العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 31-03-2010, 08:20 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي العبقرية العربية، تعود من جديد !! ــ طاهر بن علي الخلف

العبقرية العربية، تعود من جديد !!

العقول العربية المهاجرة .. تنير للعالم ذرات الكون السلمية
الفيزيائي الفلسطيني منير نايفة، رائد في النانو تكنولوجيا


طاهر بن علي الخلف


كنت كعادتي في كل يوم بعد قدومي البيت من المدرسة أتصفح جريدة الحياة، لم يكن لي طريقة واحدة في تصفحها.

في عددها ( 16811 ) الصادر يوم الثلاثاء الموافق: 14/ أبريل 2009م، تصفحت الجريدة من الخلف وفي الصفحة قبل الأخيرة أثارني عنوان وأوقف شعرات رأسي المتهدلة وهو: ( الفيزيائي الفلسطيني منير نايفة، رائد في النانو تكنولوجيا ) بالنسبة لي في أغلب الدروس التي كنت ألقيها على طلابي في المدرسة عندما كنت أشرح نظرية فيزيائية ما أقف هُنَيْأَة أستعرض لهم قصة ذلك العالم الذي أسس هذه النظرية أو تلك، وكانت تلك القصص العجيبة لعلماء الفيزياء كثيرا ما كنت تعبر عن الإعجاز البشري والطموح اللامحدود في عقول ونفوس هؤلاء .. لكن ما يزعجني في بعض الأحيان، وقد يقفز أحد الطلاب ليسأل عن جنسية هذا العالم أو دينه ! فتدور الحلقة بين كونه أوربيا أو أمريكيا .

حياة الفيزيائيين وعبقرياتهم مما يثير فضولي العلمي دائما، لكن هذه المرة عربي ومسلم وفلسطيني لا بد أن يثير فضولي أكثر وأكثر .. قرأت الموضوع مباشرة من أوله إلى آخره، ازداد فضولي وشغفي لهذا العالم المعجزة، فتحت محرك البحث الـ ( google )، ليفتح ذهني على آفاق أوسع في حياة هذا العالم .

إنه عَلَم من أعلام الريادة في حقل الذرات، حصد لنا أملاً بأن أهل الضاد يمكن أن يمسكون بالراية من جديد، عالم فـيزيائي استطاع أن يحقق ما يبدو ضرباً من الخيال العلمي .

النشأة والطفولة:
ولد منير حسن نايفة في عام 1945م بقرية الشويكة ناحية طولكرم الفلسطينية، حيث أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية فيها.

يعود حب نايفة للعلم إلى فترة الطفولة؛ فقد كان شغوفا بصناعة أجهزة الراديو ( المذياع )، ويعتبرها هوايته المفضلة، ويقضي كثيرا من الوقت في القراءة عنها، ويذهب إلى السوق ومحلات الأدوات الكهربائية ليشتري الهوائيات لكي يتم عمله الذي طالما أحبه والذي اعتبره هو نفسه بداية الطريق الذي أوصله ليصبح عالما كبيراً.

كما أن الأسرة التي عاش فيها تمثل أرضية ودافعا آخر لانطلاقته العلمية تلك، فقد كان له ثلاثة أشقاء كلهم يحملون لقب بروفيسور هم على التوالي: علي نايفة أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة فيرجينيا، وعدنان نايفة أستاذ الهندسة الميكانيكية والطيران من جامعة سينسناتي في أوهايو، وتيسير نايفة أستاذ الهندسة الصناعية في جامعة كليفلاند.

السفر إلى الأردن:
دفعته ظروف بلاده المحتلة للهجرة إلى الأردن؛ حيث استكمل دراسته الثانوية، وأنهى تلك المرحلة بتميز جعله يبرز أمام طلابه ومعلميه.

في تلك السنوات التي قضاها في الأردن ربطته بأستاذين فاضلين وهما: الأستاذ سليمان والأستاذ العبيدي، علاقة وثيقة أشبه بعلاقة الأصدقاء، فهو يقول عنها: إنها ليست مجرد علاقة بين الأستاذ والتلميذ، وذلك على الرغم من أنني ما زلت تلميذا وشابا صغيرا.

السفر إلى لبنان:
بعد نهاية المرحلة الثانوية، حاز بعدها على منحة دراسية حصل بموجبها على البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1968م، واتبعها بالماجستير 1970م.

وفى هذه الجامعة كان للدكتور أنطون أصلان ــ الفلسطيني الأصل ــ أكبر الأثر في حبه للفيزياء، وهو ما دفعه للتخصص فيها على عكس ما كان سائدا في ذلك الوقت من أن يتوجه الطلبة لدراسة التخصصات التطبيقية كالهندسة والطب.

السفر إلى أمريكا:
بعد أن أنهى مرحلة البكالوريوس، أراد أن يعود إلى بلاده لكن إسرائيل رفضت ذلك بدعوى أنه يحمل الجنسية الأردنية.

ولكن المستقبل المشرق أضاء من جديد لهذا المشرّد، لينال منحة دراسية مقدمة من جامعة ( ستانفورد ) الأمريكية للحصول على الدكتوراه، حزم أمتعته وذهب إلى حيث بداية المعجزة العلمية.
هناك في أمريكا وأثناء عمله بمعامل ستانفورد كاليفورنيا وجهه أستاذه لدراسة ذرة الهيدروجين، وهي أبسط العناصر الكيميائية الموجودة في الطبيعة باستخدام أشعة الليزر؛ أملا في الوصول على المزيد من الأسرار التي ما زالت تستعصي على العلم التجريبي بخصوص هذه الذرة. وحصل بالفعل نايفة على درجة الدكتوراه في حقل الفيزياء الذرية وعلوم الليزر، وذلك عام 1974م.

لم يكن هذا العالم ينهي درجة الدكتوراة حتى بدأت المعاهد العلمية والجامعات في أمريكا، تلاحقه لما عرفت عن اكتشافه وعبقريته، فقد عمل أستاذا جامعيا بعد حصوله الدكتوراه في جامعة ( بال )، ثم في الفترة من عام 1977م وحتى عام 1979م باحثا فيزيائيا بمعامل ( أوج ــ ريدج، بجامعة كنتاكي )، ثم التحق في نهاية هذه الفترة عام 1979م بجامعة ( آلينوى )، وفي هذه الجامعة عرضت عليه إنشاء شركة باسم ( نانو ساي أدفاندس تكنولوجي، NanoSi Advanced Technologies ).
وهي شركة لتسويق حبيبات السيليكون النانوية، التي صارت تستعمل بكثافة في الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإضاءة والطب ومعدات توليد الطاقة وغيرها.

الاكتشاف:
انطلق هذا العالم من حيث ما انتهى منه العالم الفيزيائي ( فاينمان ) حين قال: إن تحطيم الذرات أنتج الطاقة النووية والقنابل الذرية، ماذا يمكن أن يحدث لو استطعنا بدلاً من تفجير الذرات التحكم بحركتها وتغيير مواقعها وإعادة ترتيبها كما نشاء ؟

هذا السؤال طرحه عام 1959م ريتشارد فاينمان، الذي يعد من أعظم علماء الفيزياء في القرن العشرين.

ولم يتوقع فاينمان الذي نال نوبل في الفيزياء أن يتوصل العلماء إلى طريقة لتحريك الذرات إلا في مستقبل بعيد. لكن بعد أقل من عقدين استطاع منير نايفة أن يحرك الذرات المنفردة ذرة ذرة.
عندما تمكن البروفسور نايفة من التحكم في الذرة ماذا فعل بها ؟

إن أول استخدام لهذه القدرة العجيبة التي تبلغ جزء من مليون في المليمتر الواحد، أن يرسم قلبا وفي داخله حرف ( P ) .

أحدث هذا الاكتشاف دهشة عارمة علمياً وإعلامياً، فتصدرت أولى الصحف التي نشرت الرسوم حينها على غلافها، هي مجلة ( نيوساينتست ) البريطانية، وذكرت هذه الصحيفة أن حرف ( P ) يشير إلى كلمة الفيزياء، فكأن نايفة يقول ( الفيزياء في قلبي ).

لكن الذين يعرفوا نايفة ويعرفوا حبه لوطنه، يقولون أن حرف ( P ) يشير إلى كلمة فلسطين، فكأن نايفة يقول ( فلسطين في قلبي ).

انجازاته:
ألف ونشر، ما يزيد عن 130 مقالا وبحثا علميا، وشارك مع آخرين في إعداد وتأليف العديد من الكتب عن علوم الليزر والكهربية والمغناطيسية.

وألّف 4 كتب، يُدَرّس أحدها في جامعات أميركية، إذ يتناول الكهرباء والمغناطيسية، وتتمحور كتبه الأخرى حول تقنية الليزر وتطبيقاتها.

ومما ألّفه كتاب بعنوان ( شرح العلوم والتكنولوجيا النانوية للطلاب )، ضمّنه قصصاً قصيرة للأطفال عن نفس الموضوع، وحاليا تعمل الدكتورة ابتسام العليان من ( جامعة الملك سعود ) على ترجمة هذا الكتاب الأخير إلى اللغة العربية، أولاً بأول.

كما سجّل 24 براءة اختراع في أميركا وأوروبا واليابان. كما احتل مكانة مرموقة في موسوعات عالمية، مثل ( بريتانيكا )، و (كتاب العالم )، و ( ماغرو هيل ) وكذلك ( المعجم الدولي للسير
الذاتية )، و ( قائمة رجال الإنجازات الأميركيين ).

ومن إنجازاته مساهماته في تطوير هذا الاكتشاف وتوظيفه في دول عالمية وعربية، ونذكر نماذج منها:

1. يتعاون مع شركات أجنبية عملاقة، كالشركة الكورية ( داو كاميكال ) والفرنسية ( لوريال )، وذلك لتحضير المواد الكيماوية بطرق نانوية، وبالتالي تنقيتها من المكوّنات المضرة.

2. تشكيل فريق عمل بين جامعة ( آلينوى ) التي يعمل فيها وجامعة ( اليرموك ) الأردنية، في بحث علمي، لإستخراج خام ( الزيوليت الطبيعي ) الذي يوجد بوفرة في البيئة العربية، وذلك لإنتاج أسلاك ومفاتيح ذرية تستخدم لتشغيل آلات القرن الحادي والعشرين.

3. قبيل عام 2003م وقّع مع الدكتور هاني مرتضى وزير التعليم العالي في سوريا مذكرة تفاهم بين المعهد العالي لبحوث الليزر في جامعة دمشق وقسم الفيزياء في جامعة آلينوي، وتتضمن الاتفاقية التي تستمر ( 5 سنوات ) تبادل أعضاء هيئة التدريس، وتبادل الطلاب، وفعاليات البحوث المشتركة، إضافة إلى المشاركة في الندوات واللقاءات العلمية، وتبادل المواد الأكاديمية وغيرها من المعلومات، ووضع برامج أكاديمية قصيرة متخصصة.

4. وأخيرا أنشأ مركزاً باسم ( مركز النانو ) تابع لـ ( جامعة الملك فهد )، وآخر اسمه ( معهد الملك عبد الله لعلوم النانو وتقنياته ) تابع لـ ( جامعة الملك سعود )، وأصبح مستشارا في كلا هذين المركزين.

ما قيمة هذا الاكتشاف ؟

أولا: يقول هذا العالم نفسه: أن تقنيات النانو تستعمل راهناً لزيادة كفاءة عمل رقاقات الكومبيوتر، وزيادة سعة ذاكرته وخفض استهلاكه من الطاقة، كما تستخدم في تطوير الأسطوانات الرقمية المدمجة، كي تتضاعف سعة تخزينها آلاف الأضعاف.

ويؤيد ذلك ما قاله بعض العلماء من أن هذا الكشف من الاكتشافات الثورية التي أتاحت للعلم الدخول إلى منطقة لم يسبق له الدخول فيها من قبل، ويمكن استنتاج تلك القفزة التي سيحققها ذلك العلم من خلال المقارنة بـ ( المايكرو تكنولوجي ) التي أنتجت أجهزة الكمبيوتر والترانزيستور وكل المعدات الإلكترونية الحالية.

ثانيا: ذكر هو أيضا إلى استخدام ( النانو تكنولوجي ) في تحسين قدرة الخلايا الشمسية على تحويل الضوء إلى طاقة كهربائية، ما يعتبر جزءاً من بحوث الطاقة البديلة، وأوضح أن وضع حبيبات السليكون النانوية على سطح الكربون، يتيح لها أن تعمل على توليد الكهرباء من خلال أكسدة الايثانول والميثانول.

ثالثا: أشار الاختصاصيون في ( معهد ماساتشوستس للتفنية )، إلى علاقة ( النانو تكنولوجي ) بالرعاية الصحية، إذ توقعوا ظهوراً قريباً لأدوات إلكترونية نانوية تُحقن في الدورة الدموية لتعطي معلومات دقيقة عن الجسم وأنسجته وتراكيبه المختلفة.

أخيرا.. العبقرية لا تولد إلا عبقرية:
هذا العالم متزوج من فتاة عربية اسمها ( هتاف ) من مدينته التي ولد فيها وهي ( طولكرم )، وله منها خمسة أبناء كلهم حذوا حذو أبيهم.

الأكبر حسن ( دكتوراه من "معهد ماساتشوستس للتقنية") ويعمل في تطوير ( الترانزيستورات النانوية ) بشركة ( IBM ) الشهيرة للكومبيوتر في نيويورك.
والثاني عماد ( دكتوراه من جامعة ستانفورد ) ويعمل في تطوير( ترانزيستورات نانوية ) من معدن الجرمانيوم، وذلك بشركة ( إنوفوتيف سيلكون ).

والثالث أسامة ( دكتوراه من "معهد ماساتشوستس للتقنية" )، وقد كرّس جهوده لتطوير ( الذاكرة الرقمية نانوياً ). ويعمل في المعهد الذي تخرج منه.

أما الرابعة ( مها )، وتخصصت في تقنية ( النانو ) أيضاً، وتعمل حاليا في بلدية دبي. أما مسك الختام فهي الطفلة منى.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد