. ورجولته المتدفقة تغمرها
كأن الأشهر الماضية ماخذت منه شيء
لكنها عمقت سحره وتأثيره العجيب على من حوله

جواهر ابتسمت وهي تقول: يمه نوف عطي ماجد أبوه يسلم عليه وعقب حطيه في سريره..

(يعني معناته احشم وجود بنتك)

عبدالله كان في يده كيس محل مجوهرات شهير نزل الكيس على الكرسي اللي جنب جواهر
وابتسم وهو يشيل مجود بحنان ويطبع على وجهه قبلات كثيرة..

جواهر بحنان: عبدالله الله يهداك توه صغير على البوس الكثير اللي كذا..

عبدالله قرب من أذن جواهر وهو شايل ماجد وهمس وهو يقرب من أذنها لحد مالمس شحمة إذنها بشفايفه: كفاية أنتي ممنوع الاقتراب.. بعد بتمنعيني أحب ولدي..

جواهر كحت من الحرج (الرجّال ذا متى بيعرف السحا؟!!)

عبدالله ابتسم ورجع لنوف اللي كانت مشغولة تغسل زجاجة الحليب اللي توها رضعت ماجد منها: يبه نوف تعالي خذي أخوج حطيه في سريره..

نوف تنشف يدها: إن شاء الله يبه.. الحين جاية..

بعد ماخذت نوف مجود..
عبدالله رجع وشال الكيس وجلس مكانه وقرب الكرسي لحد مالصقه في سرير جواهر

نوف حست انه من الذوق إنها تنسحب..: أنا داخلة الحمام أتوضأ مابعد صليت العشاء..

عبدالله مد الكيس لجواهر وقال برقة وحب: الحمدلله على سلامتج حبيبتي..

جواهر باستفسار رقيق: شنو هذا؟؟

عبدالله بنبرة عميقة: افتحيه وشوفيه..

قبل تفتح جواهر العلبة كان في الكيس ورقة تشبه الشهادة طلعتها جواهر
كانت شهادة باللغة الانجليزية من محل مجوهرات عالمي برقم التصميم وأنه تصميم حصري خاص بحرم السيد عبدالله محمد.. والتاريخ يرجع لحوالي 6 شهور فاتت..

عمر جواهر ما اهتمت لهذي الأشياء
لكنها لهذا المختبئ بداخل العلبة الفخمة كانت تشعر بترقب دافئ: صار له ست شهور؟؟

عبدالله بنفس نبرته العميقة: كنت طلبته قبل أسافر العراق.. وياسبحان الله يكون النصيب انه يكون هدية ولادتج..
صار له في المحل 6 شهور..
ولأن صاحب المحل من ربعي.. قال للعاملين تحتفظون فيه ولا تتصرفون فيه لو حتى يقعد عندنا 20 سنة..

جواهر حست بانفعال جارف يجتاحها.. شنو اللي ممكن عبدالله يطلبه يتصمم لها حصريا...

فتحت بأنامل مرتجفة..
شهقت بنعومة: واو حبيبي.. يجنن.. يجنن

عبدالله قرب خده منها وهو يقول: واو كذا ماتكفي..

جواهر حطت يدها على خده الثاني وقربت وجهه شوي وطبعت قبلة شفافة على خده.. وهي تهمس: شكرا حبيبي شكرا.. ما تتخيل سعادتي فيه

عبدالله بحنان وهو يتحسس مكان قبلتها على خده: والله العظيم موب حتى قدر خطوتج على الأرض عندي
وكمل بخبث: طيب ممكن ألبسج إياه.. ابي الناس كلهم يشوفونه عليج..

جواهر برقة: أكيد..

عبدالله وقف.. وجواهر ميلت شوي قدام.. لحد مالبسها عبدالله السلسلة عبدالله همس في أذنها بعد ماخلص: بأيش يذكرك هالموقف؟؟

جواهر ابتسمت وتفكيرها يرجع لحوالي 9 شهور فاتت: بأنك الرجل الأكثر وقاحة في العالم..

عبدالله باس رأسها ورجع جلس: شفتيني مؤدب حبيت رأسج..
مع أني ما أداني ذا الحبة.. كأني أحب جدتي الله يرحمها..

جواهر تبتسم: انت ماتقول لي متى بتعرف السحا شوي..؟!!

عبدالله بعيارة: والله أني رجّال حياوي وتكانة.. بس من أشوفج أختبص وتخبط عندي المكينه.. وأقط خيط وخيط..

عقب كمل بإعجاب: كنت شايفه حلو في علبته.. بس الحين وهو على صدرج شيء فوق الخيال

كانت سلسلة ناعمة من الألماس.. القلب عبارة حرفي aوj متعانقين بشكل خيالي محترف..
ثم يتناثر الحرفين بأحجام صغيرة مختلفة وخطوط مختلفة على كامل السلسلة..

نوف خلصت وضيها الطويل وطلعت وهي تقول بعيارة: لو ماخلصتوا قضية الشرق الأوسط موب شغلي.. لأني خست في الحمام

بعد دقايق اتصل عبدالعزيز وعزوز يبون يجون..

واجتمعت العائلة الكريمة كلها...

مجود كان ينتقل من يد أخوه لخاله لأبوه.. وكل واحد يبوس فيه شوي..

نوف بقلق عذب رقيق: حرام عليكم.. ذبحتوه..

عزوز بابتسامة: أنتي تبينه لج لحالج؟؟

نوف بعيارة: إيه لي لحالي.. وحتى أمي تقوله.. صح ماماتي..؟؟
قالتها وألتفت على أمها اللي جالسة على سريرها
والباقين جالسين على الجلسة

جواهر بحنان: صح ياقلبي..

نوف برقة: معناتها هاتو ولدي خلوه ينام..

نوف شالت ماجد وحطته في سريره

في الوقت اللي جواهر ألتفتت على عبدالله وقالت بجدية رقيقة: بما أنه احنا كلنا مجتمعين.. أعتقد أنه من حقنا كلنا نعرف اللي صار لك خلال السبع شهور ونص اللي فاتت

عبدالله ابتسم: خلاص المهم أني صرت هنا..

عبدالعزيز باهتمام: ويهمنا نعرف شاللي صار لك وغيبك كل هالمدة..

عبدالله اتسعت ابتسامته: حاضرين.. أحكي لكم قصة عبدالله البصري.. أو البصراوي مثل ما هم (يتحجون) هناك

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 09:53 PM   رقم المشاركة : 126
قيثارة
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية قيثارة
 







افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

وااااااااااااااااااااااااو صار عندهم بيبي .. متى اقوم بالسلامه واشوف البيبي مالي مثل البيبي مالهم
كملي قلبتي علينا المواجع هع

 

 

 توقيع قيثارة :
محد شرا وناسه خاطري من حلاله ,,
ومحدن كفو يحاسبني على النقص والزود ,,
قيثارة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:20 PM   رقم المشاركة : 127
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الله يتمم عليك بخير حبيبـة .. و يقومك بالسلامــة .. و يقر عينك بـ البيبي مالك ..

والله يبعد عنا وعنكم المواجع ..

تآبعي وإن شاء الله ما هنا إلا الخير >>> اللي يسمع يقول فيه مصيبة !

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:22 PM   رقم المشاركة : 128
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئــة والسبعه


بغداد قبل حوالي تسعة أشهر..


عبدالله نزل من فندق فلسطين لشارع السعدون اللي الفندق فيه


كان تارك محفظته عند عبدالعزيز.. ومعه موبايله وشوي فلوس في جيبه بس..


وقف تاكسي وطلب منه يأخذه للشورجة (منطقة الأسواق الشعبية في بغداد)


كان مقرر ياخذ له لفة سريعة.. ويمر مقهى القدوري الشهير مقهى المقامات العراقية

ويشتري شغلات تراثية خفيفة
ويرجع خلال ساعة على الأكثر..

في السوق كان منبهر بالأجواء القديمة الحميمة.. وكان يستفسر من الحرفيين اللي هو شافهم عن كثير من الأشياء..

شاف العبابجي.. والمغازجي.. والكندرجي..والأطرقجي.. وغيرهم..
أشياء كان يسمع عنها من راوي اللي كان محتفظ ببقايا ذكرياته عن بغداد مثل حلم شفاف مرتبط بشباب مهدور..
أشياء عشقها وتمنى يشوفها من قد ماشوقه راوي لها..


بعد شوي مر عليه جماعات متراصة من الرجّال اللي كانوا يمشون مع بعض وكلهم لابسين ثياب وغتر مثله


سأل عنهم.. قالوا له البياعين انه هذولاء من العشائر اللي من منطقة الهوير قريب البصرة..

وأنهم جايين عشان يجتمعون مع شيوخ عشائر ثانية هنا في بغداد.. يتفقون على من يرشحون يخوض انتخابات مجلس النواب..

عبدالله كان يمشي جنبهم وهو يستفسر عن مقهى القدوري يبي يعرف من وين ممكن يطلع له..



وصار التفجير الانتحاري وقتها..


وتصوب عبدالله.. وتحطم موبايله..


التفجير كان بسيط.. والمصابين كانوا 13 ومو 10 مثل ماعبدالعزيز كان يظن..



أنهم يشيلونهم معهم على الباص الكبير اللي هم جايين عليه ويرجعون فورا للبصرة..
3 كانوا من رجال العشيرة اللي أمر شيخهم إنه لو اصاباتهم بسيطة..

ووفي الربكة والاضطراب الهادر اللي بعد الانفجار..

رجال العشيرة شالوا مصابينهم الثلاثة ورجعوا فيهم للبصرة..
لأنهم شافوا إن الاصابات كانت بسيطة
وماتستلزم أنهم يدخلون مستشفيات بغداد
ويعنّون أهلهم عشانهم..
الاحسن يرجعونهم لمستشفيات البصرة عشان يكونون قريب من اهلهم في الهوير..

ولأن عددهم كان كبير.. وماكانوا يعرفون بعض بشكل كامل.. فهم حملوا الثلاثة اللي كانوا ملاصقين لهم ولابسين ثياب نفسهم..


اثنين من المصابين كانت اصابتهم جرح في اليد والثاني في الوجه...


أما الثالث كان مغمى عليه اغماء عادي مثل ماهم يظنون..


بينما طريقة حملهم غير الاحترافية والطريق الطويل بإرتجاجه الدائم وهو ممدد على أرضية الباص

أدى لتدهور حالته اللي كانت ارتجاج في المخ أدى لذهابه في غيبوبة لعدم تلقيه العلاج بالسرعة المطلوبة...

وصلوا العشيرة للمستشفى العسكري الحكومي شمال البصرة..


ودخلوا مصابينهم.. الأثنين الأولين كانت إصاباتهم طفيفة احتاجت مجرد ضمادات..

الثالث راح في غيبوبة عميقة.. رغم انه كان خالي من أي إصابات..
العشيرة تجمعوا حوله.. وهم يسألون هذا ولد من؟؟
لكن ماحد عرفه..

وأكتشفوا الخطأ الكبير اللي هم سووه..!!



أنهم خذوا لهم واحد من أهل بغداد بالخطأ...!!!


بلغوا إدارة المستشفى بخطأهم..

وإنه هذا المصاب جايبينه من بغداد بالخطأ..

المستشفى العسكري في البصرة من أسوأ مستشفيات البصرة

لايوجد أسوأ منه إلا مستشفى ابن غزوان للنساء والأطفال الموجود بمنطقة الرابع عشر من تموز..

المستشفى العسكري تأخروا في إبلاغ عن مصاب محضر من بغداد بدون أوراق ثبوتية..


وبعدها لهوا من كثر المرضى والداخل والخارج.. وهم يأجلون التبليغ كل يوم.. لكنهم مانسوا التبليغ.. فقط كانت الفكرة مؤجلة لحد مايتفرغون من ضغط مشاعلهم..




بعد أسبوع ونص بدأ عبدالله يستعيد وعيه..

حاول يتكلم بس ماقدر.. لأن أنبوب الإطعام مع ادخاله لفمه واخراجه جرح البلعوم عنده
فكان بلعومه مجروح بشدة وصوته مايطلع..

عبدالله كان شايف بنفسه.. أنه الممرضين والممرضات مايقدرون يحكون رووسهم من الانشغال وكثرة المرضى..

فماحب يشغل حد بمشكلته

وخصوصا أنه ماكان عارف الوضع أشلون..؟؟ أو أيش اللي جابه هنا؟؟ أو كم صار له هنا؟؟


فقرر أنه يكون حذر.. وأنه يصبر لحد مايقدر يطلع.. أو صوته يطلع ويتصل في فاضل ..


بعد كم يوم استعاد نشاطه.. وكان قادر أنه يمشي.. وبنيته القوية ساعدته على استعادة عافيته بسرعة..


كتب للممرضة على ورقة انه يبي يطلع ويشوف حد ممكن يوصله لبغداد..

سألته: أنته عارف أهلك وين؟؟..

كتب: نعم.. بس عطوني ملابس..


الممرضة جابت له ملابسه اللي كانت عليه لما وصل..

بس قالت له بتحذير: لا تطلع هسه...
وماقالت له السبب..


عبدالله التعيس الحظ ما اهتم من تحذيرها

لأنه ماكان عارف الأخبار عن الاضطراب الهائل اللي كان يموج في البصرة وقتها

كان الوقت الأسبوع الأخير من شهر مارس/ آذار 2008


حملة نوري المالكي المسماة (صولة الفرسان) ضد ميليشيات جيش المهدي..


وكان فيه حظر تجول عام في كل المدينة..


بس عبدالله قاده حظه العاثر للاصتدام مع قوات الأمن اللي استغربت خرقه لحظر التجول..

دفعوه على الارض وحاولوا تثبيته.. فتعارك عبدالله معهم.. اللي كان عاجز عن إخراج صوته بشكل واضح..

فانتهى به حظه العاثر في المعتقل..

ولم يكن أي معتقل..


كان معتقل "الجدر"!!!!



وهكذا هي الأحكام العرفية حين تسود وقت الاضطرابات

يؤخذ البريء بذنب المسيء
الأحكام العرفية التي ماعرفها غير بلدان العالم الثالث في أزماتهم المتلاحقة..
بينما في أي بلد من بلدان العالم الأول والثاني يعتبر إقرار الأحكام العرفية من أخطر القرارات التي قد تتخذها حكومة ما.. والتي قد تؤدي إلى اسقاطها..


***************



الساعة 9 مساء


دانة في غرفتها..متمددة على سريرها

الهم يملأها حتى الثمالة
ويحز في عروقها حتى النخاع
وهي تقرأ مسج سعود للمرة الألف

"ريحتي قلبي الملتاع

من البارحة ماجاني نوم
كأني أشوى على أسياخ حديد محمي"

(زين ياسعود.. وارتاح قلبك الملتاع

وأنا قلبي متى بيرتاح؟؟
متى بيرتاح؟؟
متى بيرتاح؟؟)

انتفضت برعب على رنة موبايلها.. اللي أخرجها من عوالم حزنها الآسر..وكآبتها المسيطرة اللي تخفيها عن الكل

وتكتوي هي بنارها وحيدة في وحشتها وغربة روحها..

تماسكت وهي ترد بصوت هادئ: هلا تهاني.


تهاني بغضب: أنتي مجنونة... فيه وحدة ترفض الدكتور سعد..


(للتذكر: د سعد كان رئيس قسم دانة لما كانت تشتغل في الرميلة)


دانة بهدوء وهي تتنهد: الزواج قسمة نصيب.. وأنا جربت قسمتي خلاص..


تهاني وهي تحاول تتماسك: يادندون يا حبيبتي.. بدون حساسيات أنتي الحين مرة مطلقة.. مين بيخطب المطلقة إلا مطلق وإلا أرمل وعندهم بزران بعد..

بينما دكتور سعد رجّال عزابي.. صحيح أكبر منج بأكثر من 13 سنة.. بس بعده في عز رجولته ولا تزوج قبل.. معاه دكتوراه.. ووضعه المادي والاجتماعي ممتاز..
يعني مستحيل يجي لج أحسن من كذا..
هذا البنات مايحلمون فيه.. أشلون مرة مطلقة!!!


(تهاني قررت توجعها شوي أو تفوقها على رأيها..

لأن سعد اللي يقرب لزوج تهاني من بعيد.. طلب منها تحاول تقنع دانة وهو بيرجع يخطبها مرة ثانية)


دانة بنفس الهدوء ووجع مر في داخلها: أنا عقب سعود مستحيل أتزوج..


تهاني بعصبية: أنا أبي أعرف سعودوه وش فيه زود.. فر مخك عن الكل..


دانة وهي تسرح وكأنها تشاهد شيء غير مرئي أستولى على بصرها وهمست بصدق شفاف مؤلم: فيه أنه خذ القلب والعقل وحبسهم في يديه وحناياه..

أشلون أكون عند رجّال وقلبي وعقلي عند غيره..
أنا من عقب ماسعود طلقني.. وأنا حاسة أني عايشة مجرد جسد بدون روح.. والله ياتهاني.. جسد بدون روح..

تهاني شهقت: تحبينه ليما الحين؟؟


دانة بهمس: ولين أموت..



*******************



الساعة 9 وربع في غرفة جواهر...


جواهر شهقت برعب مؤلم: المعتقل؟؟!!


ونوف بدت دموعها تنسكب بصمت وغزارة وحرارة..



عبدالله ونظرة غامضة ترتسم على وجهه.. وعبدالعزيز وعزوز مشاعرهم وأفكارهم كلها وعيونهم مع عبدالله:


وماكان أي معتقل كان "الجدر" أو القدر على قولتنا..


في البصرة فيه 3 معتقلات..

واحد للقوات الأمريكية في صحراء أم قصر جنوب البصرة اسمه "بوكا"
والثاني هو سجن "المطار" للقوات البريطانية
والثالث هو سجن "المعقل" لقوات الأمن العراقية..
الثلاث معتقلات يمكن فيها 20 ألف معتقل..

وأنا رماني حظي في "الجدر" أو "جدر موحان" اللي كان شيء ثاني.. ثاني..

ماكان فيه إلا 200 معتقل صار حظي أني منهم..
سموه جدر موحان على اسم "موحان حافظ" اللي كان قائد العمليات وقتها..

وفعلا كان "الجدر" قدر.. بس قدر مفتوح على فوق بدون غطاء..


عزوز بتوتر: أشلون؟؟


عبدالله بهدوء عميق فيه نبرة حزن واضح: كان عبارة عن حوطة اسمنت مكشوفة.. كان المطر يضربنا.. والشمس تصقع في روسنا..

ومافيه إلا دورة مياه وحدة...
أكثر المعتقلين صابتهم الأمراض والأوبئة..

عبدالعزيز بتوتر بالغ: وأنت ليش ماقلت أنك موجود هناك بالغلط.. وأنك مواطن قطري..


عبدالله تنهد: أنا لين قدرت أتكلم عدل.. كان صار لي أسبوع في المعتقل.. ومتخانق مع الحراس كلهم..

مين اللي بيسمع لي يعني؟!!


جواهر وبنتها كانوا عاجزين عن الكلام.. والحزن والعبرات خانقتهم بمرارة وألم محرق غائر في القلب..


عزوز بحدة متوترة: وانت ليش تتخانق مع الحراس..؟؟ ماسمعت المقولة اللي تقول: ياغريب كن أديب..


عبدالله خذ نفس عميق وكمل: يا أبوك القضية ماكانت قضيتي بروحي..

معاي العشرات.. ناس صابتهم الأمراض وناس ضعاف..
ومو أنا بروحي اللي كانت أتخانق.. المعتقلين كلهم كانوا في خناق دائم مع الحراس..
وش عندنا غيرهم نفش حرتنا فيهم.. رغم أنهم مجرد عبيد مأمورين..
كنا ننضرب بأعقاب الرشاشات.. نتعذب أحيانا..

رغم أن وجودنا في "الجدر" كان بروحه هو العذاب.. وإحنا مثل حيوانات في زريبة..

حاولت أشرح للحراس أني أبي أكلم في التلفون وأني موجود هنا بالغلط.. بس ماحد عبرني
قالوا لنا أنه وجودنا هنا مؤقت .. لحد ماتنتهي التحقيقات في عملية (صولة الفرسان)..
وقعدت في "الجدر" من أخر شهر 3 لين أخر شهر 8..

عزوز برعب: وأشلون قدرت تستحمل؟؟


عبدالله بإيمان عميق جدا: إن الله مع الصابرين..

كنت أقضي الوقت في الصلاة والدعاء وقراءة اللي أنا حافظة من القرآن.. ومساعدة المعتقلين اللي تدهورت حالتهم الصحية بسبب سوء وضع المعتقل وتعرضهم للاضطرابات الجوية بشكل مباشر..

عبدالعزيز باستفسار مر: وأشلون طلعت زين..؟؟؟

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:24 PM   رقم المشاركة : 129
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئـة والثمانية

عزوز برعب: وأشلون قدرت تستحمل؟؟

عبدالله بإيمان عميق جدا: إن الله مع الصابرين..
كنت أقضي الوقت في الصلاة والدعاء وقراءة اللي أني حافظه من القرآن.. ومساعدة المعتقلين اللي تدهورت حالتهم الصحية بسبب سوء وضع المعتقل وتعرضهم للاضطرابات الجوية بشكل مباشر..

عبدالعزيز باستفسار مر: وأشلون طلعت زين..


عبدالله بهدوء وعيونه تسرح: مع بداية شهر 8 تسربت أخبار معتقل "الجدر" للاعلام..
وصلت أخبارنا لمجلس النواب..
وجات زارت السجن لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب.. وثاروا جدا على وضعه..
وإنه هل من المعقول إنه يكون فيه معتقل مثل هذا؟!!

بعد كم أسبوع "الجدر" اتسكر..
واحنا توزعنا على المعتقلات الثانية.. ورحت أنا لسجن "المعقل"
وقتها قدرت أتصل على فاضل.. وطلبت منه مايبلغ حد لحد مايجيني..
طلبت منه يجيب جواز سفري.. ثم اتصلت على ثاني عشان يرسل لي فلوس لأني ماكان معي أي فلوس ولا اثباتات..

وعطيته رقم فاضل عشان يبعث الفلوس له..
رغم أن فاضل اللي والله عمري كله ما أقدر أرد جميله.. كان مصر إنه هو اللي يعطيني فلوس.. بس أنا أصريت أطلب من ثاني..

تفاجأت بفاضل جايني ثاني يوم وخالي ثاني معه.. اللي ما أعرف متى لحق يحجز ويجي.. وكانوا جايبين جواز سفري معهم..
ما تتخيلون سعادتي لما شفت وجه ثاني..
يالله وش كثر اشتقت له..
واشتقت لكم واشتقت للدوحة..

خذت كم يوم لين خلصنا.. وافرجوا عني
وبعدين حجزنا أنا وثاني على عمّان في الأردن..
أنا كنت مصمم أسوي فحوص طبية شاملة قبل أرجع للدوحة..
لأني مروا علي مرضى أشكال ألوان الله يشفيهم ويفك ضيقتهم..
قعدت في عمّان أسبوع ونص.. لحد ما تاكدت أني سليم تماما.. وجيتكم أنا وثاني من عمّان للدوحة

نوف وقتها ماستحملت رمت نفسها في حضن أبوها وبدت تبكي..
ودموع جواهر بدت تنزل بصمت..وألم مر قاس يتجذر في أعماقها وهي تتخيل كل الألم والعذاب اللي عاناه عبدالله خلال الشهور اللي فاتت..

بينما عزوز عبرته خانقته وحابسها.. وعبدالعزيز كان متأثر جدا ومتماسك كعادته..

عبدالله حضن نوف بحنان وهو يمسح على شعرها
ويقول بحنان أبوي صافي: قولي الحمدلله يا بنتي على كل حال
ناس كثير ماتوا قدام عيني.. وذقت الحسرة عليهم ألف مرة..
يالله ماأقسى الإنسان على أخيه الإنسان..!!
الله يفرج عنهم ضائقتهم.. ويتمم عليهم نعمة الأمن والأمان..
أنا أشهد أنه فيهم رجّال ومن ظهور رجّال.. الله يكشف غمتهم
ويحرر بلدهم..


*************


حوالي الساعة 11 ليلا
سالم مار على بيت عمه أبو علي..
عشان يأخذ منيرة اللي كانت سهرانة عند أهلها..

منيرة طلعت لسالم في سيارته..

أول ماركبت: مساء الخير يابو مبارك..

سالم يبتسم وهو يحرك بسيارته: مهوب حرام نسمي ولدنا مبارك.. يتعقد من أسماء الشيبان من أولها..

منيرة تبتسم: مالك لوا... وش تبينا نسميه يعني مهند وإلا لؤي؟؟

سالم يضحك: يازينه لؤي بن سالم خوش اسم.. شامي على بدوي.. سلطة عجيبة..

منيرة برقة: على طاري المواليد.. ترخص لي بكرة.. أبي أزور دكتورتي جايبة ولد..

سالم باستفسار: مع من بتروحين... مع رقية وسبيكة أكيد؟؟

منيرة ضحكت: فيه غيرهم يعني.. خاطري أعرف حاط دوبكم دوبهم ليه..

سالم يضحك: أغار منهم حبيبتي.. من أشوفس ماسكة التلفون والضحكة شاقة.. أدري أنس تكلمين وحدة منهم..

منيرة بمرح: الزبدة مرخوصة وإلا لا ياقلبي؟؟

سالم بود: مرخوصة.. بس لا تتأخرين


*************


الساعة 11 وربع...

عبدالعزيز يدخل بيته...
ويطلع للصالة اللي فوق.. اللي نورة كانت تنتظره فيها

نورة كانت قاعدة على أعصابها... أول ماشافته نطت: عزوز وأشفيك تأخرت.. وكل ما أدق عليك تقول لي بعد شوي... ولا ريحت قلبي...

عبدالعزيز ابتسم ابتسامة مرهقة: ياذي عزوز... غيري بدلي يابنت الحلال.. مافيه عبدالعزيز وإلا ابو منصور من هنا وإلا هناك...

نورة ابتسمت ابتسامتها المعتادة: مافيه تتهرب من السؤال... وماعندي غير عزوز ياعزوزي..

عبدالعزيز بنبرة حزن واضح: كنت عند جواهر..

نورة نط قلبها في حلقها: جواهر فيها شيء؟؟؟

عبدالعزيز باستنكار: بسم الله عليها... ليش تقولين كذا؟؟

نورة بقلق: ماشفت وجهك وأنت تقولها...

عبدالعزيز وهو يدخل غرفته ويحط غترته على السرير ويجلس جنبها: عبدالله يانورة.. هو سبب ضيقتي..

نورة جلست جنبه وهي تقول: ليه عسى ماشر... وش فيه أبو عبدالعزيز؟؟

عبدالعزيز بحزن عميق: تدرين إنه كان في المعتقل كل هذي الشهور.. وشاف اللي ماينشاف... الله إن شاء الله يجازيه الخير ويجبره على قد ماصبر...

نوف بمساندة عميقة: ياحرام والله إنه مايستاهل... أنا بصراحة عزيته من كثر منت تعزه...

عبدالعزيز بمودة: والله أنه يستاهل من يعزه ويقدره ويحترمه..

نورة وقفت وهي تلبس روبها: زين تعشيت؟؟

عبدالعزيز بهدوء: كلينا فطاير وشربنا كرك وعصير عند جواهر لحد ما انفقعت خلاص...

نورة بحب: فيه العافيه... أنا بأنزل أجيب لي عصير ليمون.. مشتهيته.... تشرب معي؟؟


**************



ثاني يوم

بعد صلاة العصر مباشرة

مها وفاطمة ومنيرة اتفقوا يروحون يزورون جواهر في المستشفى
عشان يلحقون يرجعون قبل المغرب..
محمد وصّل مها لبيت منيرة..
وبعدين فاطمة جات لهم مع شغالتهم وسواقهم.. وراحوا كلهم للمستشفى على سيارة فاطمة..
والاتفاق إنهم كلهم يرجعون لبيت فاطمة.. يسولفون ويتعشون عندها وعقب مها يجيها سعود.. ومنيرة يجيها سالم هناك.. ويرجعونهم..


وصلوا مستشفى النساء والولادة حدود الساعة 4 وربع

اشتروا لهم أكبر سلة شيكولت لمولود ولد لقوها في محل لاريسا اللي تحت..
لأنهم كانوا متقاطين فيها ثلاثتهم والكرت باسمهم الثلاثة فكانوا يبون شيء راهي.. على قولتهم..

فاطمة وهي تضحك: شوفوا أنا باكتب حرم سويلم وحرم متيعب والآنسة فاطمة.. عشان يكون كرت معبر عن واقع الحال...

مها بعيارة: عشان أفلع لش ذا الوجه اللي أنتي رازته..

فاطمة تبتسم: أنا أبي أعرف وش حارج في ذي الويه.. لاني حاطة مكياج ولا مبينة شعري.. بس حلوة.. وش أسوي بجمالي؟؟ أحرق روحي يعني؟!!

منيرة بعيارة: ياشين الثقة.. الثقة عليس مثل السرج على البقرة...

فاطمة تضحك بصوت واطي وهم متوجهين للمصاعد: أنا وش مصبرني عليج أنتي وياها ما أدري.. كله تنغزوني

مها بعيارة: المحبة الله يكفيش شرها..

فاطمة : وع منكم ومن المحبة اللي من وراكم يالشيف..

مها وهي تضحك بصوت واطي وهم داخلين المصعد: والله مافيه شيفة غيرش يالعانس..

فاطمة تمسك قلبها وتقول بلهجة حزن مصطنعة: آه جيتي عالقرح اللي قوا ئلبي..

المصعد ماكان فيه حد غير البنات الثلاث..
مها ومنيرة كالعادة عليهم نقاباتهم..
وفاطمة كانت لابسة عباية مسكرة سادة وشيلة فيها تطريز ناعم مشدودة عدل على راسها..
وطبعا الثلاث بدون أي مكياج ولاحتى ماسكرا..

المصعد كان على وشك أنه يتسكر.. لولا أن يد وقفت في طريق الباب ومنعته يتسكر..

كانت يد رجّال.. مسكت الباب بثقة وبان في معصم صاحبها ساعته وكبك الكم اللي كانت كلها من الألماس وفي قمة الفخامة والذوق..

دخل صاحب الكم ليمتلئ المصعد بحضوره وطوله ورائحة عطره الفخمة كان عطر (شيخ) مخلوط برائحة دهن عود فاخر..

ماكان وسيم.. ولكنه كان جذاب وأنيق بطريقة غير معقولة..
يبدو كما لو كان فيه سحر خاص به..
ثقته الواضحة بنفسه تحيط به كغلالة رجولة مشبعة بالألق..

كان في المصعد ومع ذلك كان يلبس نظارته الشمسية السوداء اللي ما تدل وين عيونه ونظراته تروح..
واقف بثقة كأنه يقف في أملاكه الخاصة..

منيرة تهمس للثنتين بصوت واطي جدا ما يسمعه غيرهم بعد سنوات من التعود مع بعض بهذه الطريقة في الحصص والمحاضرات والأماكن العامة: نعنبو هذا جاي مستشفى وإلا رايح عرس.. بيصرع المرضى بريحة عطره..

مها بنفس الصوت: لا وعطر شيخ بعد.. شكله متسبح فيه..

منيرة بنفس الصوت: وأنتي وش عرفس؟؟

مها: عطر سعود أشمه وهو طالع وهو داخل... تدرون أول مرة أشوف واحد ينافس سعود في الكشخة...

فاطمة كانت الوحيدة التي لم تعلق.. لأنها حست أنه كما لو كان يراقبها من خلف نظاراته..
رغم أنه في الحقيقة ماكان يطالع ناحيتها ولا حتى اهتم فيهم..

فاطمة بدون ماتعرف السبب حست كأن المصعد تضيق جدرانه عليها حتى كادت تختنق.. وإنها بتفطس من الحرارة اللي اجتاحت جسدها بعنف..

حست إنها تغرق عرق.. وتمنت لو تأخذ طرف شيلتها وتغطي وجهها فيها.. بس خافت تسوي كذا يعرف إنه عشانه..
يعني موب أول مرة تصدف أنهم يركبون المصعد مع شاب... هذا وش فيه مختلف؟!!

حست أنها فعلا مو قادرة تنتفس وكأن وجوده يسحب كل الأكسجين من غرفة الحديد المربعة الضيقة..

ماصدقت إنهم يوصلون الطابق الخامس حتى تنط تطلع وتأخذ نفس عميق

منيرة بقلق: فاطمة وش فيس؟؟

فاطمة بنبرة متوترة: يمه.. ماشفتيه أشلون يطالع؟؟

مها بعيارة: أنا شفتش أنتي تخزينه والمسكين يتصدد من الاحراج.. باقي تعطينه الرقم..

فاطمة بتوتر: حرام عليج مها..أنا؟؟

مها بقلق: توتي.. أمزح معش.. يعني أنتي ما تعرفيني.. وش معنى خذتيها بحساسية ذا المرة..

فاطمة بنبرة متوترة: خلاص بنات هذا إحنا وصلنا غرفة دكتورة جواهر خلنا ندخل..

مها ومنيرة هزوا اكتافهم وهم يتبادلون النظرات..
دقوا الباب لأنهم كانوا اتصلوا في جواهر وبلغوها بجيتهم

فاطمة وهي تدخل.. طاحت عينها على صاحب النظارات الغامض واقف قريب منهم..
كأنه كان يلاحقهم (صدق مايستحي)..


******************



الجازي تدخل بيت عمها هادي..
لأنها عندها بعد شوي مدرسة هي وغالية اللي ثنتينهم 3 ثانوي ذا السنة وشادين حيلهم بزيادة..

أم سعود نزلت الجازي وقالت لها: بأروح للجمعية.. أشتري أغراض وعقب بأرجع أتقهوى مع أم خالد لين تخلصين..

الجازي داخلة محملة بملفاتها..
وطلعت فوق لغرفة غالية
وهي خلاص واصلة لفوق شافت خالد طالع من غرفته..
الجازي عادي كملت طريقها تبي تروح لغرفة غالية
وخالد مابعد انتبه وكان طالع
ولو أنه انتبه قبل.. كان رجع لغرفته وقفل على نفسه لحد ماتروح
بس هي خلاص شافته وشافها.. مايبي يحسسها إنه هربان منها...
اللي ماحد يعرفه إنه عاشقنا المتيم كان عارف إنه الجازي وغالية عندهم مدرسة هذا الوقت عشان كذا كان دايما يهرب قبل ماتجي الجازي
ومايرجع إلا لما يدري إنها راحت..
ماكان يبي يشوفها بعد أخر موقف صار بينهم لما استنجدت فيه من محمد.. مرت شهور على ذاك الموقف..
والنار في قلبه تتأجج..
وكان عارف إنه لو شافها معناها نار جديدة تُضاف للنار الحالية.. وهو ماعاد متحمل..

الجازي شافته جاي ناحيتها يبي ينزل مع أنه ماكان يطالع ناحيتها أبد...
وهو يتمنى أنه تروح في حالها وتخليه يروح في حاله..

بس الجازي ببراءتها وقفت وقالت: خويلد.. وينك زمان ماحد شافك؟؟

خالد كح (لحول وش تبي فيني هذي) خالد وقف وبينهم مسافة وهو يحاول مايطالع ناحيته: والله مشاغل... تخرج.. وتوني اشتغلت..

الجازي ببراءة حقيقية: صدق سوري.. ماقلت لك مبروك.. والله منت بهين ياخويلد.. عقبالنا يارب..

خالد حس إن الجو حر وكان وده يهف على روحه شوي.. رد بتوتر: الله يبارك فيش.. وقلنا لش قبل خالد لو سمحتي..

الجازي بعذوبة مرحة: صدق إني غبية.. يعني معطت شعري على سبتها قصدي كشتي المحترقة.. المفروض ما أنسى.. زين أسفين ياخالد..
وعقب كملت بلهجة اعتيادية: يالله رخصنا.. عندنا مدرسة..

خالد ماصدق إنها تروح.. كان ضايق حده.. ومايدري وش يسوي.. يطلع.. وإلا يرجع..
هو أصلا كان طالع عشان مايقابلها وهذا هو قابلها.. يعني ماعاد للطلعة فايدة..

خالد اللي تعب من الكبت والحسرة والقهر قرر يروح لدانة في غرفتها.. يسولف معها شوي

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:29 PM   رقم المشاركة : 130
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئة والتسعه


خالد دق باب غرفة دانة بالراحة..

صوت دانة الناعم الهادئ من خلف الباب: تفضل..

كانت دانة فاتحة اللابتوب على منتدى نسائي تشوف الهذرات الجديدة.. لما شافت وجه خالد اللطيف بابتسامته القلقة..
سكرت اللابتوب وابتسمت: تعال حبيبي..

خالد دخل وجلس جنبها على سريرها..
دانة برقة: وش عندك؟؟

خالد بابتسامة متوترة: يعني ماحد يجي عنده أخته الغالية إلا لو عنده شيء.. اشتقت لش..

دانة تبتسم: يالعيار.. أنت اللي توك جايبني من الشغل من ساعتين بس.. لحقت تشتاق..

خالد فعلا كان تعبان ومتضايق: ضايق شوي يا أخيش..

دانة بقلق: تخسى الضيقة يابو هادي.. أفا.. وش مضيق خاطر شيخ الشباب؟؟

خالد بعمق: خليها على الله بس..

دانة قلقها تزايد: تكفى خالد لا توترني.. وش فيك..

خالد بعذوبة وشفافية موجعة: أحب !!

دانة شهقت بعنف كأنها ضُربت على راسها بمطرقة: تحب؟؟

خالد وهو يعبث بمفتاح سيارته ويقول بنبرة هادئة فيها نكهة انكسار: ليه حرام أني أحب؟؟

دانة تأخذ نفس عميق: الحب كمشاعر حق لكل إنسان.. ماحد يقدر يتحكم في قلبه.. وأنا أكثر واحدة عارفة..
بس المهم إن حبك هذا مايكون فيه مخالفة لدين ولا أعراف ولا تقاليد..

خالد بهدوء مؤلم: من هالناحية لا تحاتين.. كاتم في قلبي وساكت... لحد ماقربت أنفجر..

دانة باستفسار بحذر: وممكن أعرف اللي تحبها؟؟

خالد وهو يوقف دلالة على رغبته في إنهاء الكلام: مهوب الحين..

دانة بتفهم (وهي خير من يفهم المحبين ورغبتهم في الكتمان): براحتك فديتك.. بس تأكد إنك متى ماحبيت تتكلم قلبي وأذني مفتوحين لك.. وتأكد إن كلامك وبوحك بيكون في بير عميق..

خالد وهو يوطي ويحب رأسها بحب واحترام: مايحتاج تقولين.. أنا أكثر واحد عارف...
والله إنه سعود مايعرف هو وش كثر خسر!!

دانة انلسعت بعنف: مافيه داعي لذا الكلام ياعيون أختك.. مافيه داعي !!


****************



ماجد يدخل بيته..
عقب ماطلع من صلاة العصر..
مر واحد من جيرانه.. شايبهم كان مريض
وراح يعوده ويتطمن عليه
كعادته كل يوم من يوم مرض الشايب..

دلال كانت في مطبخ التحضير..
تسوي له قهوة العصر..

ماجد بصوت عالي: دلال.. دلال.. دلولتي..

دلال تطل عليه من باب المطبخ: يمه منك.. قصر حسك.. أخر الشارع عرفوا أنك تناديني..

ماجد بمرح: اللي عنده معاش يقطعه.. حد له عندي شيء.. واحد ينادي دلولته... أخر الشارع وش كارهم..

دلال تبتسم: الحكي معك ضايع.. روح إجلس باجيب لك القهوة..

ماجد بحنان وهو يدخل عليها المطبخ: إن شاء الله تبين تجيبينها أنتي.. وخري أنا بأشيلها.. لا تولدين علينا قبل وقتك..

دلال بابتسامة: كل السالفة دلتين وصحن كيك.. يعني موب صحن ذبيحة...

ماجد بعيارة هو يشيل الصينية: أنتوا يابنات ذا الأيام مافيكم فايدة... أقل شيء يولدكم.. وينج يمه ووين أيامج

ماجد ودلال جلسوا..
ماجد بحب وعذوبة: تعالي جنبي..

دلال قامت وجلست جنبه وصبت له فنجان قهوة وحطت له صحن كيك..

ماجد وهو ينزل فنجانه ويمسك يدها: زرتي مرت عبدالله؟؟

دلال بذوق: أكيد .. رحت لها مع نجلاء وعمتي أم جاسم..

ماجد بمرح: وش جبتي لسميي هدية..؟؟

دلال بنبرة حب واضحة:جبت سلة شيكولت..و ياي على سميك يجنن.. ولا يهمك سماوته نزوجه بنتنا..

ماجد بحنان: البنت ماتغلى على عبدالله وولده.. بس الحين أبيج تشترين له أحسن شيء وأغلى شيء في السوق

دلال بعذوبة: حبيبي والله أني ناوية.. بس خل أم عبدالعزيز لين تطلع لبيتها.. وأزورها بهديتها و بهدية ماجد إن شاء الله..


****************


في جناح جواهر بالمستشفى

الموجودين عند جواهر: نوف وعائشة وبنتها ديمة.. ومها ومنيرة ونوف...
البنات صار لهم حوالي 10 دقايق...
خلصوا السلامات والتعارف على بعضهم

جواهر بذوق: والله كلفتوا على أنفسكم..

البنات: لا والله مافيه شيء من قدرك يادكتورة جواهر.. قدرك عندنا عالي

جواهر توجه كلامها لمنيرة: منيرة متى عرسج أنتي و.... خليني أنا متذكرة اسمه... إيه.. سالم..

منيرة كحت بحرج... ومها ابتسمت وقالت: منيرة يادكتورة حامل في الشهر الثالث الحين..

منيرة قبصت مها في فخذها بدون ماحد ينتبه غير مها اللي كتمت في نفسها وقالت منيرة بحرج: ماصار عرس يادكتورة.. زوجي صار عنده ظرف صحي.. وانا رحت لبيته بدون عرس..

جواهر باحترام: والله أنج بنت أصل.. الله يتمم عليج يارب

عقب منيرة ابتسمت وقالت بخبث:مشكورة يادكتورة ...وإن شاء الله تحضرين عرس مها عقب 3 شهور إن شاء الله

الحين جاء دور مها تكح من الحرج وتقول بنبرة متقطعة: أول مانطبع الكروت.. أنتي أول وحدة دكتورة..

جواهر برقة: إن شاء الله..

فاطمة كانت تتكلم على القد.. وبحدود..
أبو نظارات الغامض وتّرها بشكل غير معقول.. وبدون سبب منطقي.. (صج وش أبي فيه.. خله يولي!!)
بس عقبها أشرت للبنات خلونا نستأذن..

وفعلا قاموا يستأذنون في الوقت اللي كانت عائشة تخلص مكالمة في موبايلها.. وتهمس لنوف.. اللي قامت تجيب لامها نقابها وجلالها..

البنات طلعوا.. لقوا أبو نظارات واقف برا بنظاراته اللي ماخلعها بوقفته الواثقة أو لنقل المغرورة..

مع طلعتهم .. تحرك ناحيتهم
فاطمة بنبرة غضب وحدة وجهت كلامها له: أنت يأ اخ ماتستحي ولا عندك خوات..

خلع نظاراته بثقة وألتفت ناحيتها وهو يقول بهدوء حاد وهو ياشر بأصبعه باحتقار: أنتي يا أخت أنتي تكلميني أنا..

فاطمة انلسعت من نظرة عينه الحادة القاسية المتجبرة

والبنات متفاجأين من ردة فعل فاطمة..
يعني مو أول مرة يتعرضون لمعاكسات وخصوصا هي..
وكان ردهم دائما التجاهل... من باب المقولة الخالدة (الحقران يقطع المصران) وش معنى ذا المرة قررت تهزئ اللي يعاكس؟؟


فاطمة تماسكت وردت بنفس الحدة: والله مافيه حد غيرك لحقنا في الاسانصير.. ثم هنا.. لا وقاعد تنطرنا بعد... صدق إنك قليل أدب ولا عمرك تربيت..

ابتسم ابتسامة ساخرة والاثنين يتبادلون نظرات حادة عميقة: ياحليلج ياشاطرة... !!
أنتي وش شايفة حالج.. عشان ثاني بن ناصر يتنازل لشكلج ويمشي وراج..
شايفتني بزر وإلا مراهق.. روحي يابنت الله يستر عليج... وألعبي على قدج.. أنا جاي أزور المرة اللي أنتوا طالعين من عندها... وإلا ممنوع بعد؟؟

فاطمة صرت على أسنانها وقالت له: صج وقح وحشرة بعد..

وسحبت نفسها ومشت
والبنات وراها مذهولين من حدة فاطمة الناعمة الرقيقة الغير مسبوقة

في الوقت اللي ثاني اتسعت ابتسامته واستمرت عينه تتابعهم لين أختفوا..

فاطمة كانت تقريبا تركض والبنات وراها.. ومها تقول لها: توتي حبيبتي شوي شوي.. لا تنسين منيرة في شهورها الأولى.. مايصير تسحبينها وراش كذا..

فاطمة حطت شيلتها على وجهها عشان ماحد يشوف دموعها وبدت تمشي شوي ودموعها تنسكب بغزارة

أول ماوصلوا للسيارة... فاطمة بدت تبكي بصوت مسموع ورمت نفسها على فخذ مها

منيرة اللي كانت تجلس جنبها من الناحية الثانية كانت تطبطب عليها وتقول بحنان: فاطمة فديتس.. مافيه داعي لذا كله..

فاطمة وهي تشهق: شنو مافيه داعي... ماشفتي أشلون هانني جني حشرة عنده..

مها وهي تحاول تهديها: وأنتي ماقصرتي فيه.. عطيتيه على رأسه..

فاطمة وهي تشهق أكثر: وهذا حد يقدر يعطيه على رأسه ماشفتيه أشلون يطالع ويتكلم جن الناس عبيد أبوه..
قال ثاني ولد مدري شنو.. يكون التافه ولد الشيخ حمد بن خليفة على غلفة..




قبلها بدقايق

ثاني واقف والابتسامة الواثقة تتسع على وجهه
ثاني تفكيره غريب شوي..
تعود يتعامل مع الجنس الآخر بجفاف وقسوة
من باب إنه كان له تعامل كبير مع موظفاته وموظفات الشركات الأخرى
ويؤمن أنك لو عطيت المره وجه إنها بتزودها وتقط الميانه..
وأنك لازم تحط بينك وبينهم حدود قاطعة عشان يعرفون حدودهم ومايتجاوزنها..

فاطمة اليوم لفتت انتباهه.. وبعمق
يمكن لو كان على موقف المصعد بس.. ماكان اهتم أبدا.. ولاحتى درا عنها..
لكن حدتها وهجومها عليه المتمازج مع عذوبتها ورقتها
ترك في نفسه أثر ما...
مجرد أثر!!!



ثاني يدق باب غرفة جواهر

عائشة فتحت له الباب وهي تحضنه بعنف تقول: يالظالم تروح العراق بدون ماتقول لي.. وحتى اليوم في البيت ماقلت لي..

وبعدها نطوا نوف وديمة كل وحدة منهم تحضنه شوي..وبتاثر بالغ

ثاني بهدوء ومودة: أنا قلت بدل مايصيرون فيلمين هندية واحد قبل وواحد عقب.. خلهم واحد لين رجعت..

عقب وجه كلامه لجواهر اللي كانت جالسة على سريرها لابسة نقابها وجلالها وهو بعده واقف عند الباب المسكر
وهو يقول لها باحترام: الحمدلله على سلامتج يا أم عبدالعزيز ومبروك المولود

جواهر برقي: الله يسلم غاليك.. ويكبر قدرك وخطوتك..

عائشة بعيارة: وش ذا العطر كله ياثاني... حرام عليك بتذبح جواهر ومجود...

ثاني بهدوء: والله أني متعطر من صبح.. ماتوقعت إنه لحد الحين مبين..
وعقب ألتفت لجواهر وهو يقول بذوق: سامحينا يا أم عبدالعزيز لو ضايقناج.. كنت أبي أسلم على ماجد.. بس دام دكتورة الأعصاب تقول ريحة عطري بتضايقه خلاص..

جواهر باحترام: لاوالله مانردك وأنت عاني لنا...
ووجهت كلامها لنوف: نوف يمه قومي شيلي ماجد وعطيه خالج..

ثاني جلس على الكنبة البعيدة وشال ماجد وهو متخوف: أخاف أعوره وإلا أكسره.. كنه عصفور

نوف وهي تضحك: الله يهداك خالي هذا أنا جنبك.. لاتخاف..

ثاني قرب ماجد منه بحنان وباس جبينه.. وحط ظرف فيه فلوس في لفته وقال بحنان: ماشاء الله تبارك الله مزيون طالع علي..

عائشة بعيارة: إذا مزيون على عبدالله.. إذا شين عليك..

ثاني ابتسم: كالعادة في صف عبدالله ضدي...

عائشة بحب: إذا سمعت كلام أختك الكبيرة وعرست.. ذاك اليوم باقط عبدالله في الزبالة..

جواهر ابتسمت وقالت لعائشة: زين احشميني أنا ونوف.. بتقطين أبونا في الزبالة واحنا نسمع..

عائشة بمرح: أنا كبيرة العائلة.. الحشيمة أولا وأخيرا لي..

ثاني بارك لجواهر مرة ثانية وأستاذن.. وهو عند الباب نادى عائشة: تعالي عائشة أبيج شوي..

عائشة لبست نقابها وطلعت مع ثاني برا: شالسالفة ثاني؟؟

ثاني بلهجة حاول إنها تكون واثقة كعادته: البنات اللي كانوا عندكم قبل أدخل.. من هم؟؟

عائشة استغربت ماعمره سأل عن حريم: طالبات جواهر في الجامعة..

ثاني بنفس الهدوء: واللي منهم كاشفة وجهها شاسمها..

عائشة ابتسمت وقالت بخبث: اهتمام خاص يعني؟؟

ثاني: عائشة جاوبيني من غير حركاتج القرعاء..

عائشة وهي فهمت بس قررت تتغابى ولا تسأل وتشوف اللي ورا ثاني: اسمها فاطمة ومابعد تزوجت..

ثاني بخبث: شفتي ماطاحت حنوكج يوم جاوبتي بدون لعانة..

عائشة بعيارة: ثاني احترمني... بيني وبينك فرق 13 سنة موب شوي.. أمك يالولد العاق..

ثاني مشى بثقة..
وعائشة رجعت للداخل..


عائشة كان لها أخت أكبر منها هي أم عبدالله
وأخين أصغر منها..
حامد الله يرحمه كان في سن عبدالله
توفي قبل حوالي 17 سنة.. في حادث سيارة وقبل يتزوج..

أمها كانت تقعد سنوات طويلة بين كل حمل وحمل..

ثاني جابته أم عائشة على كبر.. وماتت وهو صغير
وعائشة هي اللي ربته.. وكان معها طول فترة دراستها برا ودرس هو كل سنوات دراسته من الابتدائية للجامعة برا

شخصيته كانت استقلالية جدا.. ومستحيل حد يفرض عليه شيء... رجل أعمال ناجح جدا..
لاهي في أشغاله.. عن أفكار الزواج.. رغم أنه مو رافض فكرة الزواج.. لكن مالقى وقت يفكر فيها..
مغرور شويتين أوثلاث أو يمكن أربع
لكنه رجّال بمعنى الكلمة وقلبه طيب..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:29 PM   رقم المشاركة : 131
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئة و عشرة

بعد يومين..

بعد الظهر وقبل العصر..

جواهر ترجع لبيتها..

عبدالله مابعد رجع من البنك.. وجواهر ماحبت تقول له انها بتطلع.. عشانها عارفة انه هو اللي بيلزم انه يجيبها..

رجعت مع أفضل ونوف..

كانت جهزت وحدة من صالات الاستقبال اللي تحت قبل تولد

الصالة كانت عبارة قسمين بينهم باب ضخم متحرك منزلق بالسحب..
حطت في القسم الداخلي اللي معاه حمام غرفة لها
والخارجي جلسة لضيوفها اللي بيجون يسلمون عليها..

كانت بالكاد قادرة تتحرك.. نوف والشغالات دخلوها لحد ماجلسوها على السرير..

أول ماارتاحت على سريرها قالت لنوف بحنان: يمه نوف من بكرة تداومين..

نوف بخيبة أمل: بس يمه..

جواهر بحنان: يا ماما خلاص مايصير.. غبتي 3 أيام قبل الجمعة والسبت..يعني 5 أيام قاعدة عندي.. بكرة الأحد تروحين تداومين بدون نقاش..

نوف بحنان: بس مايصير يمه تقعدين بروحج وأنتي نفاس.

جواهر تحضنها: حبيبتي الصبح بتجي عندي أم فهد وإلا موزة وإلا نورة.. لين تجين.. لا تحاتيني..

صوت رجالي يقاطعهم بمرح: خيانة.. خيانة.. تطلعين بدون ماتقولين لي..

نوف نطت وباست خشم أبوها: زين أنك جيت.. اقعد مع أمي.. ما أبي أخليها بروحها..
أبي أروح اخذ شاور وابدل..

نوف طلعت.. وعبدالله جلس جنب جواهر.. باس جبينها وهو يقول: الحمدلله على رجعتج بيتج بالسلامة..

جواهر بعذوبة: قول الحمدلله على رجعتك أنت لي..

عبدالله وقف وهو يلف ناحية سرير ماجد: وينه الشيطان الصغير.. اشتقت له.. اليوم في البنك كل شوي تتخايل لي خدوده اللي أبي أكلهم..

جواهر حاولت تلف: خلني أشيله أعطيه لك..

عبدالله وقفها بحركة من يده: لا تتحركين حبيبتي أنتي تعبانة.. وبعدين نسيتي أنا خبرة قديمـــــ

الكلمة ماتت على لسان عبدالله.. وهي تعيد له الذكرى القاسية المرة اللي يحاول ينساها..
الذكرى اللي تعمقت قساوتها بعد تجربته في العراق.. التجربة اللي أثبتت له مرارة الحياة بعيد عن الأحبة.. (وأشلون وأنا حرمتها من عيالها 17سنة!!)

عبدالله اللي كان على وشك إنه يشيل ماجد.. تركه وراح جلس على كرسي في الزاوية..

جواهر حست بوحشة موجعة تستولي على قلبها وهي تشوف عبدالله جالس بعيد ومعتصم بصمت مر.. منكس رأسه ويفكر..

اخترق سكون عبدالله صوتها العذب وهو يناديه..رد عليها بهدوء: هلا حبيبتي.. تبين شيء؟؟

جواهر برقة: تعال عبدالله أجلس جنبي.. أبي أقول لك شيء..

عبدالله قرب وجلس جنب جواهر على السرير
جواهر حطت رأسها على كتفه.. وعبدالله حضنها بيد وحدة برقة خوفا أنه يألمها بأي صورة
جواهر مسكت كفه الحرة بيديها الثنتين بحنان بالغ
وقالت له بحزم رقيق: عبدالله أنا وأنت شفنا اللي كفانا في حياتنا..

عبدالله قاطعها بحزن: بس اللي شفتيه أنتي كان أكثر أكثر بكثير..

جواهر بعذوبة وهي ترفع يده لشفايفها وتطبع عليهم قبلات دافئة شفافة: وأنا أشوف أن اللي أنت شفته أكثر بكثير..
واحنا يعني ياعبدالله بنقيس أحزاننا نشوف مين الأكثر..
تكفى عبدالله خلاص.. احنا شفنا ماكفانا.. ماراح أسمح لك تحس بالذنب.. أو تخلي شيء يوقف بيني وبينك..
ماراح اسمح لك تعيش في أوهام ممكن تخرب علينا حياتنا

أنا من لما بديت معك حياتنا الجديدة.. وأنا رميت كل شيء ورا ظهري
أنا وأنت وعيالنا وبس.. مانبي حزن.. ولا هموم تكفى.. أوعدني عبدالله أوعدني..

عبدالله بثقة حنونة وهو يرفع وجهها ناحيته ويقرب وجهه منها: إن شاء الله حبيبتي.. أوعدج ياقلبي

جواهر حطت أصابعها على شفايف عبدالله تمنعه من إكمال اللي في باله وقالت بمرح عذب: أنا مكتفية بالوعد..

عبدالله بعمق: بس أنا موب مكتفي..

جواهر وهي تبعد شوي عنه: الركادة زينة..

عبدالله بمرح: أنتي وحركات العجايز والنفاس.. ماني بمأكلج كلها بوسة وحدة بس..

جواهر بخجل: عيب عليك عبدالله... روح يالله توكل على الله


********************



في نفس اليوم الساعة 9 بالليل

سعود وصل للبيت..
لقى أمه جالسة تتفرج على التلفزيون..
سلم ثم سأل عن البنات

أمه بتخوف: برا..

سعود بغضب: برا وين لذي الحزة؟؟

أم سعود تحاول تهديه: قريب يأمك.. في فيلاجيو وأكيد على وصول..

سعود طلع معصب وركب سيارته..دق رقم على السواق: سيد علي أنت وينك؟؟
.....................
زين ارجع البيت أنا بأجيب البنات خلاص..


اتصل على مها وقال لها تطلع عليه من عند باب كارفور..

مها قلبها رقع وهي تشوف الساعة: يمه بيذبحنا!!

التفت على الجازي ودانة اللي رماها حظها اليوم انها هي اللي تكون مرافقتهم: يالله سعود برا ومعصب.. يقول اطلعوا.. وخلا سيد علي يرجع للبيت...

دانة بارتباك غلفته بهدوء: أنتو روحوا بأكلم خالد يجيني..

مها بتوتر وهي مو حابة تحرج دانة وتجبرها تركب مع سعود: كلميه أول.. خل نشوف وين مكانه

دانة دقت الرقم: هلا خالد وينك؟؟
...................
عزبة أبو جبر في الشمال..زين أنا في فيلاجيو.. تقدر تجيني الحين..
..................
عادي أنتظرك ساعة مهوب مشكلة..

دانة بهدوء:خلاص روحوا خالد جايني..

الجازي بعصبية: أنتي مجنونة.. تبين نخليش ورانا الساعة الحين 9 وثلث.. والمجمع محلاته تسكر 10..
وبعدين احنا اللي جايبينش وانتي ماكان لش حاجة جاية عشاننا..

دانة بنفس الهدوء: كارفور والمطاعم فاتحين للساعة 12.. روحو أنا بأقعد في المصلى لين يجيني خالد..

الجازي ومها حاولوا فيها لحد ماتعبوا وهي معندة..
وسعود جننهم اتصالات عشان يطلعون عليه..

البنات طلعوا لسعود..
ركبوا.. مها قدام والجازي ورا.. وهم باين عليهم الارتباك والقلق..

سعود بعصبية: وش فيكم؟؟ بعد متأخرين لذا الحزة.. وعادكم مسوين روحكم زعلانين..

الجازي بلعت ريقها وقالت بصوت واطي: الدانة داخل ومارضت تطلع معنا.. وحنا نحاتيها..

سعود ألتفت عليها بحدة : وشو؟؟

مها بتوتر: تقول بتتنى خالد.. وخالد في الشمال.. والمجمع محلاته بتسكر عقب نص ساعة..

سعود دق موبايله وقال بلهجته الآمرة: هلا خالد... لا تجي خلاص.. دانة بتطلع مع خواتي وبنوصلها للبيت..
................
أكيد طبعا.. أنت تبي لك ساعة لين توصل بيكون المجمع سكر..
..................
ماعليك منها.. خلك مع ربعك وإزهلها..


سعود دق على دانة وهو يحرك سيارته عشان يأخذ لفة ويرجع..
دانة اللي شافت اسم سعود.. رقع قلبها بعنف حاد.. بس ماردت عليه..
ماعاد قدرت ترجع تلفونها للشنطة وهي ترتعش بعنف..
رن مرة ثانية.. وثالثة.. ولاردت..


رنة مسج:
" ردي أحسن لش"


دانة دخلت لمحل نكست أقرب محل للباب الخارجي.. ووقفت في زاوية..
رن الموبايل..
خذت دانة نفس عميق وردت بصوت مرتعش: ألو..

سعود حس بطعنة عذبة حادة موجعة في عمق قلبه وهو يسمع صوتها لأول مرة بعد طلاقهم..

"يالله وش كثر اشتاق لصوتها ولانسكاب رنينه في أذنه..!!"

تماسك سعود ورد بصوته الواثق: هلا
عشان يرجع لها نفس الطعنة وبنفس القوة..بنفس العذوبة والوجع

دانة حست إنها مو قادرة توقف وهي تسمع صوته.. دورت كرسي قريب مالقت.. تسندت على الطوفة وهي تقول: سم سعود..

سعود بنفس هدوءه: سم الله عدوش.. اطلعي أنا أتناش برا..

دانة بحرج: لا خلاص.. مشكور.. خالد جايني..

سعود بثقة: أنا كلمت خالد وقلت له لا يجي وانش بتروحين معنا..

دانة اللي استفزها تصرفه وخلاه تتماسك أكثر: مالك حق ياسعود تتصرف من رأسك..

سعود بهدوء: من غير كثرة كلام.. اطلعي يادانة قدام أعصب.. وإلا والله العظيم لانزل بنفسي واسحبش قدام العالم..

دانة اللي عارفة سعود إذا عصب وش ممكن يسوي قالت بقهر: زين زين طالعة..

نزلت شيلتها أكثر على عيونها الباينة من خلال فتحات النقاب الضيقة.. وطلعت..
شافت سيارة سعود الفيكسار الذهبية واقفة قدامها مباشرة
مارفعت عينها وهي تحط يدها على القفل تبي تفتح الباب الخلفي..

عشان تتفاجأ بيد قوية تمسك معصمها قبل تفتح الباب
يد عرفتها بقلبها قبل عينها
انبعثت كهرباء لاسعة بدأت من معصمها وانتشرت لكامل يدها لتعبر عبر سلسلة ظهرها بعنف..
وصوته الغاضب كموج بحر هائج يغرق أذنها: دانة وين بتروحين..؟؟

دانة رفعت عينها عشان تغرق في بحر النظرة الحادة الغاضبة المرعوبة..

كانت ثانية وحدة من الزمن.. لكن بالنسبة للاثنين كانت عمر كامل.. وكأن الدنيا بكبرها خلت من كل شيء

عدا شخصين اثنين يحتضنهم المشهد

هو
و
هي

العين في العين
والمعصم في اليد

والقلب يثور كطوفان هادر على وشك إغراق الأرض والحنايا والأضلاع..

دانة كانت أول المتماسكين وهي تقول بارتباك وخجل وهي تحاول تخلص يدها منه بدون فايدة
كان مطبق على معصمها بكل قوته: وين باروح بعد.. بأركب..

سعود ألتفت على سواق السيارة اللي كانت دانة بتركبها وهو يقول بنبرة احترام: سامحنا يالأخو.. نفس سيارتي القديمة والاهل تلخبطوا..

سعود قال كلمته وسحب دانة من يدها لسيارة ورا السيارة الذهبية

دانة من بين أسنانها: سعود فكني مالك حق تمسك يدي..

سعود ماكان سامعها.. من لما شافها تتوجه للسيارة اللي قدامه وكانت بتركبها ..نط من سيارته وترك الباب مفتوح عشان يوقفها.. من دقيقتها وهو حاسس بصداع مؤلم وكأنه ضُرب على رأسه فعلا من خوفه وغيرته عليها..

ظل يسحبها من يدها لحد ما وقفها قدام باب سيارته الخلفي وفتح لها الباب وركبت وهي مستغربة

(وش عرفني يعني أنه اشترى مرسيدس فورويل سوداء..؟!!)

دانة ركبت جنب الجازي..
وسعود رجع لمكانه وحرك..

الدانة كانت ماسكة معصمها مكان يده بالضبط
كأن مسكته تركت في يدها حريق ماكن

الجو في السيارة كان ساكن جدا.. عاصف جدا
وكأنه يدور بينهم شرارات كهربائية مشتعلة..

الكل ساكت..
حتى مها اللي تعودت تقلب كل شيء لمزح
كان ريقها ناشف والكلام جمد في بلعومها
الكل كان حاسس بالتيار الكاسح العابر بعنف بين المقعدين الأمامي والخلفي

دانة ماصدقت توصل لبيتها
عشان تنزل بصمت..

قبل ماتوصل غرفتها

رنة مسج

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:30 PM   رقم المشاركة : 132
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئة واحد عشر


دانة ماصدقت توصل لبيتها
عشان تنزل بصمت..

قبل ماتوصل غرفتها

رنة مسج

"آسف
والله العظيم آسف
على كل شيء ضايقتك فيه
جديد كان وإلا قديم"

دانة تنهدت بحزن غمر كل مشاعرها وأغرق روحها المثقلة.. وهي تحط الموبايل على التسريحة
وتخلع عبايتها


***************


حوالي الساعة 10 ونص في بيت عائشة

ثاني راجع من برا..

عائشة كانت تقرأ في تقارير طبية في يدها..

ثاني قعد جنبها عقب ماسلم

عائشة وعينها على التقارير: آمر..

ثاني بابتسامة: وأنتي وش عرفج أني أبي شيء

عائشة ترفع رأسها وتحط عينها في عينه: ثاني خلص علي.. أنا مربيتك
وعقب كملت بخبث: فاطمة صح؟؟

ثاني بدهشة: يمه منج..

عائشة تضحك: صار لك كم يوم وانت مو على بعضك.. وكل ماتجي تبي تكلمني تغير رأيك وتقوم
وأنا فاهمتك من أولها بس قلت خلك تتأدب شوي..

ثاني ابتسم: زين والزبدة؟؟

عائشة تبتسم: الزبدة أني سألت جواهر عنها.. ومدحتها وايد.. فأنا خذت رقم موبايل البنية
متى ما انت عزمت.. اتصلت فيها وخذت رقم أبوها

ثاني بتصميم: اشرايج تتصلين الحين..

عائشة بمرح: اللي مافينا صبر.. يمكن الوقت موب مناسب
وعقب كملت بهدوء: وممكن أعرف وش اللي غير رأيك؟؟
كنت كل ماكلمتك عن الزواج قلت موب الحين..

ثاني بهدوء: على قولت المصريين (هوا أكل وبحلئة) يعني أنتي وش لج باللي غير رأيي.. المهم رأيي..

عائشة بمودة: يمه منك.. بتاكلني... زين قشرني أول.. لا تأكلني بقشورك

ثاني بثقة ومرح: أنتي أصلا ماتنبلعين مقشرة وإلا بقشرج..
خلصيني ودقي عليها الحين وجيبي لي رقم أبوها ..


ثاني رجل القرارات السريعة
البنية عجبته من ذاك اليوم
فليش التاخير؟؟
اطرق الحديد وهو ساخن..
(وخلني أحط عيني في عينها وهي خطيبتي... واشوف حزتها هي وش يتقول؟؟)


عائشة طلعت الرقم اللي متسيف جديد عندها.. دقت

باحترام: مساء الخير
.........................
انا الدكتورة عائشة.. اللي تقابلنا عند جواهر قبل يومين..
........................
الله يسلمج ياقلبي
.................
الحمدلله
(ثاني بدأ يتوتر رغم أنه محافظ على هدوءه وبروده الاعتيادي)
................
ممكن أخذ رقم أبوج فاطمة لو سمحتي..
...............
أكيد من حقج تعرفين.. موضوع خطبة إن شاء الله
أنا اسمي عائشة بنت ناصر الـ
وأخوي اسمه ثاني وعمـ.....
(مقاطعة)
................
بس يابنتي الكلام أخذ وعطاء.. أنتي حد متكلم عليج؟؟
(ثاني حس بضيقة غير طبيعية تكتم على صدره)
(أنا وحدة تتجرأ وتفكر مجرد تفكير إنها ترفضني)
......................
زين دام ماحد متكلم عليج.. عطونا فرصة نتقدم.. وأسألوا عن الولد براحتكم...
والله العظيم موب عشانه أخوي بس ثاني ما ينتعيب بشيء.. مصلي وحافظ فرضه ومال وشباب وتعليم وشخصيــ..
(مقاطعة)
...............

زين يابنتي خذي مهلة تفكرين.. وانا بأكلمج بعدين
....................
عائشة تنتهد: أنتي شكلج متوترة ومعصبة على ثاني ليش ما أدري... ماراح أخذ بكلامج ذا المرة.. وبأعطيج فرصة تفكرين
..............
مع السلامة..

عائشة تلتفت على ثاني وهي تقول باستفهام: ثاني انت وش مسوي في البنية؟؟ البنية شكلها شايلة عليك من قلب..


*****************


بعدها مباشرة..
مها كانت في غرفتها تجهز لمحاضراتها بكرة..
رن موبايلها..

شافت الاسم.. ردت بعيارة: يا أختي وش ذا الازعاج؟؟

مها انفجعت وهي تسمع صوت فاطمة تبكي..

مها برعب: فطوم وش فيش فديتش؟؟

فاطمة وهي تشاهق: النذل الحقير.. وش مفكرني.. ياي يكمل علي..

مها وهي تهديها: فاطمة حبيبتي أنا ماني بفاهمة شيء.. هدي واشرح لي..

فاطمة قالت لها اللي صار كله وهي كلمة تشرح وكلمة تبكي..

مها بهدوء: زين حبيبتي وش فيها؟؟

فاطمة اللي تماسكت بعد مافرغت اللي في خاطرها: يعني يقول لي أنتي وش مفكرة نفسج.. وروحي إلعبي بعيد ياشاطرة
وعقب يبي ييي يخطبني..

مها بعيارة: ياسلام حب من أول نظرة الأخ...ماعنده وقت.. حامي حامي
أنا بصراحة شفته يجنن. طول ورزة وشخصية.. لاتضيعينه..


فاطمة بغضب: أحر ماعندي أبرد ماعندج.. ضاعت علومه إن شاء الله
وش فيه الواحد يتحسف عليه..غروره وإلا وقاحته
خليه يولي..


*****************


مازلنا في بيت أبو سعود وخلال نفس الوقت
لكن في مكان آخر..

غرفة سعود..
سعود كان قاعد يشوف أخبار الجزيرة..
اندق الباب عليه..

سعود بهدوء: تفضل..

كان محمد اللي دخل بخطوات متوترة..

سعود ابتسم: تعال محمد.. اسهر معي.. بنقول للجويزي تسوي لنا كرك..

محمد جاء وقعد مقابله.. وفي وجهه كلام..

سعود حس بالكلام اللي على طرف لسان محمد: وش عندك..؟؟

محمد بتوتر: أبيك في موضوع مهم...

سعود بود وثقة: وأنا حاضر..

محمد بذات التوتر: أبي أخطب مزنة بنت عمي هادي...

اتسعت ابتسامة سعود: زين نخطبها لك بكرة ولايهمك..

محمد بقلق: أنا بصراحة من زمان أبي أخطبها.. بس طلاقك لدانة وقف في وجهي..

سعود بهدوء: محمد يا أخيك اسمعني.. أنا والدانة موضوع ثاني غيرك أنت ومزنة.. مالكم علاقة فينا..

محمد بذات القلق: أخاف عمي هادي يعيي عشان .......

سعود قاطعه بثقة: لا تخاف.. مهوب معيي عشاني طلقت دانة.. عمي هادي رجّال عاقل ويحبنا مثل عياله
العقبة الوحيدة إن البنت تكون ماتبيك..

وأخيرا ابتسم محمد: إن شاء الله إنها تبيني..


******************


ثاني يوم..
يوم الخطبات على كل الجبهات..

راشد كلم عبدالعزيز.. ماعاد فيه صبر
من لما عرف أن عبدالله رجع وهو مجنن عبدالعزيز يبيه يحدد له موعد مع عبدالله عشان يجي هو وأبوه يخطبون نوف..
عبدالعزيز طلب منه يصبر شوي لأن عبدالله عليه ضغط زوار ومجلسه مايخلا من أفواج المهنئين بسلامته...


ثاني العنيد قدر يطلع رقم أبو صالح أبو فاطمة بدون اهتمام برفض فاطمة..
وانبسط أنه طلع من معارف أبوه.. أتصل فيه وطلب منه يحدد له موعد.. واتفقوا يتقابلون بعد صلاة المغرب.. بدون مايقول ثاني لأبو صالح عن سبب الزيارة..


سعود اتصل في عمه.. وقال له أنه يبي يجيه عقب صلاة العصر


عدا عن مخطط لخطبة رابعة على جبهة رابعة


****************



عقب صلاة العصر
في مجلس أبو خالد..

سعود قاعد مع عمه... محمد المتوتر مارضى يجي معه.. اتصل في خالد وطلعوا الثنين سوا..

سعود باحترام: يبه أنت عارف أنه أنا ومحمد عيالك مهما صار بيننا...

أبو خالد بحنان: أكيد يا أبيك مافيه شك..

سعود يكمل بذات الاحترام: وطلاقي لدانة أنا اللي اتحمل ذنبه بروحي.. وماحد له ذنب فيه عشان غيرنا يتحملونه..

أبوخالد رغم ألمه اللي هو حس فيه لكنه جاوب بصدق: أكيد ياولدي..

سعود باحترام كبير: يعني إذا محمد بغى مزنة منت براده بسبتي..

أبو خالد باستنكار: حاشا أرده أبو سعيد وهو رجّال كفو ولا عليه منقود..

سعود اللي حس بفرح عميق ابتسم وقال بهدوء: يعني أنت موافق؟؟

أبو خالد بثقة: أنا موافق.. لكن يا أبيك بأشور مزنة.....
وعقب كمل بحزن: سامحني يا أبيك لكن من عقب سالفة دانة نذرت نذر أني ماعاد أغصب وحدة من بناتي على العرس..

سعود باحترام رغم ماأعادته له الذكرى من تأثر: أكيد يبه.. أكيد


سعود طلع من عند عمه اللي وعده يرد عليهم في أقرب وقت

وأبو خالد دخل داخل البيت.. ونادى دانة وقال لها كل شيء.. وطلب منها إنها تشوف رأي مزنة


*******************



خالد ومحمد في مقهى دي لاميزون اللي في شارع سلوى

محمد متوتر لأخر حد..

خالد يضحك عليه: ذا التوتر كله عشان مزون القرعاء؟؟

محمد ابتسم رغم توتره: ما اسمح لك تسب المدام..

خالد يضحك: لم لسانك لا يتدلى وأنت تقول المدام... احترمني قدام أعيي وأقول لك مالك عندنا مرة..

محمد ابتسم.. لخالد دائما القدرة على تبديد همه: تخسى تعيي مني أنت ووجهك.. احمد ربك أني بأصير نسيبك..

الشباب قاعدين يتقهون ويسولفون وكل واحد يقط النغزات على الثاني

رن موبايل محمد.. شاف اسم سعود
رقع قلبه من التوتر والترقب: هلا أبو سعيد.. بشر
................
محمد بفرحة عميقة: زين.. زين.. مشكور جعلني ماخلا منك يوم ياسنيدي..
..................

محمد ألتفت على على خالد بفرح: هذا سعود يقول عمي موافق.. بس يبي يأخذ راي مزنة..

خالد بثقة ومرح: ماعليك منها بتوافق.. وإلا بأكسر لك رأسها..

محمد بابتسامة: عشان أكسر لك يدك.. وبعدين لا تنسى إنها هي اللي أكبر منك يالبزر..

خالد يضحك: كلها فرق عشر شهور اللي بيني وبينها.. يعني عبارة إنه حنا توأم..

خالد كان في رأسه موال ينرسم..
أجله شوي لين يرجع للبيت


*********************


قبل المغرب بشوي
دانة في غرفة مزنة..

وملامح حزن عميق مرتسمة على وجهها: مزنة حبيبتي.. فكري شوي.. مايصير تقررين موضوع مهم مثل هذا في حزتها..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:32 PM   رقم المشاركة : 133
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~



الجزء المئة واثنا عشر


قبل المغرب بشوي
دانة في غرفة مزنة..

وملامح حزن عميق مرتسمة على وجهها: مزنة حبيبتي.. فكري شوي.. مايصير تقررين موضوع مهم مثل هذا في حزتها..

مزنة بتوتر لكن بثقة: ما أبيه يادانة.. ما أبيه.. وأنتي بروحش قلت لي أنه ابي مهوب غاصبني..
وأنا قلت رأيي خلاص..

دانة بحنان وحزن: والله أنه محمد مافيه عيب.. رجّال اللي مثله قليل والله العظيم..

مزنة بهدوء وألم: بس شخصيته بكبرها ماتعجبني.. واشك في سالفة أنه رجّال اللي مثله قليل..

دانة بحزن: ليه فديتش؟؟

مزنة بهدوء وهي تقوم من السرير وتجلس على مكتبها: أولا وأهم شيء مايستحي ولا يحشم
كل مرة يشوفني في بيتهم.. يقزني قز
مايحشم أني بنت عمه وفي بيته..

ثاني شيء تركيبة شخصيته كلها غلط
أول كان مطول لي ذا الشعر كنه شعر بنية... أخييييه منه ومن سواياه..
ثاني شيء يوم صارت سالفة صديقه رجّال منيرة رفيقة مها
بغى يموت وحبس روحه وصابه اكتئاب
هذي تصرفات رجّال بالإمانة عليش..؟؟!!
وحتى يوم حلق شعره.. ماحلقه عشان يسوي مثل الرياجيل
لكن من زود ماهو مكتئب وحزين ومتحطم
يعني بكرة لو صار لحد من عيالنا شيء
هو بيقعد يبكي وأنا اللي أروح أوديهم المستشفى أراكض فيهم؟!!!!
أنا أبي رجّال يشيلني مهوب أنا اللي أشيله..
محمد هذا مايصلح لي.. ولا أصلح له..

دانة برقة: بس يامزنة.......

مزنة قاطعتها بحزم: خلاص دانة تكفين.. انتهينا من ذا الموضوع..


*****************


بعد المغرب..
في مجلس أبو صالح.. اللي اسمه ابوصالح من أيام ماكان شباب وقبل يتزوج حتى.. بس صالح ماجاء
ومارزقهم الله عقب العلاج الطويل إلا فاطمة وبس

ثاني عمره ماتردد في قرار..
ويوم يصمم على شيء يسويه..
وفاطمة حطها في رأسه
وخصوصا عقب ماقالت له أخته أنها تقول أنها ماتبيه..
(أنا وحدة ترفضني!! ولاعمرها بتصير!!)

بعد السلامات والتعرف على بعض..
أبوصالح طلع يعرف ناصر أبو ثاني عدل..
وثاني عرف يهدّف مضبوط..
وحط الشايب أبو صالح في جيبه..

أبو صالح كان يجيه خطّاب كثير لفاطمة.. لكنه كان يرفض
لأنه كان خايف عليها
لا لها عم ولا خال لها عمات وخالات بس..
وأبو صالح رجّال كبير في السن
وماكان يبي يعطي فاطمة إلا رجّال يعرف أنه بيصونها
ويخاف الله فيها وماراح يظلمها أو يضيمها لما يدري إنها مالها سند..

وحس انه لقاه في شخص ثاني.. وقرر انه مايفرط فيه..

ابو صالح باحترام: شوف ياولدي من ناحيتي أنا موافق.. بس خلني اشور البنت

ثاني (وأنا خايف إلا من سالفة تشور البنت ذي) رد باحترام بالغ: المهم شورك.. وإلا البنت صغيرة ويمكنها ماتعرف مصلحتها وين.. بتخليها على كيفها يعني؟؟
أنا شاريها وشاري نسبكم.. وأوعدك أحطها في عيوني الثنتين..

أبوصالح بتفكير: مايصير إلاّ الخير واللي يرضيك ان شاء الله

أبو صالح قرر يسال عن ثاني أول وباستقصاء واهتمام
قبل يسأل فاطمة..


**************


بعد صلاة العشاء..

خالد يدخل البيت...
أبوه كان في مجلسه وعنده رجال...

خالد قاعد كأنه قاعد على مقلى.. ياما قام.. ياما قعد.. يا مادخل وياما طلع..

أول ماراحوا الرياجيل..
أبو خالد ألتفت على ولده بغضب: الحين تقدر تقول لي وش فيك؟؟
فشلتني في الرياجيل كنك مخروش.. ماقعدت على ذيلك دقيقة وحدة..

خالد حب خشم أبوه: قل تم فديتك..

أبو خالد ابتسم: أثر السالفة فيها طلبة وحب خشوم.. اخلص علي ياخويلد وش تبي؟؟

خالد بتوتر: أبي الجازي بنت عمي سعيد..

أبو خالد تغير وجهه: مهوب ذا الحين.. ولا هو بوقته..

خالد بخيبة أمل: ليه يبه؟؟

أبو خالد بنبرة الشياب المنطقية: أول شيء بيحسبون أنه حنا خطبنا عشان هم خطبوا.. كن حن نقول لهم وحدة بوحدة
وهذا عيب ما ارضاه لأختك ولا لبنت عمك...

الشيء الثاني والأهم إن بنت عمك عندها شهادة مثلها مثل غالية.... وأنا لو جاني حد يخطب غالية ذا الحين تفلت في وجهه...
تركد لين تخلص بنت عمك ذا السنة.... وقدام تخلصها وتاخذ شهادتها.. ما أبغي أسمع منك كلمة..
والجازي مهيب طايرة.. ولا حد بمتقدمن عليك.. وأنت وياها عادكم صغار وش أنت طايرن عليه..

خالد بخيبة أمل بالغة رغم أنه مقتنع بكلام أبوه: خلاص يبه اللي تامر عليه تم..


*******************


في الليل متأخر...

عبدالله داخل بيته من مجلسه الخارجي بعد ماراح أخر زائر من الرياجيل اللي تعشوا عنده..كان حاس بصداعه المعتاد..

داخل غرفة جواهر بشويش.. اليوم ماشافها ولاشاف ماجد إلا يمكن 10 دقايق بس طول اليوم..
خاف إنها تكون نايمة..
ابتسم لما لقاها قاعدة تغير لماجد...على ضوء أباجورة خافتة لأن نوف كانت نايمة جنبها.. وسرير ماجد الصغير المحمول بينهم ثنتينهم..

جواهر لما شافته ابتسمت ابتسامة صافية عميقة.. واشرت له أنه خليك في الجلسة وأنا بأجي لك..

عبدالله رجع وجلس في الجلسة وسند رأسه على الكنبة عقب ماحط غترته جنبه..

صوتها الناعم قريب منه: الصداع صح؟؟

عبدالله بألم وهو يفتح عيونه: على خفيف.. الحمدلله ماعاد يجي مثل أول..
كمل بابتسامة: الشمس في "الجدر" سيحت الصداع..

جواهر جلست جنبه قالت له بحنان وهي تأشر على فخذها: تعال حبيبي..

عبدالله بحذر: أخاف أعورج ياقلبي..

جواهر برقة: ليه حد قال لك إن عمليتي في فخذي..

عبدالله ابتسم رغم صداعه وحط رأسه على فخذها..

والصمت يحل بينهم.. كعادتهم حينما تعبر مشاعرهم العميقة الاستثنائية عن نفسها بدون كلام..

جواهر دلكت رأسه بحنان..
عبدالله شوي شوي بدت ملامح الالم تنبسط وتلين..
عقب مسك يدها وحضنها..وهو بعده مغمض عيونه..

جواهر بحنان مصفى: حبيبي من لما وصلت وأنت ماريحت روحك.. مابين البنك وزوارك اللي مايخلصون..
على الاقل خذ إجازة من البنك أسبوعين.. لين تخلص على الأقل عشاك الأسبوع الجاي...

عبدالله كان مرتب لعشاء ضخم في قاعة الدفنة بفندق الشيراتون بمناسبه رجوعه وسلامته.. وزعوا سكرتاريته كروت دعوته...
وعزم الكل بدء من سمو الأمير الله يحفظه إلى أصغر موظف عنده في البنك..

عبدالله اللي شدد من احتضانها ليدها: ما أقدر حبيبتي.. البنك حاله مقلوب... اللي كان مستلم الإدارة بالانابة جيت لقيته حايس لي الدنيا.... والعملاء في تناقص.. ومشاريع كبيرة ضاعت علينا..
يبي لي شوي وقت لين أضبط وضع البنك
وعقبها أوعدج أخذ إجازة طويلة واسافر أنا وأنتي وماجد وبس...

جواهر بابتسامة: ياسلام عليك.. ونوف وعزوز..؟؟

عبدالله ابتسم وجلس على حيله: وش فيهم نوف وعزوز.. شيبان في بيتهم... يالله جيبي لي مجود اليوم ماحبيته على راحتي..

جواهر ابتسمت وهي تقوم تجيب ماجد: وهو ماجد طفش من شيء إلا هالحبب اللي ماتخلص..


****************


ثاني يوم العصر..

سعود طالع من صلاة العصر هو ومحمد..
كانوا جايين كلهم على سيارة محمد..
وكانوا في السيارة راجعين لبيتهم..

رن موبايل سعود كان عمه هادي..
أبو خالد حب يبلغ سعود رفض مزنة في التلفون
ماحب إنه يواجهه.. ويرده وجه لوجه
أبو خالد حاول يقنع مزنة.. لكنها شاف إنها كانت مصرة على الرفض.. وهو حلف أنه ماعاد يجبر حد منهم على رجّال ماتبيه..

كانوا يوقفون في البيت وقلب محمد يوقف وهو يسمع سعود يقول: هلا والله يبه حياك الله..
..............
طيبين طاب حالك..
..................
يسرك الحال جعلني ماخلا منك
..................
الشغل زين ولله الحمد (سعود ماارتاح لتطويل عمه في السلامات... حس إنه السلامات مقدمة لتأجيل كلام أخطر)
..........................
أكيد يبه.. حن أهل.. ومافيه شيء بيفرقنا..
.........................
وأكيد إن كل شيء قسمة ونصيب...... يبه قل اللي في خاطرك..
.......................
سعود بتماسك رغم الحزن العميق اللي اجتاحه: زين وممكن نعرف السبب؟؟
...........................
زين يبه طال عمرك.. ماصار إلا الخير جعل راسك سالم... وانت تراك تحل وتربط... وانت أبينا كلنا أول وتالي..
......................
مع السلامة الله يحفظك


محمد حس إن يد هائلة تكتم على قلبه... وإنه عاجز عن التنفس.. سأل بحذر: عمي وش كان يقول لك ياسعود؟؟

سعود بمساندة: محمد أنت عارف إن العرس قسمة ونصيب والمرة بدالها مرة...

محمد بهدوء قاتل وهو يصر أسنانه على كل كلمة: عمي وش قال لك ياسعود؟؟

سعود بحزن: يقول إن مزنة مارضت...

محمد بنفس هدوءه القاتل: سعود انزل لو سمحت...

سعود بقلق: والله ما أخليك تروح مكان... تبي تروح رجلي على رجلك...

محمد بنفس الهدوء البارد: سعود أنت وش شايفني؟؟ بزر؟؟...
يعني بأروح أنتحر وإلا اقط روحي في البحر.. عشان مره عيت مني..؟؟
وعقب كمل بعزم: ماعاشت ولا كانت... أنا بس أبي اقعد بروحي شوي..

سعود بإصرار: اعتبرني ماني موجود... الليلة رجلي على رجلك لين نرجع سوا للبيت..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:34 PM   رقم المشاركة : 134
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئة وثلاثة عشر


بعد صلاة العشاء...

سعود ومحمد قاعدين على البحر المنطقة الخالية اللي ورا منطقة الأبراج...

محمد من لما طلعوا وهو ساكت.. وهذا هو الحين قاعد على الشاطئ ساكت..

سعود كان يروح ويجي وفي رأسه فكرة كانت تعذبه..
فكرة تلتهم مشاعره كنار محرقة يتزايد اشتعالها في كل دقيقة

ماقدر يتحمل خلاص..

طبع مسج وأرسله...

وقتها كانت دانة قاعدة مع امها تحت.. يتفرجون على التلفزيون...

رن موبايل دانة بمسج.. رقع قلبها بعنف لما شافت اسم سعود قبل تفتح المسج.. بيد مرتعشة وقلب أكثر ارتعاشا فتحت المسج:

" تكفين دانة
قولي أنه موضوعنا ماله دخل
برفض مزنة لمحمد"

دانة حست بألم عميق وهي تحس بألم سعود
وإحساسه بالذنب في شيء هو ماله علاقة فيه

سعود كان قاعد في السيارة
والأبواب كلها مفتوحة
وهو يشعر بالتوتر في انتظار رد دانة
بعد أقل من دقيقة رنة مسج

" والله العظيم إنه رفض مزنة لشخص محمد
وأنه موضوعنا ماله علاقة من قريب وإلا بعيد"

سعود حس براحة.. لكنه حس بألم أكبر
(ليه محمد وش فيه كشخص؟؟)

طبع لها مسج

" وممكن اعرف وش هي ردت في محمد من الردى؟"

دانة عارفة إنه سعود مو مرتاح لين يعرف السبب
فحبت تجاوبه بطريقة لبقة
ومن ناحية ثانية قررت ماتقول له على سالفة إنه محمد يخز مزنة لما يشوفها
لأنها من معرفتها لسعود مستحيل يعدي موضوع مثل هذا لمحمد..

طبعت له مسج

" محشوم أبو سعيد من الردى
لكن مزنة تشوف إن محمد عاطفي بزيادة
وشخصيته لينة زيادة عن اللزوم
على خلفية اللي صار له يوم حادث سالم"

سعود سكت..
حس بالحزن العميق إن محمد يتحاسب على وفائه لصديقه
وحنانه وطيبة قلبه.... شيء مايعيب رجولته اللي ماتخفى على حد...

(لكن وش يقول؟؟ مايقدرون يجبرون البنت على شيء ماتبيه)


****************


بعد كم يوم..
الصبح

نورة كانت عند جواهر..

نورة كانت شايلة ماجد وتلاعبه برقة: ماشاء الله تبارك الله على ذا الماجد.. القلب ينفتح له عشان يتربع فيه..
وعقب كملت وهي تمصمص: مشتهية ليمون جواهر فديتج.. دقي الجرس اللي جنبج خلي وحده من الشاينيز اللي عندج تجيب لي صحن فيه ليمون مقطع..

جواهر ضحكت برقة: ان شاء الله عمتي.. نخل الشاينيز يجيبون لج ليمون..
وعقب كملت باستفهام: الا انتي وش فيج على الليمون.. كل يوم تبين ليمون..

نورة وهي لاهية تلاعب ماجد: ما أدري مشتهيته..

جواهر ماحبت تعطي نورة أمل على خلفية إنها مشتهية ليمون بس..
سألتها بطريقة عادية: متى اخر دورة شهرية جاتج نورة..؟؟

نورة وعقلها مع ماجد: المفروض ذا الايام تجي تتأخر يوم.. تتقدم يومين.. خلاص على وصول..

جواهر لما جاتها الشغالة.. طلبت منها تجيب الليمون وشيء ثاني من حمامها اللي فوق..

بعد دقايق الخدامة جابت الشغلتين..
حطت الليمون على الطاولة قدام نورة..
وعطت الشغلة الثانية لجواهر..

جواهر لنورة اللي حطت ماجد في كرسيه وبدت تمص الليمون: نورة قومي هاج..

نورة وهي لاهية في الليمون: شنو هاني؟؟

جواهر برقة ومساندة: تيست حمل..


******************


دانة وتهاني في استراحة الاطباء
تهاني مددت انتدابها للصحة المدرسية سنة زيادة

دانة تشرب قهوتها وتسأل تهاني برقة: وش اخبار مرضاش اليوم...؟؟

تهاني تضحك: الله يقلع دارهم ذا البزارين.. جننوني.. اللي يبكي واللي يضرب.. وكله كوم واللي سواها علينا اليوم كوم..

دانة تضحك: من جدش؟؟

تهاني وهي ميتة من الضحك: والله العظيم.. المسكين كان مرعوب.. ماشفت إلا السيول اللي غرقت الكرسي..

دانة بتعاطف: حرام.. أكيد انحرج ياقلبي عليه..

تهاني بابتسامة: ايه والله انحرج المسكين..

دانة قامت تحط كوبها على الطاولة.. ثم رجعت تجلس..

سألتها تهاني بنبرة خاصة: ماغيرتي رايج؟؟

دانة بنبرة عادية: في شنو؟؟

تهاني باهتمام: في دكتور سعد؟؟

دانة بضيق: تهاني حبيبتي قلت لش ألف مرة سكري ذا الموضوع..

تهاني هزت كتوفها: بكيفج.. بس حبيت أقول لج.. ان دكتور سعد عنده امل أنج تغيرين رايج


******************


في بيت أبو صالح...
فاطمة نازلة من فوق....

اليوم ماعندها الا محاضرة وحدة.. والدكتور معتذر
فاليوم قاعدة في البيت

أبو صالح وأم صالح قاعدين تحت يتقهون..
أبو صالح خلص سؤال عن ثاني
ماخلى حد ما سأله..
وطلب من ناس ثانين يسألون له بعد..
الكل مدح فيه.. ومدحوا حفاظه على صلاته وقوة شخصيته
وإنه عنده خير كثير
لكنهم بعد قالوا لهم أنه شايف حاله شوي وأنه هذا هو عيبه الوحيد..

أبو صالح ما اعتبر هذا عيب لأنه شافه نوع من الثقة بالنفس
وخصوصا أنه جلس مع ثاني بنفسه
وشاف إن اعتداده بنفسه شيء ينبع من طبيعته
لاهو مستقبح ولا مبالغ فيه..
وقعدته وسوالفه تدل على رجولته ومافيه عذروب..
وحتى أم صالح صارت مقتنعة بأفكار زوجها


هذي كانت أفكار أبو صالح.. وقت ماوصلته فاطمة وحبت رأسه ورأس أمها وهي تقول: صباح الخير باباتي.. صباح الخير ماماتي..

أبو صالح طالع فاطمة بحنان: فطوم.. تعالي اقعدى يمي يبه..

فاطمة جلست جنب أبوها وهي تحضن ذراعه وتحط رأسها على عضده..

أبو صالح وهو يمسح شعرها: فطوم ياج معرس خوش ريال والله.. ريال الله أرسله لنا من السماء

فاطمة تصلبت يدها على يد أبوها وردت بسرعة مفاجئة.. رد أشبه بقنبلة انفجرت وسط السكون: أنا موافقة..

أبو صالح ابتسم وهو مستغرب موافقتها السريعة بدون حتى ماتعرف من هو..
وماعرف الأفكار اللي دارت في عقل فاطمة خلال ثانية واحدة...

فاطمة لما سمعت أبوها يقول إنه جاها رجّال فيه خير قررت توافق بسرعة عشان تسكر الباب على ثاني

" إذا اتصلت أخت الشيخ ثاني بن ناصر مرة ثانية عطيتها رقم أبوي... خل الحقير يتفاجأ أني مخطوبة إذا يا .. وأبرد حرتي فيه شوي"

وماعرفت فطومة الأمورة "إن من هرب من شيء ماذبحه إلا هو" مثل مايقول مثلنا..

أبوها بتردد: توافقين كذا حتى بدون تعرفين من هو..

فاطمة بثقة: مو أنت تقول إنه ريال فيه خير.. وأنت موافق عليه..

أبوها بثقة: أنا أشهد أنه فيه خير.. وريال مامنه اثنين.. وأنا فعلا موافق عليه..

فاطمة بثقة ونعومة: وأنا عقب رأيك مالي رأي...

أبو صالح بود: يعني نحدد يوم للملجة؟؟

فاطمة قامت تطلع وهي تقول بخجل: كيفك يبه..


**************


بعد دقايق.. فاطمة كانت تسوي مكالمة جماعية شبكت فيها مها ومنيرة..

فاطمة بمرح مخلوط بالخجل: العانس بتلحق بركبكم.. أنا انخطبت..

منيرة بصدمة: من؟؟ اللي شفناه عند باب الدكتورة جواهر في المستشفى؟؟

فاطمة بعصبية: يخسى هو وويهه.. ماعاد إلا ذاك الوقح الحقير..ليه خلصوا ريايل الدوحة..

مها بفرح: زين وش اسمه؟؟ واشلون؟؟

فاطمة بارتباك: تصدقون ما اعرف اسمه..

منيرة باستغراب: أشلون تجي ذي؟؟ تنخطبين لواحد ماتعرفين اسمه..

فاطمة ببراءة: ماطر ببالي أسال.. أبوي قال لي ياج ريال فيه خير...
قلت موافقة عشان أقطع الطريج على الحقير إذا يا...
أبيه يي يخطب يقول له أبوي أني انخطبت.. أبي أهينه مثل ماهانني..

مها وهي تضحك: شكلش مكثرة من شوفة الأفلام يالخبلة
فيه وحدة توافق على العرس عشان تحر واحد ماشافته إلا مرة وحدة...
هذي حياتش يالمرجوجة.. مايصير تقررينها بذا الطريقة..

فاطمة تبتسم: خليني أضرب عصفورين بحجر...
بانخطب لواحد فيه خير وأبوي مقتنع فيه..
وفي نفس الوقت أبرد حرتي في ثاني الكلب...
وبعدين أبوي كان يرفض ناس وايد بدون مايقول لي..
وهذيه أول مرة يقول لي.... معناته أنه هذا أحسن واحد ياه..

وعقب كملت بخجل: تدرون ودي أعرف اسمه.. بس استحي أروح لأبوي أسأله..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:35 PM   رقم المشاركة : 135
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~


الجزء المئة واربعة عشر


جواهر ماكانت قادرة تجلس من الترقب
ونورة داخل في الحمام.. وتأخرت كثير
التيست يبي له 3 دقايق
ونورة صار لها ربع ساعة...

بعد دقايق طلعت نورة
وجواهر نطت لها
كانت نورة صامتة بشكل مرعب
عيونها مليانة دموع..
وهي ماسكة التيست الطويل وتفره ناحية جواهر
عشان توريها الخطين المتوازين
خط في كل فتحة من فتحات التيست الثنتين..


**************



عبدالعزيز في دوامه في بيت الزكاة..

رن موبايله..
شاف الاسم ابتسم: هلا والله بالغالية... حيا الله أم عزوز

جواهر بفرحة غامرة: البشارة.. البشارة..

عبدالعزيز بتوتر وتوجس وترقب قاتل: جاتج.. بس على شنو..

جواهر بحنان وفرحة وعذوبة: نورة حامل.. نورة حامل.. منصور جاي في الطريق يابو منصور... منصور جاي..

عبدالعزيز سكت.. الفرحة ربطت لسانه.. حس بفرحة صافية تخترق جوانحه وتحلق بقلبه..

جواهر بنبرة فرح واضحة: وين رحت يابو منصور؟؟

عبدالعزيز بابتسامة كبيرة: اللهم لك الحمد والشكر.. اللهم لك الحمد والشكر..
وعقب كمل بحب واضح: نورة عندج؟؟

كان رد جواهر عليه هو صوت نورة الباكي: هلا عبدالعزيز..

عبدالعزيز بحنان مصفى: مبروك ياقلبي مبروك..

نوره وسط عبراتها: الله يبارك فيك..

عبدالعزيز بعذوبة: حبيبتي ليش البكاء ياقلبي؟؟ اللي يشوف يقول لج 10 سنين تنطرين.. كلها 8 شهور من يوم تزوجنا..

نورة بعبرة وفرح: يا الله..... ياعبدالعزيز.. كنت شفقانة شفقانة.. اللهم لك الحمد والشكر..الحمدلله على نعمته..

عبدالعزيز بحب: الله يتمم عليج.. ويرزقنا الذرية الصالحة


****************


أبوصالح كلم ثاني وبلغه موافقتهم.. وانه يحدد الموعد اللي يناسبهم لعقد القران..

ثاني ابتسم بغرور وقال في نفسه : كنت عارف إن بربرتها على الفاضي.. وإلا أنا فيه وحدة ممكن تتجرأ وترفضني..
كلهم سوا.. بس هي أمها أكيد داعية لها..

قال لابو صالح باحترام: الخميس الجاي زين... أجيب المملك عقب المغرب.. وألبس العروس ونسوي الخطبة
وموعد العرس على راحتكم.. تحددونه..
وأنا بأمر العصر بأعطيك المهر..

أبو صالح بهدوء: وليش مستعجل على المهر يا أبوك.. خله يوم الملجة مرة وحدة..

ثاني بثقة: اليوم أحسن.. عشان العروس ترتب لخطوبتها على راحتها..


*****************


محمد رجع ينخرط في حياته.. شغله وربعه..
وهو يحاول يتناسى رفض مزنة له..

(عمر الحياة ماتوقف عشان مرة رفضت رجّال!!)



على جبهة الخطبة الأخرى
راشد ونوف..
عبدالعزيز كلم عبدالله بينه وبينه..
كان رد عبدالله عليه مباشرة: أنه نوف بعدها صغيرة.. ومستحيل يفكر يزوجها الحين...

عبدالعزيز وهو يحاول يقنع عبدالله: بس راشد ما ينرفض ياعبدالله.. حرام تضيعه على نوف..

عبدالله بثقة: أنا شفته راشد بنفسي كم مرة.. وأنا أشهد أنه رجّال وجاز لي.. بس يابو منصور بنتي صغيرة.. وماني بمستعجل عليها..


****************


العصر
في بيت أبو علي....
منيرة متمددة على سرير سارة..
وسارة متمددة جنبها وحاطها إذنها على بطن منيرة: وش فيه ولدس الغبي ساكت..؟؟

منيرة تضحك: والله يقول خالتي ذي أذوة وما أبغي أحاكيها..

سارة بلهفة وهي تقوم تجلس: يالله وش كثر مشتاقة لذا الصغير... ولدس وولد سالم.. أنا أشهد أن غلاه ما ينلحق..

منيرة بحب: جعلني ماخلا منس ومن عينس..
وعقب كملت باستفهام: إلا ماقلتي لي وش أخبار شغلك الجديد في الوزارة اللي أنتي فيه؟؟

سارة بلهجة اعتيادية: زين لو أن الله يفكنا من شر حمد..

منيرة باستفسار: من حمد ذا؟؟

سارة بنفس اللهجة الاعتيادية: واحد من جماعتنا.. حمد ولد راشد بن فهد اللي خواته وضحى ونورة.. عرفتيهم؟؟؟

رماني حظي أكون معه في نفس الأدارة.. ناشب في بلعومي
الحين تدرين أنه احنا بنات كلنا مع بعض بس أحيانا نحتاج أوراق من السكرتير أو الطباع..
شكله مسوي رقابة على مكتبنا.. مايشوفني طلعت إلا وينط لي: وش مطلعس من مكتبس؟؟
يكون خاطري أقول له: أنت وش دخلك يالملقوف...
بس أقول له: أبي كذا وإلا أبي كذا

يقول لي بلقافته: ارجعي.. وانا باخلي المراسل يجيب لس اللي تبين...
حُميّد الملقوف ذا وأشلون يعرفني وانا بالعباة والنقاب من بين عشر موظفات معاي بالقسم ما أدري...
خنقني.. خنقني.... بصراحة ودي أشتكي عليه...لأنه متجاوز صلاحياته بواجد...بس عشانه من جماعتنا حاشمته..

منيرة باستفسار: ليه هو قل حياه عليس؟؟

سارة باستنكار: لا والله ظليمته شينه.. مؤدب.. بس لو أنه يخلي منه اللقافة.. والتدخل في اللي مايخصه..


*****************


بعد المغرب
أبو صالح نادى فاطمة تجي عنده..
فاطمة جات له وحبت رأسه وعقب جلست

أبوصالح بحنان: يبه فطوم.. ملجتج وخطوبتج الخميس إن شاء الله

فاطمة بصدمة: يبه فديتك مافيه وقت.. عقب 3 أيام بس..

أبو صالح بنفس الحنان: يبه هذي ملجة.. العرس حدديه براحتج.. وعلى فكرة ترا مهرج حطيته بحسابج خلاص

فاطمة بتوتر: مو جنه مستعيل شوي..

أبو صالح بحنان صافي: يقول عشان تجهزين لخطوبتج اللي تبينه...




بعد دقايق المكالمة الجماعية المعتادة

فاطمة بتوتر: خطوبتي وملجتي يوم الخميس

منيرة تضحك: ماشاء الله حامي حامي... أنتي وش فيهم الرياجيل عليس... هذاك اللي اسمه ثاني كان يبي يخطبس على طول
وهذا اللي مانعرف اسمه يبي يتملك على طول...

فاطمة بتوتر: خلينا من البربرة.. كنت أبي أسال أبوي عن اسمه... قال لي على الملجة ارتعبت... ما أدري وش أسوي

مها بنبرة مساندة صادقة: ولا يهمش بأرتب معش كل شي..بما إن المضلع الثالث مضلع منفوخ وتعبان..
بس أهم شيء اتصلي الحين احجزي لش كوافيرة... وبكرة بنروح الستي السنتر ندور لش فستان ونكمل اكسسوارته..


******************


راشد وعبدالعزيز طالعين من المسجد عقب صلاة العشاء
وراجعين مشي لبيوتهم

راشد بهدوء: أبو منصور وش صار على الموضوع اللي قلت لك عليه؟؟

عبدالعزيز بهدوء ممزوج بنبرة حزن: عبدالله يقول بنته صغيرة..

راشد حس بحزن عميق يغتال قلبه الرقيق: يعني موب مزوجني؟؟

عبدالعزيز بمساندة وهو يحط يده على كتف راشد: راشد يا أخوي إذا أنت مستعجل على العرس.. بنات الأجواد كثير
إذا مستعد تنطر شوي.. بأرجع أكلم عبدالله عقب فترة

راشد بحزن ونبرة غامضة: يصير خير يابو منصور.. يصير خير..


********************



بعد العشاء في مجلس سالم...

كانوا الشباب متجمعين عنده
جبر وخالد ومحمد وسعود.. ومعهم عمه فالح وولده علي..

السوالف كانت تدور بينهم..

خالد اتصلوا فيه هله.. غالية كانت تبي لها ملازم من المكتبة
خالد خلص مكالمته بصوت واطي..
وقام يستأذن..

كان أبو علي قريب منه وجنبه سعود
والأثنين يسولفون..
بينهم علاقة متينة جدا من عقب حادث سالم..
ووخالد قايم سمع أبو علي يقول لسعود: أنت منت بناوي تعرس يا أبوك؟؟

سعود رد عليه بمرح: ليه عندك مرة لي؟؟

أبو علي بنفس المرح: أفا عليك.. إذا مازوجتك من أزوج.. أزوج مندوبك لو جاني..

سعود بتقدير: وأنا أشهد أن نسبك يشترى بالذهب يابو علي..

خالد ماسمع باقي الكلام.. وطلع وهو معصب وماحد انتبه له.. لأنه أصلا كان مستأذن يطلع

(كذا يا سعيّد.. تبي تعرس وأختي قاعدة على ذكراك.. مالت عليها من ذكرى)


الكلام كان مستمر بعد خالد.....

سعود بتقدير: وأنا أشهد أن نسبك يشترى بالذهب يابو علي..
بس حد يأخذ أخته... بناتك خواتي...

أبو علي بتقدير أكبر: وأنا أشهد أنك ولدي وأنهم خواتك.. الله يكبر قدرك


**********************


خالد جاب لغالية الملازم.. وداها لها في غرفتها..
وعقب راح لدانة في غرفتها
كان يبي يفضي شوي حرته من سعود..

دخل على دانة لقى مزنة عندها...

خالد بنبرة غامضة: مزنة لو سمحتي روحي لغرفتش..

مزنة بابتسامة: ياسلام على الاسرار يعني مايصير أسمع لي كلمتين على الطاير..

دانة ظنت أن خالد يبي يقول لها عن الموضوع اللي هو كلمها عنه قبل ..موضوع حبه الغامض..
وجهت كلامها لمزنة برقة: مزنة ماعليه لو سمحتي... روحي خليني أنا وخالد شوي

مزنة تطلع وتسكر الباب: لنا الله.. ياأهل الاسرار..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:39 PM   رقم المشاركة : 136
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~



الجزء المئة وخمسة عشر


خالد جاب لغالية الملازم.. وداها لها في غرفتها..
وعقب راح لدانة في غرفتها
كان يبي يفضي شوي حرته من سعود..

دخل على دانة لقى مزنة عندها...

خالد بنبرة غامضة: مزنة لو سمحتي روحي لغرفتش..

مزنة بابتسامة: ياسلام على الاسرار يعني مايصير أسمع لي كلمتين على الطاير..

دانة ظنت أن خالد يبي يقول لها عن الموضوع اللي هو كلمها عنه قبل ..موضوع حبه الغامض..
وجهت كلامها لمزنة برقة: مزنة ماعليه لو سمحتي... روحي خليني أنا وخالد شوي

مزنة تطلع وتسكر الباب: لنا الله.. ياأهل الاسرار..

دانة ألتفت على خالد وقالت له بحنان: وش عندك حبيبي؟؟

خالد اللي كان يروح ويجي.. قال لها في جملة واحدة حادة: سعود بيتزوج..

دانة شهقت بعنف..شهقة حادة مرعبة..

خالد ارتعب من شهقتها الغير طبيعية وهو يقرب منها ويحط يده على كتفها: بسم الله عليش.. بسم الله عليش

دانة كانت مستمرة في الشهقات العنيفة المتتابعة.. ووجهها يتحول للون الأحمر دلالة عجزها عن التنفس..

خالد احتاس (أنا وش سويت؟؟ وش سويت؟؟)
طلع يركض لمزنة.. وسحبها سحب وهو يركض راجع لغرفة دانة
اللي كانت بعدها جالسة وتشهق.. ووجهها يقلب من الأحمر للازرق دلالة الاختناق.. مزنة بسرعة خذت كأس الماي اللي كان على الكوميدنيو... ورشته بشكل مباشر على وجه دانة..

دانة شهقت شهقة طويلة.. وعقبه رجعت تتنفس.. ووجهها يرجع للونه..
لكنها لأول مرة من طلاقها تعبر عن مشاعرها بصراحة قدام أخوانها لأنها بدت تبكي بهستيرية
خلاص ماعادت مستحملة.. طاقة التحمل انتهت..
انتهت..
انتهت..

"هذي أخرتها ياسعود..
هذي أخرتها
تبي تتزوج"

مزنة ألتفت على خالد بغضب: أنت وش قلت لها؟؟

خالد بارتباك وعينه في الأرض : قلت لها إن سعود بيتزوج.. هو حتى يوم طلقها مابكت كذا..

خالد ألتفت على دانة اللي كانت تبكي بشكل هستيري وهو يقول بحنان: أنا أسف يادانة سامحيني.. ماعرفت إنش بتتضايقين كذا

مزنة بغضب: ماعليه خالد لو سمحت اطلع برا..

خالد بحزن: بس..

مزنة قاطعته بحدة: لو سمحت خالد خلنا بروحنا

مزنة طلعت خالد وقفلت الباب
و رجعت تبي تشوف دانة وتهديها

فوجئت إن دانة ماسكة موبايلها وتكلم بصوت متماسك وهي تدفن كل مشاعرها داخلها وتطمرها طمر: تهاني...قولي لدكتور سعد يجيب المملك بكرة.. أنا موافقة عليه..
وأبي الملكة بكرة... بكرة مهوب أي يوم ثاني


*****************


في الليل متأخر.. عائشة تدخل جناح ثاني..
لقته في الحمام يأخذ له شاور..
جلست تنطره.. لحد ماطلع..

ثاني أول ماطلع وشاف عائشة جالسة ابتسم: شنو الشيء المهم اللي ماخلي حضرة الدكتورة تنطر لحد ما ألبس على الأقل شيء يسترنا..

عائشة بمرح: عدال على الجسم بس..

ثاني وهو يطالع جسده العاري في المرايه ويمشط شعره: بذمتج ليه شفتي حد عنده عضلات مرتبة مثل عضلاتي..

كانت عائشة بتتكلم لكن ثاني قاطعها بابتسامة: غير حبيب القلب عبدالله... هذا مالنا مجال ننافسه عندج

وعقب كمل وهو يرش الديودرانت بكثافة على كل جسمه: المهم شنو سبب تشريف جناحنا بالزيارة الكريمة؟؟

عائشة باستفسار: أشلون قدرت تقنع فاطمة وأهلها بالموافقة مع إن البنية كانت رافضة بالمرة يوم كلمتها

ثاني مارد عليها راح لغرفة الملابس.. لبس ثم رجع عليها وهو يقول بثقة: ليه وأنتي تصدقين أنه فيه وحدة ترفضني... هذي مابعد جابتها أمها

عائشة بتردد: بس ثاني...

ثاني بثقة وهو يتناول سجادته يبي يصلي له ركعتين قبل ينام: مافيه بس.. خلاص ملكتي وخطوبتي يوم الخميس.. وش أنتي متشككة فيه يعني..؟!!
فاطمة ذي تحب يدها مقلوبة بس..وتسجد كل ليلة سجدتين شكر لربي اللي أرسلني لها..


*******************


السهرة شكلها مطولة في غرفة دانة..
دانة تعتصم بسكون مرعب الآن..
من بعد ماسكرت من تهاني..
ماتكلمت إلا مع تهاني اللي رجعت كلمتها بعد أقل من 10 دقايق.. وتقول لها خلاص د سعد جاي بكرة بالمملك عقب صلاة العصر...

دانة نزلت لأبوها وقالت له...
أبو خالد ثار ثورة هائلة.. وكان ماسك نفسه لا يضرب دانة
على تصرفها من وراه
لكن دانة صارت تعرف تمسكه من يده اللي توجعه: جبرتني على ولد أخيك.. وأخرتها طلقني.. خلني الحين أختار اللي انا مقتنعة فيه.... وبعدين د سعد أنت كنت مقتنع فيه لما جاء
وإلا يعني عشان أنا وافقت صار شين..
يعني مايرضيك إلا أني أكون مجبورة كل مرة

أبو خالد وافق غصبا عنه... لازم يحسس الرجّال إن الموافقة جات برضاه حفاظا على ماء وجهه..


مزنة كانت تحاول تقنع دانة إنها تتمهل شوي..

لكن دانة خلاص صابتها حالة تصميم وعند غير طبيعية من لما عرفت إن سعود يبي يتزوج:

ماعاد باقي لي الا كرامتي يامزنة
سعود داس على كل شيء
داس على قلبي
داس على طموحاتي
داس على مشاعري
داس حتى على انسانيتي...
ماعاد باقي إلا شوي ذا الكرامة هي اللي رابطتني بالحياة
أنا لازم أتزوج قبل ماهو يتزوج


مزنة وهي تحاول تهديها: بس هذي حياتش.. مايصير تقررين تتزوجين واحد عشان تقهرين واحد ثاني...

دانة بنفس سكونها المرعب: أنا ماأبي أقهر سعود.. لأنه لو كان بينقهر ماكان فكر يتزوج... سعود خلاص قرر يقطع كل اللي بيننا.... ومن باعنا بعناه لو كان غالي...


*******************


ثاني يوم..

مها وفاطمة راحوا السيتي سنتر يدورون لفاطمة فستان...
حصلوا لهم فستان راقي جدا وناعم لونه اورانج فاتح مع أخضر..
اشتروا معاه صندل ذهبي.. وكملوا باقي اكسسوارته
ورجعوا لبيت منيرة عشان منيرة اللي كانت تعبانة شوي تشوفه..

بس قبل بيت منيرة مروا حجزوا التصوير وكوشة ناعمة والضيافة والعشاء كله من محل واحد عشان يريحون رووسهم..


*******************


سارة في مقر شغلها...
كان فيه شوي أوراق تبي تصورهم..

طلعت من مكتبها تبي تروح لغرفة الطباعة...

فوجئت بحمد واقف في وجهها.. وهو يقول بحزم وهو منزل رأسه: وين بتروحين يا بنت فالح؟؟

سارة بحرة (وش بنت فالح ذي نكون قاعدين عند خيام هله)
لكنها ردت بصوت واطي وهي تبعد عنه: بأروح مكتب التصوير... عندي أوراق أبي أصورهم..

حمد وهو منزل عينه: عطيني إياهم.. بأخلى المراسل يصورهم ويجيبهم لباب مكتبكم..

سارة بحرج: مشكور.. أنا بأسوي شغلي بروحي..

حمد بحزم: ماعليه لو سمحتي عطيني إياهم..

سارة بحزم وهي ترفع رأسها غصبا عنها وتحط عينها بعينه: لو سمحت أستاذ حمد.. حنا في مكان عمل.. مافيه داعي تجاملني أو أجاملك..

كلاهما انلسع وبشدة.. هو من حدة نظرتها... وهي من اهتمام نظرته..

سارة ارتبكت وحمر وجهها وولع تحت نقابها.. تجاوزت حمد.. وتركته واقف مرتبك في الممر وتوجهت لمكتب التصوير..


***************


خالد من لما عرف باللي دانة سوته
وإنها قررت تتزوج سعد
عشان بلغها إن سعود بيتزوج رغم أنه مو متأكد من الخبر
وهو حاس بذنب عظيم...
سعد هذا بنظاراته وثقل دمه مادخل مزاجه
شافه مايستاهل أخته.. مع انه عجب أبو خالد
وشافه رجال ثقيل وتكانة ويملأ العين برزانته وكلامه الموزون..

خالد اتصل في محمد وقال: له بامرك عقب الدوام في بيتكم..

قال له محمد بمودة ومرح: تعال تغدى معي.. سعود اليوم في الزام ومهوب طالع إلا بكرة.. وماعندي حد يتغدى معي.. البنات يسوون ريجيم.. وامي ماتاكل من أكلنا..



في مجلس أبو سعود الخارجي
الشباب قاعدين عقب الغداء
خالد متوتر...
ومحمد مريح ومتكي على المساند ويقول بنعاس: تدري خويلد أنت ووجهك أن وقتك غلط.. رأسي ثقيل وأبي أنام عقب ذا الغدا الثقيل.. أنا بأغط لي شوي..

خالد بنفس التوتر: محمد صحيح أن سعود بيتزوج؟؟؟

محمد ضحك ضحكة قصيرة نعسانة: مهوب حوله.. حضرة النقيب عايش على أطلال ذكرى أختك.. ومستحيل يتزوج.. حاب يعذب نفسه ويعيش فيلم هندي..

خالد شهق وقال برعب: والبارحة يوم قال له أبو علي أنه بيزوجه.. وهو قال له أنه نسبك ينشرى...

محمد اللي نط من شهقة خالد: سوالف مزح.. أبو علي وسعود ربع.. وسعود قال لأبوعلي عقب منت طلعت: وهو حد يأخذ خواته..

خالد بتوتر وانفعال: لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله... وش سويت أنا.. وش سويت؟!!

محمد تحفزت مشاعره وقفز انفعاله للذورة: خويلد أنت وش أنت مهبب؟؟

خالد حكى لمحمد باختصار اللي صار...

محمد عصب لأبعد حد : دانة مستحيل تأخذ حد غير سعود مستحيل... وأنت ياخويلد دواك عندي بس مهوب ذا الحين
ما تخاف الله تكذب على سعود.. مالقيت تكذب الا على سعود..

خالد توتر وارتبك.. محمد بالذات مايقدر يزعل منه ولا يحبه يزعل عليه...

موعد الملكة ماعاد عليه الا حوالي ساعتين ومحمد يتصل على سعود في المعسكر وجواله مسكر..
اتصل عليه 20 الف اتصال وجواله مسكر....

محمد صار مثل الأسد الحبيس مو عارف أشلون يتصرف
أخرتها هداه باله يتصل على جابر

- جابر وينك؟؟ (بدون أي سلامات)
- في البيت... (بتوتر)
- تكفى ياجابر تكفى طالبك ( رجاء حاد موجع)
- أبشر بسعدك (برجولة واعتزاز)
- أنا أتصل بسعود وجواله مقفول....
- قاطعه جابر: اليوم عندنا استعراض عسكري مهم.. حتى أنا المفروض هناك... بس أصبع يدي انكسرت في تدريبات أمس فأعفوني اليوم..
- جابر تكفى.. روح لسعود في المعسكر وقل له أنه لازم يكلمني الحين... فيه مصيبة بتصير عقب صلاة العصر لازم يجي يمنعها..
- لحول وشي مصيبته (جابر بقلق)
- تكفى ياجابر مافيه وقت.. لازم تروح له الحين.. انا ماابي ابعد من الدوحة والا كان رحت له بنفسي.. عدا انهم مهوب مخليني ادخل المعسكر..
- ابشر.. ابشر (قالها جابر وهو ينط لسيارته)


خلال 40 دقيقة كان جابر يوصل المعسكر
وينزل ركض لسعود...
سعود لما شافه ابتسم: غريبة أنت مهوب معفى اليوم..

جابر بنفس مقطوع: هاك جوالي كلم محمد..

سعود برعب: ليه حد من هلي فيه شيء؟؟

جابر وهو مو قادر يتنفس: كلمه واسمع منه...

سعود دق على محمد بسرعة... ومحمد فجعه بالخبر اللي ذبحه

(ملكة دانة بعد حوالي ساعة)

سعود تعطل مخه عن التفكير.. متى؟؟ وليه؟؟ وكيف؟؟ وأشلون؟؟

مخه فيه شيء واحد

دانة وبس

دانة وبس

دانة وبس


توجه ركض للقائد يستأذنه في الخروج..

كان جواب القائد بحزم عسكري شديد:

مستحيل.. مستحيل..
اليوم عندنا استعراض عسكري أمام قائد القوات المسلحة
ومستحيل نأذن لأي ضابط داخل في الاستعراض
وخصوصا أنك أنت بيكون لك مشاركة خاصة في الرماية

يعني
مستحيل أأذن لك..
ولو فكرت أنك تسويها وتطلع أنت عارف العواقب..
والالتزام العسكري موب لعبة..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 12:41 PM   رقم المشاركة : 137
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئة وستة عشر


قبل صلاة العصر بشوي..

عزوز خلص محاضراته.. وطالع للمواقف ومعاه صديقه الجديد سلطان..

سلطان بود: أنا بأوصلك..

عزوز بنفس الود: جعلك سالم... عمي أبو محمد ينطرني في المواقف..

سلطان ابتسم: تدري أنك أغرب شاب قطري..!!
فيه قطري يوصل 18 سنة مايعرف يسوق سيارة.. أنا خذت رخصتي وأنا عمري 16 سنة استثنائي..

عزوز بابتسامة وهم يمشون: أنا حالة خاصة.. !!
وعلى العموم أبوي أول مارجع ودرا أني صرت في الجامعة.. ياهو تفاجأ وانبسط..
أول شيء سواه شرا لي سيارة.. وسجلني في مدرسة سواقة..

السيارة واقفة في الحوش.. ومدارس السواقة خبرك زحمة... بس خلاص حصلت لي موعد مبكر
وبأبدأ الحصص من الأسبوع الجاي...


سلطان باستغراب: أشلون يوم أبوك درا أنك في الجامعة ؟؟.. ليه هو ماكان يدري؟؟

عزوز بهدوء: وش فيك سلطان؟؟ أنت كنت تدري أن أبوي كان مفقود في العراق وتوه رجع..
وهو يوم راح أنا في grade11 مادرا أني قدمت البكلوريا وسجلت جامعة..

سلطان دق على رأسه: صدق أني مسبه...

عزوز بود: زين لا تنسى تحضر أنت والوالد وأخوانك عشاء أبوي الأسبوع الجاي في الشيراتون..

سلطان بنفس الود: أكيد ولا يهمك.. احنا نعزم.. مااحنا بضيوف...

وعقب كمل باستفسار: إلا تعال عبدالعزيز... ليه ماجيت البارح.. حفل التعارف والتكريم اللي المدينة التعليمية سوته لكل جامعاتها؟؟

عزوز بابتسامة: يا ابن الحلال أنا أي وقت فاضي عندي أبي أقعده مع مجود.. خذ قلبي ذا الولد.. القعدة معه تسوى عندي ألف حفل..

سلطان يضحك: يوم أنك تحب البزران ذا الكثر.. تعال خذ لك شوي من الشواذي والسيابيل اللي عندنا..
عيال أخواني وخواتي.. إذا تجمعوا عندنا سوا لنا مستشفى مجانين...

بس جد الحفل البارح فاتك.. كان شيء..
شنو تنظيم .. وشنو فعاليات..
اعرضوا لنا نماذج من أعمال الطلاب في مختلف الجامعات
أما طلاب فرجينيا كومنولث بدعوا أمس...

تخيل فيه طالبة عندهم عمرها 16 سنة بس.. مصممة برنامج تصميم ثوري على الكمبيوتر.. يقولون إن شركات الكمبيوتر العالمية تتنافس عليه: مايكروسوفت والماكنتوش..
بس هي مارضت تبيعه وسلمته للمدينة الجامعية تتصرف فيه..
ماشاء الله تبارك الله... هذا المخ موب مخي..
هذي 16 سوت كذا على الثلاثين وش بتسوي؟؟

عزوز حس بألم غير مفهوم في قلبه.. لأنه عرف سلطان عن من يتكلم..

سأل سلطان: والبنت هذي حضرت بنفسها؟؟ وإلا بس عرضوا تصميمها؟؟

سلطان بلهجة اعتيادية: لا حضرت نفسها.. بس سبحان الله مخ مختلف وشكل مختلف..

سلطان قال كذا وسكت.. لأنه أصلا مايحب يتكلم في أشكال البنات..

بس عزوز فهم هو وش يقصد.. والفهم هذا بعث ألم حاد في روحه...ألم شديد الوطأة والقسوة والمرارة..

كانوا وصلوا للمواقف خلاص... سلموا على بعض وتفرقوا..

عزوز في السيارة جنب أفضل ساكت..

أفضل بود: ئزوز .. وش فيك ساكت؟؟

عزوز بهدوء: مافيني شيء عمي.. تعبان شوي بس...

عزوز موب مستحمل لازم يطلع اللي في خاطره...بيموت من احساس الغيرة على ديمة اللي اجتاحه بعنف

" بس هو ماله حق يفرض على ديمة شيء!!"

(لا أنا لي ألف حق!!)

طبع مسج وأرسله:

" ديمة لو سمحتي
تجمع مفتوح مثل التجمع اللي في احتفال أمس
لا عاد تحضرينهم"

بعد دقيقة الرد:

" أنا ممكن أعرف أنت لمتى
وأنت تفرض قراراتك علي؟"

تنهد عزوز وكتب:

" هالمرة أنا ما افرض
أنا أطلب وأقول لو سمحتي"

رد ديمة

" وممكن أعرف السبب؟؟"

رجع عزوز يتنهد وكتب

" عشان خاطري ديمة
لو لي خاطر عندج"

رد ديمة

" إن شاء الله.. تم"

خلاص عزوز أكتفى وفهم وابتسم..
مازال عند وعده أنه مايتجاوز حدوده..
بس اللي في القلب في القلب..
وباقي سنوات مو قليلة لين يكون له حق أنه يظهر مشاعره بصورة مقبولة للمجتمع...
لأنه مستحيل يكون فيه علاقة مقبولة اجتماعيا
بين شاب في الـ18
وبنت في الـ16

" بأصبر ياديمة
بأصبر..
صبرت سنين وكتمت وأنا مراهق
يعني ماني بقادر أصبر كم سنة بعد وأنا رجّال"


********************



سعود دق على محمد بسرعة... ومحمد فجعه بالخبر اللي ذبحه

(ملكة دانة بعد حوالي ساعة)

سعود تعطل مخه عن التفكير.. متى؟؟ وليه؟؟ وكيف؟؟ وأشلون؟؟

مخه فيه شيء واحد

دانة وبس

دانة وبس

دانة وبس


توجه ركض للقائد يستأذنه في الخروج..

كان جواب القائد بحزم عسكري شديد:

مستحيل.. مستحيل..
اليوم عندنا استعراض عسكري أمام قائد القوات المسلحة
ومستحيل نأذن لأي ضابط داخل في الاستعراض
وخصوصا أنك أنت بيكون لك مشاركة خاصة في الرماية

يعني
مستحيل أأذن لك..
ولو فكرت أنك تسويها وتطلع أنت عارف العواقب..
والالتزام العسكري موب لعبة..


سعود تنهد وشد قامته بالوقفة العسكرية وقال بحزم واحترام: إذن اسمح لي سيدي أقدم استقالتي فورا..

القائد بدهشة حادة: كذا ياحضرة النقيب.. هذي أخرتها
العلاقة بيني وبينك أكبر من مجرد علاقة بين قائد وضابط عنده..
أنا درستك في الكلية... وأنا طلبتك أنت بالذات عشان تتعين في كتيبتي.. وأنا اللي رفعت لك ترقياتك كلها استثنائيا
علاقتنا لها 12 سنة.. 4 في الكلية.. و8 في الكتيبة..
تكون هذي أخرتها...

سعود باحترام: اسمح لي سيدي.. بس الموضوع عندي حياة وموت.. وأنا مستحيل أخلي شيء يقهرني..
وأنت علمتنا إن اللي يخلي المستحيل يوقف في وجهه.. مايستحق شرف العسكرية

وقتها تنحنح جابر اللي كان واقف ساكت على جنب.. وقال باحترام:
سيدي اسمح لي أدخل بدل سعود في الاستعراض
الكسر في أصبع يدي اليسار الصغير.. ماله علاقة بشيل الرشاش...
وأنا أصلا تدربت مع الشباب على الاستعراض لحد أمس..
صحيح أنا ماني بمثل سعود في الرماية
بس أوعدك أبيض وجهك..

القائد كان ينقل بصره بين وجه جابر المرتسم عليه الرجاء.. ووجه سعود الغامض اللي يمور بالانفعالات... ابتسم وقال: روح ياسعود.. وانت ياجابر تجهز تدخل مكان سعود

وعقب كمل بحزم: بس حط في بالك ياسعود.. إنك بترجع بكرة الساعة 6 الصبح للمعسكر وأنك مُعاقب ومحجوز حجز عسكري لمدة شهر ماراح تطلع فيه..

سعود وهو يدق التحية العسكرية: احجزني سنة... بس خلني أطلع الحين...

وطلع سعود يركض لسيارته وهو بلبسه العسكري الكامل.. لبس الاستعراض..


********************


عبدالله نازل من الطابق الثاني متوضي يبي يروح لصلاة العصر..

مر أول على جواهر: حبيبتي وش فيهم العيال تأخروا اليوم؟؟

جواهر وهي ترضع ماجد وترد برقة: نوف عندها اليوم دورة في الجامعة بتخلص المغرب..
وعزوز على وصول.. توه مكلمني.. بس قال بينزل في المسجد يصلي وعقب بيجي للبيت..

عبدالله بحزم: عزوز خلاص باواجهه في المسجد... بس نوف أنا ما أحب إنها تقعد في الجامعة للمغرب..

جواهر بعذوبة: حبيبي.. الدورات والمحاضرات موب على كيفها... وبعدين بنت خالي حصة معها.. وبتجيبهم أم فهد..

عبدالله بنفس الحزم: ماعليه جواهر.. ماتقعد للمغرب إلا للضرورة القصوى.. ويكون عندي خبر قبلها عشان أنا اللي اجيبها..

جواهر وهي تبتسم: إن شاء الله حبيبي ولايهمك..

عبدالله بحزم رقيق: أنا ما أبي أكون متحجر وإلا قاسي.. بس أنتي تسمعين بلاوي.. والبنات تربيتهم موب سهلة.. ونوف في سن حرجة.. ولازم نكون منتبهين لكل شيء..

جواهر بتقدير كبير وحب أكبر: وأنا أشهد أنك ماقصرت في تربيتها..

عقب عبدالله ابتسم: عشان تشوفين أن تربيتي تجيب نتائج مبكرة.... بنتج صارت تنخطب!!!

جواهر بصدمة: من جدك؟؟

عبدالله وهو يستعد يطلع: والله العظيم..

جواهر باستفسار: ومن اللي خطبها؟؟

عبدالله بلهجة اعتيادية: راشد رفيق عبدالعزيز.. عبدالعزيز هو اللي فتح معاي الموضوع

جواهر بحذر: وأنت وش قلت؟؟

عبدالله: رفضت طبعا.. نوف بعدها صغيرة..

جواهر بنفس الحذر: نوف فعلا بعدها صغيرة.. بس راشد أنا أعرفه من وهو صغير... شاب ما ينرفض..

عبدالله بهدوء: يعني وش كنتي تبيني أرد عليه... تعال أزوجك..

جواهر بهدوء: لا طبعا.. بس كان وعدته خير.. لين تخلص نوف جامعتها..

عبدالله بمنطقية: نوف تبي لها 3 سنين لين تخلص الجامعة... تبين نربط ولد الناس واحنا موب عارفين وين النصيب..

جواهر تبتسم: الله تقوله تم حبيبي... ماعقب رايك راي

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 01:13 PM   رقم المشاركة : 138
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئة وسبعة عشر


عقب صلاة العصر
مجلس أبو خالد

الدكتور سعد وصل ومعاه المملك..

محمد قاعد برا بيت عمه في سيارته
وخالد يروح ويجي ويدخل ويطلع وكان في غاية التوتر و الهم بيكسر ظهره..
حاسس بنار محرقة تحرق أطرافه..عقله..مشاعره..وخلاياه


وسعود مابعد بين ولا طل.. لأنه حرك من المعسكر من ربع ساعة بس..


في نفس الوقت
وفي مكان ثاني في بيت أبو خالد
في غرفة دانة

دانة كانت تبي بكاء مر موجع يائس عميق
لم يكن مجرد بكاء.. كان شيئا يتجاوز البكاء
شيء أشبه بالأنين الحاد المؤلم المنتزع من عمق روح مدمرة لبقايا حطام إنسان..

مزنة اللي كانت بطبعها دمعتها بعيدة.. بدت تبكي من تأثرها من بكاء دانة المؤلم: دانة حبيبتي ليش تبكين الحين؟؟ مهوب سويتي اللي في راسش؟؟

دانة من بين عبراتها وأنينها: خليني أبكي على خسارة سعود قبل أصير حلال غيره..
خليني استغل الدقايق الأخيرة أبكي عليه قبل يصير حرام علي أفكر فيه وأخون الرجّال اللي بأصير مرته..
خليني أبكي في هالدقايق بكاء لو بكيته عمري كله ماكفاني..

مزنة برجاء باكي: تكفين دانة.. تقدرين تتراجعين... حرام اللي تسوينه في روحش.. حرام

دانة بوجع: خلاص مزنة.. ماعاد للحكي فايدة...خلاص



في المجلس
فتح الشيخ دفتره.. وقال للدكتور سعد اللي كان معه أخوانه الاثنين: عطوني بطاقة المعرس.. وبطاقات الشهود..

سعد عطاه بطاقته..
ثم واحد من أخوانه طلع بطاقته...
وتوقعوا إن خالد بيطلع بطاقته.. عشان يعني من باب الذوق
واحد من هنا وواحد من هنا
لكنهم شافوا إن خالد كان سرحان في ملكوت ثاني...
فطلع أخوه الثاني بطاقته وحطها على دفتر الشيخ..

الشيخ بوقار: بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله..
وكان على وشك يطلب بطاقة دانة


صوت حاد حازم : وقف ياشيخ لا تكتب شيء


الكل ألتفتوا ناحية الصوت...
وأبو خالد تغيّر وجهه من الغضب
وهو يلتفت ناحية خالد اللي كان واقف فوق رأس الشيخ بحزم ويقول: أقول يادكتور سعد..
مالك مرة عندنا توكل على الله..

سعد بغضب: ليه أنتوا شايفيني لعبة عندكم..

خالد بحزم وبرود: أقول توكل على الله.. لا تتأخر على العيادة المسائية..

أبو خالد بغضب: خويلد ياللي ماتستحي.. ماكن لك كبير.. ولا كن لي قدر ولا حشيمة...

خالد بنفس بروده رغم أنه يذوب توتر في داخله: يوم ملكة دانة الأولية.. طلعت الرشاش بس ماسيحت دم حد...
ترا ماعندي مانع أطلع أجيبه.. ونسيح لنا دم ذا المرة بحق وحقيق..

أبو خالد بغضب: خويلد...

خالد بحدة وعيونه تنقلب من الغضب وبروده كله يتبخر: شوف يابو خالد... ذا الشنب على مره.. كن ذا الرجال خذ الدانة.. خله يقوم يتوكل على الله.. قدام نتذابح..

سعد وأخوانه نطوا واقفين واطلعوا من الزعل برا لسياراتهم اللي كانت واقفة قدام البيت..

وأبو خالد يلتفت بغضب حاد على خالد..
وخالد يقول له بحدة أكبر وقبل مايقول أبوه شيء: لا تقول شيء.. وإلا والله ماعاد تشوف رقعة وجهي لين أموت

في خلال ثواني كان محمد اللي كان واقف برا يدخل عليهم ونفسه متقطع..ووجهه أحمر.. وقلبه بيوقف من الانفعال


محمد لما شاف الرياجيل طلعوا... حسب أن الملكة تمت
لأنه كان قايل لخالد انه واقف برا..
واذا سعود ماقدر يجي على الوقت.. محمد بيدخل ويحير دانة هو لين يجي سعود..

محمد برعب بأنفاسه المتقطعة وكلماته المتناثرة: دانة تملكت خلاص..؟؟

خالد بنبرة غامضة: لا..

الشيخ قاطعهم وهو يقول بارتباك: زين اسمحوا لي أنا بأروح..

خالد بحدة وغضب هادر: اقعد ياشيخ..
أنت جيت تملك اليوم.. ومنت بطالع إلا وأنت مملك..
سعود بياتي.. وبنقعد ننتظره إن شاء الله مايأتي إلا بكرة الصبح..

خالد كان مولع.. ويتنافض من الانفعال.. وماكان حد يقدر يكلمه..

محمد قعد جنب عمه.. وهمس له: وش اللي صار؟؟
ابو خالد حكى لمحمد كل شيء من بين اسنانه وبغضب مكتوم.. وابتسامة محمد تتسع ويقول في نفسه (كفو يابو هادي.. كفو)

بعد دقايق كان سعود يدخل عليهم مثل الاعصار الكاسح..
مالقى في المجلس إلا عمه وأخوه وولد عمه ومعهم الشيخ.. مادرا وش اللي صار.. هل الملكة صارت؟؟
وإلا الرياجيل مابعد جاو؟؟

حس إن روحه تتأرجح على حد سكين محمي..
إن الباقي من حياته كلها يتوقف على الكلمة اللي بيسمعها
من الناس اللي جالسين قدامه


بنفس مقطوع: شاللي صار؟؟

خالد بنفس حدته وغضبه الكاسح: سعود هات بطاقتك..

سعود مو فاهم: شالسالفة؟؟

خالد بحدة مرعبة: أنت تبي مرتك وإلا ماتبيها؟؟
تراكم أقرفتونا بذا السالفة..
تبيها أخلص وهات بطاقتك... ماتبيها اطلع ولا عاد أشوف وجهك في بيتنا..

سعود بغضب: خويلد احشم اللي اكبر منك..

محمد نط واقف عشان يقطع العراك اللي شكله بيبدأ..
وهو يطلع بطاقته ويحطها على دفتر الشيخ ويقول: الشاهد الأول

ثم ألتفت على سعود وهو يقول بهدوء: أبو سعيد... خالد اليوم رايته بيضا.. خلّص وحط بطاقتك...

سعود طلع بطاقته وحطها

وخالد طلع بطاقته وحطها على دفتر الشيخ وهو يقول: الشاهد الثاني..

الشيخ قال: بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله.. وين بطاقة العروس؟؟

طلعها أبو خالد من جيبه وعطاها الشيخ..

أبو خالد مو فاهم شيء...بس حاسس بسعادة عميقة مايعرف سببها

سبحان الله على قد ماكان حاسس بالضيق وهو يبي يطلع بطاقة دانة يوم كان سعد قاعد...
على قد ماهو مبسوط الحين وهو يطلعها عشان ترجع لسعود مرة ثانية..

الشيخ خلص تسجيل البيانات: ودوني للعروس أخذ موافقتها..

الشيخ دخل للمقلط.. وخالد دخل داخل البيت
وطلع لدانة في غرفتها.. لقى وجهها متنفخ من البكاء.. وشكلها على وشك الانهيار.. مثل عود يابس خالي من الحياة ينتظر أقل هزة عشان عشان ينحني وينهي رحلته..

لما شافها حس إن كل الحدة اللي بداخله تبخرت مثل قطعة ثلج على صفيح ساخن وهو يشوف شكلها المعذب المحطم..
همس بصوت واطي حنون: دانة..

دانة وقفت بتعب وكأنها ماتقدر تحمل جسدها من الارهاق
ورمت نفسها على صدره وبكت بكاء مكتوم حزين..
تركها خالد تبكي شوي وهو حاضنها بحنان فياض
ثم قال لها بحنان: ألبسي عباتش
لبست بآليه مريرة..
ثم مسك يدها
ونزل فيها تحت..بدون مايقول لها شيء..

دانة سارت معه.. مثل الذبيحة اللي تُقاد للمسلخ..
نحّت كل مشاعرها جانبا وهي تقرر إنها تعيش بعقلها
وتدفن قلبها وكل مشاعرها من هذي اللحظة..

وصلت المقلط.. وهي تحس إن روحها في مكان ثاني..
وإنه فقط جسدها هو المتواجد هنا..

سألها الشيخ: توافقين يا بنتي على سعود بن سعيد الـ

دانة حتى الاسم ماكانت تسمعه.. ماكانت تسمع شيء..
روحها موجوعة.. ومشاعرها ثكلى..
وألمها كتم كل أنفاسها بمرارته..
كانت تبي تهرب من كل شيء
من هذا المكان.. ومن نفسها.. ومن ضعفها..
(مستحيل أوافق.. مستحيل!! أنا وش كنت ناوية أسوي بروحي)

خالد بحنان: دانة الشيخ يقول موافقة على سعود..

دانة وهي تنتفض بحدة (الظاهر أني استخفيت.. يتهيأ لي إن اسم سعد صار سعود) : وش تقول؟؟

الشيخ بهدوء: أقول يا بنتي توافقين على سعود بن سعيد الــ؟؟

دانة شهقت بعنف..
وخالد برعب: تكفين دانة مهوب وقته تشاهقين علينا... تبين سعود وإلا ماتبينه؟؟

دانة مو قادرة تتكلم.. والصدمة العذبة غير المتوقعة تشل تفكيرها

وسعود ذبحه التوتر داخل المجلس (وش فيهم تأخروا؟)


دانة بخفوت: بس أشلون خالد أشلون؟؟

خالد برجاء مخلوط بالحدة: تكفين دانة خلاص..
خلصوا ذا الفيلم الهندي..
أنتي ذايبة هنا.. وهو ذايب هناك.. خلصونا
وسالفة إنه بيعرس مهيب صحيحة أنا اللي فهمت السالفة غلط..

دانة تنهدت بعمق وهي تقول من أعماقها الموجوعة: موافقة ياشيخ..

أشر لها الشيخ توقع.. وقعت وهي ترتعش.. وعقب ماقدرت توقف ورجولها ماتحتمل ثقل جسدها
فجلست..

والشيخ رجع داخل..
وخالد قعد مع دانة..

سعود أول ماشاف الشيخ نط واقف
وقلبه فيه طبول حرب مجنونة..
الشيخ ابتسم وهو يقول: بارك الله لكما وبارك عليكما.. وجمع بينكما في خير..

محمد حضن سعود بقوة.. وسعود همس له: لا تقصر في الشيخ..

عقب ألتفت على عمه وحب خشمه.. وعمه يقول بابتسامة: مبروك ياولدي.. سبحان الله.. سبحان الله.. اللي فرقكم بدون سبب.. ورجعكم بدون موعد..

سعود باحترام: يبه أبي أشوف دانة..

سعود بيموت يبي يشوفها.. يبي بس يملأ عينه منها
(يالله وش كثر اشتقت لها.. يالله..!!)

يبي يتأكد أنه فعلا الدانة رجعت له
صار حقه يشوفها.. ويمسك يدها
ويعبر عن شوقه المر الهادر لها
(وأخيرا يادانة وأخيرا)

أبو خالد بتردد: بس يا أبيك..

سعود برجاء: يبه دانة مرتي أول وتالي..

أبو خالد دق على خالد.. وخالد قال له أنه هو ودانة بعدهم قاعدين في المقلط.. قال له أبوه: تعال أنت وخل دانة في المقلط..


***************


بيت سالم...

منيرة قاعدة تدرس..

وسالم في الحمام يأخذ له شاور.. عشان يطلع لشركته..

رن موبايلها.. طالعت الاسم وابتسمت: هلا بخالة الشيخ مبارك..

سارة تبتسم: عدال على ذا البروك.. يكون ويليام ولد تشارلز وديانا.. كله بروك ولد منور وسويلم

منيرة تضحك: بسم الله على ولدي تشبهينه بذا الكافر..

سارة تضحك: الزبدة.. بتجينا الليلة وإلا لا؟؟

منيرة برقة: ما أعتقد... عندي دراسة.. وبعدين ذا اليومين مشغولة بخطوبة فاطمة..

سارة بتحسر: كنت أبي أسولف معس شوي..

منيرة بعيارة: ماعاد عندس من السوالف إلا حمد وشغلس..

سارة بمرح: ياختي اذكري شيء عدل مالقيتي إلا حُميّد.. الله يقرفه..

منيرة باستفسار ليه وش سوى اليوم؟؟

سارة بلهجة اعتيادية: اليوم وعلى غير العادة مر بسلامة بدون لقافته المعتادة.. انا بصراحة كنت مستغربة..
بس طبعا مستحيل يخلص اليوم ماغثني..
خلص الدوام..
وقفت برا أنطر عليان يجيني..
الأخ قاعد في سيارته مسوي رقابة علي..
جاء واحد من الموظفين بس شكله في ادارة ثانية
ووقف سيارته مقابلي..
أنا كنت بأرجع داخل لين يجي عليان..
فوجئت بالاستاذ حمد ينط من سيارته ويتهاد مع اللي موقف سيارته يقول له: المواقف كلها فاضية مالقيت موقف غير هذا..

وعقب كملت سارة بعصبية:

خلاني في نص هدومي..
الرجّال الثاني ماحب يزودها مع حمد المجنون فحرك سيارته وراح...
والشيخ حمد رجع علي يقول بعصبية: لاعاد تنزلين من مكتبس لين يصير علي تحت..

قلت له بعصبية: مالك دخل يأخ أنت..

تخيلي الوقح وش قال لي؟؟ قال ببرود: إلا لي دخل ونص..
حرق أعصابي الله يحرق أعصابه..


منيرة ماتت من الضحك.. وسارة ضحكت من ضحكها: أحر ماعندي أبرد ماعندس..

منيرة بعيارة: صحيح أنتي أختي الكبيرة.. بس غبائس منقطع النظير واسمحي لي أقولها..

سارة بمرح: ليه ياعبقرية زمانس؟؟

منيرة بمرح: حمد ذايب في هواس وانتي تستهبلين..

سارة بغضب: عيب منور.. وش ذا الكلام؟؟ احشميني ياقليلة الحيا.. حتى لو كنتي مرة معرسة.. انا اختس الكبيرة..

منيرة بهدوء: زين خلاص لا تزعلين.. اكلمس بعدين
سالم طلع من الحمام..

وفعلا كان سالم طالع من الحمام..

ابتسم لما شاف منيرة تبتسم له..
قرب منها وهي جالسة على مكتبها وجاء من وراها
وقبل كتفها برقة: شأخبار الدراسة؟؟

منيرة بعذوبة: لا تحاتي.. ذيبة مرت ذيب أم ذيب..

سالم ضحك: الله يستر من ذا العايلة.. شكلها عايلة متوحشة..

منيرة برقة: مطول الليلة في الشركة؟؟

سالم بود: لا حبيبتي.. ساعتين وراجع... بس أنتي لا عاد تتعبين روحس واللي يرحم والديك.. وبلاها النزلة والطلعة كل شوي..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 01:15 PM   رقم المشاركة : 139
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئة وثمانية عشر

دانة كانت قاعدة في المقلط حاسة إنها مو قادرة تمسك أعصابها من هول المفاجأة

(مرت سعود للمرة الثانية!!
معقولة!!
معقولة!!)

ما انتبهت إن خالد طلع من عندها عقب ما تلقى اتصال..

كانت جالسة على الكرسي بعد ماخلعت نقابها.. باقي عليها شيلتها وعبايتها..

دخل سعود عليها

ما انتبهت..
كانت سارحة في عوالمها..

سعود حس بتيار هادر يجتاحه بعنف..
ظل واقف متخشب دقايق مايدري عن حسابها
دقايق غير محسوبة من عمر الزمن
دقايق خاصة كخصوصية مشاعرهم المشبعة بالشجن المؤلم
دقايق حفرت في قلبه الوجع والفرحة
وهو يتأمل دانة الصامتة السرحانة..

حس بالالم يجتاحه بقسوة وهو يشوف وجهها اللي كان باين عليه آثار التعب والبكاء الطويل..

قرب منها بشويش..

لم تنتبه بعد..
أعادها لعالم الواقع الجميل ملمس يدين دافئتين على عضديها
يدان أنهكها الألم والوجع واستنزفاها اشتياقا للمساتهما
شعرت بالخجل والارتباك والتوتر والانفعال يغزو قلبها بمرارة
وسعود ينهضها بقوة وحنان
والعين تعانق العين بوجع ساحر
والرمش يحكي حكاية السهد واليأس وليالي السهر للرمش
وارتعاشة الجفن تشتكي حسرة البعد والقهر والشوق الهادر

دانة أنزلت رأسها بخجل وهي مصعوقة: كيف دخل سعود..؟؟


لم يسمح لها سعود أن تحرمه من عناق عينيها التي اشتاق بعنف لحنانهما ودفئهما وسحرهما..
رفع رأسها إليه..
وهو ينزل شيلتها على كتفيها
و يدخل كفيه في خصل شعرها
ويمسك برأسها من ناحيتي صدغيها
ويقرب وجهها منه..
دانة انتفضت بوجل.. وهي تشعر بأنفاسه الحارة على وجهها
ووجل أكبر حينما شعرت بهذه الانفاس تخترقها
وسعود يلصق شفتيه بشفتيها في عناق طويل مشتاق..
حاولت دانة أن تخلص نفسها رغم أنها كانت أكثر اشتياقا له
ولكن خجلها الحاد خنقها..
لم يفلتها سعود حتى شعر أنه أروى الحد الأدنى من غليله..وشوقه.. ووجعه

حينها تركها بصمت..
وعاد من حيث أتى..

لتنهار دانة جالسة على نفس الكرسي
الذي كانت تجلس عليه قبل دخول سعود العاصف المثير الموجع الناعم عليها..


******************


بعدها بدقائق في مجلس أبو خالد

سعود احتاج دقائق حتى استطاع التماسك من ثقل الأحاسيس
التي دغدغت قلبه المتيم ودانة بين ذراعيه..
وشفتيها ترتعش بين شفتيه..

ألتفت على عمه وهو يقول باحترام: بكرة محمد بيحط مهر دانة في حسابها.. وذا المرة بأعوض دانة وبأسوي لها عرس كبير..
بأدور أقرب حجز وبأحجز..
يعني عقب شهر بالكثير..
خلها تتجهز بسرعة..
وكل شيء صار موجود جاهز بالسوق...


وفعلا طلع سعود من بيت عمه
حجز لموعد عرسه
بعد شهر بالضبط
ثاني يوم خروجه من الحجز العسكري


***************


في المساء
في غرفة دانة..
دانة صامتة.. صمت المحلقين..
على شفايفها ابتسامة ناعمة صافية.. وهي متمددة نصف تمدد على سريرها..

مزنة تبتسم: ياحرم حضرة النقيب.. عطينا وجه..
صار لي ساعة أسحب الكلام منش
خالد يقول إن سعود طلب يشوفش
وش قال لش؟؟

دانة تبتسم وتقول بنبرة حالمة وهي تلمس شفايفها: ولا شيء..

مزنة تضحك: البنت استخفت.. أشلون ولا شيء.. يعني شافش وبس..؟؟

دانة بنفس النبرة الحالمة وهي سرحانة: وبس..



في نفس الوقت
في مجلس سعود
سعود مسوي عشاء لملكته..
الشباب متجمعين عنده... بعد ماراحوا الرياجيل اللي كانوا عنده...

دخل عليهم متعب مثل الاعصار المرح وهو بلبسه العسكري: تعشيتوا؟؟ وإلا خالي جيّد؟؟

محمد بمرح: لا والله خالك مهوب جيّد الليلة.. تعشينا.. أنت تأخرت واجد...

متعب بمرح: توني خلصت زامي الحين.. جايكم قبل أبدل..

سلم على الكل.. وحضن سعود بشدة وهو يبارك له ويهمس له: رديت حبيبة القلب.. مابغيت..

متعب وسعود أصدقاء مقربين.. بينهم فرق سنة وحدة.. سعود الأكبر..
متعب ملازم ثاني بس في الدفاع المدني..
والدورة اللي توه رجع منها اللي كانت في استراليا
كانت في فن إدارة الأزمات..
تدربوا بكثافة على التعامل مع الكوارث الطبيعية..
اقتحام الحرائق.. الغوص .. والقفز بالمظلات على المناطق السكنية
وهذا النوع من القفز يعتبر أخطر أنواع القفز كما هو معروف
لأن القفز بالمظلات يكون النزول على أرض خالية.. صحراء سهل أو حتى بحر
بينما النزول على المباني.. يكون خطير جدا
لأن المظلي مهما كان درجة تحكمه بنفسه
لا يستطيع التحكم بحركة الرياح التي قد تصدمه بالمباني لتتحطم عظامه من هذا الاصتدام..

سعود ومتعب تقريبا نفس الطول.. لكن متعب أعرض شوي..
قبل كان أعرض بكثير لكنه استغل وجوده في استراليا لعمل ريجيم قاسي..
مثل مها.. اللي استغلت غيابه لعمل ريجيم قاسي..

سعود رد على متعب وهو حاضنه بهمس: مابغينا..

وقعدوا جنب بعض.. يسولفون

وعقب الشباب بدوا يلعبون بيلوت..
متعب ومحمد ضد خالد وجبر

وسعود قعد في الزاوية البعيدة مع أفكاره


ودانة على الطرف الثاني غارقة في أفكارها لوحدها
بعد ماتعبت مزنة منها..
وقامت لغرفتها عشان تحضر لحصصها بكرة..

رنة مسج.. فتحته بدون اهتمام
شهقت ونطت قاعدة على حيلها من تمددها

" لو اتصلت
تردين علي؟؟"

وصله الرد في ثواني

"لا.."

سعود ابتسم وهو يتكي على المساند ويطالع الشباب
اللي كانوا صوتهم طالع من خلافاتهم حول البيلوت
وكتب..

"بس أنا بأتصل
مشتاق..
مشتاق..
مشتاق لصوتك
إذا قلبك يطاوعك تسفهيني
براحتك"

دانة توترت ونطت واقفة
كانت تبي تكتب له: لا تتصل
كانت غير مستعدة للمواجهة
وخصوصا عقب اللي صار اليوم عقب الملكة
واللي رفع درجة خجلها منه
صحيح إنها كانت زوجته ورجعت زوجته.. والخجل هذا يمكن يكون غير منطقي
بس غصبا عنها
احساس الخجل يلفها بشدة

لكنها فوجئت بموبايلها يرن
وقلبها ينط من مكانه
واسم سعود يلمع على الشاشة

ماكانت تبي ترد
الخجل يجتاحها بعنف

لكنها تشجعت وردت
لأنها شافت بنفسها إن ترددها في التعبير عن مشاعرها
ضيع منها سعود المرة الأولى
وهي مستحيل تسمح أنه يضيع منها مرة ثانية

بتردد وخجل: ألو..

سعود بنبرة شديدة الدفء: اشتقت لش..ميت من شوقي
والله حتى مليون كلمة اشتقت لش ماتعبر حتى عن واحد من مليون من شوقي

صمت على الطرف الثاني.. فقط صوت أنفاسها السريعة المتلاحقة..

سعود بنفس الدفء: صوت النفس اللي ذوبني يقول أنه فيه حد على الخط بس هو مابعد تعطف علينا وسمعنا صوته..

مافيه رد.. بس الأنفاس يتزايد تسارعها..

سعود بحنان: دانة..

دانة بخجل: لبيه..

سعود بوله: يالبيه أنا.. ومن أقصاي لبيه..

دانة بتذوب من خجلها..
ثمان شهور عايشة في قحط عاطفي.. وعقبه الفيضان هذا.. مو قادرة تستحمل.. هي أصلا تستحي.. والحين وجهها ورم من الخجل..

دانة بخجل كبير: هذا أنا رديت عليك.. ممكن أسكر خلاص..

سعود بعذوبة: ليه أنتي تعتبرين الكلمتين اللي قلتيهم كلام؟؟

الشباب ألتفتوا على سعود وبدوا يقطون نغزات..
متعب: سعيّد من أنت تكلم يالمغازلجي؟؟ القعدة ذي مالي بها.. قعدة مغازل بجدارة..

سعود بصوت عالي.. ودانة بعدها معه على الخط: وش سعيّد ذي يامتيعب الدب.. 15 سنة ماحد قالها لي؟؟
احشمني قدام أغير رأيي في الموعد اللي عقب شهرين ونص وأخليه عقب سنة..

متعب بخوف مصطنع مرح: لا تكفى خلاص حرمت يالشيخ ياعمي سعود...

وذا المرة نط خالد وقال بمرح: وأنت سكر ذا الاتصال اللي ما ادري وشو قايل.. قدام أغير رأيي في الموعد اللي عقب شهر وأحطه عقب سنتين..

سعود ابتسم: والله حتى البزارين طلع لهم لسان..

محمد يبتسم: والله البزارين هم اللي زوجوك اليوم.. حط أبو هادي على يمناك..

دانة كانت تسمع النقاش وتبتسم بخجل.. تبي تسكر.. بس تبي سعود لين يسكر من خاطره..

خالد طرأ عليه شي..
رن على دانة لقى معها خط ثاني..
ابتسم وأرسل لها مسج..

"فضحتينا أنتي ورجّالش
ماعندكم صبر
كلها شهر وتصيرين في بيته
واهذروا على كيفكم"

دانة فتحت المسج وهي تنطر سعود لين يخلص خناقه مع الشباب.. اللي كل واحد يستلمه شوي..
دانة حمر وجهها من الحرج من خالد..

الشباب رجعوا يلعبون دور ثاني
وسعود رجع يكلم دانة..

دانة بارتباك: ماعليه سعود اسمح لي.. خالد أرسل لي مسج يقول سكري..

سعود رفع صوته: خويلد.. على شحم..

خالد يضحك: ليه.. عسى ماشر؟؟ (مع أنه فاهم!!)

سعود ببرود: أنت عارف.. ولاعاد تدخل في اللي مايخصك..

سعود بنبرته الدافية رجع يوجه كلامه لدانه بصوت واطي: باسكر الحين بس بارجع أتصل قبل أنام.. بتتنيني وإلا لا؟؟

دانة سكتت..

سعود ابتسم: معناها بأتصل



في الليل متأخر شوي..
الشباب تأخروا في السهرة عند سعود
خصوصا لما عرفوا أنه معاقب
وبينحجز شهر ماراح يطلع فيهم من المعسكر إلا قبل عرسه بيوم

الدانة غفت وهي تنتظر اتصال سعود
لأنها لها يومين مانامت
من لما اتصلت في تهاني وقالت لها خلي سعد يجيب المملك
أولا كانت طول الليل صامتة
ثم بدت تبكي من لما طلع النهار لحد موعد الملكة

سعود في غرفته
توضأ وصلى
ثم تمدد وخذ موبايله ودق

انتفضت دانة وهي تسمع رنين الموبايل يمزق سكونها
بصوت نعسان: ألو

سعود بحنان: نمتي؟؟

دانة بخجل: شوي.. غطيت وأنا أنتظرك

سعود بوله: أسف حبيبتي.. بس كان لازم أسمع صوتش لو شوي..
أنا عقب صلاة الصبح لازم أسلم نفسي في المعسكر عندي حجز عسكري شهر.. حتى موبايلي بيأخذونه مني..

دانة برعب: ليه؟؟

سعود برقة: خلاص مهوب مهم.. أنا كان عادي عندي انحجز 10 سنين بس ما تروحين مني حبيبتي..
عقب كمل بحزم عذب: ترا موعد العرس عقب شهر بالضبط.. جهزي اللي تبين بسرعة..وبكرة محمد بيحط المهر في حسابش..
وعقب همس بنبرة خاصة عميقة: وذا المرة لازم تلبسين فستان أبيض مثل أي عروس.. يمكن الله راد انه احنا نتفرق عشان أرجع أعوضش عن المرة اللي فاتت

دانة بخجل قاتل: سعود الله يهداك شنو فستان ومهر.. مهري اللي فات والله ماانصرف منه شيء.. وفستان ماله داعي..

سعود بغضب: شنو ذا الكلام يادانة.. هذا عقد جديد بمهر جديد.. والمهر اللي فات خلاص..
وعقب كمل بهمس: والفستان حق لش تلبسينه وحق لي أشوفه حبيبتي..

دانة بهمس: إن شاء الله سعود..

سعود بحب ومرح: ومافيه حبيبي يعني؟؟

دانة بخجل: إذا شفتك عقب شهر قلتها لك وجه لوجه..

سعود بعمق: يا متى بيخلص الشهر بس.. بأعده بالدقايق والثواني...

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-01-2011, 01:22 PM   رقم المشاركة : 140
إشراقة أمل
مشرفة داري يؤثثها اختياري وMobily وشاشة عرض
 
الصورة الرمزية إشراقة أمل
 






افتراضي رد: بَـعدَ الغِ ــيَاب | رِوَايَة مُختَلِفَة جِدًّا ]|~

الجزء المئة وتسعة عشر

ثاني يوم .. صباح يوم الأربعاء

مكان شغل سارة...

سارة من البارحة من عقب مكالمتها مع منيرة.. وهي حاسة بخجل حاد يجتاحها..

يعني لما كانت شايفة أنه اهتمام حمد مجرد اهتمام رجّال شهم بوحدة من بنات جماعته.. كان احساسها فيه عادي جدا..

بس عقب مادخلت منيرة في رأسها سالفة أنه ممكن يكون يحمل ناحيتها مشاعر خاصة.. وهي حاسة بالارتباك وماتبي تشوفه..

(كله منس يامنور كله منس.. يالله ياكريم يضربس سويلم نعلة ثانية على راسس المخرف)

من لما وصلت الصبح وهي في مكتبها ماطلعت نهائي..

الحين باقي شوي على صلاة الظهر وهي ماطلعت نهائي...

كانت جالسة تتلهى في أوراق في يدها ترتبهم من جديد للمرة الثالثة بعد ماخلصت كل شغلها..

جات وحدة من زميلاتها من برا وجلست جنبها: الأستاز حمد بيسأل عليكي؟؟

سارة بحرج: وليه يسأل عني؟؟ فيه شغل لي عنده؟؟

داليا هزت أكتافها: لأ... بس هو بيسأل أنتي جيتي النهارده وإلا لأ.. عشان هو ماشافكيش النهاردة...

سارة في نفسها (الله يفضحك ياحُميّد.. بتفضحني في كل الإدارة) وعقب كملت بصوت واطي: تسأل عنه العافية... يسأل عشان احنا قرايب (جعل أمحق قرابة جمعتنا)

سارة قررت شيء في رأسها..
توجهت للموظفة المسئولة.. وقدمت طلب عندها...
المسئولة استغربت: توج سارة مالج شهر ونص تقدمين طلب نقل لإدارة ثانية... فيه شيء ضايقج في إدارتنا؟؟

سارة بثقة: لا والله.. بس أنا حابة أغير..

المسؤولة بحذر: أنا بأرفع طلبج لرئيس القسم.. بس أنبهج إن هذا موب من مصلحتج.. بعدين تطلع عليج سمعة إنج ماتحبين الشغل وتتمللين بسرعة.. مع أني شايفتج موظفة نشيطة ماشاء الله..

سارة بود واحترام: أنتي ارفعيه وأنا والله شاكرة اهتمامس..


******************


منيرة ومها وفاطمة طالعين من الجامعة
متوجهين للصالون..
عشان فاطمة تخلص شغلها وتصبغ شعرها وتقصه
والبنات قرروا يترتبون معاها عشان الصور بكرة طبعا

صبغت فاطمة صبغة كستنائي فاتح كانت تجنن مع لون بشرتها وتدويرة وجهها وقصة المدرجات الكثيفة..

مها بعيارة: أخونا اللي مانعرف اسمه بيجيه جلطة إذا شافش بكرة..

فاطمة بخجل: بس مهاوي تحشمي..

مها تضحك: فديت متعب بس.. ليته بس ينجلط إذا شافني.. ياخوفي بس يقول عرفتش دبة.. ورجعت وانتي دبة..

منيرة تضحك: مها حرام عليس... والله جسمس صار يجنن الحين.. ملفوفة تمام...

مها تضحك: أعرفكم يالبدوان أنتم واذواقكم... الدبة تقولون ملفوفة... خلينا نسال الجبهة الثانية
توتي وشرايج في جسمي الحين؟؟

فاطمة بعيارة: دبة..

مها تضحك وتقول لمنيرة: شفتي..!!

فاطمة تضحك: لا والله أمزح معاج... الصدق تبين بس يمكن 5 كيلو بعد وتصيرين موب تمام إلا فوق التمام..

مها بمرح: الله يجزاش خير.. 5 كيلو بس.. خلاص هانت..
ويالله على الحناء.. لازم تتحنين مافيه مهرب..



*****************



سارة طالعة من دوامها..
تتسحب وتتلفت ماتبي تشوف حمد..

وصلت تحت.. بس ماطلعت تنتظر علي يجيها..
فوجئت باللي وقف قدامها كأنه ظهر من العدم
وفي يده ورقة يمدها لها..

سارة انصدمت بعنف وهو يقول لها بحزم: ممكن أعرف ليش طلبتي نقل؟؟

سارة بحدة وهي تتراجع: مهوب شغلك.. وصراحة أنت تجاوزت كل الحدود.. لو تعرضت لي مرة ثانية أو تكلمت معي.. بأقدم ضدك شكوى رسمية..
أنا حشمتك ليش أنك من الجماعة... بس أنت ماتستاهل الحشيمة

حمد قال بهدوء وهو يمدلها الورقة مرة ثانية: يعني مثل ما أنا متوقع..
قدمتى نقل عشان ماعاد تشوفيني..
على العموم أنا سحبت الطلب.. تفضلي.. وأنتي بتشوفيني كل يوم برضاس وإلا غصبا عنس..

سارة عصبت لأبعد حد: أنت بأي حق وبأي صفة تسحب طلبي؟؟

حمد بنبرة خاصة: بصفتي خطيبس.. ماينفع؟؟

سارة بغضب وثورة لكن بصوت واطي: عمري ماشفت وقاحة كذا.. وتبي تطلع على سمعة في الوزارة بعد.. وتكذب علي..

حمد بهدوء: أنا ما كذبت.. أنا خطبتس البارحة من عمي فالح.. ليه هو ماقال لس؟؟

سارة بغضب كاسح: عمت عينك.. قول آمين..

حمد ابتسم: ياحلو الغزل منس.. ينقط سكر من بين شفاياس..

سارة صارت ترتعش بحدة من الغضب لكنها سكتت وهي تشوف سيارة علي توقف وطلعت عليه...

أول ماركبت مع علي ألتفت عليها بغضب وهو يقول من بين أسنانه: مهوب ذا حمد بن راشد اللي كان واقف معس؟؟

سارة بتوتر: إيه...

علي بغضب حاد: زين خليه لين يصير رجلس.. وعقب وقفي تكلمي معه قدام العالم ياللي ما تستحين..

سارة بتوتر: والله العظيم أنه هو اللي وقفني وتكلم معي.. يبي يعطيني ورقة للشغل..
وعقب كملت بحدة: ورجلي مهوب صاير رجلي.. ليه خلصوا الرياجيل أخذه..

علي تحول غضبه لناحية ثانية: ليه وش أنتي راده فيه بعد؟؟ رجّال والنعم فيه..

سارة ماكانت شايفة فيه عيب.. بالعكس هي معجبة فيه ومن أول يوم شافته في الشغل وعرفت هو من..... بس العند أبعدكم الله عنه ودلع البنات..

سارة بحدة: راده فيه اني ما أبيه... مايكفي..؟؟

علي وهو يبي يسكر الموضوع: انتظري لين يكلمس أبوس رسمي.. وعقب عيي على كيفس.. أربه يكسر راسس اليابس..



*****************



بعد صلاة العصر..
جواهر كانت تمشي شوي في البيت..
لأنها تعبت من القعدة..

نوف قاعدة عند مجود اللي مفكك على السرير تلاعبه وتبوس فيه..

رن موبايل أمها..
شالته بدون اهتمام وطالعت الاسم..
كان اسم راشد الــ يلمع على الشاشة
جواهر سيفته لما أتصل فيها أخر مرة..
حست نوف بحرج شديد.. ليش ماتدري..
رجعت الموبايل مكانه..
بعد دقايق.. رجع راشد يتصل..
(وش عنده ذا ملزم؟!!)

لكنها تركته يرن..

لما رجعت جواهر.. قالت لأمها وهي تحاول تبين إنها غير مهتمة: يمه موبايلج رن كم مرة..

شالت جواهر موبايلها.. وطالعت الاسم الذي لم يرد عليه..

استغربت.. لكنها شبه توقعت السبب..
ألتفتت على نوف وقالت برقة: يمه نوف أطلعي جيبي لي ملابس داخلية من غرفتي من فوق.. أبي أخذ لي شاور..

نوف باستغراب: يمه الدولاب هنا مليان ملابس داخلية.. أنا شايفتهم قبل شوي..

جواهر بحزم: قلت لج روحي جيبي لي.. تروحين بدون نقاش..

نوف بعذوبة: ياشينج ياجيجي لا حمقتي.. إن شاء الله رايحة

جواهر جلست جنب ولدها على السرير
واتصلت في راشد..

راشد باحترام: السلام عليكم.. هلا أم عبدالعزيز

جواهر بنفس الاحترام: وعليكم السلام حياك الله راشد

- الحمد لله على سلامة أبو عبدالعزيز.. وعلى البركة المولود.. رزقك الله رضا الواهب وبر الموهوب..
- الله يسلمك ويكبر قدرك
- أم عبدالعزيز أنا أسف لو كانت أتجاوز حدودي.. بس أنتي عودتينا أنج اختنا الكبيرة (راشد بتردد وارتباك)
- أكيد راشد مافيه شك.. غلاك من غلا عبدالعزيز والله الشاهد... (جواهر بذوق وصدق)
- وأكيد أنج عندج خبر بخطبتي لكريمتكم..
- عندي.. ومثلك والله العظيم مايرد.. بس نوف بعدها صغيرة ياراشد..
- أنا والله العظيم ما أبي أتجاوز أبو عبدالعزيز.. بس المكالمة ذي أبيها بيننا.. لو أنتي أكدتي لي أنه لو أنا أنتظرت نوف أنكم بتزوجوني.. أنا مستعد أنطر لين تخلص.. (راشد برجاء عذب) أنا شاريها يا أم عبدالعزيز.. لو أني ماني بشاريها ماكان رجعت أكلمج عقب ماردني أبو عبدالعزيز...
أنا والله ما أبي وعد قاطع.. بس عطيني أمل... وانا أكثر واحد عارف إن الزواج قسمة ونصيب.. يعني ختى لو ماصار نصيب يكفيني الامل الحين..
- توكل على الله (جواهر بحنان وهي تبتسم)
- يعني؟؟ (راشد بفرحة صافية)
- يعني مايصير خاطرك إلا طيب (جواهر بعذوبة)
- مشكورة يا أم عبدالعزيز مشكورة (راشد بفرحة محلقة)

جواهر ابتسمت وهي تحس بفرح ممزوج بالحزن.. لفت ماجد وحطته في سريره..

قامت طلعت لها ملابس.. وجلست تنطر نوف لين تجي عند ماجد عشان تاخذ شاور...

أول ماجات نوف بالملابس الداخلية.. جواهر وقفت وابتسمت وهي تقرص خد نوف وتقول بحنان صافي: والله وصرتي مرة..
وعقب كملت بحنان وهي تشيل ملابسها وتدخل الحمام: خليج عند أخوج بأقوم أخذ شاور

جواهر تجاوزت نوف.. ونوف تقول لها مستغربة: والملابس اللي أنا جبتهم؟!!

جواهر ماردت عليها.. ودخلت الحمام..
ونوف تهز كتوفها و تضحك.. وترجع تشيل ماجد وتحطه على السرير.. وتفك لفته عشان تلاعبه وتبوس إيديه ورجليه..



******************


في بيت أبو علي..
أبو علي نادى سارة..
تجي عنده في الصالة الرئيسية...
سارة نزلت وهي مترددة ومتوترة وخايفة
لأنها كانت عارفة أبوها وش يبي فيها..

نزلت لأبوها حبت رأسه.. ثم جلست على جنب وهي تقول: سم يبه...

أبوعلي بهدوء: سم الله عدوس..
وعقب سكت شوي وقلب سارة صار يرقع بشدة لدرجة انها خافت إن أبوها يسمع دقات قلبها

كمل أبوها: سارة يا أبوس.. فيه رجّال فيه خير جاء يخطبس

سارة كحت بحرج: ما ابي أعرس يبه..

أبو علي بحنان: مافيه يا أبوس بنت ماتبي العرس...
وهذا حمد بن راشد رجّال فيه خير ومن عربن أجواد..
رجّال مايعيبه شيء عشان نرده...
والرسول صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"
وحمد ماعليه قاصر دين ولا أخلاق ولا مال.. فليش نرده..

سارة تنهدت وقامت وهي تقول لأبوها بخجل ومنطقية: خلاص يبه الرأي رأيك..

 

 

 توقيع إشراقة أمل :
"وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد".
إشراقة أمل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد