العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 17-03-2010, 11:35 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي ( جهود الشيخ د.الفضلي في الدراسات القرآنية ) جابر بن عبدالله الخلف

جهود الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي في الدراسات القرآنية


المشارك: جابر بن عبدالله الخلف.
الأمسية القرآنية الرمضانية لعام 1430هـ

ما أعنيه بهذا العنوان هو تناول الكتب والأبحاث والتحقيقات التي طرحها الدكتور الفضلي حول علوم القرآن الكريم، مثل: القراءات والتجويد والناسخ والمنسوخ وغير ذلك.

وهو موضوع لا أدعي فيه تقديم أي جديد، وإنما يمكنني إدعاء تقديم المفيد، إذن سيكون موضوعي عرضا لما كتب، وتعريفا بمجموعة من الكتب، وليس لي فيه ابتكار أو إنجاز ما لم ينجز، وإنما رميت إلى تحقيق رغبة القراءة المتأنية في ما كتبه الشيخ الفضلي حول القرآن في هذه الأمسية القرآنية في شهر رمضان.

يعرف الدكتور داود العطار في كتابه ( علوم القرآن ) بقوله: "هي الأبحاث العلمية في القرآن الكريم، فلقد أقبل العلماء على دراسة كتاب الله المجيد، وكتبوا عنه أبحاثا علمية قيمة.. أسموها ( علوم القرآن )، وأهم هذه العلوم، هي: علم التفسير، علم آيات الأحكام، علم الإعجاز، علم المكي والمدني، علم أسباب النزول، علم الناسخ والمنسوخ، علم المحكم والمتشابه، علم الإعراب، وعلم البلاغة، علم الرسم القرآني، علم القراءات".

منذ الطفولة:
من الطبيعي أن ترجع عناية الدكتور الفضلي بالقرآن منذ نعومة أفكاره، وذلك من خلال عناية والده الميرز محسن الفضلي (ت 1409هـ) به، فقد ختم القرآن الكريم في كُتّاب البصرة، وهذه هي النشأة الطبيعية لطالب العلم في ذلك الوسط العلمي في العراق، وخصوصا في البـصرة، حيث مسقط رأس الشيخ الفضلي عام 1354هـ.

ويتجدد اهتمام الشيخ الفضلي بالدراسات القرآنية فيما بعد أثناء تحصيله العلمي في البصرة، ودراسته ( تحفة الأطفال في علم التجويد ) للجنزوري، و( هدية المستفيد في علم التجويد ) على يد الشيخ جاسم بن جميل البصري، وتوسعه العلمي سواء كان في الحوزة العلمية، أو في كلية الفقه في النجف، ودراساته الأكاديمية في كلية الآداب بجامعة بغداد، ثم جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وكلية دار العلوم بجامعة القاهرة.

المفاهيم الإسلامية من منظور قرآني:
ويمكن رصد اهتماماته أيضا من خلال طرحه للمفاهيم الإسلامية في ضوء القرآن الكريم من خلال التأصيل لها من الآيات الكريمة وذلك في كثير من كتاباته ومحاضراته وندواته العامة في المناسبات الاجتماعية والثقافية والاحتفالات الإسلامية في المنطقة الشرقية سواء في الأحساء أو القطيف، مثل طرحه لمفهوم ( الأولى ) و( الآخرة ) في القرآن، وحديثه عن القرآن الكريم بوصفه منهجا تربويا في دراسة أصول العقيدة الإسلامية من خلال كتابه التربوي ( التربية الدينية ) مع شرح موجز لبعض السور القرآنية؛ كي يكون القرآن الكريم أول كتاب تنفتح عليه الناشئة.

في ( فهرست مؤلفات العلامة الدكتور عبدالهادي الفضلي ) الذي أعده الأستاذ حسين الشيخ، وهو يحتوي على المطبوع منها والمخطوط، فقد صنفه مؤلفه إلى سبع مجموعات، وفي مقدمة هذه المجموعات ( مجموعة علوم القرآن )، وجاء الفهرس كالآتي:

1. بداية الهداية في علم التجويد ـ تحقيق:
تأليف: الشيخ عبد المحسن اللويمي الأحسائي (ت حدود 1250 هـ).
تبحث هذه الرسالة في علم التجويد: أحكامه ومسائله، في ضوء منهج فقهي استدلالي، يعتمد طريقة الاجتهاد وأصوله أساسًا في الدراسة والاستنتاج، ويرجع هذا إلى أن مؤلفها من الفقهاء المجتهدين، وممن ألف في فقه الصلاة ثلاث رسائل، وبطريقة علمية استدلالية، حتى عاد عميق التخصص ودقيقه في فقه الصلاة.

ويبحث الكتاب مادة علم التجويد ضمن العناوين التالية: مخارج الحروف وصفاتها، الإدغام في القرآن، أحكام النون الساكنة والتنوين، حروف لا تدغم فيما يقاربها ( المد والقصر )، ترقيق الراء وتفخيمها، تغليظ اللامات وترقيقها، الوقف على أواخر الكلم.

2. درة القارئ (منظومة في ظاءات القرآن الكريم) ـ تحقيق: نظم: الحافظ عبد الرزاق الرسعني ( ت 661 هـ ).
وهو لون من التأليف يعرض لبيان ما يُقرأ ويُكتب بـ ( الظاء ) من الكلم القرآني الكريم، فتدخل مادته في دائرة التأليف في علوم القرآن، واعتمد مؤلفه أسلوب النظم فيه تسهيلاً لاستظهاره، وتيسيرًا لاستحضاره، وهو نهج سلكه غير قليل من المؤلفين المتقدّمين، وشاع سلوكه في أخريات العصر العباسي، وعصر الدول المتتابعة.
تتألف منظومته من واحد وثلاثين بيتًا، من البحر البسيط التام، ورويّها: النون المكسورة، وأشار الناظم إلى تسميتها وبحرها بقوله:
سميتها ( درة القاري )، ونِسبَتُه...............بحر البسيط، فزنها، واختبر تبنِ

3. شرح الواضحة في تجويد الفاتحة ـ تحقيق: تأليف: ابن أم قاسم المرادي النحوي ( ت المئة الثامنة ).
يتألف الكتاب من متن وشرح، فمتنه: منظومة من البحر الطويل، وقافيتها دالية مكسورة، عنوانها: ( الواضحة في تجويد الفاتحة )، من نظم الشيخ برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري المقرئ النحوي، والمنظومة تتحدث عن أحكام تجويد كلمات سورة الفاتحة، أما الشرح فهو للحسن بن قاسم المرادي النحوي المعروف بابن أم قاسم، يلقي فيه الشارح الأضواء على الجوانب التجويدية والقرائية واللغوية والنحوية لأبيات المنظومة، ومطلع المنظومة:
بحمدك ربي أوّلَ النظم أبتدي......................وأهدي صلاتي للنبي محمد

4. القراءات القرآنية: تاريخ وتعريف:
من أوائل الكتب التي تناولت بحث القراءات القرآنية بالتعريف والتأريخ بتوسع وشمولية، توزعت فصول الكتاب على النحو التالي: نشأة القراءات وتطورها، التعريف بالقراءات، مصادر القراءات، اختلاف القراءات وأسبابه، الاختيار في القراءات، المقياس القرائي، القراءات والتجويد.

5. قراءة ابن كثير وأثرها في الدراسات النحوية ـ رسالة دكتوراه ( 1975م ):
تتكون هذه الرسالة من تمهيد وثلاثة أبواب:
التمهيد: التعريف بابن كثير: نشأته، حياته العلمية، أساتذته، تلاميذه، ووفاته.
الباب الأول: القراءات القرآنية، وقد استلّه المؤلف من الرسالة لاحقًا وطبعه ككتاب مستقل، وقد عرفنا بفصوله.
الباب الثاني: قراءة ابن كثير:
الفصل الأول: التعريف بقراءة ابن كثير: أساتذته، إسناده في القراءة، إمامته فيها، تلامذته وراوياه، وإسنادهما إليه، طريقته في القراءة، التأليف في قراءة ابن كثير .
الفصل الثاني: نصوص قراءة ابن كثير، حيث بلغ مجموع ما ذكره المؤلف (1600) نصًا متواترًا .
الباب الثالث: أثر قراءة ابن كثير في الدراسات النحوية: وذلك من خلال بيان أثر القراءات عامة في الدراسات النحوية، ثم خصص البحث في أثر قراءة ابن كثير في الدراسات النحوية، وقسم ذلك الأثر في الأصوات والصرف والنحو، والأساليب .

