01-04-2010, 12:30 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
دفتر اليوميات (1) ـ جابر بن عبدالله الخلف
دفتر اليوميات جابر بن عبدالله الخلف رغبة في التخفيف من جو الجدية والجهامة، ورغبة في التدريب على البوح والكتابة، حاولت أن أتدرب على هذا السرد اليومي البسيط. (1) اليوم الأحد 16 من المحرم 1428هـ، لا شيء يشدني إليه بقوة، ربما أفتقد إلى الجاذبية الطبيعية في الأشياء ؛ ولذا رغبتُ في الكتابة. أحيانا كثيرة تكون الكتابة متنفسا فقط مثل الجري تماما، ليس من الضروري أن يكتب الإنسان ما يفيد دوما !! أحيانا تكون الكتابة متعة، أو ملهاة، أو أي شيء آخر !! كل ما فعلته منذ الصباح الباكر هو أنني جلستُ الساعة السادسة والثلث تقريبا، وقد تأخرتُ عن أداء صلاة الفجر في وقتها، لأنني قضيت ليلتي متأرّقا، ولا أدري لماذا، وقد غفوت قبيل الصلاة؛ ولذا فاتتني.. والله غفور رحيم ؟! كانت السهرة على برنامج شاعر المليون، طبعا لأول مرة أشاهد هذا البرنامج، كنت أسمع عنه من الناس، لم يلفت نظري سوى شاعر اسمه محمد حسن القحطاني في قصيدة حول معاناة الفقير. في العموم لم أكن متابعا جادا لهذا البرنامج المليوني، الذي بدا فارغا حسب وجهة نظري إلا من العملات الصعبة، ولكن أحسبه خيرا من التدخين، ومن الحديث في السياسية، والنظر إلى قامة مقدمة البرنامج أحلى من مشاهدة الست ( كوندي )، أو الشيخ ( عراق )، أو السيد ( لبنان ) !! أعود إلى حكاية الصباح الباكر أخذت الأسرة الصغيرة إلى ( بيت أهلهم )؛ لأنّ جد أولادي سيعود من السفر مساءً قادما من الشام، ثم توجهت للعمل الروتيني.. هيا بنا إلى المدرسة !! انتهينا من حضور اللجنة الأولى كان الاختبار في مادة الحديث، لقد أعجبني في اختبار طلاب الصف الثالث حديث مروي عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يحث على ضرورة الصبر على الأسقام والأوصاب والأتعاب، ففي ذلك الأجر، وحسن المثوبة !!! يقول الحديث: ( ما يُصيب المؤمن من وَصَب ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن ـ حتى الهم يُهمه ـ إلا كفّر به من سيئاته ). في وقت الفراغ بين الفترتين كان قد نشب نقاش ساخن بين الزملاء حول السعادة والشقاء والراحة والمتعة في هذه الحياة، والجبر والاختيار، كان الموضوع شائقا وشانقا والوقت أربعون دقيقة لا يتسع لكل هذه المعركة الفلسفية، أو أي معركة أخرى كبيرة أو صغيرة.. ولكنه الفراغ وحب المعرفة. في مثل هذه الأجواء تنبثق النِكات والفكاهات للتفريغ الذهني إن صح التعبير !! كل ما استشهدته به في هذا النقاش القصير المحتدم هما بيتان لأبي العلاء المعري: كم عاقلٍ عاقل أعيتْ مذاهبُه ..................وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا هذا الذي ترك الأوهام حائرة ..................وصيّر العالم النحرير زنديقا هذان البيتان الاحتجاجيان يعجبان شيخي وصاحبي ونديمي الذي أُطلق عليه ( أيقونة الحكمة ) لحبه المطلق لشعر الحكمة والحماسة من أغراض شعرنا العربي، وهو حب غريب ؛ لأنه لا رابط بين الحماسة والحكمة، ولا يلتقيان، ولكنه الحب، وكل حب غريب حتى بين أهله ! طبعا البيتان محل الاستشهاد ليس لهما علاقة بالحكمة، ولكن لهما علاقة بالنقاش الدائري الباسم حول الحياة وشقائها وسعادتها. رائع في مثل هذه الأجواء الذهنية الماطرة قراءة قصيدة ( الطلاسم ) لإيليا أبي ماضي، أو كتاب ( النبي ) لجبران خليل جبران، وقد قرأتهما عديد المرات !! فلا شك أن ذلك أجدى من قول الزور السياسي في هذا الزمان الكنود !! انتهى وقت الاستراحة، وقُرع جرس الفترة الثانية، كان الاختبار في مادة الجغرافية، وكنتُ ـ على ذكر الجغرافيا ـ مولعا في الصغر بحفظ أسماء المدن وخصوصا العواصم، ولا أدري لماذا !! ولكن فيما بعد اكتشفت أن لذلك علاقة بحبي للسفر. عموما من وجه، وخصوصا من وجهين !! لفت نظري في هذا الامتحان أن الأستاذ يسأل الطلاب أسئلة بعيدة عن واقعهم بعض الشيء أو كل الشيء، كحال التعليم عندنا طبعا فهو بعيد عن الواقع، مثل سؤاله الطلاب: اختر: تعمل النباتات الطبيعية على تلطيف درجة حرارة الجو. بالمصري المخلوط ( هوّه فيه نباتات أو أشجار عشان أصير فيه تلطيف جو.. جهنم الحمرا ستشتعل بعد أسابيع، ولا من أشجار ولا من يشتري ). بعد نهاية اليوم الدراسي بروتنيته البغيضة عدت إلى المنزل راغبا في النوم فقط، استلقيت على الأريكة أو الكنبة في جو هادئ أشاهد التلفزيون، ودون علم مني خاتلني النعاس، وسرقني الرقاد، واستيقظتُ من النوم ( امكوبس ) حسب تعبير الشوام. أخذتُ بعد استيقاظي من النوم في تدبير شؤوني الخاصة بنـفسي، بسبب عدم وجود ( زوجي )، وكثيرا ما أحب التدبير الذاتي حتى في أمور المطبخ الصغيرة، وأحيانا كثيرة يزعج ذلك زوجي لشعورها بنقصان سيادتها المنزلية؛ لأنها تعتبر هذه الشؤون من اختصاص الزوجة !! طبعا أضف إلى ذلك ( فوضاي غير البناءة ) في طريقة الإعداد لأي شيء يتعلق بالمطبخ أو غيره. من ضمن برنامجي اليومي حصة رياضية لمدة ساعتين في نادٍ رياضي، ولكنني وجدت نفسي متكاسلا عن الذهاب، وزاد من حمى ذلك التكاسل مشاهدتي عن طريق المصادفة لبداية فلما في قناة mbc2 بعنوان: mad dog and glory، طبعا هذا يتلاقى مع شغفي بمشاهدة الأفلام، وزاد الطين بلة أو بلتين رسالتان تلقيتهما من صاحبيّ في النادي الرياضي تقول الأولى: ( أيام لن تنسى من ذاكرتي، هي جميلة بأبطالها، فلا شك أنّ للصحبةِ فنا ومذاقا، والسيارة وسيلة .. سأذهب اليوم، وما بعده لوحدي حتى إشعار آخر )، وتقول الرسالة الأخرى: ( لظروف التصحيح سأذهب لوحدي بعد الصلاة ) !! قلتُ لنفسي فليحيا الاستمرار في مشاهدة الفلم، وليذهب النادي الرياضي إلى الجحيم !! المشاهدة متعة، والتدريبات الرياضية فروض وواجبات ومتعة أيضا، وأنا أقدم الاستمتاع ـ ولو كان مشاهدة فلمٍ ـ على الالتزامات، ولكن ليس دائما ! أعددت للمشاهدة طقوسها الخاصة: شيء من المشمش المجفف والزبيب الأسود، وقليل من النّقُول المسماة عرفا بـ ( المكسّرات )، طبعا أكره هذه الكلمة بسينها المشددة، فهي تشعرني بالعنف والجلبة والضوضاء أكثر من الولع !! ولذا أحب أن أستبدلها بلفظة ( النقول ) !! راودتني فكرة مجنونة، هي: رغبتي في أخذ تمارين رياضية خاصة بالسخرية من الذات، بمعنى أكثر بساطة هو كالتالي: الإنسان يشعر برغبة خاصة بضرورة السخرية بذاته أحيانا، بتقريعها عن طريق الضحك عليها، بتأديبها بأسلوب ساخر؛ ولذا قفزت إلى ذهني عبارة شاعرية قرأتها في ( النت ) تقول: " تعالَ؛ لنسخر منا جميعا، فقد مللتُ الحديث عن الأمنيات"، وحضرني بقوة أخونا ( الحطيئة )الشاعر اليعربي الهاجي حتى لنفسه، والساخر من كل شيء !! هذه فكرة، وليست واقعا، ولكن فكرة تستحق التجريب !! ربما أجربها يوما ما ! ودمتم في الحب والعسل !!
|
01-04-2010, 12:32 PM | رقم المشاركة : 2 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: دفتر اليوميات (1) ـ جابر بن عبدالله الخلف
(2) أمسِ ( وهو اليوم الذي قبل يومي كما يقول نحاة العربية ) انطلقنا الساعة الخامسة مساء إلى الدمام لحضور محاضرة للأستاذ محمد العلي بعنوان: ( نمو المفاهيم ) في النادي الأدبي بالدمام، كنا في السيارة ثلاثة، كعادته يقدم الأستاذ العلي جديدا في الثقافة، أو في الأدب، ولا يفوتك منه ضحكته المجلجلة. اليوم الأربعاء 17 صفر 1428هـ، لا شيء يدعوك إلى النشاط منذ الصباح الباكر سوى نشاطك المتكلف للنهوض صباحا والذهاب إلى العمل، ولا شيء يهم فيما تقوم به. كاتبنا في المدرسة نشيط في عمله، ويقدم لنا التعاميم أولا بأول، وأنا أقدر له نشاطه، ولو كان لي من الأمر شيئا لكافأته بزيادة في راتبه، أو بإعطائه أرضا تجارية، أو بيتا جديدا من طابقين.. !! اليوم قدم لي تعميما معادا مكرورا للإيفاد للتدررس في الخارج، أخذت أنا وصاحبي ( علاوي ) بتجاذب أطراف الحديث حول اختيار المدن المقترحة ؛ كي نسافر لها لتدريس ( العربية ) فيها، اتفقنا لتعبئة الاستمارة على مدريد .. موسكو .. واشنطن .. باريس .. فيينا .. واختلفنا حول كوالمبور، اخترتها أنا، ورفضها صاحبي. طبعا كان يشوب حديثنا الضحك والنكت والسخرية من وضعنا، وأذكر أننا اخترنا واشنطن للوجاهة والأتكيت، طبعا أتمنى وأدعو ربي أن أوفق لزيارة أميركا، ولكن بطبعي لا أحب المكثوث في العواصم. لم نكن واثقين من جدية مثل هذه الاستمارات السنوية الفارغة، يطلب منك تعبئة استمارة تحتوي على اختيار سبع مدن عربية وعالمية، والمطلوب ثلاثة أو خمسة معلمين على مستوى المحافظة، والمتقدم أكثر من خمس مئة ألف معلم. لا يوجد في عملنا إلا السخط على الوضع بشكل عام، لا توجد مهارات جديدة، ولا ابتعاث، ولا هم يحزنون .. عمل ممل معاد مكرور، تدرس في الجامعة ألفية ابن مالك، ومئوية ابن خروف، وإذا نزلت إلى الميدان التعليمي تعلم الطلاب ( محمد ولد نشيط )، و( دخل المدير الفصل )، ويعاد ذلك بشكل فِج . حتى البقية الباقية من المعلمين في الرياضيات والعلوم والتاريخ والتربية الإسلامية بل حتى الرياضة، ولسان حال معلميها ( اللي في سكينة في اختها ) . التعليم مضيعة للوقت، وضحك على الذقون، واستمرار في البطالة. في الدمام أمسٍ بعد انتهاء المحاضرة التقيت بـ ( شيء فارغ )، يلقبه الوقت بلفظة ( دكتور فلان ) كان قد درّسني مادة دراسية في الجامعة أذكر أسمها، ولكن لا أريد أن ذكره كي لا يزيد الفراغ في الكون، حدثته عن رغبتي المتكررة في إكمال الماجستير في الجامعة التي تخرجت منها، وقلت له: أنت قد درستني، وتعلم عن رغبتي الجدية، قال بلغة فاترة باردة: " لازم يقبلونك ليش ما تقبل" ؟ فقلت له: أنا لا أدري، لماذا لا تطلقون سراح الدراسة للجميع، الناس راغبة في الدراسة والتعلم، صحيح، كلام طيب، انتهى لقاؤنا القصير بوعد هزيل بزيارته في منزله. التقيت في مساء يوم الأربعاء بصاحبي ( أبو اليمن ) للذهاب إلى النادي الرياضي، كنا نجرجر الحكايات والسوالف بكسل.. على الأقل الرياضة تجدد الدورة الدموية، وتثير في الروح الحيوية والنشاط.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|