01-04-2010, 09:07 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
ألفاظ العامة في العربية ( 2 ) ــ حسن بن علي الرستم
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد.. فقد كنت قرأت كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله كما هو المشهور، وقيدت منه ألفاظاً وجدت نظيرها على ألسنة العامة، وذهبت أبحث عن أصول ألفاظ العامة تلك في الذي ورد في العين. وقرأت بعض المواد في لسان العرب فأصلتها منه، وهو المعجم المشهور الذي ألفه العلامة ابن منظور الأفريقي. ولست أدعي القطع بما قلتُ غير أني اجتهدت والإصابة من الله والخطأ مني. والنية أن أخرج ما كتبت بعد صقله صقلاً منهجياً في كتاب، والله المستعان. كعم:
قال الخليل في كعم: ( الكِعامُ: شيء يُجعل على فم البعير. ويجمع: أكْعِمَة، كعمته أكْعَمُهُ كَعْماً. كَعَمَ البعير يَكْعَمُه كَعْماً. قال ذو الرمة: يَهْماءُ، خابِطُها بالخَوْفِ مَكْعُومُ قلت: ولعل منه قول العامة: كعمناك بالله، يريدون رددناك وأسكتناك، والكاف ينطقونها ( چ )، وهو حرف فارسي. جمع: وقال الخليل في جمع: ( وتقول: ضربته بجُمْع كفّي، ومنهم من يكسر الجيم. وأعطيته من الدراهم جُمْع الكفّ كما تقول: ملء الكف ). قلت: هو كذلك عند العامةِ، ومنهم من يكسر الجيم كما هو في العربية الفصيحة، ومنهم يقلب الجيم ياءً، فيقول: يمعْ. عطش: وقال الخليل في عطش: ( رجل عطشان، وامرأة عَطْشَى، وفي لغةٍ، عَطشانة .. ). قلت: هكذا قول العامة، أعني ( عطشانة )، وهم في كثير من كلمهم على هذا البناء، فأنت تسمع: ( حيرانة، سكرانة، تعبانة، شبعانة .. ). والأخيرة وردت في: شبع من العين. شعر: وقال الخليل في عطش: ( والشِّعْرِةُ: الشعر النّابت على عانة الرّجل. قال الشاعر: يحطّ العفر من أفناء شعر.................. ولم يترك بذي سَلْعٍ حمارا.. ) قلت: هكذا تقول العامة أيضاً: شعرة بحركة على الشين بين الكسرة والفتحة. مشع: وقال ابن منظور في مشع: ( ومَشَعَ القُطْنَ يَمْشَعُه مَشْعاً: نَفَشَه بيده .. ). قلتُ: ولعل منه قول العامة: مشع شعرها يريدون تناوله بيده مُفَرقاً له جاعلاً إياه على هيئة غير مرتبة كأنه منفوش. والله أعلم. صبع: وقال ابن منظور في اللسان في صبع: ( وصَبَعَ به وعليه يَصْبَعُ صَبْعاً: أَشار نحوَه بإِصْبَعِه واغتابه أَو أَراده بشَرٍّ والآخر غافل لا يشْعُر ). قلتُ: ولعل منه قول العامة: فلان يُصَابع يريدون أنه يثني إصبعه الوسطى دون أصابعه، يريدون بذلك الدعوة إلى الفاحشة والعياذ بالله وهو إشارة إليها، أو الاستهانة بأحد وسبه، وليس مشروطاً أن الآخر غافل لا يشعر. مصع: وقال ابن منظور في اللسان مادة مصع: ( المَصْع: التحريك، وقيل: هو عَدْوٌ شديد يحرك فيه الذنب. ومرّ يَمْصَعُ أَي يُسْرِعُ مثل يَمْزَعُ ). قلتُ: وقريب منه قول العامة، مصعه يريدون جذبه بقوة وحركه إليه، وقالوا لبقية العرجون اليابس في النخلة: مُصّيه لأنه يمصع أي يحرك ويجذب من مكانهِ، وهو تصغير لـ : مَصْعه فيما أحسب. والله أعلم. الدَّعس: وقال الخليل في العين: ( والدَّعْسُ شدّة الوطء. قال رؤبة: في رسم آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَقْ أراد بالدّعق: الدّقع على القلب، وهو التراب ). قلتُ: ولعل منه قول العامةِ: الداعوس، فاعول من الدعس، والدعس عندهم الوطء. يقولون: ادعس كذا أي طأه. والداعوس تقال عادةً للشارع الضيق. وقد يقال: ادعس كذا في كذا يريدون أدخِلْه فيه. ويقال: فلان مندعسٌ في كذا: يريدون أنه مختبئ اختباءً شديداً كأنه وطئ. والله أعلم. عرس: وقال الخليل في عرس: ( والعَروس نعتٌ للرجل والمرأة، استويا فيه ما داما في تعريسهما إذا عَرَّس أحدهما بالآخر.وأحسن ذلك أن يقال للرجل: مُعْرِسٌ، لأنّه أَعْرَسَ أي: اتخذ عِرْساً ). قلتُ: والعروس تنعت العامة المرأة به فحسب، ويسمون الرجل مُعرساً، ولكنهم لا يضمون أولها بل ينطقونها بين الكسرة والفتحة. زلع: وقال ابن منظور في مادة زلع: ( وزَلِعَتِ الكفُّ والقَدمُ تَزْلَعُ زَلَعاً وتَزَلَّعتا: تَشَقَّقتا من ظاهر وباطن، وهو الزَّلَع، وقيل: الزَّلَع تَشَقُّق ظاهرهما، فأَما إِذا كان في باطنهما فهو الكَلَعُ، وهي الزُّلُوعُ ). قلت: الزلع عند العامة هو تشقق الجلد، وهو كما في العربية الفصحى وليس مخصوصاً بظاهر كما هو في الرأي الآخر. سنع: وقال الخليل في مادة سنع: ( والسّنيع: التّام الضليع من كل شيء ). وقال ابن منظور: ( والسَّنَعُ الجَمال. والسَّنيعُ: الحسَنُ الجميلُ. والسَّنائِعُ، في لغة هذيل: الطُّرُقُ في الجبال، واحدتها سَنِيعةٌ ). قلتُ: ولعل من ذلك كله قول العامة: تسنع أي استقم وامشِ الجادة. والله أعلم. نسع: وقال الخليل في مادة نسع: ( والمرأة الناسعة هي الطويلة المتك. ونُسُوعه: طوله ). وفي اللسان لابن منظور في نسع: ( وامرأَةٌ ناسعةٌ: طويلةُ الظَّهْرِ، وقيل: هي الطويلةُ السِّنِّ، وقيل: هي الطويلةُ البَظْرِ، ونُسُوعُه طُولُه، وقد نَسَعَتْ نُسُوعاً ). قلتُ: ونَسَع عند العامة: في معنى ارتخى أو خلع، وقد يقال لمن كان على هيئة غير منضبطة أنه: متنوسع. وفيه معنى الطول. ولعل السين في قوله: نسع قد عاقبت الزايَ في قولهم: نزع. والفرق بينهما أن "نسع" يكون بالرفق في العادة، و "نزع" يكون بغير رفق في العادة، وقد يكون غير ذلك منهما لكنه ليس المطرد. والله أعلم. عفس: وقال الخليل في مادة عفس: ( .. قال غيره: المعافسة: المعاركة في جدّ أو لعب، وأصله اللعب. والعَفْسُ: أن تُردَّ رأس الدابّة إلى صدرها ). وفي اللسان في عفس: ( والعَفْسُ الامتهانُ للشيء. والعَفْس الدَّوْس ). قلتُ: ولعل منه قول العامة مثلاً: ( ترك الغرفة عفسة .. ) أي ليست مرتبة كأنها امتهنت أو لُعِبَ بها. وكذلك قولهم: ( عَفَسَ القوطي .. ) يريدون داسَهُ حتى سواه. وربما أرادوا بها تغيير الهيئة كأن يقبض أحدهم على ورقة فيجمعها إلى بعضها بأنامله، فيقال: عفسها. والله أعلم. عمس: وقال الخليل في مادة عمس: ( والليلة العَماسُ: الشديدة الظلمة عن شجاع. وتعامست عن كذا: إذا أَرَيْتَ كأنك لا تعرفه، وأنت عارف بمكانه. وتقول: اعِمِس الأمرَ، أي: اخفِهِ ولا تُبَيِّنْهُ حتى يشتبه ). قلتُ: والعامة يقولون: فلان تعومس أو متعومس يريدون أنه لا يتبين الشيءَ وقد اختلط عليه الأمر .. ). والله أعلم. زعل: وقال الخليل في مادة زعل: ( الزَّعِل: النشيط الأشر. زَعِلَ يَزْعَلُ زَعَلاً. قال زَعَلٌ يمسحه ما يستقر. وقالوا: الزَّعَلُ في الأذى والمرض وفي الجزع والهم والفرق، وهو اختلاط وقوم زُعالى وزَعِلُونَ من الهم والجزع ). قلتُ: ولعل منه قولة العامةِ: زعل فلان يريدون أنَّه ساخِط يعرض عمن زعل عليه لا يكلمه، فكأنه قد ركبه الأشر أو به اختلاط. والله أعلم. زعب: وقال الخليل في مادة زعبَ: ( .. وزَعَبْتُ الإناءَ والقِربةَ زَعْبا إذا ملأته. وزَعَبْتُ له من مالي زَعْبَةً، أي: قطعت له قليلا من كثير ). وقال ابن منظورٍ في زِعَبَ: ( وزَعَبَ الشَّرابَ يَزْعَبُه زَعْباً: شَرِبَه كلَّه ). قلتُ: ولعل منه قول العامة: زعب الكأس يريدون شربه كله. ولم أسمع أحدهم يقول: ( زعب ) ويريد "ملأ" إلا أنهم لما كانوا يزعبون ليملأوا قيل لمن زعب ماءً أنه ملأ. والله أعلم. مزع: وقال الخليل في مادة مزعَ: ( ويقال: إنه يكاد يَتَمَزَّعُ من الغضب، أي يتطاير شققا ). وقال ابن منظور في مزع: ( وتَمَزَّعَ غيظاً: تقطّع ). قلتُ: وهكذا عند العامة يقولون: تمزَّع الثوب: يريدون تقطع. عطب: وقال الخليل في مادة عطب: ( .. ويقال: أجدُ ريحَ عُطْبَةٍ، أي ريحَ خِرْقَةٍ، أو قطنة مُحْتَرِقة. قال: كأنّما في ذُرَى عمائمـهـم مُوَضَّعٌ من منادف العُطُبِ وكلُّ شيء من ثياب القُطْنِ أَخَذَتْ فيه النّارُ فهو عُطْبَةٌ خَلَقاً أو جديداً. ). قلتُ: ومن أمثال العامة قولهم: جني وعطبة. يقولونه في الشيء لا يأتلف مع غيره، والعطبة عندهم كما هي في العربية الفصحى. بعط: وقال الخليل في مادة بعط: ( .. ويُقال للرّجُلِ إذا استامَ بسلْعَتِهِ فتباعَدَ عن الحقِّ في السَّوْم: قد أَبْعَطَ وتَشَحَّى، أو شَطَّ وأَشَطَّ. ). وقال ابن منظور في بعط: ( .. وأَبْعَطَ في السَّوْمِ: تَباعَدَ وتَجاوَزَ القَدْرَ؛ قال ابن بري شاهِدُه قولُ حسّان: ونَجا أَراهِطُ أَبْعَطُوا، ولَوَ انَّهم........................ثَبَتُوا، لمَا رَجَعُوا إِذاً بسلام.. ). قلتُ: ولعل منه قول العامة: بعط ثوبه يريدون شقه كأنه باعد بين قطعتيه، ولعل عاقبت الدال، كأن الأصل من بعط: بعد. والله أعلم. أقول: ومن ألغازهم الطريفة قولهم: ( فلان بَعَ طروحه في السوق ). يريدون أنه باعَ طروحه في السوق، والطروح ضربٌ من القثاء طويل مر، ويخلطون بقولهم هذا على السامع فيطن أنهم يريدون: بعط روحه، أي شق نفسه. وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين،،
|
21-06-2010, 09:53 PM | رقم المشاركة : 2 |
طرفاوي جديد
|
رد: ألفاظ العامة في العربية ( 2 ) ــ حسن بن علي الرستم
فعلا كلام جميل و حلو في نفس الوقت ........
ليش ؟ لإنه يمس الإهتمام و يحببنا للغتنا الجميله و يعطينا دافع للرجوع لها . واصل يا إستاذ جهدك . ننتظر المزيد .
|
27-06-2010, 12:32 AM | رقم المشاركة : 3 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
رد: ألفاظ العامة في العربية ( 2 ) ــ حسن بن علي الرستم
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|