ثم الخاتمة وضمت خلاصة البحث ونتائجه وهي كما وردت في كتاب الفقيه المثقف ص 163:
1.مكة المكرمة من حواضر الدراسات النحوية في فترة ولادة النحو ونشوئه، أي من النصف الثاني من القرن الأول الهجري.
2.ابن كثير كان نحويا من رواد علم النحو الأوائل.
3.استشهد العلماء بقراءة ابن كثير في الأصوات والصرف والنحو والبلاغة واللهجات والمعاجم والتطور اللغوي.
4.قراءة ابن كثير للنحو شاهد على قواعده ومسائله منذ بدء التأليف فيه حتى الآن.
5.جواز الجمع بين الساكنين غير مقصور على ما كان أو الحرفين منهما مدا كما هو رأي النحاة، وإنما يشمل ما كان الحرف الثاني منهما مدغما، وما كان الحرف الأول منهما حرف مد ولين.

واستنادا إلى قراءة ابن كثير:
‌أ.جواز قصر الممدود في النثر.
‌ب.جواز تقديم الأسلوب البلاغي على القاعدة النحوية.
‌ج.حفظت لنا قراءة ابن كثير لهجة إثبات حرف العلة حالةَ الجزم.
‌د.ابن كثير كان يوافق في كثير مما انفرد به الأصل النحوي كما في وصله هاء الكتابة، ووصله ميم الجمع.
‌ه.يوافق ابن كثير الاستعمال العربي الشائع فيما اختلف فيه القراء، واعتبر من القراءات المشكلة نحويا.
‌و.اختيارات ابن كثير جاءت موافقة للغة قريش والحجاز.
‌ز.حفظت لنا قراءة ابن كثير 116 لهجة منسوبة وغير منسوبة.
‌ح.يؤثر ابن كثير في اغلب اختياراته للهجات العربية الشائعة.
‌ط.إن كثيرا من الألفاظ المعجمية في القراءات قد أغفلها مؤلفو المعاجم العربية.

6. الناسخ والمنسوخ ـ تحقيق تأليف: كمال الدين عبد الرحمن بن محمد العتائقي الحلي.
الكتاب يعرض لسور القرآن الكريم، ويشير في كل سورة إلى عدد الآيات الناسخة، أو المنسوخة فيها، ثم يثبتها مع الإشارة في كل آية منسوخة إلى الآية التي نسختها، مبتدئًا من الفاتحة، ومنتهيًا بسورة الناس .

7. علم التجويد:

كتاب دراسي في علم التجويد ما زال مخطوطًا.
لم يذكر الأستاذ حسين الشيخ كتاب زلة القاريء للنسفي بتحقيق الدكتور الفضلي، وقد ذكره السيد هاشم الشخص في أعلام هجر في مجال تحقيق الكتب، وذكره أيضا الأستاذ عبدالإله صالح آل علي في بحثه الجامعي ( الدكتور عبدالهادي الفضلي عالم اللغة والنحوي السعودي ).

كما لم يذكر الأستاذ حسين الشيخ كتاب اللامات، وهو دراسة نحوية شاملة في ضوء القراءات القرآنية وقد اقترح منهجها في رسالته للدكتوراه عن قراءة ابن كثير وأثرها في الدراسات النحوية. كما أنه لم يذكر كتاب إعراب سورة الفاتحة، وقد ذكره السيد هاشم الشخص.

في مجال الإشراف الأكاديمي على الرسائل العلمية:

ومن جهود الدكتور الفضلي في خدمة القرآن إشرافه على الرسائل العلمية، والأطاريح الجامعية، ومن أمثلة ذلك:
إشرافه على رسالة دكتوراه، للدكتورة صباح بافضل، كلية التربية للبنات في جدة، بعنوان: ( من الظواهر النحوية للحروف المستخدمة في القرآن الكريم ).
وإشرافه على رسالة ماجستير، للأستاذة ثريا مدن عمير، في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، بعنوان: ( مناهج التفسير).

في مجال البحث الفقهي:
في بحثه بعنوان ( الشيخ الفضلي فقيها ) عرض السيد محمد الحسيني للملامح العامة لمنهج الشيخ الفضلي الفقهي، وهي في اختصار: الفهم العرفي، النزعة التاريخية، الذهنية المعاصرة، البعد العلمي، المرجعية القرآنية، الرؤى المستقلة.

ويمكن تلخيص ما يعنيه السيد الحسيني فيما يعنيه بالمرجعية القرآنية في الآتي: " يلاحظ على المنهج الفقهي السائد ـ مع الاعتراف بالمرجعية القرآنية ـ التعاطي مع السنة الشريفة بمستوى واحد، وبمسافة واحدة مع القرآن الكريم، في وقت يؤكد فيه عدد من الفقهاء على ضرورة قراءة نصوص السنة الشريفة وتفسيرها في ضوء القرآن ؛ لأنه المصدر الأول للتقعيد، ولا ينفصل أي نص، أو موقف عن الإطار العام للنص القرآني "

ثم يضيف: " وتبدو هذه الإشكالية في المسائل الحرجة، ومن ذلك مركز المرأة القانوني في ضوء بعض النصوص الشرعية، ومسائل أخرى مهمة تتصل بالشأن الحياتي العام "

ويضرب السيد الحسيني أمثلة لذلك، مثل: مسألة ولاية المرأة للوظائف العامة، ومنها الولاية السياسية والقضائية، ومسألة الغناء، ومسألة السلام مع الكيان الصهيوني.

لقد انطلق الشيخ الفضلي في مقاربة هذه المسائل بقراءة أقرب ما تكون إلى ( السياق القرآني ).
إن اهتمام الدكتور الفضلي بمرجعية النص القرآني في طروحاته الفكرية والفقهية باعتبار أن القرآن هو المرجع الأول في التشريع، فهو من المهتمين بالمدارس العلمية الجديدة في مجال الدراسات الحوزوية، أو الأكاديمية.

والخلاصة: إن جهود الشيخ الدكتور الفضلي في الدراسات القرآنية جهود ثرة ومهمة، وهي جهود ذات قيمة علمية عالية، فقد ختم القرآن منذ نعومة أفكاره، واهتم بتناول علوم القرآن في مجال طرح المفاهيم ومناقشتها، وفي مجال تحقيق التراث العربي الإسلامي، والعناية بالمخطوطات، ومجال التأليف الذاتي، وفي مجال الإشراف الأكاديمي، وفي مجال المنهج الفقهي درسا وتطبيقا .

إن علوم القرآن كثيرة، وقد اشتغل الدكتور الفضلي على بعضها، وألف في أهمها، مثل: علم القراءات، وعلم آيات الأحكام في منهجه الفقهي، وعلم الناسخ والمنسوخ، وأشرف على دراسات علمية تتعلق بمناهج التفسير، ونحو القرآن وإعرابه.

( هوامش ):
______________


هامش 1: من مراجع الشيخ جلال الحنفي البغدادي في كتابه قواعد التجويد والإلقاء الصوتي ( كتاب بداية الهداية في علم التجويد )، كما أن من مراجعه أيضا ( رسالة في بعض أسرار التجويد )، للشيخ احمد بن زين الدين الأحسائي المتوفى سنة 1341هـ.
هامش 2: توفي ابن أم قاسم المرادي سنة 749هـ، حسب كتاب القراءات القرآنية.
هامش 3: كتاب القراءات القرآنية في الأصل ليس كتابا مستقلا، وإنما هو مقتبس من أطروحة الدكتوراه التي أعدها الدكتور الفضلي في جامعة القاهرة، ويبدو أنها فصولها الأولى، وقد رجع إليه، ونقل منه الشيخ جلال الحنفي البغدادي في كتابه قواعد التجويد والإلقاء الصوتي، والسيد جعفر مرتضى العالمي في كتابه حقائق هامة حول القرآن الكريم.


( مصادر ):
1.أعلام هجر، السيد هاشم الشخص.
2. قالوا في جدنا، غسان الفضلي، نائل السلطان.
3.الفقيه المثقف، فؤاد الفضلي.
4.فهرست مؤلفات العلامة الدكتور عبدالهادي الفضلي، الأستاذ حسين الشيخ.
5.موجز علوم القرآن، الدكتور داود العطار.
6.التربية الدينية، الدكتور عبدالهادي الفضلي.
7.الدكتور عبدالهادي الفضلي عالم اللغة والنحوي السعودي، الأستاذ عبدالإله صالح آل علي.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد