العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 01-04-2010, 08:48 AM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي من أثر القرآن الكريم في شعر الشيخ صالح الكواز ــ حسن بن علي الرستم

من أثر القرآن الكريم في شعر الشيخ صالح الكواز

حسن بن علي الرستم


الشيخ صالح الكواز شاعر فحل كان من أبرز شعراء العراق، ولد سنة 1233هـ، وتوفي سنة 1290هـ، وقد ترجم له الزركلي في الأعلام، واليعقوبي في البابليات، والسيد الأمين في أعيان الشيعة.

وليس بمستغرب على شاعرٍ أن يتأثر بالقرآن الكريم فقد عرف مثل هذا الشاعر ما للقرآن الكريم من فضلٍ في بلاغته وفصاحته فإذا به يزين شعره بكثيرٍ من ألفاظهِ ومعانيه.

وها أنا ذا اقتبس لك من شعره ما فيه تأثر بالقرآن الكريم لفظاً ومعنى، وهو في غاية البراعة والإحسان.
من ذلك قوله في رثاء الإمام الحسين (ع):

لم أنسَ إذ ترك المدينةَ وارداً
.......................لا ماءَ مدين بل نجيع دماء

قد كان موسى والمنية إذ دنت
.......................جاءته ماشيةً على استحياءِ

وله تجلى الله جل جلاله
.......................من طورِ وادي الطفَ لا سيناءِ

فهناك خرَّ وكل عضوٍ قد غدا
.......................منه الكليم مكلم الأحشاءِ

وقال رحمه الله في رثائه (ع):

لي حزنُ يعقوب لا ينفك ذا لهبِ
.......................لِـصُرَّعٍ نصبَ عينيي لا الدمِ الكذبِ

وقال فيها:

فانظر لأجسادهم قد قُدَّ من قبل
.......................أعضاؤها لا إلى القمصانِ والأُهبِ

كل رأى ضرَّ أيوب فما ركضت
.......................رجل له غير حوض الكوثرِ العذبِ

وقال فيها:

تَهشُ فيها على آسادِ معركةٍ
.......................هش الكليمِ على الأغنامِ للعشبِ

وقال فيها:

حتى فغدا ففدا كلٌ بمصـرعِهِ
.......................سَكينَةٌ وسط تابوتٍ من الكُثُبِ

فليبك طالوت حزناً للـبقيةِ مـن
.......................قد نال ( داودُ ) فيه أعظم الغَلَبِ

وقال فيها:

والعاديات من الفسطاط ضابحةٌ
.......................والموريات زنادَ الحزن في لهبِ

والمرسلات من الأجفانِ عبرتها
.......................والنازعات بروداً في يدِ السلبِ

والذاريات تراباً فوق أرؤسِها
.......................حزنا لكل صريع بالعرا تَربِ

ورب مرضعةٍ منهن قد نظرت
.......................رضيعها فاحص الرجلينِ في التُربِ

تشوط عنه وتأتيه مكابدة
.......................من حاله وظماها أعظم الكربِ

فقل ( بهاجر ) ( إسماعيل ) أحزنها
.......................متى تشطْ عنه من حر الظما تؤبِ

وما حكتها ولا ( أمُ الكليم ) أسى
.......................غداة في اليم ألقته من الطلبِ

وقال فيها:

وصبية من بني الزهرا مرَّبقةٍ
.......................بالحبلِ بين بني حمالة الحطبِ

وقال فيها:

ليت الألى أطعموا المسكين قوتَهُمُ
.......................وتالييه وهم في غايةِ السغَبِ

حتى أتى (هل أتى) في مدح فضلهم
.......................من الإله لهم في أشرف الكتبِ

وقال فيها:

والفضل آفة أهليه ويوسف في
.......................غيابة الجب لولا الفضل لم يغبِ

وصفوة الله لم يسجد له حسدا
.......................إبليس لما رأى من اشرف الرتبِ

وقال في أخرى في رثائه (ع) أيضاً:
كأن جسمك موسى مذ هوى صعقاً
.......................وأن رأسك روح الله قد رفعا

ونوح أبكيته شجواً وقل بأن
.......................يبكي بدمعٍ حكى طوفانه دُفعَا

ونار فقدك في قلب الخليل بها
.......................نيران نمرود عنه الله قد رفَعا

كلمت قلب كليم الله فانبحست
.......................عيناه دمعاً دماً كالغيث منهمعا

ولو رآك بأرض الطف منفرداً
.......................عيسى لما اختار أن ينجو ويرتفعا

وقال في أخرى في رثائه (ع):

وهل تؤمن الدنيا التي هي أنزلت
.......................سليمان من فوق البناء المحلقِ

ولا سد فيها السد عمن أقامهُ
.......................طريق الردى يوماً ولا ردَّ ما لقي

وقال في أخرى في رثائه (ع) أيضاً:

وعدا السبط للعدى فوق طِرفٍ
.......................خيلَ صقراً على الحمائم حاما

فكأن الرياح منه استعارت
.......................يوم عادٍ عدوا فأضحت رماما

وقال في رثائه أيضاً:

فتخال موسى في انبجاس محاجري
.......................مستسقياً للقومِ ماءَ جفوني

وقال فيها أيضاً:

ماذا وقوفك في ملاعبِ خردٍ
.......................جدَّ العفاءُ بربعها المسكونِ

وقفوا معي حتى إذا ما استيأسوا
.......................خلصوا نجياً بعدما تركوني

فكأن يوسف في الديار محكمٌ
.......................وكأنني بِصُواعه اتهموني

وقال فيها:
نبذتهم الهيجاء فوق تلاعها
.......................كالنون ينبذ بالعرا ذا النونِ

فتخال كلا ثم يونس فوقه
.......................شجر القنا بدلاً عن اليقطينِ

وقال فيها:
وتتبعت أشقى ثمود وتبعٍ
.......................وبنت على تأسـيسي كل لعينِ

وقال على لسان السيدة الزهراء (ع):

ما كان ناقة صالح وفصيلها
.......................بالفضل عند الله إلا دوني

أقول: وكل هذا في الرثاء، أما في المدح فقد قال رحمه الله مادحاً أهل البيت:

أوليس توبة آدم لو لم يكن
.......................متوسلاً بجنابكم لا تقبلُ

وبكم نجا نوحٌ وأغرق قومه
.......................لُجَجٌ علا الأطواد منها الأسفلُ

وعلى خليل الله قد عادت بكم
.......................برداً لظى نار تشب وتشعَلُ

وبكم لموسى حيث سخرت العصا
.......................بلغ المرام بها وضل المبطِلُ

وبسركم عيسى أجاب نداءه
.......................الأموات منطبقاً عليها الجندلُ

وألانَ داود الحديدَ وأُعطي الـ
.......................ـملك ابنهُ فيكم على ما يأمل

وبكم لآصفَ عرش بلقيس أتى
.......................لا كارتداد الطرف بل هو أعجَلُ

وبكم دعا الله العظيمَ لـضره
.......................أيوبُ فانكشف البلاءُ المعضلُ

وقال في أخرى يهنئ فيها الحاج محمد كبة:
أرى الله أثنى على الأنبيا
.......................ء لأمرهم الأهل فيما أحب

وها أنت تأمر في الواجبا
.......................ت أهاليك طراً وبالمستحب

وقال يمدح ولده محمد رضا:

ندبٌ إذا ألقى فضيلته
.......................التقفت فضائل سائرِ الفضلا

فكأنما هنَّ الحبال ومن
.......................يده عصا موسى لها جعلا

وقال يهنئ أحد السادات:

قم عاطنيها كميت اللون تضطرم
.......................يجلى بها الهم بل تعلو بها الهممُ

سبية من ( سبا ) جاءت تنبئنا
.......................عن حالها من عراها سيلها العرمُ

عتيقة العـصرِ ما زالت تحدثنا
.......................عن عصر عادٍ وما راقت به إرمُ

وا عجب لها عصمت يوم السفينة من
.......................طوفانِ نوح وما إذ ذاك معتصمُ

وقال مهنئاً العلامة السيد مهدي القزويني:

قد حكيت الصديق يوسف لما
.......................أَنْ هوى في غيابة الجب صبرا

بل رأيت النار التي قد رآها
.......................صاحب الطور يوم قد خر ذعرا

ولعمري حكيته غير لا أدري
.......................أذعراً هويت أم كان شكرا

وقال في قصيدة يصف فيها احتفالاً في دار السيد أحمد الرشتي ليلة النصف من شعبان:

أخو علمِ لو ان الخـضر أضحى
.......................لديه صاحبا لن يستطيعا

وقال يصف تلك الدار مرتجلاً:

كأن عمادي سوق دوح ثماره
.......................وأوراقه شهب السماء الثواقبُ

فهن رجوم للعدا وهدايةٌ
.......................لطلاب نهج الحق والحق لاحبُ


ويشبهه قوله في الدار أيضاً:

مصاببيح كانت للمحبِ هداية
.......................ولكن رجوماً للعدوِ المجانب

وقال في الرثاء أيضاً يرثي الشهداء الذي قتلوا في وقعة نجيب باشا في كربلاء:

فما آدم في يوم راح مفارق الـ
.......................ـجنان بدمع يستهل ويذرفُ

بأغزر دمعاً منهم يوم فارقوا
.......................ذرى حرم بابن النبي يـشرفُ

وقال فيها:

لئن ضرب الأمثال في فقد يوسف
.......................وما نال من يعقوب فيه التأسفُ

فها نحن في جيل به كل والدٍ
.......................من الناس يعقوب ينائيه يوسفُ

وقال يعزي محمد كبة في وفاة ولده مهدي:

أَسف الماجدون حزناً عليه
.......................فهم كاظمون فيه العناءا

فكأنْ كل واحدٍ منهم يعقـ
.......................ـوب قد جاءه بنوه عشاءا

وقال في أخرى يرثيه أيضاً:

فتى سورة الإخلاصِ ملء فؤاده
.......................وفي سورة الأنعامِ للناس عَمَّها

وقال يرثي السيد مهدي الحلي:

تعاليت قدراً أن تكونَ لك الفدى
.......................نفوس الورى طراً مسودا وسيدا

وكيف تفدى في الزمانِ ولم يكن
.......................لديك به الذبح العظيم فتفتدى

وقال في رثاء السيد ميرزا علي الطباطبائي:

يؤون لو أن ابن نوحٍ جاءهم
.......................آوى إلى عالي الذُرى مَنَّاعِ

وقال في رثاء الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء:

فهنَّ آلاء مفقودٍ إذا طويت
.......................طيَّ السجلِ غدت في الكتبِ تنـتشرُ

وقال في قصيدة يعاتب السيد أحمد الرشتي:

وذو معجزات قال من لا يطيقها
.......................كما قيل فيمن جاء من قبله سحرُ

وقال في بيتين كتبهما إلى أخيه الشيخ حمادي:

ببيت التمر والعسل المصفى
.......................وصالح في بيوتٍ من بواري

كأن الإقتباس بكم ينادي
.......................( أحلوا قومهم دار البوارِ )

وقال في غزلية له:

تجلى والفؤاد له كليمُ
.................فأَصعقني وحِلمي ( طور سينا )

وقال أيضاً:

وربة ظبية من آل موسى
.......................أرتني باللحاظِ عـصى أبيها

وغُرَّتُها تفوق سنا الدراري
.......................كأن يمينه البيضاء فيها

وقال أيضاً:

هل الخمر إلا عن لماه تيمما
.......................أعند وجود الماء أبغي التيمما

وقال أيضاً:

وسورة ( النور ) من خديك أتبعها
.......................في ( فجر ) عزتك الموفي على ( البلد )


ليلة الخميس 30/7/1430هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد