العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 16-03-2011, 02:46 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي لغة قريش في القرآن ـ حسن الرستم

لغة قريش في القرآن الكريم


اختلف علماء القرآن الكريم في لغته أهي لغة قريش أم هي لغة تعاورت أكثر من لغة من لغات العرب، والشائع عند عامة الناس أن لغة القرآن الكريم هي لغة قريش، وهو رأي يتفق معه رأي بعض العلماء، وبعض العلماء فسر قولهم بأنه نزل بلغة قريش بالأغلب. وبعضهم قال إن قبيلة قريش كانت تنتقي من القبائل ما يعجبها من اللفظ فتتكلم به فنزل القرآن بلغتها التي تكلمت بها واستفادت بعض كلمها من القبائل الأخرى.
فمن العلماء القائلين بأنه نزل بأكثر من لغة أبوبكر الواسطي، قال السيوطي في الإتقان: وقال أبو بكر الواسطي في كتابه الإرشاد في القراءات العشر: في القرآن من اللغات خمسون لغة: لغة قريش وهذيل وكنانة وخثعم والخزرج وأشعر ونمير وقيس وجرهم واليمن وأزدشنوءة وكندة وتميم وحمير ومدين ولخم وسعد العشيرة وحضرموت وسدوس والعمالقة وأنمار وغسان ومذحج وخزاعة وغطفان وسبأ وعمان وبنوحنيفة وثعلب وطي وعامر بن صعصعة وأوس ومزينة وثقيف وجذام وبلي وعذرة وهوازن والنمر واليمامة. ومن غير العربية: الفرس والروم والنبط والحبشة والبربر والسريانية والعبرانية والقبط.
وفي الإتقان أيضا: جاء عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن. قال: والعجز سعد بن بكر وجشم بن بكر ونصر بن معاوية وثقيف، وهؤلاء كلهم من هوازن ويقال لهم عليا هوازن.
وفيه أيضا: وقال أبوحاتم السجستاني: نزل بلغة قريش وهذيل وتميم والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر
ومن العلماء من يرى أنه نزل بلغة واحدة هي لغة قريش، قال السيوطي في الإتقان أيضا: واستنكر ذلك ابن قتيبة-يريد نزوله بأكثر من لغة- وقال: لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش، ورده بقوله تعالى - وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه - فعلى هذا تكون اللغات السبع في بطون قريش، وبذلك جزم أبو علي الأهوازي، وقال ابن كثيرفي مقدمة تفسيره: قال البخاري، رحمه الله: نزل القرآن بلسان قريش والعرب، قرآنا عربيا، بلسان عربي مبين، حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب عن الزهري: أخبرني أنس بن مالك قال: فأمر عثمان بن عفان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد في عربية من عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن نزل بلسانهم، ففعلوا .
هذا الحديث قطعة من حديث سيأتي قريبا والكلام عليه ومقصود البخاري منه ظاهر، وهو أن القرآن نزل بلغة قريش.
وممن يرى نزول القرآن بلغة قريش عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ،قال ابن عادل في تفسير اللباب في تفسيره قوله تعالى:ليسجننه حتى حين.يوسف35 : وقرأ ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه : » عَتَّى « بإبدال حاءِ » حتَّى « عيناً ، وأقرأ بها غيره ، فبلغ ذلك عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه فكتب إليه : » إنَّ هَذَا القُرآنَ نَزلَ بلُغةِ قُريشٍ فأقْرىءِ النَّاس بُلغتِهِمْ « وإبدالُ الحاءِ عيناً لغةٌ هُذيلٍ .
وقال ابن كثير في مقدمة تفسيره: القول الثالث: إن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب.
وقال الدكتورمحمد حسين الصغير في كتابه تاريخ القرآن في فصل:قراءات القرآن:... فما من شك أن القرآن قد نزل بلغة قريش ، وهي أفصح لغات العرب.
وفي لقاء مع الدكتور غانم قدوري مع شبكة التفسير قال: وحفظ لنا التاريخ شهادات لعدد من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تؤكد أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش ، منها رسالة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى عبد الله بن مسعود حين بلغه أنه يعلِّم الناس القرآن في الكوفة بلغة قومه هذيل ، ونصها : " أما بعد فإن الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش ، فإذا أتاك كتابي هذا فأقرئ الناس بلغة قريش ، ولا تقرئهم بلغة هذيل".
ومنها قول عثمان بن عفان - رضي الله عنه - للثلاثة القرشيين الذين نسخوا الصحف في المصاحف مع زيد بن ثابت : " إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم ".
كما رُويَ عددٌ من أقوال علماء التابعين تؤكد ذلك أيضاً، منها قول مجاهد بن جبر المكي ( ت 102هـ) المفسر ، تلميذ ابن عباس ، في تفسير قوله تعالى : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } : نزل القرآن بلسان قريش. ومنها قول عكرمة بن خالد بن العاص المخزومي القرشي ( ت 116هـ) : نزل القرآن بلساننا ، يعني قريش.

أما القول بأن معنى قولهم نزل بلغة قريش أنه نزل بغير لغتها لكن كانت لغتها هي أغلب لغة القرآن الكريم فهو ابن عبد البر ،قال القرطبي في تفسيره في :باب معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه : وقال ابن عبد البر : قول من قال : إن القرآن نزل بلغة قريش معناه عندي في الأغلب والله أعلم لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات من تحقيق الهمزات ونحوها وقريش لا تهمز.
أما قولنا : إن قبيلة قريش كانت تنتقي من القبائل ما يعجبها من اللفظ فتتكلم به فنزل القرآن بلغتها التي تكلمت بها واستفادت بعض كلمها من القبائل الأخرى،فبه قال الزرقاني في مناهل العرفان في: باب فوائد أخرى لاختلاف القراءة وتعدد الحروف: ...فكان القرشيون يستملحون ما شاؤوا ويصطفون ما راق لهم من ألفاظ الوفود العربية القادمة إليهم من كل صوب وحدب ثم يصقلونه ويهذبونه ويدخلونه في دائرة لغتهم المرنة التي أذعن جميع العرب لها بالزعامة وعقدوا لها راية الإمامة
وعلى هذه السياسة الرشيدة نزل القرآن على سبعة أحرف يصطفي ما شاء من لغات القبائل العربية على نمط سياسةالقرشيين بل أوفق.
ومن هنا صح أن يقال إنه نزل بلغة قريش لأن لغات العرب جمعاء تمثلت في لسان القرشيين بهذا المعنى.
هذا مجمل أقوال العلماء ومن تكلم في هذا الباب ،والرأي عندي هوأن القرآن الكريم نزل بأكثر من لغة والدليل على هذا يقع في أكثر من وجه :
الوجه الأول :مانقله العلماء من لغات كثيرة في القرآن الكريم وهي غير لغة قريش ،وقد ألف إسماعيل بن عمرو المعروف بابن حسنون كتابا سماه :اللغات في القرآن،وكذلك أبوعبيدالقاسم بن سلام قد ألف كتابا سماه: لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم،وقد ذكرا في كتابيهما الكثير من اللغات وهي بالطبع غير لغة قريش،فراجعهما تجد الحق الصراح.
الوجه الثاني:ماكثر نقله عند علماء القرآن الكريم من أن بعض الصحابة لم يكن يعرف معاني بعض الكلمات القرآنية ،وربما كان صحابيا قرشيا عالما كابن عباس ،مما يدلك على أنه نزل بأكثر من لهجة بل يدلك على أن قريشا لم تتكلم بهذه الكلمة ،قال السيوطي في الإتقان،النوع السادس في معرفة غريبه: فاخرج أبو عبيد في الفضائل عن إبراهيم التميمي أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله (وفاكهة وأبا - فقال: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم. وأخرج عن أنس أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر - وفاكهة وأبا - فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهوالكلف يا عمر. وأخرج من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال: أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها. وأخرج ابن جريج عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله (وحنانا من لدنا - فقال: سألت عنها ابن عباس فلم يجب فيها شيئاً. وأخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: لا والله ما أدري ما حنانا.
الوجه الثالث:قد عرف عند علماء اللغة أن لغة قريش كانت لاتهمز ،وقد نقلت لك قول ابن عبد البر،وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: الهمزة زيادة في القرآن إلاّ الهمزة الأصلي.انظر :مستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي ،باب الغمز والهمز واللمز.وقال الجوهري في الصحاح مادة نبأ :وهذا المعنى أراده الأعرابيُّ بقوله: " يا نَبِيءَ الله " ، أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأنكر عليه الهمز.أي رسول الله صلى الله عليه وآله،أقول:فإذا كان الأمر كذلك ونحن نهمز في كل قراءتنا التي برواية حفص عن عاصم فكيف نقول إذن إن القرآن نزل بلغة قريش فحسب.
الوجه الرابع :قال الشيخ العلامة محمد هادي معرفة في كتابه :التمهيد في علوم القرآن ،ج1ص57:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:إن الله أنزل القرآن علي بكلام العرب والمتعارف في لغتها .
أقول :والظاهر من هذا الحديث أنه يدل على تعدد اللغات في القرآن الكريم.والله أعلم
هذا بعض البيان ولبقيته موضع آخر.والحمد لله رب العالمين.




حسن علي الرستم
ربيع الآخر ـ 1432هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-03-2011, 02:42 AM   رقم المشاركة : 2
وتين الورد
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية وتين الورد
 







افتراضي رد: لغة قريش في القرآن ـ حسن الرستم

شكراً لك بحجم السماااء ..
/
افدتنا بهذه المعلومات القيمه جداً ..
في ميزان حسناتك ان شاء الله ..
/
يعطيك العافيه على هذا البحث الرائع ..

 

 

 توقيع وتين الورد :

كَمَآ آنّ بَعضَ الَأكِلْ لَآ يؤُكلِ ,
......... هُنآك عقليَآت لَآ تُنآقَشُ إطلَآقَـاً !
وتين الورد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-03-2011, 05:16 PM   رقم المشاركة : 3
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: لغة قريش في القرآن ـ حسن الرستم

رصد للمداخلات بشكل مختصر

جابر الخلف: الظاهرة اللغوية يكفي في الاستدلال عليها استعمال العرب وليس بالأحاديث.
حسن الرستم: الحديث ينقل واقعاً .. ويكشف حقيقة الظاهرة.

عبدالإله البن صالح: تعددت اللهجات هل فيه تفاضل؟
حسن الرستم: القرآن يختار من التعدد ما يناسب المقام.

حسن الربيح: كان الأولى البحث في لغة قريش قبل السؤال حول لغة القرآن أهي لغة قريش أم مجموعة لغات؟
فلغة قريش مزيج من لغات عربية أخرى وقد تعاورتها بحكم الاختلاط مع القبائل الأخرى في المواسم الدينية والتجارية وغيرها
لغات كثيرة من القبائل العربية فامتزجت بعض مفرداتها وتراكيبها بها، فالقرآن الكريم يستعمل لغة قريش الممزوجة لا الخالصة، مع الاعتراف بوجود خصائص لكل لغة لا تقبل الاشتراك مع لغة أخرى.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد