بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت فعاليات جلسة محرم في تمام الساعة 8.30 وكان الافتتاح بموضوع للأستاذ حسن الربيح وهو عرض مبسط لكتاب الشيخ عبدالله العلايلي (سمو المعنى في سمو الذات أو أشعة من حياة الحسين)، وقد عرَّف الربيح بالمؤلف وذكر أبرز كتبه اللغوية والتاريخية، ثمَّ استعرض ما جاء في مقدمة الكتاب من تمهيدات للوصول إلى فهم الاضطراب في المحيط الإسلامي آنذاك، إلى أن أنهى استعراض مقدمة الكتاب في حركة الحسين (ع) من الوجهة النقدية، حيث يقول المؤلف: (إلى هنا نكون انتهينا إلى أن الحسين إن لم يكن زاهداً في الحكم بالمعنى المفهوم من هذا اللفظ، فلا أقل من أنه لم يكن مبالغاً في الزحام. فتنصُّل الحسين (ع) معناه زهده في الحكم ولكن رغم زهده ينكر أن يكون يزيد أمير المؤمنين أو ولي أمورهم).
ولم تكن هذه المحطة الأخيرة من الكتاب، حيث وعد الأستاذ حسن الربيح بإكمال الجزء الثاني في جلسات قادمة، فهو لم يستعرض كل ما جاء في الكتاب من نقاط وأفكار هامة.
كانت المداخلات حول موضوع الربيح، ومن أبرزها مداخلة الأستاذ جابر الخلف حيث اقترح على الكاتب أن لا يكتفي بالاستعراض فقط والتعريف بل يذهب إلى أبعد من ذلك تحليلاً ونقداً لما يستعرضه، ورد عليه الربيح بأن ذلك سيتطلب منه أوراقاً كثيرةً ووقت الجلسة لا يسمح له بذلك، فالفكرة الأساس هي التعريف بالكتاب لشويق القارئ إلى معرفة ما فيه بشكل مفصل بحيث يقتني الكتاب ليأخذ فكرة كاملة عنه.
ثمَّ جاء الدور للموضوع الثاني وكان للأستاذ جابر الخلف، وحمل عنوان (منام في حضن الأبجدية)، حيث جاء الموضوع
بطريقة فنية طريفة حيث تناول الكثير من القضايا الاجتماعية بالنقد اللاذع، وحمَّل الخطباء والقائمين على أيام عاشوراء مسؤولية العلاج.
كانت المداخلات حول موضوع الخلف ساخنة، حيث تناول الأستاذ طاهر الخلف في مداخلته نقطة الوقف في الفقه الشيعي
وداخل الأستاذ أحمد الربيح ومما قاله: إن الورقة حمَّلت المنبر الحسيني أو أيام عاشوراء ما لا يحتمل، فكل قضية اجتماعية معلقة على الخطباء وو ..ثمَّ داخل الأستاذ محمد الخلف (بورضا) معترضاً على فكرة إنشاء مراكز تقوم على خدمات اجتماعية بأن الواقع المعاش وخاصة الظرف السياسي لا يسمح بإقامة مثل هذه المراكز الخاصة، وضرب بأمثلة وضح من خلالها معارضة المسؤولين لإقامة مثل هذه المراكز في المجتمع، ثمَّ جاءت مداخل الأستاذ حسن الربيح حيث قال: إن الموضوع تتطرق لقضايا اجتماعية كثيرة لها ارتباط بقضية الحسين إلا أنه غفل عن قضية هامة وجوهرية وهي القضية السياسية، فلم يقترح المقال مركزا للدراسات السياسية مثلاً.
بعد هذه المداخلات قام الأستاذ جابر بالرد على المداخلين مستفيداً من بعض الإضافات ومختلفاً مع بعض وجهات النظر.
ثم جاء الدور للموضوع الثالث، وهو للأستاذ طاهر الخلف بعنوان (التحقيق في روايات البكاء) حيث استعرضت ورقته روايتين حول فضل البكاء على الحسين (ع)، وناقش من بداية الورقة إلى نهايتها سند الروايتين، حيث أثبت من خلال اطلاعه
ثقة رجال هاتين الروايتين، وتوصل إلى صحة الروايتين، وفي جزئية بسيطة تناول فكرة أن العمل الصغير يعادل أعمالاً عبادية كبرى أو جزاء كبيراً لا يحصل عليه إلا نبي أو شهيد أو صديق، حيث قبل هذه الفكرة مبرراً الرواية التي تتضمن دمعة البكاء على الحسين (ع) التي بحجم جناح بعوضة تعادل الجنة.
وبدأت المداخلات على موضوع الأستاذ طاهر من أحمد الفايز حيث رفض قبول مثل هذه الفكرة مرتكزاً على آراء بعض المحققين كهاشم معروف الحسني والبهبودي في مناقشة هذه الروايات وتضعيفها، ثم داخل الأستاذ صالح الغانم (الملا)
بأن توثيق رجال الروايتين لم يكن مستقصى بشكل كامل فهناك من العلماء الأوائل من له وجهة نظرة في وثاقة بعض رجال الروايتين، وطرح الأستاذ عيسى الربيح ملاحظة مفادها أن الموضوع تناول السند ولم يتناول المتن، فكيف جاز للخلف أن يحكم بصحة الروايتين؟ حيث كان عليه أن ينظر في المتن ويحدد مقيداته وإطلاقاته ووو..، ثم داخل الأستاذ حسن الربيح وناقش فكرة اختزال قضية الحسين (ع) في دمعة، وأن هذه الفكرة والترويج لها تساعد على نسيان ما جاء به الحسين من تغيير اجتماعي وسياسي، حيث علينا الانشغال بالقضايا الجوهرية في ثورة الحسين (ع)، بعد ذلك داخل الأستاذ جابر الخلف
مطالباً الكاتب بمواصلة البحث وقراءة كتب هاشم معروف الحسني (الموضوعات في الآثار والأخبار) و(من وحي الثورة الحسينية) و( دراسات في الحديث والمحدثين)، وكذلك قراءة ما جاء في مجلة نصوص معاصرة في عددها التاسع حيث نوقشت فيها الشعائر الحسينية وتم تناول موضوع البكاء، ليستفيد الكاتب من وجهات النظر التي تخالف التركيز على البكاء وترفض تعظيم الممارسات الشعبية على حساب جوهر الثورة.
ثمَّ جاء الدور للموضوع الرابع للأستاذ صالح الغانم (الملا)، وكانت مشاركته قصيدة بعنوان (أسرج جراحك) ومنها:
هذا الحسين وقد جلا ظلم الهوى
وشذاه يفترع النفوس ويختمُ
هدياً حسين الحق والمجد الذي
ها قد حباك به المهيمن يلهمُ
وجاء المداخلات بعد الاستماع إلى القصيدة، حيث نبَّه الأستاذ حسن الرستم إلى بعض الملاحظات النحوية واللغوية، وكذلك
الخلط في وزن القصيدة حيث جاء البيت الأول على البسيط وبقية القصيدة على الكامل، وداخل الأستاذ حسن الربيح بطرح بعض الملاحظات في لغة القصيدة حيث لم يعتنِ الشاعر بتحسينها وبث روح الشعر فيها، واحتمل أن تكون القصيدة من شعره القديم، وداخل الأستاذ جابر الخلف موافقاً على الملاحظات السابقة ومطالباً الشاعر بالدخول في عمق القضية الحسينية وعدم الاكتفاء بالوصف التاريخي.
ثمَّ جاء الدور للموضوع الخامس والأخير للأستاذ أحمد الربيح، وكانت مشاركته قصة قصيرة بعنوان (كلٌّ يغنِّي)، تناولت القصة قضية حساسة جداً، حيث أشارت إلى التزمُّت الديني والانشغال بالنقاشات الطائفية في المجتمع وما يسببه من تمزُّق للحمة المجتمع الواحد.
وكانت أولى المداخلات للأستاذ عيسى الربيح حيث قال: إن القصة أقرب منها إلى المقالة، فقد أهملت الكثير من ركائز القصة، وقد وافقه على ذلك الأستاذ حسن الربيح حيث أضاف أن القصة أهملت جوهراً مهماً تقوم عليه وهو الحبكة، وداخل الأستاذ جابر وأشاد بذكر الأسماء الصريحة في القصة، حيث يجعل القصة أكثر قرباً من الواقع، وخالفه الأستاذ حسن بأن الترميز بالاسم يعطي مدى أوسع لأن يتخيل القراء في الاسم المرمز أشخاصاً كثيرة.
وفي ختام الجلسة التي انتهت في تمام 10.00، شكر رئيس منتدى السهلة الحضور، ووعد بأن تستمر الجلسات المفتوحة للموضوعات العامة، أما في الموضوعات المتخصصة فستكون الدعوات فيها مقتصرة على الأعضاء، ودعا كذلك إلى من يريد حضور جلسات المنتدى تسجيل اسمه ورقم جواله لرئيس المنتدى لتصله مواعيد الجلسة ليتواصل مع المنتدى.
* سنرفق الصور فيما بعد