02-01-2011, 03:46 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف
منام في حضن الأبجدية أو منامات اليقظة رأيتُ فيمَا لا يرَى إِلا النَّائِمُ أنَّ شعاعا سماويا قد عمَّ سنا نورِه أعنانَ السماء، وآفاقَ الأرض، ولم أُحطْ بذلك الشعاعِ السماويِّ خُبرا، فانشرحت له نفسي، وتاقت لأنواره روحي، فرأيت رجالا عاليهم سيماءُ الفضل، ومناقب ذوي الشرف، رأيتهم يُحصون المجالسَ الحسينية، ويدققون في أعدادها في سجل خاص، ويضعون أرقاما، ويدونون في سجلات أخرى أماكنَ الحسينياتِ وأسماءها، وكأنهم يُعدون إحصائية بأعدادها وأوقافها، ويسجلون أسماء من يقرأون فيها، ومن يشرفون عليها، فاستحثني الفضولُ الغريزيُّ أن أسألهم؛ فدنوتُ من أحدهم وسألته عن كل هذه الإحصائيات والأرقام، وعن كل هذه المدونات والسجلات، فقال لي في حذر وسرور: نحن في طور إحصاء هذه الأوقاف الحسينية المعروفة لديكم بـ(الحسينيات)؛ لأنه سيتم استثمارها بشكل استثنائي فيما يلبي حاجات الناس في هذا العصر، فقلت لهم: هذه أوقاف أبدية منذ مئات السنين وآلافها، وهي لا تباع ولا تشترى، ولا تستثمر إلا فيما هي له مما جرت به العادةُ؛ مما استقر في أعرافنا وتقاليدنا ! فقال لي: هذا عُرْف قديم قد تجاوزه العصر والعلم ومتطلبات الواقع الاجتماعي .. وقال لي مرددا: للحسين عاشوراؤه، ولكم عاشوراؤكم ! فسألني: ألم يتم وَقف هذه الحسينيات والمجالس للنفع العام، قلت: بلى .. هي كذلك . فقال لي: أيُّ نفع في فتح هذه الحسينيات والمجالس، (وفي كثيرها بل أغلبها) هي مجالس لاستعادة قراءة التاريخ من غير توثيق وتدقيق، ثم استثمار بقية الوقت في القيل والقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال في الأكل والشرب، ومنادمة الماضي فوق دَكّة الترديد والتفجيع . قلت له: هذا تعميم من دون تدقيق وتمييز لمن هم يبذلون المال في التوعية والتربية والاستفادة من هذه المنابر في نشر العلم، وبناء الإنسان قبل الحيطان ؟! فقال لي مستفيدا من خبرته في الإحصاء: كم عدد هذه المجالس الحسينية التي تقوم بمثل هذا الجهد الواعي، وكم هو عدد الخطباء الجادين الذين بذلوا مهجهم وأوقاتهم في سبيل ذلك وسط هذا الركام المنبري المرئي والمسموع ؟ وعليك بما يطرح في القنوات الفضائية على مرأى ومسمع من العالم، مثالا حيا مباشرا على الهزال الفكري والإعلامي في تقديم الحسين للعالم ؟! قال لي صاحبي في المنام: لو قُدّر لنا ونجحنا في استثمار هذه المجالس والأوقاف والحسينيات في بناء مراكز طبية، ومعاهد علمية، وأكاديميات بحثية، وملاهٍ تربوية تلبي احتياج الأطفال للعب واللهو مع دروس خفيفة ظريفة شريفة تناسب أعمارهم مثل الرسم بالكلمات، واستماع الأشعار الرفيعة، وإنشادها لهم بأصوات معبرة ؟! قال لي: تَخَيّل لو تم استثمار هذا المبنى الذي تراه أمامك مثلا، واستحال إلى مركز إسلامي بمسمى (مركز الإمام الحسين لاستثمار وقت كبار السن)، تطرح فيه الموضوعات التي تناسبهم، وتقدم فيه خدمات إنسانية واستشارية لهم، وإعداد برامج لهم بالصوت والصورة تلبي احتياجاتهم النفسية والعمرية والاجتماعية والدينية والصحية، وإعداد المبنى بشكل عُمْراني مفتوح مناسب لهم ولأعمارهم، وتعد له ميزانية من الوقف الحسيني ومن التبرعات والاشتراكات، ويدعى الأطباء والمستشارين النفسيين والخطباء والعلماء في برنامج شامل متكامل يلبي حاجاتهم الدنيوية والأخروية ! قال لي: تخيل معي لو تم استثمار تلك الحسينية، وسميت (معهد السيدة زينب التربوي) وقدمت فيه برامج متكاملة؛ لاستثمار وقت النساء تربويا وثقافيا و(أموميا) ومعرفيا من خلال المختصين في شتى مجالات الحياة، وليس استثماره فقط من قبل (النادبات) و(اللاطمات)، أليس في ذلك المشروع نفعا أرجى لمجتمع يموج في بحر لُجّي، وهو بحاجة ماسة إلى صانعات العقول، مثل السيدة زينب (ع) ! تخيل معي لو تم تحويل (حسينية ما) مثلا إلى مشروع مركز طبي بمسمى (مركز السيدة فاطمة بنت الحسين الطبي)، يقدم الخدمات الطبية بشكل إنساني، ويصرف عليه من الأوقاف المحبوسة التي قد أبلاها الزمان، وملَّ منها المكان، من طول حبسها، واستنقاذ السيدة فاطمة من سجنها التاريخي بوصفها جلجلة للبكاء، واستحضارها في عصرنا بوصفها امرأة آسية للجراحات، وصائنة للأسرة من شر الأمراض والأوبئة النفسية والجسمية، كما هي (السيدة العذراء) في عطائها الإنساني، و(الماما تريزا) في حنوها على الإنسان . تخيل معي أن نفتح مركزا حقوقيا يُعلّم الناس حقوقهم وواجباتهم بمسمى (مركز الإمام السجاد الحقوقي)، يُدرّس في شكل عصري رسالة الحقوق، ويقدم خدمة إنسانية في حقل معرفي معاصر يلبي حاجات الناس، ويساعدهم في السراء والضراء؛ أليس من التعظيم لأهل البيت أن نقدمهم للناس مرشدين هداة، نافعين بناة؛ بدلا من تقديمهم في هذا العصر بأنهم كائنات تاريخية وبوصفهم جزءا من رحى الصراع والجدال المذهبي، والسجال الطائفي ! تخيل معي لو تم افتتاح (مركز عبدالله الرضيع للطفولة) يهتم بالبرامج الترفيهية والتربوية للأطفال، ويكون حلا عمليا للمشكلات التربوية التي تواجه الأسرة، وحلا عمليا لتقديم اللهو المباح للأطفال في برامج مبهرة وأخاذة ونافعة في الوقت نفسه خلال السنة، وليس خلال عاشوراء وحسب . تخيل معي لو تم استثمار مثل هذه المواقع، وتحويل أحدها إلى (رباط حبيب بن مظاهر الأسدي لتعليم القرآن الكريم)، فقد ورد في خبر مقتله بأنه كان يختم القرآن في ليلة واحدة، ويصرف على هذا الرباط من أوقاف الإمام الحسين، ومن الاشتراكات الأهلية، وتكون له إدارة منظمة، ويهدف إلى تعليم الصبيان وكبار السن من الإناث والذكران القرآن الكريم وعلومه، ولا مانع من تقديم سيرة حبيب بن مظاهر الأسدي ومواقفه البطولية في الإسلام . تخيل معي لو تم افتتاح (معهد العباس بن علي للفروسية)، لتعليم الناس وتربيتهم على خلق الفروسية، وركوب الخيل، بوصف ذلك من أدب الإسلام، ومن أشرف أخلاق العرب، فهذه رياضة نفسية وخُلقية وبدنية حث عليها الإسلام، وهي تناسب الكبار والصغار، وتربي الفتيان على الشجاعة الأدبية والنبل والمروءة، وهي رياضة محببة، لها أصالتها في تاريخنا،الإسلامي، ويكون العباس بن علي نموذجا مشرفا في خُلق الفروسية والبسالة وعلو الهمة . تخيل معي لو استطعنا استثمار حسينية وتحويلها إلى (أكاديمية القاسم والأكبر للتدريب على الآداب المدنية)، مثل: النظافة، والنظام، والاحترام، والقيادة الآمنة، والسلوك الحضاري، والتعايش، والمجتمع المدني، والحرية، والمسؤولية، وكل هذا يتم باسم القاسم بن الإمام الحسن، وعلي الأكبر بن الإمام الحسين (ع)، في جوٍّ من الحيوية والنشاط، وينفق على ذلك من دعم رجال المال والأعمال، وصناديق استثمارية وخيرية أخرى، ولن أنسى سيدات المال والأعمال !! تخيل معي لو استطاعنا صياغة المجالس الحسينية، وحافظنا على نهجها الشعبي الجماهيري في الطرح، ومزجنا معها الأسلوب العلمي في التناول، والمنهج التحقيقي في المادة، وتجاوزنا (الماضي الصعب) إلى (المستقبل المستحيل)، وأحالنا الفكرة من ترديد وتعديد إلى أسلوب حياة، وانطلقنا بكربلاء من كونها كَرْبًا وبَلاءً إلى كونها مدرسة عصرية في الإحسان للإنسان، ولنا تجربة بشرية ناجحة في تحويل المأساة إلى عُمْرَان وبناء، وليس اليابان منا ببعيد !! وما زال يردد علي قوله "تخيل معي .. تخيل معي .. تخيل معي"؛ حتى انتبهت من مَنَامِي على أصداء واقع هو في منام طويل، يُخيّل إليه من نومه أنه يسعى .. !! فهل يا ترى يكفي أن نتخيل .. أو بالأحرى نحن لا نملك إلا أن نتخيل .. وهذا يكفينا !! جابر عبدالله الخلف
23 المحرم 1432هـ
|
02-01-2011, 04:02 PM | رقم المشاركة : 2 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف
|
05-01-2011, 09:35 PM | رقم المشاركة : 3 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف
المداخلات حول الموضوع ...
|
06-01-2011, 12:09 AM | رقم المشاركة : 4 |
الأستاذ الشيخ علي الحجي
طالب علم ومربٍ فاضل
|
رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف
بسم الله الرحمن الرحيم ..
|
06-01-2011, 01:15 PM | رقم المشاركة : 5 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف
أستاذنا الجليل علي الحجي
|
06-01-2011, 01:23 PM | رقم المشاركة : 6 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف
في البداية أود أن أشكر الأخوة المداخلين، وفي يقيني أن مداخلاتهم مُتمِّمَة (للأفكار) الواردة في (منام اليقظة) . تحياتي .. وشكري للجميع جابر عبدالله الخلف 2 صفر 1432هـ
|
06-01-2011, 02:55 PM | رقم المشاركة : 7 |
الأستاذ الشيخ علي الحجي
طالب علم ومربٍ فاضل
|
رد: جلسة شهر محرم (الحضور متاح للجميع)
بسم الله الرحمن الرحيم . بعد شكري للاخوة جميعا في المنتدى . أعود مجددا .. ومنامات اليقظه تميزت بنقلات أدبيه وبلاغيه لطيفه . لكن في بعضها تأمل كما في : واليابان ليس منا ببعيد . الشعاع السماوي : وقد بدأ بأحصائيه لعاشوراء الارض .. طالب المريدين : وهناك رواية زائده في بحارالانوار جزء 28 ص 55 . وفيها ان الملائكة تسجل زوار الامام الحسين عليه السلام ومن يبكي عليه . الشعاع السماوي : واي نفع في فتح الحسينيات بما فيها من سلبيات ؟ طالب المريدين : لابد من مشروع متكامل عام وخاص في كل بلد للنهوض بذلك وفي كتاب فاجعة الطف للمرجع الحكيم فصل كامل يمكنكم الاطلاع عليه . الشعاع السماوي . وماذا لو حولنا هذه الحسينيات او بعضها الى مراكز اسلامية ومعاهد ودور ورووضات . ؟ طالب المريدين . الامر خار ج تخصصا .. وحل المعادلة النهوض بالحسينيات في دورها التبليغي والارشادي وما وجب من ذكر الله تعالى واهل البيت عليهم السلام . والمشاريع هذه آالياتها انشاء وتطويرا . نعم لايمنع على نحو الجزئية الموجبة استغلال الحسينيات في بعض المشاريع كماهي الرسولية تحتضن المنتددى الان . الشعاع السماوي : اذا انت تعترض على فكرة التحويلات ؟؟ طالب المريدين . اكيد ذلك ويمكن عمل مركز اسلامي الى جانب الحسينيات . نعم في بعض الاماكن فيه كثره وهنا يمكن الاستفاده منها مع ابقائها خاصه اذا كانت وقفا . الشعاع السماوي : وما رأيك اذا في عمل المركز الطبي باسم فاطمة عليها السلام بنت الحسين عليه السلام ؟ طالب المريدين . مشروع عظيم ويمكن الاستفاده من الدولة نفسها ايضا ولكن فاطمة ليست جلجلة بكاء وقد مرالتعليق في مسألة البكاء . والتعبير غير مناسب . الشعاع السماوي: وهل تجد تكرارا في الاقتراحات ؟؟ طالب المريدين : روحها واحد والصورمختلفة . وفكرة التحويلات منهج تفكيكي بل اقصائي والمفروض ان يكون التفكير اصلاحيا . الشعاع السماوي . انا ارى انه مستحيل تحقيق الاقتراحات لانها اوقاف اصلا .. طالب المريدين . يمكن توجيه الاوقاف الجديده الى بعض المشاريع وهذا حسن وجميل . الشعاع السماوي : وهل تعتقد اذا حصل ذلك سنكون كاليابان ؟؟ طالب المريدين : اذا فكرنا في تحويل كرب وبلاء الشريف الرضي اعلى الله مقامه الى مدارس عصريه فلن نصبح شيئا . الشعاع السماوي . ولماذا اعتبرت المنهج تفكيكيا وتفكيرا أحاديا ؟؟ طالب المريدين . اترك الاجابه للشعاع السماوي القادم بشرط ان لا يخيل اليه من نومه انه يسعى . تحياتي لك ايها الشعاع السماوي . ودعائي لكم بالخيروالتوفيق .
|
07-01-2011, 12:36 PM | رقم المشاركة : 8 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف
وصلنا تعقيب الأستاذ جابر حول ما أثاره الأستاذ علي الحجي من ملاحظات على موضوعه السابق وقد رتَّب الأستاذ تعقيبه مشكوراً في إحدى عشرة نقطة، وهذا نص التعقيب: حاشاكَ أنْ تهبَ الربيعَ لمنْ يخشَى الشَّذَا، ويخيفُه العِطْرُ ويروحُ والأمواجُ تنهبُه (يدعُو) بأنْ يتجمَّدَ البحرُ 4ـ شكرا للأستاذ على هذا الحوار، وشكرا له حين وصفني بـ(الشعاع السماوي الحالم)، خصوصا صفة (الحالم)، فهي تعبر تعبيرا صادقا عن (منامات اليقظة)، التي أريد لها أن تبقى منامات يقظى في ليل حالم .. ! وشكرا له على وصف (منامات اليقظة) بأنها نقلاتٌ أدبيةٌ لطيفة، وأنا واللهِ أريد لها أن تكون أكثر من ذلك بحواره معي حولها، وشكرا له (عددَ الرملِ والحصى والترابِ) حين قال:"وفي بعضها تأمل" أي أنه يوافقني في أكثرها، وإن لم يقل ذلك، وأطمح منه أن يذكر لي في مقالة خاصة ما يوافقني فيه، كما أنني سعيد جدا حين يجلدني بسِياطِ حُبِّه فيما يُخالفني فيه. 5ـ أعجبتني عبارة "إحصائية عاشوراء الأرض"، ولكن لم أقم أنا بهذه الإحصائية، وإنما قام بها رجالٌ عاليهم سيماءُ الفضل، ومناقبُ ذوي الشرف كما ورد في المنام. كما أنني لم أفهم معنى قول الأستاذ علي"هناك رواية زائدة في بحار الأنوار جزء 28 ص 55 . وفيها أن الملائكة تسجل زوار الإمام الحسين عليه السلام، ومن يبكي عليه" في سياق الحديث حول الاستثمار الأنفع لآلاف الحسينيات والمجالس والمآتم بالشكل الذي يلبي الحاجات لأناس هذا العصر، ومنها الحاجة إلى البكاء. وقد وردت عبارة من قِبَلِ الأستاذ على لساني في حواره الجميل، وهي:"أيُّ نفع في فتح الحسينيات بما فيها من سلبيات"، والذي قلته كما ورد في (المنام):"فسألني: ألم يتم وَقف هذه الحسينيات والمجالس للنفع العام، قلت: بلى .. هي كذلك . فقال لي: أيُّ نفع في فتح هذه الحسينيات والمجالس، (وَفِي كَثيرِهَا بَلْ أغلبِها) ..." وهناك فرق دقيق بين العبارتين يعرفه الأستاذُ عليٌّ خيرَ معرفةٍ .. !! 6ـ يقول الأستاذ علي:"لا بدَّ من مشروعٍ متكاملٍ عامٍ وخاصٍّ في كلّ بلدٍ للنهوضِ بذلك" قال أبومتمم: وهذا كلامٌ فوق روعته يقال فيه بأنه فائق، وفوق تفوقه يقال فيه بأنه عالٍ وسامٍ وشريف وفجر أبلجُ يمشي في رابعة النهار، وأنا من المؤيدين له باليد واللسان! ولكن هذا المشروع المتكامل يحتاج إلى جهود مضنية (في بلدنا على الأقل)، أرجو من الأستاذَ عَلي أن يتولى إيقاد شمعة ذلك المشروع، وأرجو أن يكون رجائي رابيًا. 7ـ يقول الأستاذ علي: "الأمر خارج تخصصا .. وحل المعادلة النهوض بالحسينيات في دورها التبليغي والإرشادي، وما وجب من ذكر الله تعالى، وأهل البيت عليهم السلام، والمشاريع هذه لها آلياتها إنشاءً وتطويرًا، نعم لا يمنع على نحو الجزئية الموجبة استغلال الحسينيات في بعض المشاريع كما هي الرسولية تحتضن المنتدى الآن" أيضا لم أفهم عبارتيْ "الأمر خارج تخصصا"، و "لا يمنع على نحو الجزئية الموجبة"، ولكنني فهمت قولك الرائع: "وحل المعادلة النهوض بالحسينيات في دورها التبليغي والإرشادي، وما وجب من ذكر الله تعالى، وأهل البيت عليهم السلام، والمشاريع هذه لها آلياتها إنشاءً وتطويرًا"، وهذَا بالضبط مَا كُنا نَبْغِي في (منامات اليقظة) !! أما احتضان (الرسولية) للمنتدى، فهذا يحتاج إلى توضيح: أولا ينبغي تسجيل الشكر الجزيل للحاج أبي يوسف أحمد بن علي بن علي السالم على جهوده الكريمة في دعم هذا التوجه حين كنا نطلب منه مفتاح (مطبخِ حسينيةِ الرسولِ، وليسَ حسينية الرّسولِ) عند إحياء جلسات المنتدى ونشاطاته، وكانت في البداية التركيز حول جلسة المحرم من كل سنة، ثم توسع الأمر في بعض جلسات المنتدى العامة، أي النشاطات التي ندعو فيها أبناء المجتمع عامة كالمحاضرات والندوات في شهر رمضان وغيره، وما كنا نحصل على هذا لولا وقفات أبي يوسف الكريمة في خدمة مختلف أبناء المجتمع، وقد أكد لي عديدَ المرات بأن المكان للجميع، فشكرا له أولا وأخيرا .. !! ومطبخ الحسينية ليس إلا مكانا وحيدا أوحد من بين آلاف الأماكن غير المتوجهة لمثل ها التفعيل، والكلام على الظاهرة بشكل عام، وليس على المفردات . 8ـ يقول الأستاذ علي معلقا: "يمكن عمل مركز إسلامي إلى جانب الحسينيات، نعمْ في بعض الأماكن فيه كثرة، وهنا يمكن الاستفادة منها مع إبقائها خاصة إذا كانت وقفا" احترامي .. لمثل هذا الكلام الرائع، ولكنني لدي تحفظ على عبارة:"مع إبقائها خاصة إذا كانت وقفا" ؛ لأنها لم تكن واضحة لي ..!! 9ـ من المؤكد الأكيد بأن السيدة فاطمة بنت الحسين (ع) ليست جلجلة بكاء، ولكن المؤسف له بأن الثقافة (الانتحابية) التي يقدمها (الخطباء) للمجتمع حول شخصيتها من قبل (الخِطَاب المنبري الانتحَابِي) أظهرها بأنها جلجةُ بكاء، ولنا أن نتساءل عن هذا الشخصية الفذة التي أنجبها بيت النبوة مَنْ هي؟ وما دورها في الحياة؟ وما عطاؤها الإنساني الخلاق؟ وما سيرتها قبل واقعة الطف وبعدها، وهل يعرف الناسُ أنها تَابعيّة راوية للحديث كانت تروي عن أم سلمة وغيرها، وأن زوجها هو الحسن المثنى، وهي والدة عبدالله المحض والد محمد ذي النفس الزكية، وهي جدة إدريس الأول مؤسس دولة الأدارسة في المغرب، وأنها بلغت من العمر سبعين عاما، وتوفيت سنة 110هـ أو سنة 117هـ، وهي قد ساهمت في تربية هؤلاء الرجال العظماء الذين ثاروا ضد الظلم في زمانهم، وغيروا وجهة التاريخ، ولو لفترات محددة ! 10ـ يقول الأستاذ علي حفظه الله: * "فكرة التحويلات منهج تفكيكي، بل إقصائي، والمفروض أن يكونَ التفكيرُ إصلاحيًّا" * "يمكن توجيه الأوقاف الجديدة إلى بعض المشاريع، وهذا حسن وجميل" * "إذا فكرنا في تحويلِ كرْب وبَلاء الشّريف الرّضي ـ أعلى الله مقامه ـ إلى مدارس عصرية، فلن نصبحَ شيئا" إنني فكرت في هذه العبارات الثلاث مَليًّا .. وقرأتها بُكرةً وعشيًّا، وأقولها صادِقًا: لم أهتدِ لكتابة تعليق يعبر عما أريد قوله حولها؛ ولذا سأترك التعليق التوضيحي حولها حين أهتدي إليه. 11ـ أود لفت نظر القارئ العزيز إلى أهمية ما كتب قميص يوسف 2007م حول (ثقافة الحزن)، وضرورة قراءة ما أسماه ـ احترازا ـ مشاغبات وتقريرات شخصية، أما أنا فأسميها تساؤلات وأوجاع ما بعد الهاوية، من المهم جدا قراءة تلك المشاغبات والتساؤلات والأوجاع؛ كي نعرف إلى أي مدى أوصلنا الخطاب المنبري الانتحابي البُكائي المبرمج، وعلينا اكتشاف المأساة الأخرى في بعدها الآخر في الزمن الأخير .. !! شكرا للأستاذ علي بَدْءا وختاما جابر عبدالله الخلف 3 صفر 1432 هـ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|