31-03-2010, 06:26 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
حقيقة غضب سيدتنا الزهراء (ع) على الخليفتين ــ طاهر بن علي الخلف
حقيقة غضب سيدتنا الزهراء (ع) على الخليفتين طاهر بن علي الخلف بمناسبة الذكرى الأليمة لوفاة سيدة النساء الطاهرة فاطمة بنت محمد عليها وعلى أبيه أزكى الصلاة والسلام، أحببت أن أسطر في جلستنا هذه حقيقة غضب فاطمة (ع) من الذين ظلموها وآذوها واغتصبوا إرثها من أبيها. وأصدر الموضوع برواية من كتبنا نحن الشيعة لتوثيق الحقيقة من أصحابها. فقد أورد الشيخ الجليل محمد بن جرير الطبري في كتابه ( دلائل الإمامة )، ص 134: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال حدثني أبي، قال حدثني أبوعلي محمد بن همام بن سهيل، قال روى أحمد ابن محمد بن البرقي، عن أحمد بن محمد الأشعري القمي، عن عبدالرحمن بن أبي نجران عن عبدالله بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (ع)، قال: ( ولدت فاطمة (ع) في جمادى الآخرة يوم العشرين منه سنة خمس وأربعين من مولد (ص)، وأقامت بمكة ثمان سنين، وبالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما. وقبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من الهجرة. وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى عمر لكزها بنعل سيفه بأمره، فأسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا، ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها. وكان الرجلان من أصحاب النبي (ص) سألا أمير المؤمنين (ع) أن يشفع لهما إليها، فسأله أمير المؤمنين (ع) فأجابت، فلما دخلا عليها قالا لها: كيف أنت يا بنت رسول الله ؟ قالت: بخير بحمد الله، ثم قالت: ما سمعتما النبي (ص) يقول: فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ؟ قالا: بلى. قالت: فو الله، لقد آذيتماني. قال: فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما ) (1). رجال هذا الحديث كلهم ثقات فقد وثقهم كل من الشيخ الطوسي والشيخ النجاشي ــ وقد وقفت على ذلك بنفسي ــ عدا أبو الحسين محمد بن هارون، فلم يذكره الشيخ النجاشي بالتوثيق وإنما ترحم عليه. ثم أثني الأحاديث التي أوردها علماء السنة في كتبهم، وهي معتمدة بطبيعة الحال لورودها في أصح الكتب وأوثقها . 1. مسند أحمد بن حنبل، ج1: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبوبكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغبر شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك. 2. ذكر صاحب الغدير أن هذه الرواية وردت في: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وتاريخ الطبري ج 3 ص 202، ومشكل الآثار للطحاوي ج 1 ص 48، وسـنن الـبـيـهـقـي ج 6 ص 300 ــ 301، وكـفـايـة الـطـالـب ص 226. وفي تاريخ ابن كثير ج 5 ص 285، وقال في ج 6 ص 333: ( لم تزل فاطمة تبغضه مدة حياتها ). 3. وروى ابن قتيبة: إن عمر قال لأبي بكر رضي الله عنهما: انطلق بنا إلى فاطمة فإنا قد أغضبناها فانطلقا جميعا فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام، فتكلم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول الله ! والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي، وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ؟ إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث ما تركنا فهو صدقة. فقالت: أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتفعلان به ؟ فقالا: نعم. فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني، قالا: نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: فإني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه. فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ! ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق وهي تقول: والله لأدعون عليك في كل صلاة أصليها. ثم خرج باكيا فاجتمع الناس إليه فقال لهم: يبيت كل رجل معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي. 4. ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج، ج 6: والصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر، وأنها أوصت أن لا يصليا عليها. وذلك عند أصحابنا من الأمور المغفورة لهما وكان الأولى بهما إكرامها واحترام منزلتها لكنهما خافا الفرقة وأشفقا الفتنة ففعلا ما هو الأصلح بحسب ظنهما، وكانا من الدين وقوة اليقين بمكان مكين لا شك في ذلك، والأمور الماضية يتعذر الوقوف على عللها وأسبابها ولا يعلم حقائقها إلا من قد شاهدها ولابسها، بل لعل الحاضرين المشاهدين لها يعلمون باطن الأمر فلا يجوز العدول عن حسن الاعتقاد فيهما بما جرى، والله ولي المغفرة والعفو، فإن هذا لو ثبت أنه خطأ لم يكن كبيرة بل كان من باب الصغائر التي لا تقتضي التبري ولا توجب زوال التولي. ونحن نأخذ بكلام ابن أبي الحديد وشهادته بأن فاطمة ماتت غاضبة على الرجلين، ولكننا لا نسلّم ولا نقبل بتأويله وتمحيله لعدم دلالة غضبها (ع) على انحرافهما وأن ذلك من الأمور المغفورة، وسنبين ذلك في نهاية الموضوع. 5. صحيح مسلم، ج 5: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغبر شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، قال: فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ابن أبي طالب ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي. 6. أخرج البخاري في باب فرض الخمس ج 5 ص 5 عن عائشة: إن فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركنا صدقة. فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة حتى توفيت . 7. وأخرج البخاري في الغزوات باب غزوة خيبر ج 6 ص 196: عن عائشة قالت: إن فاطمة " إلى أن قالت " فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها. 8. البخاري في ج 8، أخرج في كتاب الفرائض: عن عائشة أن فاطمة والعباس (ع) أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدمك وسهمهما من خيبر، فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال. قال أبو بكر: والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته، قال: فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت. وبعد ذكر هذه الروايات والأقوال الصريحة والواضحة في أن فاطمة (ع) ماتت وهي غاضبة وواجدة على الخليفتين أبي بكر وعمر. يثبت لدينا بالقطع واليقين هذه الواقعة بلا تأويل، لكن التأويل وقع في دلالة غضب فاطمة (ع)، وهل يعني أن غضبها على شخص يعني فسق ذلك الشخص أو انحرافه أو استحقاقه لعذاب الله عز وجل وما شابه ذلك من كلام ... مما لا شك فيه أن الشيعة وبحسب الروايات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبحسب ثبوت العصمة للسيدة فاطمة (ع)، يثبت أن مخالفتها مخالفة لله وأن إيذاءها إيذاء الله. ولكن ما هو تفسير دلالات هذه الحقيقة عند إخواننا أهل السنة، هذا ما سيبقى محل الاستفهام والانتظار ؟! والغريب أن البخاري نفسه قد أورد رواية غضب فاطمة في أكثر من مورد في صحيحه منها في ج 4، باب مناقب المهاجرين: عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني. 9. وكذلك أحمد بن حنبل في مسنده، ج 4: حديث قطبة بن مالك، عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاطمة مضغة مني يقبضني ما قبضها ويبسطني ما بسطها. بعد ذلك هل يبقى لدى الإنسان المنصف أن يتحير في الحكم على هؤلاء الذين أغضبوا فاطمة (ع) وآذوها، حتى أمرت بأن تدفن ليلا ويعفى قبرها. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ الهوامش: (1) 1. أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري: ترحم عليه النجاشي في ترجمة أحمد بن محمد بن الربيع، وذكر روايته عن أبيه. 2. هارون بن موسى: كان وجها في أصحابنا ثقة معتمدا لا يطعن عليه. 3. أبوعلي محمد بن همام بن سهيل: الإسكافي، جليل القدر ثقة، له روايات كثيرة أخبرنا بها عدة من أصحابنا. 4. أحمد ابن محمد بن البرقي: ثقة في نفسه غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل. 5. أحمد بن محمد الأشعري القمي: ثقة. 6. عبدالرحمن بن أبي نجران: ثقة ثقة معتمدا على ما يرويه له كتب كثيرة. 7. عبدالله بن سنان: ثقة من أصحابنا جليل لا يطعن عليه في شيء. 8. ابن مسكان: ثقة من أصحاب الإجماع. 9. أبو بصير: ثقة من الأجلاء، وخلّص أصحاب الإمام الصادق (ع).
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|