23-09-2006, 03:13 PM | رقم المشاركة : 41 |
الأستاذ الشيخ علي الحجي
طالب علم ومربٍ فاضل
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
|
24-09-2006, 10:34 AM | رقم المشاركة : 42 |
مشرف مكتبة المنتدى
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
|
02-10-2006, 11:45 PM | رقم المشاركة : 43 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
الأخ العزيز زكي مبارك موضوع جميل وفي غاية الأهمية ولكن بعد التمحيص الذي قمت به!!! لا علينا بما أني أتيت متأخراً فسأعلق على أصل الموضوع سأدرج هذا المقال عن الإنشاد للفائدة (فقط) إنشاد شعر الحداثة الإنشاد أداة المنشد لإيصال رسالته إلى المتلقي، ويتضح خطره في الشعر لأنه يشكل عنصراً يعتمد الصوت إيقاعاً. ولذا قيل إنّ "الإنشاد عنصر من عناصر الجمال في الشعر لا يقل أهمية عن ألفاظه ومعانيه. وحسن الإنشاد قد يسمو بالشعر من أحط الدرجات إلى أرقاها، كما أنَّ سوء الإنشاد قد يخفض من قدر الشعر الجيد، ويلقي على ألفاظه العذبة ومعانيه السامية ظلالاً تخفي ما فيه من جمال وحسن" (1). وهذا ما دفع بلغويي العربية إلى القول: "أنشد الشعر: قرأه ورفعه" (2) ويذكر القاضي عِياض أنَّ: "أصل الإنشاد رفع الصوت ومنه إنشاد الشعر" (3)
وما دمنا نقول بالإنشاد فإن هناك من يقرنه بالغناء فيقول الأستاذ طه باقر (4): "ويرى جمهور الباحثين أن الشعر في حضارة وادي الرافدين، وكذلك في آداب الحضارات القديمة الأخرى، كان على ما يرجح أقدم ما زاوله الإنسان من الفنون الأدبية. كما يرجح أيضاً أن منشأ الشعر في أدب حضارة وادي الرافدين من الغناء والقصائد الشعبية الإنشادية". ويعلل ذلك بقوله: "والغناء كان أصل الشعر في جميع الآداب القديمة. ولعل ما يؤيد هذا الرأي أنَّ كلمة "شعر" الموجودة في كل اللغات السامية تقريباً تعني في أصل ما وضعت لـه "الغناء" والنشيد... ومن قبيل ذلك المآثر العربية عن أصل فكرة البحر والوزن في الشعر العربي من حداء الإبل والغناء." . يسند هذا الرأي جرجي زيدان الذي يقول (5):" يظهر أن الشعر والغناء من أصل واحد عند جميع الأمم، والشعر وضع أولاً للتغني به وإنشاده للآلهة أو الملوك، ولذلك فاليونان والرومان يقولون "غنى شعراً" لا "نظم شعراً" أو وضع شعراً، والعرب يقولون "أنشد شعراً" أو أنشد الشعر الفلاني أي غناه، وقضى اليونان أجيالاً لا يقولون الشعر إلا إنشاداً. ولعل العرب كانوا كذلك في أقدم أحوالهم، فنبع منهم جماعة يغنون شعرهم كما فعل الأعشى قبيل الإسلام، فقد كان ينظم الشعر ويغنيه ولذلك سموه صناجة العرب". ويرفض هذا الرأي الدكتور إبراهيم أنيس فيقول (6): "إنَّ أصحاب الروايات القديمة قد عنوا بالإنشاد شيئاً غير الغناء. وليس بين أيدينا ما يدل على أن الشعراء في الجاهلية كانوا يتغنون بالشعر، وإنما تحدثنا الروايات دائماً عن الإنشاد وما فيه من قوة وحماس وأن الشاعر كان ينظم القصيدة ويفد بها فينشدها في الأسواق مفاخراً أو مادحاً. ولم يكن الغناء من عمل الشاعر ولا مما ينتظر منه. وشعراء الجاهلية كانوا من خاصة العرب الذين أُتيحت لهم فرص الثقافة اللغوية في تلك المؤتمرات الثقافية التي كانت تسمى بالأسواق، فكان الشاعر من الجاهليين يأنف أن يجلس مجلس المغني، وإنما كان يترك هذا للجواري والقيان.. وأما ما اشتهر عن الأعشى من أنه صناجة العرب فقد فسَّره كثير من مؤرخي الأدب بأنه سُمّي كذلك لجودة شعره، وربما أرادوا بجودة الشعر هنا غلبة العنصر الموسيقي في ألفاظ شعره إذا قيس بغيره، أو لأن شعره كان مما يصلح أن يتغنى به." ويستدل بما ذكره صاحب الأغاني في ترجمته للأعشى الذي يقول عنه "هو أول من سأل بشعره، وانتجع به أقاصي البلاد وكان يُغنَّي في شعره، فكانت العرب تُسَميه صناجة العرب." (7) هذا التداخل يعلل الدكتور جواد علي سبباً لـه فيقول (8): "بين الغناء والشعر صلة ونسب. وقد جعل بعض العلماء الشعر وليداً من أولاد الغناء، لأن الشعوب القديمة كالبابليين والمصريين واليونان والعبرانيين، كانت تقرن شعرها بالموسيقى، وعرف هذا الشعر بالإنشاد، وقد كان الإنشاد في المعابد نوعاً من التراتيل الموجهة إلى الآلهة، كما كان يستخدم في الحروب. ولهذا رأى العلماء أن الموسيقى، أولدت الإنشاد، والإنشاد هو والد الشعر" ويوضح رأيه مستنداً إلى مصدر أجنبي يذكر أن الشعر "بدأ بداية متحررة فلم يكن الإنسان في بادئ أمره بالشعر يتقيد بالوزن والقافية، وإنما كان يميز بينه وبين النثر بالنغم الذي يجعله فيه، وبالنبرات التي يخرجها مخارج الغناء، ولهذا نجد المقطوعات الشعرية القديمة التي وصلت إلينا مُدوّنة في كتابات مختلف الشعوب لا تشبه الشعر المعروف، إذ فيه تحرر، وفيه اعتماد على الترنم والإنشاد وعلى فن الإلقاء، أما الاعتبارات الفنية المعروفة، فهي من عمل الشعراء المتأخرين الذين أحلّو الوزن محل الإلقاء، ووضعوا قواعد فنيّة في نظم الشعر. فلم تكن الأبيات الشعرية في الشعر القديم متساوية، ولم تكن هناك قوافي بالضرورة، حتى إنك لا تستطيع تمييز القطعة الشعرية عن غيرها إلا بالإنشاد." (9) وإذا طرحنا السؤال: لماذا اقترن في الذهن إنشاد الشعر بالغناء؟ يُردُّ على ذلك أنّ "الشعر أوقع أثراً في النفس من النثر، لما فيه من سحر النغم ومن جاذبية في الموسيقى، ومن توازن وتطابق في بنائه، ومن انسجام في تكوين أجزائه بحيث إذا سقط جزء من شطر بيت أو وضع جزء غريب في موضع الساقط وهو ليس في وزنه اختل التوازن فيه أي النغم: ولهذا اقترن الشعر بالغناء لوجود النغم فيه، والنغم من أسس الغناء. فكان الشاعر يترنم بشعره ويتغنى به ويقرأه بنغمة خاصة ليؤثر بذلك في سامعيه." (10) ولهذا ترى الشاعر العربي قبل الإسلام إذا أراد أن ينشد شعره تهيأ لذلك واستعد لـه حتى يعرف الآخر (الناس) أن الشاعر يريد إلقاء شعره. وأول ذلك هو مظهره فقد "كانت الشعراء تلبس الوشي والمقطعات والأردية السود، وكلَّ ثوبُ مشَهَّر." (11) ويذكر الجاحظ شاهداً على ذلك. فيقول (12): "وكان لجُربّان قميص بشار الأعمى وجبته لبنتان، فكان إذا أراد نزع شيء منها أطلق الأزرار فسقطت الثياب على الأرض، ولم ينزع قميصه من جهة رأسه قطُّ". لا يمكن تجاوز الإيقاع عند إنشاد الشعر، فهو يشدُّ سمع المتلقي إلى المنشود. لكونه "حركات موزونة تتكرّر وتتردّد في أوقات زمنية واحدة، وقد تكون هذه الأوقات الزمنية قصيرة، فإنَّ الكلام يندفع بسرعة، وقد تكون طويلة فإذاً الكلام يخرج متباطئاً"(70). ولا يعني ذلك أن الإيقاع محصور في الشعر دون النثر. فالإيقاع "موجود في النثر كالشعر مع فارق جوهري واحد هو: إنه في النثر تتطابق الوحدات الإيقاعية مع الوحدات اللغوية، وأما في الشعر فضرورة المساواة بين الوحدات الإيقاعية كثيراً ما تقضي بأن ينتهي في وسط اللفظ دون أن تكمل الجملة"(71). وينبّه الدكتور إبراهيم أنيس على ذلك فيقول(72): "وهناك أمر هام لابدَّ من مراعاته في الإنشاد الجيد، وهو السكتات والوقفات القصيرة التي قد يلجأ إليها المنشد، يريد بها إظهار جمال لفظ من الألفاظ، أو إيضاح معنى دقيق لكلمة من كلمات البيت. وحسن تخيّر الموضوع في الوقفات يزيد النغمة جمالاً، كذلك الدقة في قدر السكتات والوقفات تساعد على انسجام موسيقى البيت"، ويضرب شاهداً في الوقفة القصيرة في بيت المتنبي عند الإنشاد "بادٍ هواك" ثمَّ يكمل الإنشاد. ويحذرنا في الوقت نفسه من الوقفة الطويلة حيث توحي إلى المتلقي بانتهاء الشطر فيقول(73): "فنراهم حين ينشدون بيتاً مثل قول حافظ إبراهيم"(74): وتوسَّموهم في القيُودِ فقائلٌ هذا فلانٌ قد وشى بفُلان يقفون على كلمة القيود وقفة طويلة كأنّما قد انتهى الشطر عندها، ثمَّ يبدأون الشطر الثاني بكلمة "فقائل" ويصلونها به رغبة في الربط بين القول ومقول القول، وما دروا أن الموسيقى حينئذ تضطرب في أجزاء البيت، وبذلك يكاد يصبح الشعر نثراً، بعد أن أفقد الإنشاد الشعر موسيقاه وأضاع علينا "نواحٍ عدّة للجمال، أسرعها إلى نفوسنا ما فيه من جرس الألفاظ، وانسجام في توالي المقاطع وتردد بعضها بعد قدر معين منها"(75). وبما أن المنشد، شاعراً كان أم ملقياً، إنسانٌ يخضع وقت إنشاده لحالته النفسية، فإن نغمة الإنشاد (تتغيّر تبعاً للحالة النفسية، فهي عند الفرح والسرور سريعة متلهفة مرتفعة، وهي في اليأس والحزن بطيئة حاسمة"(76)، ولا تختلف الحال عند كتابة الشعر، فإن خالف الشاعر حالته النفسية وأنشد شعره فقد يتمكّن من أن يستعيد "تلك الحالة النفسية التي تمتلكه في أثناء النظم، حتّى يشركه السامع في كل أحاسيسه ويشعر بشعوره"(77)، وقد يتمكن المتلقي من إنشاد شعر الشاعر إذا تمثل تجربته وعايشها. 2 ـ 1 يقال إن شعر الحداثة يشترك في الإنشاد مع الشعر العربي القديم لأنَّ "الشعر الحديث لا يختلف من حيث المضامين عن الشعر القديم، ولا يختلف عنه من حيث الشكل؛ فالأوزان فيه متنوعة ومتغيرة. وقد يتبع الشاعر أو الملقي القواعد نفسها في الإلقاء ويقتضي البساطة في الإلقاء والابتعاد عن التفخيمات، ولا يحتاج الأمر إلى الكثير من التنويعات لأنَّ الأوزان المتنوعة هي التي تقود إلى تنوع الأداء. وأنّ إيقاع الشعر الحديث أسرع من الشعر التقليدي. كما أن النبر في الشعر الحديث لا يحتاج إلى كثير من التضخيم بل يقتضي التخفيف"(78). أقول إن هذا الطرح فيه من التبسيط أكثر ممَّا ينبغي، لأنَّ الشعر الحديث أو شعر الحداثة مؤسسة قائمة بذاتها ولا امتداد لها مع الشعر العربي القديم إلا اللغة أقصد استعمال المفردة العربية أمَّا البناء الفني للقصيدة والمعنى من خلال الصورة الشعرية ناهيك عن موسيقى الشعر، فهذه جميعاً إبداعات المحدثين الذي تأثروا في الشعر الغربي تنظيراً وتطبيقاً. وهذا ما سجله د. ستار عبد الله في جدل الحداثة حيث يقول(79): إن "نزوع حركة الحداثة إلى التكامل والانتظام بعيداً عمَّا يرافقه عادة من فوضى النشوء، فإن الشاعر العربي الحديث عملياً قد تخلّى عن عادة إلقاء قصائده على الجمهور قد بدا مقتنعاً بفكرة (القارئ الأنموذجي) أو المعاصر الذي يتجنب به كل أنواع سوء الفهم والتأويلات السيئة لوقائع النص التي يقع فيها القارئ الاعتيادي أو متلقي النص عن طريق السماع عند إلقائه من دون قراءته" ثمَّ ينتهي إلى حكم نقدي يقوله: "وتأسيساً على ذلك يمكن القول: إنَّ الشعر العربي الحديث هو أساساً شعر قارئ لا شعر مستمع". يؤيد رأيه هذا بما قاله الشاعر سامي مهدي عندما سُئل عن سبب عزوفه عن إلقاء قصائده في مهرجان المربد الشعري: "إن أقوى الأسباب ـ حيث هناك أكثر من سبب ـ هو اعتقاده أن قصائده لا تصلح للإلقاء في مهرجان، لأنَّ بها حاجة إلى التأمل وإلى قراءتها قراءة خاصة"(80). وإذا قلت أن شعر الحداثة لا يعتبر امتداداً للشعر العربي القديم، فإن هذا الرأي لا يمثل تطرفاً قدر ما يقرأ هذا الشعر من خلال زمنه، ذلك "أن الشعراء أرادوا أن يكتبوا شعراً يليق بزمن التطورات العلمية والثورة التكنولوجية مع أن هذه التطورات قد تهدد بقاءه، ولكنها في الوقت نفسه تمنحه مهام جديدة قد لا تستطيع الفنون الأخرى تلبيتها بسبب طبيعته اللغوية الخاصة(81). هذه الطبيعة التي مزقت من خلال شكلية النص مجمل العلاقات بين المفردة ودلالتها وعذرها إلى ذلك إبداع القصيدة الحديثة عن طرائق التجريب "باعتبار الصورة الاستعارية مدخلاً أوَّل إلى النص الشعري، وليست هذه الصورة نظماً بمفهوم صناعة الشعر والمعنى قديماً وإنما هي بؤرة مشحونة بالحال أو الحالات... وإذا النصّ الشعري بذلك استعارة كبرى تنبني على قواعد خاصة لا تتكرر يمكن تفكيكها وتحليلها من الداخل ضمن حقل وسيع يصل بين العلامي والدلالي في القراءة"(82). وهذا ما ساعد على خلق ظاهرة لازمت هذا الشعر ألا وهو الغموض الذي تأتى من تزاحم الاستعارات التي تحول دون فهم ما يريده الشاعر فيكون ذلك حائلاً دون توصيل الشاعر الحديث ـ إن أراد الإنشاد ـ إلى الجمهور المتلقي، فإن اعترضت قال أهل الحداثة: "أنّ الشعر بهذا أصبح يجاري إيقاع مرحلة جديدة... وأنَّ الرؤى تختلف من عصر إلى عصر"(83). وفاتهم أن "الإيقاع مؤسس على تردد متراوح الانتظام لعنصر قارٍ وهو يضم في مجال الشعرية أشكالاً متعددة، أولها البحر وعدد مقاطعه، فضلاً عن البناء الداخلي للبيت الشعري والتنظيم النحوي للقصيدة، وتوزيع الأصوات، وسائر البنى التي لا تخضع لتحديد عروضي"(84)، كما يراه أهل الحداثة أنفسهم. ...إنَّ التعثر بالإنشاد لا يقف على منشدي شعر الحداثة بل يضمَّ إليهم بعض منشدي الشعر العربي القديم. فقد "فشا في السنين الأخيرة إنشاد لا نكاد نشعر فيه بنغم موسيقي، فيه تشتدّ عناية المنشد بالمعنى وتوضيحه ضارباً بالنغم والتوقيع عرض الحائط. فنراه يحرص على وصل الصفة بموصوفها، أو الفاعل بفعله أو الجار والمجرور بمتعلقهما، ولو أدى ذلك إلى تشويه في موسيقى البيت وتقطيع لأوصاله"(85). وكأن الأذن العربية اتخذت من البيت الشعري نظام الشطرين عبثاً دون أن تلتفت إلى موسيقيته!! وإذا كان هناك فترة تعثر في إنشاد الشعر العربي القديم، فإن شعر الحداثة الذي ظهر في الساحة الأدبية بعد الستينات خلق قطيعة مع الإنشاد وحوّل قضيته إلى شاعر يكتب على الورق، وقارئ يقرأ ما جاء من الشاعر مكتوباً وبذلك "أصبح الشعر فن فئة معينة أو نخبة تعبر من خلاله بنظام خاص من منظومات الذهن وشكل منعزل من أشكال التعبير العاطفي"(86). وهذا لا يحتاج من الشاعر في توصيله إلى ما تعارف عليه من موسيقية الشعر أو إيقاعه. وصار الإيقاع "تعامل خطابي مع النص، فيه مجال إبداع وتصرف يُمكّن الشاعر من أن يقول ما يؤمن به دون تعرضٍ للقيد، ودون سقوط في التقرير السافر"(87). وصرنا نقرأ من أحد النقاد ما نصه: "توفرت في القصيدة مولدات إيقاعية ـ إبداعية كثيرة تناغمت مع المستويات التركيبية والدلالية والأسلوبية، وعملت على إشاعة جو من التردد والترجيع الإيقاعي في مواضع متتالية من النص جعلت منه نصاً متماسكاً، مشدود الأطراف، قام التناص الداخلي فيه بجولات فنية تركت لها أثراً في كل أجزاء القصيدة، بحيث ظل ذلك الخيط الفني الرفيع ينسل من بداية القصيدة حتّى نهايتها ليشع على أجوائها وهجاً يغمرها وينفذ إلى متلقيها..."(88)، وهذا ما دفع بأحد الباحثين إلى القول: "فغياب الحكم (النقدي) نتيجة التعامل بالمناهج الإحصائية الشكلية والتطبيق الآلي لما يسمى بالمناهج البنيوية والأخذ بإجراءات المناهج التي وضعت للنص النثري، كل هذا يساهم في الإبقاء على التجريبية، لأنَّ هذه الإجراءات كلها لا تفرق بين النصوص، ولا تبحث عن شعريتها"(89). وحُمّل القارئ (المتلقي) رسالة هي أن يفسّر وفي الوقت يتلقى وعذر نقاد الحداثة "أن تأريخ الأدب يجب ألا يتجاهل القارئ وأهمية التلقي الذي يعتمد على آفاق التوقعات لدى القارئ"(90). وبذلك حُصِرت قضية الإنشاد بالقارئ بعيداً عن الجمهور! وكانت نتيجة هذا الحصر أن أُهمل الإنشاد وصارت قضيته ملفاً لا ينبغي تقليب أوراقه. وفي هذا يقول أحد الباحثين: "قد تساهم مسألة انتقال القصيدة من الإنشاد إلى الإدراك البصري في هذه المشكلة وتتبع هذه القضية من طروحات تندد بالإنشاد وتدعو إلى انفتاح النص الشعري على مختلف الأشكال الخطية والهندسية، فيشكلون القصائد على هيئات مختلفة ويستخدمون الإشارات التزيينية المستمدة من نظام المخطوطات القديمة والأشكال الهندسية التي تذكرنا بنمط الكتابة الشعرية التي شهدها الشعر في عصر المماليك. غير أن الشعر ذاته يحمل بذور لا مقروئيته"(91). http://www.awu-dam.org/book/05/study...ok05-sd009.htm عذراً للإطالة
|
03-10-2006, 12:13 AM | رقم المشاركة : 44 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
السلام عليكم ورحمة الله
-ربما إذا تحدثنا عن أصل الإنشاد فهو كما كُتب عنه إن أخذنا المقال السابق بعين الإعتبار أما بالنسبة لخصائصه فهو كما تفضل به أخي زكي مبار تعود خصائص الإنشاد إلى المكان والزمان والمناسبة.... لأننا لم نأخذه من أصله فعندنا أمورٌ كثير تعترضنا في حال ذلك ففي الحسينية لا يجب أن يسلك مسلك أهل اللهو لما لها من قدسية -ولست أقصد بذلك استخدام الموسيقى- -ولا ننسى أنً هذه الخصائص دون الرجوع إلى الأصل - حسناً دور الموسيقى -أود أن أتكلم عن دور الموسيقى في الإنشاد دون الرجوع الى المقال السابق لأن اللغط كثر عن تلك اللية -مولد الجة (ع) -التي قال البعض بأن الموسيقى استخدمت في الأوبريت ,وأنا أؤيده في أن الموسيقى استخدمت كما تستخدم في الإصدارات العزائية المعروفة والتي يستمع إليها الجميع. -دور الموسيقى بشكل عام لن أسهب في هذا فقط أُكتُب في google (دور الموسيقى) لتطَلع على دور الموسيقى من جميع النواحي -أما بالنسبة لدورها في الإنشاد والمسرح و غيره فلا يخفى عليكم بأن للموسيقى دور بات لايستغنى عنه في إكمال المشاهد المسرحية لما تضفيه من تأثير مكمل لهدف المشهد. -فمثلاً في مصيبة الإمام الحسين حينما تدخل الموسيقى الحزينة لإشعال المشاعر والتعبير عن الحزن بطريقتها نجدها قد أثرت إيجابياً فهل تحرم ياتُرى؟ حتى لو كانت في الحسينية.(أنتظر الجواب) رأي الشارع؟ وقد لمست هذا بنفسي في أحد المسرحيات التي أقامها بعض شبيبة هذه القرية والتي أتت متزامنة مع أحداث الحرب في لبنان , كانت نهايتها تحكي عن الأطفال ومنازلهم المهدمة والمدارس ....وقد صاحب هذه الكلمات موسيقى عالية حتى كدت لا أسمع الكلمات إلا ما ندر ولكنها أدت دورها فقد أوصلت الموسيقى ما أرادت الكلمات و الممثل إيصاله ولم أبكي إلا عندها. -والآن ماذا عن قدسية المكان ؟وهل يخل هذا النوع من الموسيقى بالقدسية (أقصد الموسيقى المحللة التي تصاحب المشاهد المسرحية كي تزيد من تأثيره أو تلك التي في الأناشيد الولائية و الإبتهلات)لا أتكلم عن رأي جميع المراجع(حفظهم الله) العرف -أما بالنسبة للعرف فما قولكم في التلفاز ؟الذي أثار بلبلة حتى بات لا يستغنى عنه في هذه الأيام حتى ممن ادعوا رجسه دون الرجوع إلى الشرع. -أقصد أننا لا يجب أن نعود للعرف متى ما أملت علينا إرادتنا في الامتناع ومتى لم يكن لم نعترف الموسيقى لها أثرها الإيجابي والسلبي كما للتلفاز-إفراط وتفريط- وغيره سواء نعود ونقول: هل تخل الموسيقى المحللة بقدسية الحسينية ؟ وهل أن التلفاز كان محرماً في بدئه وأما الآن فحلال؟ إذا كان نعم فلم لا تكون الموسيقى كذلك-بخطى مدروسة- ما رأي الشارع في ذلك؟ -أما بالنسبة لروح العمل الإنشادي أو المسرحي فذلك يعود إلى المنشد أو الممثل وإلا من يدعي بأن المؤثرات الصوتية التي ما أنزل الله بها من سلطان (أستغفر الله)هي سبب سلب الروح منه فهو على خطأ (ربما إذا استخدمنها في غير مكانها؟!...)بذلك نعود إلى الإفراط والتفريط. المقاييس -بقيت أعزائي المقاييس التي نحدد بها هذه الأعمال الموسيقية كانت أو غيرها من الأناشيد التي لا تصاحبها موسيقى أو الجلوات القديمة والحديثة أو اللطميات -الجلوات؟!؟!؟!؟ للأسف أن بعض الذين ينادون بالقديم من جلواتنا التي يدعي أن روحها نقية و خالية من التشبه بأهل اللهو لا يعلمون بأن أكثرها من أهل اللهو -ولست هنا لذكر بعض الأمثلة منها- -نعود إلى المقاييس أرى أن ما نوه إليه أستاذي الفاضل طالب المريدين بأن تقام لجنة لمتابعة الأعمال الإنشادية أوالمسرحية قبل طرحها رأي سديد مع مراعات الحوار والنقاش واحترام الرأي الآخر لا (قررنا عدم التصفيق) وهكذا يتم وضع مقاييس تراعي الجميع بتعقل وأخيراً أشكر أخي العزيز للمرة الثانية على هذا الطرح أعزائي عذراً على الإطالة ولي عودة
|
03-10-2006, 10:11 AM | رقم المشاركة : 45 |
مشرف مكتبة المنتدى
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
|
13-10-2006, 02:08 AM | رقم المشاركة : 46 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
أعود وأعلق لا لأجل التعليق بل لأني أرى أن الموضوع يذهب أدراج الرياح ولم يعطى حقه
|
13-10-2006, 11:12 PM | رقم المشاركة : 47 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
الاخ زكي
|
16-10-2006, 08:23 AM | رقم المشاركة : 48 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
المنشدون بين الإكبار والاستهتار
|
17-10-2006, 10:18 PM | رقم المشاركة : 49 |
طرفاوي مشارك
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
|
18-10-2006, 11:33 PM | رقم المشاركة : 50 |
مشرف مكتبة المنتدى
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الأخوة الكرام: المعذرة على الرد المتأخر وذلك لعدم وجود جهاز تحت يدي خلال العطلة، وأحب أن أقول بأن الموضوع مازال يُطرح ويناقش معي خارج إطار المنتدى، وذلك لأنه أخذ مداه من استحسان البعض واستياء البعض الآخر. وأريد التأكيد هنا .. لا أريد التعليق على ما حصل في حسينية السبطين حتى لا يفهم كلامي بأنه موجه إلى فلان أو فلان من الناس .. وربما أكتب موضوعاً آخر حول (المنشدون والرواديد) بطريقة أخرى حتى يتسنى للأخوة المشاركة بشكل عام وليس بشكل خاص. وهذا الموضوع الذي أخذ مداه فليعلم البعض أني لم أتوقف ولكن يبدو أنه لا يوجد من يحاول فهم الحكم الشرعي للفقيه المجتهد الجامع للشرائط، ومشكلة شبابنا أنهم يميلون مع أهوائهم مع توظيف الحكم الشرعي للهوى الشخصي، وليس للمفهوم الفقهي المعتمد على أصول معتمدة لدى الفقهاء، وهذه إشكالية أخرى تعانيها المجتمعات الإسلامية وذلك باشتباه الأمور ببعضها البعض. ولذا أقدم شكري للأخوة الأفاضل الذين تفاعلوا مع الموضوع، ويبدو كما ذكرت آنفاً سيتم طرح موضوع مشابه لهذا ولكن بطريقة أخرى وعرض مفهوم حتى لا يساء الفهم، أو يساء ما يتم طرحه من قِبَلي. وتقبلوا تحيات (زكي مبارك) ..
|
19-10-2006, 12:09 AM | رقم المشاركة : 51 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
مشاركة: المنشدون بين الإكبار والاستهتار
بسم الله الرحمن الرحيم
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|