10-03-2011, 07:50 AM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
من مذكرات هاشم ـ الأستاذ يوسف خليفة الشريدة
مِن مذكرات هاشم . . -1- هاشم شاب سعودي يُقيم في مدينة (الدمام) مع زوجته وطفليه، وكان يقضي معظم وقته حين يكون بشقته أمام الحاسوب، فهو مستغرق حد الإدمان في متابعة المنتديات والمشاركة فيها. في صيف 2004م، فوجئ بإضافة وصلته على ماسنجره، وبمجرد قبوله لتلك الإضافة استفهم من صاحبها عن هويته، وليعرف من أول الإجابة أنها أنثى ، وكأي تواصل جديد؛ صار بفضوله يسألها وهي تجيب. عرِفَ منها أنها بحرينية، وأنها أرملة وموظفة بإحدى الجهات الحكومية في بلدها، ومن اسمها عرِفَ أنها سيِّدة، وقد أكدت ذلك له، ثم عرِف منها أنها كبيرة بالسن! وذلك بعد أن بادرت بسؤاله عن عمره، وحين أجابها بأنه في الثامنة والعشرين، وضعت رمزاً باسماً ، ثم علقت بعده بعبارة: (إذن أنت في عمر أحد أبنائي، ولهذا سأخاطبك من الآن يا بُني)! وحين حاول معرفة عمرها بالضبط، رفضت التحديد، وأشارت أنها دخلت الأربعين. وقد بررت إضافتها له بأنها فعلت ذلك لاستحسانها قلمه، ورغبتها في شكره على جهده في أحد المواضيع التي كان يشارك فيها. تعبيرها يا ( بُني ) جعل هاشماً يحتاط في استخدام عباراته في حواراته مع تلك السيدة، فهو طرف في حوار مع امرأة وضعت لنفسها مقام الأم، وأيضاً كانت في حواراتها معه قد عززت ذلك الشعور عنده، فكانت تمسح على نفسها مسوح الرهبان، وتنصح له بالانضباط في التواصل معها؛ وتعزز ذلك فيه. مرت الأيام، وكانت الحوارات بينهما مقتصرة على الحوار الماسنجري المتقطع، وقد اكتسب الطرفان ثقة بعضهما، وبعد شهرين من بدء تواصلهما تبادلا أرقام هواتفهما النقالة. وليبدأ معها أول تواصل هاتفي بينهما، وقد كان حواراً لاهوتياً أكثر منه حواراً بشرياً، فقد كان فرصة ليستعرض الطرفان عضلات التزامهما وانضباطهما بالحدود الشرعية والعرفية في التواصل بين الجنسين، وقد استغرق الاتصال الأول ما يربوا على العشرين دقيقة. ذلك الاتصال عزز الشعور بالتقديس عند هاشم لتلك السيّدة البحرينية، وبنا عليه تواصله معها لاحقاً، فقد كثرت الاتصالات بينهما، وخاصة حين خروجها من العمل، فكانت تقضي طريق عودتها في محادثته، فقد كان متحدثاً جيداً، وكانت تحب نقل المواقف التي تصادفها في يومياتها له؛ لتسمع منه تعليقاته التي لا تخلو من نباهة وفطنة وطرفة. أدرك هاشم أن تلك الاتصالات لها تبعاتها الاقتصادية الضارة بمدخراته، فهي تستحوذ على نصيب الأسد من مصروفاته، وهنا راجع نفسه ليُقرر وقف ذلك النزيف، وخاصة أنه غير مستفيد من ذلك التواصل، فهو مجرد تواصل لا يخلو من لغـو ومثاليات لا تؤكل صاحبها رزاً ولا خبزاً! وهنا قام بمراسلتها عبر البريد الإلكتروني ليبرر لها موقفه الجديد، ولتكون في صورة الأمر وتساعده في تفعيل قراره حين تـتفهم دوافع انقطاعه. وعلى الرغم من محاولتها التشبث بالتواصل معه بحجة تعودها على حضوره في حياتها، ورغبتها في تقليل ذلك بدل انقطاعه التام، إلا أنه واقعياً نجح في فرض انقطاعه، وهي انسحبت من حياته بهدوء نتيجة لذلك. بعد تلك المرحلة، انقطع التواصل المباشر بينهما، وبقي منه التراسل برسائل الهاتف النقال للتبريك في المناسبات السعيدة والتعزية في المناسبات الحزينة، ثم بقيت بعض المراسلات العادية العامة بالبريد الإلكتروني، والتي يُعيد أحدهما إرسال ما يستحسنه من رسائل للآخرين المضافين في بريده، ثم لتنقطع نهائياً مع مرور الأيام. وخلال فترة تواصلهما، حصل أن طلبت منه القيام بتغيير رقمها السري الخاص ببريدها الإلكتروني، وذلك لخشيتها كما تقول من اكتشافه من إحدى النساء المعاديات لها، وأنها لا تعرف كيفية القيام به، فقام لها بذلك، وأعطاها رقماً سرياً أنشأه بنفسه لها، ووضع بريده الإلكتروني في موقع البريد البديل لبريدها. مرت قرابة السنتين على ذلك الانقطاع، وليتذكر في يوم من الأيام تلك السيدة البحرينية، وفكّر في مراسلتها عبر البريد الإلكتروني ليطمئن على صحتها، فهو لا يراها منذ مدة في ماسنجره. جاءه ردها في نفس اليوم لتشكره على مراسلته ولتطمئنه على نفسها وأبنائها، وأنها صارت جدة في الفترة الماضية، وأنها أضاعت رقم هاتفه نتيجة تغييرها هاتفها، وفهِم من ذلك رغبتها في حفظ رقم هاتفه من جديد، فأرسل لها رقم هاتفه كجواب على رسالتها له. في اليوم التالي ظهراً؛ وصلته رسالة على هاتفه النقال من تلك السيدة تقول فيها: ( السلام عليكم شخبار ايميلك شجعني أني أكلمك بصراحة أنا بحاجة الى رجل لاني في ضائقة مالية شديدة وانت على ايدك اتحصل لي على زوج مناسب رجل مؤمن ويخاف الله ومقتدر ماديا سامحني بس أنا ابغي واحد اعتمد عليه )! حين قرأ هاشم الرسـالة، اندهـش من مضـمـونها، فهل تـقـصد هذه السيدة أن يكون وسـيطاً لها فـي ....! هنا بادر للاتصال بها ليتأكد من مقصدها، فأكدت له بأنها تقصد زواج المتعة! وأنها تريد منه توفير زوج لها تحت هذا العنوان، وأنها تراهن عليه في مساعدتها لتحقيق ذلك، فهي في ضائقة مادية، ومن المناسب لها أن تحل تلك الضائقة بهذه الطريقة، ولأنها وسيلة تحوي مخاطر اجتماعية معروفة لمن في وضعها، إذ يصعب عليها كما أوضحت له الزواج من بلدها خشية مخاطر ذلك، فهي لا تستطيع الزواج الدائم لحرجها من أبنائها، ولا تريد زوجاً مؤقتاً بحرينياً حتى لا ينكشف أمرها بين أبنائها وبقية أهلها، فهي تحظى بمكانة خاصة بينهم نتيجة عمرها وأيضا نتيجة الانطباع العام الذي نجحت في تأمينه لنفسها وسطهم طيلة سنوات عشرتهم لها، ولذا تريد زوجاً مؤقتاً من بلد آخر، بحيث تحصل منه على ما يعينها في قضاء حاجاتها المادية، ولا يكون حضوره مؤثراً على حياتها الخاصة، ولصعوبة اختيار رجل مناسب، وخاصة في هذا الزمن الذي يندر فيه الرجال الأخيار، فقد اختارت هاشماً ليكون وسيطاً معيناً لها على الظفر بأحد معارفه السعوديين ممن يُزكي أخلاقهم، ويضمن التزامهم ومحافظتهم على سمعة ومكانة تلك السيدة إذا ما غامرت وأقامت علاقة بأحدهم. وقد أخذت تكرر على مسامع هاشم أنها اختارته لهذه المهمة لثقتها في أخلاقه، وأن خطورة الأمر تهون عندها بعد أن سلمته لرجلٍ ثقةٍ مثله، وأنها تريد رجلاً موثوقاً ليدوم معها، وليس لعلاقة سريعة طائشة. حين أنهى هاشم المكالمة مع تلك السيدة، عاش لحظة من لحظات عمره التي لا ينساها، فما كان يسمعه عن المتعة ولهث الرجال ورائها، وأخبارهم فيها! والتي كان يظن نفسه بعيداً عنها، وبالكاد يحظى بنصيب الاستماع لمبالغات البعض عنها، وإذا به يسمع بأذنه فحيح امرأة لاهثة لطلبها. كلما تذكر مكانة تلك المرأة ومزايداتها على نساء آخر زمن في محادثاته معها، كلما ازداد عجباً، وكلما تذكر نضجها وكِبَر سنها ومكانتها في عملها وذويها قوة تدينها وزهدها، كلما استشعر حضور النقيضين في داخله؛ فهل يضحك أم يبكي؟ المطلوب منه تأمين رجل سعودي ثقة شريطة أن يكون مقتدراً مادياً! صارت نفس هاشم تحدثه، بأن يطمع في نكاحها، فإذا كانت تزكيه كما تقول، فقد توفر فيه شرط مهم لإتمام العقد، وقام بالاتصال بها ليعرض نفسه عليها، ولكنها رفضت الفكرة بحجة أنه صغير عليها، فهو في عمر أبنائها، وأن اتصاله فرصة لتؤكد له بأن يختار لها زوجا مقارباً من عمرها، فهي لا تـتخيل نفسها في خلوة جنسية مع شاب صغير، والأفضل حصول توافق في الأعمار بذلك الزواج المنقطع. وأيضا ذكرته بأنه ليس مقتدراً مادياً، فقد عرفت منه محاصرة الظروف له بالتزامات تكوين نفسه، وأن المواصفات التي تطلبها تفترض أنها متوفرة في رجال الأربعينات وما فوقهم عادة، وأنها تشترط للارتباط مبلغاً لا يقل عن ألف دينار بحريني، وهو المبلغ الذي يلزمها سداده لمستحقيه ممن يطالبونها بحقوقهم التي تأخرت في سدادها، وهي مبالغ استدانتها من أصحابها لتأمين حاجات أسرتها إذ لم يكن راتبها ليكفي تلك الحاجات. فكانت بحسب كلامها تعوِّض أي عجز في ميزانيتها الشهرية بالاستدانة. شعر هاشم بالحرج من رفضها له، وهنا احتار في كيفية نهوضه بما طلبته منه، فهو طلب عجيب غريب!
|
10-03-2011, 07:52 AM | رقم المشاركة : 2 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: من مذكرات هاشم ـ الأستاذ يوسف خليفة الشريدة
-2-
|
10-03-2011, 07:57 AM | رقم المشاركة : 3 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: من مذكرات هاشم ـ الأستاذ يوسف خليفة الشريدة
-3-
|
10-03-2011, 08:09 AM | رقم المشاركة : 4 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: من مذكرات هاشم ـ الأستاذ يوسف خليفة الشريدة
-4- يوسف بن خليفة الشريدة 27/ربيع الأول/ 1432هـ
|
15-03-2011, 05:20 PM | رقم المشاركة : 5 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: من مذكرات هاشم ـ الأستاذ يوسف خليفة الشريدة
المداخلات:
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|