خطباؤنا الكرام ،، ماذا أعددتم لنا هذا العام ؟!

[أول الغيث]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

| خطباؤنا الكرام ،، ماذا أعددتم لنا هذا العام ؟! |

نعيش هذه الأيام الذكرى الأليمة لاستشهاد سيد الشهداء الإمام الحسين وما جرى على أهل بيته و أصحابه من مصائب و مِحَن

ولعل أبرز ملامح إحياء هذه الذكرى هي إقامة مجالس العزاء وجلب خطباء المنبر الحسيني للتحدث حول واقعة الطف و نهضة الإمام الحسين

و إبراز مظلوميته وطرح ومناقشة بعض المواضيع والقضايا المختلفة على مدار ثلاثة عشر ليلة أو يزيدون .

وكما نعلم بأن موسم عاشوراء ومجالس الحسين تعتبر بمثابة الصرح العلمي التربوي الذي يقدم الدروس و العِبَر وتتوافد عليه

جميع شرائح المجتمع طواعيةً من تلقاء ذاتها دون إكراه ،، بعكس المؤسسات العلمية والتربوية الأخرى ،، كدور التعليم النظامية مثلاً ،،

والتي ( ربما ) يذهب إليها الشخص مجبراً و مكرهاً دون رغبة أو استحسان حقيقي منه .

ومن هذا المنطلق ينبغي أن تُستغَل هذه المناسبة ،، والتفاف هذه الحشود من الناس حول المنبر الحسيني ،، في تقديم خطاب يتواءم مع متطلبات

و متغيرات هذا العصر ويتناغم مع عقلية ومستوى تفكير أبناء هذا الجيل و واقعهم الاجتماعي ،، في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات

وانفتاح المجتمعات على بعضها البعض ،، و تعدد الرؤى و الأطروحات وبروز العديد من الحركات و والمدارس الدينية والفكرية بشكل ملفت ،،

و ظهور الكثير من التطورات في القضايا و الأحداث ،، الاجتماعية منها و الاقتصادية و السياسية والتاريخية وغيرها .

لا شك أن انتفاضة ونهضة الحسين الخالدة تعتبر درس علمي تربوي متكامل خالد منذ مئات السنين ،، نستلهم منه الكثير

من القيم والمعاني والدروس التي تمس جميع جوانب الحياة المختلفة وترسم الطريق الصحيح للإنسانية جمعاء ،،

لكن هذه الدروس بالتأكيد لن تتغلغل في نفوس وعقول الناس تلقائياً ما لم تكن هناك وسيلة مناسبة قادرة على إيصال هذه الدروس بكل براعة واقتدار .

الملاحظ أن المنبر الحسيني المعاصر بالرغم من تنوعه وتطعيمه بالكثير من الأفكار والأساليب الحديثة ،،

إلاّ أنه لم يتعاطى بالشكل المطلوب مع تطورات العصر حتى الآن ،، ولم يواكب بصورة تامة تسارع دوران عجلة الحياة وجريانها ،،

وبالرغم من تربعه في قلوب أتباع ومحبي أهل البيت و تقديرهم له ،، إلاّ أنه ظل متأخراً بعض الشيء ،،

حيث لا يزال ينتهج نوعاً ما العرض والتصوير النمطي المكرر للنهضة الحسينية والذي قد يشوبه بعض القصور،،

و يكاد يحصر النهضة بكل ما تحمله ،، في زاوية ضيقة لا تتسع لإظهار صورة النهضة الحقيقية بكافة أبعادها ،،

إضافة إلى الإفراط في التركيز على بعض الجوانب ،، والتفريط في جوانب أخرى أكثر أهمية

وإعادة طرح الكثير من القضايا و المشاكل التي أُشبِعَت طرحاً و مناقشة ،، و ربما تحولت اليوم إلى قضايا ثانوية ..

أو قراءتها ومعالجتها بنفس الطريقة و من نفس الزاوية دون تجديد أو تطوير يواكب التغيرات و التطورات التي طرأت على بعض هذه القضايا

مع مرور الأيام و السنوات ،، ناهيك عن وجود بعض ملامح النظرة القاصرة لهذه المناسبة والهدف من إحياءها ،،

تلك النظرة التي لا تخرجها عن إطار الوعظ المنتهي بالحزن و الدمعة واللطم ،، حتى لو كانت مجردة من أي قيمة !

منذ مئات السنين والمنبر الحسيني يمارس عمله دون توقف ،، لكن يبدو أن إحيائنا لهذه المناسبة

لا يعدو كونه مجرد ممارسة لبعض الطقوس و الشعائر المجردة ،،

فعلى مرّ السنين للأسف لم نلحظ أي تغيير أو أثر ملموس يُذكَر على مستوى الفرد والمجتمع

مما يدل على وجود حاجة ملحّة تدعونا لتفعيل وتطوير هذا المنبر أو حتى إعادة صياغته ،، وإعادة النظر في طريقة تعاطينا جميعاً ( أفراد / خطباء )

مع المنبر الحسيني و ما يقدمه من دروس،، فالمسؤولية متبادلة هنا ،، وليست ملقاة على عاتق الخطباء فقط

و ما تركيزي على الخطباء هنا إلاّ لأننا نحسبهم أهل للعلم و الحكمة و الدراية وأكثرهم استشعاراً للمسؤولية و امتلاكاً لمفاتيح العقول و القلوب ،،

في سبيل صناعة التغيير و تأهيل مجتمع إيجابي ،، الأمر الذي قد لا يدركه الكثير من العامة ،، ويحتاجون فيه لمن يأخذ بأيديهم للوصول إليه ..

 

 

[وسط النخيل]

بسم الله الرحـمن الرحـيم
اللهـم صـل عـلى محـمد وآل محـمد
.
.

فـعـلا ً
لابد أن نواجه الحقيقـة لدينا في أن المنبر الحسيني متأخرا ً ليس بعض الشيء
يا أول الغيث , إنما متأخـر بنسبة كـبـيرة .
.

خـذ عـلى سبـيل المثال
السيد الإمام الخـميني "قدس سره" , حينما وضع قضية كربلاء والمنبر الحسيني
أمام عينيه , استطاع أن ينهض بأعظم ثورة في القرن العشرين حتى قالها
أمام العالم المبهور : بأن كل ما لدينا هـو من كـربلاء .
.

أول الغـيـث
مؤيدين بنسبة كـبـيرة نـقـطة أن هناك قضايا مهمة تحولت اليوم إلى قضايا ثانوية ,
والعـكـس , والمشكلة أنـنا نعرف الحـل ولا نستطيع العـمل به , وليس الـكلام على
حـال المنبر أو ( خـطبة الجـمعـة ) التي ما زلنا نطالب بتعـديل حالـها وحـتى الآن
ما زلنا نخـاف من الحـلول اللازمة لتعـديلها .
.

المنـبر الحـسـيني
ما زال يعمل لدينا بالجـملة المصرية : الجـنيه اللي يخـرج من المطبعـة اليـوم ,
يساوي الجـنيه الذي خـرج من المطبعـة قـبل عـشرات السنـين .
.


.. مشـكـلة ضـخـمـة ..
أن نـشاهـد المنبر الحـسيني لدينا ما زال عاجـزا ً عـن تـغـيـير الأساسيات
فـضلا عـن الـكـماليـات , ولك أن تـذهـب طوال السنة إلى أي مسجـد لدينا
في الـطـرف فـي صلاة فـجـر يـوم الجـمـعـة وستـرى المشـكـلة بنـفـسـك .

.

أول الغـيـث
ما ذكـرته يصـيـب العـديد من المشـاكل لدينا , وربما تـكـون لنا عـودة أخـرى هـنا
لما يستحـقـه ما ذكـرت للعـودة من جـديد .

.
.

.



و س ط ا ل ن خ ي ل

.
.

.

قـــلب داخـل فـكـرة

.
.

.

 

 

[أصحاب القدر]

لك مني هدية .. يا أول الغيث

وهي خبر عاجل وصلني ستقوم قناة المعارف الفضائية ببث محاضرات أية الله السيد منير الخباز لمحرم عام 1432هـ
كل يوم الساعة الرابعة عصراً والساعة الحادي عشر ليلاً والعاشرة صباحاً ... كل ليلة في اليوم الذي يليه ...
واليوم أول محاضرة بعنوان الفن الهادف ... الساعة الرابعة عصراً

محاضرات الخباز أصبحت جوهر محرم ...

 

 

[علي رضا]

الموضوع في حقيقة الأمر استوقفني كثيرا ربما للطرح الجاد و ثانيا لتشعب النقاط التي طرحت .

أنا أقول أن مصير المنبر الحسيني متعلق بنا إخوتي الأعزاء

ظهيري في هذا الأمر قول الحق تبارك وتعالى (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )) صدق الله العلي العظيم

لو أحسس الخطيب الحسيني أن هناك من يتابعه يوميا ويستشكل عليه لوضع لما يقول بالحسبان لماذا لا تنشأ مجموعات تقيم

الخطيب وتنتهي لنقاط معينة وتدرجها ضمن ورقة عمل وترسل للخطيب .


مقترح آخر وليس أخير كما أن هناك لجنة للاحتفالات الدينية ( المواليد ) لماذا لا تنشأ لجنة تعتني بهذا الأمر بالنسبة للقراءات الحسينية .

لي عودة معكم إخوتي حينما التمس الجد من القراء و المعلقين على الموضوع .

 

 

[زكي مبارك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

الأخوة الأعزاء:
أشكر الأخوة المتابعين والمعقّبين على الموضوع، وأقول قولي على النحو التالي:
من خلال تجربتي الفردية في هذا الميدان والممتدة إلى أربع سنوات تقريباً، حيث كنت أحمل هذا الهم الذي يحمله (أول الغيث) وغيره من الأخوة الحريصين على تطور المنبر الحسيني، فسألتُ نفسي حول هذا التكرار كما يتساءل اي إنسان، فاتخذت إجابة لنفسي وسعيت في تطبيقها، وهي:
1- تقديم مقترحات لبعض المواضيع قبل القراءة بشهر أو شهرين إذا تم معرفة الخطيب القارئ، وذلك لتقديم المعونة في اختيار المواضيع، وفي صنع علاقة وطيدة بين القارئ والمستمع، والمقترحات ليس على سبيل الطرح فقط!! بل أحاول معرفة أهمية الموضوع من عدمه في اقتراحي.
2- التواصل مع الخطباء الجادين الذين ألتمس منهم التطوير في ذاتهم، ودعمهم بالأفكار والمصادر ومناقشة الكثير من الأفكار.
3- الخطيب ليس شخصية ملكوتية، وليست شخصية ناقلة للحدث، بل هو إنسان قبل كل شئ له ظروف وله قدرات، وعلينا أن لا نكلفه فوق طاقته وقدراته.
4- ما اقترحه أخي (علي رضا) في تقديم الاقتراحات في ظرف وترسل للشيخ، أمر أتفق معه، إلا أني أتمنى أن تُعمل جلسة قبل محرم أو بعد العشرة مع مجموعة من الخطباء لفتح نقاشٍ بين الجمهور والخطيب، حتى لو كانت جلسة خاصة بين نخبة أو بين مجموعة من الشباب، أو على مستوى البلدة.
5- يجب أن ننظر بأن الخطيب تارة تعوقه بعض الظروف التي لا تمكنه من طرح ما يطلبه الجمهور، لأنه قد يكون يرى أمراً لا نراه نحن، وذلك بحكم علاقاته في كل قرية.

أمور كثيرة هي التي نريدها، وقد لا تتحقق .. ولكن!! علينا أن نسعى في تحقيق الهدف بالتواصل مع الخطباء والفقهاء والمثقفين المتخصصين، حتى يتسنى لنا تحقيق بعض ما نصبو إليه.

أخوكم
زكي مبارك

 

 

[أول الغيث]

خلال بضع سنوات فقط حدثت طفرة أو قفزة ( ثقافية – فكرية – تكنولوجية ) هائلة غيّرت الكثير من معالم الحياة المعاصرة

وعلى إثر هذا التحوّل السريع نستطيع تقسيم هذه الفترة الزمنية التي نعيشها اليوم إلى مرحلتين متباينتين

المرحلة الأولى كانت فيها وسائل الإعلام والاتصال ،، ومصادر المعلومات والمعرفة محدودة

وعليه كانت تطلعات الشباب واحتياجاتهم ،، والخانة التي يشغلها الخطيب في علاقته بالمتلقي

مختلفة كثيراً عن عصرنا الحاضر ،، فبالأمس كان المستوى الفكري والمخزون الثقافي الذي يتميز به خطيب المنبر

والأسلوب المستخدم في الخطابة مناسب للمتلقي الذي يختلف كثيراً عن متلقي اليوم .


اليوم فئة الشباب هي الفئة المستهدفة و المتلقي الرئيس و الأبرز لما يطرحه المنبر،، و بما أن جميع حقول العلم والمعرفة بآفاقها المختلفة

في متناول الجميع و تحت سيطرتهم ،، فأن فئة الشباب اليوم تضم نسبة كبيرة من الجامعيين والمتخصصين والمثقفين ،، وعلى الخطيب أن يرتقي بخطابه

وطرحه لمستوى عقولهم و تفكيرهم ،، فتحديات الواقع تفرض عدم الاكتفاء بالنمط الكلاسيكي للخطاب المنبري

و على الخطيب أن يحاول قدر الإمكان التزود من العلوم والمعارف ،، بل لا يمنع من أن يتزود الخطيب بما يؤهله ويمنحه المزيد من القدرة على التواصل مع الجماهير

والتعامل مع الأنماط الشخصية المختلفة ،، كعلم النفس والاجتماع وغيرها ،، إضافة إلى تطبيق فكرة " المنبر التفاعلي " الذي يعتمد على مناقشة المتلقي للخطيب أثناء المحاضرة ..


وحقيقةً بالإضافة إلى حاجتنا إلى لجنة محلية للقراءات الحسينية ،، فإننا في حاجة إلى مؤسسة متكاملة تقوم على أسس معينة

و تسير وفق آلية وخطة مرسومة بطريقة جيدة ،، و تُعنى بالمنبر والخطاب الحسيني وكل ما يتعلق بها .


السيد منير الخباز أحد الخطباء القلة الذين استطاعوا أن يواكبوا عجلة التطور و التقدم في تقديم خطاب واقعي منوع

لا يزال يجتذب المزيد من الجماهير من مختلف التوجهات الفكرية . وهذا لم يكن ليكون لولا حرص السيد على تطوير ذاته أولاً

وبذل المزيد من الجهد في تلمس الواقع والإعداد الجيد للمحاضرات والمواضيع المناسبة للطرح ثانياً .


أتفق معك أخي زكي مبارك في أن يكون للمتلقي دور كبير في اختيار المحاور والمواضيع المطروحة في هذه المناسبة

و أن يتم الإعداد لها قبل فترة كافية ،، كما أتمنى أن تردم الهوّة بين الجمهور والقائمين على جلب الخطيب

وأن تتسع الصدور للنقد البناء والآراء المختلفة ،، فالخطيب كما تفضلتم ليس شخصية ملكوتية فوق مستوى النقد ،،



وسط النخيل ،، أصحاب القدر ،، علي رضا ،، زكي مبارك

شكراً لتفاعلكم وحضوركم الكريم